القائمة إغلاق

خدمة النبي Office of the Prophet

  • مقدمة: ظهر لي الرب يسوع المسيح في فبراير عام 1959 وتكلم معي لمدة ساعة ونصف عن موهبة النبي. قد سجلت تفاصيل هذه الرؤيا في كتابي “أنني أؤمن بالرؤى”. فكثير من الحقائق المذكورة في هذا الكتاب كان قد أعلنها لي في ذلك الوقت. ثم ظهر لي الرب أيضاً في عام 1987 وتكلم معي عن مواهب الخدمة وبالأخص خدمتي الرسول والنبي.

1 كورنثوس 12: 28

28 فَقَدْ وَضَعَ اللهُ فِي الكَنِيسَةِ أَشْخَاصاً مَخْصُوصِينَ: أَوَّلاً الرُّسُلَ، وَثَانِيَاً الأَنبِيَاءَ، وَثَالِثَاً المُعَلِّمِينَ، ثُمَّ الَّذِينَ يُجرُونَ المُعجِزَاتِ، ثُمَّ الَّذِينَ لَهُمْ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ، ثُمَّ مَوَاهِبُ المُسَاعَدَةُ، ثُمَّ مَوَاهِبُ القِيَادَةِ وتَدَبِيرَ الشُّؤُونِ، ثُمَّ التَّكَلُّمُ بِأَنوَاعِ أَلْسِنَةٍ.

أفسس 4: 11

11 وَهُوَ قَدْ وَهَبَ بَعضَ المُؤمِنينَ أَنْ ِيَكُونُوا رُسُلاً، وَآخَرِينَ أَنبِيَاءَ، وَآخَرِينَ مُبَشِّرِينَ، وَآخَرِينَ رُعَاةً ومُعَلِّمِينَ.

  • هل يوجد أنبياء اليوم؟  
  • سوف يخبرنا البعض أن خدمة النبي قد انتهت: “كان هناك أنبياء في العهد القديم وفى العهد الجديد أيضاً, لكنهم لم يعودوا موجودين اليوم”. مع ذلك, لا يوجد أثبات كتابي يؤيد هذا الزعم.
  • تخبرنا كلمة الله أن الله قد أعطى البعض أن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة والبعض معلَّمين (أفسس4: 11).
  • يقول البعـض أن مواهـب الخدمـة الوحيـدة الموجـودة لدينـا اليوم هم المبشر والراعي

والمعلَّم. لكن كلمة الله لا تميز بين أي منهم. ومن وجهة نظري, إما أن تبطل المواهب جميعاً أو يعملوا كلهم.

لأي غرض قد أُعطيت هذه المواهب؟ “لأَجْلِ تَكْمِيلِ (تَأْهِيلِ- أعِدَّاد) الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ”.

  1. هل صار جميع القديسين كاملين بعد؟ هل لازال يوجد أي عمل للخدمة اليوم؟ هل يحتاج جسد المسيح إلى بناء؟ حتماً نعم. لذلك ينبغي أن تعمل جميع مواهب الخدمة كلها.
  2. سوف تظل جميع مواهب الخدمة ضرورية إلى أن يأتي يسوع ليأخذ كنيسته.
  3. ما هي المقومات التي تشكل خدمة النبي؟
  4. تعليقاً عما يقوله الأصل اليوناني للعهد الجديد بخصوص النبي, قال أحد المعلمين اليونانيين البارزين, “إن النبي يتكلم من دافع الإلهام المفاجئ ومن ضوء الإعلان اللحظي له في ذلك الحين. إنه شيء أساسي أن يتكلم النبي من دافع الإعلان اللحظي عن أمور تتعلق بالأحداث المستقبلية أو بفكر الروح القدس بصورة عامة”.
  5. يتكلم النبي بإلهام إلهي مباشر وبإعلان لحظي- وليس شيئاً كان يفكر فيه. إنما شيء قد أُعطى له في حينه بإلهام مفاجئ.
  6. لكي يقف أحد في خدمة النبي, فأول كل شيء لابد أن يكون خادماً للإنجيل, مُكرساً ومدعو للخدمة بدعوة من الله على حياته. لذلك فإن النبي هو موهبة خدمة.
  7. إن النبي في الأول والأخر هو كارز أو معلم للكلمة.
  8. لا يوجد أنبياء ضمن ما ندعوهم علمانيين, لأن النبي هو شخص قد دُعي ليكون خادماً متفرغاً.
  9. يمكن للرجل العلماني أن يتنبأ, لكن هذا لا يجعل منه نبياً.

1) قد شجع بولس كنيسة كورنثوس بأكملها أن يسعوا إلى النبوة (1 كورنثوس 14: 1). ثم يعرَّف ما تعنيه موهبة النبوة البسيطة: “أَمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ، فَهُوَ يُخَاطِبُ النَّاسَ بِكَلاَمِ الْبُنْيَانِ وَالتَّشْجِيعِ وَالتَّعْزِيَةِ” (ع 3).

    لكن يظل السؤال: “هل الجميع أنبياء؟” حتماً لا. (1 كورنثوس 12: 29).

  1. لابد أن تفرق بين التنبؤ – مع اعتبار أن النبي يمكن أن يتنبأ – وبين خدمة النبي.

أعمال 21: 8-11

8 وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي ذَهَبْنَا إِلَى مَدِينَةِ قَيْصَرِيَّةَ وَنَزَلْنَا ضُيُوفاً بِبَيْتِ الْمُبَشِّرِ فِيلِبُّسَ ..

9 وَلَهُ أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى كُنَّ يَتَنَبَّأْنَ.

10 فَبَقِينَا عِنْدَهُ عِدَّةَ أَيَّامٍ. وَبَيْنَمَا نَحْنُ هُنَاكَ جَاءَنَا مِنْ مِنْطَقَةِ الْيَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ اسْمُهُ أَغَابُوسُ

11 فَأَخَذَ حِزَامَ بُولُسَ، وَقَيَّدَ نَفْسَهُ رَابِطاً يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَقَالَ: «يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْحِزَامِ سَيُقَيِّدُهُ الْيَهُودُ هَكَذَا فِي أُورُشَلِيمَ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي الأَجَانِبِ»

كانت بنات فيلبس الأربعة يتنبأن. أي؛ يمارسن موهبة النبوة البسيطة, “..يُخَاطِبُ النَّاسَ بِكَلاَمِ الْبُنْيَانِ وَالتَّشْجِيعِ وَالتَّعْزِيَةِ” (1 كورنثوس 14: 3). وكان أغابوس نبياً كذلك. ومع أن النبي يمكنه أن يتنبأ بما يُعلن إليه في وقته, إلا أن أغابوس لم يكن يتنبأ هنا. كان يخبر بما سبق وأُعلن له من الروح القدس.

  • لكي يقف أحد في خدمة النبي, لابد أن يكون هناك إستعلان لموهبتين من مواهب الإعلان على الأقل في خدمته (كلمة الحكمة – كلمة العلم – تمييز الأرواح) بالإضافة إلى موهبة النبوة.
  • مواهب الإعلان الثلاثة هم:
  • كلمة الحكمة: هي إعلان خارق للطبيعي بروح الله يتعلق بقصد إلهي في فكر ومشيئة الله. ودائماً تتحدث عن أمور مستقبلية.
  • كلمة العلم: هي إعلان خارق للطبيعي بروح الله عن حقائق في فكر الله بخصوص أشخاص أو أماكن أو أشياء. ودائماً ما تتحدث عن الماضي أو الحاضر.
  • تمييز الأرواح: هي رؤية خارقة للطبيعي في عالم الروح, يستطيع الفرد من خلالها أن يري ويسمع في عالم الروح.  
  • يكون هناك إستعلان لمواهب الروح في حياة كل مؤمن ممتلئ بالروح القدس من حين لآخر كيفما يشاء روح الله ووفقاً للاحتياج. لكن النبي الذي يكرز أو يعلَّم بالكلمة يكون لديه إستعلان لهذه المواهب بصورة مستمرة. فالفرق بين الحالتين هو أن خدمة النبي تتركز في هذا الاتجاه, لذلك تعمل هذه المواهب على مستوى أعلى.
  • النبي هو شخص لديه رؤى وإعلانات.
  • توجد ثلاثة أنواع من الإعلانات وثلاثة أنواع من الرؤى. إن اسمي أنواع الإعلان تتشابه مع أقل أنواع الرؤى حتى إنه في بعض الأحيان لا يستطيع الشخص أن يفرَّق بينهما.
  • الرؤى الروحية: هي أن ينال الشخص رؤيا في روحه أو يرى شيئاً ما في روحه. فهذا هو أول وأدنى أنواع الرؤى.

مثال على ذلك: لقد رأى شاول رؤيا وهو في طريقة إلى دمشق (أعمال 9: 1- 8). فالكتاب يقول أن شاول, “..عِنْدَمَا فَتَحَ عَيْنَيْهِ وَجَدَ أَنَّهُ لاَ يُبْصِرُ”. لقد كانت عينا شاول مغلقتين عندما رأى يسوع في هذه الرؤيا. فهو لم يرى الرب بعينيه الجسدية, إنما رآه في عالم الروح وعينيه مغلقتين. في الحقيقة, يذكر الكتاب أن بولس لم يكن يبصر إلى حين, لذلك لم يستطع أن يرى يسوع بعينيه الجسدية. لكن حنانيا صلى له بعد ذلك حتى يستعيد بصره (أعمال 9: 17).

  1. الغيبة: وضح لي يسوع أن ثاني اسمي أنواع الرؤى هي أن يقع الشخص في غيبة.

عندما يقع المرء في غيبة, فأن حواسه الجسدية تتعلق وتتوقف إلى حين. فلا يكون مدركاً للمكان الذي يوجد فيه أو أي شيء يتصل بالعالم المادي. فهو لا يكون فاقداً للوعي لكنه أكثر إدراكاً للأمور الروحية عن الأمور المادية.

مثال على ذلك: عندما ذهب بولس إلى أورشليم في المرة الأولى قال, “بَيْنَمَا كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْهَيْكَلِ غِبْتُ عَنِ الْوَعْيِ. فَرَأَيْتُ الرَّبَّ يَقُولُ لِي: عَجِّلْ وَاتْرُكْ أُورُشَلِيمَ بِسُرْعَةٍ، لأَنَّ أَهْلَهَا يَرْفُضُونَ أَنْ تَشْهَدَ لِي فِيهَا” (أعمال 22: 17, 18). حدث ذلك أيضاً مع بطرس. فالإصحاح العاشر من سفر الأعمال يسرد الرؤيا التي رآها بطرس واخبره فيها الرب أن يحمل الإنجيل إلى الأمم. لكن بطرس قد صعد إلى السطح ليصلى وهناك “وَقَعَتْ عَلَيْهِ غَيْبُوبَةٌ” (ع 10). عندئـذٍ, “..رَأَى السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً” (ع 11). كان وقتهـا يـرى فـي عـالـم الــروح. لذلــك يتضـح لنـا مـن الكتـاب أن بطـرس

وبولس قد وقعا كلاهما في غيبة وشاهدا في عالم الروح.

  1. الرؤيا المفتوحة: هذه هي أسمى أنواع الرؤى حيث لا تتوقف فيها حواس الشخص الجسدية ولا تكون عيناه الجسدية مغلقتين, إنما يحتفظ بكل ملكاَّته الجسدية. ومع ذلك يرى ويسمع في عالم الروح.

مثال على ذلك: يذكر الإصحاح الأول لسفر الرؤيا أن يوحنا رأى الرب في رؤيا مفتوحة.

  • اختبار شخصي: لقد نلت رؤيا من هذا النوع عندما ظهر لي يسوع عام 1959 وابتدأ يعلمني عن خدمة النبي. رأيت يسوع يدخل إلى حجرتي وسمعت خطى أقدامه. فقد رأيته بوضوح شديد مثل أي شخص رأيته في حياتي. رأيته يجلس بجوار فراشي وسمعت صوته بوضوح تماماً مثل أي إنسان سمعته في حياتي.
  • كان النبي في العهد القديم يُدعي “الرائي” لأنه كان يرى ويسمع أموراً خارقة للطبيعي. ذكرني الرب في تلك الرؤيا بشاول وهو شاب يافع عندما خرج ليبحث عن أتان والده التي ضلت (صموئيل الأول 9). عندما كان يستعلم عنهم, اقترح عليه أحدهم أن يذهب إلى نبي ويسأله عن مكان الأتن, لأن صموئيل النبي كان سيعرف موضعهم. فعندما ذهب شاول إلى صموئيل أجابه بأن الأتن قد وُجدت منذ ثلاثة أيام مضت, وأن أهله قد خرجوا ليفتشوا عليه. لقد عرف صموئيل ذلك بطريقة خارقة للطبيعي.

فطلب صموئيل من شاول أن ينتظر لأنه كانت لديه كلمة علم بخصوص خطة الله لحياته. ثم مسح شاول بزيت ليكون أول ملك لإسرائيل. حتماً لم يكن صموئيل يعرف أماكن جميع الأتن الضالة في إسرائيل. فمن المؤكد أنه كانت هناك أتن كثيرة ضالة في ذلك الوقت. لكن الله كان لديه قصد من إعلان هذه الحقيقة في ذلك الوقت بالتحديد. فقد كان أمراً يتعلق بمستقبل ملك إسرائيل.

  • اختبار شخصي: اصطحبني أحد الخدام ذات مرة للموقع الذي كان يبني فيه كنيسة جديدة. بعدما تفقَّدنا المبنى عدنا إلى سياراتنا لنغادر. وبينما كنت أتحرك, جاءتني كلمة الله قائلة لي أن أخبر هذا الخادم أنه لن يعيش طويلاً ما لم يحكم على نفسه في ثلاثة أمور: في طعامه وأموره المالية وعدم محبته لإخوته. فنزلت من سيارتي لأخبره بهذا, لكن شخص آخر كان يتجه إلى سيارته في ذلك الوقت وابتدأ يتحدث معه. فجلست في سيارتي وبدأت أفكر في نفسي. علمت أنه ربما لا يقبل هذا الكلام مني. ولأنه كان لا يسلك بالمحبة تجاه أخوته بالفعل, فكان من المحتمل أن يصفعني على وجهي. وبينما كنت جالساً هناك محاولاً أقناع نفسي بعدم فعل ذلك, غادر هذا الخادم دون أن اخبره بما أعلنه لي الرب. وكانت هذه هي أخر مرة أراه فيها, فقد مات بعد ثلاثة سنوات مع أنه كان شاباً.
  • قد اُستخدمت كلمة “إعلان” بالارتباط بخدمة النبي:

1 كورنثوس 14: 29, 30

29 أَمَّا الأَنْبِيَاءُ فَلْيَتَكَلَّمِ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ وَلْيَحْكُمِ الآخَرُونَ.

30 وَلَكِنْ إِنْ أُعْلِنَ لآخَرَ جَالِسٍ فَلْيَسْكُتِ الأَوَّلُ.

  1. يتكلم النبي بما يُعلن إليه من إعلانات من خلال موهبة النبوة, لكنها تكون في مستوى اسمي من النبوة البسيطة (وعظ وتشجيع وتعزية).
  2. كما يمكن للنبي أيضاً أن يتكلم مباشرة بما يعلنه له الروح القدس.
  3. لابد أن تمتحن الإعلانات.

تعليق: إنه أمر كتابي أن يمتحن الآخرون النبوة (1 كورنثوس 14: 29). فأولئك الذين لا يريدون أن تُمتحن إعلاناتهم أو نبواتهم هم مخطئون ويمكن أن يسقطون في كبرياء روحي.

ربما يقول أحدهم, “حسناً, لكن الرب لا يخطئ”. حتماً لا يخطئ, لكن المواهب الروحية تُستعلن من خلال بشر غير كاملين. يمكن أن نشبه ذلك بسريان الماء في ماسورة. فالماء يحمل ذات الطعم للماسورة التي يسير من خلالها. البعض لديهم روح الله وخصوصاً الذين يُستخدمون في هذا المجال, لهذا السبب يقول الكتاب “.. وَلْيَحْكُمِ الآخَرُونَ”.

  1. في بعض الأحيان يعمل النبي في موضع الرائي (يخبر عن أمور مستقبلية). فهذا إستعلان لموهبة كلمة الحكمة من خلال النبي. مثال على ذلك أغابوس: لقد تنبأ عن حدوث مجاعة (أعمال 11: 28). كما تنبأ لما سيحدث لبولس في أورشليم (أعمال 21: 10, 11).
  2. يؤمن البعض أن النبوات الشخصية ليست كتابية. فهم لا يعتقدون أن النبي يمكن أن يحمل رسالة لفرد ما.
  3. لقد فعل أغابـوس ذلك فـي سفـر الأعمـال 21: 10, 11. فقد نصح بولس ألا يصعد إلى

أورشليم وأخبره بما سيحدث له هناك, وقد تحقق ذلك.

  1. قد أراني الرب في مرات كثيرة أموراً قد ساعدت وباركت أفراد كثيرين. نحتاج لمثل هذه الإعلانات مرة أخرى اليوم.
  2. يكشف الرب لنا أموراً أتيه يريد أن يجهزنا لها كي نستعد لما سيحدث في المستقبل. لكنك لا تستطيع أن تبدأ أو توقف موهبة النبوة كما تشاء. فهي تعمل وفقاً لما يريد الروح القدس وحسب.
  3. يستخدم الرب البعض أحياناً ليوصلوا رسالة شخصية لفرد ما. لكنهم يعتقدون بعد ذلك أنهم يستطيعون أن يعطوا رسالة لكل شخص يقابلوه. كلا, فهؤلاء الذين يجولون دائماً حاملين رسائل شخصية ونبوات لكل فرد هم مخطئون ومتعصبون وفى مأزق رهيب. فإبليس يمكن أن يضللهم, وسوف يفعل ذلك.
  4. يوجد تشابه بين نبي العهد القديم وبين نبي العهد الجديد. مع ذلك, فالنبي في العهد الجديد ليس لديه ذات المكانة التي كانت للنبي في العهد القديم.

كان الناس في العهد القديم يذهبون للنبي طلباً للقيادة. فقد كان الملك والكاهن والنبي هم وحدهم الممسوحين بروح الله ليقفوا في تلك الوظائف المُعينة. لكن باقي الشعب لم يكن لديه حضور ملموس لله في حياتهم, لأن حضور الله كان مُغلقاً عليه في  قدس الأقداس. لذلك لم يكن أحد لديه روح الله عليه أو فيه. وما لم يرى الله الموقف ملائماً ليعلن عن نفسه في الوسط الطبيعي- كما حدث في قصة جدعون- فإن الشعب كان يلجأ إلى النبي طلباً للقيادة.

  • ليس أمراً كتابياً في ظل العهد الجديد أن تطلب القيادة من خلال خدمة النبي.
  • أخبرني يسوع بذلك عندما ظهر لي عام 1959.
  • لدينا الآن عهد أفضل (عبرانيين 8: 6).
  • لدينا بداخلنا ذات حضور الله الذي كان مُغلقاً عليه في قدس الأقداس. فالله بذاته يحيا في داخلنا, وقد أصبحت أجسادنا هيكلاً لله في ظل العهد الجديد (1 كورنثوس 3: 16, 6: 19, 2 كورنثوس 6: 16).
  • إن الله يسكن بداخلنا ليقودنا. رومية 8: 14
  • يحتاج كل مؤمن أن يتعلم بنفسه كيف يتبع روح الله. ولا ينبغي عليه أن يذهب لأي شخص طلباً للقيادة.
  • يوجد بعض ممَن يحاولون أن يتحكموا ويتسلَّطوا على حياة الآخرين من خلال النبوات الشخصية. لا اعلم لماذا يرغبون في فعل ذلك لأنه أمر غير كتابي.

لقد رأيت ذلك يتفشى في دوائر مسيحية كثيرة على مدار السنوات. فكثير من هذه الأمور التي تحدث اليوم ويعتقد الناس أنهم نالوا “إعلاناً جديداً”, قد رأيتها تحدث منذ سنوات مضت. وقد اختفت وقتها وستختفي الآن أيضاً لأنها ليست مبنية على كلمة الله.

يعتقدون أن لديهم شيئاً جديداً, لكن في حقيقة الأمر هو روح خداع وليس الروح القدس أبداً. فعلى مدار السنوات رأيت أولئك المدُعوين “أنبياء” يخبرون الناس عمَن يتزوجون ومَن لا يتزوجون. ولم أرى أبداً زيجة واحدة ناجحة. يا لهول الكارثة التي رأيتها في هذه الدائرة.

  • ينبغي أن تتأكد في روحك من قيادة الله لك. فإن كان ما يقوله شخص آخر يؤكد ما نلته في روحك, فحسناً. لكن إن لم يكن, فلتنس الأمر.
  • لقد أخذ النبي أغابوس منطقة بولس وربط يديه ورجليه بها قائلاً:

أعمال 21: 11-12

11 .. ‘هَكَذَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْحِزَامِ سَيُقَيِّدُهُ الْيَهُودُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي الأَجَانِبِ’

12 فَلَمَّا سَمِعْنَا هَذَا بَدَأْنَا جَمِيعاً، نَحْنُ مُرَافِقِي بُولُسَ وَالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ الْبَلْدَةِ، نَرْجُو مِنْ بُولُسَ أَلاَّ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ

نلاحظ شيئاً هنا: لقد تنبأ أغابوس عما سوف يحدث. لكنه لم يقل شيئاً عن مشيئة الله نحو هذا الأمر. فلم يخبر بولس بأن يذهب أو لا يذهب إلى أورشليم. ولم يعطه أي قيادة شخصية عن الموضوع, إنما اخبره بما كان سوف يواجهه وحسب. وكان على بولس أن يقرر بنفسه ما إذا كان الله يقوده ليذهب إلى أورشليم أم لا.

يعتقد البعض أن بولس اخفق في إتباع مشيئة الله وأن روح الله لم يخبره بالذهاب إلى أورشليم. لكن هذا ليس صحيحاً. فعندما قُبض على بولس وهو في الطريق, ظهر له يسوع.

أعمال 23: 11

11 وَفِي اللَّيْلَةِ التَّالِيَةِ ظَهَرَ الرَّبُّ لِبُولُسَ وَقَالَ لَهُ: «تَشَجَّعْ، فَكَمَا أَدَّيْتَ لِيَ الشَّهَادَةَ فِي أُورُشَلِيمَ، لاَبُدَّ أَنْ تُؤَدِّيَهَا لِي فِي رُومَا أَيْضاً».

 إن كان بولس قد خرج عن مشيئة الله, لكان الرب قد أخبره بذلك.

  • ضع كلمة الله أولاً. حتى وإن كانت هناك إظهارات خارقة للطبيعي في حياتك, فلا تبنى خدمتك على الإظهارات الخارقة للطبيعة. اقبلها ودعها تتحقق في حياتك. لكن ابني خدمتك على الكلمة. حتى وإن كنت نبياً, فلابد أن تبنى خدمتك على الكلمة.

أثناء نهضة الشفاء الإلهية التي استمرت منذ عام 1949 حتى 1958, أرسلني الرب لأتكلم إلى بعض الخدام. طلب منى أن اخبرهم قائلاً, “لا يمكنكم أن تبنوا الخدمة على المواهب الروحية وحدها. أنموا وازدادوا في خدمة الكرازة. استمروا في عمل المواهب الروحية لكن طوَّروا من خدمة الكرازة. إن لم تفعلوا ذلك فسوف تنتهون إلى التفاهة الروحية”. وقد حدث ذلك أخيراً تماماً كما أخبرني الرب عنهم.

كان وقتها عيد الشكر عام 1954 وقد قلت لهم, “عندما تبدءون أيها الرفاق وتنتهون, فسوف أظل أنا صامداً هناك”. نظروا إليَّ وتعجبوا, لكن الآن قد انتهت خدمتهم جميعاً.

قد أوحى إليَّ الله أن أقول لهم ذلك محاولاً أن أجعلهم يتحولون إلى الكلمة مرة أخرى بدلاً من مواهب الروح. فقلت, “هكذا ترون أني ابني خدمتي على الكلمة وليس على المواهب الروحية, وسوف تدوم الكلمة إلى الأبد ولن تفشل”.

  • خطورة الشعور بالالتزام نحو تتميم الخدمة
  • هناك كثيرون قد دعاهم الله ومسحهم وأعدهم ليقفوا في خدمة ما, لكن يفكرون في أنفسهم, “أنني ملتزم أن أتمم دعوة الله”. وعندما لا يُستعلن الروح القدس في خدماتهم, فأنهم يحاولون أن يفعلوا شيئاً من أنفسهم. هذا وضع خطير.

إن كان هناك إستعلان لمواهب الروح, فحسناً. وإن لم يكن, فلا تحاول أن تفعلها بنفسك.

  • قد أرسلني الرب لأتكلم لأحد الخدام على وجه التحديد في مناسبتين مختلفتين. طلب منى الرب أن اخبـره قائـلاً, “إن كـان هنـاك إستـعـلان لمـواهـب الـروح, فـحـسنـاً. وإن لـم يـكـن

فاستمر وأكرز بالإنجيل وانسي الأمر”.

ثم طلب مني الرب أن أخبره ثانية, “إن لم تفعل ذلك فستنتهي إلى التفاهة الروحية”. آسف أن أقول أنه حدث ذلك لأنه لم يصغي. قال لي, “اشعر بالالتزام نحو تتميم الدعوة”.

فقلت له, “إن كنت تحاول أن تتمم الأمر, فأنت قد فقدته من البداية”. 

كنت وقتها في السادسة والثلاثين من عمري, وقد ذهبت من هناك إلى مدينة سكراتون بولاية بن-سيلفينيا, وبعدها إلى نيو جرسي لأقضي أسبوعين مع الأخ أ. أ. سوفت. كان رجلاً عظيماً في الثانية والسبعين من عمره.

أخبرت الأخ سوفت بما أعلنه لي الرب عن هذا الخادم. فقال لي الأخ سوفت, “بإمكاني أن أميز عمل موهبة كلمة العلم في خدمته. لقد قضيت وقتاً طويلاً في الصين وتعرفت على قوى غريبة هناك. فما لا يدركه بعض المؤمنين هو انه إن لم يُستعلن الروح القدس وبدأت تتحرك في عالم الروح محاولاً أن تفعل شيئاً بالجسد, فأنت تعرَّض نفسك للخداع بتلك القوى الغريبة. هذا لأنك تركت الكلمة”.

  • كيف تميز الفرق بين روح الله وأرواح العرافة.
  • لا داعي أن تفزع من الأرواح الشريرة. فهم في الحقيقة أرواح عرافة, يتعرفون على البشر ويتواصلون مع الشخص الذي يعملون من خلاله.
  • عندما ابتدأ الرب يخرج شعب إسرائيل من مصر, ألقى هارون عصاه فتحولت إلى حية. لكن السحرة فعلوا ذات الشيء وألقوا بعصيهم فتحولت إلى ثعابين. لكن عصا هارون ابتلعت عصيَّ السحرة. (خروج 7: 12).
  • إن إبليس لديه معرفة عن بعض الأمور لكنه ليس كلَّي المعرفة كالله. فأرواح العرافة التي يتكلم عنها الكتاب موجودة هنا وهى متآلفة عليك – حتى وإن كنت مؤمناً ممتلئاً بالروح القدس. فإن كان هناك مَن هو على اتصال بهم فسوف يخبروه عن أشياء تخصك.

كانت الجارية التي طرد بولس منها الشيطان بها روح عرافة أو روح معرفة الغيب (أعمال 16: 16-19). هذا يتضمن التنبؤ بالمستقبل أو معرفة الحظ, لكنه روح مضَّل. إن الشيطان يعرف بعض الأمور التي ستحدث للناس إن ظلوا يسلكون بالطريقة التي اعتادوا عليها. وإن كانوا أولاده فهو يعلم بالضبط ما سوف يحدث لهم.

  • كنت أعرف أحد الأشخاص ممَن كنت أعتقد أن موهبة كلمة العلم تعمل معه. فقد كان يعلم أشياءً عن الآخرين, وكانت تنساب منه إعلانات عنهم بصورة تلقائية. عندما جاء ذات مرة إلى أحد اجتماعاتي, طلب منه راعي الكنيسة أن يحَّي الحضور. وبينما كان يتكلم سمعت الروح القدس يتكلم ويقول, “أرواح عرافة”. علمت أن الرب كان يخبرني بأن أرواح العرافة كانت تعمل من خلاله. بعد مرور وقت وفى موقع آخر من المدينة, سألني أحد الأصدقاء الأعزاء لي, “هل تعرف فلان؟” ثم ذكر اسم هذا الخادم.

فأجبت, “نعم, أعلم مَن هو لكني لا أعرفه معرفة شخصية”. فقال, “حسناً, كنت اعتقد أنه خادم حقيقي لله بسبب تلك الموهبة الخارقة للطبيعة التي تعمل من خلاله, لكنه خدعني. كانت لديَّ قطعة مجوهرات ثمينة جداً كنت قد ورثتها واحتفظت بها في مكان ما في منزلي. لكن هذا الخادم وقف في مكتبي ذات مرة ووصف تلك الجوهرة بالضبط وأخبرني بالمكان الذي احتفظ بها فيه. قال لي أن الرب يريدني أن أعطيها له”.

ثم أكمل, “اعتقدت أنه الرب, لأنه كان أمراً خارقاً للطبيعي. فأحضرتها وأعطيتها له. لكن لم يمضى يومين حتى وقف مرة أخرى في مكتبي وفقد صوابه ولعن شخص ما. وقبل أن يخرج من المدينة تورط مع شخص آخر في علاقة شذوذ وأضل بعض الأولاد وأوقعهم في مأزق” (هذه ليست إشاعة لكني اعلمها باليقين). حينئذٍ شاركته بما سبق وأعلنه لي الرب. قلت له, “إنه به أرواح عرافة. إنه ليس روح الله الذي يعمل من خلاله”.

  • كيف يمكنك أن تميز الفرق؟
  • كورنثوس الأولى 12: 1-3

1 الإِخوَةُ، لاَ أُرِيدُكُمْ أَنْ تَبقُوا فِي جَهلٍ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ.

2 أَنتُمْ تَعلَمُونَ أَنَّكُمْ لَمَّا كُنتُمْ غَيرَ مُؤمِنِينَ، كُنتُمْ مُضَلَّلِينَ وَمُنسَاقِينَ وَراءَ أَوثَانٍ خَرسَاءَ.

3 لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يُمكِنُ أَنْ يَلعَنَ يَسُوعَ! وَلاَ يُمكِنُ لأَِحَدٍ أَنْ يَقُولَ: يَسُوعُ رَبٌّ، إِلاَّ بِالرُّوحِ القُدُسِ.

 عندما نفسر هذا الشاهد في سياقه نجد أن بولس يكتب عن الإظهارات الروحية والأمور المتعلقة بالروح القدس. بالطبع يستطيع أي شخص أن يقول, “يسوع رب” من عقله. حتى الخاطئ العادي يستطيع أن يقول هذا. لكن ما يعنيه هذا الشاهد هو أنه عندما يُستعلن الروح القدس فهو دائماً يتوج يسوع رباً, ولا يلفت الأنظار إلى البشر ولا يجعل منهم ألهه.

  1. هل تجلب هذه الإظهارات المجد ليسوع؟ وهل تبارك الناس أو تقرَّبهم إلى الله؟
  2. أم هل هي تعظم الإنسان وتلفت الأنظار إلى البشر؟
  3. لا داعي أن تفزع من أرواح الشر. فما يفعله الله يفوق كل ما يفعله إبليس. وإظهارات الروح القدس أمر حقيقي, لذلك دعونا نتمسك بالإظهارات الحقيقية التي تبارك الناس.
  4. كُن مفتوحاً على الله وأترك الروح القدس يعلن عن نفسه بيننا بمختلف المواهب والخدمات التي وضعها في الكنيسة.
  5. بعض الاستنتاجات الخاطئة التي نسبها الناس إلى خدمة النبي
  6. يعتقد البعض أن النبي لا ينبغي أن يفعل شيئاً سوى أن يتنبأ. لكن الأولوية في خدمة النبي هي أن يعظ ويكرز بالكلمة.
  7. إن خدمة النبي تشتمل على ما هو أكثر من النبوة. في الواقع, إن أغلب الأحيان التي يخبر فيها النبي بإعلان لحظي فإنه لا يتنبأ أبداً. إنما يخبر بما قد أُعلن إليه في الحال. على سبيل المثال: لقد علم أغابوس “بالروح” أنه سيكون هناك مجاعة عظيمة (أعمال 11: 28).
  8. إن خدمة النبي لا تشتمل على مجرد استقبال إعلانات, بل أكثر من ذلك. فالبعض يخطئون بتفكيرهم, “لقد دُعيت لأكون نبياً”. ربما يكونون ذلك حقاً, فيسعون دائماً ليحصلوا على إعلانات أو يحاولون أن يتنبئوا باستمرار.
  9. قبل أي شيء, لابد أن يكون النبي معلماً أو كارزاً للكلمة. قال يسوع عن يوحنا المعمداني أنه نبي عظيم, مع أن الكتاب لا يذكر أن يوحنا تنبأ عن شيء. بل بالأحرى, كان يخبر ويكرز برسالة ملكوت الله تحت إلهام الروح القدس.
  10. تصاحب خدمة النبي خدمة وضع الأيدي.
  11. تصاحب خدمة النبي خدمة الشفاء. عندما تعمل مواهب الشفاء ( أو أي مواهب أخرى) مع النبي, فهي إستعلان لخدمة النبي.
  12. قال الرب يسوع عن أليشع: “كَمَا كَانَ هُناكَ بُرْصٌ كَثِيْرُونَ فِي إسْرَائِيْلَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ أَلِيْشَعَ. وَلَمْ يُطَهَّرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ إلاَّ نُعمَانُ السِّرْيَانِيُّ (لوقا 4: 27).

كان أليشع لديه خدمة شفاء, وقد علم الناس عنها.

كان سبب ذهاب نعمان إلى أليشع هو الخادمة اليهودية التي أُسرت في حرب أرام ضد إسرائيل. فقد كانت مستعبده في بيت نعمان, وعندما علمت ببرصه قالت, “يَا لَيْتَ سَيِّدِي يَمْثُلُ أَمَامَ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَيَنَالَ الشِّفَاءَ مِنْ بَرَصِهِ” (ملوك الثاني 5: 3).

  1. لقد وقف يسوع في خدمة النبي. كان واضحاً في خدمته جميع الإظهارات المتنوعة التي لن تراها مطلقاً في خدمة شخص واحد وحسب.
  2. يمكن لمواهب الشفاء أن تعمل في خدمة النبي من خلال وضع الأيدي.
  3. كما يمكنها أيضاً أن تعمل بطرق متنوعة:

لم يضع أليشع يديه على نعمان ولم يذهب حتى ليراه. كانت لديه كلمة من الله فأرسل خادمه يقول, “اذْهَبْ وَاغْتَسِلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ، فَتَنَالَ الشِّفَاءَ” (2 ملوك 5: 10).

لقد شفى يسوع من خلال وضع الأيدي, لكنه شفى أيضاً بطرق متنوعة. على سبيل المثال, دون أن يلمس العشرة برَّص قال لهم, “اذْهَبُوا وَاعْرِضُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الْكَهَنَةِ!”. وبينما كانوا ذاهبون شُفوا (لوقا 17: 12). وفى مرة أخرى تفَّل على الأرض وصنع طيناً وطلي به عيني الأعمى قائلاً, “اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ”. (يوحنا 9: 6). لماذا فعل هذا؟ لأن الروح القدس أخبره بذلك. كان يسوع يقف في خدمة النبي وكانت مواهب الشفاء تعمل من خلاله.

لقد مُسح يسوع بقوة الله الشافية (أعمال 10: 38). وفي بعض الأحيان, شفى يسوع المرضى بانتقال القوة. بمعنى آخر, قد شُفي البعض عندما تدفقت مسحة للشفاء من يسوع إليهم. إن المرأة نازفة الدم هي مثال على ذلك (مـرقـس 5: 25-34؛ أنظـر أيضـاً متـى 14: 34)

  1. قال يسوع بخصوص شفاء نعمان من خلال خدمة أليشع النبي, “وكَانَ فِي إِسْرَائِيلَ، فِي زَمَانِ النَّبِيِّ أَلِيشَعَ، كَثِيرُونَ مُصَابُونَ بِالْبَرَصِ؛ لكِنْ لَمْ يُطَهَّرْ أَيُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، بَلْ نُعْمَانُ السُّورِيُّ” (لوقا 4: 27). لـقـد شُـفـي نعمـان علـى الرغـم مـن أنه كـان أممـياً ولم يـكن مـن شعـب

إسرائيل أو حتى في عهد مع الله وكان يعبد الوثن داجون.

لماذا لم يقدر أليشع أن يشفى كل البُرّصٌ الذين كانوا في إسرائيل؟ لماذا لم يخبر أليشع جميع البُرّصٌ الذين في أورشليم- بما فيهم أولئك الذين في عهد مع الله: “اذهبوا واغتسلوا سبعة مرات في نهر الأردن وسيرجع جسدكم طاهراً مثل جسد طفل؟”

لأن الله لم يخبره بذلك.

لا يمكنك أن تتخطى كلمة الله أو تبعد عنها.

حتماً قد جاءت كلمة الله إلى أليشع وأخبرته بما يفعل مع نعمان.

  • اختبار شخصي: لا يزال البعض يُشفون بذات الطريقة اليوم. لقد نال الكثيرون الشفاء من خلال إستعلان كلمة الله بالروح القدس بصورة خارقة للطبيعي. مع ذلك, لم يحدث المثل مع آخرين. ففي بعض الأحيان كان الرب يخبرني بالتحديد بما افعله. وفي أوقات أخرى كان يخبرني بما أقوله للناس وأحيان أخرى كنت أرى ما سوف أفعله في رؤيا ثم اخرج وأنفذها في اجتماع الكنيسة. فكان المرضى ينهضون من على الكراسي النقالة ويركضون. مع ذلك, فآخرون في ذات الاجتماع كانوا يأتون على كراسي نقالة ويخرجون عليها أيضاً.

كان أولئك الذين ليست لديهم معرفة جيدة بالكتاب المقدس يقولون, “لا يمكن أن الله يفعل هذا. فإن شفى واحد فلابد أن يشفي الآخرين أيضاً”.  أولاً: أنا لم أشفي أحداً . ثانياً: لم تكن لديَّ كلمة خاصة من الرب بشأن الآخرين. كان بإمكانهم أن ينالوا الشفاء إن آمنوا بالله وتواصلوا معه بأنفسهم. لكن لسبب أو لآخر لم يفعلوا ذلك.

  • يعتقد البعض أن النبي لابد أن يعرف دائماً كل شيء عن كل شخص وكل ما يتعلق به. لا يمكن أن يكون هذا صحيحاً, لأنه إن كان كذلك لكان جيحزي خادم أليشع سيعرف أنه لن يفلت بفعلته هذه على الإطلاق. (2 ملوك 5: 20-27).

لقد قدم نعمان لأليشع النبي عطايا بعدما شُفي, لكن أليشع لم يقبلها. فذهب نعمـان فرحاً في طريق عودته إلى دمشق. لكن جيحزي أسرع خلفه وكذب عليه قائلاً, “إِنَّ سَيِّدِي قَدْ أَرْسَلَنِي قَائِلاً: إِنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ مِنْ بَنِي الأَنْبِيَاءِ جَاءَاهُ، فَأَرْجُوكَ أَنْ تُعْطِيَهُمَا وَزْنَةً مِنَ الْفِضَّةِ وَحُلَّتَيْ ثِيَابٍ” (2 ملوك 5: 22). ولأن نعمان كان متلهفاً على شفائه من هذا المرض اللعين, أعطى جيحزي أكثر مما طلب. فأخذ جيحزي العطايا وخبأها.

لكن عندما دخل جيحزي إلى محضر سيده, سأله أليشع عن المكان الذي ذهب إليه. فأجاب جيحزي, “لَمْ يَذْهَبْ عَبْدُكَ إِلَى هُنَا أَوْ هُنَاكَ”. فقال له أليشع, “..أَلَمْ يَذْهَبْ قَلْبِي حِينَ رَجَعَ الرَّجُلُ مِنْ مَرْكَبَتِهِ لِلِقَائِكَ؟” (2 ملوك 5: 25). إن كان أليشع يعرف كل شيء عن كل شخص وعن كل ما يحدث حوله -لكان جيحزي المرافق لأليشع دائماً سوف يعرف ذلك. ولما حاول أن يفعل شيء مثل هذا إطلاقاً.

يتكلم الرب إلى النبي بما يريد أن يعرَّفه إياه وحسب. فهو لا يخبره بكل شيء. توجد شواهد كتابية أخرى توضح أن النبي لا يعرف كل شيء. فعلى سبيل المثال, عندما أتت المرأة الشونامية إلى أليشع النبي بعدما مات ولدها, قال أليشع, “دَعْهَا لأَنَّ نَفْسَهَا مُرَّةٌ فِيهَا وَالرَّبُّ كَتَمَ الأَمْرَ عَنِّي وَلَمْ يُخْبِرْنِي” (2 ملوك 4: 27).

  • يعتقد البعض أنه لكون الشخص نبياً, فبإمكانهم أن يسألونه في أي وقت: “هل لديك كلمة من الله لأجلي؟”

لا يمكنك أن تطلب هذه الأمور وقتما تشاء. ربما يعطيك الله كلمة أو لا, لكنه في أغلب الأحيان لا يفعل ذلك.

  • تعليق شخصي: إن خدمة النبي تتضمن عمل موهبة كلمة العلم وكلمة الحكمة وتمييز الأرواح بالإضافة إلى النبوة. ولأنهم مواهب روحية فسوف يعملون أيضاً في حياة كل مؤمن ممتلئ بالروح, طالما هناك احتياج لذلك أو كيفما يشاء الرب. لكن الإستعلان الوقتي لهذه المواهب لا يجعل الشخص نبياً.

عندما امتلأت بالروح القدس وتكلمت بألسنة بدأت موهبة كلمة العلم تعمل في حياتي. كنت أرى وأعرف أموراً خارقة للطبيعي. لكن هذا لم يجعلني نبياً. كنت وقتها في العشرين من عمري وكنت راعياً لإحدى الكنائس في المدينة. ثم حدث بعد أسبوعين من امتلائي بالروح القدس أنى نلت رؤيا روحية سريعة, أطلق عليها “رؤيا مُصغرة”. رأيت فتاة وسط الحضور ورأيت أنها أُجبرت على فعل خطية منذ ليلتين ماضيتين. وعلى الرغم من أنها أُجبرت بالقوة على فعل ذلك. إلا أنها كانت تفكر, “قد أخطأت ولم يعد الرب يحبني مجدداً”. كانت صديقتها قد أصَّرت أن تأخذها معها إلى الكنيسة في تلك الليلة, إلا أنها قررت أنها لن تعود مرة أخرى أبداً. وعندما أنهيت العظة وبدأت أغلق عيني لأصلى, رأيت الشخص الذي كانت معه هذه الفتاة وما فعلا وكيف حدث ذلك. فبدأت أعلن لها ذلك بطريقة لا يعرف الحضور أنها هي الشخص المعني بالحديث. تكلمت بحكمة حتى أتجنب مضايقتها.

Text Box: موهبة النبي

 

(إن نلت إعلاناً, فأطلب من الله أن يعطيك حكمة حتى تعرف كيف تتعامل مع الموقف جيداً. لا تندفع في الحديث عنه, لأنه يمكن أن يحطم حياة البعض وتفسد الأمر, فلا يستطيع الله أن يأتمنك على أي إعلانات أخرى. إن أحزنت روح الله فلن يستطيع أن يكشف لك أي شيء آخر لأنه لا يأتمنك).

بعدما تحققت هذه الفتاة من محبة الله وغفرانه لها اندفعت إلى المنبر بدموع. لقد أعلن الله لي ذلك حتى أنقذها.

قبل أن أتزوج, كنت راعياً لإحدى كنائس الإنجيل الكامل. كانت هناك فتاة جميلة بالكنيسة وكانت معجبة بي إلى حد كبير, بينما كنت أعجب بها إلى حد ما.

كنا نعقد خدمات في مساء أيام السبت وصباح ومساء الأحد. ولأن تلك الفتاة كانت من أكثر المرنمين الموهوبين لدينا, فكانت ترنم بطريقة مميزة دائماً. لكنه في مساء أحد أيام السبت لم تكن موجودة لتقود الترنيم.

في الصباح التالي, وبينما كنت على المنبر أعظ في خدمة الأحد الصباحية, حدث أني نظرت عبر النافذة ورأيت سيارة تتوقف ثم شاهدت تلك الفتاة وهي تخرج من السيارة وتجتاز الممر الخلفي للكنيسة. والرجل الذي كان يقود السيارة فرَّ مسرعاً. فجأة لم اعد في الاجتماع. سمعت صدى صوتي وكأني مستمر في الحديث, لكني لم أعلم ما كنت أقوله.

كانت روحي في مكان ما. علمت عندئذٍ ما كان يعنيه أليشع عندما قال, “..ألم يذهب قلبي معك”. وفي الحال, كنت واقفاً في أحد شوارع المدينة وعلى بعد خمسة عشر ميلاً من حيث كنت أعظ في صباح ذلك اليوم. وعرفت أنها ليلة السبت يوم الثلاثين من الشهر. كانت الطرق مزدحمة بالمارة, لأنه في تلك الأيام كان سكان المدينة كلهم ينزلون إلى البلد في مساء السبت. وقفت أمام متجر في شارع رئيسي ثم رأيت هذه الفتاة وهى تسير في الطريق. ثم رأيت ذات السيارة التي رأيتها في البداية بينما كنت أعظ وهي تتوقف بجوارها. وعندما أعطى السائق نفيراً ركبت معه هذه الفتاة في السيارة. وفي الروح, انتقـلت مـن أمـام المتجـر وجلسـت

في المقعد الخلفي للسيارة. قادا طريقهما خارج المدينة وزنيا معاً.

قد أراني الرب هذه الرؤيا ليحميني. ففي مرات كثيرة يكشف الله لي عن أشياء لمساعدة الآخرين. لكن هذه الإعلانات لم تجعلني نبياً.

ظللت أكرز بالكلمة قرابة عشرين عاماً إلى أن ظهر لي الرب يسوع في رؤيا عام 1952 وقال, “منذ ذلك الوقت فصاعداً ما هو مكتوب في كلمتي عن موهبة تمييز الأرواح سيعمل في حياتك وخدمتك عندما تكون في الروح”. عندما بدأت موهبة تميز الأرواح تعمل في حياتي استطعت أن أرى واسمع في عالم الروح. فصارت موهبتان من مواهب الإعلان وهما: تميز الأرواح وكلمة العلم تعملان في حياتي بصفة مستمرة, بالإضافة إلى النبوة. حينئذٍ دخلت إلى خدمة النبي. لكن قبل ذلك, لم أشغل هذه الخدمة جهاراً حتى عام 1953.

إن دعاك الله لتشغل خدمة ما, فلن تستطع أن تبدأها في الحال لأنك سوف تسئ استخدامها. لكن الله سيجهزك ويعدك شيئاً فشيء. وإن كان في ذهنه أن يضعك في تلك الخدمة, ووجدك أميناً ورأى أنه يستطيع أن يأتمنك على تلك الخدمة فسوف يضعك فيها.

لن يخالف الله مبادئه التي وضعها في كلمته. قال الروح القدس من خلال بولس أن لا يضع شخص مبتدئ في الخدمة, “..لِئَلاَّ يَنْتَفِخَ تَكَبُّراً، فَيَقَعَ فِي جَرِيمَةِ إِبْلِيسَ” (1 تيموثاوس 3: 6). ينطبق ذات الشيء مع باقي الخدمات. فإن وُضع مبتدئ في الخدمة فربما يجربه إبليس فيرتفع تكبراً ويتحطم. اعتقد أن البعض قد تحطمت حياتهم لأنهم شعروا في أرواحهم بالدعوة, لكن بدلاً من أن ينتظروا الله ليضعهم في تلك الخدمة, حاولوا أن يضعوا أنفسهم فيها.

استطيع أن أرى حكمة الله في خدمتي. إن كنت قد دفعت بنفسي عندما كنت شاباً غير ناضج عقلياً وروحياً في بعض الخدمات والمواضع التي اشغلها الآن, لما كنت قد نجحت على الإطلاق, وكنت قد حدت عن الطريق. عندما حان الوقت ليستخدمني الله كنت قد نضجت ذهنياً بقدر كافي جداً.

إنني مسرور لأن الله يستطيع أن يستخدمنا. لكني لن ارتفع تكبراً أبداً إن فعل ذلك. فالأمر يتطلب التواضع حتى يستخدمني الله. فأنا لن أرتفع تكبراً ولو بمقدار ضئيل ولا أتحمس أو حتى أٌظهر مشاعر عندما يستخدمني الرب في أمر ما. كنت أكتفي بالقول, “وما الخطب في ذلك؟ لقد قرأت في العهد القديم كيف تكلم الله من خلال حمار. فهذا لم يجعل من الحمار أي شيء مميز. فإن رأى الله أنه ملائم أن يستخدم أتان, فمجداً للرب. لقد فعلها, فلنعطه كل المجد”.

لا تُؤخذ بالأسماء أو الألقاب

لا تخرج وتقول “أني نبي”. فربما تكون هكذا يوماً ما, وربما أيضاً لا تكون. لكن إن كنت قد دُعيت لخدمة النبي, فلتترك الله يضعك فيها. لا تحاول أن تضع نفسك في خدمة معينة.

لا تحتاج أن تعلن عن نفسك, “أنا معلَّم”. فربما يريد الله أن يصنع منك مبشراً. انتظر واكشف ما يريدك الله أن تفعله.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$