قال لي يسوع إثناء الزيارة الإلهية عام 1987, “حتى عندما يحصل المؤمنون على خطتي, فإن دوافعهم وأغراضهم في كثير من الأحيان تكون خاطئة. فبعدما يكتشفون خطتي وأتكلم إليهم وأخبرهم بها, إلا أنهم يحاولون أن ينفذوا ما أخبرتهم به بدوافع خاطئة. وأنا لا استطيع أن أباركهم لأن دوافع ومساعي الإنسان لابد أن تتوافق مع دوافعي ومقاصدي لكي يتمتع بملء البركة”.
يمكنك أن تكتشف الخطة الصحيحة التي أعدها الرب لخدمتك أو لحياتك, لكنك تنفذها بدوافع خاطئة. حتى الاجتماعات المختلفة التي نعقدها في الكنيسة، يمكننا أن نخفق في تتميم قصد الله لهذه الاجتماعات ونُحرم من التمتع بملء ما أعده لنا.
هذا ما قاله لي يسوع عندما أُخذت معه في الروح. فقد اخبرني أنه لديه خطة وقصد من كل اجتماع. قال لي، “عندما تأتي لاجتماعات الكنسية وللخدمات المختلفة, تجد أن البشر يضعون خططهم ثم يسألونني لكي أباركها. أنني افعل ما هو باستطاعتي, لكن لا يمكنني أن أضع ختم موافقتي وبركتي على ما يفعلون.. لأنهم يسعون في تنفيذ خططهم الخاصة”.
ثم تكلم إلي عن الأنواع المختلفة للاجتماعات وأخبرني أنه توجد اجتماعات للمؤمنين واجتماعات للتبشير والكرازة واجتماعات للشفاء واجتماعات تعليمية واجتماعات للصلاة واجتماعات للتسبيح والعبادة.
ثم قال لي، “إن فقدت الهدف أو الغرض من الاجتماع، فأنك بذلك تخلط جميع أنواع الاجتماعات في اجتماع واحد. فلا يمكنك أن تحقق أبداً الغرض الأساسي لكل اجتماع”.
أحيانا كثيرة عندما نعقد مؤتمرات يكون لدينا فرصة لندمج أنواع عديدة من الخدمات في اجتماع واحد لضيق الوقت. فلكي يحصل الشعب على اجتماع روحي متوازن نحتاج أن نقيم أنواع مختلفة من الاجتماعات. لكن إن خلطنا جميع أنواع الاجتماعات في اجتماع واحد فلن ينجح منهم أحد. وعندئذٍ يُعاق الروح القدس عن فعل ما يريد لأن البشر يعملون وفقاً لخططهم وأغراضهم وليس خطط ومقاصد الله. مع إنه في بعض الأحيان يكون هناك إستعلان لقوة الروح القدس إلا إنها لا تكون في ملء ما أعده الله لنا.
لكن إن استطعنا أن نكتشف قصد الله لكل اجتماع وابتدأنا نحرص على تنفيذه فسوف ننجح في كل اجتماع نعقده. والآن سوف أشارككم ببعض الأمور التي قالها لي الرب في تلك الزيارة الإلهية.
اجتماع المؤمنين
لا نرى مثل هذا النوع من الاجتماعات كثيراً في كنائسنا اليوم. كان المؤمنون الأوائل يذهبون إلى الكنيسة لأنه كان لديهم شيئاً يشاركون به. أما اليوم، فإن المؤمنين يذهبون إلى الكنيسة ليحصلون على شيء. في الحقيقة، ينبغي أن كل مؤمن يكون لديه شيء ليقدمه وهو ذاهب إلى الكنيسة.
نرى اجتماع المؤمنين واضحاً في الأعداد التالية:
1 كورنثوس 14: 26-29
26 فَمَا الْعَمَلُ إِذَنْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ؟ كُلَّمَا تَجْتَمِعُونَ مَعاً، سَيَكُونُ لِكُلٍّ مِنْكُمْ مَزْمُورٌ، أَوْ تَعْلِيمٌ، أَوْ كَلاَمٌ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ، أَوْ إِعْلاَنٌ، أَوْ تَرْجَمَةٌ. فَلْيَتِمْ كُلُّ شَيْءٍ بِهَدَفِ الْبُنْيَانِ
27 فَإِذَا صَارَ تَكَلُّمٌ بِلُغَةٍ، فَلْيَتَكَلَّمِ اثْنَانِ، أَوْ ثَلاَثَةٌ عَلَى الأَكْثَرِ، كُلٌّ فِي دَوْرِهِ
28 وَلْيُتَرْجِمْ أَحَدُكُمْ. فَإِنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَكُمْ مُتَرْجِمٌ، فَعَلَى الْمُتَكَلِّمِ أَلاَّ يَقُولَ شَيْئاً أَمَامَ الْجَمَاعَةِ، بَلْ أَنْ يَتَحَدَّثَ سِرّاً مَعَ نَفْسِهِ وَمَعَ اللهِ
29 وَلْيَتَكَلَّمْ أَيْضاً اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْمُتَنَبِّئِينَ وَلْيَحْكُمِ الآخَرُونَ
لا يتكلم هذا الشاهد عن اجتماع وحسب, لكنه يقصد اجتماع للمؤمنين لأنه يقول “أَيُّهَا الإِخْوَةُ.. كُلَّمَا تَجْتَمِعُونَ مَعاً” (ع 26). كذلك يتضح هذا النوع من الاجتماعات في الأعداد التالية:
1 كورنثوس 14: 23-25
23 فَإِنِ اجْتَمَعَتِ الْكَنِيسَةُ كُلُّهَا مَعاً، وَأَخَذَ الْجَمِيعُ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ مَجْهُولَةٍ، ثُمَّ دَخَلَ بَعْضُ قَلِيلِي الْخِبْرَةِ أَوْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، أَفَلاَ يَقُولُونَ إِنَّكُمْ مَجَانِينَ
24 وَلكِنْ، إِنْ كَانَ الْجَمِيعُ يَتَنَبَّأُونَ، ثُمَّ دَخَلَ وَاحِدٌ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ قَلِيلِي الْخِبْرَةِ، فَإِنَّهُ يَقْتَنِعُ مِنَ الْجَمِيعِ، وَيُحْكَمُ عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ الْجَمِيعِ
25وَإِذْ تَنْكَشِفُ خَبَايَا قَلْبِهِ، يَخِرُّ عَلَى وَجْهِهِ سَاجِداً لِلهِ، مُعْتَرِفاً بِأَنَّ اللهَ فِيكُمْ حَقّاً.
يتكلم المقطع السابق عن الوقت الذي يجتمع فيه المؤمنون معاً. فهذا الاجتماع ربما يحضره خطاة أو لا. وعندما يحدث على نحو صحيح يكون حضور الله شديداً لدرجة أن غير المؤمنين يسقطون على وجوههم معترفين بخطاياهم.
لقد رأيت صورة واضحة لهذا النوع من الاجتماعات بين عامي 1939 , 1940 عندما كنت أرعى كنيسة بمدينة فارم سفيل بولاية تكساس.
يمكنني أن أخبر أنه طوال هذين العامين لم أكرز أكثر من ستة مرات في اجتماع صباح يوم الأحد الذي كان اجتماعاً للمؤمنين. كان يقتصر الحضور في ذلك الاجتماع على شعب الكنيسة وحسب. كنت عادة اجلس على المنبر وأقول للحضور، “إنني اسلَّم هذا الاجتماع الآن للروح القدس. فكل ما يعطكم إياه روح الله، قفوا وأخبروا به..”. بالطبع كان لا يزال الاجتماع تحت سيطرتي. فإن ابتدأ ينحرف عن مساره الصحيح، كنت أتحكم على ما يجري وأعيده مرة أخرى إلى مساره الصحيح. يقول عدد 26 من ذات الإصحاح, “ُكلَّمَا تَجْتَمِعُونَ مَعاً، سَيَكُونُ لِكُلٍّ مِنْكُمْ”. كم مَن المؤمنين الذين ينبغي أن يكون لديهم شيئاً من الروح القدس؟ جميعهم: “كُلٍّ مِنْكُمْ”.
كنت أخبر الحضور، “مهما يعطيكم روح الله فلتخبروا به. إن أعطاكم تسبحه، فقفوا وتكلموا بها. إن أعطاكم رسالة بألسنة، فتكلموها بها. وإن أعطى لآخر ترجمة تلك الرسالة فليقف ويعطيها. إن كان لديكم نبوة فلتنبئوا.. مهما يعطيكم إياه روح الله فلتخبروا به”.
في بعض الأحيان كان يقف شخص ويقدم اختبار أو شهادة وكانت تبارك الجميع. وأحيان أخرى كان الروح القدس يحَّل على أحد فيبدأ بالرقص. وبدون أي موسيقى أو ترنيم كان يقف البعض ويرقصون. ما أتكلم عنه هو رقص بالروح. هناك فرق عندما يحل الروح القدس على أحد فيبدأ يرقص بالروح وبين اصطناع شيء بالجسد. لكي نميز الفرق بين الاثنين نبحث إن هذا التصرف يبارك الحضور وينعش الاجتماع أم يطفئ الاجتماع؟ عندما كان يرقص أحدهم بالروح كان الجميع يتباركون.
أحياناً تكون المسحة ثقيلة حتى أن في لحظة يقفز جميع الحاضرين ويبدؤون بالرقص بطريقة منُظمة وكأن شخص ما يقودهم. لم يكن لدينا موسيقى وقتها, إنما كان كل ما لدينا هو بيانو. لكن الجميع كانوا يرقصون وكأن هناك مايسترو غير مرئي يقودهم.
كنتُ أجلس على المنبر وأنظر كيف يتحرك الروح القدس وسطنا. كنت أشاهدهم وهم يتوقفون جميعاً عن الرقص واحداً فواحداً ثم يشغلون أماكنهم وكأن شخص غير مرئي يقودهم.
وفي أحيان أخرى كان يقف شخص ويعطى رسالة بألسنة. كنت أنال الترجمة لهذه الرسائل في معظم الأوقات, لكني كنتُ أشجع الآخرين ليقدموا الترجمة. كان الله يتحرك بطرق غير معتادة في اجتماعات المؤمنين هذه. لكن كان يحدث هذا لأننا حرصنا على تقديم عبادة حقيقية في اجتماعاتنا. كنا نواظب على العبادة في الروح وأن نقدم الوقار والاحترام لحضور الله وسطنا دون أي انخراط في الجسد. لم نكن نصطنع أي شيء من مظاهر الروح القدس، لكننا كنا نعطي له المجال ليظهر نفسه ويستعلن في وسطنا. وهناك فرق كبير بين الاثنين.
لم تكن أي من اجتماعاتنا يشبه الآخر, بل كان كل واحد مختلفاً. في بعض الاجتماعات، كان الروح القدس يحَّل في المكان وكان يملأ القاعة بحضوره المقدس حتى إنه لا يقدر أحد أن يتحرك من مكانه أو يقول كلمة. كنت تخشى أن تتحرك أو تتكلم بسبب هيبة مقدسة كانت تملأ المكان. لم يكن لدينا جليسات أطفال في ذلك الوقت, فكانت كل أم تصطحب أولادها الرضع والأطفال معها. مع ذلك, فعندما كنا نجلس في صمت مقدس لساعة ونصف لم يكن رضيع يصرخ أو حتى طفل يتحرك. كان حضور الله يملأ هيكله. يا إلهي.. كنت الواحد منا يحمل هذا الحضور معه لشهور عديدة.
في ذات مرة, دخل أحد الأشخاص الخطاة إلى الاجتماع. استطيع أن أتذكر هذا الحدث جيداً؛ قد كنا جالسين في صمت في حضور الله. كنتُ جالساً على المنبر ورأيت باب القاعة الخلفي ينفتح ويدخل منه شخص.
كان هذا الرجل يحضر زوجته إلى الكنيسة في صباح كل يوم أحد ثم يتركها ويذهب للمدينة ليلعب قمار. ثم كان يرجع نحو الظهر حيث نكون قد انتهينا من الاجتماع ليأخذ زوجته مرة أخرى.
اخبرنا هذا الرجل لاحقاً بما حدث في ذلك اليوم: عندما عاد نحو منتصف النهار ليأخذ زوجته من الاجتماع توقف عند مدخل الكنيسة وفتح زجاج السيارة لكنه لم يسمع أي صوت. فنزل من السيارة واقترب من النوافذ لعله يسمع شيء. ثم وضع أذنه على أحد النوافذ لكنه لم يسمع أي صوت. (لم يكن لدينا زجاج معتم في ذلك الوقت, فكنا ندهن الزجاج من الداخل).
قال، “ظننت وقتها أن الاختطاف قد حدث وأخذ الجميع, لأن جميع السيارات بالخارج لكن لا يوجد أحد في الداخل. فرجع إلى السيارة وانتظر فيها حوالي ساعة. حتى جاءت الواحدة ظهراً لكنه لم يسمع أي شيء.
كنا جميعاً جالسين في حضور الله لا نجرؤ حتى على الحركة. كنا محاطين برهبة مقدسة وخشوع. فقرر أن يدخل ليرى هل حدث الاختطاف أم لا. كان يتردد على الكنيسة وهو شاب وكان يعرف أنه يوجد اختطاف.
كنتُ جالساً وقتها على المنبر، فكان بإمكاني أن أراه وهو يدخل من الباب الخلفي للكنيسة. كان الحضور يمتلأ منتصف الكنيسة وكان أغلب الحاضرين يجلسون في الصفوف الأمامية, لذلك كانت المقاعد الخلفية فارغة. فجلس هذا الشخص على مقعد خلفي قرب الباب.
منذ بدء الاجتماع لم يتكلم أحد بكلمة ولم يتحرك طفل ولم يصرخ رضيع. ظللنا هكذا لمدة ساعتين من الحادية عشر حتى الواحدة ظهراً. ونحو الواحدة وخمسة عشر دقيقة كنتُ أراقب هذا الرجل وهو يتلفت حوله دائماً. وفجأة ابتدأ يرتجف بشدة وهو يسلك ممر الكنيسة مثل رجل مترنح وهو يرتعش طوال الوقت حتى سقط عند المنبر يصرخ للرب.
لم يتحرك أحد ليصلي معه عند المنبر. كنا جميعاً جالسين عند المنبر نتأمل ما فعله الرب في ذلك الرجل. لم يتكرر هذا المشهد مرة واحدة وحسب بل مراراً عديدة. تقريباً, كان معظم الخطاة الذين يحضرون اجتماع المؤمنين في صباح الأحد كان يحدث معهم ذات الشيء. كانوا يرتجفون من حضور الله. ودون أن يقول لهم أحد كلمة كانوا يسرعون إلى المنبر ويقبلون يسوع مخلصاً لهم.
لا نرى مثل ذلك يتكرر في كنائس كثيرة اليوم. لكن الرب يشتاق أن يعلن في وسطنا قوة الله ومواهب الروح القدس, ليس من حين لآخر وحسب, بل بصورة مستمرة ودائمة.
لقد تحدث الرب معي في تلك الزيارة الإلهية عن الأنواع المختلفة للاجتماعات وعن شوقه ليعلن عن قوته في اجتماعات المؤمنين على وجه الخصوص. فهذا النوع من الاجتماعات ينبغي أن يقتصر على المؤمنين وحدهم, وليس لجميع الناس. لأنه توجد بعض الأمور التي تحدث عندما يجتمع المؤمنون معاً (كالرقص بالروح والتكلم بألسنة) والتي لا ينبغي أن يراها الحضور العام.
نحتاج أن نحرص على إستعلان قوة الله في هذا النوع من الاجتماع, حتى إن حدث ودخل خاطئ فإنه يسقط على وجه معترفاً بيسوع رباً –كما تقول رسالة كورنثوس الأولى 14.
اجتماع التبشير
كان اجتماع يوم الأحد صباحاً اجتماع للمؤمنين. لا يحضره سوى الذين تمتعوا بهبة الخلاص. أما اجتماع يوم الأحد مساء فكان اجتماعاً تبشيرياً؛ كان جميع الناس يحضرون هذا الاجتماع وكان المبنى يمتلئ. بل في بعض الأحيان كانوا يقفون في الخارج.
كان عدد الخطاة الذين يحضرون هذا الاجتماع أكثر من المؤمنين. لذلك كنت أخبر شعب الكنيسة في اجتماع الصباح قائلاً، “سوف نأتي الليلة واهتمامنا الأكبر هو الخطاة الذين سوف يحضرون. لن نأتي لنعبد الرب أو لنتبارك، لأننا قد تباركنا في هذا الصباح. فهذا ليس اجتماع لنا نحن المؤمنين، بل لأجل الخطاة. لذلك لا ينبغي أن تحدث بعض الأمور كالتي حدثت في اجتماع الصباح؛ لن نقفز أو نصيح أو نرقص بل سوف نأتي لاجتماع تبشيري غرضنا الأساسي هو مساعدة الخطاة”.
كنت أكرز في اجتماعات يوم الأحد مساءً وكان الناس يخلصون ويمتلئون بالروح القدس ويُشفون. كان ذلك هو الشيء المعتاد, لذلك كانت لدينا نهضة مستمرة. كان الناس يقولون لنا، “بمجرد أن نخطو إلى داخل الاجتماع كنا نشعر بحضور الله”.
هكذا يتضح, لقد شحنا جو الاجتماع في صباح يوم الأحد بحضور الله.
اجتماع الصلاة
نحتاج بشدة إلى اجتماعات للصلاة في كنائسنا اليوم. فمعظم ما يدعونه المؤمنون “اجتماع للصلاة” لا يقدمون فيه سوى صلوات قليلة أو حتى لا يصلون على الإطلاق. لكن ماذا يعنى “باجتماع للصلاة”؟ إنه يعنى أننا نجتمع لكي نصلى. فإن أعلنت عن اجتماع للصلاة فهذا يعنى أن الغرض من هذا الاجتماع هو “الصلاة”. أي, نخصص معظم الوقت للصلاة ولا نفعل شيء سوى أن نصلي.
أتت إليَّ سيدة في واحدة من إحدى المؤتمرات التي عقدناها في مدينة تولسا. كانت قد جاءت برفقة جماعة من مدينة مجاورة . قالت لي: “لقد كان كل كلامك يا أخ هيجن جديدًا بالنسبة لنا. ففي مدينتنا لدينا اجتماع صلاة أسبوعي، وإني أريد أن أسألك بشأنه. يعتقد البعض منهم إني مخطئة، لكنني لا أعتقد أن ما نفعله صحيحًا. في الواقع، لا أستطيع أن ادعوه اجتماع للصلاة – فكل ما يفعلونه هو أن يضعوا أيديهم على بعض ويتنبئون. فيقضون الوقت كله يتنبئون أحدهم على الآخر. وأنا لم أحصل على شيء أبدًا سوى نبوات سيئة.
تنبئوا أن والدتي ستموت في غضون ستة أشهر. وقد مضى ثمانية أشهر ولم تمت. تنبئوا أن زوجي سيتركني. على الرغم من أنه لم يخلُص بعد، إلا أنه رجل طيب وأنا أحبه. وهو زوج معطاء وليس لدينا أي مشاكل. هذان مثالان وحسب.. فعادة ما يتنبأون لي بأن أمور رديئة سوف تحدث –لكن لم يحدث أي شيء رديء إطلاقًا”.
قلت: “أنت ابنه لله ولن يحدث لك شيء رديء بالمرة”.
قالت: “هل يُعتبر هذا سوء استخدام لتلك الموهبة؟”
قلت: “نعم، هذا صحيح”.
نحتاج أن نميز هذه الأمور. فمن السهل جدًا على الأطفال روحيًا أن يضلوا ويُخدعوا ويحيدوا عن المسار الصحيح لهذا السبب. لهذا كتب بولس لكنيسة كورنثوس عن هذه الأمور. فإن اجتمع المؤمنون ليعقدوا اجتماعاً للصلاة فينبغي أن يصلوا حقاً. ربما نحتاج أحياناً أن نرنم قليلاً حتى نستطيع أن ننخرط في جو الاجتماع. فالتسبيح والعبادة لله يساعدان المؤمن لكي يهيئ نفسه ليصير في جو الصلاة. لكن إن كان كل ما نفعله في هذه الاجتماعات هو أن نرنم أو نسبح فقط, فقد أخفقنا في إتباع خطة الله وقصده لأجل اجتماع الصلاة. ولا نحتاج فقط أن نحافظ على الغرض من الاجتماع وهو الصلاة، بل ينبغي على كل واحد أن يكون لديه غرض واضح لما يريد أن يصلى لأجله.
بعدما تركت رعوية آخر كنيسة، خرجت إلى حقل الخدمة. كنتُ أعظ في كنائس الإنجيل الكامل. كان هناك عادة في تلك الكنائس أنه بعد انتهاء العظة كان جميع الحاضرين يتقدمون إلى المنبر لأجل الصلاة.
كنتُ اقصد عن عمد أن أتخلل صفوف الواقفين للصلاة وأربض على أكتافهم واسألهم، “ماذا تفعل هنا على المنبر؟”
فيجيب, “أصلى”.
فأقول له, “لأجل أي شيء تصلي؟”
فيجيب, “لا اعرف”.
إن لم يعرف المؤمنون ما الذي يصلَّون لأجله فكيف يمكنهم أن يعرفوا الاستجابة؟ حقاً, يوجد نوع من الصلاة حيث ننتظر أمام الله. لكن إن كان هذا ما يفعلونه كان بإمكانهم أن يقولوا، “نحن لا نصلى لأجل شيء محدد.إنما نتواصل مع الله الآب فحسب”.
وحيث أن هؤلاء لا يعرفون بالتحديد ما يفعلونه عند المنبر، فإن دوافعهم خاطئة وغير صحيحة. وعندما تكون دوافع الإنسان غير صحيحة فالله لا يستطيع أن يبارك بملء قدرته. فعندما لا نتوافق مع خطة الله لحياتنا فلن نتمتع ببركة الله ولا بختم موافقته. لذا نحتاج أن نكتشف خطة الله لأنها هي أفضل ما يمكن أن تناله.
فإن كان ضروري على كل مؤمن أن يعرف ما ينبغي أن يصلى لأجله، فإنه أمر شديد الأهمية أن يكون لدى جميع المؤمنين غرض محدد عندما يجتمعون في الكنيسة معاً لأجل الصلاة.
لقد رأيت نتائج مذهلة في خدمتي كراعٍ عندما كنا نتحد في الكنيسة بنفس واحدة لأجل الصلاة لهدف واحد. والآن سوف أشارك ببعض هذه الاختبارات.
كانت أخر كنيسة قمت برعايتها تنمو نمواً متزايداً. هذا هو الحال الذي ينبغي أن تكون عليه كل كنيسة. وقد حدث ذلك لأننا كنا نتبع خطة الله لنا باستمرار. فهذا هو النموذج الكتابي للنمو- سواء على مستوى الكنيسة بأكملها أو على المستوى الشخصي. فعلى كل كنيسة أن تكتشف خطة الله لكي تنمو بصورة متزايدة.
على سبيل المثال: عندما كنا نعقد نهضة, فإن الغرض من هذه الاجتماعات هو التبشير.. لنأتي بالضال لكي يخلص. وفي أوقات النهضات كنا نخصص في كنيستنا أيام معينة للصوم والصلاة. في الواقع, كنا نقلد ما يفعله الأخريين. وإن لم نكن حذرين لكنا على وشك الانجراف في عادة ربما تبدو صحيحة، إلا إنها كانت صورة من صور التدين التي لا تثمر بأي نتائج أو تفيد شيئاً.
وعندما رأيت أن ما نفعله هو تقليد لسلوك شائع، أخبرت الحضور قائلاً، “لا أريدكم أن تصلوا لأجل النهضة القادمة”. فعلت ذلك لكي ألفت انتباه الحضور حتى يستفيقوا من التقليد والتدين.
ثم أكملت، “نحن نستعد لنقيم نهضة تبشيرية؛ فهذا هو غرضنا الأساسي. لن نأتي لنعبد الرب أو لنقيم اجتماعاً للمؤمنين لكي نتبارك. سوف نأتي لأجل غرض واحد وهو: خلاص الخطاة”.
ثم أوصتهم قائلاً، “عندما تأتون في مساء الغد لاجتماع الصلاة، اكتبوا على قطعة ورق اسم الشخص الذين تريدون أن ينال الخلاص إثناء تلك النهضة. سواء كان زوج أو زوجة, ابن أو ابنة. وإن كان لديكم شخص مرتد قد ابتعد عن الشركة مع الله، فاكتبوا اسمه أيضاً على قطعة من الورق. اكتبوا على عنوان الورقة “مبتعد”, لأننا سوف نصلى لأولئك صلاة مختلفة”.
عندما اجتمعنا في اليوم التالي، بدأت أجمع قصاصات الورق المكتوب عليها أسماء أولئك الذين نريد الصلاة لأجلهم. ثم قلت للحضور, “في البداية, دعونا نصلى وفقاً لكلمة الله. فأول كل شيء إن مشيئة الرب هي أن يقبل جميع الخطاة الخلاص”.
ثم أكملت، “دعونا نتفق أن هؤلاء الأشخاص ينالون إعلان يسوع المسيح كمخلَّص شخصي إثناء النهضة القادمة. يقول الكتاب، “إِذَا اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ في أَيِّ أَمْرٍ، مَهْمَا كَانَ مَا يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” (متى18: 19).
صلينا لأجل كل اسم من تلك القائمة. صلينا لأجل البعض صلاة اتفاق وصلينا للبعض الآخر بالألسنة, كيفما قادنا الروح القدس. بعدما صلينا باتفاق وأعلنا استجابة صلواتنا قلتُ، “دعونا نشكر الرب لأنه استجاب صـلاتنـا. لـن نصـلى لأجـل هـذا الأمـر ثانيـة. إن بـدأت تفـكر فـي أمـر مَـن
تصلي لأجله وتقلق بشأنه فقط ارفع يديك وسبح الله لأجل الاستجابة”.
لأننا اتبعنا خطة الله, حصلنا على نتائج مائة بالمائة. كنا نعلم بالتحديد نوع الاجتماعات التي سوف نعقدها وكنا نقتنى أثرها وننفذها. جميع الأشخاص الذين صلينا لأجل خلاصهم – عدا اثنين – سلموا حياتهم ليسوع المسيح كمخلَّص شخصي لهم. ثم نال هذان الشخصان الخلاص قبل نهاية العام.
عندما تركت رعوية هذه الكنيسة قبل نهاية ذلك العام, لم يكن أحد هذين الشخصين قد نال الخلاص. ثم حدث في احتفال الكريسماس أني كنتُ أعظ في ولاية كاليفورنيا حيث كان هذا الرجل وزوجته يحضران الاجتماع. وفى نهاية الخدمة, تقدم للمنبر وأعلن يسوع المسيح مخلصاً شخصيا له.
هكذا يتضح, قبل نهاية العام قد حصلنا على نتائج مائة في المائة عندما سلكنا وفقاً لخطة الله. حتى ذلك الوقت, لم اسمع عن اجتماع صلاة يحصل على نتائج بهذه النسبة، لكن حدث ذلك معنا لأننا اتبعنا خطة الله. لكنه من المؤسف أنه ليس جميع الرعاة مستعدون ليدفعوا ثمن معرفة خطة الله لخدمتهم واكتشاف الطريقة الصحيحة التي يصلون بها لأجل كنائسهم.
كنتُ اعقد اجتماعاً عند أحد الرعاة عندما سألني، “أخ هيجن, هل يمكنك أن تخبرني كيف أجعل شعب كنيستي يصلي؟”
لم تواجهني أي مشاكل لأقود شعبي للصلاة. فقلت له, “صلٍ أنت أولاً وأجعل نفسك قدوة لهم”.
فقال، “آه…”. ثم تحول وغادر. كان مشغولاً جداً بفعل أمور كثيرة عن الصلاة. هذا يشبه الآباء اللذين يخبرون أولادهم, “لا تفعلوا هذا وذاك” في الوقت الذي يفعلون فيه هذه الأمور بعينيها أمامهم. سيفعل الأولاد ما يفعله أبائهم بالضبط وسوف يسلكون مثلما يسلك والديهم تماماً.
الصلاة بالطريقة الصحيح هي خطة الله لشعبه.
لكن البشر يبحثون عن خطط بشرية وبعض القوالب التقليدية والمخططات سريعة التطبيق. لكن الله ليس لديه أي خطط سريعة التطبيق. ربما يحدث الميلاد الجديد في الحال, لكن النمو الروحي ليس كذلك. فالنضوج يستغرق بعض الوقت. نحن نعيش في عصر “الوجبات السريعة” وكل ما عليك فعله هو أن تقف لبضعة دقائق لتحصل على وجبتك. لكن الله ليس لديه قوالب سريعة التطبيق..
أعزائي الرعاة: اكتشفوا خطة الله لكنائسكم. اركعوا على ركبكم وامكثوا هناك حتى تعرفوا قصده لحياتكم ولخدمتكم. إنكم مسئولون لتكونوا قدوة يُقتفي أثرها شعبكم. أنتم مسئولون لتقضوا وقتاً تعدون أنفسكم فيه حتى تصبحون أكثر حساسية لروح الله، فستطيعون أن تتبعوا تحركاته.
لكن ما يحدث مع بعض الرعاة هو أنه عندما يبدأ الله يتحرك في كنائسهم بطرق خارقة للطبيعي فإنهم يتراجعون ويرفضون كل ما هو فائق للطبيعي – بدلاً من السعي وراء خطة الله وقصده لكنائسهم.
إن الفشل في إتباع خطة الله وعدم التحرك معه يمكن أن يجهض نهضة الروح القدس. فتبدأ الكنيسة عندئذٍ تجف وتذبل وتموت وتنشق إلى أقسام مختلفة. لكن بعض الرعاة يخافون من إتباع خطة الله, فتجدهم يقولون، “نخاف أن تتحول الأمور إلى تعصب ومبالغة وأعمال الجسد”. لكن كما قلت سابقاً، إن خرجت الأمور عن مسارها الصحيح فيمكنك أن تعيدها مرة أخرى للوضع الصحيح. وإن أشعلت نار “غريبة” (مبالغات..) فلا تقلق بشأنها. ستكون لديك أغطية كافية لتطفئها. لكن أولئك الذين يتذمرون من نار غريبة لا توجد لديهم أي نار في اجتماعاتهم. ودائماً أقول، “أفضَّل أن يكون لدي قليل من النار الغريبة ونهضة صغيرة لروح الله عن أن لا توجد أي نار على الإطلاق، بل رائحة الموت والعفونة.
إن كنت ترعى لكنيسة ماذا ستفعل إن انحرفت جماعة الصلاة عن المسار الصحيح؟ ستحتاج أن تفعل ما فعلته بالضبط؛ تنفرد بأولئك الأفراد شخصياً وتبدأ تقودهم إلى المسار الصحيح. لابد أن توظف هذه القوة في الاتجاه الصحيح.
هل تشتاق إلى المعجزات؟ كانت تحدث لدينا معجزات كل أسبوع. كان هناك أفراد يخلصون ويمتلئون بالروح القدس ويُشفون ومعجزات كثيرة في مختلف النواحي. حتى أولئك الذين ليسوا أعضاء في كنيستنا، كانوا يتصلون بنا ويقولون، “نحن سمعنا أن الله يستخدمكم بطريقة فائقة للطبيعي. فهل يمكنكم أن تصلوا لأجل شفائي؟” كنا نصلى لأجلهم وكانوا يُشفون في كل مرة. والسبب في أن الله كان يستخدمنا بهذه الطريقة هو لأجل فريق الصلاة الذي كان يعضدني من الخلف. كنتُ مدعماً بفريق للصلاة يعرف كيف يصلى بطريقة صحيحة.
أيها الرعاة، لا تتركوا فريق التشفع وحده. كونوا متواجدين معهم بأنفسكم لتوجهوهم وترشدوهم.
ربما يجيب البعض, “حسناً، لكني لا اعرف كيف”.
ابحث في كلمة الله الطريقة التي تقود بها الشعب للصلاة, لكن لا تتركهم وحدهم. إن أردت أن ترى معجزات في كنيستك فعليك أن تعلَّم شعبك كلمة الله الصحيحة وتتابع فريق الصلاة. نرى مثال هذا النوع من الصلاة في سفر الأعمال إصحاح الثالث.
أعمال 4: 23, 24
23 وَعِندَمَا أُطلِقَ سَرَاحُهُمَا، جَاءَا إلَى جَمَاعَتِهِمَا، وَأَخبَرَاهُمْ بِكُلِّ مَا قَالَهُ لَهُمَا كِبَارُ الكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ.
24 فَلَمَّا سَمِعَ المُؤمِنُونَ هَذَا، رَفَعُوا كُلُّهُمْ مَعَاً أَصوَاتَهُمْ إلَى اللهِ وَقَالُوا: أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَنتَ صَنَعتَ السَّمَاءَ وَالأَرضَ وَالبَحرَ وَكُلَّ شَيءٍ فِيهَا.
عندما تقع في مشكلة، هل تعرف ما هو التصرف السليم في هذا الوقت؟ اذهب إلى أشخاص يعرفون كيف يصلَّون بطريقة صحيحة. إن المثل الذي يقول, “الطيور على أشكالها تقع” فيه شيء من الصحة.
عندما وقع بطرس ويوحنا في مشكلة، كان أول شيء يفعلانه: “وَعِندَمَا أُطلِقَ سَرَاحُهُمَا، جَاءَا إلَى جَمَاعَتِهِمَا..”. أفضل مكان يمكن أن تتواجد فيه عندما تكون في مشكلة, هو مع “جماعتك” – مع أشخاص لهم نفس مستوى الإيمان ووسط جماعة تعرف كيف تصلي.
كنت أفكر عادةً أنه إن كانت هذه الجماعة مثل بعض المؤمنين اليوم, لكان أول شيء سيفعلونه هو أن يعيِّنوا وفدًا منهم ليذهبوا إلى القادة ليبرموا اتفاقاً يعيش بموجبه كل طرف في سلام. وعلى أية حال, هؤلاء القادة هم رجال دين أيضًا. يؤمنون بالله والصلاة, لكن الفرق الوحيد بينهم هو أن هؤلاء لم يقبلوا يسوع كابن الله, المسيح.
لكن لا يذكر الكتاب أنهم عينوا وفدًا للتصالح. لكن يقول, “.. رَفَعُوا كُلُّهُمْ مَعَاً أَصوَاتَهُمْ إلَى اللهِ”. كانوا يعرفون قيمة الصلاة.
لا يعني العدد السابق أن كل واحد منهم تكلم بذات الكلمات لله، لكن الروح القدس كان يترجم صلواتهم ثم أعطانا ملخص لما قالوه في الصلاة بنفس واحدة. فلم يكرر كل واحد منهم ذات الكلمات بعينيها، لكن كان هذا هو مجمل لكل ما قالوه في الروح (بالألسنة), وكانت هذه هي الطريقة التي استجاب الله بها.
لم يبدأ هؤلاء التلاميذ صلاتهم بالتحدث عن مشكلتهم. فهم لم يضعوا المشكلة أولاً بل الله. لم يبدءوا الصلاة بالورطة التي وقعوا فيها “..ماذا سنفعل الآن؟ لقد أُلقى بنا جميعنا في السجن.. ماذا سنفعل الآن؟”
هل هذا ما قالوه؟ كلا. بل ننظر إلى ما قالوه: “أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَنتَ صَنَعتَ السَّمَاءَ وَالأَرضَ وَالبَحرَ وَكُلَّ شَيءٍ فِيهَا” (ع24) ألا نبتهج بأن الرب هو الله؟ بغض النظر عما يحدث فإنه يظل هو الله.
أعمال 4: 23-31
24 فَلَمَّا سَمِعَ المُؤمِنُونَ هَذَا، رَفَعُوا كُلُّهُمْ مَعَاً أَصوَاتَهُمْ إلَى اللهِ وَقَالُوا: أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَنتَ صَنَعتَ السَّمَاءَ وَالأَرضَ وَالبَحرَ وَكُلَّ شَيءٍ فِيهَا.
25 وَأَنتَ قُلْتَ بِالرُّوحِ القُدُسِ عَلَى لِسَانِ أَبِينَا دَاوُدَ: لِمَاذَا اشتَعَلَ غَضَبُ الأُمَمِ، وَلِمَاذَا تَتَآمَرُ الشُّعُوبُ عَبَثَاً؟
26 أَعَدَّ مُلُوكُ الأَرضِ أَنفُسَهُمْ لِلمَعرَكَةِ. وَاجتَمَعَ الحُكَّامُ مَعَاً عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ.
27 وَقَدِ اجتَمَعَ بِالفِعلِ هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ البُنطِيُّ مَعَاً فِي هَذِهِ المَدِينَةِ مَعَ اليَهودِ وَغَيرِهِمْ مِنَ الأُمَمِ عَلَى فَتَاكَ القُدُّوسِ يَسُوعَ الَّذِي مَسَحتَهُ
28 لِكَي يُتَمِّمُوا كُلَّ مَا سَبَقَ أَنْ قَضَيتَ بِهِ بِقُوَّتِكَ وَإرَادَتِكَ.
29 وَالآنَ يَا رَبُّ، اُنظُرْ إلَى تَهدِيدَاتِهِمْ، وَمَكِّنْ عَبيدَكَ مِنَ التَّكَلُّمِ بِرِسَالَتِكَ بِكُلِّ شَجَاعَةٍ.
30 وَفِي أَثنَاءَ ذَلِكَ، مُدَّ يَدَكَ لِلشِّفَاءِ، وَاصْنَعْ مُعْجِزاتٍ وَعَجَائِبَ بِاسْمِ فَتَاكَ القُدُّوسِ يَسُوعَ.
31 وَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الصَّلاَةِ، تَزَلزَلَ المَكَانُ الَّذِي كَانُوا يَجتَمِعُونَ فِيهِ، وَامتَلأُوا جَمِيعَاً مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، وَاستَمَرُّوا يَتَكَلَّمونَ بِرِسَالَةِ اللهِِ بِجُرَأةٍ.
هذا هو نوع الصلاة الذي يأتي بنتائج.
يتحمس البعض جداً عندما تحَّل قوة الله على الناس فيسقطون على الأرض. لكن هؤلاء الأشخاص عندما صلوا، اهتز المبنى بأكمله. نرى في الإصحاح الخامس استجابة صلاتهم:
أعمال 5: 12-16
12 وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ مُعْجِزَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ بَيْنَ الشَّعْبِ. وَكَانُوا كُلُّهُمْ يَجْتَمِعُونَ بِقَلْبٍ وَاحِدٍ فِي قَاعَةِ سُلَيْمَانَ بِالْهَيْكَلِ
13 وَلَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنْ خَارِجٍ عَلَى الانْضِمَامِ إِلَيْهِمْ، بَلْ كَانَ الشَّعْبُ يُشِيدُ بِهِمْ
14 وَأَخَذَ عَدَدُ الْمُؤْمِنِينَ بِالرَّبِّ يَزْدَادُ بِانْضِمَامِ جَمَاعَاتٍ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ
15 وَكَانَ النَّاسُ يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى عَلَى فُرُشِهِمْ وَأَسِرَّتِهِمْ إِلَى الشَّوَارِعِ، لَعَلَّ ظِلَّ بُطْرُسَ عِنْدَ مُرُورِهِ يَقَعُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ فَيَنَالَ الشِّفَاءَ
مجداً لله. الرب هو الله. لقد كان دائماً وسيظل هكذا للأبد. إنه الإله الذي عمل في أيام الكنيسة المبتدئة ولا يزال هو الله العامل اليوم. لهذا السبب نحتاج بشدة أن نداوم على هذا النوع من الصلاة في اجتماعاتنا اليوم, لأن الله ينتظر أن يتحرك بيننا بنهضة ويصنع ذات الإظهارات للروح القدس في كنائسنا المحلية.
إن صلواتنا لا تؤثر على محيط كنائسنا وحسب، لكنها تؤثر على محيط دولتنا أيضاً. أخبرني الرب بهذا الكلام عندما كنا على وشك انتخاب رئيس جديد للبلاد. قال لي، “ما لم يغير المؤمنون الأوضاع في بلادهم وينتخبون الأشخاص الصالحين للمناصب العليا، فإنه في غضون سنوات قليلة وسينخفض مستوى معيشتهم إلى النصف بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية..”. نستطيع أن نغير أمور بلادنا من خلال الصلاة.
لذلك دعونا نتوافق مع قصد ومشيئة الله ونعود نقيم اجتماعات الصلاة في كنائسنا بالطريقة التي يريدها الله. عندئذٍ سوف نرى نتائج رائعة.
اجتماع التعليم
إن رابع نوع من الاجتماعات التي يريدنا الله أن نقيمها في كنائسنا هي اجتماعات التعليم, حيث يكون الغرض الأساسي لتلك الاجتماعات هو تعليم المؤمنين كلمة الله.
في هذا النوع من الاجتماعات ينبغي أن تتضاءل (تتناقص) فرصة الترنيم إلى أقصى درجة. فهو ليس اجتماع تسبيح أو عبادة بل اجتماع تعليم. لذا ينبغي أن نسلَّم الاجتماع مباشرة للمتكلم، لأن الغرض الأساسي من هذا الاجتماع هو تعليم كلمة الله.
عندما نطبق كلمة الله بشان الأمور الروحية سنعرف كيف نتصرف في كل اجتماع. لذا ينبغي على كل خادم وراعٍ أن يسأل نفسه هذا السؤال:
– ما هو الغرض من هذا الاجتماع؟
– ما هي خطة الله التي يريد أن ينفذها في كل اجتماع على حده؟
هكذا يتضح, إنها ليست مسألة “إقامة كنيسة” أو ترتيب اجتماعات أو إقامة نهضات. علينا أن نكتشف خطة الله ونسعى في تنفيذ غرضه. هذا يطلب منا أن نقضي وقتاً ننتظر أمامه لنكتشف خططه ومقاصده. وبمجرد أن نعرف ماذا يريدنا أن نفعله فلابد أن نجتهد في تنفيذ مشيئته في كل اجتماع نعقده.
أيهما ننفذ: غرضه أم أغراضنا؟
أتذكر جيداً واحد من أعياد الأم الذي كنا نحتفل به على الدوام إثناء فترة رعايتي لكنيسة فارم سفيل. كنتُ قد اجتهد كثيراً قبل هذا الاحتفال في إعداد العظة التي كنت سأقدمها في هذا العيد. فظللت أدرس لأيام عديدة واقتبست بعض المقاطع من أشهر رجال الله العظماء؛ بنيامين فرانكلن، إبراهيم لينكون ورجال آخرون. كما دونت ملاحظات وأضفت بعض التأملات حتى أعددت عظة جيدة. وعندما انتهيت من إعدادها كانت عظة رائعة!
كانت توجد أربعة كنائس على بعد بضعة أميال منا. وكانوا قد أعدوا اجتماعاً خاص في صباح وظهر يوم عيد الأم. فطلب مني رعاه تلك الكنائس أن آتي لأعظ عندهم في هذا الاحتفال. فأخبرت شعب كنيستي إننا سوف نحتفل بالعيد في مساء ذلك اليوم, حتى يمكنني أن أشارك الكنائس الأخرى. وعندما ألقيت هذه العظة في تلك الكنائس كان لها وقّع كبير على جميع الحاضرين. فقلت في نفسي, “لابد أن ألقي هذه العظة في اجتماع المساء في كنيستي الليلة”.
كنتُ قد رتبت أن جميع الفقرات في اجتماع الليل ستكون على الأم. فقد أعددنا ترانيم خاصة بالأم وبعض الاحتفالات الخاصة التي بالأم. طوال فترة التسبيح لم اسمع كلمة ممَن كانوا يرنمونه لأن الرب كان يتعامل معي. كان يوجد جدال بين قلبي وراسي. قال لي الرب، “بمجرد أن تنتهي فترة التسبيح ابتدأ خدمة شفاء. عندما تصعد إلى المنبر أعلن للجميع إنك ستبدأ اجتماع شفاء”.
فقلتُ، “كيف يا رب؟ إنك تفسد عظتي الجميلة. لقد اجتهدت في أعداد هذه العظة لأيام وأسابيع. كما أنه لا يمكن أن أعظها في أي يوم آخر سوى في عيد الأم. سأضطر هكذا أن انتظر لسنة كاملة قبل أن ألقى ‘عظتي الجميلة’”.
قال لي الرب، “صلٍ لأجل المرضى بمجرد أن ينتهي فريق التسبيح”.
قلتُ، “يا سيد، سيظن الحضور أني جننت. فإن بدأت أصلى لأجل المرضى في عيد الأم يعتقدوا أني فقدت عقلي. فبعد قليل سيقدم بعض الأطفال الصغار عرضاً على المنبر بخصوص عيد الأم. وكثير من الآباء ينتظرون تلك الفقرة بالتحديد. يا رب إن فعلت ذلك سيعتقد الجميع أني مريض في عقلي. فكل الفقرات تتمحور حول الأم؛ سواء فقرة الترنيم, فقرات خاصة, العظة,.. فهم جميعاً يتمركزون حول الأم في الكتاب المقدس وكل شيء يسير في نحو ‘تكريم الأم’”.
لكن الرب قال ثانية, “صلٍ لأجل المرضى..”.
بعدما انتهى فريق الترنيم صعدت على المنبر وفتحت كتابي المقدس. بدأت بالفعل في قراءة مقطع عن الأم. لكني في النهاية أغلقت كتابي المقدس وقلت للحضور, “سوف أطيع الله. لقد اخبرني أن نصلي لأجل المرضى اليوم”.
كان أحد الرفاق ممَن كانوا يترددون على الكنيسة حاضراً في ذلك اليوم. كان قد حدث إنه أُصيب بتمزق في ظهره ولم يقدر أن ينتصب بالكامل, فكان يمشى منحنياً. عندما أعلنت عن خدمة شفاء تقدم هذا الرجل للأمام. وبمجرد أن وضعت يدي عليه حتى حلت قوة الله وانتصب في الحال. كان رجلاً مسناً لكن بعدما شفاه الرب استطاع أن ينحني حتى يلمس الأرض. كما شُفى أيضاً طفل صغير بطريقة معجزية.
نظرت مرة أخرى للجمع الذي اعتقدت أنه سيقول علي أني جننت وإذ بهم يبكون والدموع تنهمر من عيونهم. هكذا يتضح، عندما نسعى في تنفيذ قصد الله ونفضل غرضه عن أغراضنا وأهدافنا يصبح الروح القدس له حرية التحرك في وسطنا. فيمكنه أن ينجز في دقائق قليلة ما لا نستطيع أن ننجزه في سنوات.
التوجه الصحيح والدوافع السليمة
من العوامل الهامة التي تؤثر على تنفيذ مقاصد الله هو توجهانا ودوافعنا. ربما يكون لديك توجه صحيح لكنك تسعى في تنفيذه بدوافع غير سليمة, فلا تنجح أبداً. دعني أوضح ذلك بمثال.
قد بدأت نهضة الشفاء الإلهي في أمريكا عام 1947 وامتدت حتى 1958. أنهضني الرب قبلها بعدة سنوات لكي أصلى لمجيء تلك النهضة.
كنتُ أصلي لأجل إستعلان مواهب شفاء وآيات معجزية. (لم يكن لدينا سوى موهبتين من مواهب الروح اللتان كانتا تستعلنان في اجتماعاتنا: موهبة الألسنة وترجمة الألسنة). كنتُ أقول للرب، “ربي.. تقول كلمتك في رسالة كورنثوس الأولى 12 إنه توجد تسعة مواهب للروح القدس. لكن كل ما لدينا الآن هو موهبتي الألسنة وترجمة الألسنة”.
شكراً لله من أجل تلك الموهبتين, لكن لا ينبغي أن نتوقف عندهما. فهذا ليس كل شيء.
كنت أصلى تقريباً كل ليلة لأجل هذا الأمر، وفى بعض الأحيان حتى الثالثة والرابعة صباحاً. وفى مرات عديدة كنتُ استيقظ في منتصف الليل واذهب لأصلى في غرفة المعيشة. وبعد عدة دقائق كنت أقول في نفسي, “كيف أتيت إلى هنا؟ لقد كنت نائما. لابد أنى جئت وأنا نائم”.
لم أكن أصلى لشيء أكثر من إستعلان مواهب القوة بين جسد المسيح. لم أكن أصلى كي يستخدمني الرب في تلك النهضة, لأني كنتُ أود أن يستخدم أشخاصاً آخرين غيري. لقد تعلَّمت ذلك الدرس من قبل. فإن رأى الله أنى مناسب فسوف يستخدمني, لكني لن أسعى لفعل ذلك.
لأجل ذلك لا تُستجاب صلوات كثيرة لإستعلان مواهب الروح الخارقة للطبيعي لأن دوافع البشر لا تكن سليمة. ففي بعض الأحيان يكون دوافعهم “يا رب استخدمني.. استخدمني أنا”.
لذلك لم أصلى لكي يستخدمني الرب, فهذا الأمر لا يشغل بالي. لقد كنتُ مهتماً برؤية الآخرين يتباركون وجسد المسيح ينهض بغض النظر عن الإناء المُستخدم – فيعود المجد لله.
ولأني كنتُ أعلم أن تلك المواهب تخصنا، لذلك كنت أصلى لكي تُستعلن بين جسد المسيح كما هو واضح في كلمة الله. فظللت أثابر في الصلاة لأجل إستعلان واضح لمواهب القوة.
ذهبت ذات يوم لمكتبي في الكنيسة لأعد خدمة الأحد. لكني كنتُ مثقلاً جداً لأترك كل ما افعله وأصلى بالروح. ظللت أصلى لأكثر من خمسة ساعات متواصلة بالألسنة. وكانت هذه هي أطول مدة أصلى فيها بألسنة دفعة واحدة.
كنت أقول للرب، “إنني أصلى لأجل إستعلان مواهب روحك القدوس، لكني لا اعرف كيف أصلى كما ينبغي. لذلك سأصلى بالروح متكلاً عليك لتساعدني لكي أصلى كما ينبغي.
بعد مرور خمسة ساعات شعرت في داخلي بكلمات صاعدة من داخلي وكأنها فقاعات هواء صاعدة إلى فمي. مجداً للرب. قد أعطاني الروح القدس كلام حكمة.
يقول البعض، “إنني أصلى لكني لا احصل على أي شيء من الرب”. السبب هو لأنكم لا تمكثون فترة كافية في حضور الله حتى تحصلون على شيء. فعندما يبدأ الروح القدس يتكلم إليكم يجدكم قد فارقتم الصلاة.
عندما جاءتني كلمة الحكمة أمسكت بورقة وقلم ودونت: “عند انتهاء الحرب العالمية الثانية ستجتاح نهضة الشفاء الإلهي أمريكا- فبراير 1943”.
أعلن الله عن خطته قبل حلولها بأربعة أعوام. بعد مرور عام تقريباً، كنت أعظ في اجتماع عام للشباب بولاية تكساس. أخبرتهم بما قاله لي الرب وعن ميعاد قدوم النهضة. وبمجرد أن أعلنت عن خطة الله حتى حلَّت قوة الله على جميع الحاضرين. ابتدأ الخدام الذين كانوا حاضرين الاجتماع يركضون إلى المنبر مصلين. ركع جميع الحضور؛ شيوخاً وشباباً على ركبهم وابتدءوا يطلبون الرب. لقد حل مجد الرب علينا جميعاً.
حدث كما تكلم الرب بالضبط, ابتدأت نهضة الشفاء عام 1947. أعود إلى النقطة التي كنت اقصدها في البداية التي تحدث يسوع معي عنها بالتحديد في زيارته الأخيرة. قال لي، “يمكنك أن تكتشف خطة الله لخدمتك وحياتك, لكن دوافعك وتوجهاتك في تتميم تلك الخطة تكون في أحيان كثيرة خاطئة”.
بعدما بدأت نهضة الشفاء العظيمة “صوت الشفاء” التي اجتاحت الولايات المتحدة, كان هناك أحد رجال الله المدعوين والممسوحين بالروح القدس والذي كانت لديه خطة الله لأجل هذا الوقت ولهذا الجيل. كان لديه إعداد خارق للطبيعي بمواهب الروح القدس ليتمم خطة الله المعلنة له.
وكيفما شاء الروح القدس، كان يستعلن نفسه من خلال رجل الله هذا بطريقة لم أشهدها في حياتي من قبل. رأيت عميان يبصرون في الحال وصم وبكم يتكلمون ويسمعون في الحال. رأيت حالة شفاء لم أراها في حياتي كلها؛ كانوا يحلمون رجلاً كان جسده يتحلل بفعل بكتريا. شُفي هذا الرجل في الحال وقام يركض.
كنت ذات مرة مسافر مع زوجتي عندما توقفنا في الطريق بإحدى اجتماعات هذا الخادم. رأيت بعيني وهم يحضرون خمسة رجال صم وبكم, وبمجرد أنه كان يصلى لهم كانوا واحداً فواحد يُشفون في الحال. وللوقت قام هذا الخادم وابتدأ يجمع تقدمة، فتوقف عمل المسحة.
كانت دوافعه خاطئة. لا يمكنك أن تستخدم خطة الله أو تستغل المسحة لتجمع أموالاً. تكلم إلى الرب بشأن هذا الخادم قائلاً، “اذهب واخبره أنه إن لم يحكم على نفسه فلن يحيا طويلاً. اخبره أنه عليه أن يحكم على نفسه في ثلاثة نواحي: أولاً المال، لقد سيطر المال على فكره. ثانياً المحبة, إنه لا يسلك بمحبة تجاه باقي الخدام. ثالثاً الطعام: إنه لا يكبح شهوته نحو الطعام”.
لم استطع أن اخبره بهذا الكلام. ولأنه استمر يسلك على هذا المنوال مات بعد ثلاثة سنوات في عمر مبكر.
لابد أن تصحح دوافعك لتتوافق مع مقاصد الله. لابد أن تسعى لخطط الله وليس لخطط البشر, ثم تجتهد في تنفيذها بدوافع سليمة وتوجهات صحيحة. لا يمكنك أن تستغل أمور الله لتجمع أمولاً. يمكنك أن تخبر الناس بما تقوله كلمة الله على العطاء وتقدم لهم فرصة ليشاركوا في تعضيد الإنجيل حتى “إِنَّ إِلَهِي سَيَسُدُّ حَاجَاتِكُمْ كُلَّهَا إِلَى التَّمَامِ، وَفْقاً لِغِنَاهُ فِي الْمَجْدِ، فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ” (فيلبى4: 17).
لأوضح ذلك سوف أشارك بهذا المثال. كنت أعلن لشعب الكنيسة قائلاً: “طلب الرب منا أن نقيم مركز ريما لدراسة الكتاب”. لكني لم أكن اشدد على جمع تقدمات. كنت أخبر الشعب بما كنا سنفعله حتى أعطيهم فرصة ليشاركوا إن أرادوا ذلك وإن استطاعوا ذلك. ينبغي أن تكون حريص جداً في هذه الزاوية.
قال لي يسوع ذات مرة، “كثيرون ممَن وضعت عليهم روحي ومسحتهم ودعوتهم للخدمة سيطر المال على تفكيرهم وتوقف عمل المسحة في حياتهم”.
يا الهي, لا أريد أن تتوقف المسحة في حياتي ولو لثانية واحدة. كل خادم وكل مرنم وكل شخص مدعوا من الله ينبغي أن يكون حريصاً من جهة هذا الأمر. لا يمكننا أن نحصل على خطة الله ثم نسعى إليها بدوافع خاطئة. لابد أن نسعى لخططه ومقاصده بدوافع سليمة.
ليس هذا وحسب, بل ينبغي أن نحذر من الذات البشرية. منذ سنوات مضت وفى أيام نهضة صوت الشفاء سمعت أحد الخدام يقول شيئاً لفت انتباهي. كان هذا الرجل خادماً رائعاً وكان مؤسس خدمة جيدة.
قال هذا الخادم، “إن كان أورال روبرتس قد فعل ذلك، فيمكنني أن افعل أنا أيضاً ذلك”. كان يتكلم عن إقامة اجتماعات في مخيمات. هل كانت خطة الله له تسير في هذا الاتجاه؟ أم كانت الذات البشرية تتكلم وحسب؟
عندما قال هذا الكلام احتفظت به في قلبي وراقبت هذا الخادم لأرى ماذا يفعل. في البداية, ترك كنيسته وأقام خيمة. لقد فعل تماماً مثل أورال روبرتس؛ أقام خيمة تسع ستة ألاف شخص. ثم عشرة آلاف شخص, لكن العدد ابتدأ يأخذ في الانحدار.
كنت في ذلك الوقت اخدم في نهضة صوت الشفاء. قال لي الرب, “لا تقيم مخيمات. أبقى في الكنائس”. فظللت أقيم نهضات منذ عام 1949 حتى 1962 حتى أعلن الرب لي عن خطة مختلفة.
بينما كنت أتنقل من كنيسة إلى أخرى ومن اجتماع إلى آخر كان تقريباً في كل اجتماع يتقدم إلي شخص ويقول, “لدي كلمة من عند الرب لك: الرب يريدك أن تقيم خيمة”. لكن الله لم يرد لي ذلك أبداً في هذا الوقت.
لماذا كانوا يقول لي ذلك؟ لأن كل خادم في ذلك الوقت كان يقيم خيمة.
لا تفعل شيئاً لأن شخص آخر يفعله. اكتشف ما يريدك الله أن تقوم به.
والآن لماذا أشارك بجميع تلك الأمور؟ لماذا ظهر لي الرب يسوع وطلب مني أن أتكلم عن الخطط والمقاصد الإلهية؟ لأنه يريد أن يتحرك مرة أخرى بنهضة غير معتادة وبإظهارات فائقة للطبيعي. لقد حدثت أول نهضة عظيمة وإنسكاب للروح القدس عام 1906 في شوارع إزوثا بمدينة لوس انجلوس. ثم امتدت بعد ذلك محلياً ودولياً. ثم في عام 1947 وبعد أربعين عاماً اجتاحت نهضة الشفاء مرة أخرى. لقد عاصرت تلك النهضة بنفسي, لذا أخبر الحقيقة: عندما ابتدأت تلك النهضة كان الحصول على الشفاء سهل جداً مثل الحصول على الخلاص. لم أرى في حياتي أبداً مثل ذلك. فكما تحرك الله بنهضة عظيمة من خلال رجال الله العظماء مثل ل.د.مودي وكان الحصول على الخلاص سهل جداً, هكذا كان الحال في نهضة الشفاء. كان الناس يقبلوا الشفاء بسهولة جداً.
أخبرتني إحدى الخادمات التي عاصرت تلك النهضة قائلاً, “لقد كنت مع زوجي في الخدمة. كان هو يعزف موسيقى وكنت أقوم بالترنيم. وبعدما كنت أعظ لأكثر من ثلاثين عاماً في الخدمة, لم نكن نضع أيدينا أبداً على أي شخص. كنا نكرز للناس ونقودهم ليقبلوا الخلاص ويمتلئون بالروح القدس دون أن نضع يدينا عليه. لكن عندما اجتاحت نهضة الشفاء تلك، كان كل مَن نضع عليه يدينا كان يُشفى”.
ثم أكملت قائلة، “كان أول شخص أضع يدي عليه كان أعمى بالكامل. بمجرد أن وضعت يدي أبصر في الحال. لقد اندهشت للغاية. لقد ترائي لي وكأن الشفاء يتطاير في الهواء. ثم اختبرنا بعد ذلك كثير من الأعمال المعجزية الأخرى”.
ستجتاح نهضة الشفاء مرة أخرى جسد المسيح، كما هو الحال مع الخلاص. لذلك علينا أن ندرك أن النهضة قادمة ونحتاج أن نعد أنفسنا لها.
لهذا السبب سجلت في هذا الكتاب ما قاله لي الرب يسوع في زيارته لي عام 1987. فقد اخبرني إنه على جسد المسيح أن يكتشف خطة الله ومقاصده ويسعى في تنفيذها.
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.