صلاة الروح الإنسانية الخالقة
الصلاة مهمة؛ إنها ليست فقط خدمة كالتواصل مع الله في توافق مع التبعية له، لكن إنها أيضاً تؤثر على حياتك في طرق أخرى كثيرة. تستطيع الصلاة أن تُشكل مستقبل الإنسان. فهي ستحدد نوع الأشياء التي ستحدث أو التي لن تحدث في حياة الإنسان. هذا هو سبب أهمية أن نتعلم أن نصلى صلوات مؤثرة التي تحقق نتائج ملموسة.
لنحصل على فهم واضح عن كيفية تحقيق هذا، سنستشهد ثانية بسفر التكوين تفاصيل خليقة الله. (تك1:1-2) ” (1)فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، (2)وَإِذْ كَانَتِ الأَرْضُ مُشَوَّشَةً وَمُقْفِرَةً وَتَكْتَنِفُ الظُّلْمَةُ وَجْهَ الْمِيَاهِ، وَإِذْ كَانَ رُوحُ اللهِ يُرَفْرِفُ عَلَى سَطْحِ الْمِيَاهِ،”
تقول ترجمة (Amplified)
” في البدء (أعدّ، كوّن، صاغ و…) خلق الله السموات والأرض …….وروح الله كان يتحرك (ترفرف، تقترب وتدنو ) على وجه المياه” (تك 1:1-2).
الكلمات ” خلق، تتحرك، صنع” لها معنى واضح ومٌعّين يؤثر على فهمنا لهذه الشواهد الكتابية.
جاءت ” تتحرك” من الأصل العبري لكلمة “Rachaph” الذي يعنى “يرفرف” أو ” يدنو ويقترب”. استنتاجنا الخاص، على أي حال، هو ” ليستريح”. نتيجة لذلك، عندما يقول الكتاب المقدس أن روح الله كان يتحرك على وجه المياه، أفضل كلمة مرادفة مع “يتحرك” ستصبح “يرقد ويحتضن” يرقد تعنى “أن تجلس على شئ ما لكي يفقس” أو “لينتج ويلد” لو أن الله كان يجلس على الأرض، فهذا يعنى أنه كان يرقد ويحتضن ولو أنه كان يرقد، فهذا يعنى أنه كان يسترخى.
منذ أن كانت “تتحرك” مذكورة ضمناً لتكون يسترخى، التي تخبرك أن روح الله كان لديه خطة أنه كان يحتضن ويرقد عليها ليُنتج شئ ما. في ذلك الوقت.
كان يوجد ظلمة في كل مكان، كان العالم في تشويش وفوضى. (أش 1:24) ” (1)هَا إِنَّ الرَّبَّ يُخْرِبُ أَرْضَ يَهُوذَا وَيُقْفِرُهَا وَيَقْلِبُ وَجْهَهَا وَيُشَتِّتُ سُكَّانَهَا. ” (أر23:4-26)” (23)تَأَمَّلْتُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ خَرِبَةٌ خَاوِيَةٌ، وَتَطَلَّعْتُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا هِيَ مُظْلِمَةٌ (24)نَظَرْتُ إِلَى الْجِبَالِ وَإِذَا بِهَا تَرْتَجِفُ، وَإِلَى الآكَامِ وَإِذَا بِهَا تَتَقَلْقَلُ (25)تَلَفَّتُّ حَوْلِي فَلَمْ أَجِدْ إِنْسَاناً، وَإِذَا كُلُّ الطُّيُورِ قَدْ هَرَبَتْ (26)نَظَرْتُ وَإِذَا بِالأَرْضِ الْخَصِيبَةِ قَدْ تَحَوَّلَتْ إِلَى بَرِّيَّةٍ، وَأَصْبَحَتْ جَمِيعُ مُدُنِهَا أَطْلاَلاً أَمَامَ الرَّبِّ وَأَمَامَ غَضَبِهِ الْمُحْتَدِمِ. ” تؤكد موقف الأرض في ذلك الوقت.
على أي حال، كان الله مقرراً شيئاً ما. كان لديه شئ ما في عقله كان مقرراً شئ بخصوصه؛ كان عقله محدداً شيئاً ما يريده. مع أن الأرض كانت في تشويش، فهو لم يكن ذو رأيين أو غير مستقر. بدأ روح الله يرفرف على الأرض لكي ما يٌحدث تغييراً.
(تك 21:1-25) ” (21)وَهَكَذَا خَلَقَ اللهُ الْحَيَوَانَاتِ الْمَائِيَّةَ الضَّخْمَةَ، وَالْكَائِنَاتِ الْحَيَّةَ الَّتِي اكْتَظَّتْ بِهَا الْمِيَاهُ، كُلاً حَسَبَ أَجْنَاسِهَا، وَأَيْضاً الطُّيُورَ وَفْقاً لأَنْوَاعِهَا. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ (25)فَخَلَقَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ، وَالْبَهَائِمَ وَالزَّوَاحِفَ، كُلاً حَسَبَ نَوْعِهَا. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتَحْسَنَهُ “
الكلمات (خلق وصنع) إستخدمت هنا لكن كلاهما له معاني واضحة معينة. “يخلق” مٌشتقة من الكلمة العبرية “Bara” التي تعنى “توّجِد من عدم” بكلمات أخرى، كل الأشياء التي خلقها الله لم تكن موجودة قبل هذا الوقت؛ فهو جلبها من عدم لحيز الوجود.
من ناحية أخرى “صنع” مٌشتقة من الكلمة العبرية “Asah” التي تعنى أن تصنع من مواد موجودة مسبقاً. المادتين اللتين كانتا متوفرتين لدى الله هما الماء والأرض. كل الذي صنعه كان مٌنتجاً من المياه والأرض. (تك 26:1)” (26)ثُمَّ قَالَ اللهُ : «لِنَصْنَعِ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا، كَمِثَالِنَا، فَيَتَسَلَّطَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ، وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ، وَعَلَى الأَرْضِ، وَعَلَى كُلِّ زَاحِفٍ يَزْحَفُ عَلَيْهَا» “
“نعمل” هنا تشير إلى شَكّل،صاغ، صنع من مواد موجودة مسبقاً. كان هذا إقتراح الله لعمل الإنسان، لذلك في (ع27) يخبرنا الكتاب المقدس، ” (27)فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ “.
في (تك 7:2) نرى أن الرب كوّن الإنسان من تراب الأرض. فهو لم يخلق الإنسان من تراب، فهو لم يأتي بالإنسان لحيز الوجود من التراب. فبالأولى،خلق الله الإنسان على صورته وهذا بعد أن أتى بالإنسان لحيز الوجود عندما جبله من التراب. نتيجة لذلك كان الله قادراً أن يسترخى من كل أعماله التي صنعها وخلقها كما هو مشار إليها في (تك3:2)
(تك11:1) “ (11)وَأَمَرَ اللهُ : «لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْباً وَبَقْلاً مُبْزِراً، وَشَجَراً مُثْمِراً فِيهِ بِزْرُهُ الَّذِي يُنْتِجُ ثَمَراً كَجِنْسِهِ فِي الأَرْضِ». وَهَكَذَا كَانَ “
بالنظر إلى هذا الشاهد الكتابي، ستعتقد أن الله فقط أنتج والنبتة أفرخت. على أي حال، قبل أن يتكلم، كان يحتضن بتعمق، راقداً على هذه الأشياء ومتأملاً فيهم. فهذا قد كان بعدما تأمل فتكلم وكان كل شئ.
حتى عندما تكلم الله، النباتات والأشجار لم تنبع هكذا من الأرض لأن (تك 4:2-5) يُقر:”(4)وَرَأَى اللهُ النُّورَ فَاسْتَحْسَنَهُ وَفَصَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الظَّلامِ. (5)وَسَمَّى اللهُ النُّورَ نَهَاراً، أَمَّا الظَّلامُ فَسَمَّاهُ لَيْلاً. وَهَكَذَا جَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ، فَكَانَ الْيَوْمَ الأَوَّلَ.”
لم يكن الله قد سبب هذا لتمطر لذلك لم تستطع النباتات أن تنمو. لم يظهر شئ على الأرض بسبب أنه لم يكن موجوداً مطراً أو الإنسان ليحرث الأرض. الشئ الوحيد الذي قد كان موجوداً هو البذرة. (تك 11:1)تؤكد على أن الله قال أنه يجب على الأرض أن تنتج عشب وأشجار مثمرة وقد كان هذا بالفعل، وأيضاً في الشاهد الذي بأعلى، يمكنك أن تكتشف أن المطر كان مطلوباً لتلك النباتات لتنمو وتترعرع.
في كل وقت كان يقول الله “ليكن، كان يتكلم، يخلق، يأتي من العدم لحيز الوجود. يستشهد الكتاب بهذا في (عبرانيين3:11) ” 3 بِالإيمَانِ نَفهَمُ أَنَّ الكَونُ خُلِقَ بِأَمرِ اللهِ، حَتَّى إنَّ مَا يُرَى كُوِّنَ مِمَّا لاَ يُرَى. “
لقد كان الله متأملاً، محتضناً وراقداً على الأرض. وفقط بعد هذا نطق “كلمات الإيمان”، التي جلبت كل الخليقة إلى حيز الوجود. الكل أصبح حقيقي. لأن الكتاب المقدس يخبرنا أن الله رأى كل شئ حسناً.
بينما كان الله يخلق كل شئ، لم تكن تلك الأشياء ملموسة مادياً لكنه خلقها بكلماته.فتكلم للمواد التي كانت متاحة لديه. ما هي المواد المتاحة بين يديك؟ ما الذي تمتلكه؟ لا تقل أنك لا تملك أي شئ. من الممكن ألا تكون قد لاحظت ما الذي تمتلكه. عندما تكلم الله إلى موسى عند العٌليقة المحترقة، سأله، “ما الذي تمتلكه بين يديك؟” من الممكن أن يكون موسى قد قال “لا شئ” لكنه أجاب،” عصا” كانت هذه العصا غير مهمة على ما كان ظاهراً سابقاً وأصبحت ” عصا الله” التى إستخدمها موسى في عمل المعجزات.
كان لدى الله المياه والأرض. فبدأ يحتضن ويرقد على كل الأرض وفي النهاية، عندما وصل إيمانه لقمة النضوج، تكلم. عندما تكلم، لم تبدوا الأشياء ظاهرة بشكل مادي لكنها ظهرت له في العالم الروحي. ثم أخذ خطوات ليضع كل شئ في مكانه على كل ما قد قاله.
الخليقة إكتملت في روحك. كما نطقت بالكلمة، فهي تحول خيالك إلى حقيقة عينية. الحقيقة لا تعنى المحسوس والملموس، بل بالأحرى تعنى الحق. إنه موجود وهو هناك سواء كنت تستطيع أن تلمسه أو لا.
الصلاة تعطى ميلاد للأفكار
الصلاة مهمة. لو أنك حقاً تريد أن تضع الله في مواقفك، يجب أن تصلى، عندما تصلى، يحدث شئ ما لك. لا يعرف العديد من الناس كيف ولماذا يجب عليهم أن يصَلوا.
كل مرة تريد فيها فكرة، لتحصل عليها على ركبتيك في الصلاة. إنه هذا الوقت الذي فيه تنفتح عيونك الروحية وتبدأ الرؤية. ثم، يستطيع الله أن يتواصل معك من خلال روحك المُبدعة وشئ ما سوف يحدث. سيعطى الله دائماً الفكرة. هذا هو المفتاح لكل الأشياء التي تريدها. لذلك فكرة من الله هي حقاً كل ما تريده. بتلك الفكرة، تستطيع أن تكّون، بتلك الفكرة، تستطيع أن تنال و بتلك الفكرة تستطيع أن تمتلك.
يجب عليك نتيجة لذلك، قضاء وقت في الصلاة حتى تأتى الرؤى لروحك. يجب عليك أن تستمر في الرقود واحتضان تلك الأحلام، تحتضن تلك الرغبات حتى تستطيع أن تنطق بالكلمة التي سوف تجعلهم يحدثون. عندما تنطق بالكلمة بناءاً على تلك الرؤية التي إستقبلتها في روحك، تُصبح حقيقة لكن فقط في العالم الروحي.إنها الأفكار التي تأتى إليك بينما تصلى وبذلك تجلب رؤيتك للعالم المادي الملموس. لو أنك تتأمل في تلك الأفكار لفترة طويلة وكافية، حتى تقتنع تماماً ويصبحون حقيقة بالنسبة لك، ستصبح أحلامك شئ محسوس ومادي.
لكن لا تتوقف هنا. يجب أن تذهب فيما وراء الصلاة لأبعد من ذلك وتلتقط الفكرة. يجب أن تملئ الفكرة كل فكرك وتؤثر على اعترافات فمك. يجب أن تكون الفكرة قوية جداً بداخلك لتصبح حقيقة بالنسبة لك. يجب أن تصلى لأجل هذه الأشياء غالباً وبذلك تستطيع أن ترى نفسك بشكل منظور في تلك المراكز المرغوبة وتبدأ في التصرف كأنك موجود هناك. يجب أن تقضي وقت أطول في الصلاة لتُحضّر لنفسك أفكاراً لكي ما تبقي مادية. قضي يسوع المسيح الوقت في الصلاة، وفي كل وقت كان ينزل فيه من الجبل معجزات عظيمة وهائلة كانت تُصنع.
هل تريد أن تحقق أهدافك؟ حينئذ صمم و إعزم علي ذلك!
من خلال الصلاة، تستطيع أن تغير بفاعلية حياتك. تستطيع أن تحصل على ما تريد. إقضي الوقت في الصلاة، لا تنظر حولك منتظراً شخص ما سيخبرك ماذا تفعل وكيف تفعله. أنت إبن لله لذلك إقضي الوقت لتصلى وسوف يخبرك الله بما تفعله؛ سوف يعطيك الفكرة. لايهم ما تمر به في حياتك، خذ الوقت في الصلاة.
ما هو هذا الشئ الذي تصلى لأجله؟ ما هو الشئ الذي تريد الله أن يصنعه لك؟
أول كل شئ فكّر فيه. ركز تفكيرك عليه ثم إركع على ركبتيك لتٌصلى. لا تحدث الأشياء فجأة، يجب أن تتخذ خطوة وتحرك عن قصد. ركز عليه في مخيلتك، ثم إستودعه بين يدي الله.
إسأل الله ما الذي يجب عليك أن تفعله. صلى من أجله بالروح ثم تكلم عنه. عن طريق الصلاة في الروح، أنت بذلك تشحن روحك وتجهز نفسك لتكون في تشكيل و صّف واحد مع أفكار الله. من نقطة معينة في الوقت ستأتي الرؤى نحوك. بينما وأنت تصلى، من المحتمل أن يجلب الله الرؤى لروحك. سيبدأ في التحدث إليك حتى عندما تكون مازالت تتحدث إليه.
كانت هذه هي طريقة حصولي على وظيفتي الأولى: لقد قررت ما نوع الوظيفة التي أريدها من أجل الأشياء التي كنا نفعلها. لأيام كنت أحيا في هذا الحلم، بدأت أتكلم به؛ كان حقيقي جداً بالنسبة ليَ. ذات يوم، كنت سائقاً في المدينة، لاحظت مبنى فيه علامة” مسموح “. ألقيت نظرة، وناسب هذا تصوري تماماً. لكن (هنا تكمن المشكلة) لم يكن معي مال. قبل أن أعرف ما الذي كنت أفعله حقاً، كأنني أصبت بطلق ناري هائل، لقد صعدت إلى المنزل وأخبرت الوكيل أنني سأدفع في غضون أسبوعين. لكن المال لم يكن موجوداً حينئذ. على أي حال، قبل مَضِى المهلة المتفق عليها، من خلال مصادر غير متوقعة، أتت الأموال بطريقة معجزية وتم الدفع للوظيفة. لكن كل هذا بدأ عندما كَوّنت هذا في خيالي.
صمم و إعزم على الأمر ولا تهدر الوقت. ولا تنجرف مع التيار في حياتك. المستقبل هنا وهو يخصك أنت. أيا كان ما تريد أن تفعله سوف يفلح. طالما أنك واضع قلبك على هذا الأمر، سوف يحدث.
ستصبح أحلامك حقيقة واقعة. يجب أن يكون لديك شهادة في فمك وترنيمة على شفتيك لأن الله قد أتم لك ما أردته أن يفعله.
نشرت بإذن من كنيسة سفارة المسيح Christ Embassy Church والمعروفة أيضا بإسم عالم المؤمنين للحب و خدمات القس كريس أوياكيلومي – بنيجيرياBeliever’s Love World – Nigeria – Pastor Chris Oyakhilome والموقع www.ChristEmbassy.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات القس كريس أوياكيلومي.
Taken by permission from Christ Embassy Church , aka Believer’s Love World & Pastor Chris Oyakhilome Ministries , Nigeria. www.ChristEmbassy.org .
All rights reserved to Life Changing Truth.