(ستجد روابط العظة على السوشيال ميديا في أخر الصفحة)
تعمل الملائكة في هذه الأيام الأخيرة بصورة كثيفة لم تشهدها الأرض مِنْ قبل.
“فَتَأَنَّوْا أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ. هُوَذَا الْفَلاَحُ يَنْتَظِرُ ثَمَرَ الأَرْضِ الثَّمِينَ، مُتَأَنِّيًا عَلَيْهِ حَتَّى يَنَالَ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ. فَتَأَنَّوْا أَنْتُمْ وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لأَنَّ مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ”. (يعقوب٥: ٧)
مَنْ هو الفلاح؟ هو الرب الذي ينتظر ثمر الأرض الثمين ويتأنى عليه حتى يحصل على المطر المبكر والمتأخر، وهذا يعني إنه سيحدث استجماع للمطر المبكر والمتأخر في هذه الحقبة التي نحن فيها الآن، فإنْ كان المطر ينزل في فترة معينة مِنْ السنة فهو ينزل في ميعاده، لكن إنْ نزل قبل ميعاده فهو مطر مبكر، وإنْ كان بعد ميعاده يُعْتَبَر متأخر.
نجد في الآية أنّ الفلاح ينتظر كل المطر معًا فهو يتحدث عن اقتراب مجيء الرب ويقول كما أنّ الرب صبور ومنتظر لهذا الأمر، إذًا هذا هو ما سوف يحدث في هذه الفترة الأخيرة على الأرض، فكما أنّ الكنيسة تعمل كأفراد، هذا يقابله عمل ملائكي أيضًا على الأرض مِنْ عالم الروح بسبب وجود عدو، فتوجد أمور يجب أنْ تتم بعمل ملائكة على الأرض.
☆ملائكة صاعدون ونازلون
“أَجَابَ نَثَنَائِيلُ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، أَنْتَ ابْنُ اللهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «هَلْ آمَنْتَ لأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَحْتَ التِّينَةِ؟ سَوْفَ تَرَى أَعْظَمَ مِنْ هذَا!» وَقَالَ لَهُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَمَلاَئِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ»”. (يوحنا١: ٤٩- ٥١).
“تحت التينة” عند اليهود تعني؛ وأنت تتأمل. عندما قال الرب مِنْ الآن ترون الملائكة تصعد وتنزل؛ هذا بسبب أنّ يسوع هو الله الظاهر في الجسد على الأرض، ووقت ميلاده كان هناك عملٌ ملائكيٌ ضخمٌ احتفالاً بمجيئه، فظهرت الملائكة بطريقة استراتيجية لأشخاصٍ يستطيعون أنْ ينشروا الأمر، وهم رعاة الغنم الذين كانوا موجودين وصاحين في ذلك الوقت (لأن هذا كان توقيت خروج الحَمَل مِنْ بطون الغنم) وتكلموا إليهم بالمسرة على الأرض.
عندما قال لهم الرب مِن الآن ترون ملائكة الله نازلة؛ أي إنه يوجد عمل كثيف للملائكة على الأرض، فهم في حالة نزول وصعود مستمر، يأخذون الأوامر مِن فوق ويقدمون تقاريرًا عما يحدث. كان الرب يتحرك في الأرض وهم يعملون أمامه، منتظرين أنْ يأمر بشيء وهم ينفذون الأفعال، فعندما كان الرب يخرج الشياطين كان يخرجهم بكلمة دون أي جدل أو مناقشات، فالأمر يحدث في عالم الروح؛ عندما يتحدث الرب تتحرك الملائكة مثل الجنود في تنفيذ أمر الرب مباشرة.
☆الملائكة تتحرك سريعًا
الملائكة هي أرواح مرسلة تتحرك بسرعة البرق أي بسرعة النور، لذلك يرى بعض الناس الآن إظهارات في السماء وهي تتحرك سريعًا، وهذا نَفْس ما قاله حزقيال في وصف الملائكة إنها تتحرك مثل البكرة سريعًا، أي مثل الطبق الطائر، بسرعة الضوء، فعندما تسمع الأخبار يجب أن تكون مدركًا ما يحدث مِن زيادة عمل الملائكة الآن على الأرض، وتكليفهم بأمور.
يوجد أنواع مِن الملائكة؛ منها مَن يقف لحراسة الشخص، عندما قال الرب عن الأطفال ملائكتهم أمامي دائمًا، أي إنهم دائمًا يقدمون تقاريرًا عن مَن هم مكَلَّفين بحراستهم تحت إشراف الله شخصيًا، فبالتالي نعرف أنّ هناك ملائكة ملازمة للشخص بصفة دائمة.
☆ظهور الملائكة لخدمة البشر
“وَلَمَّا كَانَ هِيرُودُسُ مُزْمِعًا أَنْ يُقَدِّمَهُ، كَانَ بُطْرُسُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ نَائِمًا بَيْنَ عَسْكَرِيَّيْنِ مَرْبُوطًا بِسِلْسِلَتَيْنِ، وَكَانَ قُدَّامَ الْبَابِ حُرَّاسٌ يَحْرُسُونَ السِّجْنَ. وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أَقْبَلَ، وَنُورٌ أَضَاءَ فِي الْبَيْتِ، فَضَرَبَ جَنْبَ بُطْرُسَ وَأَيْقَظَهُ قَائِلًا: «قُمْ عَاجِلًا!». فَسَقَطَتِ السِّلْسِلَتَانِ مِنْ يَدَيْهِ. وَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «تَمَنْطَقْ وَالْبَسْ نَعْلَيْكَ». فَفَعَلَ هكَذَا. فَقَالَ لَهُ: «الْبَسْ رِدَاءَكَ وَاتْبَعْنِي». فَخَرَجَ يَتْبَعُهُ. وَكَانَ لاَ يَعْلَمُ أَنَّ الَّذِي جَرَى بِوَاسِطَةِ الْمَلاَكِ هُوَ حَقِيقِيٌّ، بَلْ يَظُنُّ أَنَّهُ يَنْظُرُ رُؤْيَا. فَجَازَا الْمَحْرَسَ الأَوَّلَ وَالثَّانِيَ، وَأَتَيَا إِلَى بَابِ الْحَدِيدِ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْمَدِينَةِ، فَانْفَتَحَ لَهُمَا مِنْ ذَاتِهِ، فَخَرَجَا وَتَقَدَّمَا زُقَاقًا وَاحِدًا، وَلِلْوَقْتِ فَارَقَهُ الْمَلاَكُ. فَقَالَ بُطْرُسُ، وَهُوَ قَدْ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ: «الآنَ عَلِمْتُ يَقِينًا أَنَّ الرَّبَّ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ هِيرُودُسَ، وَمِنْ كُلِّ انْتِظَارِ شَعْبِ الْيَهُودِ». ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ مُنْتَبِهٌ إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ، حَيْثُ كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ. فَلَمَّا قَرَعَ بُطْرُسُ بَابَ الدِّهْلِيزِ جَاءَتْ جَارِيَةٌ اسْمُهَا رَوْدَا لِتَسْمَعَ. فَلَمَّا عَرَفَتْ صَوْتَ بُطْرُسَ لَمْ تَفْتَحِ الْبَابَ مِنَ الْفَرَحِ، بَلْ رَكَضَتْ إِلَى دَاخِل وَأَخْبَرَتْ أَنَّ بُطْرُسَ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ .فَقَالُوا لَهَا: «أَنْتِ تَهْذِينَ!». وَأَمَّا هِيَ فَكَانَتْ تُؤَكِّدُ أَنَّ هكَذَا هُوَ. فَقَالُوا: «إِنَّهُ مَلاَكُهُ!». وَأَمَّا بُطْرُسُ فَلَبِثَ يَقْرَعُ. فَلَمَّا فَتَحُوا وَرَأَوْهُ انْدَهَشُوا” .(أعمال١٢: ٦-١٥).
كان بطرس نائمًا مطمئنًا جدًا لهذا أيقظه الملاك بشدة، في حين إنّه مِن المفترض إنه كان ذاهبًا في اليوم التالي ليُقتَل، ونجد عمل الروح القدس عندما سقطت السلسلتان مِن يديه. عندما ظنّ المجتمعون إنه ملاكه؛ فهذا يعني إن ظهور الملائكة كان متداولًا لخدمة البشر.
هناك أشخاص في كلمة الله استضافوا ملائكة وهم لم يكونوا يعرفوا إنهم ملائكة مثل إبراهيم، فمِن الممكن أنْ تتعامل مع ملائكة وأنت تعتقد إنهم بشر عاديون؛ مثلما حدث مع الملاكين في سدوم وعمورة عندما جاءا لينقذا لوطًا، نجد أنّ الناس تعاملوا معهما وكأنهما شخصان عاديان، فأحيانًا تظهر الملائكة بصورة عادية وأحيانًا أخرى تظهر بصورة خارقة، هل معنى هذا إنك يجب أنْ تكون مترقبًا مهوسًا بظهور الملائكة؟! لا، بل كل ما عليك هو أنْ تكون واعيًا لوجود قوات ورائك؛ أي أرواح مرسلة.
“ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!” (عبرانيين ١: ١٣، ١٤
نفهم هنا أنّ الإنسان أعظم مِن الملائكة، فالملائكة أرواح خادمة.
☆تَعجُّب الملائكة مِن عظمة الإنسان
“أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ! حَيْثُ جَعَلْتَ جَلاَلَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ. مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ أَسَّسْتَ حَمْدًا بِسَبَبِ أَضْدَادِكَ، لِتَسْكِيتِ عَدُوٍّ وَمُنْتَقِمٍ. إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا، فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟ وَتَنْقُصَهُ قَلِيلًا عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ”. (مزمور ٨: ١-٥).
أسست حمدًا أي أسست هجومًا، لتسكيت عدو ومنتقم. يتحدث داود في هذا الشاهد بقوة الروح القدس عن تعجب الملائكة، فهو يقول مَن هو الإنسان حتى تذكره وتنقصه قليلاً عن الله، فكلمة “ملائكة” المذكورة في المزمور تأتي في الأصل العبري “إلوهيم” أي الله.
كانت الملائكة تحت الله مباشرة حينما خلقها، وعندما سقط إبليس، صارت الملائكة المقدسة التي تخص الرب جيشًا وإبليس وملائكته جيشًا آخر، بعد هذا خلق الرب الإنسان، فكانت الملائكة تتعجب قائلة: مَن هذا الذي أصبح أعلى منهم وأخذ رتبتهم وأصبح تحت الله مباشرة؟! وفي الواقع هم لا يفهمون أنّ هذه الرتبة هي رتبة شاغرة وفارغة كانت تنتظر أنْ يُخلَق الإنسان، ومِن هنا نفهم أنّ الإنسان تحت الله مباشرة.
ليس داود هو مَن يتساءل في هذه الآيات، مع إنه هو مَن يتحدث لكنه فَهَم بقوة الروح القدس كيف تتعجب الملائكة وتريد أنْ تفهم، فالأطراف التي في المزمور هم الإنسان والله، إذًا مَن يريد أنْ يفهم هم الملائكة. فالملائكة تنظر بهيبة للإنسان، مع إنه يوجد الكثير من الأشخاص ينظرون للملائكة بهيبة، لكن واقعًا الملائكة هي التي تتعلم مِن مكانة الإنسان، وفي أي مرة ينزل ملاك برسالة للإنسان هذا ليس معناه أنه يُعلِّم الإنسان أمرًا ولكنه فقط حاملًا لرسالة.
“لِكَيْ يُعَرَّفَ الآنَ عِنْدَ الرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، بِوَاسِطَةِ الْكَنِيسَةِ، بِحِكْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ“. (أفسس٣: ١٠).
الكنيسة هي جماعة الأفراد المؤمنين، وهم مَن يُعَرِّفون الرؤساء والسلاطين في السماويات حكمة الله متنوعة الأوجه، فالكنيسة هي مَن تُعَلّم الملائكة، لأجل هذا هم الآن في فترة تعليم، يخدمون ويتعلمون، كما إنهم لا يستطيعون أنْ يكرزوا الآن، فَهُمْ مثل تلميذ أستاذه موجودًا، فإنْ جاء أحد يسأل، نجد التلميذ يأخذ خطوة للوراء لأن الأستاذ موجودًا، هكذا الملائكة، لكن حينما لا يتواجد هذا الأستاذ (أي حينما تُختطَف الكنيسة) يبدءون هم في التَحرُك فيما تَعَلّموه على مدار هذا الزمن مِن الكنيسة بالكرازة.
☆كرازة الملائكة بعد اختطاف الكنيسة
“ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ، قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ». ثُمَّ تَبِعَهُ مَلاَكٌ آخَرُ قَائِلًا: «سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ”. (رؤيا١٤: ٦؛٧).
ستسقط بابل التي هي المسيحية الاسمية، وعندما تسقط سيقول الناس إنّ المسيحية لم تَعُد موجودة في الأرض، وهذا كله بعد الاختطاف، وهنا السؤال؛ إذا كانت الكنيسة موجودة على الأرض لماذا يكرز الملائكة؟ إذًا هذا دليل على اختطاف الكنيسة، فنجد الملاك هنا هو مَن يبشر.
لا يمكن أنْ يقوم الملائكة بتلك المُهمة في وجود الكنيسة على الأرض. نلاحظ مِن بداية الإصحاح الرابع مِن سِفْر الرؤيا عدم ذِكْر الكنيسة لأنها ستكون قد اُختُطَفت، وكون الملائكة هم مَن سيكرزون، فهذا قد تعلموه في فترة وجود الكنيسة على الأرض، وهي الفترة التي نحن فيها الآن، ولهذا السبب يقول بولس صرنا منظرًا للناس والملائكة، فالملائكة تشاهدنا أيضًا وليس فقط الناس.
☆لا تكرز الملائكة في وجود الكنيسة
“وَكَانَ فِي قَيْصَرِيَّةَ رَجُلٌ اسْمُهُ كَرْنِيلِيُوسُ، قَائِدُ مِئَةٍ مِنَ الْكَتِيبَةِ الَّتِي تُدْعَى الإِيطَالِيَّةَ. وَهُوَ تَقِيٌّ وَخَائِفُ اللهِ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ، يَصْنَعُ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً لِلشَّعْبِ، وَيُصَلِّي إِلَى اللهِ فِي كُلِّ حِينٍ. فَرَأَى ظَاهِرًا فِي رُؤْيَا نَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ مِنَ النَّهَارِ، مَلاَكًا مِنَ اللهِ دَاخِلًا إِلَيْهِ وَقَائِلًا لَهُ: «يَا كَرْنِيلِيُوسُ!». فَلَمَّا شَخَصَ إِلَيْهِ وَدَخَلَهُ الْخَوْفُ، قَالَ: «مَاذَا يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ لَهُ: «صَلَوَاتُكَ وَصَدَقَاتُكَ صَعِدَتْ تَذْكَارًا أَمَامَ اللهِ. وَالآنَ أَرْسِلْ إِلَى يَافَا رِجَالًا وَاسْتَدْعِ سِمْعَانَ الْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ. إِنَّهُ نَازِلٌ عِنْدَ سِمْعَانَ رَجُل دَبَّاغٍ بَيْتُهُ عِنْدَ الْبَحْرِ. هُوَ يَقُولُ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ». فَلَمَّا انْطَلَقَ الْمَلاَكُ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُ كَرْنِيلِيُوسَ، نَادَى اثْنَيْنِ مِنْ خُدَّامِهِ، وَعَسْكَرِيًّا تَقِيًّا مِنَ الَّذِينَ كَانُوا يُلاَزِمُونَهُ، وَأَخْبَرَهُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى يَافَا”. (أعمال ١٠ : ١-٨)
“وَهُوَ يُكَلِّمُكَ كَلاَمًا بِهِ تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ”. (أعمال ١١: ١٤).
كان كرنيليوس يصنع حسنات كثيرة ويصلي إلى الله، ولكن ليس معنى هذا إنه مولود ميلادًا ثانيًا، لكن إنْ كان هذا الشخص مات قبل أنْ يخلص كان سيذهب إلى الجحيم برغم الروعة والأعمال الحسنة التي كان يصنعها؛ وهذا بدليل قول الملاك له هناك شخص سيساعدك ويحدثك عن طريق الخلاص، وأعطاه اسمه وعنوانه، وهنا نلاحظ أنّ الملاك لم يقدر أنْ يكرز له، لكنه قال اذهب للذي يعلِّمك ويعلِّمني أنا أيضًا، هو مَن يقول لك على طريق الخلاص.
الآن لا يمكن للملائكة أنْ تكرز ولكنها ترشد الناس إلى الكارزين، لكن بعد اختطاف الكنيسة ستكرز الملائكة، خاصة حينما يرى الناس أنّ المسيحية الاسمية قد انتهت، سيعتقدون إنه لا وجود للمسيحية وإنها كانت مِن الأساس غير صحيحة، ولكن ستظهر الملائكة قائلة: “سقطت بابل لكن خافوا الرب.”
☆تتحرك الملائكة معنا بصورة يوجد بها احتكاكات أرضية
“وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ”. (مرقس١ : ١٢، ١٣).
نرى الملائكة تخدم الرب وهو هنا على الأرض، فَيَدا الروح القدس تتحركان بتفعيل الملائكة.
“وَبَيْنَمَا أَنَا أَتَكَلَّمُ وَأُصَلِّي وَأَعْتَرِفُ بِخَطِيَّتِي وَخَطِيَّةِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَأَطْرَحُ تَضَرُّعِي أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِي عَنْ جَبَلِ قُدْسِ إِلهِي، وَأَنَا مُتَكَلِّمٌ بَعْدُ بِالصَّلاَةِ، إِذَا بِالرَّجُلِ جِبْرَائِيلَ الَّذِي رَأَيْتُهُ فِي الرُّؤْيَا فِي الابْتِدَاءِ مُطَارًا وَاغِفًا لَمَسَنِي عِنْدَ وَقْتِ تَقْدِمَةِ الْمَسَاءِ. وَفَهَّمَنِي وَتَكَلَّمَ مَعِي وَقَالَ: «يَا دَانِيآلُ، إِنِّي خَرَجْتُ الآنَ لأُعَلِّمَكَ الْفَهم. فِي ابْتِدَاءِ تَضَرُّعَاتِكَ خَرَجَ الأَمْرُ، وَأَنَا جِئْتُ لأُخْبِرَكَ لأَنَّكَ أَنْتَ مَحْبُوبٌ. فَتَأَمَّلِ الْكَلاَمَ وَافْهَمِ الرُّؤْيَا”. (دانيال٩: ٢٠-٢٣).
أخبر الملاك دانيال عن انطباعات الرب تجاهه وكم هو محبوب عند الرب، فقال له: “أنت محبوب جدًا عند الرب”، هذا التقرير رآه الملاك ونقله لدانيال.
“فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي، وَرَأَيْتُ هذِهِ الرُّؤْيَا الْعَظِيمَةَ. وَلَمْ تَبْقَ فِيَّ قُوَّةٌ، وَنَضَارَتِي تَحَوَّلَتْ فِيَّ إِلَى فَسَادٍ، وَلَمْ أَضْبِطْ قُوَّةً. وَسَمِعْتُ صَوْتَ كَلاَمِهِ. وَلَمَّا سَمِعْتُ صَوْتَ كَلاَمِهِ كُنْتُ مُسَبَّخًا عَلَى وَجْهِي، وَوَجْهِي إِلَى الأَرْضِ. وَإِذَا بِيَدٍ لَمَسَتْنِي وَأَقَامَتْنِي مُرْتَجِفًا عَلَى رُكْبَتَيَّ وَعَلَى كَفَّيْ يَدَيَّ. وَقَالَ لِي: «يَا دَانِيآلُ، أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمَحْبُوبُ افْهَمِ الْكَلاَمَ الَّذِي أُكَلِّمُكَ بِهِ، وَقُمْ عَلَى مَقَامِكَ لأَنِّي الآنَ أُرْسِلْتُ إِلَيْكَ». وَلَمَّا تَكَلَّمَ مَعِي بِهذَا الْكَلاَمِ قُمْتُ مُرْتَعِدًا. فَقَالَ لِي: «لاَ تَخَفْ يَا دَانِيآلُ، لأَنَّهُ مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ الَّذِي فِيهِ جَعَلْتَ قَلْبَكَ لِلْفَهْمِ وَلإِذْلاَلِ نَفْسِكَ قُدَّامَ إِلهِكَ، سُمِعَ كَلاَمُكَ، وَأَنَا أَتَيْتُ لأَجْلِ كَلاَمِكَ. وَرَئِيسُ مَمْلَكَةِ فَارِسَ وَقَفَ مُقَابِلِي وَاحِدًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا، وَهُوَذَا مِيخَائِيلُ وَاحِدٌ مِنَ الرُّؤَسَاءِ الأَوَّلِينَ جَاءَ لإِعَانَتِي، وَأَنَا أُبْقِيتُ هُنَاكَ عِنْدَ مُلُوكِ فَارِسَ وَجِئْتُ لأُفْهِمَكَ مَا يُصِيبُ شَعْبَكَ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ، لأَنَّ الرُّؤْيَا إِلَى أَيَّامٍ بَعْدُ»”. (دانيال ١٠: ٨-١٤).
في هذا الوقت لأجل استمرار دانيال في الصلاة، أُرسِلَت إعانات أخرى. كيف تزداد الملائكة في حياتك؟ عندما تسلك في مشيئة الله وتفهم مَن أنت في المسيح والسلطان المُعطَى لك وتعمل عمل الرب فاهمًا فكره، شاحنها روحك بالكلمة والألسنة.
☆عندما تصلي بألسنة، أنت تصدر أوامر للملائكة
“إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ“. (١كو ١:١٣).
الألسنة ليست لغة السماء، لكن هي مِنْ الممكن أنْ تكون لغة أرضية أو لغة ملائكة، الألسنة هي إصدار أوامر للملائكة، أنت تتكلم إلى الملائكة، وهذا ليس معناه إنك تصلي للملائكة ولكن وأنت تصلي دون أن تدري تصدر أوامر للملائكة، فمثلاً يوجد بعض الناس أنت لا تحتاج أنْ توجه لهم كلامًا مباشرًا، لكن فقط تحتاج أنْ تصلي بألسنة، فتجد الشخص المسئول عن إنجاز أوراق أو إجراءات معينة لك قد تحرك مِن تلقاء نفسه.
عندما تصلي بألسنة أنت تصدر أوامر فتنطلق الملائكة وتتحرك لتفعلها، أي أمر حينما تواجهه بالصلاة أنت تطلق ملائكة عليه، لأجل هذا الملائكة لها دور في حياة كل شخص، وهي ملازمة لخدمتنا باستمرار، وهى موجودة ليس لأجل وجود إبليس، ولكن كلما يُوكَّل الشخص في ملكوت الله على أمور أكثر تُضاف معها ملائكة أكثر، مثل الشخص الذي يأخذ منصب أكبر نجد حراسة وُضِعَتْ عليه أكثر في نَفْس الوقت، فعندما تزداد مسئولية الشخص يزداد معها استهدافه، وبالتالي كلما يزداد سلطانك وتُوكَّل على أمور أكثر في ملكوت الرب تزداد حولك ملائكة أكثر.
“مِنَ السَّمَاوَاتِ حَارَبُوا. الْكَوَاكِبُ مِنْ حُبُكِهَا حَارَبَتْ سِيسَرَا”. (قضاة ٢٠:٥)
عندما قالت دبورة في ترنيمتها، جاءت الكواكب لتحارب معنا، كانت تتكلم عن الملائكة، فدخلت الملائكة في هذا الأمر معها.
☆تحرك بالسلطان والقوة التي بداخلك
لا تحيا دون إدراك أنّ السماء في صفك، تحرك وأنت واعٍ لذلك، عندما تطلق كلمات منطوقة تتحرك الملائكة لتنفيذها، وعندما تتحرك بإيمان مُدرِكًا أنّ الملائكة تعمل لصالحك، يحدث هذا حرفيًا. لا تثير دهشة الملائكة، فهي تتعلم منك. بعض الأوقات أنت تثير دهشتهم لأنك لا تعرف مَن أنت في المسيح، فيتعجبون كيف لك كل هذه القوة في داخلك وتحيا ضعيفًا. تحرك بهذا السلطان، فَهُمْ أرواح مُرسلة لخدمتك.
لسماع العظة على الساوند كلاود SoundCloud
لمشاهدة العظة على الفيس بوك FaceBook
لينك اليوتيوب YouTube
__________
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
شكراً يا بابا من أجل إنني محبوبك وأنك ترسل ملائكتك في خدمتي . مجدا وأكراما للحامل الجالس على العرش .
شكرا لراجل الله على تعليمه الكلمة الحية الباقية إلى الأبد القادرة أن تبنيني وتعطيني ميراثاً مع جميع المقدسين.