[لقد وعظ القس/كينيث هيجن (الأب) بهذه الرسالة في مدينة ميامي، بولاية فلوريدا، في 25 يناير 2000]
عند التعليم عن سلطان المؤمن، يجب أيضاً ان نُعلم عن الصلاة لأن فِهْم وإدراك السلطان الذي لدينا في الصلاة هو أمر جوهري وحيوي وأساسي لفِهْم وإدراك السلطان ككل وبوجه العُمُوم الذي لنا كمؤمنين.
وأينما أعطيت تعليم عن الصلاة، هناك نصين رئيسين أستخدمهم دائماً وهم: أفسس6: 18 ويوحنا 15: 7 .
أفسس 6: 18 (ترجمة King James)
18 مصلين دائماً بكل صلاة وطلبة في الروح، وساهرين لهذا الغرض عينه بكل مواظبة ومثابرة وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ.
يوحنا 15: 7 (ترجمة King James)
7 إِنْ ثَبَتُّمْ و سَكَنتم وبقيتم فِيَّ [في يسوع] وَثَبَتَ وسَكَن وبقي كلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ.
أن يوحنا 15: 7 هو نص مدهش، أليس كذلك؟ فهو يقول لك كيف تحصل علي استجابات لصلاتك في كل مرة. فأولاً، اثبت وأسَكَن وابقي في يسوع؛ ثانياً، أجعل الكلمة تثَبَتَ وتسَكَن وتبقي فيك. وبعد ذلك مهما سألت سيكون لك! وكيف تثَبَتَ وتسَكَن وتبقي في يسوع؟ بالولادة الثانية، وعندها تُصبح خليقة جديدة في المسيح. وكيف تثَبَتَ وتسَكَن وتبقي كلمته بداخلك؟ بالتأمل في كلمة الله وبسرعة طاعة ما تقوله.
فأي شيء نعظ به ونُعلمه أو نكرز به من كلمة الله يأتي تحت نوع “كلامي” الموجود في يوحنا 15: 7. فكلمة الله هي “كلامي” التي يتكلم يسوع عنها.
هناك شيء واحد أريد أن أُعلمه من كلمة الله هو موضوع السلطان. فالعديد من المسيحيين (حتى الأشخاص الذين يخدموا لسنين) لم يدركوا السلطان الذي نمتلكه كمؤمنين. وعندما نأخذ كلمة الله بخصوص السلطان وَتثَبَتَ وتسَكَن وتبقي فينا، يمكننا أن نطلب ما نريد بجانب هذه السطور وسيكون لنا! هللويا!
أريد أن أتكلم عن السلطان فوق الأرواح الشريرة حيث أن له علاقة بالمرض العقلي. فبعض المسيحيين يرتبكوا في هذا الموضوع ولا يدركوا أن الشخص يمكن أن يكون لديه تأثير شيطاني في عقله أو جسده ويظل غير مسكون أو ممتلك من ابليس في روحه.
وأنه لا يوجد مسيحي ــ أي شخص مولود ثانيةــ يمكن أن يكون لديه شيطان في روحه أو روحها. فهذا مستحيل، لأن كورونثوس الثانية 5: 17 تقول، ” إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً.” (ترجمة King James)
أن كورونثوس الثانية لا تتكلم عن الجسد، أو الإنسان الخارجي يكون جديداً. فإذا كنت أصلع الرأس، عندما تولد ثانية، ستظل أصلع الرأس. فالأنسان الخارجي لا يتغير. أن هذا العدد يتكلم عن الإنسان الداخلي، أو روح الإنسان، يكون جديداً. فإذا ولدت ثانية، سيسكن فيك الروح القدس. وروح الله يحمل ويعطي شهادة مع روحك انك ابن الله (رومية 8: 16).
وأنت تعرف تماماً مثلي ان الروح القدس وإبليس سوف لا يسكنوا في نفس المكان. فواحد منهم يجب أن يرحل، وسوف لا يكون هذا الروح القدس!
لذلك من المستحيل للمسيحيين أن يكون لديهم شيطان في روحهم!
فنحن روح ولدينا نفس ــ وهي الذهن، الإرادة والمشاعرــ ونسكن في جسد (1تسالونيكي 5: 23) وروحنا تنتمي لله، لكن الكتاب المقدس يقول لنا أنها مسئوليتنا لنفعل شيئاً مع جسدنا وذهننا.
رومية 12: 1، 2 (ترجمة King James)
1 لذلك أتوسل إليكم أيها الإخوة، بمراحم الله، أن تقدموا لله أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مقبولة عنده، وهي العبادة التي يقتضيها العقل منكم.
2 ولا تتكيفوا مع هذا العالم أو تتشبهوا به، بل تغيروا بتجديد الذهن، لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المقبولة الكاملة.
أن عدد 1 يقول لنا أن نقدم أجسادنا لله كذبيحة حية. فبأجسادنا، نتصل بهذا العالم المادي الذي فيه ابليس إله. وإذا كنا لا نعرف السلطان الذي لنا، أو كيف نستخدمه بأفضل استخدام، سنكون بذلك نعطي إبليس مدخل أو طريق أو تصريح بالدخول للجسد. وفي الواقع، أن أعمال 10: 38 تقول: ان المرض هو ضِيِق وتسلط وضغط شيطاني.
ليس فقط يستطيع الشيطان وأرواحه الشريرة الدخول للجسد، ولكنهم يستطيعوا أيضاً الدخول إلى الذهن. ولهذا السبب انه من المهم جداً الحفاظ على أذهاننا متجددة بكلمة الله (رومية 12: 2). وعندما يتعلق الأمر بإخراج الأرواح الشريرة من المسيحيين، وجدت أن الأرواح الشريرة هم دائماً في الجسد أو في الذهن ولا توجد أبداً في الروح.
الأرواح الشريرة والمرض العقلي
وأنا في سنة 66 من العمر في الخدمة، وهذا الموضوع درسته وبحثت فيه لأكثر من 65 عاماً. انه موضوع اهتممت به كثيراً وسأقول لكم السبب.
عندما كان عمري ست سنوات، ترك أبي والدتي والأسرة. أنا لا أتذكر كثيراً فيما يتعلق بأبي، لأنه عندما كنت طفلاً كان قد رحل معظم الوقت. وفي نهاية الأمر، هو تركنا ولم يعود أبداً.
ولقد ترك أمي مع أربعة أطفال. ولقد جاهدت امي لكسب العيش لنا كأطفال، لكنها لم تعرف كيف تثق بالله أو تلقي اهتمامها علي الرب. ومع كل المشاكل التي كانت لديها، عانت في نهاية الأمر من انهيار عقلي وبدني كامل .
فذهبت الأم ونحن الأطفال للعيش مع جدي وجدتي من جانب أسرة والدتي. وهذا حدث في عام 1923، وكنت لا أزال في المنزل خلال النهار، صغيراً جداً للبدء في الصف الأول. وكانت الجدة تغسل الملابس في الخارج على مائدة التنظيف وفي حوض استحمام من الطراز القديم. وبينما كانت هي بالخارج، كنت مُقيم بالداخل، ومُخَصَّص لي مهمة مشاهدة الأم والتأكد من أنها لم تقتل نفسها. هذا النوع من الأمر يحفر انطباعاً سىء على البالغ ست سنوات من العمر، ألا تظن أنه لا يفعل ذلك.
أريدك أن تعلم أن الأم لم تكن في عقلها الصحيح. فكثيراً ما حاولت أن تقتل نفسها، وترتكب الانتحار. ولقد وضعتني ووظفتني الجدة عند باب المطبخ، وذلك لأن الأم قد تحاول الوصول الى المطبخ والحصول على سكين الجزارة لتقطع رقبتها. فإذا حدث واقتربت الأم مني، كنت انادي علي جدتي، وهو ما قمت به مرة أو اثنين. فتأتي الجدة راكضة وتأخذ السكين بعيداً عن الأم .
كما قلت قبلاً، بمرور الوقت، أصبح المرض النفسي وهو الموضوع الذي أثار اهتمامي، لذلك درسته بعناية لأكثر من 65 عاماً. وقبل ذهاب الأم فقط لبيتها لتكون مع الرب (عندما كان عمرها حوالي 79 سنة)، طرحت هذا الموضوع من الماضي معها، ولكنها لم تتذكر أي شيء منه.
وعندما ذكرت لها السكين والانتحار، قالت: “يا بني، أنت تعرف أنني لم أفعل شيء من هذا القبيل. فأنا مسيحية. ولم أفعل شيئا من هذا القبيل. “
وقد يتسائل أحدهم، “ماذا يحدث إذا كانت قتلت نفسها؟ هل كانت ستخلص؟ “
بالتأكيد ! فالناس الذين يصابون بالمرض في بطونهم يفعلون أشياء غريبة في بعض الأحيان، أليس كذلك؟ حسناً، والناس الذين يصابون بالمرض في رؤوسهم يفعلون أشياء حتي أكثر جنوناً. فأمي لم تكن لديها معرفة أو تتذكر ما فعلته خلال فترة الانهيار، الأمر الذي يبرهن على أنها لم تكن في عقلها الصحيح.
سيدة مسيحية تم رؤيتها وهي تدخن
بمرور الوقت الذي كنت راعي فيه لكنيسة مُعينة في عام 1944، كان لدي بعض المعلومات من خبرتي في الماضي حول هذا الموضوع بسبب عائلتي ولأنني درست وبحثت في هذا الموضوع إلى حد ما.
كانت هناك سيدة من شعب كنيستنا لم تكن في حالة جيدة، فزوجها الذي لم يقبل الخلاص فقد عقله ودخل مستشفى الأمراض العقلية. وتُركَت وحدها لتربية خمسة أطفال بدخل قليل جداً.
وبعض الناس في الكنيسة أعادوا بناء وتجديد قصر كبير كانوا يملكونه ويحتوي على أربع شقق وكانوا يؤجرونه بعد التجديد. ووراء القصر كان هناك منزل صغير أستخدم مرة واحدة كمأوي للخدم، وهؤلاء الناس الأغنياء سمحوا لهذه السيدة وأطفالها الخمسة في البقاء في هذا المنزل الصغير مجاناً.
حسناً، وكانت جميع العائلات الأربع الذين أجروا شقق القصر والسيدة التي عاشت في المنزل الصغير أعضاء لكنيستي. جاءت إلي أحد السيدات الذين أجروا شقة إلي بيت الراعي في يوم من الأيام للتحدث مع زوجتي ومعي.
وقالت: ” الأخت الفلانية (السيدة التي مع خمسة أطفال) منغمسة بقوة في تدخين نوع من التبغ لا يُخرج دخان“
أن واحداً من مؤهلات الحصول على عضوية في تلك الكنيسة الآن هي عدم استخدام التبغ علي الإطلاق في أي شكل من الأشكال. وكان علي الناس أن توقع على بطاقة تفيد أنهم لا يستخدموا التبغ بأي شكل من الأشكال. ولقد جاءت إليَّ هذه العضوة في الكنيسة لتتحدث معي وتتكلم علي السيدة المنغمسة في التدخين وكانت علي استعداد لطردها خارج الكنيسة.
ولكني قلت لها: “إذا اجتزتِ خلال ما مرت به، سوف لا نقول لأحد ما ستفعلينه. ونحن لسنا بصدد طردها خارج الكنيسة. ونحن سوف نجمع لها تقدمة ونعطيها عقد محل بقالة ونعمل لها حفل افتتاح له. عليك فقط أن تبقي فمك مغلقاً حول موضوع التدخين. ولا تذكريه لأحد “.
ولم يكن أكثر من بضعة أيام، وجاءت إليَّ السيدة التي تعيش وحدها مع الاطفال الخمسة إلى بيت الراعي. وقالت: ” أخ هيجن، أنا محرجة جداً وأنا لا أعرف ماذا أفعل. “
فسألتها، “ما الأمر؟”
فقالت: “لقد وجدت علبة دخان بداخل جيب المريلة. فسألت أحد أبنائي من أين جاء بها، فقال لقد أرسلت أنا به إلى المتجر للحصول عليها! فقلت له أنني لم أفعل أي شيء من هذا القبيل.”
كنت أعرف أنها لم تكن تعرف ما كانت تفعله، لأنني اجتزت في نفس الأمر مع والدتي. فهذه السيدة العزيزة لا تعلم أي شيء عن ما حدث، لأنها كانت مسلوبة العقل بشدة وتحت ضغط كبير. ولكن شكراً لله، تمكنا من مساعدتها، وتحول كل شيء بشكل جيد.
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.