هناك قانون روحي قليلون جدا يدركونه وهو أن اعترافاتنا تحكمنا.
عندما نستعمل كلمة اعتراف، بديهيا يفكر الناس في الاعتراف بالخطية إذ يقول الكتاب المقدس :
“إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل أثم” (1 يوحنا9:1). ولكن هذا هو الجانب السلبي من الاعتراف.إن الكتاب المقدس يقول الكثير عن الجانب الإيجابي الذي هو – اعتراف إيماننا.
” لأن إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك إن الله أقامه من الأموات خلصت لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص” (رومية 9:10-10).
لا يشير هذا النص الكتابي إلى الاعتراف بالخطية بل يشير إلى الاعتراف بالرب يسوع. فبالقلب يؤمن الإنسان وبالفم يعترف أن يسوع هو الرب.
“إن علقت في كلام إن أخذت بكلام فيك” (أمثال 2:6).
إن ما نقوله هو اعترافنا. واعترافاتنا – أي الكلمات التي نقولها – تحكمنا. هذا ما قاله الرب يسوع.
“لأني الحق أقول لكم إن من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه بل يؤمن أن ما يقوله يكون فمهما قال يكون له” (مرقس 23:11).
دعنا نتأمل في كلمات الرب يسوع بأكثر دقة: “…من قا ل…ولا يشك في قلبه، بل يؤمن أن ما يقوله يكون، فمهما قال يكون له”.
هل كان الرب يسوع يعلم ما يقوله؟ أم أن هذه الكلمات تفوه بها شخص حالم لا يدرك مسئولية كلامه؟ كلا، فليست هذه كلمات من يحلم! لأن الرب يسوع يعني تماما ما يقول. وماذا قال الرب أنه سيكون لك؟ قال: سيكون لك ما تقوله.
إن آمنت بأمر ما في قلبك – سلبا كان أم إيجابا – واعترفت بفمك بما آمنت بقلبك، فإنه لا محالة سيكون لك ما آمنت به.
والرب يسوع قد أكد ذلك. فيجب على الإنسان دائما أن يؤمن بالقلب ويعترف بالفم بكافة تدبيرات الله.
لاحظ أن هاتين الآيتين من كلمة الله تعطيان نفس المعنى بكلمات مختلفة: “…القلب يؤمن
به…والفم يعترف به…“(رومية10:10)
“…ولا يشك في قلبه بل يؤمن أن ما يقوله يكون فمهما قال يكون له” (مرقس 23:11).
“فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله فلتتمسك بالإقرار (أي الاعتراف)”(عبرانيين 14:4).
نفس الكلمة اليونانية المترجمة هنا بمعنى الإقرار ترجمت في إمكان أخرى بمعنى الاعتراف،
كالترجمة الإنجليزية (كينج جيمس) والترجمات الإنجليزية الحديثة الأخرى. قيل لنا كمسيحيين أن
“تتمسك بالإقرار (أي الاعتراف)”، فما هو يا ترى الاعتراف الذي ينبغي علينا أن نتمسك به
ونعززه؟ هو اعتراف إيماننا بكلمة الله.
الغالبية العظمى من المسيحيين – رغم إخلاصهم – فهم ضعفاء في هذا المجال وذلك لأنهم لم يتجرأوا أبدا على الاعتراف بما تقوله كلمة الله المقدسة عنهم. لم يتجرأوا أبدا على الاعتراف بحالتهم التى يقرها الكتاب (بمن هم فى المسيح.وما يمتلكونه فى المسيح)
في الواقع، نجد أن الكثيرين يتمسكون باعتراف خاطئ عوضا عن تمسكهم باعتراف صحيح.
فالاعتراف الخاطئ هو اعتراف الهزيمة والفشل وهيمنة الشيطان. فتجدهم يتحدثون باستمرار عن الأوقات العصيبة التي يواجهون فيها الشيطان – ضراوة المعركة ضده – كل ما يجوزون فيه من صعاب – وكيف أن الشيطان يمنعهم من النجاح ويبقيهم دائما في المرض والأسر.
وطالما استرسلوا في حديث كهذا فهذه الأمور عينها ستكون من نصيبهم، كما قال الرب يسوع.
يقول الكاتب كينث هيجن: أنا أعلم بأن الناس لن يفعلوا ذلك لو علموا حقا ما هم فاعلون، لأن هذا النوع من الاعتراف هو بالحقيقة اعتراف ضمني بأن الله، الأب السماوي، قد فشل في تدبيراته.
ولكن هل الله بفاشل! فالهزيمة ليست من الله. عندما تتكلم عن الهزيمة فإنك تتكلم عن أعمال الشيطان.
لم يقصد الله أن تنهزم الكنيسة. فقد قال: أبواب الجحيم لن تقوى عليها “متى 18:16).
الإيمان يتطلب الشهادة
الشهادة هي جزء من حياة الإيمان. فإذا كنت تريد نشر الإيمان القوى، تحدث باستمرار عن عمل الله معك. فبقدر ما تتحدث عن الإيمان بقدر ما يصبح حقيقة لك، والعكس بالعكس.
الإيمان كالمحبة، ينبع من القلب والروح. وهو كالمحبة، يحيا ويجد مسرته في الاعتراف المستمر.
ففي الحياة الطبيعية، بقدر ما يعترف الزوج والزوجة بمحبتهما لبعضهما بقدر ما تنمو تلك المحبة.
إذا تتبعت بتدقيق حياة الرب يسوع تجده منذ بداية خدمته الجهارية حتى صلبه كان يعترف دائما
بمن هو …
وبحقيقته…وبرسالته في الحياة.
فقد قال مثلا: “خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب” (يوحنا 28:16). كان هذا اعتراف رباعي شمل حياته منذ التجسد وحتى الصعود.
ومن أجرأ اعترافات المسيح هي الآية القائلة: “الذي رآني فقد رأى الآب” (يوحنا 9:14) يا له
يا له من اعتراف جرئ! “إن أردتم أن تروا الآب فانظروا إليّ”.
وأيضا في (يوحنا 45:12-46) قال:
“الذي يراني يرى الذي أرسلني أنا قد جئت نورا إلى العالم حتى : من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة”.
يقول الكتاب: دعني أكرر القول بأن يسوع كان دائما يعترف بمن هو …وبحقيقته…وبرسالته في الحياة.
“نعم”، ربما يقول أحدكم: “ولكن ذاك كان المسيح يسوع”.
أنا أعرف ذلك. والإنجيل يُعلم بأن المسيح ترك لنا مثلا لكي نتبع خطواته. فيجب عليك دائما أن تعترف بمن أنت. لا أن تعترف بمن أنت جسديا كأن تقول أنا ابن فلان.. وأعيش في شارع كذا…كلا! بل تعترف بمن أنت حسب ما تبينه كلمة الله. فهذا هو الاعتراف الذي قيل لنا أن نتمسك به.
“انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله…أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله…” (1 يوحنا 1:3-2).
“لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله…الروح نفسه أيضا يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فإن كنا أولاداً فإننا ورثة الله ووارثون مع المسيح” (رومية 14:8،16-17).
نحن أولاد الله! أبناء الله! ورثة الله – ووارثون مع المسيح! ونعترف بكل سرور بصلتنا بالله. فما هي صلة قرابتنا به؟
نحن مولودون من الله – أولاد الله – والله هو أبونا ونحن خاصته. ونتجرأ أن نأخذ مكانتنا كأولاد
وبنات الله ونعترف بأننا هكذا بالحقيقة.
اكتشف ما تقوله كلمة الله عنك
واجعل من ذلك اعترافك
يقول الكتاب: كثيرا ما سألني الناس عن طريقة دراسة الكتاب المقدس، وبالرغم أنه عندي الكثير من الاقتراحات لكن إليك الطريقة التي أفضلها على غيرها وأقدمها أينما ذهبت.
كمسيحي مؤمن إقرأ العهد الجديد وبالأخص الرسائل (الرسائل كتبت لك كمؤمن، كتبت للكنيسة)
وبينما تقرأ لاحظ هذه التعابير: “في المسيح”…“فيه”…“في الذي”…“بواسطته”…إلخ.
ستجد ما يقرب من 140 تعبير كهذه التعابير السابقة معظمها موجود في الرسائل، إلا أن بعضها لا تخبرك تماما عن شئ ما تمتلكه “في المسيح”. مثلا تجد أن تحية بولس في إحد رسائله جاءت “في اسم يسوع المسيح”. ففي هذه التحية تجد التعبير “في المسيح” ولكنه لا يخبرك عن شئ لك “في المسيح”.
وستجد أيضا أن بعض الآيات الأخرى تحمل نفس الرسالة ولكنها لا تستخدم هذه التعابير بالتحديد،
كتعبير “في المسيح”…وإلخ، ومع ذلك فهي تعرفك بمن أنت، وما هي حقيقتك، وما تمتلكه، لأنك “في المسيح”. (راجع صفحة 23).
إن اعترافات الإيمان تخلق حقائق. فمن جهة الله كل شئ هو لك “في المسيح”، وما أنت عليه “في المسيح” فهو كذلك، قد أنجزه الله بالفعل. فكل ما قاله الإنجيل هو لنا شرعا. فالإنجيل هو وثيقة شرعية مختومة بدم المسيح، إلا أن إيمانك واعترافك بها يجعلانها حقيقة واقعية لك. يريدنا الله أن نتمتع ونعرف حقيقة ما وفره لنا في المسيح، ويخبرنا الإنجيل كيف نعمل ذلك.
على سبيل المثال، نرى أن الله قد هيأ لنا الولادة الجديدة، ومن الإنجيل نعلم كيف يصير هذا الخلاص المهيأ حقيقة واقعية لنا.
فمع أننا نقول أحيانا: “قد تم خلاص فلان الليلة الماضية”، لكننا نعلم أنه من وجهة نظر الله لم يحصل خلاص هذا الشخص الليلة الماضية فقط، لأن الله قد خلصه منذ أقام الرب يسوع من الأموات. إن هذا الشخص قبل خلاصه الليلة الماضية، وأصبح الفداء الذي هيأه الله منذ ما يقارب الألفي سنة حقيقة له.
“وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبديا” (عبرانيين 12:9).
لن يضطر المسيح لأن يفعل ذلك مرة أخرى، لأنه أتم المهمة. إن التدبير الإلهي قد تم بالفعل. وتخبرنا الآية التالية كيف نحصل على حقيقة الخلاص في حياتنا الشخصية.
“لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص” (رومية 10:10).
فالإنسان دائما بقلبه يؤمن وبفمه يعترف. عندما تؤمن بأمر ما في قلبك وتعترف به بفمك يصبح ذلك الأمر حقيقة بالنسبة لك.
لأن اعترافات الإيمان تخلق الحقائق.
عندما تقرأ بعض هذه التعابير “في المسيح”…“فيه”…“به”…الخ. الموجودة في الآيات الكتابية قد لا تبدو حقيقية لك. وقد لا يبدو أنك امتلكت “فيه” حقا ما تنص عليه هذه الآيات. ولكن إن بدأت بالاعتراف بفمك لأنك تؤمن بكلمة الله في قلبك فتقول مثلا: “هذا لي… هذا ما أنا عليه…هذا ما أملك….الخ” عندئذ تصبح هذه الآيات الكتابية حقيقة واقعية لك. إنما فعلا حقيقية في محيط الروح ولكننا نريدها حقيقية في هذا المحيط المادي الذي نعيش فيه بالجسد. فإذ تجد هذه الآيات تذكر بأن:
1. تضع خطا تحت كل آية
2. اكتبها على ورقة
3. تأمل فيها
4. اعترف بها
5. ابدأ بترديدها بفمك
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.
لانه كما شعر فى نفسه هكذا هو
لانه كما شعر فى نفسه هكذا هو (ام 7:23 )
شكرا لملحوظتك فهي فعلا في
شكرا لملحوظتك فهي فعلا في ترجمة الفان دايك موجودة كما شعر ولكن هي في الأصل والأدق أي في اللغة العبرية كما فكر في نفسه.
الرب يباركك