كانت طبيعة معاناة البديل تحدياً عبر القرون.
ما هي طبيعة معاناته؟
هل كانت عقلية أم جسدية، أم روحية ولكن بطريقة لا يمكن تفسيرها؟
لا يمكن أن تكون عقلية، لأنه قد خطط هذا مع الأب.
ولا يمكن أن تكون جسدية، لأن الخطية ليست شيئًا ماديًا؛ يمكن للإنسان التفكير في القتل، لكنه عليه أن يتكلم أو يقوم بفعل قبل أن يصبح مسؤولاً أمام القانون.
كما ترى، فإن الإنسان يتعامل فقط من عالم المعرفة الحسية، لكنٌ الله في العالم الروحي.
في العظة الأولى لبطرس بعد قيامة الرب، قال هذه الكلمات رائعة: “هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ. (أعمال الرسل ٢: ٢٣، ٢٤(
أفضل عرض للكلمات؛ “أوجاع الموت” هي “أوجاع مخاض الولادة”
مما يوحي بأن الكنيسة وُلدت من أوجاع روح يسوع.
اقرأ العدد السابع والعشرون: “لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا (أي في القبر).
أيضاً الأعداد ٢٩-٣١ “أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَارًا عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هذَا الْيَوْمِ. فَإِذْ كَانَ نَبِيًّا، وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا”.
أعطى بطرس رسالة ملفتة للنظر، تكلم بإعلانٍ. قال لهم أن يسوع جلس عن يمين الله، ولكن لم يكن أحد قد نوه لهذه الحقيقة من قبل.
لاحظ هذه الحقيقة؛ لم تُترك نفسه في الهاوية، ولا رأى جسده فساداً في قبر يوسف الرامي.
يعطينا المزمور الثامن والثمانين لمحة عن الذبيحة البدلية ليسوع في الهاوية.
لمزيد من العرض الموسع لهذا، اقرأ الفصل الخاص بـعنوان “كيف يمكن أن يكون الله عادلاً” في كتابي “الآب وعائلته”.
الآن أريدك أن تلاحظ هذا، في الواقع أُسلم يسوع من أجل خطايانا، وأُقيم حينما وفىَ مطالب العدل.
هناك اعتراضان أو ثلاثة قد نأخذها بعين الاعتبار:
تتذكر حينما قال يسوع للص على الصليب: “اليوم تكون معي في الفردوس.”
كما تعرف أنه لا توجد علامات ترقيم في اللغة اليونانية، ولكن يتم تحديد علامات الترقيم بواسطة التشديد والتوكيد.
روثرهام، في ملاحظاته على هذا، يجعلها تُقرأ: “أقول لك اليوم، ستكون معي في الفردوس”. (الكلمة “اليوم” هي مؤكدة، وفي ترجمتنا الأمريكية كُتبت بأحرف كبيرة)، يجب أن تُقرأ هكذا: “أقول لك اليوم، ستكون معي في الفردوس”، مثلما يمكنك أن تقول “أقول لك اليوم، سألتقي بك في بورتلاند”.
“اليوم، تكون معي في الفردوس” لا تعني أن يسوع ذهب إلى الفردوس عندما تركت روحه الجسد.
الفردوس كانت مكاناً لقديسي العهد القديم لانتظار الانتهاء من عمل المسيح الفدائي، فقد كانوا ينتظرون إتمام العهد الأول. وبعبارة أخرى، لوضعها بلغة التعبير العصرية؛ فقد كانوا ينتظرون يسوع أن يوفي سندات التكفير بالدم لمدة خمسمائة سنة. لكن هذا العمل لم يكتمل على الصليب، لم يكتمل حتى قام يسوع من بين الأموات وحمل دمه إلى قدس الأقداس، إلى أن قبلت المحكمة العليا في الكون ذلك الدم وبررت قديسي العهد القديم.
الآن يمكنك فهم (رومية ٤: ٢٥): “أُسلم من أجل خطايانا، وأُقيم عندما تم تبريرنا، نحن اليهود والأمم”(ترجمة حرفية).
لعلك تفهم أنه لا يمكن أن تكون هناك بدلية ما لم يدفع المسيح في الواقع العقوبة الروحية على تعدي الإنسان.
أعطت خطية آدم السلطة للشيطان عليه، فتنفس الشيطان في آدم طبيعته الخاصة. لم يكن آدم بالفعل مولود ثانيةً في الجنة.
لم يكن لديه طبيعة الله. فقط كان لديه طبيعة بشرية مثالية، حياة إنسانية مثالية. فسكب الشيطان في روحه طبيعته الخاصة.
أصبح الإنسان على الفور كاذبًا، ومتذللاً، وكائناً جبانًا. وتوارثت تلك الطبيعة في الجنس البشري عبر العصور.
(يوحنا ٨: ٤٤-٤٥) يعطينا صورة مثالية لما حدث للجنس البشري من خلال تعدي آدم؛
“أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. وَأَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي”.
كلمة “الحق” تعني في الحقيقة، فالشيطان هو غياب الحقيقة، وهذا يفسر (رومية ١: ٢٥) متكلماً عن الإنسان العالمي؛ “الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ (استبدلوا حقيقة الله باللاحقيقة)”، هذه الترجمة صادمة، ولكنها صحيحة بالنسبة للنص الأصلي.
يمكنك أن ترى الآن حالة الإنسان؛ فهو فقد اقترابه لله.
ليس له موقف صحيح ومثول أمام الله.
لم يوفي مطالب العهد مع الله.
لقد أصبح، كما يخبرنا بولس في (رومية ٨: ٧) “لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ ِللهِ، إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعًا لِنَامُوسِ اللهِ، لأَنَّهُ أَيْضًا لاَ يَسْتَطِيعُ”.
طبيعته نفسها صارت معادية الله.
وهذا ما يفسر لماذا اضطر الله في المبادلة العظمى التي وضعها الله على ابنه؛ أن يضع حكم براءتنا على أسس قانونية شرعية ليصبح الإنسان شريكًا بطبيعته، الحياة الأبدية.
(إشعياء ٥٣) هو صورة لذبيحة البدلية التي قدمها يسوع مكاننا. لم تكن معاناة عقلية ولا جسدية، بل كانت معاناة روحية.
كذلك (مزمور ٢٢) يعطينا صورة عن معاناته الجسدية، ولكن يعطينا هذا الكتاب في إشعياء صورة لما حدث في روحه، حينما عُلّق جسد ابن الله على الصليب.
“مُحتقر ومنبوذ من الناس، رجل آلام ومختبر المرض، بالتأكيد حمل أمراضنا وتحمل أوجاعنا، ونحن حسبنا أن الرب قد عاقبه وأذله (بأمراضنا)” (ترجمة حرفية).
كم هو شيء محزن أننا بطيؤون جدًا في تقدير ما فعله نيابةً عنا.
الآن ضع علامة على هذا الشيء؛ ينظر الله إلى المرض على أنه شيء روحي، فلم يضع الله الأمراض جسدية على روح المسيح، ولكن أمراضنا الروحية.
فالمرض حقيقة روحية، كما أن الخطية حقيقة روحية. فالله هو الذي وضع أمراضنا عليه.
“وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا” (إشعياء ٥٣: ٥، ٦).
الطالب المفكر سيلاحظ هذه الحقيقة؛ أنه تعامل مع مشكلة المرض، قبل أن يتعامل مع مشكلة الخطية.
ليس لنا أن نسأل لماذا فعل ذلك، لكن الحقيقة هي أنه فعل ذلك.
قد نكون مدركين لحواسنا لدرجة أنه كان من الضروري أن يتعامل الله مع الإنسان السالك بالحواس، قبل أن يتعامل مع الإنسان الروحي.
يجب أن نلاحظ هذه الحقيقة، هذا الإنسان يشترك في نفس الخواص مع الله.
إنه كائن أبدي.
إنه كائن روحاني.
لقد خُلق حتى يُصبح شريكًا في طبيعة الله، لكن تلوثت روح يسوع بآثامنا، أخذ العقوبة حتى ننعم نحن بالسلام، وبجراحه شُفينا.
إنها ليست جراحاً جسدية، لكنها العدالة التي تتعامل مع بديلنا في عالم الروح.
نجد هذه الأعداد في الترجمة الإنجليزية المنقحة: “ومع ذلك فقد سُر الله أن يسحقه بالحزن. وحين يقدم نفسه ذبيحة إثم فإنه يرى نسله وتطول أيامه، وتفلح مسرة الرب على يده. ويرى ثمار تعب نفسه ويشبع، وعبدي البار يبرر بمعرفته كثيرين ويحمل آثامهم. لذلك أهبه نصيبًا بين العظماء، فيقسم غنيمة مع الأقوياء، لأنه سكب للموت نفسه، وأُحصي مع أثمة. وهو حمل خطية كثيرين، وتشفع من أجل المذنبين”.
ترجمة أخرى للآية العاشرة: “فقد سُر الله أن يسحقه بالحزن ويجعله مريضاً. كان مليئًا بالحزن والمرض”.
ترجمة أخرى: “كان مُغطى بالمرض وكأنه وباء”.
“وضع عليه ثقل المرض”.
“وضع عليه الضعف”.
لا مفر من هذه الحقيقة أن المرض والخطية واحد، فلديهما أصل مشترك واحد، ولديهما طريقتان مختلفتان للتعبير عن أنفسهما، واحدة في الجسم المادي، والأخرى في الجسم الروحي.
تعلن (رومية ٨: ٣) أن “الله قد أدان الخطية في الجسد”. لا شك في ذلك أنه يعني الخطية والأمراض، لأن لهما أصل مشترك في الشيطان وهما تحت إدانة من الله.
ولكني أعتقد أن العبارة الأكثر رعباً في هذا الفصل هي “وحين يقدم نفسه ذبيحة للخطية”، أو “جعل حياته ذبيحة خطية”.
لكن لاحظ هذه الترجمة: “على الرغم من أن روحه تأخذ على نفسها الذنب…”
الآية الحادية عشرة لها ترجمات لافتة للنظر، فبعد أن برره بالروح، صار مولوداً من الله”.
(١تي ٣: ١٦) “تبرر في الروح.”
هو أول مولود من الموت الروحي، أول شخص ولد ثانيةً.
الآن قلوبنا يمكن أن تدرك في هذه الحقيقة. “من تعب وأوجاع نفسه يرى النور في ملئه، وعبدي بمعرفته يجلب لي البر، وآثامهم هو يحملها” (إشعياء ٥٣: ١١). هذه الترجمة مذهلة.
قراءة أخرى: “من تعب نفسه يُشبع جوعه وعطشه”.
من هذه الترجمات، يمكنك التقاط لمحة عن ذبيحة المبادلة لسيدنا العظيم.
أصبحت روحه بالتأكيد مُشربة بالطبيعة الخاطئة للعالم. غرق إلى أعماق الهاوية، بحسب المزمور الثامن والثمانين.
لا يستطيع العقل البشري إدراكها، لا توجد لغة يمكن أن تصفها، ولا شيء لدينا يمكننا من خلاله مقارنتها
“الذي لم يعرف خطية، جعله الله خطية”
في ظل الناموس كانت ذبيحة الخطية تُحسب باعتبارها خطية الشعب، أما المسيح لم يُحسب خطية ولكنه جُعل خطية.
وهكذا كان البر يُحسب للشعب بسبب ذبيحة الخطية، أما نحن فأخذنا البر في أرواحنا، وهذا البر يُمكّننا من الوقوف في حضرة الآب كما لو أن الخطية لم تحدث أبداً.
هناك ترجمة أو ثلاث ترجمات فقط ملفتة للنظر للمزمور الثامن والثمانين.
“فإن نفسي امتلأت من المصائب، شبعت من الشرور”
“وصلت روحي إلى الهاوية، مملكة الموت. لقد أصبحت رجلاً بلا إله”.
الآية السادسة: “وَضَعْتَنِي فِي الْجُبِّ الأَسْفَلِ، فِي ظُلُمَاتٍ، فِي أَعْمَاق”.
الآية السابعة: “عَلَيَّ اسْتَقَرَّ غَضَبُكَ بالكامل”
“سكبت عليّ كل موجاتك”
“جعلت كل أمواجك تضربني”
“لقد تركت كل قواطعك عليّ”.
الآية التاسعة: “كللت وفنيتُ”.
في الآية الخامسة عشرة، نسمع عبارة مؤلمة: “أنا مُشتت، أذللتني. اجتاحتني تيارات غضبك الشديد وأفنتني أهوالك”
هذا يعطينا صورة لشيء يتجاوز المنطق البشري؛ أن مخلصنا الكريم قد تألم نيابةً عنا، حتى يجعلنا أبرارًا.
كما تفهم أن البر يعني القدرة على الوقوف في حضرة الآب دون الشعور بالذنب، أو الإدانة أو الدونية.
نقف هناك كأبناء في حضور أبي المحبة، لقد أعيد خلقنا من قلبه. نحن من نفس مادته.
أتعلم، سيكون يومًا عظيمًا عندما يدرك الكثير من المؤمنين من هم حقًا في المسيح. “إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة.”
إنهم نوع جديد من الناس؛ نوع لم يعرفه العالم أبدًا حتى يوم الخمسين. إنه مثل المسيح، واحدٌ معه، بحيث يمكن للمسيح أن يقول: “أنا الكرمة، وأنتم الأغصان”.
أصبحنا شركاء طبيعته، وليس ذلك فحسب، بل تكّرم أن يأتي ويجعل بيته في أجسادنا.
لا أستطيع إدراك هذا بالمعرفة الحسية، ببساطة أعرف أن ذلك حقيقة، وروحي تشهد مع الكلمة بأنها صحيحة.
إنه في داخلي الآن. ذلك الروح العظيم والقدير الذي أقام يسوع من بين الأموات بداخلي، أنا أقر بهذا.
إنه ينير الكلمة لي، ويجعل قلبي يدرك عجائب نعمة الآب المُعلن عنها في يسوع.
ألا يمكنك أن ترى الحاجة الماسة لدراستنا لمعرفة من نحن حقاً في المسيح؟ وما أحدثه الروح فينا من خلال الكلمة؛ أنه جعلنا مقبولين لديه، فنسمعه وهو يهمس لنا: “أنتم في المحبوب”.
هذا يعني أنك قريب من قلب الآب كما يسوع.
صلاة يسوع العظيمة في (يوحنا ١٧) تضج بهذا الطلب: “أبي، ليعرفوا أنك تحبهم، كما تحبني”.
(١تي٣: ١٦) بعد أن “برره الله في الروح”، ثم جعله “حياً في الروح”.
(1بطرس ٣: ١٨) “فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ”.
هذه حقيقة ملحوظة، أن يسوع وُلد ثانيةً قبل قيامته من بين الأموات.
(أعمال ١٣: ٢٩ـ ٣٤): “وَلَمَّا تَمَّمُوا كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ، أَنْزَلُوهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَوَضَعُوهُ فِي قَبْرٍ. وَلكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. وَظَهَرَ أَيَّامًا كَثِيرَةً لِلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، الَّذِينَ هُمْ شُهُودُهُ عِنْدَ الشَّعْبِ. وَنَحْنُ نُبَشِّرُكُمْ بِالْمَوْعِدِ الَّذِي صَارَ لآبَائِنَا، إِنَّ اللهَ قَدْ أَكْمَلَ هذَا لَنَا نَحْنُ أَوْلاَدَهُمْ، إِذْ أَقَامَ يَسُوعَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَيْضًا فِي الْمَزْمُورِ الثَّانِي: أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. إِنَّهُ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، غَيْرَ عَتِيدٍ أَنْ يَعُودَ أَيْضًا إِلَى فَسَادٍ، فَهكَذَا قَالَ: إِنِّي سَأُعْطِيكُمْ مَرَاحِمَ دَاوُدَ الصَّادِقَةَ”
واحدةً من أكثر الحوادث إثارة وروعة فيما يتعلق بذبيحة المسيح البدلية هي ما حدث في الهاوية.
يعطينا (كولوسي ٢: ١٥) وصفاً لمعركة وقعت في الهاوية قبل قيامة يسوع من بين الأموات.
في إنجيل لوقا، يخبرنا أنه دخل بيت الرجل القوي وقيده. بعدما تبرر وأُحيي يسوع في الروح صائراً سيداً على الشيطان. و بعدما “جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ.. (كولوسي ٢: ١٥).
تأتي هذه الآية نابضة أكثر في الحاشية: “فبعد أن طرح الرياسات والسلاطين من عليه (يبدو وكأن كل قوات الجحيم تكالبت فوقه، فكان يعاني أوجاعًا لا تصفها الكلمات، وفجأةً تبرر وأُعيد للحياة).
“رمى قوات الظلمة”.
(عبرانيين ٢: ١٤):” لقد أفشل ولاشى جيوش الظلام” أو “هزمهم، وشلّ قدرة الموت الذي كانوا يستعملونها”، وعندما ظهر ليوحنا قال: “وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ”.
لقد غلب الشيطان، جرده من سلطانه.
إن المفاتيح تعبر عن السلطان.
كان يسوع سيداً على كل الجحيم. لم يهزم الشيطان لأنه محتاجٌ لذلك، بل من أجلنا.
كان الأمر كما لو أنك شخصياً قابلت الشيطان وهزمته وجردته من سلطته وسُدت فوقه.
الآن يمكنك أن تفهم لماذا أعطانا يسوع توكيل استخدام اسمه. قال: “يخرجون الشياطين باسمي ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون”.
تذكر (متى ٢٨: ١٨-١٩): “دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ” (تلميذ تعني طالب).
واليوم هؤلاء التلاميذ لديهم نفس السلطان الذي أظهره في الهاوية، من خلال هذا الاسم العظيم.
آه، لو تستطيع فقط إدراك هذه الحقيقة، أنك في الواقع تمتلك الحق الشرعي في السلطان والقوة المستثمرة في اسم يسوع، ويمكنك استخدام اسمه.
لديك توكيل لاستخدام اسم يسوع. أنت سيد مطلق على كل القوى الشيطانية.
الآن نحن على استعداد لفهم (رومية ٤: ٢٥)؛ “الذي أُسلم من أجل خطايانا، وأُقيم من أجل تبريرنا”.
إذا وقفت بجوار الصليب مع بطرس ويوحنا والآخرين، ما كنت لترى أي شيء أكثر مما رأوه. لا أحد منهم عرف أن الله كان يتعامل مع روح المسيح، وأنه “مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً” بكل أمراض الإنسان وكل ذنوبه.
القراءات الهامشية في سفر إشعياء بخصوص الصليب سُتلقي الكثير من الضوء على هذه المشكلة. (إشعياء ٥٢: ١٣-١٥)
الأعداد ١٤-١٥: “كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَدًا أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ، وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ”.
وفي ترجمة أخرى: “كما اندهش الكثيرون منه، وبسببه ارتعد الأمراء”
ويترجم آخر: “كان وجهه مختلفًا تمامًا عن الإنسان، ومنظره مختلفاً عن مناظر الرجال”.
وآخر: “كان منظره مشوه جداً عن أن يكون إنساناً، وهيئته ليست كإنسان”.
لا يمكن للمرء أن يفهم كيف تشوهت روح يسوع بالذنوب وأمراض الإنسان، حتى أنه لم يعد يشبه الإنسان.
إشعياء ٥٣: ٣ له بعض الترجمات اللافتة للنظر؛ “رجل آلام، وأوجاع، وحزن، ومُختبر الأسى، على دراية بالعلل (حرفياً؛ المرض)”.
الآية الرابعة ملفتة أيضا؛ “أمراضنا حملها، وأوجاعنا تحملها، احتمل الثقل بينما كنا نظن أنه مُصاباً، مضروباً من الله ومذلولاً”.
ترجمة أخرى لهذه الآية نفسها:” بالتأكيد حمل أمراضنا، وتحمل عبء آلامنا. لكننا حسبناه مُبتلىً، مضروباً من الله ومذلولاً”.
أريدك أن تلاحظ هذه القراءة المختلفة من الآيات العاشرة إلى الثانية عشرة.
(إشعياء ٥٣: ١١): “من تعب نفسه سيرى، وبمعرفته سيشبع. وعبدي، البار، يربح البر للكثيرين، ويحمل ذنبهم على عاتقه”.
“من تعب نفسه يرى النور في ملئه (حرفياً؛ سيرى النور، وسيشبع)؛ بمعرفته يجلب عبدي التبرير لكثيرين، وآثامهم هو يحمل ثقلها”.
هذه الترجمة أكثر وضوحاً: “الذي أُسلم بسبب خطايانا وأُقيم بعدما صرنا في علاقة مستقيمة وموقف شرعي مع الله (تبررنا أمام الله)”.
من هنا نفهم أن للبر وجهان.
عندما قام المسيح من القبر، حُسب البر لكل شخص، مما يمنحهم حقًا قانونيًا في الحياة الأبدية، لكن هذا البر لا يصبح لهم حتى يقبلوا شخصياً يسوع المسيح كمخلصهم ويعترفوا به كربهم.
أولئك الذين يُعلمون بالخلاص الشامل لكل البشر فهموا فقط الجانب الشرعي للبر.
فلكل طفل في إسرائيل الحق القانوني في جميع مزايا العهد، لكنه لا يصبح لهم شخصياً حتى يتم ختانهم بشكل فردي، هكذا تصبح الحياة الأبدية لنا في اللحظة التي نأخذ يسوع المسيح كمخلص شخصي ونعترف به كرب حياتنا.
_______
نشرت بإذن من مؤسسة كينيون لنشر الإنجيل Kenyon’s Gospel Publishing Society وموقعها www.kenyons.org.
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية بإذن من خدمة كينيون.
Taken by permission from Kenyon Gospel Publishing Society, site: www.kenyons.org. All rights reserved to Life Changing Truth.
لمزيد من العرض الموسع لهذا، اقرأ الفصل الخاص بـعنوان “كيف يمكن أن يكون الله عادلاً” في كتابي “الآب وعائلته”.
هل هذا الفصل موجود على الموقع @lct-admin @akram
اهلاً
زكريا Khalil
لم تترجم الكتاب بعد
مبارك دائماً
مبارك اسمك يارب علي محبتك وقوتك الغير محدوده… اشكرك علي محبتك العظيمه التي لا مثيل لها هللويااا هللويااا 💪 🙏
هللوويا هللويا هللويا ما هذا الكلام العميق جداً ،واااااو مبارك وعظيم هو سيدنا وربنا ومخلصنا يسوع ،مجداً للرب وحمداً