القائمة إغلاق

لا تهتموا بشيء Take No Thought

 

يُخبرنا بولس الرسول في رسالته لكنيسة فيلبي عن واحدة من البركات الفريدة وفوائد إدارة الذهن، فكتب:

“لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدى الله.وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع .” (فيلبي 4 : 6-7)

فالكلمة “تهتموا” هي مترجمة من الكلمة اليونانية “ميريمو Merimnao” والتي تعنى أن “تهتم أو تُشغل تفكيرك بـ” أو “أن تقلق بخصوص أمر”. ولهذا السبب تترجم ترجمة الملك جيمس فيلبي 4 : 6 وعدة ترجمات أخرى بـ “لا تقلقوا بخصوص شيء” وتقول الترجمة الموسعة نفس العدد “لا تضطرب أو يكون لديك قلق من جهة أي شيء…”

فالأفكار تأتى لنا دائماً. وربما يتعامل ذهنك (ونظام وعائك العقلي) مع عشرات الآلاف من إشارات الفكر تأتى من خلاله حتى وأنت تقرأ هذا الكتاب الآن. فربما تفكر بمجموعة شاملة من المواضيع والأمور: كأحداث الأمس، وخطط الغد، وأعمال المكتب المعلقة، والصفقات التجارية، وعيد ميلاد شريكك/شريكتك، وتدريب كرة القدم لأطفالك وحلمك الذي حلمته.… وما شبه ذلك من الأمور.

ويمكن لهجوم من الأفكار أن يقذف بذهنك في أي وقت، ولكن أنت في النهاية من يقرر ويختار أي من هذه الأفكار التي تريدها أن تستقر في ذهنك. فليس هناك وسيلة لمعرفة ما يُمكن أن تفعله، الفكرة لك وفيك في حالة استقبالها في داخلك والتأمل بها.

وأن “تهتم/أو تقبل فكرة” يعنى هذا تمحور وتمركز ذهنك بالطريقة التي تجعلك قلقاً بشأنها. وفي كثير من الأحيان يشير الاهتمام أو القلق إلى الحد الذي يسحبنا أو يقودنا بعيداً عما يجب أن نركز عليه. ولهذا السبب يتم تذكيرنا هنا لكى لا نهتم إلى الحد الذى يُلهينا ويصرف انتباهنا ويجرفنا بعيداً عن الكلمة والسلام الذي تحضره إلى قلوبنا وأذهاننا.

فأعطانا الرب يسوع نفس الوصية في متى 6 : 25-27:

لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسونأليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس؟ انظروا إلى طيور السماءإنها لا تزرع ولا تحصد ولا&nbsp
;
تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها؟
 ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة؟

 

لاحظ العبارة “لا تهتموا”، فهى نفس الكلمة اليونانية Merimnaoالمترجمة بـ “مهتمين  تهتموا” في فيلبي 4 : 6فسألهم الرب يسوع، “كم واحد منكم قد ازداد في القامة أو أضاف سنيناً على عمره منذ أن بدأتم تهتمون؟” فهو كان يخبرهم، “أنت لا تصبح أفضل عندما تقلق.”

 

هيا نقرأ:

 

ولماذا تهتمون باللباس؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو! لاتتعب ولا تغزلولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا في  التنور يلبسه الله هكذا أفليس بالحري جدا يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟ فلا تهتموا قائلينماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ (متى 6 : 28  32)

 

فهذه هي الأمور التي تهتم وتقلق بها الناس في العالم ويجرون وراءها. فكل أسلوب حياتهم هو عن ماذا يأكلون أو ماذا يشربون أو يلبسون أو يقودون، أو يصرفون…إلخ. فهم مهتمون وقلقون بشأن امتلاك تلك الأمور كلها فقط لذلك يمكنهم أن يكونوا سعداءً في هذا العالم. ولكن اوصنا الرب يسوع أن لا نكون مثلهم، ويعرفنا السبب. ويقول،

 

لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. (متى6 : 32)

 

وبمعنى آخر، “لا تقلقوا بشأن هذه الأمور لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه. وكن مثل طيور السماء التي “لا تهتم أو تقلق بشأن طعامهم ويتم تغذيتهم باستمرار من قبل أبوك السماوي.

 

ثم في العدد التالي، يُبين لنا ما يجب أن نعطيه اهتمامنا وأولويتنا:

 

لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم “.(متى 6 : 33)

 

فهذا هو أول  شيء والأكثر أهمية الذي يجب أن تهتم وتقلق بشأنه: وهو أن ترى ملكوت الله يمتد وبره يظهر ويستعلن في عالمك. ولا تركز اهتمامك على إيجاد راحتك، وشبعك ومتعتك وسعادتك أنت، ولكن بدلاً من ذلك دع ملكوت الله يكون هو محور تركيزك واهتمامك. وينبغي أن يكون هذا تفكيرك باستمرار. قال أرميا، “لتخطر أورشليم (رمزاً لملكوت الله وسيادته) ببالكم” (أرميا 51 : 50). دع أمور الملكوت الروحية تحتل المكانة الاولي في ذهنك.

 

فكر بطريقة روحية وليست جسدية

 

فهناك مؤمنين الذين لا يفكرون بطريقة روحية ولكن بطريقة جسدية طوال الوقت. يفكرون فقط في أموالهم، وشهرتهم، ومكانتهم الاجتماعية، وعلاقاتهم الأرضية، وبالتالي فهم دائماً مهتمون بكيف يراهم الآخرين. قال تى . ال . اوزبورن T.L.Osborn. عن أولئك الذين يهتمون بما يفكر الناس عنهم أنهم عبيد للناس الذين يتكلمون إليهم. كيف! فمثل هؤلاء الناس مُثقلين بعبء محاولة إرضاء الآخرينفلا تسعى أن تظهر أو تبدو بمظهر رائع أمام الآخرين، ولكن بدلاً من ذلك كن متلهف لإرضاء الرب.

 

لذلك لا تهتم بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدى اللهفقط قل له ما تريده، فهو عظيمٌ جداً، وهو يعرف كل شيء عن حياتك والمستقبل. وعندما يصبح هذا توجهك العقلي والفكري، ستدرك أنه لا فائدة من القلق بشأن أي شيء، حمداً للرب!

 

مبدأ روحي ونتيجة مضمونة

 

هناك شيئاً حول هذا التذكير في فيلبي 4 : 6-7 أريدك أن تلاحظه، وهو أنه يأتي بوعد: 

 

لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع. (فيلبي 4 : 6-7)

 

فهو يقول سلام الله الذي يفوق كل عقل، سيحفظ قلبك وذهنك. هذا مبدأ روحي بنتيجة مضمونة وأكيدة في كل وقت تضعها في وضعية التنفيذ. وافهم أنه كما هناك قوانين فيزيائية للجاذبية، والكهرباء والميكانيكا والمغناطيسية وما شابه ذلك، هناك أيضاً قوانين روحية. وعندما تفهم وتدرك القوانين الروحية وتسلك وفقاً لها، ستنتج نتائج مثلها مثل القوانين الفيزيائية تماماً.

 

المبدأ هنا هو أنه عندما لا تهتم، ولكن بدلاً من ذلك تُحضر طلباتك إلى الرب في الصلاة والدعاء مع الشكر، تكون النتيجة سلام الله الذي يحمي ويحفظ قلبك وذهنك.

 

فكلمة الله هي حكمة الله، فهي أفكاره المُعبر عنها بلغة. وعندما تتعلم أن تُفكر أفكار الله وذلك بالتفكير في كلمته، عندئذ تأتي إلى المكان حيث تعيش فيه حياة خارقة للطبيعة بشكل سهل. والآن يمكنك أن تفهم لماذا يقول يسوع لنا، “أن لا نهتم”. وهذا لأنه بغض النظر عما يحدث، هناك قوانين روحية لتجعلك منتصراوحتى عندما تهاجمك مشكلة وتشعر بالضغط في ذهنك، يمكنك أن تقول، ” لا، أنا أرفض أن أهتم أو أقلق، باسم يسوع! أنا أُعلن وأعترف أنني نجاح، مجداً للرب!”

فالقلب والذهن الممتلئان بالسلام وخاليان من القلق هما أحد أروع الفوائد لإدارة ذهنك وهى الطريقة التي تبينها لك كلمة الله.

 

 ـــــــــــــــــــــــ

 

 نشرت بإذن من كنيسة سفارة المسيح  Christ Embassy Church والمعروفة أيضا بإسم عالم المؤمنين للحب و خدمات القس كريس أوياكيلومي – بنيجيرياBeliever’s Love World – Nigeria – Pastor Chris Oyakhilome  والموقع www.ChristEmbassy.org  .

جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات القس كريس أوياكيلومي.

Taken by permission from Christ Embassy Church , aka Believer’s Love World &  Pastor Chris Oyakhilome  Ministries  , Nigeria. www.ChristEmbassy.org .

All rights reserved to Life Changing Truth..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$