القائمة إغلاق

حلقة: الخيانة العظمى Episode: High Treason

 2، 1 حلقة: الخيانة العظمى 

برنامج: من البداية للنهاية

 

الخيانة العظمى 1 

 

 

 

الخيانة العظمى 2

لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب 

video
play-sharp-fill

لمشاهدة الحلقة على الفيس بوك

لسماع الحلقة على الساوند كلاود أضغط هنا

 

 

برنامج من البداية للنهاية

(راديو الحق المغير للحياة)

الحلقة الخامسة: الخيانة العُظمى (الجزء الأول)

 

تنويه: العظة مكتوبة بـالذكاء الاصطناعي، لم تُراجع من خدمتنا بعد، إن وجدت أخطاءً في الكتابة تواصل معنا واذكرها لنا.

  • الحقب الأولى والتمرد السماوي.
  • خلق الإنسان على صورة الله.
  • كلمات البركة الأولى والسلطان الإلهي.
  • استعادة السلطان في المسيح يسوع.
  • قيمتك الحقيقية: أنت تساوي يسوع!
  • الخيانة العظمى: فهم عميق لما حدث.
  • التجربة والامتحان: فرق جوهري.
  • الحياة الجديدة في المسيح: التركيز على البر لا الخطية.

 

الحقب الأولى والتمرد السماوي:

  • البداية: خلق الله السماء، ثم خلق الملائكة، ثم خلق الأرض، لا نعلم المدة الزمنية الخاصة بهذه الحقبة لأن الكتاب المقدس لم يذكر هذا.
  • السقوط الأول: في الحقبة الأولى، تلك التي شهدت خلق الأرض وسماءها وغلافها الجوي وما فوقها، حدث أمر جلل. لقد حاول “لوسيفر” (إبليس) السيطرة، وهو كائن ملائكي سماوي، وبدأ مناورات ضد السماء، محاولًا احتلال العرش الإلهي. لقد كان فساد قلبه وتكبُّره سببًا في هذا التمرد غير المتوقع.
  • معركة في السماء: في تلك الأثناء، دارت معركة في السماء، وطُرد إبليس من حضرة الله. نتيجة لذلك، حدث قضاء على الأرض. هنا، يجب أن تدرك جيدًا أن هناك فرقًا زمنيًا بين ما جاء في (تكوين 1: 1 و تكوين 1: 2. كما قال النبي إشعياء: لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا” إشعياء 45: 18.
    • انتبه: الأرض خُلقت جميلة في البداية، لكن بسبب استحواذ إبليس، حدث قضاء بطوفان مائي، يذكر عنه الكتاب المقدس في (بطرس الثانية 3: 5-6)، وهو يختلف عن طوفان نوح المعروف.
تجديد الأرض ومجيء الإنسان:

الحقبة التي نعيشها الآن، والتي نتحدث عنها، هي حقبة إعادة تجديد الأرض. قد يقرأ البعض سفر التكوين 1 ويشعر وكأن الرب كان يخلق الأرض للمرة الأولى. لكن في الحقيقة، إذا ركزت في الألفاظ المستخدمة، سواء في اللغة العربية أو العبرية، ستكتشف أن لفظ “خلق” لم يُذكر سوى ثلاث مرات فقط. أما باقي الألفاظ، فهي تدل على “عمل” و “صناعة”.

  • عمل الله في التجديد: على سبيل المثال، يقول الكتاب المقدس: وَقَالَ اللهُ: لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ. وَكَانَ كَذلِكَ” تكوين 1: 11. لاحظ جيدًا، لم يخلق الرب البذور هنا، بل أمر الأرض “لتنبت” ما فيها. هذا يعني أن الأرض كانت تحتوي بالفعل على بذور موجودة. لم يستغنِ الرب عن المادة الأولية التي صنعها. وكذلك، عندما صنع الرب النورين العظيمين، لم يقل “خلق” الشمس والقمر، بل قال: فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ” تكوين 1: 16. لقد كان الرب يعمل، ويكمل هذا العمل في ستة أيام.
  • الخليقة في انتظار الإنسان: ثم جئنا إلى الحقبة الأهم، وهي مجيء الإنسان، الذي كان الله يعد له كل هذا. الخليقة كلها كانت في انتظاره. كما رنمت الملائكة وهتفت عندما رأوا ذلك، هكذا كانت الخليقة في انتظار الشخص الذي سيتوجها والذي سيضعه الله تحت سلطانه مباشرة: الإنسان.

من البدء لم يكن هكذا – آدم وحواء كنموذج:

لقد سبق وتحدثنا عن سقوط إبليس في جزئين، راجع حلقة هيوسيفورس الجزء الأول والثاني

دعني أُذكِّرك بمبدأ مهم استخدمه الرب يسوع. عندما سأله الفريسيون عن الطلاق، قال الرب يسوع: مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا” متى 19: 8. هذا المبدأ يعلمنا أنه لفهم أي أمر إلهي، يجب أن نعود إلى البداية.

  • قانون الذكر الأول: في سفر التكوين، نحن لا نتعامل مع مجرد قصة أو شخصيتين، بل نتعامل مع مبادئ إلهية أساسية. هناك قانون تفسيري يُدعى “قانون الذكر الأول” (Law of First Mention) إذا أردت أن تعرف معنى البركة، اللعنة، الخطية، الدم، أو الفداء، فعليك العودة إلى سفر التكوين، لأنه البدايات، هو بذرة كل شيء. البحث عن أول مرة استخدم فيها مفهوم ما، وكيف استخدم، سيبني فهمك لهذه الموضوعات.
  • آدم وحواء شخصيات حقيقية: يرى بعض الناس أن آدم وحواء مجرد شخصيات رمزية. لكن هذا ليس صحيحًا. الكتاب المقدس يوضح أنهما شخصيات حقيقية. يسوع نفسه أكد على موثوقية العهد القديم وقصة آدم وحواء.
    • قال الرب يسوع: مِنْ دَمِ هَابِيلَ الْبَارِّ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ” متى 23: 35. لقد صادق الرب يسوع بنفسه على حرفية هذه القصص، ليست مجرد رموز.
    • افهم جيدًا: صحيح أننا نرى كائنات تتكلم مثل الحية، وقد تبدو لنا هذه الأمور غريبة وغير معتادة في عصرنا، لكن في البداية، كان عالم الروح متداخلًا جدًا مع عالم المادة والعيان. كانت هذه الأمور سهلة الحدوث. الملائكة كانت موجودة لخدمة الإنسان.
  • الجنة ومسؤولية آدم: كانت الجنة ضخمة جدًا، وليست مجرد حديقة صغيرة كما نتخيلها. مسؤولية آدم كانت عظيمة، فهو مكلف بالاهتمام بكل الأشجار ورعايتها وتنظيف ما حولها وسقيها. تحركاته في هذه المساحة الشاسعة كانت بوسائل خارقة، لأنه كان يتمتع بقدرات غير عادية.
    • تذكّر: نحن ننظر بعيون عصرنا الآن، ونشعر أننا لم نرَ شيئًا خارقًا لأن عالم العيان يملأ قصصنا. لكن في البداية، كان عالم الروح متداخلًا جدًا مع عالم العيان. يقول الكتاب وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّة” تكوين 3: 8. في الأصل العبري، “سمع الصوت ماشيًا”. نعم، الصوت يمشي! كان الله يتحرك معهم بهذه الطريقة، وكانت هناك أمور خارقة تحدث في زمن آدم.
  • معرفة آدم الخارقة: لم يكن آدم شخصًا بدائيًا كما تعلمنا في العلوم عن الإنسان البدائي والعصور الحجرية. على العكس تمامًا، كان الإنسان الأول يتمتع بقدرات خارقة. بدليل أن قايين، في وقت قصير، بنى مدينة، واخترعوا أشياء غير عادية.
    • لاحظ: حضارات مثل الحضارة الفرعونية والسومرية كانت لديها علوم غير عادية في الهندسة والفلك وغيرها، وكان لها ارتباط أحيانًا بأرواح شريرة.
  • البشرية كلها في آدم: عندما نتعامل مع سفر التكوين، نحن لا نتعامل مع شخصيتين فرديتين فقط، بل مع البشرية كلها. لقد رأى الرب البشرية كلها في آدم. هذا يجيب على السؤال: لماذا أحمل خطيئة آدم؟ أنا لا ذنب لي! لكن في الحقيقة، الرب كان يرى البشرية كلها في آدم، تمامًا كما نقول إن يسوع قام بعمل وأصبح رأس نسل جديد. لهذا السبب، سمّاه الرسول بولس “آدم الأخير” كورنثوس الأولى 15: 45. كان آدم الأول له نسل معين، وآدم الثاني له نسل مختلف.
    • يستخدم الرسول في نفس المبدأ (عبرانيين 7: 9-10 ليثبت أن كهنوت ملكي صادق أعلى من كهنوت هارون: حَتَّى إِنَّ لاَوِي أَيْضًا الْآخِذَ الْعُشْرَ، قَدْ أَعْطَى الْعُشْرَ بِوَاسِطَةِ إِبْرَاهِيمَ. لأَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ.” هذا يعني أننا كنا في صلب آدم.

خلق الإنسان على صورة الله:

دعنا نقرأ كيف تم الخلق في (تكوين 1:

وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ.” تكوين 1: 26

  • انتبه: هنا “الدبابات” لا تعني المركبات الحربية، بل كل ما يدب على الأرض.

فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.” تكوين 1: 27.

وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ.” تكوين 1: 28.

هذه هي بداية دخول الإنسان إلى المشهد. لقد أعدّ الله خمسة أيام من التجهيزات كلها لأجل الإنسان. كل شيء في كوكب الأرض جُهِّز لأجل الإنسان.

  • إملأوا الأرض” – إعادة ملء: كلمة “إملأوا” هنا في الأصل العبري تعني “إعادة ملء” (replenish). هذا يؤكد أن الأرض كانت معمورة في يوم من الأيام، ثم حدث لها دمار، والآن يأمر الرب آدم بإعادة ملئها.

ماذا يعني “على صورتنا كشبهنا”؟

قد تسأل: “هل هذا يعني أن الله له أيادٍ وأرجل وفم مثلنا؟” الألفاظ العبرية المستخدمة هنا، “تسليم” (צֶלֶם) و “ديموت” (דְּמוּת)، والتي تعني “صورتنا كشبهنا”، أُطلقت على الشكل الخارجي.

  • الله روح وله هيئة: صحيح أننا أرواح، وأن الرب يسوع علمنا أن اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا” يوحنا 4: 24. لكن حتى هذه الروح لها هيئة، ولها أيدٍ وأرجل وعينان. جسدنا هذا ما هو إلا غطاء، كالبدلة التي تغطي الروح.
    • مثال: لو غطيت سيارة بغطاء، فمن السهل أن تكتشف أنها سيارة لأن الغطاء سيأخذ شكلها وزواياها.
    • تَكْسُونِي جِلْدًا وَلَحْمًا، وَنَسَجْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ.” أيوب 10: 11. يتحدث هذا النص عن أن جسدنا كسوة لشيء داخلي يكسو أرواحنا.
  • الروح لها فهم وإدراك: في العهد الجديد، اكتشفنا أن الروح لها فهم وإدراك ووعي وعينان ترى.
    • قصة الغني ولعازر: الرب يسوع حكى قصة حقيقية عن الغني ولعازر لوقا 16: 19-31. في هذه القصة، عندما ذهبا إلى الهاوية، الغني عرف إبراهيم (الذي كان بينه وبينه أكثر من 1500 أو 2000 سنة) وعرف لعازر. وتذكر إخوته الذين كانوا على الأرض. هذا يوضح أن أرواحنا لها هذه الإمكانية: أن تعرف وترى، ولها عينان ويدان. ليست مجرد “هواء” يتحرك، وتنتهي بانتهاء الجسد.
  • الروح القدس ليس حمامة: عندما رأى يوحنا المعمدان الروح القدس ينزل على يسوع، قال الكتاب: وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِي هَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ.” لوقا 3: 22.
    • افهم جيدًا: يوحنا لم يكن يقصد أن الروح القدس طائر أو شكله حمامة. لو قال يوحنا ذلك، لكان اليهود في ذلك الوقت قد رجموه بتهمة التجديف، لأنه كان سيُشبِّه الله بحيوان. الرب منع هذا منعًا باتًا في (خروج 20: 4-5 وكرره موسى في (تثنية 4: 15-18.
    • تذكّر: الله قال لهم: “لا تصنع صورة لي من كائن يطير أو من سمك في البحر أو من دبيب على الأرض”. وقد رأوا آلهة الأمم في مصر تأخذ أشكالًا حيوانية.
    • المعنى الحقيقي: يوحنا المعمدان كان يتكلم عن أن طريقة نزول الروح القدس كانت “مثل” هبوط الحمامة، أي طريقة الهبوط كانت كأنها نازلة بلطف من فوق، وليس أن شكل الروح القدس حمامة. الروح القدس له هيئة جسمية، وشخص، له عينان ويدان ورجلان.

قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ: أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ.” (أعمال الرسل 13: 2). الروح القدس يتكلم ويتصرف كشخص.

الرب يسوع نفسه قال: وَلَسَوْفَ أَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ، فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ.” يوحنا 14: 16. كلمة “آخر” تعني آخر من نفس نوعي، مثلي تمامًا. الروح القدس له عينان ورجلان ويتحرك، ولكن في الروح.

    • ببساطة: إذا أردت أن تفهم “في الروح”، تخيل أنك تحتاج إلى أشعة روحية لترى الروح القدس كما هو، تمامًا كما تحتاج إلى أشعة سينية لترى عظمك الذي لا تراه بالعين المجردة.

نحن مخلوقون على صورته، هذه حقيقة مذهلة. لدرجة أن بطرس الرسول سمى الروح “إنسان القلب”. لم يقل إنها مجرد جزء، بل هي إنسان كامل.

نعمل” و “نخلق” و “نجبل”: ثلاث مراحل للخلق

تُظهر الألفاظ المستخدمة في (تكوين 1: 26 “نعمل”، ثم في (تكوين 1: 27 “فخلق الله الإنسان”، ثم في (تكوين 2: 7 “وجبل الرب الإله آدم ترابًا من الأرض” ثلاث مراحل لعمل الله.

  • نعمل (العبري: עָשָׂה  Asa–): التخطيط والتصميم: هذا اللفظ يشبه عمل المهندس الذي يخطط لشقته. الله تأمل وتخيل كيف سيكون الإنسان، ورسم في ذهنه كل تفاصيله. إنه تخطيط الله لمجيء الإنسان.
  • خلق (العبري: בָּרָא  Bara–): الاستدعاء من عالم الروح: هنا، استدعى الله الأمور من عالم الروح. لأن عالم الروح يحتوي على كل شيء.
    • بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى إِنَّ مَا يُرَى لَمْ يَتَكَوَّنْ مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ.” عبرانيين 11: 3. هذا يعني أن الأشياء التي نراها تكونت من أشياء غير ظاهرة. فعدم ظهور شيء لعيوننا لا يعني عدم وجوده. الله خطط، ثم أخرج روح آدم وحواء كأرواح من عالم الروح.
  • وجبل (العبري: יָצַרYatsar –): تشكيل الجسد: هذا اللفظ يتحدث عن الجسد. لقد جُبل آدم ترابًا من الأرض، ونفخ الله في أنفه نسمة حياة.
    • وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نِسْمَةَ حَيَاةٍ، فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً.” تكوين 2: 7. الروح التي خُلقت في تكوين 1، تحتاج إلى جسد لكي تتحرك وتعمل في الأرض، كمن يقود سيارة برخصة.
    • افهم هذا جيدًا: الأرواح الشريرة تحاول العمل في الأرض بدون رخصة. إبليس يحاول أن يجد رخصة عبر أجساد يدخلها، سواء عبر الأفكار أو امتلاك الجسد.
    • كان الرب يعمل كخزّاف، يشكل الطين. يرسم العينين، والفم، والأذنين. لسنا غريبين أن يكون لدينا عينان، لأن الله لديه عينان.
    • لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمِمَّا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمِمَّا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.” خروج 20: 4. السبب بسيط: “لأني لست هكذا!” ولأن “أنت” يا إنسان صورتي في الأرض. لست بحاجة إلى أن تصنع لي صورة، فأنت صورتي الحية. انظر إلى نفسك، وسترى كيف صنعتك على شبهي وصورتي.

كثيرون، ننظر إلى أنفسنا بضعف: “شكلي ليس جميلًا”، “ملامحي ليست جذابة”، “أنا أسمر أو لوني مختلف”، “أنفي كبير أو صغير”. لكن الحقيقة المدهشة هي أن ملامحك هي انعكاس لصورة الرب نفسه! أنت لا تحتاج أن تقول: “أنا شكلي وحش”، أو “تقاطيعي ليست جيدة”. افرح بنفسك، لأنك مخلوق على صورة الله ومثاله.

كلمات البركة الأولى والسلطان الإلهي:

دعنا نتابع حديثنا عن الألفاظ الثلاثة في الخلق، ونرى ما حدث بعد ذلك.

  • أول كلمات الله للإنسان: أول كلمات خرجت من فم الله في حضرة الإنسان هي كلمات بركة. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ.”  (تكوين 1: 28) هذه الكلمات تعطينا تعريفًا رائعًا لطبيعة الله المبارِكة، لا التي تلعن.
    • انتبه: لا تعتقد أنك ملعون، أو مرفوض من هذا الإله، أو غير مقبول، أو أنه غاضب عليك. أول ما خرج من فمه عندما رأى الإنسان كانت كلمات بركة.
  • أساس الكلمات المنطوقة والإيمان: من هنا جاء أساس الكلمات المنطوقة والإيمان. الإيمان والكلمات المنطوقة ليسا اختراعًا حديثًا أو “موضة”. لقد رأينا طبيعة الله نفسه!
    • يقول الكتاب وَقَالَ اللهُ: لِيَكُنْ نُورٌ، فَكَانَ نُورٌ.” تكوين 1: 3 في العبرية، تعني: “يا نور! كن!” فالله طبيعته نور، وليس فيه ظلمة البتة يوحنا الأولى 1: 5. ما يراه الله، يتكلم به فيكون. هذا هو مبدأ الإيمان ببساطة آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ” كورنثوس الثانية 4: 13. ما أراه في كلمة الله، أتكلم به.
    • افهم هذا جيدًا: عندما تقول: “جسدي صحيح”، أنت لا تدعي شيئًا غير موجود. بل أنت ترى ما تقوله كلمة الله عنك، وتتأمله، تمامًا كما رأى الرب الإنسان وتخيله، ثم تكلم ليتوجد.
  • معنى البركة: كلمة “بركة” في العبرية (בָּרַךְ barak–) جميلة جدًا. إنها نفس التعبير الذي يُقال عن الجمل عندما “يَبرُك”، أي يجلس. كأن الله، أمام التحفة التي صنعها، ركع على ركبتيه (مجازيًا) وقال: “لقد صنعت ما أروع! أخيرًا جاء الإنسان الذي سأمنحه طبيعتي وأكون في علاقة معه!” فبدأ يتكلم ويباركه.
    • لقد رأينا الآباء في الكتاب المقدس يستخدمون هذا الأمر. إبراهيم، إسحاق، ويعقوب فهموا هذه المبادئ. كان هناك صراع بين يعقوب وعيسو على البركة، لأنهم فهموا أنها حقيقية. مجرد أن إسحاق نطق الكلمات، فهذا يعني أنها حدثت.

قصة بركة يعقوب وعيسو:

تأمل معي ما حدث في (تكوين 27: 34-38:

فَعِنْدَمَا سَمِعَ عِيسُو كَلاَمَ أَبِيهِ، صَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً وَمُرَّةً جِدًّا، وَقَالَ لأَبِيهِ: بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي!” تكوين 27: 34.

بعد أن خدع يعقوب أباه وأخذ البركة بدلًا من عيسو، جاء عيسو ليجد أن كل شيء قد انتهى.

فَقَالَ إِسْحَاقُ: قَدْ جَاءَ أَخُوكَ بِمَكْرٍ وَأَخَذَ بَرَكَتَكَ. فَقَالَ عِيسُو: أَلَمْ يُدْعَ اسْمُهُ يَعْقُوبَ، فَقَدْ تَعَقَّبَنِي الآنَ مَرَّتَيْنِ؟ أَخَذَ بَكُورِيَّتِي، وَهُوَذَا الآنَ قَدْ أَخَذَ بَرَكَتِي! ثُمَّ قَالَ: أَمَا أَبْقَيْتَ لِي بَرَكَةً؟” تكوين 27: 35-36

الغريب في رد إسحاق بعد ذلك:

فَأَجَابَ إِسْحَاقُ وَقَالَ لِعِيسُو: إِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ سَيِّدًا لَكَ، وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ عَبِيدًا، وَعَضَّدْتُهُ بِحِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. فَمَاذَا أَصْنَعُ إِلَيْكَ يَا ابْنِي؟ فَقَالَ عِيسُو لأَبِيهِ: أَلَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا أَبِي؟ بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي. وَرَفَعَ عِيسُو صَوْتَهُ وَبَكَى.” تكوين 27: 37-38

كيف يقول إسحاق: “إني قد جعلته سيدًا لك”؟ كل ما فعله إسحاق هو نطق كلمات، ولم يعطه ميراثًا ماديًا في يديه. لكنهم كانوا يقدرون معنى الكلمات المنطوقة؛ فهي تحدث وتتحقق. لم يستطع إسحاق أن يتراجع عن كلماته.

  • الله يُعزّ الإنسان: الكلمات الأولى من الله للإنسان كانت كلمات بركة ومليئة بالمجد. الإنسان هو أغلى مخلوق لديه. هو الكائن الوحيد الذي خُلق على شبه الله. في (تكوين 1، نكتشف أن كل شيء خُلق “كجنسه” البذور تخرج كجنسها، والحيوانات كجنسها. يتكرر هذا التعبير “كجنسها” كثيرًا، حتى نصل إلى الإنسان، فيقول الله: “هذا سيكون مثلي، على صورتي وشبهي”.
  • سرور الله في سلامك: في (مزمور 35: 27)، يقول الكتاب: لِيَعْتَظِمِ الرَّبُّ، الْمَسْرُورُ بِسَلاَمَةِ عَبْدِهِ.” الكلمة العبرية “سلامة” (شلوم – שָׁלוֹם) تعني “مسرور بارتفاع عبده”، “مسرور بإن عبده في حالة من الوفرة”، “في فرح وبهجة”. هذا هو قلب الله تجاهك أيها الإنسان! إنه ينظر إلى هذا المخلوق الرائع الذي صنعه، ويكمل خطته ليمنحه أمورًا أروع وأروع. هو يُعزّ هذا المخلوق.
  • السيادة والسلطان: البركة التي منحها الله لآدم كانت تتضمن السيادة والسلطان. الألفاظ المستخدمة هنا ألفاظ سيادية: أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا…” تكوين 1: 28.
    • افهم هذا جيدًا: الإنسان خُلق ملكًا ليملك. هذه هي طبيعته ووظيفته التي خلقه الرب لأجلها: أن يملك على الأرض.
    • لا تقبل المعاناة: بناءً على هذا الأساس، لا تقبل المعاناة في الحياة كأمر طبيعي! أنت مخلوق لتملك! الله لم يتراجع عن هذه الخطة.
    • صحيح أن الإنسان وقتها سقط وفقد سلطانه، لكن هذا لا يعني أن الله استسلم لخطته. الله يريد للإنسان أن يعود إلى الخطة الأصلية، وأن يملك مرة أخرى. وهذا ما تحقق من خلال يسوع المسيح.

استعادة السلطان في المسيح يسوع:

إذا كنت تعتقد أن الحياة معاناة، وأن كل شيء ضدك (العمل، الظروف، الناس، حتى المال)، فهذه ليست الصورة الطبيعية التي أرادها الله. الرب قال لآدم: “سُدْ، احكم، أخضع كل هذه الأمور تحتك.”

  • علامات تتبع المؤمنين: الرب يسوع، متحدثًا عن الخليقة الجديدة، قال إن هذا السلطان الذي فُقد يمكن استعادته: وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ.” مرقس 16: 17-18
    • ألسنة جديدة: العلاقة ونوع التواصل الذي انقطع بين الإنسان والله، أصبح الآن نوع تواصل أعلى بكثير حتى من تواصل آدم مع الرب.
    • إخراج الشياطين: إبليس الذي سيطر ودخل المشهد وأخذ السلطان، أصبح الآن هناك من هو أعلى منه في الأرض: المؤمن الذي يخرجه.
    • شفاء المرضى: لقد استُعيدت صحة الإنسان وشفاؤه. في الجنة، لم يكن هناك عوز، ولا مرض، ولا احتياج، ولا نقص في الفرح. كانت وضعية كمال.
  • عقلية الضعف سببها إبليس والعبودية الطويلة: كثيرون لا يستطيعون استيعاب هذا السلطان المسترد، لأنهم عاشوا حقبة طويلة من المعاناة، ورأوا من حولهم يعانون. هذه الصورة المروعة للخطية وعمل إبليس جعلت الناس ينسون الصورة الحقيقية التي خلق الله آدم لأجلها.
    • انتبه: إبليس هو من زرع فكرة الشقاء والمعاناة والأرض الملعونة في العالم. لكن الكتاب المقدس يقول في العهد الجديد إننا مباركون. إذا كنت مباركًا، فهذا يعني أنك خرجت من لعنة الأرض.
    • قصة بني إسرائيل في مصر: في (خروج 6: 1-9، وعد الرب موسى بإخراج بني إسرائيل من العبودية وإدخالهم أرض. الرب كان يؤكد: “أنا الرب! سأفعل هذا!” لكن عندما نقل موسى هذه الأخبار المفرحة إلى الشعب، لَمْ يَسْمَعُوا لِمُوسَى مِنْ صِغَرِ النَّفْسِ وَمِنَ الْعُبُودِيَّةِ الْقَاسِيَةِ.” خروج 6: 9.
    • لقد عاشوا مئات السنين في عبودية قاسية، فلم يستطيعوا تصديق أخبار الحرية والسلطان، لأنهم اعتادوا صورة السوط والطين.
    • تذكّر: هذا بالضبط ما يحدث الآن. عندما نتحدث عن السلطان، والحياة الجديدة في المسيح، والفرح الدائم، والسلام مع النفس والناس، يجد الكثيرون صعوبة في التصديق، لأن كل ما رأوه حولهم هو المعاناة، حتى من المؤمنين. هذا نتيجة لفكر زرعه إبليس وصدقه الناس بسبب طول الزمان وعدم العودة إلى حقيقة كلمة الله.

قيمتك الحقيقية: أنت تساوي يسوع!

تخيل يا صديقي أن لديك شقة باسمك، وقد دفعت ثمنها بالكامل واستلمتها. ثم يأتي شخص ظالم ويطردك منها، مدعيًا أنها ملكه. أمامك حلان: إما أن تستسلم لليأس وتعيش في الضعف، أو أن تعود إلى عقد الملكية الأصلي وتطالب بحقك.

  • العودة إلى العقد الأصلي: إن لم نرجع إلى الصورة الأصلية، إلى العقد الأساسي الذي كُتب فيه عن قيمتنا. وصدقنا ما يقال لنا من الناس، من إبليس، من الظروف، وصدقنا الأعراض التي يخبرنا بها الجسد. لكن عد إلى العقد! ماذا كُتب عنك؟ وعن إبليس؟ وعن ظروفك؟
  • قِيلَ بِكِ أَمْجَادٌ يَا مَدِينَةَ اللهِ” (مزمور 87: 3). هذه نبوة عنك. لماذا تعيش في الخزي؟ لماذا تشبه نفسك بأمور رخيصة وأنت غالٍ جدًا؟
  • ثمن افتدائك: عندما تكتشف ما فعله الله ليفتديك، ستدرك قيمتك. لقد ساوى نفسه بك! قيمة أي شيء تُحدد بما يُدفع فيه. كم دفع الله في الإنسان؟ دفع حياة الله! كنيسة الله التي اقتناها بدمه، وحياة يسوع. إذا، أنت تساوي يسوع!
    • أعلم أن هذا قد يكون صعبًا على البعض. “هل أنا أساوي الله؟” نعم، هو ساوَاك بنفسه. هو من فعل ذلك لأجلك لأنه يحبك إلى أقصى درجة.
  • الله: العدل والمحبة: الله لم يرمِنا عندما أخطأنا. لقد كان أمامه خياران: إما أن يطبق عدله ويدمر الإنسان، أو أن يطبق محبته ويفتديه. هذه معضلة. لو طبق العدل، لانتفت المحبة وتدمر الإنسان. ولو طبق المحبة دون أساس، لأصبح غير عادل، ولكان إبليس قد اتهمه بالظلم.
    • لكن الله العادل والمحب وجد الطريق: افتدانا بيسوع المسيح، ليُظهر عدله ومحبته في آن واحد.
    • قيمتنا تساوي قيمته. محبته لنا تساوي محبته ليسوع.

يا صديقي، قيمة الإنسان ضخمة جدًا في عين الله. أنت لست مجرد لعبة تُرمى إذا فسدت. أنت ثمين جدًا! الأب يحبك كما يحب يسوع تمامًا!

 

الخيانة العظمى: فهم عميق لما حدث:
لقد دفع الله لآدم كل شيء. كتبت كل الممتلكات باسمه. تخيل أنك كتبت كل ما تملك لشخص، وفجأة يذهب هذا الشخص إلى عدوك اللدود ويقدم له كل شيء. السلطان الذي مُنح لآدم على كل خليقة – من سمك البحر، إلى ما يدب على الأرض، وإلى طير السماء – كل شيء كان خاضعًا لآدم. وفجأة، قدم آدم هذا السلطان لإبليس على طبق من ذهب.

تذكّر جيدًا عندما تجرأ إبليس وقال ليسوع عندما كان على الأرض في التجربة: “لو سجدت لي، سأعطيك كل ممالك العالم هذه، فهي لي.” ما الذي جعل إبليس يتجرأ ليقول مثل هذا الكلام؟! إن لم يكن قد سرق السلطان الآدمي بالفعل. إبليس يفهم قانونًا كتابيًا هامًا جدًا في (رومية 6: 16 “ألستم تعلمون أنكم عبيد للذي تطيعونه: إما للخطية للموت، وإما للطاعة للبر؟

لقد فهم إبليس هذا المبدأ الروحي، فقال: “حسنًا، إن جعلت الإنسان يطيعني، فسيكون تحتي. أنا الآن أصبحت في مكانة أعلى منه.” وهكذا، ألقى إبليس بالإنسان تحت سيطرته وطرده من محضر الله. هذا هو ما حدث في الحقيقة عند الأكل من الشجرة، وسنتعمق أكثر في هذا الجانب لاحقًا.

الشجرة: هل كانت لإغاظة الإنسان أم لغرض إلهي أسمى؟

  • لماذا وُضعت الشجرة أساسًا؟
    يتساءل البعض: هل هذه الشجرة صُنعت لإغاظة الإنسان؟ البعض قال: “لولا هذه الشجرة، ما كان آدم ليخطئ!” هل فعلاً وضعها الله ليغيظ الإنسان؟ هل كان يجرب الإنسان ليرى إن كان سيأكل أم لا؟ ما هو الغرض الأساسي الذي كان من الرب لأجل هذه الشجرة؟

هذا التساؤل هو أحد الأسباب التي جعلت الناس تفكر بهذه الطريقة، حتى قالوا: “لكي تكون هناك حرية اختيار، يجب أن تكون هناك شجرة.” وإلا، فلن يكون لآدم حرية اختيار.

دعنا نرى الجزء الخاص بخلق آدم ووضع الشجرة في تكوين الإصحاح الثاني. وأشجعك أيضًا أن ترجع للمقالة الموجودة على موقعنا، في المحتوى التأسيسي، بعنوان: “هل الله خلق شجرة الخير والشر ليجرب آدم؟”

وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نِسْمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً. وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ” تكوين 2: 7-8.

    • لاحظ جيدًا: هذا يعني أن آدم لم يُخلق داخل جنة عدن. لقد خُلق خارجها! الرب الإله، بيده، غرس جنة في عدن شرقًا، ثم وضع آدم هناك.
    • فهم أعمق: الأرض قبل خلق الإنسان كانت “خربة وخالية”. الرب بدأ يعمرها في أيام تجديد الخليقة الستة، وفي اليوم السادس جاء الإنسان. الأرض كلها كانت في حالة خراب، وكل شيء مدمر، حتى أن الماء كان يغطي كل شيء في ظلمة، وهذا ليس طبيعيًا، لأن كلمة “أرض” في الأساس تعني “اليابسة”.
    • النموذج الإلهي: وسط هذه البقعة المدمرة، اختار الرب مكانًا وقال: “أنا سأغرس فيه جنة لآدم.” وجلب آدم الذي جبله، ووضعه في هذه البقعة التي هي جنة عدن. وكلمة “عدن” تعني “مسرات”، كما يقول المرنم حِبَالٌ وَقَعَتْ لِي فِي النُّعَمَاءِ. فَالْمِيرَاثُ حَسَنٌ عِنْدِي.” (مزمور 16: 6)
    • أنت لست مخلوقًا للمعاناة: وضع الله آدم في أروع مكان صنعه، وكأنه يقول له: “يا آدم، هذه هي الأرض التي خربها إبليس. أنت ترى ما يحدث في البرية بالخارج؟ أنت الآن في جنة. أريدك أن تحول كل الأرض إلى جنة كهذه. قم بنفس عملي يا آدم!” الرب غرس الجنة وجعلها في أفضل وضع، لأن آدم كانت مهمته أن يصلح ما خربه إبليس. “هيا يا آدم، ادخل وأصلح! أنا أعطيتك كل الصلاحيات والإمكانيات. لك سلطان على كل شيء. كل الكائنات ستطيعك.” من سمك البحر إلى طير السماء، وما يدب على الأرض. حتى الملائكة كانت مخصصة لمساعدة آدم وخدمته (الكتاب يسميهم في تكوين 2 “جند الأرض” – تعبير عن كائنات روحية وملائكة كانت تساعد آدم وتخدمه). هذا هو النموذج الذي كان آدم سيسير عليه.

وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا. وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ.” تكوين 2: 15-17

    • تأكيد هام: “وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن” – هذا يؤكد مرة أخرى أن آدم لم يكن في الجنة، بل كان خارجها.
    • مسؤولية آدم: وضع لـ “يعملها ويحفظها”. هذان التعبيران مهمان، وسنكتشف أهميتهما لاحقًا في كيفية دخول إبليس إلى الجنة، وكيف زحف ودخل إلى مكان آدم الذي كان مسؤولًا عنه ويسيطر عليه.
    • وصية محبة لا تهديد: الرب أوصى آدم قائلاً: “من جميع شجر الجنة تأكل أكلًا.” كل شيء كان متاحًا لآدم، أراده الرب أن يشبع ويستمتع. لذلك قال الرسول بولس إن الله خلق كل شيء “بِغِنَى لِنَتَمَتَّعَ بِهِ (تيموثاوس الأولى 6: 17)
    • أنت لست مخلوقًا لتتعذب: أنت لست مخلوقًا لتعاني أو تعمل كـ “ثور في طاحونة” غير مستمتع. الرب خلقك لتستمتع بالحياة. حتى الرب يسوع قال: أَنَا قَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ” يوحنا 10: 10. وفي الترجمة الموسعة (AMPC) تعني: “لكي يستمتعوا بالحياة بأقصى درجاتها.” الرب وصى آدم، وكانت هذه الوصية وصية محبة، وليست وصية ترهيب أو تهديد. كانت وصية محبة، كأن أبًا يقول لابنه: “يا حبيبي، لا تذهب إلى هذا المكان.”
    • الموت ليس عقابًا من الله: “لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت.” الرب لم يقل: “سأميتك يا آدم.” الرب لم يقتل آدم. الرب كان يخبره بما سيحدث، تمامًا كمن يقول لك: “احذر، لا تقترب من الكهرباء، فلو اقتربت ستُصعق بالكهرباء.” ليس أنا من سأصعقك!
    • الخطية قاتلة بذاتها: هذا ما قاله الرسول بولس: وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا” أفسس 2: 1. الخطايا في حد ذاتها مميتة. لا تعتقد أن الله يعاقبك على ما تفعله، بل الخطية في حد ذاتها هي مميتة للشخص.
    • الشجرة لم تكن ممنوعة للأبد: هذه الشجرة لم تكن نفيًا مطلقًا لآدم بعدم الأكل منها أبدًا. بل كان آدم سيأتي وقت ويُصبح مؤهلاً للأكل منها. لكن هذه كانت شجرة ضمن الشجر الذي كان آدم مسؤولًا عن رعايته والاعتناء به: يضع لها سمادًا، ويسقيها، ويقلمها مثل باقي الأشجار.
    • طبيعة روحية: في الحقيقة، هي وشجرة الحياة، هما أشجار روحية ظاهرة بشكل مادي. لكنهما في الأساس أشجار روحية.
    • اعتقاد خاطئ: الاعتقاد الخاطئ بأن الله وضعها ليجرب الإنسان هو نتيجة عدم فهمنا لكيفية تحرك الله. فلو نظرنا إلى الله وقلنا: “هل يمكن لله أن يجرب الإنسان؟” دعنا نأخذ أمثلة:
      • امتحان إبراهيم: عندما امتحن الله إبراهيم في ابنه تكوين 22: 1-18، هل كان الله قاصدًا أن يقدم إبراهيم إسحاق ذبيحة؟ بكل تأكيد لا! الله نفسه لا يقبل الذبائح البشرية. حتى عندما حدث ذلك، كان الرب يريد أن يراقب إبراهيم ويباركه. لم يكن في فكر الله إطلاقًا أن يذبح إبراهيم ابنه.
      • يسوع يوضح طبيعة الامتحان الإلهي: في شاهد آخر نرى يسوع بوضوح، وهو صورة الله. يرينا يسوع كيف أنه “يمتحن” شخصًا (بحسب تعبيرنا البشري)، وأشجعكم على قراءة مقالة “التجربة والامتحان” على الموقع.

“وَبَعْدَ هذَا مَضَى يَسُوعُ إِلَى عَبْرِ بَحْرِ الْجَلِيلِ، وَهُوَ بَحْرُ طَبَرِيَّةَ. وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ، لأَنَّهُمْ أَبْصَرُوا آيَاتِهِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا فِي الْمَرْضَى. فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى جَبَل وَجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ. وَكَانَ الْفِصْحُ، عِيدُ الْيَهُودِ، قَرِيبًا. فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعًا كَثِيرًا مُقْبِلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ: مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزًا لِيَأْكُلَ هؤُلاَءِ؟ وَإِنَّمَا قَالَ هذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ.” يوحنا 6: 1- 6

      • شرح الامتحان الإلهي: رأيتم كيف امتحن يسوع فيلبس؟ ليس بطريقة توقع في شر. فالرسول يعقوب نفسه قال لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا.” يعقوب 1: 13

التجربة والامتحان: فرق جوهري:

  • التجربة: هي أمر مرسل من إبليس. هو الذي أُطلق عليه “المجرِّب” في الكتاب المقدس. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا.”  (متى 4: 3) وفي: مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ الْمُجَرِّبُ قَدْ جَرَّبَكُمْ، فَيَصِيرَ تَعَبُنَا بَاطِلاً.”  (تسالونيكي الأولى 3: 5) لفظ “المجرِّب” يقصد به شخص يأتي ليوقعك، هدفه إحباط إيمانك بأي طريقة كانت.
  • الامتحان: ما يفعله الله هو العكس. غرضه أن يرقيك. نحن نمتحن في المدرسة لننتقل من صف إلى آخر. ليس القصد من الامتحان أن نسقط ونعيد السنة. صحيح أنك قد ترسب لو لم تذاكر، لكن هذا ليس القصد الأساسي من الامتحان. الامتحان مصنوع لأجل ترقية الشخص، لأجل إظهار الروعة التي بداخله. الرب عندما امتحن إبراهيم، أخرج كل الروعة والمعدن النفيس الذي كان لديه. “إنك لم تُمسك ابنك وحيدك عني.” وهذا كان فيه صورة لما سيفعله الله مع يسوع على الصليب.
  • امتحان لا يوقع: حينما يمتحن الله، فذلك لكي نرتفع. الامتحان لا يتم بأداة فيها ضرر أو أمور سلبية. رأينا يسوع يمتحن فيلبس، وفيلبس رسب في الامتحان! يسوع سأله: “ماذا نفعل؟” الرب يسوع كان يريد أن يُفعّل إيمان فيلبس، لكن فيلبس تعامل بـ “الآلة الحاسبة” الخاصة به وقال: “لا يكفيهم خبز بمائتي دينار.” هذه لم تكن الإجابة التي أرادها يسوع. ومع ذلك، لم يعنفه يسوع، ولم يصبه بمرض، ولم يسبب له مشكلة.
  • الله لا يضع ما يوقعك: من هنا نفهم أنه من المستحيل أن يكون الله قد وضع شجرة ليجرب الإنسان. إذا كنا رأينا أن الله عندما يمتحن، لا يمتحن بشيء سلبي، فمن المستحيل أن يضع أمامك الشيء الذي سيوقعك. ليس من طبيعته أن يوقعك.
  • يعقوب يوضح: “الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب أحد.” لكن الرسول يعقوب قال لنا متى يجرب الإنسان: “لَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ يعقوب 1: 14.

الحياة الجديدة في المسيح: التركيز على البر لا الخطية:

  • الإنسان العتيق انتهى: لم يكن يعقوب يتحدث عن شهوات الإنسان العتيق، لأن عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِتُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، لِكَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ.” رومية 6: 6. إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا”. 2 كورنثوس 5: 17. كل ما يخص الإنسان العتيق قد مضى وانتهى، ولم يعد له وجود.
  • الشجرة وغرضها الحقيقي: الله من المستحيل أن يكون قد وضع هذه الشجرة ليمتحن الإنسان أو ليجربه ويوقعه في فخ. لو كانت مسرحية إلهية، بأن يضع لك شيئًا غاليًا جدًا، ثم توقعه وتكسره، ثم يأتي هو ليدفع ثمنه، أليست هذه تمثيلية؟ الله منزّه عن أن يدخل في هذا الأمر.
    • ليس مجرد زينة: الشجرة لم تكن بلا استخدام. آدم كان سيأكل منها. كيف عرفنا ذلك؟ عندما نقرأ في سفر الرؤيا، نعرف أن شجرة الحياة سترجع مرة أخرى. الرب وعد في مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبْ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ. رؤيا 2: 7 وفي أواخر سفر الرؤيا، يتحدث عن أن من يغلب سيأكل من شجرة الحياة. هذا يكشف لنا أن الرب في قلبه أن يأكل الإنسان من الشجر.
    • للحكم لا للسقوط: إذن، لماذا صُنعت الشجرة؟ ببساطة، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلائِكَةً؟ كورنثوس الأولى 6:3 الإنسان كان سيحكم على الملائكة الساقطة. لكي يحكم، سيحتاج أن يميز بين الصح والخطأ. في هذا الوقت، كان الرب سيقول لآدم: “يا آدم، أنت جاهز الآن لتحكم على الملائكة الساقطة. هيا، كُلْ من هذه الشجرة، لكن تحت إشرافي.” آدم فعلها خارج إشراف الرب، بطريقة إبليس، وبشكل مستقل عن الله. لم يكن هذا هو الوقت المناسب.
    • قبل الميعاد: هذا هو القصد: “قبل الميعاد!” كان هذا وقتًا لآدم لينشغل بالله، وينشغل بالهدف الذي خُلق لأجله. سيأتي وقت ويفعلها، لكنه أكل منها قبل الميعاد، ليس في وقتها.
    • تركيزنا على البر: مثلما نرى اليوم شخصًا مشغولًا طوال الوقت بالخطية. الرسول بولس يتكلم عن الخطية قليلًا، لكنه يتوسع في شرح البر في رومية وكورنثوس وعبرانيين. بولس يقول: اِصْحَوْا لِلْبِرِّ وَلاَ تُخْطِئُوا” كورنثوس الأولى 15: 34. موضوع الخطية في ذهن الله انتهى عندما أنهى يسوع عليه. كما قيل في أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ.” (2 كورنثوس 5: 19
    • اختيار تفكيرك: الله لم يعد يشغل ذهنه بالخطية. إبليس هو الذي يشغل أذهان الناس بالخطايا، ولهذا يقعون فيها. ما يشغل ذهني، سأجد نفسي أقع فيه. إن انشغلت بالبر والصح والروعة التي صارت بداخلي، سأقع في البر، وسأحب البر، وسأسلك بالبر، وستخرج الطبيعة التي بداخلي لطبيعة البر. أما إن انشغلت بشيء لا يريدنا الرب أن نشغل ذهننا به (وهو قال: “أنا قد أنهيته”)، فهذا لن يقود للبر.
    • الخطية قد انتهت: شخص عرف الرب حديثًا، قد تتمحور حياته كلها حول: “أخطأت، لم أخطئ، آسف، سامحني يا رب، اغفر لي يا رب.” لكن هذا ليس الغرض الذي دُعي الإنسان إليه. فالخطية في نظر الله انتهت. يسوع حلها. قيل إنه: أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ.” عبرانيين 9: 26. لقد أنهى الله موضوع الخطية.

إذا الهدف من الشجرة ليست أن تصير فخًا للإنسان، أو من أجل اختباره؛ فالله لم يصنع هذه التمثيلية، ومع إن الانسان هو من فعل الأمر لكن الله هو من حمل التبعية لأنه يحبنا.

 

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

مُلخص الحلقة

  • الحقب الأولى والتمرد:
    • خلق الله السماء ثم الملائكة ثم الأرض، وفي هذه الحقبة حدث تمرد “لوسيفر” (إبليس) ومحاولته السيطرة على العرش الإلهي.
    • دارت معركة في السماء، طُرد إبليس، وحدث قضاء على الأرض بطوفان مائي (يختلف عن طوفان نوح)، مما أدى إلى خرابها (“توهو وبوهو”).
    • الأرض خُلقت جميلة “للسكن” في البداية، ولم تُخلق خربة.
  • تجديد الأرض ومجيء الإنسان:
    • الحقبة الحالية هي حقبة “إعادة تجديد” الأرض.
    • الألفاظ المستخدمة في تكوين 1 تدل على “عمل” و”صناعة” أكثر من “خلق” من العدم (مثل أمر الأرض بأن “تنبت” ما فيها).
    • جاء الإنسان في النهاية، وكانت الخليقة كلها في انتظاره ليتوجها.
  • آدم وحواء كنموذج ومبدأ:
    • لفهم أي أمر إلهي، يجب العودة للبداية (“مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا”).
    • سفر التكوين هو بذرة كل المفاهيم الكتابية (قانون الذكر الأول).
    • آدم وحواء شخصيات حقيقية وليستا رمزيتين، وقد صادق يسوع نفسه على قصتهما.
    • في البداية، كان عالم الروح متداخلًا مع عالم المادة، مما يفسر الأحداث الخارقة.
    • كان الإنسان الأول يتمتع بقدرات خارقة، ولم يكن بدائيًا.
    • رأى الله البشرية كلها في آدم، وكما كان آدم رأسًا للنسل الأول، أصبح المسيح “آدم الأخير” ورأسًا للنسل الجديد.
  • خلق الإنسان على صورة الله:
    • خُلق الإنسان على صورة الله وشبهه، وهذا يشمل الشكل الخارجي والهيئة، فالروح لها هيئة جسمية وليست مجرد “هواء”.
    • جسدنا هو “كسوة” لأرواحنا التي تشبه هيئة الله.
    • الروح القدس ليس “حمامة”، بل نزل على يسوع “في هيئة جسمية مثل حمامة” (طريقة النزول).
    • ملامح كل إنسان هي انعكاس لصورة الرب، فلا ينبغي لأحد أن يحتقر شكله.
  • مراحل خلق الإنسان:
    • نعمل: مرحلة التخطيط والتصميم في فكر الله.
    • خلق: استدعاء روح الإنسان من عالم الروح غير المنظور.
    • وجبل: تشكيل الجسد من تراب الأرض، وهو “رخصة” الروح للعمل في العالم المادي.
  • البركة والسلطان:
    • أول كلمات نطق بها الله للإنسان كانت كلمات “بركة”، مما يكشف عن طبيعة الله المبارِكة.
    • فهم الآباء لقوة الكلمات المنطوقة يظهر في قصة بركة يعقوب وعيسو.
    • البركة تضمنت تفويضًا بالسيادة والسلطان (“أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا… وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا”).
    • خُلق الإنسان ليملك، وليس ليعاني.
    • السلطان الذي فُقد بسبب السقوط، استُعيد للمؤمنين في المسيح مرقس ١٦: ١٧-١٨.
  • فهم الخيانة العظمى:
    • قدم آدم السلطان الممنوح له من الله إلى إبليس، وهذا ما جعل إبليس يدّعي ملكيته لممالك العالم.
    • أطاع الإنسان إبليس، فأصبح عبدًا له.
  • شجرة معرفة الخير والشر:
    • لم تُخلق الشجرة لإغاظة الإنسان أو لتكون فخًا أو امتحانًا، فالله لا يجرب بالشرور.
    • وُضعت الشجرة لغرض إلهي؛ كان الإنسان سيأكل منها في الوقت المناسب (تحت إشراف الله) ليكون مؤهلاً للحكم على الملائكة الساقطة.
    • أكل آدم من الشجرة “قبل الميعاد” وبشكل مستقل عن الله.
  • التجربة مقابل الامتحان:
    • التجربة هدفها الإسقاط وتأتي من “المجرِّب” (إبليس).
    • الامتحان هدفه الترقية ويأتي من الله، ولا يستخدم الله أدوات سلبية فيه.
  • التركيز على البر لا الخطية:
    • موضوع الخطية قد انتهى في نظر الله بصلب المسيح.
    • الانشغال المستمر بالخطية هو فخ من إبليس، بينما التركيز على البر يطلق الطبيعة الجديدة التي في المؤمن.
    • الله أنهى موضوع الخطية، والغرض من الحياة الجديدة ليس الصراع معها، بل السلوك في البر.

 

 

برنامج من البداية للنهاية

(راديو الحق المغير للحياة).

الحلقة السادسة: الخيانة العُظمى (الجزء الثاني).

 

تنويه: العظة مكتوبة بـالذكاء الاصطناعي، لم تُراجع من خدمتنا بعد، إن وجدت أخطاءً في الكتابة تواصل معنا واذكرها لنا.

 

  • مقدمة لمحة سريعة عن رحلتنا الروحية.
  • الخيانة العظمى لماذا هذا اللفظ الثقيل؟
  • هل الله هو من رسم سيناريو السقوط؟
  • كيف حدث السقوط؟ استراتيجية إبليس.
  • دور آدم في السقوط لم تكن المرأة وحدها.
  • كيف تم خداع حواء؟ أفكار تُرمى في الذهن.
  • لماذا يقع الناس في الخطايا؟ قوة الفكرة.
  • تأثير الأفكار على رؤيتنا للواقع.
  • دور حواء في السقوط.

 

مقدمة لمحة سريعة عن رحلتنا الروحية:

في البداية هناك ملخصًا سريعًا عن محطات رحلتنا في فهم خطة الله الخلاصية، لقد وصلنا في مسيرتنا هذه إلى محطة خلق الإنسان.

بعد حقبة الملائكة وسقوطهم وتدمير الأرض، جاءت حقبة وجود الإنسان. وُجد الإنسان في حالة رائعة جدًا، تمامًا كما وُجد إبليس في بدايته قبل سقوطه. لقد أُعطيت له كل الصلاحيات الإلهية ليحكم ويسود على الأرض، فكان ملكًا بكل ما تعنيه الكلمة. لذلك، يصح أن نُطلق عليه تعبير رئيس هذا العالم. (تذكّر أن هذا التعبير قد انتقل لاحقًا إلى كائن آخر سنتعرف عليه بعد قليل).

كان الإنسان يسود على كل شيء، وكل الصلاحيات الإلهية كانت معطاة له. وُجد في جنة خاضعًا لله، وبالتالي كان كل شيء خاضعًا له. فترة وجوده في الجنة، وشجرة معرفة الخير والشر التي تحدثنا عنها سابقًا، لم تكن فترة امتحان للإنسان. الله لا يختبره ليرى ما سيفعل. إن إلهنا رائع وقلبه ينبض دائمًا بمحبة تجاه الإنسان، فلا يحتاج أن يفعل ذلك. لكن كان في قلب الله أن الإنسان في يوم من الأيام سيأكل من هذه الشجرة، وسيكون حينها يحكم على الملائكة الساقطة. ولكن الإنسان أكل مُبكرًا، تسرّع في خطوته، اتخذها باستقلالية عن الله، محاولًا أن يكتشف ويعرف ما هو الخير والشر بعيدًا عن الطريقة الإلهية التي أعدّها الرب.

 

الخيانة العظمى لماذا هذا اللفظ الثقيل؟

قد تسأل يا له من تعبير قاسٍ! الخيانة العظمى، هل يستحق الموضوع هذا اللفظ الثقيل؟

يتساءل البعض بالفعل هل ما فعله آدم كان مجرد “قطمة” من فاكهة معينة، أيا كان نوعها، تستدعي كل هذه المشاكل ويُطلق عليها هذا الاسم الكبير؟ في الحقيقة نعم، لأن الموضوع ليس في “القطمة”، بل فيما سنكتشفه الآن.

نعم، لماذا؟ لأنه المنصب الذي كان يشغله آدم كان منصبًا كبيرًا جدًا، إذ كان يتحكم في كل شيء. تخيّل رئيس شركة يمتلك شركات عديدة، ويقوم نائبه الذي يمسك كل مقاليد الأمور بخيانة الشركة وتسليم ملفات سرية لأعدائها. في هذه الحالة، سنصف هذا الشخص بأنه خائن، وخيانته تُعد عظمى بسبب منصبه وبسبب فعله الشنيع.

وهذا ليس تعبيرًا اخترعناه، بل الرب نفسه قاله في سفر هوشع كان الرب يتحدث عن حالة شعبه، واستشهد بأمر حدث سابقًا، فقال:

وَلَكِنَّهُمْ كَآدَمَ تَعَدَّوْا الْعَهْدَ. هُنَاكَ غَدَرُوا بِيهوشع 7:6.

هنا، الرب يذكّر شعبه، إسرائيل، بما فعله آدم. “غدروا بي” قد تُترجم في بعض الترجمات بـ خانوني. فالرب كان يذكّرهم “أنتم فعلتم هكذا، وأنا أذكّركم بأن هناك شخصًا قبلكم، آدم، تعدى العهد وخان هذا العهد.” ولأن آدم كان قد أُعطي كل شيء، فإنه فجأة قدّم كل هذا على طبق من ذهب لإبليس.

هل كان آدم مدركًا؟

قد تسأل هل آدم كان يفهم الخطة كلها منذ البداية؟ هل كان يعرف كل شيء؟ هل هذا هو قصدك؟ وأن ثِقل سقطته جلبنا جميعًا كبشرية كاملة لهذا الوضع؟

آدم لم يكن ساذجًا لا يفهم شيئًا، بل كان يعرف كل شيء. سنتحدث عن هذا بتفصيل أكبر الآن. ومع ذلك، أسلم كل شيء بسهولة وأضاع كل الممتلكات الإلهية التي أُعطيت له، وفرّط فيها وسلّمها إلى يد العدو.

لماذا لم يُدمّر الله إبليس من البداية؟ لماذا تركه يفعل ما يشاء؟ يدخل الجنة ويتكلم ويوقع الإنسان؟

السبب في ذلك يعكس روعة إلهنا، فهو إله قانوني، يسير وفقًا للقانون وبصورة صحيحة. نحن دائمًا نردّد تعبير “حافظ العهد والأمانة”، إنه إله أمين. وهو ليس أمينًا فقط في الجزء الصحيح والرائع، بل هو أمين في كل شيء، حتى من جهة قوانينه. فهو ليس أمينًا تجاهنا فقط، بل أمينًا في كل شيء تجاه قوانينه الخاصة.

كان المرسوم أن من سيقضي على إبليس هو الإنسان، لأن إبليس كان من المفترض أن يكون تحت الإنسان.

فمن يقاضي إبليس هو الإنسان، حسب ما ذكر في (كورنثوس الأولى الإصحاح ٦). الذي تحدثنا عنه في حلقات سابقة. لذلك، انتظر الرب وجود الإنسان حتى يكون الله وعائلته (الله والإنسان). هما من يقاضيان إبليس. ولكن ما حدث هو أن إبليس بدأ يخدع الإنسان، دخل بطريقة مخادعة وخدعه.

كان الترتيب الطبيعي أن يكون الله أولاً، ثم الإنسان، ثم الملائكة (ومنهم إبليس). الذين كانوا تحت الإنسان وخاضعين له، يقول الوحي:

وَتَنْقُصُهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُه” (مزمور 5:8).

(لاحظ في الترجمة العربية “الملائكة”، الأصل العبري هو “إلوهيم” وهو ما يُشير إلى المرتبة، فالإنسان كان الثاني بعد الله مباشرة).

فكان من المفترض أن يقاضي إبليس هو الإنسان. ولكن ما حدث هو أن إبليس دخل الجنة وبدأ يخدع الإنسان، فأصبح الإنسان تحته. إبليس يدرك قانونًا روحيًا مهمًا “أَلاَ تَدْرُونَ أَنَّكُمْ عَبِيدٌ لِمَنْ تُطِيعُونَهُ، إِنْ كَانَ لِلْخَطِيَّةِ فَلِلْمَوْتِ، وَإِنْ كَانَ لِلطَّاعَةِ فَلِلْبِرِّ؟رومية 16:6.

(ترجمة قريبة المعنى “ألا تدرك أنه يمكنك اختيار سيدك؟ يمكنك اختيار الخطية مع الموت أو الطاعة مع البر. السيد الذي أنت تقدم نفسك له سيأخذك ويكون هو سيدك وستكون له عبدًا)

قانونيًا، إبليس يفهم أن “من أطيعه ومن أسمع صوته، أنزل تحت سلطته”. ولأن آدم كان يطيع الله ويأخذ منه الوصية، فقد كان آدم دائمًا يسير تحت سلطة الله. إبليس فهم هذا القانون “إن جعلت آدم في يوم من الأيام يسمع كلامي، فسأكون قد أخذت آدم تحتي، وسأصبح أنا سيده.”

فكما سقط إبليس، حاول أن يفعل نفس السيناريو مع آدم، لكي يجعل آدم تحته طبقًا لهذا القانون. وعندما أطاع آدم وسمع صوت إبليس، فالموضوع لم يكن في “أكلة معينة” أو “عصارة معينة” داخل الفاكهة التي أكلوها، بل كان عصيانًا وخضوعًا لشخص آخر. إنه الخروج من تحت سلطة الله والدخول تحت سلطة شخص آخر، وهو إبليس.

 

هل الله هو من رسم سيناريو السقوط؟

قد يتبادر إلى ذهنك سؤال بناءً على كلمة “سيناريو” التي ذكرناها هل من الممكن أن يكون الله هو من رسم هذا السيناريو كله من البداية؟ هل خلق إبليس وخلق آدم ليمشي بنا في قصة “أنا مستنيك تقع علشان…”؟ هل الله فعلاً رسم هذا السيناريو؟

(انتبه، هذا السؤال مهم جدًا (!

البعض يتخيل أو يظن أن هذا السيناريو هو ما رسمه الله. دعنا نطلع على آية من سفر أعمال الرسل الإصحاح ١٧. بولس كان يحاجج في أثينا في أريوس باغوس، وكان يتكلم مع فلاسفة.

اَلْإِلَهُ الَّذِي خَلَقَ الْعَالَمَ وَكُلَّ مَا فِيهِ، هَذَا إِذْ هُوَ رَبُّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بِالأَيَادِي، وَلاَ يُخْدَمُ بِأَيَادِي النَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ، إِذْ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفَسًا وَكُلَّ شَيْءٍ“(أعمال الرسل ١٧: ٢٤-٢٥(.

هل الله محتاج للإنسان ليخترع سيناريو ليثبت “أنظر يا إنسان أني أحبك” فسأوقعك في مشكلة، ثم أنقذك؟ أو “سأسرقك بهذه اليد ومن ناحية ثانية سأرد لك الفلوس لكي تكتشف أنني أحبك وأنا الذي أقف بجانبك”؟

الله ليس محتاجًا للإنسان في الأساس. عندما أوجد الإنسان، أوجده محبة لهذا الكائن، لأن الله يريد أن يعطيه أغلى ما عنده الحياة الإلهية.

فلو كنا نفكر في هذا السيناريو، أن الله فعل ذلك لكي يسقط آدم عبر إبليس، ثم يأتي الله ليفديه، فهذا مكلف جدًا بالنسبة لله. فماذا سيكسب الله من وراء ذلك الأمر غير أنه سينزل ويموت بأيدي هؤلاء البشر الذين أحبهم؟ من سيفكر بهذه الطريقة؟ ولماذا سيفكر بهذه الطريقة؟

الله ليس إلهًا يمثل، ليس محتاجًا أن يفعل ذلك. من يحتاج أن يمثل هو شخص لديه نقص في جانب معين، لديه مشكلة معينة، فيريد أن يثبتها فيحاول أن يفعل أي شيء ليبرهن على موقفه. الله ليس إلهًا يمثل، لكنه إله يحب حبًا حقيقيًا. ومحبته جعلته يسير الطريق إلى الآخر، الطريق الذي اختاره الإنسان، وليس الذي اختاره الله.

هنا يبرز سؤال آخر “ولكن الله كان يعلم أن هذا سيحدث!” نحن نخلط أحيانًا بين المعرفة السابقة وبين اختيار وإرادة الإنسان. لأن الله كلي العلم، فكل الزمن مكشوف أمامه كماضٍ وحاضر ومستقبل. الله ليس لديه “أمس” و”اليوم” و “غدًا”، بل يرى كل شيء وكأنه يرسم خطًا زمنيًا فيرى كل الأحداث. هو يرى كل الزمن لديه. نحن محدودون بزمن، فلدينا لحظة عبرت ولحظة الآن ولحظة قادمة. أما هو فالكل مكشوف لديه.

فهناك فرق بين معرفته السابقة وبين اختياره وإرادته للإنسان. معرفته لا تحدد إرادته. معرفته مبنية على ما سيختاره الإنسان. مرة قال الرب يسوع لأورشليم:

كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا“! متى37:23.

يعني “أنا كنت أريد شيئًا ولكن أنتم اخترتم عكسه.” هل يسوع كان يعرف؟ نعم، كان يعرف. ولكن معرفته لم تحدد اختيارهم. فرغم أن الله يعرف، إلا أنه مع ذلك أكمل في الخط. هذا يوضح لنا محبة غير عادية، لأنه رغم علمه بأن الإنسان سيفعل ذلك، إلا أنه مصمم على الإكمال.

السؤال الذي يُطرح هو سؤال عكسي لماذا أنت مصمم على الإكمال رغم أنك تعلم أن هذا الإنسان سيهينك، وسيسلم كل ما فعلته أنت في يدي العدو، الذي هو إبليس؟ لماذا أنت مصمم على فعل ذلك؟

لن أجد إلا إجابة واحدة أنا أحب بلا شروط، فمستعد أن أسير في الطريق إلى الآخر مع هذا الإنسان الذي أحبه. لن أفرّط فيه، لن أبيعه، لو أن شخصًا لديه ابن وأصابه كسر، لن يقول “ابني أصابه عطب فأريد أن أبدله.” الله ليس هكذا. الله يحب كل ما يخرج منه، وأعظم ما خرج منه هو الإنسان. فللنهاية، أنا مستمر في أن أُعيد هذا الإنسان إليّ، بالرغم من استحواذ إبليس عليه.

كيف حدث السقوط؟ استراتيجية إبليس.

دعنا نتابع في فهم كيف حصل السقوط لكي نفهم الرحلة إلى النهاية. دعنا نخبرك كيف حدث السقوط وبالترتيب. هذا الجزء ذُكر في سفر التكوين الإصحاح الثالث. ومن خلال قراءتنا لهذا الجزء وفهمه، سنعرف استراتيجية إبليس التي يتحرك بها في الأرض وما زال يتحرك بها إلى يومنا هذا.

(تذكّر!). تكوين ثلاثة ليست قصة رمزية، وليست قصة أسطورية، وليست قصة فيها أمور مجازية وتشبيه. لا، بل هي قصة حقيقية. وهناك إثباتات من العهد الجديد تؤكد أن هذه القصة حقيقية.

ما حدث هو أن آدم كان قد أُعطي له هدف يتحرك فيه. (أشجعك أن ترجع لمقالة “غرض الله للإنسان شراكة” ستجد هذا مشروحًا بوضوح باستفاضة) …

ما هي مسئولية الإنسان؟ يقول الرب وهو يعطي الإنسان هذا الهدف:

وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا.تكوين 15:2.

هذان التعبيران مهمان لأنهما يحددان لنا هدف وجود آدم. ماذا سيفعل آدم؟ العمل الذي سيقوم به هو رقم واحد يعملها، ورقم اثنين يحفظها.

  • تعبير “يعملها” في اللغة العبرية يأتي من كلمة “عَبَدَ”.
    • يعني آدم “ستهتم بالجنة، سترعاها، ستعتني بكل ما فيها. الأشجار ستعتني بها، ستسقي الجنة، ستزيل أي شوائب فيها.” هذا هو معنى “يعملها”.
  • أما تعبير “يحفظها”، وهذا لفظ مهم جدًا، في اللغة العبرية هو “شَمَر” (שָׁמַר).
    • هذا اللفظ يعني أن “تحيط شيئًا بسياج، أن تحوّط حوله، أن تعمل إحاطة.” إنه لفظ عسكري، يُستخدم بطريقة عسكرية للدلالة على الحفاظ على شيء لأن هذا الشيء مهم، فيُوضع حوله سياج.

إذًا، هذا اللفظ ضمنيًا يعني لآدم ” احترس، هناك غرباء، هناك من سيحاول أن يدخل ويقتحم لأنه كائن مقتحم. انتبه، احفظ هذه الجنة.” فمسؤولية آدم كانت أن يحفظ الجنة. كان آدم يفهم ذلك وكأن شخصًا يقول له “اقفل الباب اليوم جيدًا!”

كان يفهم أنه يحفظها من إبليس، كان يفهم أنه يحفظها من وجود كائن. الكتاب لم يقل بالضبط “إبليس” ولكن من وجود محاولات. ولا نستبعد أن آدم كان يفهم بوجود إبليس من خلال محاولاته، فكأن الرب قال له “هناك من سيحاول اختراقها، وأنا أعطيتك السلطان، أعطيتك مفتاح البيت، اغلق الباب جيدًا.” لأنه هناك من يحاول اختراق الجنة.

نفس اللفظ ذُكر في تكوين الإصحاح ٣ عندما طُرد الإنسان من الجنة:

فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ” تكوين 24:3.

نفس التعبير “لحراسة” لماذا وقف الكروبيم ولهيب السيف؟ لماذا كانوا موجودين؟ “لا أحد يقترب.” إنها مسافة تمنع أي شيء. فهذا هو نفس اللفظ الذي قاله الرب لآدم، والذي يخبرنا أنه كان هناك كائن سيحاول الاقتحام.

بداية السقوط الحقيقية ودور الحية:

الحقيقة أن السقوط لم يبدأ من تكوين ثلاثة. السقوط بدأ من فشل آدم في أن يُحوّط الجنة ويُخضع كل ما فيها. الحية هذه كانت حيوانًا من الحيوانات التي كان من المفترض أن تكون خاضعة لآدم.

الحية كانت لها أرجل، لأنه من ضمن ما نالته ونتائج ما حلّ بها هو أنها على بطنها تسير، إذاً كان لها أرجل. فعندما نعود إلى تكوين الإصحاح الأول، نجد أن الدواب كانت تخضع لآدم، فالرب قال له “كل ما يدب على الأرض”، كل شيء له أرجل ويتحرك ويمشي، آدم خُضِع لك. فالحية كانت خاضعة لآدم.

فجأة، وجدنا هذه الحية، وكأن شخصًا أخذها – كمثال شخص لديه سيارة، لم يُغلقها جيدًا. في اليوم التالي تفاجأ بأن هناك من ركبها وقادها وتسبب بها في حادثة وأحدث له مشكلة. هذا ما حدث!

السقوط لم يبدأ في لحظة واحدة، بل كانت له مقدمات. لم يكن في لحظة أنهم عصوا الله بطريقة علنية وواضحة وأكلوا من الشجرة، لكن آدم لم يفرض سيطرته على الحيوانات وعلى كل الجنة، فحدث اختراق، وعرف إبليس أن يدخل إلى هذا المكان وهو جنة عدن. ومن خلال الحية، استخدمها ليخدع الإنسان.

1 وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 2فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ 3وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا». 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». 6فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ.” (تكوين 1:3-6.

(لاحظ الجملة العبرية للنص هنا “وأعطت رجلها الذي كان معها“). يعني هو كان حاضر المشهد، فأكل، فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان، فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر.

كيف تم السقوط؟ إبليس استخدم أداة ووسيلة كان من المفترض أن تكون خاضعة لآدم، وهي الحية. لهذا السبب، نقرأ في سفر الرؤيا أن أحد الألقاب والألفاظ التي تُطلق على إبليس في رؤيا الإصحاح ١٢ وفي رؤيا الإصحاح ٢٠ هو الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ، التِّنِّينُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ.

هذه إحدى الأدوات التي استخدمها إبليس، شيئًا يخص آدم، استخدمها لتكون الوسيلة والجسور التي يصل بها إبليس إلى آدم وحواء ليخدعهما.

دور آدم في السقوط لم تكن المرأة وحدها:

هذا يعني أن آدم كان موجودًا بجانب حواء وكان على علم بالقصة كلها، ومع ذلك أقدم على هذه الخطوة بإرادته. فالموضوع لم يكن في المرأة فقط.
وكما قلنا من البداية، هو لم يفرض سيطرته على كل ما يخصه، فعرف إبليس أن يدخل. والدليل أن الرب قال له “انتبه، اعمل حراسة شديدة.” هذا التعبير في العبرية يعني أن الشخص يضع سياجًا من الشوك ويُحَوِّط شيئًا بطريقة شديدة.

فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ اِحْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِأمثال 23:4.

دائمًا الأماكن شديدة الحراسة، إذا وجدنا شخصًا يأتي وحوله حراسة كثيرة، نعرف أن هذا الشخص منصبه مهم ومكانته مهمة. فنفس اللفظ جاء هنا “احفظ قلبك، سيِّج حوله.” نفس اللفظ الذي قيل لآدم “احفظ الجنة، ضع حراسة شديدة، لأن هناك أناسًا يحاولون الاقتحام.”

هكذا، يمكننا أن نتعلم نفس المبدأ اليوم إن لم أحفظ قلبي، فما أسهل دخول الغرباء، وما أسهل دخول الأمور السيئة. ولأن قلبي هو مصدر الحياة، تمامًا كأنني أمتلك محطة مياه هي التي تضخ المياه لكل البيوت، فلو تلوثت هذه المحطة، فكل ما سيُضخ للبيوت سيكون ملوثًا، والناس ستتسمم.

فما هي الأمور التي يجب أن أحفظ منها قلبي؟ احفظ قلبك من أن تفكر بطريقة سلبية أو بعدم إيمان بالله في كلمته. هذه هي الأمور التي يحاول إبليس دائمًا أن يضرب فيها فيمن يرعاك روحيًا، في إخوتك المؤمنين، في الناس الذين حولك. إبليس يحاول دائمًا أن يلوث القلب لأنه منه مخارج الحياة تخرج من الداخل. إن تلوث قلبك بالحزن، فلا تستغرب أن تجد حياتك حزينة. إن تلوث قلبك بالفشل، فلا تستغرب أن تجد نفسك تفشل في الخارج، لأنك داخليًا أُلقي فيك الفشل وأنت صدقته وكملت معه.

سنعود الآن إلى حواء…

كيف تم خداع حواء؟ أفكار تُرمى في الذهن:

على أرض الواقع، الخداع يحدث فعليًا عبر أفكار تُرمى داخل الذهن. هذا ما نفهمه من رسالة كورنثوس الثانية الإصحاح ١١ الرسول بولس يتحدث عن هذه الحادثة، وهذه إحدى الإثباتات التي تقول إن حادثة تكوين الإصحاح الثالث كانت حادثة حقيقية، وليست قصة أسطورية أو رمزية. فيقول بولس هكذا:

وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيح” كورنثوس الثانية 3:11.

(لاحظ الكتاب قال إن الحية كانت أحيل لجميع الحيوانات، أي كان لديها ذكاء، وقد استُخدم هذا الذكاء بشكل خاطئ بواسطة إبليس. تمامًا كالسكين هي أداة جيدة، لكن لو استخدمها شخص صالح، سيصنع بها عملًا جيدًا، أما لو استخدمها شخص شرير، فقد يقتل بها أو يفعل بها عملًا شريرًا)..

يقول بولس “ولكنني أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها“. إذاً، كان هناك مكر في هذا الأمر، كان هناك خداع، “هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة أو الوحدانية أو الاتجاه الواحد أو النظرة الواحدة التي في المسيح.” فالرسول بولس هنا قال إن الخداع تم عبر مكر وإغواء، تم عبر الذهن. نعم، تم إفساد ذهن حواء عبر أن الحية رمت أفكارًا في ذهنها.

ما هي الأفكار التي رمتها الحية داخل ذهن حواء لدرجة أن الكتاب يقول تعبيرًا غريبًا “فرأت المرأة أن الشجرة…”؟

قد تتساءل أن أفكارًا رُميت في ذهن حواء، ونحن طوال عمرنا نفهم أن الحية تكلمت مع حواء كلامًا بالفم. هل هذا ما حدث؟

في الحقيقة، لم يكن كلامًا فعليًا. لدينا حادثة استثنائية في الكتاب المقدس أن حيوانًا تكلم بطريقة خارقة للطبيعي، وقد استشهد الرسول بطرس بذلك ليوبّخ حماقة النبي (بلعام). ولكن بطبيعة الحال، الحيوانات لا تتكلم، ولم يكن هناك كلام بهذا المعنى في ذلك الوقت.

ولكن، كان ذلك عبر رمي أفكار. في ذلك الوقت، كان عالم الروح مفتوحًا. (دعنا نُشبهها بما يُعرف اليوم بالتخاطر أو التواصل الفكري). عندما يفكر شخص في شيء، قد يفكر به الآخر. هذا ما اكتشفه العلم حتى الآن، لكنها في الحقيقة ظاهرة روحية تحدث أن يمكنني استدعاء أفكار وأفكر في أفكار وأرمي هذه الأفكار على أشخاص آخرين. لهذا السبب، الكتاب المقدس دائمًا يحذّر”امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَيوحنا الأولى 1:4.

أحيانًا، بمجرد وجود أناس معينين، ومن دون أن ينطق الشخص بأي كلمة، يشعر آخر بأنه “أُلقي عليّ خوف”، أو “أُلقي عليّ كذا”. هو لم يقل أي أحداث مرعبة أو تخوّف، ولكن بسبب وجود تواصل عبر الأفكار أساسه عالم الروح.

فما فعلته الحية هو أنها رمت أفكارًا بداخل حواء. أنا أعلم أن التعبير المكتوب هو “قالت، قالت الحية وردّت حواء”، ولكن التواصل كان في الأساس – كما قال الرسول بولس هنا – “أفسدت أذهانكم“. ماذا فعلت في حواء؟ أفسدت ذهنها. والذهن يفسد عبر أفكار.

هكذا الرب يسوع في التجربة على الجبل، هل إبليس كان ظاهرًا له؟ هل كان في صورة شخص أو كائن معين ويتكلم معه؟ (هذا ما نراه في الأفلام دائمًا).

في الحقيقة، إبليس لم يكن يفعل ذلك. الرب يسوع كُتب عنه أنه “مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَاعبرانيين 15:4. فكيف نُجَرَّب نحن الآن؟ هل يظهر إبليس هكذا ونحن نسير في الشارع؟

لا، بل عبر أفكار تُرمى داخلنا. فالرب يسوع جُرّب بهذه الطريقة. والكتاب يقول “أخذه على جناح الهيكل”. هل يسوع مشى مسافة، وترك البرية التي كان فيها وذهب إلى الهيكل؟ في ذلك الوقت، نحن نعلم أنه كان صائمًا وذهب إلى البرية ليصلّي. “أخذه إلى جبل عالٍ”. هل إبليس له إمكانية كأنه يسحب يسوع وله سلطان عليه فيسحبه ويشده؟ لا، كانت عبر أفكار. “أراه كل ممالك الأرض في لحظة من الزمان”. كيف يمكن أن يتم هذا؟ نعم، عبر أفكار بطريقة بصرية. تم ذلك عبر أفكار، إبليس عرض صورًا على يسوع.

من هنا، يمكننا أن نفهم أن نفس الخداع، نفس المعركة التي هُزم فيها الإنسان الأول أمام إبليس في الجنة، انتصر فيها يسوع في البرية، وكان صائمًا في ذلك الوقت.

فما حدث كان خداعًا، كما قال الرسول بولس، رمته الحية على ذهن حواء، فبدأت تفكر في الشجرة، لدرجة أن الكتاب قال “فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ“. هل الشجرة لم تكن موجودة؟ كانت موجودة، ولكن بدأ يحدث، نتيجة للفكرة التي رُميت، رؤية جديدة للشجرة التي كانت موجودة في الأساس.

فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلْأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهْجَةٌ لِلْعُيُونِ.” تكوين 6:3.

(لاحظ ما الذي حدث؟). فكرة أنتجت انجذابًا، الانجذاب أنتج إرادة لفعل الشيء. ومن هنا مصدر كل شيء.

 

لماذا يقع الناس في الخطايا؟ قوة الفكرة:

لماذا يقع الناس في الخطايا؟ لماذا يسقطون؟ فكرة صدّقها الشخص. الفكرة تولّد انجذابًا، الانجذاب يجعل لديه فعلًا إراديًا، والفعل الإرادي يتحول إلى فعل تلقائي فيما بعد في الشخص، فينْقاد وينساب في هذا الاتجاه.

الرسول يعقوب، على سبيل المثال، عندما قال:

وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.يعقوب 14:1.

لم يكن يتكلم هنا أن الشهوة هذه أمر داخلي موجود فينا بطبيعة شريرة تأخذنا نحو هذا الجزء. لأنه بعد ذلك مباشرة، قال إننا ولدنا منه، وولدنا بكلمة الحق، فنحن نحمل نفس طبيعته، نفس الروح الرائعة التي خُلقت من جديد.

فالأمر تم عبر أفكار. أفكار جعلتني أرى بطريقة مختلفة فأتصرف بطريقة مختلفة.

ما حدث ببساطة، يمكننا أن نقرأه في رسالة العبرانيين الإصحاح ١١ وهو يعطينا مبدأً مهمًا:

وَلَوْ ذَكَرُوا ذَاكَ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلرُّجُوعِ” عبرانيين 15:11.

التفكير الكثير يولّد رغبة قوية. إذا غذيت داخل شخص فكرة التفكير كثيرًا في شيء، سيجد نفسه مندفعًا ولديه رغبة في التحرك نحوه والذهاب إليه.

هكذا، لماذا يقع الناس في الخطايا؟ يفكر كثيرًا في الخطية فيقع فيها، حتى ولو كان يفكر بطريقة يظن أنها تحميه، كأن يقول لنفسه “أنا لن أخطئ، لن أخطئ، لن أخطئ.” في الحقيقة، هو ينصب لنفسه فخًا ويخطئ لأنه يفكر في الخطية.

هنا يقول (متحدثًا عن الآباء). “لو ذكروا ذاك الذي خرجوا منه” -أي المكان الذي خرجوا منه ليتبعوا الرب ويذهبوا إلى مكان آخر – هذا كان سيولد رغبة قوية لديهم “لكان لهم فرصة للرجوع“.

أحيانًا شخص يقول “أنا سأرتبط بفلانة الفلانية، والرب قال لي عليها!” ولما نفحص الأمر ونكتشف أنه مازال يفكر فيها، فينجذب إليها تلقائيًا ويذهب إليها. ولا يرى غيرها، وهذا يعني أنها قد لا تكون هي المناسبة له، لكنه لا يرى غيرها لأنه مازال يفكر فيها، ومقتنع بأن “الروح القدس يقول لي ذلك”، و”أنا حلمت بها”، “ما كنت أعرفها وحلمت بها”. لقد تأثر بالفكرة بشدة لأنه مازال يأكل في الفكرة، فانجذب.

هكذا، الذي يريد السفر، من كثرة انشغاله بهذه الفكرة، أصبحت لديه رغبة “سأسافر يعني سأسافر!” لدرجة أنه يقول “الكورس قال لي سأسافر، أنا حلمت بالسفر، أنا قابلني شخص لا أعرفه وقال لي أنت الرب يدعوك للسفر، الرب سيباركك عندما تسافر.” دون أن يرجع ويحتكم إلى مبادئ كتابية ليعرف “هل أرتبط بهذه؟ هل أسافر؟” بسبب أن الأفكار، إذا انشغلت بها بشدة، ستجعلني أرى بطريقة مختلفة. هذا ما حدث مع حواء.

 

تأثير الأفكار على رؤيتنا للواقع:

نحن نرى هذا على أرض الواقع. على سبيل المثال، لو كنت أعرف شخصًا وهو جيد معي، ثم جاء شخص آخر وتكلم كلامًا سلبيًا عنه، فمن الممكن أن تختلف نظرتي إليه بسبب الكلام السلبي. مع أنني لم أرَ منه شيئًا سيئًا، ولكني رأيته بعينين الشخص الذي كلمني، الذي رمى أفكارًا وزرع أفكارًا عن أن فلانًا هذا مخادع وصعب. فأنا عندما أجلس معه، أكون متحفزًا، متحفزًا لماذا؟ لأنه قيل لي كلام خاطئ.

فأنا أراه بمنظار الأفكار السلبية. لقد رأينا أناسًا كثيرين يحدث لهم ذلك.
من الناحية الطبية، يكون الشخص لديه مرض مزمن ولا يشتكي من أي شيء. فجأة، يخرج من عند الطبيب، وتبدأ الأعراض في الظهور لأن الطبيب أخبره بالمعلومة “أنت عندك كذا.” مع أنه كان يعاني من هذا المرض منذ سنين ولم يشعر بأي شيء! فجأة بدأ يشعر بعد معرفة المعلومة. لأن الأفكار بدأت تعمل وتعمل، فجعلته يشعر بالأعراض التي لم يكن لها وجود في الأساس أو لم تكن موجودة.

 

أسلوب إبليس التشكيك والكذب:

ماذا فعل إبليس؟ استخدم أسلوب التشكيك وأسلوب الكذب مع حواء.
فأول شيء قاله هو “أَحَقًّا“؟

أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟تكوين1:3.

(بين قوسين معنى الآية هذه “أحقًا لا تأكلا؟” وكأنه يقول “هل ربنا لا يحبكما يا حواء لدرجة أنه مانع عنكما كل الشجر هذا؟).

هذا هو المعنى الذي أراد إبليس أن يوصله. إنه يضرب في جانب يسعى دائمًا لضربه صلاح الله ومحبته تجاه الإنسان.
“هل هو فعلاً لا يحبكما لدرجة أنه منع عنكما كل حاجة؟” وللأسف، حواء تجاوبت. طبيعي، إبليس لا بدأ مناقشة، حواء تجاوبت ودخلت في الحوار.

نحن رأينا الرب يسوع، الذي يمثل الإنسان النموذجي الإلهي الذي أراده الرب، لم يكن يعطي أي فرصة للحوار مع إبليس. حواء أعطت إبليس فرصة ليتكلم معها، فبدأ يتكلم بالتشكيك في محبة الله. ومحبة الله هي القاعدة الأساس لكل شيء، هي القاعدة لإيماني بهذا الشخص. إن ضُربت القاعدة، سيسقط المبنى.

نعم. فلو ضُربت هذه القاعدة بأن “الله يا حواء لا يحبكما، بدليل أنه فعلاً مانع عنكما كل الشجر. هل هو سيء إلى هذه الدرجة؟ هل هو قاسٍ؟ هل يريدكما جائعين إلى هذه الدرجة؟”

هذا ما فعله إبليس مع يسوع في التجربة على الجبل عندما جاء ليقول له “إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهذِهِ الْحِجَارَةِ أَنْ تَصِيرَ خُبْزًا.متى 3:4.

إبليس كان يشكك في هوية يسوع، لأنه قبلها بعدة أعداد بسيطة، كان الآب قد شهد عن يسوع وقال “هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ.متى ٣ :١٧.

فإبليس أحب أن يضرب في هذه الجزئية. سيضرب حواء وآدم أيضًا في هويتهما الآن. وهو أيضًا يقول له “أبوك يعني غير مهتم بك! هو جعلك جوعان! حول الحجارة إلى خبز! افعل شيئًا لنفسك! فكر! هو غير مهتم بك!”

فطوال الوقت يسعى إبليس لضرب هذا لدى الناس، فتبدأ الناس تشعر “لماذا لم يحمني ربنا؟ لماذا لم يحفظني من الكورونا؟ لماذا أخذ ربنا واحدًا من أحبائي، أبي أو أمي أو شخصًا كنت أحبه؟” وطالما أن إبليس نجح في ضرب الأساس، فسيسقط كل شيء.

(نعم، وهذا لسان حال كثير من الناس “إن الله… هذه مشيئته! هذه إرادته! ماذا نفعل؟” وكأنه يريد أن يموت، وكأنه يريد أن يرسل مرضًا!).

هذا حقيقي، وهذا ما يستخدمه إبليس طوال الوقت، ويبني عليه آيات كتابية خاطئة. سآخذك الآن إلى رد حواء على إبليس.

إبليس طوال الوقت يسعى للتشكيك. شكك آدم وحواء في محبة الله لهما، ونفس المبدأ إبليس ما زال يعمل به اليوم.
“الله لماذا لا يتدخل في حياتك؟” بصراحة، إبليس لن يشكك في خلاصك إن لم تكن قد خلصت. لن يشكك في شفائك إن لم تكن قد شفيت. نعم. فلماذا سيلعب في جانب لم يحدث بعد؟
). على سبيل المثال شخص لا يزال يشك “أنا عرفت يسوع ولكني ما زلت تأتيني أفكار، هل أنا قبلت يسوع أم لم أقبله؟” إبليس لن يلعب في هذه المنطقة إذا لم تكن قد حدثت معك (.
إبليس لن يلعب في أعراض ويشتتك إن لم يكن قد حدث معك شفاء. ستظل طوال الوقت مقتنعًا “أنا أعاني من المرض، أعاني من المرض.” فهو لن يرمي شيئًا في هذه الجزئية طالما أنت لا تزال فيها. لكنه سيرمي في الشيء الذي بدأت تخلص فيه، لكي يشكك فيه.

هذا ما فعله مع آدم وحواء، يشككهما، ثم بعد ذلك، بمجرد أن وجد قبولًا في هذه الزاوية، دخل في جانب أعمق. تجرأ على أن يقول عن الله إنه كاذب، لم يقلها بوضوح، بل قالها ضمنيًا. قال لهم لَنْ تَمُوتَا” وهذا عكس تمامًا ما قاله الرب لآدم “يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ” تكوين ٢ :١٧(.

(نعم (هو قال لَنْ تَمُوتَا” هذا يعني ماذا؟ “هذا الشخص كاذب.” الله قال لكم “لن تموتوا” (عفوًا، الله قال لكم “ستموتون”(، ولكن إبليس قال “لن تموتوا.”
وهذا يساوي أن هذا الإله الذي تعبدونه لا يقول لكم الحقيقة. “اسمعوا الحقيقة منّا.” مع أن يسوع قال عنه “هُوَ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ، وَمَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّهُ يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ” يوحنا 44:8.
فقال لهم “لَنْ تَمُوتَا” نعم. أكمل يكسر ويضرب. يضرب في محبة الله. يضرب في صدق الله وأمانته، وسيكمل أيضًا ليضرب في كل محبته، صلاح الله.
“لا، هو لا يحبكما. أتعلمان لو كان يحبكما، كان سيقول لكما على السر، على الوصفة السرية! إنه لا يريدكما أن تصيرا مثله. لو كان يريدكما أن تصيرا مثله، كان سيقول لكما أن تأكلا من الشجرة لتصيرا مثله!”

يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَالْلهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرّ” (تكوين 5:3.

“أترين يا حواء؟ يمنع عنكما جزءًا مهمًا، لا يريدكما أن تصيرا مثله، لا يريد أن تتساوى الرؤوس.”

“يريدكما طوال الوقت قليلين.” وهم صدقوا. وللأسف، نعم، حواء انقادت وخدعت في هذا وصدقت هذا.
إبليس يسعى لتحرير الإنسان من هذا الإله بحجة أن “أنتم مستعبدون له”.
“لماذا تظلان تحت سلطته؟ لماذا تظلان تحت سلطة شخص قاسٍ إلى هذه الدرجة؟ لا يريدكما أن تصلا إلى مستواه. لا، كُلا واكتشفا الخير والشر واجعلا الرؤوس تتساوى وكونا مثله!”
وآدم وحواء لا يدركان أنهما الكائنان الوحيدان الشبيهان بالله.
نَعْمَلِ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَاتكوين 26:1. لا يوجد أحد آخر في كل الخليقة، فهم لا يحتاجون لفعل ذلك. هما في هذه المكانة أصلاً.

هو يحاول إقناع الإنسان بأن يتحرر من هذا الإله، لكن هذه هي الحرية المزيفة التي ينادي بها الناس الآن “لماذا تظل تسير مع هذا الإله؟ عش لنفسك وافعل ما تريده وكن أنت إله نفسك!” بلغة اليوم “أنت إله نفسك.” فالناس تكتب عن نفسها “I am God” (أنا إله نفسي).، أنا أدير نفسي بنفسي.

وكأنني أقول بالضبط إنني أخرج عن المسار المرسوم. كأن القطار يقول – كمثال – “هل يجب أن أظل على قضبان حديدية؟ أنا قطار جيد ولدي قاطرة جيدة ولدي عربات جيدة ومحرك جيد. فلماذا يجب أن أظل ملتزمًا بالقطبان؟”

“أنا أريد أن أخرج عن القضبان.” في اللحظة التي سيخرج فيها القطار عن القضبان، في تلك اللحظة سيتحطم كل من فيه. سيتحطم. إبليس يريد أن يأخذ الإنسان ويفعل معه ما فعله هو في يوم من الأيام مع الله خرج عن الجزء المرسوم له، والذي هو جماله وروعه فيه. فوقتما يخرج الإنسان عن ذلك، يعلم إبليس أن الإنسان سيتدمر.

 

دور حواء في السقوط (دروس عميقة من السطحية):

أيها القارئ العزيز، دعنا نتأمل سويًا في نقطة محورية ومهمة جدًا في قصة السقوط ما هو دور حواء في هذا الحدث الجلل؟ إن هذه الجزئية تحمل في طياتها دروسًا عميقة لنا اليوم.

  • السطحية في التعامل مع كلمة الله رد حواء على إبليس:

عندما واجهت حواء إبليس، كشف ردها عن سطحية في الفهم والتعامل مع وصية الله. هذه السطحية لم تكن مجرد خطأ عابر، بل كانت ثغرة تسلل منها العدو.

  • فتح باب الحوار مع إبليس:
    كان متوقعًا أن تستشير حواء آدم، رأسها والمسؤول عنها، أو أن تشاركه في الرد على إبليس. لكنها، للأسف، انخرطت في الحوار بمفردها، وفتحت بذلك بابًا لم يكن يجب أن يُفتح. انتبه جيدًا، فإبليس دائمًا ما يبحث عن الفردية لكي يهاجمها.
  • الانتقاص من محبة الله وكلمته:
    تأمل في رد حواء مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ. وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا.” هذا الرد، كان مليئًا بالانتقاصات التي تعكس فهمًا سطحيًا، وقد أثر هذا الفهم على مسار الحدث بشكل كارثي.

    • حذف “أكلًا تأكل”:
      عندما أمر الله آدم، قال له مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا”  (تكوين 16:2). تكرار كلمة “تأكل أكلاً” كان يعبر عن فيض محبة الله ورغبته في أن يستمتع آدم وحواء بكل خير في الجنة. حواء حذفت هذا التوكيد، وكأنها سحبت جزءًا من محبة الله من قلب الله تجاههم.
    • استبدال “الرب الإله” بـ “الله”:
      في سفر التكوين، خاصة بعد خلق الإنسان، يستخدم الكتاب المقدس تعبير الرب الإله للدلالة على علاقة حميمية ومحبة بين الله والإنسان. لكن حواء استخدمت تعبير الله فقط، الذي يشير إلى الله كخالق للكون بأسره. بهذا، انتقصت حواء مرة أخرى من طبيعة العلاقة الأبوية المحبة التي كانت تربطهم بالله.
    • إضافة “ولا تمساه“:
      الله لم يقل ولا تمساه. لقد أضافت حواء هذه الكلمة من ذاتها. هذه الإضافة تصور الله وكأنه إله قاسٍ يمنع حتى اللمس، بينما في الحقيقة، كان من دور آدم الاعتناء بالشجرة، مما كان سيتطلب لمسها. إن هذه الإضافة أظهرت الله وكأنه يضع قيودًا غير ضرورية.
    • التقليل من شدة عقوبة الموت:
      قال الرب يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ” (تكوين 17:2). الرب استخدم تعبيرًا قاطعًا “موتًا تموت”، مؤكدًا حتمية الموت الروحي والجسدي كنتيجة مباشرة للعصيان. حواء، في المقابل، قللت من شدة العقوبة بقولها لِئَلاَّ تَمُوتَا، وكأن الموت مجرد احتمال وليس نتيجة مؤكدة. هذا التقليل في شدة العقوبة جعل الموت يبدو أمرًا غير أكيد، مما شجع على التهاون.
  • الخلاصة إن سطحية حواء في فهم كلمة الله وفي التعامل مع إبليس جعلتها فريسة سهلة. لقد انتقصت من محبة الله، وشوهت صورته كإله محب، وقللت من خطورة العصيان.
  • السطحية في عصرنا الحديث “ربنا رب قلوب” وأخطاء أخرى:

هذه السطحية التي وقعت فيها حواء ليست حكرًا على الماضي، بل نراها اليوم مقنعة تحت شعارات براقة مثل “ربنا رب قلوب”.

  • الخلط بين المحبة والتهاون:
    يقول البعض “ربنا رب قلوب”، ليدلل على أن التدقيق في كلمة الله وقضاء وقت طويل في دراستها هو “فريسية” أو “تزمت”. هذا الفكر يدفعك لكي تقول لنفسك “أنا أحب الرب، وهذا يكفي. لماذا أُغلق على نفسي وأدرس الكلمة؟” هذا التفكير يؤدي إلى السطحية، ويخلط بين محبة الله الحقيقية التي تدفع للتعمق فيه، وبين التهاون في معرفته. تذكر أن الله لا يريد قلبك فقط، بل يريد منك أن تعرف كلمته معرفة عميقة.
  • الحذف والزيادة من الآيات الكتابية:
    بسبب السطحية، يلجأ الناس إلى الحذف والزيادة من الآيات، تمامًا كما فعلت حواء.

    • مثال 1 “لن تسقط شعرة إلا بإذن أبيكم.”
      هذه العبارة شائعة جدًا، وقد بُنيت عليها عقائد سماحية خاطئة. في الحقيقة، لا توجد آية في الكتاب المقدس تقول لن تسقط شعرة إلا بإذن أبيكم. الآيات تقول وَأَمَّا أَنْتُمْ فَشُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ.” (متى 30:10). و وَشَعْرَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ رَأْسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ” (لوقا 18:21. الفرق كبير بين “لا تهلك” و “لا تسقط إلا بإذنه”. السطحية تجعل الناس يتواكلون ويقولون “كله بإذن ربنا”، وهذا ليس كتابيًا.
    • مثال 2 “لست تعلم الآن ما أنا أصنع، لكنك ستفهم فيما بعد.”
      هذه العبارة، التي أشار بها يسوع لبطرس في سياق غسل الأرجل (يوحنا 7:13). تُستخدم أحيانًا لتبرير الغموض في الحياة والآلام، وكأنها حكمة إلهية علينا فقط تقبلها دون فهم. لكن الرب يسوع في هذا السفر أجاب أيوب بوضوح عن الألم الذي مر به (أيوب 18:5). لأَنَّهُ هُوَ يَجْرَحُ وَيَعْصِبُ، يَسْحَقُ وَيَدَاهُ تَشْفِيَانِ.” كثيرون يأخذون الآيات خارج سياقها، ويضيفون كلمات لم يقلها الرب أو يحذفون ما قاله، تمامًا مثلما فعلت حواء.
  • السطحية تجعلنا فريسة لإبليس:
    لقد استخدم إبليس نفس التكتيك مع يسوع في التجربة، مستشهدًا بآيات من مزمور 91، لكنه أخذها خارج السياق وحذف جزءًا مهمًا منها (متى 6:4. فمن الضروري ألا تكون سطحيًا في معرفتك لله وكلمته، وإلا ستكون فريسة سهلة.
  • دعوة للتعمق في كلمة الله قياس المحبة الحقيقية:

أيها القارئ، إن المحبة الحقيقية لله تدفعك لكي تتعمق في كلمته.

  • اللهج في كلمة الله نهارًا وليلاً:
    يقول داود في مزمور 119 كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ! الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهْجِي”. (مزمور 97:119). هل هذا مبالغة؟ لا! هذا هو قياس المحبة. كم من الوقت تقضي مع الكلمة؟ هل هي شاغلة لذهنك طوال اليوم؟

    • وصية الله القديمة:
      لقد أوصى الرب شعبه في سفر التثنية فَضَعُوا كَلِمَاتِي هذِهِ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ، وَارْبُطُوهَا عَلاَمَةً عَلَى أَيْدِيكُمْ، وَلْتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ أَعْيُنِكُمْ. وَعَلِّمُوهَا أَوْلاَدَكُمْ، مُتَكَلِّمِينَ بِهَا حِينَ تَجْلِسُونَ فِي بُيُوتِكُمْ، وَحِينَ تَمْشُونَ فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَنَامُونَ، وَحِينَ تَقُومُونَ. وَاكْتُبْهَا عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بُيُوتِكُمْ وَعَلَى أَبْوَابِكُمْ” (تثنية 11: 18-20). هذا التكرار ليس عبثًا، بل هو دعوة لكي تحيط نفسك بالكلمة، لكي تكون جزءًا لا يتجزأ من حياتك.
    • وعد الله ليشوع:
      قال الرب ليشوع لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلًا، لِكَيْ تُرَاعِيَ لِلْعَمَلِ بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ” (يشوع 8:1). هذه هي وصفة النجاح الحقيقي.
  • حفر وتعميق الأساس:
    يسوع شبه الإنسان الذي يسمع ويعمل بكلمته يُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتًا، وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ ” (لوقا 48:6. افهم جيدًا! هناك مستوى من الحفر والتعميق مطلوب. هذا يعني أن تقفل باب مخدعك، وأن تخص وقتًا لله دون تشتيت. إبليس سيسعى لتشتيتك في هذا الوقت بالذات، لذا يجب أن تختار بوعي أن تضع الأساس عميقًا.

    • الفرق بين من حفر وعمق ومن لم يحفر يظهر عند العواصف. من حفر، بيته يثبت. أما من لم يحفر، فيهتز مع كل موجة وريح، ويقول “لقد قلت كلمات إيمان، وصليت، ولم يحدث شيء!” لأنه لم يبنِ أساسًا عميقًا.
  • خسارة الجهل بمشيئة الله نكتشفها في السماء!

إنها لخسارة عظيمة أن نكتشف في السماء أننا أضعنا فرصًا رائعة للحياة هنا على الأرض بسبب جهلنا بمشيئة الله.

  • معرفة مشيئة الله ليست للسماء فقط:
    يقول بولس في رسالته إلى كولوسي لِتَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ (كولوسي 9:1). نحن مدعوون لمعرفتها هنا، وليس هناك.
  • الموت في غير وقته:
    الكتاب المقدس لا يقول إن كل موت هو بإرادة الله. بل يقول لاَ تَكُنْ شِرِّيرًا بِكَثْرَةٍ، وَلاَ تَكُنْ جَاهِلًا، لِمَاذَا تَمُوتُ فِي غَيْرِ وَقْتِكَ؟ (جامعة 17:7). هناك من يموت في غير وقته، حتى من أبناء الله، بسبب عدم فهمهم لمشيئته. شمشون مثال على من لم يكمل مشيئة الله لحياته ومات موتًا غير مقصود من الله.
  • “انفتحت أعينهما” التحول من الروح إلى الحواس:

عندما قيل عن آدم وحواء فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ (تكوين 7:3). هذا لا يعني أنهما كانا مغمضي العينين جسديًا. بل يعني أن تركيزهما تحول من العالم الروحي إلى العالم الحسي.

  • وعي بالحواس بدلًا من الروح:
    كان آدم وحواء يعيشان في وعي دائم بعالم الروح، يستقبلان المعلومات منه، ويحللانها روحيًا. بعد السقوط، أصبحا أكثر وعيًا بحواسهما، كشخص لم يكن يشعر بنبضات قلبه، فجأة أصبح يشعر بها بقوة بسبب خلل. هذا ما حدث لهما أصبحا يستقبلان المعلومات من الحواس بدلًا من الروح.
  • السير حسب الروح أم الجسد؟
    يقول بولس الرسول وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ.(رومية 14:7). هذا يعني أننا نصبح مسيطرين بالحواس، نحلل الأمور بناءً على ما نراه ونسمعه ونشعر به، بدلًا من الحقائق الروحية في كلمة الله.
  • سؤال الله لآدم “مَنْ أَعْلَمَكَ؟
    عندما سأل الله آدم مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟  (تكوين 11:3). كان يسأله عن مصدر معلوماته. من أين تستقي معلوماتك عن نفسك، عن صحتك، عن حياتك؟ هل من العالم أم من كلمة الله؟ كثيرون يعانون من صغر النفس لأن معلوماتهم عن أنفسهم تأتي من مصادر خاطئة.
  • طرد آدم من الجنة للمصلحة لا للانتقام:

طرد الله آدم من الجنة لم يكن انتقامًا، بل كان لمصلحة الإنسان.

  • الخسارة المؤلمة:
    آدم وحواء طُردَا من حضور الله الذي فيه شَبَعُ سُرُورٍ، وَفِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ” (مزمور 11:16).
  • حماية الإنسان من الموت الأبدي في السقوط:
    لو أكل آدم وحواء من شجرة الحياة في حالتهما الساقطة، كانا سيعيشان للأبد في حالة المعاناة والبعد عن الله حتى مجيء يسوع. فكان الطرد وإغلاق طريق شجرة الحياة حماية لهما، لحين مجيء المخلص.
  • الله البادئ في الحل أقمصة الجلد:
    حاول آدم وحواء تغطية عورهما بأوراق التين، في محاولة لتغطية خزي الخطية. لكن هذا لم يكن كافيًا. الكتاب المقدس يخبرنا أن الله نفسه صنع لهما أقمصة من جلد وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا” (تكوين 21:3).

    • ذبيحة بريئة هذا يشير إلى ذبيحة حيوان بريء، رمزًا للذبيحة الأعظم التي ستأتي يسوع المسيح.
    • مبادرة محبة لم يقل الله لهما “خذا البسا هذه الأقمصة”، بل “ألبسهما”. تخيل محبة الله وهو يلبس أولاده، تمامًا كأم تلبس طفلها. الله هو المبادر دائمًا نحو حل مشكلة الإنسان.
  • الخطية ومعانيها العميقة الحاجة إلى خلاص حقيقي

إن محاولة تغطية الخطية بأوراق التين ما زالت تحدث اليوم.

  • الخطية فقدان الهدف والمعنى:
    أحد معاني الخطية هو فقدان الهدف والمعنى في الحياة. عندما لا تعيش للسبب الذي خُلقت لأجله، تشعر بالتيه والضياع.
  • محاولات باطلة لتغطية العري:
    الناس اليوم يحاولون تغطية عري الخطية بالانغماس في العلم، الموسيقى، التدين الشكلي، تعذيب الذات، أو حتى إنكار وجود الله ليتجنبوا الشعور بالذنب والمسؤولية. لكن هذه كلها محاولات بائسة لأن ضمير الإنسان، أي صوت روحه، يظل يصرخ بأن هناك خطأ. فَإِنَّ أَعْمَالَ النَّامُوسِ مَكْتُوبَةٌ فِي قُلُوبِهِمْ، شَاهِدًا أَيْضًا ضَمِيرُهُمْ، وَأَفْكَارُهُمْ فِيمَا بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً (رومية 15:2).
  • الله وضع الأبدية في قلوبنا:
    كما يقول سفر الجامعة صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ، وَأَيْضًا جَعَلَ الأَبَدِيَّةَ فِي قَلْبِهِمْ، الَّتِي بِلاَهَا لاَ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ الْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُهُ اللهُ مِنَ الْبِدَايَةِ إِلَى النِّهَايَةِ (جامعة 11:3).. هذا الصوت الداخلي هو صوت الأبدية التي وضعها الله فينا، وهي التي تخبرنا أن هناك حلًا عميقًا نحتاجه.

صلاة من القلب:

أيها الصديق العزيز، لو سمعت هذه الكلمات وأثرت فيك، ولم تقبل الرب يسوع في حياتك بعد، أدعوك ألا تعيش حياتك تائهًا في هذا العالم الذي خربه آدم الأول. لقد جاء شخص آخر، يدعوه الكتاب المقدس آدم الأخير، لكي يصلح كل ما أفسده الأول. الله يريد أن يصلح كل خراب في حياتك، وكل استنزاف لا يد له فيه.

إن الله إله رائع ومحب، وهو يريد أن يستلم قضيتك. إن كانت لديك مشاكل أسرية، أو كنت مستعبدًا لأمور معينة، أو تشعر بالضعف والتعب والمرض، فكل هذا يمكن أن يسترد لله. الله مبادر لك. الكتاب يقول إن الله أعطانا رسالة المصالحة لكي نقول للناس تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ” (كورنثوس الثانية 20:5). هو من ناحيته لا توجد خصومة، هو يمد يده إليك. يسوع أتم العمل، ويمكنك أن تؤمن الآن وتضع ثقتك في هذا الإله، وتمشي الحياة معه بانتصار. لن تُهزم في الحياة، ولن تكون واقعًا تحت أي ضغوطات، حتى الأمراض النفسية. إنه قادر على أن يشتغل على مستوى روحك فيخلصك من الخطية ويخلق روحك من جديد، وعلى مستوى نفسك يجدد ذهنك ومشاعرك لتبقى في فرح طول الوقت، وإرادتك تصبح صالحة. بل ويعمل على مستوى جسدك، فيصير جسدك هيكلًا للروح القدس، فتجد شفاء من أي شيء سيطر عليك، حتى لو لسنوات طويلة.

هذا هو الوقت الذي يمكنك أن تعطي فيه نفسك للشخص الذي أحبك. لا تبع نفسك لإبليس، حتى لو قلت عن نفسك “لقد بعت نفسي للشيطان”. في الحقيقة، أنت لست ملك نفسك لكي تبيعها، هو دفع الثمن واشتراك. تعال إليه الآن.

أشجعك، صلِّ معي هذه الصلاة بقلب صادق:

“يا رب، أنا آتي إليك في اسم يسوع. أشكرك لأنك دفعت ثمن كل خطاياي. أشكرك لأنك تحبني لأجل قيمتي عندك. أنت استلمت قضيتي، وأنت تهمك كل حاجة في حياتي. يا رب، أنا آتي في اسم يسوع، وأعلن يسوع ربًا على حياتي. هو سيدي وقائدي من هذه اللحظة. أنا أتبعه بكل قلبي. بشكرك لأنك بتخلق روحي من جديد من الآن. أنا أصير بر الله، كل خطاياي قد مُحيت. لا يوجد أي اتهام ضدي. أنا أصبحت واحدًا من عائلتك. أشكرك لأنك سمعتني، وأشكرك لأنك استجبت لي. آمين.”

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

مُلخص: الخيانة العظمى وتبعاتها

  • تمهيد: خلق الإنسان وسقوطه المبكر:
    • خُلق الإنسان في حالة رائعة وأُعطي كل الصلاحيات ليسود كملك على الأرض.
    • شجرة معرفة الخير والشر لم تكن امتحانًا، بل كان سيأكل منها الإنسان في الوقت المناسب ليحكم على الملائكة الساقطة.
    • تسرّع الإنسان وأكل من الشجرة باستقلالية عن الله.
  • الخيانة العظمى:
    • وُصفت سقطة آدم بـ “الخيانة العظمى” بسبب منصبه الرفيع وتسليمه كل شيء لإبليس.
    • الكتاب المقدس يؤكد هذا الوصف في هوشع ٦: ٧ حيث يقول الرب: “كآدم تعدوا العهد. هناك غدروا بي”.
    • لم يكن آدم ساذجًا، بل كان مدركًا لما يفعله.
  • لماذا لم يقضِ الله على إبليس؟
    • الله إله قانوني، وكان المرسوم أن الإنسان هو من سيقاضي إبليس.
    • الترتيب كان: الله، ثم الإنسان، ثم الملائكة (ومنهم إبليس).
    • خدع إبليس الإنسان وجعله يطيعه، وبذلك أصبح الإنسان تحت سلطة إبليس قانونيًا (“عبيد لمن تطيعونه”).
  • هل رسم الله سيناريو السقوط؟
    • الله ليس محتاجًا لسيناريو ليثبت محبته، فمحبته حقيقية وغير مشروطة.
    • هناك فرق بين معرفة الله السابقة للأحداث وبين إرادته واختياره لها.
    • معرفة الله بأن الإنسان سيخطئ لم تمنعه من إكمال خطته، وهذا يظهر عظم محبته.
  • استراتيجية إبليس في السقوط:
    • كانت مسئولية آدم أن “يعمل” الجنة و”يحفظها” (يحرسها بسياج) من أي دخيل.
    • بدأ السقوط عندما فشل آدم في حفظ الجنة، مما سمح لإبليس باختراقها واستخدام الحية (التي كانت خاضعة لآدم).
    • كان آدم حاضرًا وشاهدًا على حوار الحية مع حواء، واشترك في الأكل بإرادته.
  • دور حواء والسطحية في التعامل مع الكلمة:
    • كشف رد حواء على الحية عن سطحية في فهم وصية الله، حيث:
      • حذفت تأكيد وفرة الله (“تأكل أكلًا”).
      • استخدمت اسم “الله” (الخالق) بدل “الرب الإله” (العلاقة الحميمية).
      • أضافت وصية لم يقلها الله (“ولا تمساه”).
      • قللت من حتمية العقوبة (“لئلا تموتا” بدلًا من “موتًا تموت”).
    • هذه السطحية نراها اليوم في شعارات مثل “ربنا رب قلوب” وفي استخدام آيات خارج سياقها.
  • آلية الخداع وقوة الأفكار:
    • تم خداع حواء عبر أفكار رُفعت في ذهنها، وليس بالضرورة عبر كلام مسموع.
    • التفكير الكثير في شيء يولّد رغبة قوية ويدفع للفعل.
    • استخدم إبليس أسلوبين رئيسيين:
  1. التشكيك: في محبة الله وصلاحه (“أحقًا قال الله؟”).
  2. الكذب: إنكار كلام الله (“لن تموتا”) وادعاء أنه يخفي الخير عن الإنسان.
  • نتائج السقوط:
    • انفتحت أعينهما“: تحوّل وعي الإنسان من العالم الروحي إلى العالم الحسي، وأصبح يستقي معلوماته من الحواس بدلًا من الروح.
    • الطرد من الجنة: لم يكن انتقامًا، بل حماية للإنسان من أن يأكل من شجرة الحياة في حالته الساقطة فيخلد في معاناته.
    • محاولات التغطية: محاولة آدم وحواء تغطية عريهما بأوراق التين ترمز لمحاولات الإنسان الباطلة لتغطية خطاياه (بالعلم، الفن، التدين الشكلي، إلخ).
    • مبادرة الله بالحل: صنع الله لهما “أقمصة من جلد”، مشيرًا لأول ذبيحة ورمزًا لفداء المسيح.

 

 

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Hide picture