القائمة إغلاق

لماذا الكنيسة ليست عروس المسيح؟! Why Is the Church Not the Bride of Christ?!

(ستجد روابط العظة على السوشيال ميديا في أخر الصفحة) 

 الكنيسة هي جسد المسيح وليست عروس المسيح. إنّ عدم فَهْم ذلك يؤدي إلى إساءة فَهْم الأُخرَويّات، والذي بدوره ستُبنَى عليه مبادئ غير صحيحة، لذا، لابد أنْ نفهم ما هي الكنيسة، وما هو وضعها، كي نعرف المقاييس والمبادئ الصحيحة للنبوّات.

  • ماذا يقصد بعروس المسيح؟

ثُمَّ جَاءَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتِ الْمَمْلُوَّةِ مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ الأَخِيرَةِ، وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلاً: «هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ». ١٠ وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إِلَى جَبَل عَظِيمٍ عَال، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ…” (رؤيا ٢١: ٩، ١٠)

 الكنيسة هي شعب الله، بمعنى أنّ الناس الذين نزلوا مِنْ السماء كَوّنوا هذه المدينة التي هي عروس المسيح. 

  • هل الكنيسة في عهد مع الله؟

“أَنْتُمْ أَبْنَاءُ الأَنْبِيَاءِ، وَالْعَهْدِ الَّذِي عَاهَدَ بِهِ اللهُ آبَاءَنَا قَائِلاً لإِبْراهِيمَ: وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. ٢٦ إِلَيْكُمْ أَوَّلاً، إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ، أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ».” (أعمال الرسل ٣: ٢٥، ٢٦)

 يتكلّم الشاهد الكتابي لشعب الله، ويدعوهم “أبناء الأنبياء والعهد“، بينما الكنيسة ليست في عهد، فعندما يقبل الشخص يسوع كربٍ وسيّدٍ على حياته؛ لا يكون في عهد معه، فأي شخص يهودي يَقبل يسوع لا يبقى بعد يهوديًا، لذلك، يقول بولس الرسول “فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ.” (١ كورنثوس ٩: ٢٠) أي إنّ اليهودي لم يَعد يهوديًا بعد قبوله ليسوع، هو قَد رُبِح، فالهوية اختلفت؛ لقد صار عضوًا في الكنيسة. كأبناء للّه؛ نحن لسنا في عهد معه، بل في حالة أفضل، نحن في حالة أبناء، فالكنيسة في مكانة الأبناء، وتختلف عن شعب الله.

 عندما أراد الله التعامل مع الأرض بعد سقوط آدم وبعد نوح، بدأ يتواصل مع إبراهيم، وبدأ إبراهيم يتحرك مع الله في عهدٍ، النسل الذي أتى منه يسوع، ويسوع هو بداية الكنيسة والخليقة الجـــديدة. أما بالنسبة للكنيسة التي كانت في البرية (أعمال الرسل ٧: ٣٨ أي الجماعة الخارجة مِن مِصر، فهي مجموعة منفردة، ولكنها لم تكن كنيسة يسوع، بل انضمّوا إليها.

 بدأت الكنيسة وافتُتِحت منذ يوم الخمسين، والتي هي جسد المسيح وانضم إليها مؤمني العهد القديم الذين كانوا خارجين في عهد، لذلك أظهر الرب هويتهم في سِفْر يوحنا قائلاً، “لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.” (يوحنا ١٥: ١٥)، ويتضح مِن ذلك أنهم كانوا عبيدًا، أي لم يصيروا بالعهد في العهد القديم خليقة جديدة، فالابن ليس في عهد مع أبوه وأمه، بل هو مُنتَج عهد الأب والأم معًا. 

 عدم فهم ذلك أدى لفَهْم الأخرويات بصورة خاطئة، إليك مثال لمزيد مِنْ الفَهْم؛ كثيرًا ما يعتقد الناس أنّ المرأة المتسربلة في (رؤيا ١٢: ١) هي الكنيسة، ويقول البعض إنها هي ال ١٤٤٠٠٠ مِنْ اليهود الذين سيؤمنون بيسوع في الضيقة، فهناك أكثر مِنْ تفسير بسبب عدم فَهْم تلك المبادئ.

“لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ، وَوَلِيُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ، إِلهَ كُلِّ الأَرْضِ يُدْعَى. ٦ لأَنَّهُ كَامْرَأَةٍ مَهْجُورَةٍ وَمَحْزُونَةِ الرُّوحِ دَعَاكِ الرَّبُّ، وَكَزَوْجَةِ الصِّبَا إِذَا رُذِلَتْ، قَالَ إِلهُكِ. ٧ لُحَيْظَةً تَرَكْتُكِ، وَبِمَرَاحِمَ عَظِيمَةٍ سَأَجْمَعُكِ. ٨ بِفَيَضَانِ الْغَضَبِ حَجَبْتُ وَجْهِي عَنْكِ لَحْظَةً، وَبِإِحْسَانٍ أَبَدِيٍّ أَرْحَمُكِ، قَالَ وَلِيُّكِ الرَّبُّ.” (إشعياء ٥٤: ٥-٨)

 يتعامل الله مع شعب الله كزوج، فهو دخل في عهد مع إبراهيم ونتج عنه مجيء يسوع، لذلك تُعْتَبَر المرأة هي شعب الله، وهي التي حَبلت، وحافظ الرب على هذا النسل محروسًا ومسجونًا كما يقول الكتاب المقدس في (غلاطية ٣: ٢٢-٢٣)، وجاء الروح القدس نتيجة العهد الذي بين الله وإبراهيم وحل على مريم العذراء فجاء يسوع نتيجة لذلك. 

 نحن مُنتَج العهد، كما أنه يوجد اختلاف في الهوية والخطة، فالكنيسة لها أقضيتها، وشعب الله لهُ خطته وقضاؤه.

 أي شخـــص مِنْ الأمم أو شعب الله يقبل يسوع ينضم لكنيسة الله ولا يصير بعد أمميًا أو يهوديًا، حتى إنْ كان أصله كذلك، فقد صـــار مِنْ الكـنيسة، والتي هي جسد يسوع، بمعنى إنه صارت لهُ هويـــّة جديدة، وجنسيّة مختلفة، فهمك الصحيح لذلك يجعلك تفهم الأخرَويّات. إذًا الكنيسة هي مُنتج العهد وهي ذات يسوع.

كُونُوا بِلاَ عَثْرَةٍ لِلْيَهُودِ وَلِلْيُونَانِيِّينَ وَلِكَنِيسَةِ اللهِ. ٣٣ كَمَا أَنَا أَيْضًا أُرْضِي الْجَمِيعَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ طَالِبٍ مَا يُوَافِقُ نَفْسِي، بَلِ الْكَثِيرِينَ، لِكَيْ يَخْلُصُوا.” (١ كورنثوس ١٠: ٣٢، ٣٣) 

 يتضح مِنْ هذا الشاهد الكتابي أنّ الله ينظر للناس في العهد الجديد على أساس ثلاث شرائح وهم:

اليهود.

الْيُونَانِيِّينَ ويقصد بهم الأمم.

الكنيسة.

بينما كان هناك شريحتان في العهد القديم هما؛ شعب الله والأمم. أي شخصٍ يهوديًا كان أو أمميًا لم يقبل يسوع ربًا وسيدًا على حياته سيذهب للجحيم، وأي شخص يهوديًا أو أمميًا يقبل يسوع يصير ضمن الكنيسة.

“أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، ٢٣ لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. ٢٤ وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ. ٢٥ أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، ٢٦ لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، ٢٧ لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ. ٢٨ كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ. ٢٩ فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. ٣٠ لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. ٣١ «مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». ٣٢ هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ. ٣٣ وَأَمَّا أَنْتُمُ الأَفْرَادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا.” (أفسس ٥: ٢٢-٣٣)

 يقول الشاهد الكتابي، “مثل خضوع المرأة للرجل اخضعي يا كنيسة للرب”، فهنا يتكلّم عن وجه التشابه في الخضوع وليس أنّ الكنيسة هي عروس المسيح.

 

توضيح لذلك:

☆ “قَدْ تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يَا أَخِي يُونَاثَانُ. كُنْتَ حُلْوًا لِي جِدًّا. مَحَبَّتُكَ لِي أَعْجَبُ مِنْ مَحَبَّةِ النِّسَاءِ. ٢٧ كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ وَبَادَتْ آلاَتُ الْحَرْبِ!».” (صموئيل الثاني ١: ٢٦، ٢٧)

 هذا الشاهد الكتابي ليس معناه أنّ داود تزوج مِنْ يوناثان أو تزوُج يوناثان مِنْ داود بل يُشبّه العلاقة بأنها فاقت محبة النساء، فهنا اختلاف في الهوية؛ أي اختلاف في تلك العلاقة عن الزواج، لكن تُشابهها في زاوية ما.

نقطة التشابه التي لابد أنْ نفهمها هي الخضوع.

الشاهد الآتي مثالٌ، ولكنه لا يُغيّر الهوية، مثلما قال بولس الرسول “أَتَكَلَّمُ إِنْسَانِيًّا مِنْ أَجْلِ ضَعْفِ جَسَدِكُمْ. لأَنَّهُ كَمَا قَدَّمْتُمْ أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ لِلإِثْمِ، هكَذَا الآنَ قَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ لِلْقَدَاسَةِ.” (رومية ٦: ١٩) 

هو يقول، “أنا أكلمكم بهذا المثل بسبب ضعفكم” أي إنكم لا تقدرون أنْ تفهموني بسبب ضعفكم.

 إذًا، دخل الرب في معاهدة مع شعب الله في البداية، ونتج عن هذا العهد يسوع، والابن ليس في عهد مع أبيه وأمه بل هو منتج لهذا العهد.

“لَيْتَكُمْ تَحْتَمِلُونَ غَبَاوَتِي قَلِيلاً! بَلْ أَنْتُمْ مُحْتَمِلِيَّ. ٢ فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُل وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ.” (٢ كورنثوس ١١: ١، ٢)

 لو كانت الكنيسة هي عروس المسيح لوضع الرسول بولس نفسه ضمن العذراء العفيفة التي سيقدمها للمسيح، لكنه يقول، “لأقدم عذراء عفيفة” هذا ليس معناه أن بولس ليس من ضمن الكنيسة، ولكنه يتكلم هنا عن وجه التشابُه، ووجه التشابُه لا يُغيّر في الهوية، ففي هذا الشاهد الكتابي يقول الرسول بولس، “أُريد أن أُحافظ عليكم أنقياء.”

  • مَنْ هي الكنيسة، وكيف بدأت؟

 الكنيسة هي جسد المسيح، بل هي ذات المسيح، هي لحمهُ وعظامهُ، لذا يُطلق عليها “جسد المسيح” (١ كورنثوس ١٢: ٢٧)، (أفسس ٤: ١٢).

 كَون الكنيسة جسد المسيح، إذًا تختلف في الخطة والمصير عن الذين رسمهما الرب لشعب الله، رَفَض شعب الله الرب فخرج وارتد عن طريق الخلاص، ثم سيرجعون إلى الرب والخلاص مرة ثانية.

 في الحقبة الزمنية التي ارتدوا فيها عن الخلاص دخلنا نحن المؤمنون كما يقول الكتاب المقدس “فَإِنْ كَانَ قَدْ قُطِعَ بَعْضُ الأَغْصَانِ، وَأَنْتَ زَيْتُونَةٌ بَرِّيَّةٌ طُعِّمْتَ فِيهَا، فَصِرْتَ شَرِيكًا فِي أَصْلِ الزَّيْتُونَةِ وَدَسَمِهَا،(رومية ١١: ١٧)

(طُعِّمنا) نحن المؤمنون لسنا الشجرة، ولكننا طُعِّمنا.

 كان الرب يُريد أنْ يقبل جميع شعب الله خلاص يسوع المسيح ولكنهم رفضوه، فخرجوا عن الخلاص ودخلت الكنيسة في فترة ارتدادهم. في ذلك الوقت، توقف الأسبوع السبعون الذي هو سبع سنين الضيقة عندما رفض اليهود قبول يسوع.

 في الحقبة بين الأسبوع التاسع والستين والأسبوع السبعين توقف الزمن، أي بعد انتهاء الأسبوع التاسع والستين بأن “يُقَطع المسيح” كما يقول الكتاب المقدس في سِفْر (دانيال ٩: ٢٦)، في هذا الوقت، انتهى الأسبوع التاسع والستون، وتوقفت الساعة والزمن، ودخلت الكنيسة، وبدخول ملء الأمم سيكون بداية سبع سنين الضيقة.

وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضًا؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ، ٣٣ الَّذِينَ بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، ٣٤ أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ، ٣٥ أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. ٣٦ وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضًا وَحَبْسٍ. ٣٧ رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، ٣٨ وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَال وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ. ٣٩ فَهؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ، ٤٠ إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئًا أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا.(العبرانيين ١١: ٣٢-٤٠

 هؤلاء الأنبياء المذكورون في الشاهد الكتابي نالوا ما وعد به الرب لشعب الله، فَهُمْ عاشوا في أقصى مراحل القوة. في بداية الشاهد الكتابي نجد الكاتب يقول “نالوا مواعيد“؛ أي نالوا بركات إبراهيم التي وعد بها الرب للذين يسلكون بالناموس، أنْ يعيشوا في الأرض منتصرين، ولكنه في نهايته قال إنهم “لم ينالوا الموعد” أي موعد مجيء المسيح والكنيسة. 

 تختلف الكنيسة في هويتها عن شعب إسرائيل، شعب إسرائيل هم العروس والكنيسة ستكون مكملة لها، وسيُعاملون بالتساوي في المدينة المذكور عنها في سفر الرؤيا رغم اختلاف هويتهم.

معنى كلمة “يُكْمَلُوا” المذكورة في الشاهد الكتابي هو أنهم ناقصون، والموعد هو مجيء المسيح، وأن تصير شرائع المسيح في قلوب الناس أي يولدون من الله، فهذا هو الوعد: أن يصير الإنسان شريكًا في الطبيعة الإلهية، لذلك، لم ينل شعب إسرائيل الموعد، لم يصيروا شركاءً في الطبيعة الإلهية، بينما الكنيسة في حالة كمال المجد الإلهي.

 إذًا، الكنيسة ليست عروس المسيح بل هي جسد المسيح، كما أنها هي جزء مِنْ العروس.

  • اختطاف الكنيسة

وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا، ٢ وَهِيَ حُبْلَى تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً وَمُتَوَجِّعَةً لِتَلِدَ. ٣ وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى فِي السَّمَاءِ: هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ. ٤ وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ. وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ، حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ. ٥ فَوَلَدَتِ ابْنًا ذَكَرًا عَتِيدًا أَنْ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ، ٦ وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا.” (رؤيا ١٢: ١-٦)

ابْنًا ذَكَرًا“: الابن الذكر المذكور في هذا الشاهد الكتابي هو يسوع وجسده. 

الكنيسة ليست المرأة.

امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ“: المرأة هي شعب الله.

“وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا”: هذه الرؤيا هي نَفْس الحلم الذي رآه يوسف (تكوين ٣٧: ٥-٩)، فعندما سمع إبليس الحلم مِنْ يوسف بدأ يفهم أنّ هناك شيئًا خارقًا للطبيعي سيحدث مِنْ هذا الشخص أو مِنْ هذه العائلة. 

وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ“: 

الابن الذكر المُختطَف يُشير إلى صعود المسيح للسماء؛ أي صعود يسوع واختطاف جسده، وجلوسه على العرش. ذلك الاختطاف في هذا الشاهد حدث في حقبتين، حيث إنه حدث في زمن وليس في يومٍ واحدٍ. وهذه النبّوة تُحَقَق حسب قانون “الإشارة المزدوجة” في تفسير النبوات:

الجزء الأول: هو الاختطاف الذي حدث للابن الذكر، أي صعود يسوع الذي هو رأس الكنيسة، وهذا تم بالفعل في بداية الألفين سنة.

الجزء الثاني: هو جسده الذي سيُختطَف (الكنيسة)، وهذا سيحدث في نهاية الألفين سنة. فالصعود والاختطاف هما وسائل للوصول للسماء.

 ستأتي الضيقة العظيمة بعد الاختطاف والكنيسة ستُختطف قبل الثلاث سنين ونصف الثانية والثلاث سنين ونصف الأولى أيضًا، أي قبل سبع سنين الضيقة، وهذا مُثْبَت في سِفْر (دانيال ٩) فالأسبوع السبعون يبدأ في وجود الوحش، وستُختَطَف الكنيسة قبله.

وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا.”: هربت المرأة إلى البرية حيث لها موضع مُعَد من الله لكي يعولها هناك ١٢٦٠ يومًا، أي الثلاث سنوات ونصف الثانية التي هي الضيقة العظيمة.

  • السؤال هنا: ما تطبيق هذا على حياتك كونك جسد المسيح على الأرض؟

 كمؤمن وككنيسة، أنت عضو من أعضائـــــه، أنت حجرٌ حيٌ لست حجرًا عاديًا، كيف تُطبق ذلك على حياتك، وكيف ترى نفسك؟

بِهذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فِينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ، لأَنَّهُ كَمَا هُوَ (الآن) فِي هذَا الْعَالَمِ، هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا.” (١ يوحنا ٤: ١٧)

“كَمَا هُوَ (الآن)”: أي كما هو يسوع الآن في المجد، وجالس على العرش عن يمين الآب، هـــكذا نحن أيضًا الآن.

فحتى لو كان يقصد بعبارة “…كَمَا هُوَ…” أي أيام حياته على الأرض، فهذا لم يكن قليلاً، فقد تعرّض لانتقادات ولم يهتز، لم يُغْلَب مِنْ حكمة البشر… لم يُعْدَى بالأمراض… كان مزدهرًا ماديًا وعندهُ ما يكفي الاثني عشر تلميذًا بأُسرهم، كما إنه كان يُعطي الفقراء، ولا يفوتنا أنّ فوق هذا كله كان يهوذا الإسخريوطي يسرق مِنْ الصندوق.

 كان الرب يسوع أيضًا في حماية، فعندما هاج البحر عليهم، لم يكن للطبيعة سُلطانٌ عليه، أيضًا الحيوانات لم يكن لها سُلطانٌ عليه كما يوضح الكتاب المقدس ذلك، عندما كان في التجربة في الأربعين يومًا، كان يسوع مع الوحوش في البرية وأخضعهم (مرقس ١: ١٣)، خلاصة القول هي إنه لم تكن للأرض سلطان عليه أثناء وجوده عليها!

 تقول الكلمة إنك أنت كما هو الآن! والآن هو جالس على العرش عن يمين الآب وأنت جالس معه في السماويات عاليًا جدًا فـــــوق كل رياسة وسلطان وكل اسم يُسَمّى! (أفسس ١: ٢١)

  • ما هو الفرق بين يسوع عندما كان على الأرض ويسوع الآن؟

 الفرق هو انتصـــــارهُ على إبليس، لذلك يوضح الكتاب المقدس في الإصحاح الخامس مِنْ العبرانيين أنّ يسوع صار رئيس الخلاص.

لم يكن يسوع في احتياج لهزيمة إبليس، لكنه فعل ذلك ليُضـــــاف هذا الإنجاز للإنسان؛ لأنه صار إنسانًا، فصار الإنسان غالبًا لإبليس، لذلك نحن الآن في حالة انتصار على إبليس، فكما هو الآن هكذا نحن في هذا العالم، فلا تتمنى أن تكون في حالة أفضل لأنك بالفعل في حالة أفضل.

 لا يوجد شيء ينقصك، الآن أنت مُكَمَّل، كان شعب الله ناقصين، أمّا أنت الآن مُكَمَّل، لذلك عليك أن تُفكر بهذه الصورة، واكتشف مَنْ أنت في المسيح، وعِش حياتك بهذا المنطلق، وأنت عـــــالٍ فوق كـــل المشاكل والظروف، وأنت قـــادرٌ عليها ولا ترهب أو تخاف التحديات والظروف، تَعَامل بانتصار وبقوة، اسلك في الأرض بسلطان وأنت واعٍ ومُدرِكٌ لهذا السُلطان! 

“هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ. ٢٠ وَلكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ».” (لوقا ١٠: ١٩، ٢٠) 

 بما أن الرب فعل هذا على الأرض، هكذا بإمكانك أنت أيضًا فعلها دون أن تُضَر مِنْ إبليس، وهذا طبيعي جدًا فلا تفرح به، فالطبيعي هو أن تَخضع لك الشياطين، بل تفرح بأن اسمك كُتِبَ في السماوات! فالذي تفرح به هو أنك مولودٌ مِنْ الله وفي علاقة مع الروح القدس، أنك حيٌ وقبلت المسيح، فالروح القدس يجعلك تُميّز هذه الأمور، أنت مُنِحْت هذا السلطان، لذلك ليس لإبليس سلطانٌ عليك، فأنت تقدر أن تُحرك السلطة التي في بلدك لتعمل لصالحك.

“فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: «يَارَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ!». ١٨ فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ.” (لوقا ١٠: ١٧، ١٨)

 في هذا الوقت، وفي هذه البلد، كانوا فاهمين لمعنى هذا الكلام، لأنه كان يوجد عُرْف بأنه يوجد شيء على تلك البلد، كما حدث مع دانيال مِنْ كثرة الصلاة؛ أُفرِج عن الملاك المحبوس، حيث تم الإمداد له مِنْ الملاك ميخائيل، وخرج مِنْ حبسه وأعطى الرسالة للنبي دانيال، وهذا مذكور في الكتاب المقدس في سِفْر (دانيال ٩، ١٠)

 في هذه اللحظة، أُقيلَت الأرواح الشريرة مِنْ على تلك البلد، لأنهم هُزِموا واختُرِقوا، لذلك في هذا الوقت يوجد عمل للملائكة غير عادي، ففي وقت مجيء الرب على الأرض بميلاده، حدثت ظهورات مِنْ الملائكة وتنبيهات، حدثت حماية، والرب نفسه قال “من الآن سترون ملائكة صاعدة نازلة” (يوحنا ١: ٥١)، فهذا هو زمن المطر المبكر والمتأخر؛ أي إنه مِنْ أكثر الأوقات التي بها زحام عمل وحصاد.

 رُسِمَ لك أنْ تعمل بقوة، لذا تَكَلّم واسلك وأنت واعٍ لذلك، ادرس عن هويتك في المسيح وادرس مقالات وعظات “من أنت في المسيـــح” حتى لا تعيش وتحيا في جهل، وتُفاجَأ بأنه كان مِنْ حقك أنْ تعيش حياتك على الأرض بصورة رائعة، فيسوع لم يأتِ ليضمن لك أبديتك فقط، بل جاء أيضًا لكي تعيش حياتك هنا على الأرض كمـــا هو الآن!

فكما هو الآن في السماء، هكذا نحن الآن على الأرض! يوحنا ٤: ١٧).

لسماع العظة على الساوند كلاود Sound Cloud 

لمشاهدة العظة على الفيس بوك FaceBook 

لينك اليوتيوب YouTube 

video
play-sharp-fill

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
Hide picture