س: لماذا تكلم بولس بخشونة مع رئيس الكهنة وهل لم يكن يعرفه؟
ج: في سِفْر (الأعمال ٢٣) عن محاكمة بولس، هناك ملحوظة؛ (رئيس الكهنة الذي وقف بولس أمامه ليس هو حنَّان الذي كان يسوع قدامه للمحاكمة، بل هو شخص آخر).
وقف بولس ليُحاكَم أمام مجلس السنهدريم الذي يرأسه حنانيا. لماذا أمر رئيس الكهنة بضرب بولس؟ لأن بولس قال إنه عاش طوال حياته بكل ضمير صالح، فاغتاظ رئيس الكهنة حنانيا مِن هذا القول؛ لأنه كان يعتبر بولس مُرتَدًّا عن الديانة اليهودية، وخائنًا حيث إنه تخلى عن عقيدته. فكيف يَدَّعي شخصٌ ترك اليهودية إلى المسيحية بأنّ له ضميرًا صالحًا؟!
كيف لم يعرف بولس رئيس الكهنة؟ قد يكون السنهدريم اجتمع فجأة، وربما لم يكن حنانيا لابسًا ملابسه الرسمية كرئيس كهنة، أو لم يكن جالسًا على المقعد المخصص عادة لرئيس الكهنة، وبرغم إنّ بولس كان عضوًا في هذا المجمع إلا إنه قد يكون لم يتقابل شخصيًا مع رئيس الكهنة. وكان حنانيا تاريخيًا قد توقف مِن هذا المنصب وأُرْسِل لروما، وفي هذا الوقت كان قد رجع لتوِّه مِن هناك. هناك سببٌ آخر؛ كان بولس غائبًا عن أورشليم سنينًا كثيرة. “وَبَعْدَ سِنِينَ كَثِيرَةٍ جِئْتُ أَصْنَعُ صَدَقَاتٍ لأُمَّتِي وَقَرَابِينَ.” (أعمال١٧:٢٤).
لم يشتِم بولس رئيس الكهنة، ولم يتكلم بتسرعٍ أو انتقامٍ، بل تكلم بقضاء، وكشف حقيقة الرجل، ويعرفنا التاريخ أنّ حنانيا تم ذبحه بعد ذلك. وحينما عرف بولس إنه رئيس الكهنة قال: “لا تسب رئيساً…” (خروج٢٨:٢٢) لأنه يُقدِّر ويعرف مَن هم شعب الله (رومية٩)، ويقدِّر هذا المنصب، ونفهم هذا من (متى٢٣:٢) “عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ.“، وكونه يشير للناموس، فإنه يوجِّه رئيس الكهنة كي يحكم بالناموس، وهذا يبيّن مدى شجاعة وصلابة هذا الشخص، رغم إنه مُحاطٌ بالأعداء.
هل خالف بولس الناموس؟ لا؛ كان الناموس يعطي فرصة للشخص كي يدافع عن نفسه.”أَلَعَلَّ نَامُوسَنَا يَدِينُ إِنْسَانًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَوَّلاً وَيَعْرِفْ مَاذَا فَعَلَ؟” (يوحنا٥١:٧).
(أمثال١٣:١٨)، (لاويين١٩: ١٥-١٦)، (خروج٢٣: ١-٢)، (تثنية١٥:١٩)، (خروج١٨:١٩).
كما أنّه لا يحكم بالظلم؛ “لاَ تَرْتَكِبُوا جَوْرًا فِي الْقَضَاءِ.” (لاويين ٣٥:١٩)، وفي قوانينهم: “إنّ مَن يضرب إسرائيليًا على خده، كأنه ضرب مجد الله”.
“أيها الحائط المبيض” هذا تعبير عن الرياء، فَمِن المفترض إنه عادلٌ باعتباره رئيس كهنة لكنه أمر بضرب بولس مخالفًا للناموس، مثلما تكلم يسوع عن الكتبة والفريسيين؛ “وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا.” (متى٢٣: ٢٧-٢٨).
__________
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.