“أَمَّا الآنَ، فَهذِهِ الثَّلاَثَةُ بَاقِيَةٌ: الإِيمَانُ، وَالرَّجَاءُ، وَالْمَحَبَّةُ . وَلَكِنَّ أَعْظَمَهَا هِيَ الْمَحَبَّةُ! “ (1 كورنثوس 13 : 13).
“أَمَّا مَنْ لاَ يُحِبُّ، فَهُوَ لَمْ يَتَعَرَّفْ بِاللهِ قَطُّ لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ. (1 يوحنا 4 : 8).
يقول الكتاب أن الله محبة. ويقول حتى أن المحبة أعظم من الايمان و الرجاء. حسناً، بما أن الله محبة، فنحن نحتاج أن نعرف ما هى المحبة – التى هى، نوع محبة الله.
فى كورنثوس الأولى 13: 13، ترجمة الملك جيمس للكتاب المقدس تُترجم الكلمة “محبة” الى “إحسان” ““Charity. للأسف تم ترجمة الكلمة “آجابى” “Agape” الى “إحسان” ““Charity والتى لا تُعبر عن المعنى الكامل لتلك الكلمة اليونانية المستخدمة فى هذا المقطع. فى كورنثوس الأولى 13 : 13 ، ترجمة الملك جيمس للكتاب المقدس تترجم الكلمة “محبة” الى “إحسان” “” الخيرية الكلمة. للأسف تم ترجمة الكلمة “آجابى” “مندهشا” الى “إحسان” “” الخيرية والتى لا تعبر عن المعنى الكامل لتلك اليونانية المستخدمة فى هذا المقطع.
ووَفقاً للقاموس، الكلمة “إحسان” ““Charity تعنى: كرم فى الرضا أو محبة ناحية البشرية . ولكن الكلمة اليونانية المستخدمة هنا هى “آجابى” “Agape” والتى تعنى محبة الله. وفى كل مكان فى العهد الجديد تم ترجمة الكلمة “آجابى” “Agape” الى محبة وليس “إحسان” ““Charity. ووفقا للقاموس ، الكلمة “إحسان” “تعنى الخيرية” : كرم فى الرضا أو محبة ناحية البشرية “. ولكن الكلمة اليونانية المستخدمة هنا هى” آجابى “” مندهشا “والتى تعنى محبة الله. وفى كل مكان فى العهد الجديد تم الكلمة” آجابى ” مندهشا “الى محبة وليس” إحسان “” “الخيرية.
كمثال، فى يوحنا الاولى 4: 8، يقول الكتاب حرفياً “الله أجابى” أو بمعنى آخر، الله هو المحبة . لذا الكلمة “أجابى” تعنى نوع المحبة التى يستخدمها الله.
ما هو أجابى أو نوع الله محبة؟ قبل أن اجاوب على ذلك ، دعنى اريك شيئا مشوقا بخصوص الله محبة. يقول الكتاب أن المحبة هى أعظم من الايمان و الرجاء كلاهما (1كورنثوس 13: 13) لماذا محبة الله اعظم من الرجاء أو الايمان؟
أول كل شىء، لن يعمل الايمان بدون المحبة، أو بكلمات اخرى، يعتمد الايمان على المحبة حتى يعمل. يقول الكتاب فى غلاطية 5: 6، “فَفِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لاَ نَفْعَ لِلْخِتَانِ وَلاَ لِعَدَمِ الْخِتَانِ، بَلْ لِلإِيمَانِ الذِى يَعمَل بِالْمَحَبَّةِ“.
تستطيع الآن الرؤية بوضوح أن المحبة يجب أن تكون أعظم لأن الايمان لن يعمل بدونها. لابد من وجود المحبة ليعمل الايمان.
ثانياً، لن يعمل الايمان بدون الرجاء. يقول الكتاب فى عبرانيين 1:11،)الترجمة الانجليزية الجديدة): ” الايمان يُعطى المادة لما نرجوه“. لابد أن ترجو شيئا قبل أن يعطى له إيمانك المادة. لذا يعتمد الايمان أيضاً على الرجاء ليعمل
عبرانيين 11: 1، ” أَمَّا الإِيمَانُ ، فَهُوَ الثِّقَةُ بِأَنَّ مَا نَرْجُوهُ لاَبُدَّ أَنْ يَتَحَقَّقَ، وَالاقْتِنَاعُ بِأَنَّ مَا لاَ نَرَاهُ مَوْجُودٌ حَقّاً.
أترى، اذا كنت لا تأمل أو ترجو شيئاً فإن إيمانك لا يستطيع أن يعمل لأنه ليس لديه هدف أو غاية ليُصدق الله من أجلها. إذن ، لا يستطيع الايمان أن يعمل بدون الرجاء و أيضا يعتمد الايمان على المحبة ليعمل. لذلك السبب، يقول الكتاب المقدس أن المحبة أعظم من الرجاء و الايمان كلاهما (1 كورنثوس 13: 13).
1 كورنثوس 13: 1-3
1 …لَوْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِلُغَاتِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلَيْسَ عِنْدِي مَحَبَّةٌ (نوع محبة الله)، لَمَا كُنْتُ إِلاَّ نُحَاساً يَطِنُّ وَصَنْجاً يَرِنُّ!
2 وَلَوْ كَانَتْ لِي مَوْهِبَةُ النُّبُوءَةِ، وَكُنْتُ عَالِماً بِجَمِيعِ الأَسْرَارِ وَالْعِلْمِ كُلِّهِ، وَكَانَ عِنْدِي الإِيمَانُ كُلُّهُ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ،وَلَيْسَ عِنْدِي مَحَبَّةٌ (نوع محبة الله)، فَلَسْتُ شَيْئاً!
3 وَلَوْ قَدَّمْتُ أَمْوَالِي كُلَّهَا لِلإِطْعَامِ، وَسَلَّمْتُ جَسَدِي لأُحْرَقَ، وَلَيْسَ عِنْدِي مَحَبَّةٌ (نوع محبة الله)، لَمَا كُنْتُ أَنْتَفِعُ شَيْئاً.
يقول الكتاب أنه حتى إن ظهرت كل مواهب الروح من خلالنا ولسنا نسلك بمحبة الله فلن ينفعنا ذلك بأى شىء! . ويصبح الأمر كأنه لا شىء. فكر فى ذلك!
إن كنا نفهم كل الأسرار ونمتلك كل المعرفة و كل الايمان ولكن ليس لدينا محبة الله تعمل فينا وتتدفق من خلالنا، فلن ينفعنا ذلك بأى شىء! وحتى إن كنا نعطى الفقراء و نضحى بأنفسنا بدون أن يكون الدافع هو المحبة فذلك كلا شىء!
لن يُفيدك أى شىء تفعله إن لم تفعله بدافع محبة الله التى بداخلك. تستطيع أن ترى بوضوح لماذا نوع محبة الله هام جدا ولماذا يقول الكتاب أنه اعظم من الايمان و الرجاء.
و أيضاً، يقول الكتاب أنه بالمحبة – محبة الله التى بداخلنا – سيعرف كل الناس أننا تلاميذه. لم يقل الكتاب أنهم سيعرفون أننا تلاميذه بسبب الايمان أو الرجاء. لا ، بل بسبب ظهور محبة الله فينا ومن خلالنا سيعرف الناس أننا مؤمنين.
بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً
كيف سيعرف العالم أننا مؤمنين؟ لأننا نحب بعضنا البعض.
تعريف المحبة
إذا كان نوع محبة الله هام جداً، فنحن نحتاج ان نعرف ما هو. أنت بالطبع تفهم أن نوع محبة الله ليس مثل المحبة البشرية العادية. المحبة البشرية العادية تستطيع أن تنقلب الى بغضة و كره فى ليلة واحدة. ولكن محبة الله لا تفشل أبداً.
نجد تعريف المحبة فى كورنثوس الأولى الاصحاح الثالث عشر.
1 كورنثوس 13: 4-8 1 كورنثوس 13 : 4-8
4 الْمَحَبَّةُ (محبة الله) تَصْبِرُ طَوِيلاً؛ وَهِيَ لَطِيفَةٌ . 4الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسُدُ الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ وَلاَ تَتَكَبَّرُ .
5 لاَ تَتَصَرَّفُ بِغَيْرِ لِيَاقَةٍ، وَلاَ تَسْعَى إِلَى مَصْلَحَتِهَا الْخَاصَّةِ.لاَ تُسْتَفَزُّ سَرِيعاً، وَلاَ تَنْسُبُ الشَّرَّ لأَحَدٍ.
6 لاَ تَفْرَحُ بِالظُّلْمِ ، بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ.
7 إِنَّهَا تَسْتُرُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَتَحَمَّلُ كُلَّ شَيْءٍ.
8 الْمَحَبَّةُ لاَ تَزُولُ أَبَداً. أَمَّا مَوَاهِبُ النُّبُوآتِ فَسَتُزَالُ، وَمَوَاهِبُ اللُّغَاتِ سَتَنْقَطِعُ، وَالْمَعْرِفَةُ سَتُزَالُ.
أترى، محبة الله أعظم من كل تلك الأشياء التى فى القائمة التى سجلها بولس هنا. إنها أعظم من النبوءات و الألسنة و و أعظم من المعرفة. لماذا هى أعظم؟ لأن فى يوم ما، كل هذه الأشياء ستُزال و ترحل و لن نحتاجها مرة اخرى. ولكن محبة الله لن ترحل أبدا.
لن يكون هناك تكلم بألسنة فى السماء أو تنبوء أو كلام معرفة أو مواهب الروح القدس. كل هذه الأشياء ستكون رحلت. ولكن المحبة – نوع محبة الله – تدوم للأبد. ولن ترحل لأن الله محبة وهو أبدى.
ليس فقط محبة الله تدوم للأبد، ولكن كلمة الله تقول أن محبة الله تحتمل أى شىء ممكن أن يأتى. ماذا يعنى أن تحتمل كل شىء؟ تقول الترجمة الموسعة (Amplified) “أن المحبة تحتمل أى شىء وكل شىء من الممكن أن يعترضها…”. أمانيها لا تتلاشى و محبة الله لا تفشل أبداً.
الآن دعنا نقرأ هذا المقطع من الترجمة الموسعة للكتاب المقدس )( Amplified لأنها تُعَرِف نوع محبة الله بأكثر وضوحاً. الآن دعنا نقرأ هذا المقطع من الترجمة الموسعة للكتاب المقدس (أسهب لأنها تعرف نوع محبة الله بأكثر وضوحا).
1 كورنثوس 13: 4- 8 ((Amplified أسهب :
4 الْمَحَبَّةُ (محبة الله) تصمُد طَوِيلاً وَهِيَ صَبُورَة و لَطِيفَةٌ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسُدُ أبداً ولا تَهيِجُ بالغِيرَة وغير مُتبجحة ولا تَتَفَاخَرُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَعرِض نَفسَهَا بتَكَبَّرُ.
5 لاَ تَتَصَرَّفُ بغرور – غير متغطرسة أو مُنتفخة بالتكبر، هى ليست وقحة (فظة) ولا تتصرف بشكل غير لائق، المحبة (محبة الله التى بداخلنا) لاَ تُصِر على حقوقها أو طريقها الخاص لأنها لا تدور حول ذاتها. غير حساسة و لاَ تُسْتَفَزُّ سَرِيعاً وليست مُضطربة أو مُستاءة، وَلاَ تأخذ فى الحِسبَان الشَّرَّ الذى عُمل فيها – لا تُعطى إعتبار للأخطاء التى تجعلها تُعانى.
6 لاَ تبتهج بِالظُّلْمِ و الإثم ، بَلْ تبتهج عندما يسود الْحَقِّ والامور الصحيحة. 6 لا تبتهج بالظلم و الإثم ، بل تبتهج عندما يسود الحق والامور الصحيحة.
7 إِنَّهَا تحتمل أى شىء وكل شىء من الممكن أن يعترضها، ودائماً مُستعدة أن تُصدق الأفضل فى كل شخص، أمانيها لا تتلاشى تحت أى موقف، و تحتمل أى شىء من الممكن أن يأتى. (بدون أن تضعف).
8 الْمَحَبَّةُ لاَ تفشَل أَبَداً – لا تذبُل و لا تُصبح قديمة أو تأتى لنهاية. أَمَّا مَوَاهِبُ النُّبُوآتِ )والتى هى ترجمة المشيئة والهدف الإلهي ) ستتم و سَتُزَالُ، وَمَوَاهِبُ اللُّغَاتِ ستُدمر وسَتَنْقَطِعُ، وَالْمَعْرِفَةُ سَترحل (أى ستفقد قيمتها و سيحل الهدف الإلهي) ستتم ستزال ، ومواهب اللغات ستنقطع وستدمر ، والمعرفة سترحل (أى ستفقد قيمتها و سيحل محلها الحق)
أتمنى لكل المؤمنين أن يقضوا وقتاً كافياً لكى يدعوا تلك الأعداد تتغلغل داخل أذهانهم و قلوبهم. وفقط السير فى نور تلك الأعداد سوف يحل الكثير جدا من مشاكلهم.
كمثال، لاحظ كورنثوس الأولى 13: 4 ) ( Amplified ” الْمَحَبَّةُ تصمُد طَوِيلاً وَهِيَ صَبُورَة و لَطِيفَةٌ“. الآن، هناك بعض الناس تصمد طويلاً ولكنهم غير صبورين او لطفاء بينما يصمدون! إنهم يصمدون طويلاً فقط لأنه يتوجب عليهم ذلك، ولكنهم أيضاً يدعون الجميع يعرف أنهم صامدين!
أيضاً، فى بعض الأحيان، يُعانى الزوج و يتحمل بعض الأشياء بسبب زوجته ولكنه لا يكون طيباً بينما يفعل ذلك أو أحياناً يجب على الزوجة أن تُعانى وتحتمل بعض الأشياء بخصوص زوجها، ولكنها تجعل زوجها يعرف أنها تُعانى!
ومع ذلك، نوع محبة الله يصمُد طويلاً و يكون صبوراً و لطيفاً بينما يدوم و يصمُد. ولا يضعُف أو يذبُل أو يأتى لنهاية. إنه لا يفشل أبداً.
ويتصل العدد 7 بقُرب لذلك العدد: ” الْمَحَبَّةُ تحتمل أى شىء وكل شىء من الممكن أن يعترضها“. أنت تسمع أناساً تقول “إننى لا أستطيع أن احبه بعد الآن.” ولكن المحبة تستطيع. محبة الله تستطيع إحتمال أن تكون تحت أى موقف بدون أن تضعُف أو تنتهى.
وبما أن نوع محبة الله أصبحت بداخلك إذن أنت تستطيع أن تحتمل كونك تحت اى موقف يأتى. ربما أنت قلت ، “لا أستطيع الاستمرار فى ذلك بعد الآن”. أو “لا أستطيع إحتمال الشخص كذا و كذا فيما بعد.” ولكن دعنى اقول لك أن محبة الله التى تعمل بداخلك و من خلالك تستطيع ذلك!
فكر كيف يحتملنا الله جميعاً! لقد كنت راعيا لمدة اثنى عشر عاما و أعرف جيدا أنه أحيانا يكون من الصعب إحتمال بعض القوم. كمثال، أذكر بينما كنت راعياً أننى كنت أجلس فى وقت الليل وأظل افكر عن كيف يحتملنا الله، و أبدأ فى الضحك بخصوص ذلك.
وكنت أقول للرب، “يارب، إنى اريد أن ينفذ صبرى على بعض القوم وها أنت تحتملنا جميعاً!”
حسناً، الله لا يطلب منا فعل شىء نحن لا نستطيع فعله. حسنا ، الله لا يطلب منا فعل شىء نحن لا نستطيع فعله. إن كان قد طلب منا أن نُحب بعضنا البعض إذن نحن نستطيع فعل ذلك. إن كان قد طلب منا أن نحب بعضنا البعض إذن نحن نستطيع فعل ذلك. لماذا؟ لماذا؟ وذلك لأن الله محبة، ونحن مُشاركين فى محبته التى تم سكبها فى قلوبنا. وذلك لأن الله محبة ، ونحن مشاركين فى محبته التى تم سكبها فى قلوبنا.
فى الواقع، أكثر صفة مُميزة و فعّالة لله هى المحبة. المحبة هى طبيعة الله. وعندما ولدنا ثانيا تم وضع محبته هذه فى قلوبنا بالروح القدس.
محبة الله تحتمل أن تكون تحت أى موقف! لا تسىء فهمى بقولى ذلك ، ولكنى كنت هناك عندما أردت أن أكف عن السلوك بالمحبة بالنظرة الطبيعية. ولكن محبة الله التى بداخلى لم تتركنى أن أتوقف لأنها تستطيع الاحتمال فى ظل وجودها تحت أى موقف ولا تضعُف أبداً أو تذبُل أو تتوقف.
لذلك، إن سلكنا فقط فى نور محبة الله، لن نضعُف نحن ايضاً، و سنظل نُحب هؤلاء الناس سواء أحب جسدنا ذلك أم لا. لابد أن نُحب الناس بنفس المحبة التي يُحبهم بها الله.
الآن، انظر لخاصية اخرى من خصائص محبة الله. كورنثوس الأولى 13: 5 يقول أن محبة الله ” لاَ تَتَصَرَّفُ بِغَيْرِ لِيَاقَةٍ، وَلاَ تَسْعَى إِلَى مَصْلَحَتِهَا الْخَاصَّةِ.” لذا، محبة الله التى تعمل فينا ومن خلالنا ” لاَ تَسْعَى إِلَى مَصْلَحَتِهَا الْخَاصَّة.”
تقول ترجمة) (Amplified للكتاب المقدس: ” المحبة (محبة الله التى بداخلنا) لاَ تُصِر على حُقُوقَهَا أو طَرِيِقَهَا الخَاص لأنَها لا تَدُور حَول ذَاتَهَا.” وهذا يعنى أن المحبة الالهية ليست أنانية. إنها لا تضع نفسها أو مصالحها أولاً.
هل تطلب فائدتك أولاً، أم تطلب راحة و سعادة الشخص الآخر أولاً؟ وضع الناس الآخرين قبل مصالحك هو مؤشر جيد تتبعه لترى إن كنت تسلك بنوع محبة الله أم لا.
الكثير من المرات يسلُك المؤمنين بالجسد بدلاً من سلوكهم بأرواحهم. هل فكرت فى ذلك من قبل؟ السلوك بروحك هو السلوك بنوع محبة الله.
و الكثير من المرات أيضاً يسير المؤمنين بالحواس الخمسة و تُصيبهم الأنانية، ومهما سبب ذلك من جُرح لشخص آخر، لا يهمهم الأمر بل يقولون عبارات مثل هذه “لدىٌ حقوقى! وسوف أتاكد أيضاً من نوالى إياها!”
ولكن نوع محبة الله لا يصر على حقوقه. طالما سوف تجاهد للحصول على حقوقك لن تسلك بمحبة الله.
لن تقدر أبداً أن تُصدق الله بشكل كامل حتى تفهم و تسير بنوع محبة الله. لماذا؟ لأن الله هو المحبة و نوع إيمان الله يعمل بالمحبة.
لذا، لتُصدق الله بشكل كامل و لتعمل بايمان الله، يجب أن تسلك بمحبة الله.
المحبة لا تُعطى إعتباراً للأخطاء التى تجعلها تُعانى
خاصية اخرى من خصائص نوع محبة الله أنها لا تُسجل أو تأخذ فى الحسبان الأخطاء الجارحة تجاهها. كورنثوس الأولى 13: 5 فى ترجمة )(Amplified تقول: ” وَلاَ تأخذ فى الحِسبَان الشَّرَّ الذى عُمل فيها – لا تُعطى إعتبَار للأخطَاء التى تجعلها تُعانى.”
يُسجل جسدك تلك الأخطاء عندما يُخطىء اليك شخص، اليس كذلك؟ هذه الأعداد تحتوى على تِّرمومتر المحبة. هل أنت حساس و مُضطرب وتستاء سريعاً من أقوال الناس؟ هل تحسب دائما ما حدث معك من شر؟
هذا هو المقياس الالهى للمحبة. من السهل أن تكتشف إن كنت تسلك بالمحبة ام لا من خلال ملاحظتك لأفعالك فى ضوء هذا العدد الكتابى.
مادُمت تأخذ فى الحسبان الأخطاء التى تحدث لك، فأنت لا تسلك بالمحبة. ولكن طالما انك تسلك فى الله و فى نوع محبة الله وتظل ممتلىء من الروح القدس ، فلن تأخذ فى الاعتبار أى شر يحدث لك.
طالما تأخذ فى الاعتبار تلك الامور الشريرة التى تحدث لك، فلن تستطيع تصديق أحسن ما فى كل شخص. هل لاحظت من قبل أن المحبة الطبيعية البشرية هى عكس تصديق الأفضل فى كل شخص؟
وتلك المحبة البشرية مستعدة دائماً تصديق الأسوأ فى كل شخص. وفى الواقع ، بعض القوم يبحثون دائما عن شىء ضد اشخاص آخرين حتى يتمكنوا من أن إتهامهم أو التحدث عنهم.
لقد تنقلت كثيراً فى مجال الخدمة، و فى الكثير من المرات يقول لى العديد من الواعظين “هل سمعت عن فلان و فلان؟ ويبدأون فى قول أشياء سيئة عن أشخاص آخرين.
ودائماً كنت أقول لهم، “أنا ارفض تصديق أى شىء سلبى عن اى شخص. أنا اصدق الأفضل فى كل شخص” وكثيراً ما كانت تلك الاقاويل مجرد إشاعة مُتناقلة.
محبة الله دائماً مُستعدة أن تُصدق الأفضل بخصوص كل شخص. وبما أن الله محبة ، فإن الله دائما يصدق الأفضل فى كل شخص فينا!
بعد أن نلت الميلاد الثانى، شيئاً ما بداخلى فى روحى بدا كأنه يُجبرنى على تصديق الأفضل فى كل شخص. لم يكن جسدى بالضرورة يريد فعل ذلك. ولكن كلمة الله تقول أن محبة المسيح التى فى قلوبنا (كمؤمنين) تجبرنا على فعل ما هو صحيح (2 كورنثوس 5 : 14).
لذلك السبب لابد لنا أن نترك محبة الله تُخضعنا لنُفكر الأفضل فى كل شخص حتى لا نكون حساسين و مُتضايقين و مُستائين لأقل كلمات و أفعال. وعندها سيكون أكثر سهولة لنا أن لا نأخذ فى الاعتبار الشر المصنوع تجاهنا.
تقول الرسالة الأولى لأهل كورنثوس العدد 8: الْمَحَبَّةُ لاَ تفشَل أَبَداً و لا تذبُل و لا تُصبح قديمة أو تأتى لنهاية.
بما ان الله محبة، إذن، إن كانت المحبة تأتى لنهاية، فالله ايضاً من الممكن أن يأتى لنهاية. ولكن الله لا يفشل أبداً وكذلك محبته!
يُفكر بعض الناس على أنها نقطة ضعف فى عدم الأخذ فى الاعتبار لتلك الاخطاء الموجهة اليك و عدم إعطائها أى إنتباه. ولكن ذلك ليس صحيحاً. إنها محبة الله العملية وكلما إقتربت فى السير مع الله وكلما سادت عليك محبة الله، كلما ستغفر و لن تُراعى أى إنتباه لتلك الأخطاء الجارحة.
على مر السنوات، عندما كان يصنع أحدهم شر تجاهى، أجد أحدهم يقول لى “لن أقبل بذلك إن كنت فى محلك“
ووجدت حتى أناس يقولون لى أن هذه نقطة ضعف فى شخصيتى لأنى لا احارب هؤلاء الذين يُحاربونى. قالوا أن هذا عيب فى شخصيتى لأنى لا أرعى أبداً اى إنتباه للأخطاء الجارحة. وتكون لهم ملاحظات مثل “هو بالتأكيد قال لك ذلك ، اليس كذلك؟”
كنت اُجاوب ” لا، لا هو لم يقل ذلك، لأنى لم اُراعى أى إنتباه لما قاله” ولم اُراعى أى إنتباه لتلك الأخطاء الجارحة عبر السنوات. لقد كنت أظل أعظ و أسير بالمحبة و ابقى فى صحة.
بعض الزملاء الواعظين حتى قالوا لى “يا رجل، بكل تأكيد ما كنت آخذ ذلك إن كنت فى محلك وما كنت احتمل ذلك. إن كنت فى محلك لكنت فعلت شيئاً فى المُقابل” ولكنى لم أفعل أى شىء إزاء ذلك. لقد لاحظت أن بعض هؤلاء الذين كانوا ينصحونى بفعل شىء فى المقابل يموتون قبل الميعاد.
لقد تعلمت انه عندما يقول الناس شيئاً عنى أو يفعلون ما هو ضدى، أن لا أنتقدهم أو أنتقم لنفسى من خلال قولى أى شىء سىء بخصوصهم حتى لا يُعاق سيرى مع الله.
و بجانب ذلك، أنا أعرف أن الكتاب يقول “المحبة لا تفشل أبداً”، لذا فمن الأفضل أن أفعل شيئاً صالحاً لهؤلاء الذين يُخطئون تجاهى حتى أستطيع أن أضع محبة الله لتعمل فى هذا الموقف.
الكثيرين فشلوا و حتى رقدوا فى عُمر مُبكر وذلك لأنهم عاشوا فى عالم العيان (الحواس) لأنهم دائماً فى حالة جدال و مُقاومة. و هذا يأتى بظلاله على الناس ، ليس فقط روحيا و لكن أيضا جسديا.
أتذكر أنى ذهبت لأكون راعيا لأحد الكنائس حيث وجد الراعى السابق لتلك الكنسية صعوبة فى رعايتها. وعندما ترك تلك الكنسية كان نصف الأعضاء يؤيدونه و النصف الآخر ضداً له.
بعد تركه لتلك الكنسية، كان لا يزال يقطُن نفس المدينة وكان يزور أعضاء كنيسته السابقة ويجمع عشورهم و تقدماتهم برغم أنه لم يعُد راعياً لتلك الكنيسة. وكان يقول لأعضاء كنيستى أنهم خارج مشيئة الله وذلك لأنه من المفترض أنه لا يزال الراعى لها.
فى النهاية، عَلِم موظفوا الطائفة بذلك، وجاءوا الىٌ وذلك لأننى الراعى الجديد لتلك الكنيسة. وقالوا : “ايها الأخ هيجن ، كل ما عليك فعله هو قول كلمة واحدة ونحن سوف نطرده و نجرده من عضويته و ونأخذ منه أوراقه التى تجعل منه قسا”.
قلت لهم، “لا، لن أفعل ذلك. إن إستمر بفعل ما يفعله، لن ينمو روحياً على كل حال. ولكنى لن أكون مُشاركاً فى جعله يسقط“.
أترى، المحبة لا تأخذ فى الإعتبار لتلك الأخطاء التى تجعلها تُعانى، ولكن حين اُساهم فى سقوط شخص آخر، سيؤثر ذلك علىٌ روحياً و جسدياً، و أنا لا اريد أى شىء يمنع نموى الروحى.
و لا اريد إعطاء الشيطان باباً مفتوحاً ليضع أمراضاً أو أسقاماً علىٌ. أنا لا احب المرض، لقد كنت مريضاً فى السبعة عشر سنة الأولى من عمرى، ولا اريد أى جزءاً من المرض. و أنا أعلم أنه حتى أظل فى صحة و أنمو روحياً، يجب على الشخص أن يسير بالمحبة تجاه الآخرين.
إنى بالأحرى اريد أن يتدخل الرب فى أى شر مصنوع تجاهى بدلاً من ان أفعل أنا ذلك. وذلك لأنى حين أتدخل أقع فى مشاكل روحية. وبجانب ذلك، شر تجاه شر لا يُمكنهم صنع الخير.
لذا، قلت لهؤلاء الموظفين، “لا، لن أقول أى شىء ضده. وبدلاً من المشاركة فى سقوطه، سوف أقوم بمساعدته. سوف اُساهم فى نجاحه بأن اُصلى له“.
و بمرور الوقت، كانت هناك فرصة أمامى لاُبارك هذا الرجل. لقد كان يعمل نجارا وكان يبنى بيتا لعائلته. فمررت به و قلت له، “سوف أقوم بطلاء البيت لك“.
وعندما إنتهيت من طلاء بيته، قام بسؤالى “كم المبلغ الذى اُدين لك به؟“
أجبته، “أنا لا اُدينك بأى مبلغ. لقد أخبرنى الرب أن أفعل لك ذلك كتقدمة محبة“.
عندما قلت له ذلك ، بدأ هو و زوجته بالبكاء و إعترفوا بزيارتهم لأعضاء كنيستى و ندموا على ذلك. وقالوا، “أيها الأخ هيجن، نحن لم نتكلم ضدك لأى من أعضاء كنيستك“.
قلت، “حسناً، فى البداية، ليس لديكم أى شىء ضدى يُمكنكم قوله. ومن ناحية اُخرى، ايها الأخ و الاخت الأعزاء، هل توقفتم قط عن التفكير بذلك؟“
“عندما قمتم بزيارة بعض أعضاء كنيستى و قلتم أنهم خارج مشيئة الله وذلك لأنكم لابد أن تظلوا الرعاة، بقولكم ذلك، قمتم بصُنع خلافات و مُنازعات. و فى الواقع أنتم كنتم تتكلمون ضدى وذلك لأنى الراعى الحالى لتلك الكنيسة. لقد وضعنى الله هناك و بذلك أنتم كنتم تتكلمون ضدى“.
فقال كلاهما، “لقد كنا مُخطئين، أيُمكن أن تُسامحنا؟“.
فقلت، “بالطبع سأفعل ذلك“. فقلت : “بالطبع سأفعل ذلك”. و بعدها قمت بدعوتهما لكنيستى ليعظوا. و بعدها قمت بدعوتهما لكنيستى ليعظوا. فقالوا، “لا يُمكننا العودة هناك ونعظ. لا يُحبنا الأعضاء هناك“.
لم أسمح أبداً لأى من اعضاء كنيستى بالتحدث ضد هذا القس و زوجته. فهذا لا يكسر فقط قانون المحبة، بل هو خطر. لا اريد التحدث ضد أى من خدام الله.
المحبة الإلهية هى صانعة للسلام
فى العهد القديم، بدأ ينزلق شاول و يُحاول قتل داود، ولكن داود لم يؤذى شاول بينما كانت لديه العديد من الفرص لفعل ذلك. قال داود، ” لاَ تَمَسُّوا مُسَحَائِي، وَلاَ تُؤْذُوا أَنْبِيَائِي“(1أخبار 16: 22) (مزمور 105: 15(
لا اريد أن أكون مُذنبا بإيذاء مُسحاء الرب بأى طريقة. لذا حاولت بقدر إستطاعتى بناء علاقة جيدة مع هذا القس أمام الناس وذلك لأن محبة الله بداخلنا هى صانعة سلام.
المحبة الإلهية هى صانعة للسلام .وتلك المحبة الإلهية تنتصر دائماً فى النهاية. لذا، أصررت فى الطلب من هذا القس و وزوجته المجىء للوعظ بكنيستى. وفى النهاية وافقوا. وفى النهاية وافقوا.
حينما وقف ذلك الراعى السابق ليعظ، قال، “اريدكم جميعاً أن تغفروا لى. لقد كنت مُخطئاً. لقد قلت أن الله لن يُبارك هذه الكنيسة و ذلك لأنى كنت أعتقد أنى من المفترض أن أظل راعياً لها. ولكنى أرى أن الله يُبارك تلك الكنيسة. و اريد الجميع أن يعرفوا أنى فى غاية الإنبهار بما يصنعه الله هنا”. عندما قال ذلك، سامحه الناس على أفعاله الخاطئة.
المحبة لا تفشل أبداً! المحبة دائماً تنتصر! المحبة الإلهية هى صانعة للسلام. يقول الكتاب، “لَكِنَّ أَهَمَّ شَيْءٍ هُوَ أَنْ تُبَادِلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً الْمَحَبَّةَ الشَّدِيدَةَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ إِسَاءَاتٍ كَثِيرَةً.” ( 1 بطرس 4: 8). لقد كان من الأفضل أن اُعيد العلاقة و التواصل بين أعضاء كنيستى و هذا القس و زوجته بدلاً من ترك الخلاف و النزاع بالإنتشار.
عندما خسر هذا الثنائى رعايتهما لتلك الكنيسة، فكروا بترك الخدمة بشكل عام. ولكن بسبب رجوع التواصل بينهم وبين أعضاء كنيستهم السابقة، فبدلاً من أن يتركوا الخدمة، بدأوا ببناء كنيسة لهم فى مكان آخر و باركهم الرب.
لقد كان هذا أفضل كثيراً لهذا الثنائى من ترك النزاع يسود فى خدمتهم! لهذا السبب لن اُساهم فى سقوط أى شخص. المحبة لا تحسب الشر المصنوع ضدها!
أنا سوف أستمر فقط فى تسبيح و عبادة الرب مهما صنع الناس بى أو مهما قالوا بشأنى. وبسبب أنى اسعى للسير بقانون المحبة الإلهية، فسوف أستمر بالإستمتاع بصحة جيدة و ببركات الرب أيضاً!
ليقل و يفعل الناس ما يُريدون، و لكنى سوف أستمر بالسعى للسير بنوع محبة الله! المحبة هى افضل طريق. و هى طريقة سيرنا و ذلك لأن محبة الله قد سُكبت فى قلوبنا.
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.