القائمة إغلاق

مستأسرين كل فكر – الجزء Taking Every Thought Captive – Part 1

اجتماع الثلاثاء 21/10/2025

لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا 

لمشاهدة العظة على اليوتيوب 

video
play-sharp-fill

ملخص العظة

play-sharp-fill

(العظة مكتوبة)

مستأسرين كل فكرالجزء 1

تنويه: العظة مكتوبة بالذكاء الاصطناعي ولم تُراجع من خدمتنا بعد

إن وجدت أخطاء في الكتابة تواصل معنا واذكرها لنا

 

  • كيف تدير ذهنك وتنتصر في معركة الأفكار

تختص هذه السلسلة بالذهن وكيفية إدارته. إن مبدأ الذهن والتفكير لدى أي إنسان على الأرض هو ما يحدد وجهته. إذا كان ذهنه وتفكيره يتحركان بصورة سليمة وفقًا للكتاب المقدس، فإنه يصل إلى مرحلة من الإدراك والفهم لعالم الروح، ويعرف كيف يقود حياته.

الذهن هو حلقة الوصل بين روح الإنسان—وهي كيان روحي—والعالم المادي. روح الإنسان ذاتها تتواصل مع عالم الروح، وعالم الروح يستطيع أن يدخل إلى عالم الحواس (العالم المادي) ويملأ كل فراغ. فكل الأشياء الملموسة أساسها يأتي من عالم الروح. لهذا السبب، يُعتبر الذهن هو الطريقة التي بها يستطيع الإنسان أن يربط بين عالم الروح وعالم الحواس، فيستطيع أن يؤثر وأن يتأثر.

كل إنسان منا يستخدم ذهنه، إلا إذا انتقل من هذه الحياة. الذهن ليس مجرد أفكار عابرة، كلا، بل الأفكار هي الأجزاء التي تشكّل طريقة التفكير. هذا يفسر سبب عدم الاستقرار في حياة بعض الناس، ويفسر لماذا يعاني البعض في الأرض مع أن الشخص قد يكون عارفًا بما تقوله كلمة الرب عن موضوع معين، لكنك تجده لا يزال في دائرة من العناء، ولا يزال في دائرة من المكابدة والتعب.

ذهنك هو المدخل السريع إلى عالم روحك الإنسانية. فروحك الإنسانية موضوعة داخل النفس البشرية، محبوسة داخل النفس البشرية. والنفس البشرية تحتوي على الذهن، والأفكار، والعواطف، والإرادة. لو أن ذهن الإنسان لا يتحرك بصورة صحيحة، فإن روحه الإنسانية تظل حبيسة. لو أن ذهن الإنسان ليس منضبطًا، سنجد في النهاية أن المحصلة هي شخص غير مستقر في الأرض، وحياته متذبذبة.

الهجمات الفكرية والوسواس القهري

ربما يلاحظ البعض في هذه الفترة مدى شراسة الهجمات على أذهان الناس، وحالة من القهر الفكري. تأتي للناس أفكار قهرية، وقد انتشر في الآونة الأخيرة أن يعاني أشخاص من الوسواس القهري (OCD – Obsessive Compulsive Disorder)، حيث يبدأ الشخص في المعاناة من أفكار تُلِحُّ، تُلِحُّ، تُلِحُّ، تُلِحُّ، تُلِحُّ! أو بصورة أو بأخرى، تجد الشخص يتعامل مع عالم الروح من خلال أفكار لا يعي مصدرها.

لذلك، الأفكار تشبه القنبلة تمامًا؛ إذا قلت في نفسك: “دعني أتأمل هذه الفكرة”، وانفتحت فيك، فهي قد انفجرت. الحل هو أن يعرف الشخص من البداية مصدر هذه الفكرة، وألا يفتح الباب لهذه القنبلة. وخلاصة القول: تبدأ المأساة لأن الشخص يبتلع الطُّعم، وما إن يبتلعه، حتى يتأثر به في الحال. منذ البداية، يحتاج الشخص أن يفهم مصدر الفكرة من أين يأتي.

هناك حالة من التصالح مع الأفكار الخاطئة، فالكنيسة تحتاج أن تتعلم حقيقة الأفكار. هناك حالة من التصالح وعدم الشك، فالناس لا يشكّون في أن هذه الفكرة قد تكون من إبليس، أو أنها قد تكون فكرة عابرة التقطتها من الأجواء المحيطة بك. عندما تسمع شيئًا من شخص ما، فإن كلامه يحمل روحًا؛ فكل شيء وراءه روح. الحل ليس أن نترك الأرض، بل أن نتعلم كيف نتعامل مع الأفكار. الأفكار ستأتيك حتمًا، إما من تلقاء نفسها أو من خلال أشخاص آخرين. الأفكار تتردد على الإنسان، باحثة عن الشخص الذي تنتهز فيه فرصة هجومية. وهذا لا يعني بالضرورة أن الشخص قد فعل شيئًا خاطئًا. إن ما يسحب أفكار الشخص هو قوة؛ لا يوجد شيء طبيعي يسحب الإنسان إلا إذا كانت هناك قوة ساحبة. نحن نعرف جيدًا أن الجاذبية هي التي وراء شد الإنسان، وهناك قوة وراء شد الإنسان، وقوة وراء سحب الإنسان.

  • أسلحة محاربتنا الروحية وهدم الحصون

لذلك، سنقرأ معكم الآية الأساسية لهذه السلسلة:

“٣ لِأَنَّنَا وَإِنْ كُنَّا نَسْلُكُ فِي ٱلْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ ٱلْجَسَدِ نُحَارِبُ.” كورنثوس الثانية ١٠: ٣.

“وإن كنا نسلك في الجسد” تعني أننا نتحرك في الأرض بصورة عادية. هذا لا يعني أننا نسلك بشهوات الجسد، كلا، بل نحن نعيش في أجسادنا، لم نخرج منها. لكن هناك طريقة للتعامل مع هذه الأمور. الأمر لا يستدعي أن تصعد إلى السماء لتتخلص من هذه الأفكار والإلحاحات التي تأتي على ذهنك.

“٤ إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِٱللّٰهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ.” كورنثوس الثانية ١٠: ٤.

نحن نخوض حربًا، وهنا الحرب ليست بمعنى “من سينتصر؟”، بل هي محاولات من إبليس ليسلب الأرض التي أعطاها الرب أساسًا للكنيسة. “إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية”، فإذًا لا تتوقع أن تتعامل مع الأمور الروحية بطريقة جسدية، هذا مستحيل! مستحيل أن تتعامل مع عالم الروح بطريقة جسدية. ماذا يعني هذا؟ يعني أن بعض الأشخاص يقولون: “سأتعامل مع الأمر بصورة جسدية”. هذا ليس علاجًا جذريًا. فالعصبية والضيق والعيش في جوٍ مُعكَّر…

لقد وردنا سؤال مؤخرًا: كيف يحدث أن تموت امرأة نبي، حزقيال، وتُستخدم كتشبيه؟ كيف يمكن أن يكون هناك إله يضحي بامرأة نبي ليشبه كيف ستؤخذ أورشليم من أمام أعينكم، كما أُخذت امرأة النبي؟ لقد أوضحت في الإجابة، وستجدونها على الموقع، أن هذا الأمر له أسباب روحية. هناك شيء حاصل، سواء من حزقيال نفسه أو من امرأته، وأساس الأمر هو الحزن. وعندما نرجع ونبحث، نكتشف أنه لا يوجد شيء خاص بامرأته أو به كخطأ، لكن توجد عبارات كاملة وواضحة للغاية في التقاليد الأبائية لديهم تقول: “من يحزن يفقد شهوة عينيه”، سواء كان أحدًا من الأسرة، أو الزوجة، أو الأطفال. ما حدث مع حزقيال، استخدمه الرب، وهو أمر كان له أسباب في حياة حزقيال أو امرأته، الكتاب لم يخبرنا، لكننا نعرف أن هذا شيء غير طبيعي. الله لن يستخدم تشبيهًا بأنه يميت إنسانًا خلقه، ليست هذه الطريقة التي رأيناها حتى في حياة الرب يسوع.

أفكار الحزن كافية وحدها لأن تُدخِل إبليس. وأثناء السلسلة، سأتكلم عن كيف أن الشخص يتصاحب على فكرة معينة، فيُشَدُّ إلى مقاطع فيديو معينة، كلها تمتلئ بمفعول لا يدري به إلا بعد فترة. الشيء لا يحدث في لحظة؛ بل يحدث تخزين، تخزين، تخزين. الشخص يشحن حياته. كل دقيقة تمضي هي بمثابة شحن، هي تنبؤ بما هو آتٍ، حتى لو لم تكن واعيًا. كل انشغال تتحرك فيه يؤثر على ما هو آتٍ. ما أنت فيه اليوم هو نتيجة ما فكرت فيه سابقًا. الحياة الفكرية للإنسان هي عبارة عن تدريبات، تدريبات ليصل إلى سلوك.

هدم الظنون واستئسار الأفكار

لنكمل الآية: “٥ هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ ٱلْمَسِيحِ.” كورنثوس الثانية ١٠: ٥.

“هادمين ظنونًا”—الترجمات الأخرى تذكرها “مناقشات ومجادلات”، أو “أفكار ونظريات”. “هادمين ظنونًا”، أفكارًا، نظريات، مجادلات، تخيلات. ترجمات أخرى تذكرها “مبادئ وحسابات”. “هادمين”، معنى ذلك أن هناك تعاملًا مع الأفكار بمصدرها الحقيقي. إذا كانت الأفكار شيئًا عابرًا يمر بصورة عادية، لما كان الكتاب يأمرنا بأن نتعامل معها. “وكل علو يرتفع ضد معرفة الله”، كل الأفكار إما أن تأخذك إلى الرب، أو ترتفع كحائط بينك وبين الرب. “ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح”.

كلمة “مستأسرين” (αἰχμαλωτίζοντες – aichmalōtizontes) في اليونانية تأتي كالتالي: هي حالة شخص يقبض على شخص آخر، ويضع إما السيف أو الحربة في ظهره، بأسلوب “لا يمكنك أن تلتقط أنفاسك، لا يمكنك أن تلتفت شمالًا أو يمينًا، تحرك أمامي، تحرك أمامي!”. هي حالة من السيطرة الكاملة على ذهنه. لاحظ أنه يقول: “مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح”. اعكس الآية: هناك من يترك أفكاره، فيعصي ولا يطيع المسيح. “٦ وَمُسْتَعِدِّينَ لِأَنْ نَنْتَقِمَ عَلَى كُلِّ عِصْيَانٍ، مَتَى كَمُلَتْ طَاعَتُكُمْ.” كورنثوس الثانية ١٠: ٦.

في الأساس، لنرَ الشاهد الكتابي هنا، بولس يتكلم عن أنه في عدد ١: “١ ثُمَّ أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ بِوَدَاعَةِ ٱلْمَسِيحِ وَحِلْمِهِ، أَنَا نَفْسِي بُولُسُ ٱلَّذِي فِي ٱلْحَضْرَةِ ذَلِيلٌ بَيْنَكُمْ، وَأَمَّا فِي ٱلْغَيْبَةِ فَمُتَجَاسِرٌ عَلَيْكُمْ.” كورنثوس الثانية ١٠: ١. أنتم تقولون عني أنني عندما أكون حاضرًا أكون وديعًا، وأما في الغيبة، عندما أكون بعيدًا وأبعث رسائل، أكون متجاسرًا عليكم. “٢ وَلَكِنْ أَطْلُبُ أَنْ لَا أَتَجَاسَرَ وَأَنَا حَاضِرٌ بِٱلثِّقَةِ ٱلَّتِي بِهَا أُرَى أَنِّي سَأَجْتَرِئُ عَلَى قَوْمٍ يَحْسِبُونَنَا كَأَنَّنَا نَسْلُكُ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ. ٣ لِأَنَّنَا وَإِنْ كُنَّا نَسْلُكُ فِي ٱلْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ ٱلْجَسَدِ نُحَارِبُ.” كورنثوس الثانية ١٠: ٢-٣.

ما كان يحدث هو حالة انشقاق في الكنيسة، وبولس يتعامل معها. يقول “هادمين”، وعندما تنظر إلى النص أساسًا، هو لا يقول لهم: “اهدموا أنتم”، بل قال: “نحن كرسل سنعمل على هدم هذه الأفكار في أذهانكم”. الهادم هنا هم الرسل، عبر أسلحة روحية. يمكنك أن تأخذها بمعنى: “أنا أهدم، لدي القدرة أن أهدم هذه الأفكار وهذه الظنون”. وبعد ذلك يشرح: “مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح”.

في عدد ٤، كلمة “حصون” (ὀχύρωμα – ochyrōma). الحصن هو حالة من الأمان يتعامل معها الجندي. عندما ترجع للكلمة في اليونانية وكيف كانت تُستخدم في تلك الفترة، هي عبارة عن مكان يتحصن فيه الشخص من العدو. فكان العدو يقوم بحيلة خبيثة، فيقول له: “حسنًا، ابقَ متحصنًا، وأنا سأجعلك جالسًا ليل نهار حتى تموت جوعًا”، ويتحول هذا الحصن الذي أنت محمي فيه ضدي إلى سجن. أنت تجلس فيه، فيحول الحصن إلى حالة من السجن.

فبولس يستخدم الكلمات بكل اعتناء وبكل المفاهيم التي كانوا يفهمونها جيدًا في وقتهم. هي حالة من السور العالي أو المنطقة التي قد تكون محفورة، فالشخص يجلس في مكان محمي حتى لا تأتيه أي ضربة من المقلاع أو السهام أو الرمح، بحيث حتى لو عرف العدو أن يصل إليه، لا يعرف كيف يخترق هذا الحصن. فبولس يتكلم عن هدم هذه الحصون، أي أن الشخص يعتقد واهمًا أن هذا هو عالمه، فكرة رسخت في ذهنه، فكرة اقتنع بها، ووصل إلى مرحلة من القناعة الشديدة جدًا بأن جميع الناس حوله على خطأ، الناس كلهم على خطأ، وهو يرى نفسه: “أنا وحدي على صواب”، لأنه لا يرى غير الجدران الأربعة. الحوائط التي حوله هي عالمه، لقد حُبس فيها وانتهى الأمر. فصار محصنًا، أو الفكرة والظن والتخيل والنظرية والاقتناع بأن “فلانًا يكرهني”، وأن “هذا الشيء يحدث دائمًا”، “أنا دائمًا لا أجد أيامًا جيدة”، “أنا طوال الوقت ما من نعمةٍ إلا وتصاحبها مشقة”، “كل شيء جميل يأتي لا بد أن يُفسَد”. كل هذه الأفكار والظنون والمعتقدات، وأن الناس هم العدو وأنا شخص صالح، وهذه الأشياء كلها، هي عبارة عن سجون حُبس فيها الشخص.

كيف ولماذا؟ سنتكلم في هذا. لكن ما يحدث هو أنه لكي يدخل بولس ويعمل على حياة هؤلاء الناس، عليه أن يهدم الحوائط، القناعات، ويشرح أن هذه كلها أكاذيب. وهذا يأتي عن طريق ماذا؟ هل يقول هنا: “أنا سأصلي”؟ الأشخاص الذين يتجاوزون التعليم سعيًا وراء وضع الأيدي مباشرةً، والأشخاص الذين يبحثون الآن عن الحرية عبر خدمة التحرير، والباحثون عن أن يخرج الروح الشرير من أذهانهم—بين قوسين، نعم قد يكون هناك روح شرير، لكن ليس ملبوسًا به كمؤمنين، بل يكون الشخص قد تمسك بفكرة لا يعلم أن وراءها شريرًا، لا يعلم أنه يغذيها، وهو لا يعي ذلك. قد يكون بحزن، شيء بريء لا يبدو أن له علاقة بالموضوع. قد يبرز نفسه بشيء معين، قد يبرز نفسه بأنه يفهم في آيات معينة، يفهم مثلًا في الأخرويات: “أنا أفهم جيدًا في النبوات”، ويجلس يدرس، ويدرس، ويدرس، ويدرس، ولا يدرس ما يبني روحه. هو يتوهم، “أليس هذا من كلمة الله أيضًا؟”. لكنه طوال الوقت يدرس ويدرس ويدرس، وماذا سيحدث في هذه البلد، وماذا سيحدث في تلك الأمور. هي كلها أمور شيقة، لكن في النهاية، هل تبني روحك أم لا؟ إنه خداع! يجد نفسه هنا، يجد نفسه في أنه يتحرك في أشياء معينة ينجح فيها دائمًا، وخارج هذه المنطقة، يخاف أن يخرج. ظن، لقد حُبس تمامًا.

لمساعدة هذا الشخص، هدم الحصون لا يأتي عبر الصلوات، بل يأتي عبر الأفكار العكسية من كلمة الله. يأتي عن طريق تجديد الذهن. ما معنى هذا الكلام؟ ومن أين أتينا به؟ أكمل معي الرسالة.

  • خداع الحيَّة وفساد الأذهان

في الإصحاح الذي يليه، إصحاح ١١، يكمل بولس الحوار:

“١ لَيْتَكُمْ تَحْتَمِلُونَ غَبَاوَتِي قَلِيلًا! بَلْ أَنْتُمْ مُحْتَمِلِيَّ.” كورنثوس الثانية ١١: ١.

“٢ فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ ٱللّٰهِ، لِأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لِأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ.” كورنثوس الثانية ١١: ٢.

أنا في داخلي شغف، حرص شديد عليكم. في الحقيقة، أنا لم آتِ به من نفسي، بل هو نتيجة التوجهات الإلهية تجاهكم، أنا متشبع بها منه. “لأني خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح”، شخص لم يتلوث، لم يتزاوج مع عالم الروح.

“٣ وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ ٱلْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ ٱلْبَسَاطَةِ ٱلَّتِي فِي ٱلْمَسِيحِ.” كورنثوس الثانية ١١: ٣.

“البساطة” (singleness) كما ذكرتُ سابقًا معناها (oneness) أو المشهد الواحد. الفساد الذي حصل جاء نتيجة كرازة، وهذه الكرازة هي كرازة خاطئة، بيسوع آخر.

“٤ فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ ٱلْآتِي يَكْرِزُ بِيَسُوعٍ آخَرَ لَمْ نَكْرِزْ بِهِ، أَوْ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَ رُوحًا آخَرَ لَمْ تَأْخُذُوهُ، أَوْ إِنْجِيلًا آخَرَ لَمْ تَقْبَلُوهُ، فَحَسَنًا كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ. ٥ لِأَنِّي أَحْسِبُ أَنِّي لَمْ أَنْقُصْ شَيْئًا عَنْ فَائِقِي ٱلرُّسُلِ.” كورنثوس الثانية ١١: ٤-٥.

معنى ذلك أن ما حدث معهم من تلوث، وفساد، وتزاوج مع عالم الروح… “خطبتكم كعذراء عفيفة”. الأفكار هي بمثابة زواج، هذا كلام حرفي. عندما تشاهد مقطع فيديو أو فيلمًا، أو تستمع إلى موسيقى، أو ترى شيئًا غير إلهي، أنت يحدث لك إفساد. هناك فرق كبير بين أن تعمل والموسيقى تعمل حولك أو بجانب بيتك، وفرق بين أنك أنت شخصيًا تتورط في أن تضغط عليها وتحضرها. مقاطع الفيديو التافهة قد لا تحتوي على شتائم ولا على ألفاظ ولا على أي شيء، لكن كونها تافهة…

في وقت من الأوقات، كان ابننا عمره قرابة سنة ونصف أو سنتين، كنا نلعب معه ونعرض عليه مقاطع فيديو عبارة عن لعب تُفتح، لعب على شكل البيضة التي بداخلها لعبة. وفي وقت ما، وجدنا أنه بدأ يبكي، وهذا ليس طبيعيًا. ونحن نصلي، كشف لنا الروح القدس الموقف. هذه الفيديوهات بريئة، هل يوجد فيها شيء؟ فما إن أوقفنا عرض الفيديوهات، حتى توقف بكاؤه في الحال. توجد أرواح وراء الأشياء، ليس من الضروري أن تكون واضحة، لكنها تحتوي على قوة موجودة فيها.

لذلك، عندما يتكلم بولس في إصحاح ١٠ “مستأسرين كل فكر”… نرجع لكورنثوس الثانية ١٠، الإصحاح الذي قبله، بولس يتكلم هنا عن حالة السيطرة على الأفكار، وهذه الأفكار عكس ما فهموه عن يسوع، عكس ما فهموه عن الرسل. بدأ يدافع عن رسوليته، بدأ يتكلم عن من هو كرسول. في إصحاح ١٢ بعد ذلك، بدأ يقدم قائمة من الأسباب، أو قائمة في إصحاح ١١ نفسه، وبعدها في ١٢ يتكلم عن الشوكة، أي الاضطهادات التي كان يمر بها.

لذلك في عدد ٥ يقول: “هادمين كل تخيلات ونظريات ومعتقدات”. والمعتقدات تشمل أشياء وخبرات متكررة، متكررة، متكررة، فالشخص وصل إلى مرحلة من المصداقية بأن هذه الفكرة حقيقية، بالأخص لو أنه بدأ يراها مطبقة في حياته بصورة واقعية. يوجد أشخاص حتى في كلمة الله مخدوعون بإنجيل آخر، ليس لأن الكلمة خادعة، بل لأنه يفهم الكلمة بالصورة التي يريد أن يفهمها بها. “مستحكة مسامعهم”، هو نفسه لديه حاجة تلامس ما هو مقتنع به، تخدم ما هو مقتنع به. فتجد الأشخاص طوال الوقت يدورون حول دائرة، وكأنهم باحثون، وكأنهم يدرسون الكلمة، ويعرفون كيف يسكتون الآخرين: “أنا أعرف، أنا أفهم، لا تقلق بشأني”، وهكذا، وهو في النهاية فارغ من الداخل، خاوٍ من الداخل.

ظنون يكون الشخص محبوسًا فيها. وهذه الكلمة عندما تنظر إلى استخداماتها في اليونانية، حسب علماء اللغة، يقولون إنها عبارة عن حالة من الحبس. الحصن الذي كان يحمي الشخص، بدأ معه بريئًا، الفكرة بدأت بريئة معه، إلى أن وصل إلى مرحلة أنه سُجن داخل الفكرة، أصبحت هي سجنه. إلى أن اقتنع، مثل المسجون لسنوات، بأن العالم كله عبارة عن هذه الجدران الأربعة. لا يعلم ولا يفهم معنى وجود شيء خارج هذه الجدران الأربعة. جدار، اثنان، ثلاثة، أربعة، سقف، أرض، انتهى الأمر على ذلك. لا يعلم شيئًا آخر غير الحبس الذي هو محبوس فيه. لدرجة أنه يبدأ يفهم الحياة بهذا المنطلق، يفهم الأمور كلها بهذا المنطلق، ويعتقد، يعتقد واهمًا، أن الناس كلها تعيش في نفس هذه الجدران الأربعة. سجن، بدلًا من أن تكون الأفكار في يوم من الأيام هي التي يتحصن بها من الفكر الشرير، إلى أن وصل إبليس وحبسه في نفس الحصن، نفس الأداة والوسيلة، وهي الذهن، بدأ يُساء استعمالها، فالشخص بدأ يُحبس في هذه الفكرة، وطوال الوقت محبوس.

  • تجربة يسوع: نموذج للانتصار على الأفكار

الأمر يبدأ عندما يكون لدى الشخص فرصة، وإبليس يدرس الفرص. افتح معي كلمة الله، واضحة جدًا فيما حدث مع الرب يسوع في لوقا ٤. نحن نعرف التجارب التي مر بها الرب يسوع.

“١ أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ ٱلْأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَكَانَ يُقْتَادُ بِٱلرُّوحِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ ٢ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا. ٣ وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ، فَقُلْ لِهَذَا ٱلْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزًا».” لوقا ٤: ١-٣.

كان الهجوم عن طريق الأفكار. جاءت فكرة إلى ذهنه عن الخبز، أو بالأحرى عن الحجر، فبدأ إبليس في ذلك الوقت يتكلم إلى ذهنه. هذا لا يعني أن الرب يسوع سقط. أن تأتي عليك الأفكار، هذا لا يعني أنك سقطت.

“٤ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ قَائِلًا: «مَكْتُوبٌ: أَنْ لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ ٱللّٰهِ». ٥ ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ ٱلزَّمَانِ.” لوقا ٤: ٤-٥.

هذا ليس حقيقيًا أنه صعد برجليه. الكتاب يوضح أنه كان في البرية. عدد ١٤ يقول: “وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ ٱلرُّوحِ…”، إذًا هو كان لا يزال في البرية. “ثم أصعده” ذهنيًا.

“٦ وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا ٱلسُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ، لِأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ، وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. ٧ فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ ٱلْجَمِيعُ». ٨ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ وَقَالَ: «ٱذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». ٩ ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ ٱلْهَيْكَلِ…” لوقا ٤: ٦-٩.

هو لا يزال في البرية، لكن ذهنيًا. “…وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ فَٱطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلُ، ١٠ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلَائِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ، ١١ وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لَا تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». ١٢ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لَا تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ».” لوقا ٤: ٩-١٢.

“إنه قيل”، كما قلت، في اليونانية تعني: “قيل لي في روحي، التقطت هذا في روحي”.

“١٣ وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.” لوقا ٤: ١٣.

الكلام هنا واضح جدًا في اليونانية. أول ما أنهى مجموعة الإعدادات التي كان يعدها سابقًا، ما كان مخططًا له أن يفعله. كلمة “أكمل” تعني أن نرجع بالزمن إلى الوراء، حيث اكتشف يسوع بعد أن كان مختبئًا طوال ذلك الوقت. ستقول: “مختبئًا؟” أقول لك: نعم، كانت هناك محاولة لقتله منذ الطفولة، إلى أن وصلنا إلى مرحلة أن الرب تم تهريبه إلى مصر، ثم رجع، واختفى وسط الناس. إبليس لا يعرف كل شيء. متى بدأ يعرف؟ أول ما تعمد يسوع على يد يوحنا، حدث في عالم الروح إدراك بأن هناك شيئًا ما، هذا الشخص هو تقريبًا المسيح. هذه هي الطريقة التي رآها بها إبليس. “حسنًا، لنعقد اجتماعًا”. عقد اجتماعًا، وهناك حالة من الإعداد والتأهب لمحاولة إيقاع الرب يسوع في فخ. فعملوا مجموعة من التجارب، وهذه المجموعة، كونه “أكملها”، معناها أن هذه هي الأوراق التي جهزها في ذلك الوقت، في تلك اللحظة. فأكملها. ترجمات أخرى تذكرها “أكمل السلسلة” أو “أكمل الدائرة” (cycle)، دائرة ظلوا يحاصرونه بها، مستهدفين بالذات ثلاث حاجات أساسية: حواسه الخمسة (الجوع). إذًا هو درس حالته وقال: “هو الآن جائع، هو صائم”. إذًا هو يدرس الحالة ويراها. “الفرصة الآن أمامنا، لنغتنمها قبل أن يأكل. فلنجعله يتورط في شيء خارق للطبيعة”. وفي النهاية، أليس هو قد امتلأ بالروح القدس؟ كانوا يتوقعون أنه سيكون مثل أي نبي. نحن نعرف نهاية الرب يسوع وماذا حدث فيها، أنه مات وقام. هو (إبليس) لا يعرف ماذا سيحدث. افهم هذا جيدًا. هو لا يفهم هذا. هو يُجرِّب ويأمل أن تصيب محاولته. فقال: “حسنًا، لنرَ، هو جائع الآن، لننتهز هذه الفرصة. فلنتعامل مع موضوع الجوع”.

“حسنًا، المسيا حسب النبوات”—إبليس يراها من الأنبياء وشرح الأنبياء—”النبوات تقول إن المسيا سيأتي ويسيطر على الأرض. حسنًا، إذًا نحن نتحدث معه في هذه النقطة بالذات لنجعله يفعلها قبل الميعاد، ولو أوقعناه في شيء، يصبح عبدًا لنا. فلنبدأ”. وبدأ يعطيه تخيلات وتخيلات وتخيلات.

ثم نأتي إلى نقطة أخرى: جسده، كيف نهلكه؟ “حسنًا، نستغل آيات بمفهوم معين”. هذا يحدث مع المؤمنين، يفهمون الكتاب داخل الكتاب، ويُحاربون بآيات من الكتاب. ذهب واقتبس له من الكتاب وقال له: “حسنًا، الكتاب يقول كذا، فهيا طبق هذه الآية، أنت هكذا ستحمى بالملائكة”.

فالكتاب يقول: “ولما أكمل إبليس كل تجربة” كان قد أعدها. وطبعًا كان هناك تقييم مستمر للوضع طوال الأربعين يومًا، مراقبة. “هل أكل؟ لا، لم يأكل. ما هذا؟ لا يزال مستمرًا. هو يصلي، سمعناه يتكلم في هذا الأمر. حسنًا، لنحاربه من هذا الأمر”. فبدأ يتحرك معه بهذا المنطلق. الكتاب يقول: “لما أكمل كل تجربة، فارقه إلى حين”. كلمة “حين” (καιρός – kairos) هنا تعني (opportunity) أو (season). “فارقه إلى حين”، إلى فرصة أخرى. “أنا أبحث عن فرصة أخرى”. هذه الفرصة انتهت، هو لم ينتصر (إبليس)، يعني الرب يسوع عبر في هذا الأمر. “حسنًا، لنرَ فرصة أخرى، وقتًا آخر”. نجد في مواقف أخرى… إذًا الرب يسوع مر بأشياء كثيرة جدًا، كثيرة، كثيرة، كثيرة. في كل لقطة من اللقطات التي كان يمر بها، كانت تحدث حرب تخص اللقطة التي هو فيها. انتقاد الناس، بالتأكيد حورب فيها. الكتاب يقول: “فِيمَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ ٱلْمُجَرَّبِينَ.” عبرانيين ٢: ١٨. إذًا هو عبر، عبر في كل الأشياء التي أنت تعبر فيها من أفكار. هل الفكرة بقيت على الشاشة في داخله؟ هذه هي النقطة.

لذلك، إبليس يسعى إلى الدخول إلى ذهن الإنسان، وهذا الدخول ينتهز الفرصة التي يكون الشخص فيها يمر بشيء معين أو بضغط معين، فتجد إبليس دخل وانتهز هذه الفرصة.

  • خطر التخدير المؤقت مقابل قوة الروح

دعني أقول لك هذا المبدأ: هناك أشخاص يلجأون إلى التخدير المؤقت الموجود داخل جسم الإنسان. داخل جسم الإنسان توجد أنظمة كثيرة جدًا. لو أن الشخص مر بألم شديد، يحدث أن الألم يبدأ يقل، يقل، يقل. في الحقيقة، قد يكون الألم ثابتًا، لكن الجسم يرسل شيئًا يشبه المخدر حتى لا يموت الإنسان. إلى أن يصل إلى مرحلة قد يدخل فيها في غيبوبة (coma) لكي ينزع من الإنسان القدرة على الشعور بالألم في تلك اللحظة، بينما الألم مستمر، وذلك ليفصل حتى لا يحدث انتهاء. فتجد الشخص دخل في مرحلة أن الألم يحدث له تخدير، تثبيط، تقليل.

هناك أناس يعتمدون على هذه النقطة. مثال: حدث موقف معين، فتجد نفسك، إذا كنت متدربًا على أن تفعل ما يطلق عليه “ثبات انفعالي”، وهذا الثبات الانفعالي أنك تمسك نفسك في الحال، لكن ليس بالاعتماد على الروح القدس، ليس بالاعتماد على مبادئ الكلمة، فتثبت فجأة، تثبت في لحظتها، تثبت لمدة من الوقت. تجلس ثابتًا لمدة ساعات، لمدة أيام، وبعد ذلك، أول ما تختلي بنفسك، تواجه الأفكار بصورة شرسة أكثر مما كنت تتخيل. ماذا حدث؟ التخدير المؤقت لجسم الإنسان، الحالة التي يعتمد عليها الكثير من الناس. ويكتشف ويقول: “لم أكن أعرف أن في داخلي بركانًا، لقد انفجرت في البكاء”، لأنه اعتمد على التخدير المؤقت الطبيعي البشري الموجود، ولم يعتمد على قوة الروح القدس في هذه النقطة عن طريق الأفكار السليمة. فتجد الشخص سقط، انهار، تعب، لدرجة أن الناس تنظر إليه وتقول: “لقد أصابته الصدمة فأذهلته”، وهو لا يدري، هو لا يشعر. الموقف صعب جدًا لدرجة أنه دخل في صدمة. تسأله، يقول لك: “أنا بخير تام”. يختلي بنفسه، تجده انصدم. الصدمة موجودة منذ البداية، لكن حدثت حالة من التحميل على النفس البشرية والمشاعر، حدث تخدير مؤقت. الكثيرون يعيشون على هذا المؤقت، ويفاجأون بعد مرور وقت بوجود بركان داخلي.

حياة المؤمن لا يجب أن تكون بهذه الطريقة، لا يجب أن تكون في هذه الفوضى. حياة المؤمن لا يجب أن تكون معتمدة على الأشياء العادية البشرية المؤقتة، بل يجب أن تكون معتمدة على مبادئ الكلمة. إبليس يبحث عن المداخل الشريرة التي يسعى بها لأن ينال من الإنسان.

  • الطريق إلى ذهن مُستقر ومُنتصر

مهمة يسوع: كشف الأفكار

افتح معي لوقا ٢، نبوة عن الرب يسوع. في لوقا ٢، عدد ٣٥، في تلك اللحظة، أول ما دخلوا بالرب يسوع الطفل إلى الهيكل، بدأوا يتفاجأون بأن هناك أناسًا يقولون نبوات.

“٣٤ وَبَارَكَهُمَا سِمْعَانُ، وَقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: «هَا إِنَّ هَذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلَامَةٍ تُقَاوَمُ. ٣٥ وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ».” لوقا ٢: ٣٤-٣٥.

أحد المبادئ أو المهام التي جاء الرب يسوع من أجلها على الأرض هي أن تصير أنت واعيًا وفاهمًا للأفكار. جاء ليصنع خيرًا، وجاء لينقض أعمال إبليس، وجاء من أجل أن يخلص آخرين ويخلص العالم، جاء من أجل، جاء من أجل، جاء من أجل… لكن أحد الأشياء التي جاء من أجلها هي: “أن تُعلن أفكار من قلوب كثيرة”. بسبب مجيء الرب يسوع على الأرض، لا يوجد غموض ناحية موضوع الأفكار. الغموض انتهى، لأن الرب يسوع جاء على الأرض لكي نستطيع أن نعيش ونفهم الذهن البشري، نفهم كيف ندير أفكارنا.

مثل الزارع: خطورة عدم الفهم

أحد الأشياء الحاصلة في حياة أشخاص لا يفهمون مدى أن أفكارهم هي مطمح، هي العملة التي تتعامل بها مملكة النور ومملكة الظلمة.

“١٨ فَٱسْمَعُوا أَنْتُمْ مَثَلَ ٱلزَّارِعِ: ١٩ كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ ٱلْمَلَكُوتِ وَلَا يَفْهَمُ، فَيَأْتِي ٱلشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ. هَذَا هُوَ ٱلْمَزْرُوعُ عَلَى ٱلطَّرِيقِ.” متى ١٣: ١٨-١٩.

ركز معي، افهم جيدًا ما يحدث في حياة الشخص الذي تمر عليه الكلمة ولا يفهمها، أي لا يضع قلبه فيها. قد يكون متواجدًا ويقول: “أنا أحاول”، لكنه لا يضع قلبه. أول ما يضع قلبه، يبدأ يفهم. إن لم يفهم، فكلمة الله ليست سحرًا، هي مصنوعة لكي تُفهم. إن لم تفهمها، فهذا مثل المنهج الذي تدرسه، إن لم تفهمه، فلن تستفيد منه. قد تكون جالسًا في الفصل، لكنك لم تفهمه، لم تتشربه، لم تأخذه، لم يتحول إلى طريقة تفكيرك. معنى “يفهم” هو أن الشخص يحاول أن يجعل هذا هو طريقة تفكيره، يبدأ يلزم أفكاره بناءً على الكلمة. “يفهم” معناها أن هذا الشخص وضع الأمر موضع التنفيذ.

الذي لم يفهم هو مثل البذرة التي وقعت في الطريق، أي مكان الممرات التي تمشي فيها الماشية وقت الزرع. طبيعيًا، هذه الأرض صارت غير قابلة للزرع. فالرجل يمشي، وقعت حبة، اثنتان، ثلاث من البذار على الأرض، لا يوجد لها مكان، لم يحدث لها فهم، استيعاب. التربة لم تحتضن هذا الكلام. الكلام يأتي ويرجع مرة أخرى يرد على الشخص الذي يتكلمه. الشخص لا يضع قلبه، حالة من العناد، محصن، محصن في أفكاره، محصن. بدأ يصل إلى مرحلة عناد داخلي وهو لا يدري، إلى أن تضطر الناس أن تجلس وتهدم هذه الأفكار في ذهنه، تهدم. إبليس جالس في حياة الشخص بأفكاره، والشخص محبوس في هذه الصور والتخيلات. الهدم يحدث عبر تدخل الناس لمساعدة الشخص، ليس عبر الصلاة. أحيانًا الصلاة تساعد بشيء، لكن عبر أن يتعلم الشخص كيف يدير أفكاره. هذا هو السبب الذي أتكلم من أجله في هذه السلسلة، كيف يبدأ يقول: “كلمة الله هي الأصدق”.

فيقول: “كل من يسمع كلمة الملكوت أو تعليم الملكوت ولا يفهم، فيأتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه”. يعني المفترض أن هذه البذرة وقعت، والمفروض أنها تكون قد زُرعت، لكنه لم يفهمها. إبليس يسحب الشخص.

“٣٨ وَٱلْحَقْلُ هُوَ ٱلْعَالَمُ. وَٱلزَّرْعُ ٱلْجَيِّدُ هُوَ بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ. وَٱلزَّوَانُ هُوَ بَنُو ٱلشِّرِّيرِ. ٣٩ وَٱلْعَدُوُّ ٱلَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. وَٱلْحَصَادُ هُوَ ٱنْقِضَاءُ ٱلْعَالَمِ. وَٱلْحَصَّادُونَ هُمُ ٱلْمَلَائِكَةُ.” متى ١٣: ٣٨-٣٩.

الرب يسوع يشرح مثلًا آخر. لكن واضح جدًا أن لإبليس نوع زرع آخر. معنى ذلك، عندما ننظر إلى ما يحدث في أفكار الإنسان، يوجد من يزرع. قد يكون مستغلًا فترة من حياتك كنت منفتحًا فيها على أشياء، أو لا تزال، أو ظرفًا صعبًا مررت به، فيدخل إبليس من هذه النقطة ويستلم.

سقوط شاول: الفراغ الروحي والعناد

دعني أقرأ معك شاهدًا في هذا الأمر. نحن نفهم الذهن، كيف يستأثر الشخص فكرة.

“١٤ وَذَهَبَ رُوحُ ٱلرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ، وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ.” (صموئيل الأول ١٦: ١٤).

حتى الناس الذين يعلقون من الآبائيات هناك يقولون: ليس الرب هو الذي جلبه لنفسه، لكن معروف أن صموئيل كتب بلغة الجو العام والشارع في ذلك الوقت، فيقولون: “الناس تقول إن الرب جلبه”، لكن ليس الرب هو الذي جلبه. هذا مشروح على الموقع باستفاضة. هذا من ناحية كلمة “من قبل”. لكن “وذهب روح الرب من عند شاول، وبغته روح رديء”. ما الذي جعل شاول يصل إلى هذه النقطة الشريرة؟ الموضوع لم يبدأ فقط في هذا الموقف. نرجع إلى إصحاح وراء، إصحاح ١٥.

“٢٢ فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «هَلْ مَسَرَّةُ ٱلرَّبِّ بِٱلْمُحْرَقَاتِ وَٱلذَّبَائِحِ كَمَا بِٱسْتِمَاعِ صَوْتِ ٱلرَّبِّ؟ هُوَذَا ٱلِٱسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ ٱلذَّبِيحَةِ، وَٱلْإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ ٱلْكِبَاشِ. ٢٣ لِأَنَّ ٱلتَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ ٱلْعِرَافَةِ، وَٱلْعِنَادُ كَٱلْوَثَنِ وَٱلتَّرَافِيمِ. لِأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلَامَ ٱلرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ ٱلْمُلْكِ».” (صموئيل الأول ١٥: ٢٢-٢٣).

بدأ شاول يتحرك بعناد، قلبه امتلأ بأنه يتعالى على ما قيل له، بأنه ينتظر النبي. بدأ يتحرك بصورة أنه يقدم ذبائح لم يكن من المفترض أن يقدمها، ويجعل الشعب يتحرك في شيء ليس دوره. فقال له: “التمرد كخطية العرافة، والعناد كالوثن والترافيم. لأنك رفضت كلام الرب، رفضك من الملك”. بدأ يتوب لحظيًا.

“٢٤ فَقَالَ شَاوُلُ لِصَمُوئِيلَ: «أَخْطَأْتُ لِأَنِّي تَعَدَّيْتُ قَوْلَ ٱلرَّبِّ وَكَلَامَكَ، لِأَنِّي خِفْتُ مِنَ ٱلشَّعْبِ وَسَمِعْتُ لِصَوْتِهِمْ. ٢٥ وَٱلْآنَ فَٱغْفِرْ خَطِيَّتِي وَٱرْجِعْ مَعِي فَأَسْجُدَ لِلرَّبِّ».” (صموئيل الأول ١٥: ٢٤-٢٥).

بعد ذلك، نرى في عدد ٣٥: “وَلَمْ يَعُدْ صَمُوئِيلُ لِرُؤْيَةِ شَاوُلَ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِ، لِأَنَّ صَمُوئِيلَ نَاحَ عَلَى شَاوُلَ، وَٱلرَّبُّ نَدِمَ لِأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.” (صموئيل الأول ١٥: ٣٥).

وحدث في الإصحاح الذي بعده أن الروح القدس ترك شاول. أول ما ترك شاول، دخل الروح الشرير بصورة مرعبة. وكلمة “بغته” تعني شيئًا مفاجئًا ومسيطرًا ومحزنًا. دخل، فشعر فجأة بحزن. بدأت أعراض الروح الشرير هذا تحصل بأنه يبدأ يكسر ويعمل أشياء غريبة، إلى أن طلبوا شخصًا يعزف، وكان هو داود.

إذًا، ما الذي يحدث؟ الفراغ يساوي أن الأرواح الشريرة تنتهز الفرصة. عندما تنظر إلى هذا المبدأ، أول ما يوضع الشخص في مكان فيه فراغ، قد يكون نتيجة ألم، حزن، اكتئاب، قد يكون نتيجة أن الشخص متألم على شيء معين، ضاع الملك منه، كل طموحاته ضاعت، المشروع ضاع. أول ما فعل ذلك—وهذا لم يكن حاصلًا فقط بسبب هذا الموقف، بل يسبقه عناد، يسبقه قلب لا يحترم قياداته الروحية، لا يثق، لديه رأيه الشخصي. في تلك اللحظة، أدى به الأمر إلى أن فعل أشياء أدت إلى تبعات خطيرة، وهو الآن يحصد هذه التبعات. بدأ يحدث حالة من أن الروح الشرير انتهز أن هذا الشخص بدأ يسمح بالمرارة والحزن في قلبه، إلى أن وصلت إلى مرحلة أن الروح القدس لا يمكن أن يبقى في شيء كهذا.

عندما تنظر إلى المقولات الشهيرة من الحاخامات (Rabbis) والمعلمين في ذلك الوقت، يقولون كم أن “الشكينة” (Shekinah)، أي الحضور الإلهي، السكنى الإلهية، لا يمكنها أن تحيا في وسط الحزن. لا يمكن لحضور الله أن يحيا في وسط الحزن، أو الكسل، أو السخرية، أو أن يتكلم الشخص كلامًا تافهًا. لكنها فقط تتواجد في وسط فرحة الشخص وتفكيره في الكلمة. هذا حسب مقولات السنهدريم ٣٩أ. هذه من ضمن المقولات المشهورة.

من ضمن الأشياء، أول ما نظر داود إلى شاول في وضعه، بدأ يخشى. من ضمن المقولات التي قالها في مزمور ٥١: “لا تنزع روحك مني”. “لا أريد أن أرى ما يحدث مع شاول يحدث معي”. “لا أريد أن يحدث…”. شاول كشخص عاقل جدًا وطبيعي، لكن دوافع قلبه استدعت الأمر هكذا. دوافع القلب أدت إلى استدعاء فراغ داخلي، والفراغ الداخلي أدى إلى دخول واقتحام الروح الشرير على ذهن الشخص وعلى قلبه، إلى أن وصل إلى مرحلة أنه بدأ يعمل أشياء غريبة.

العلاج الإلهي للقلق: التأمل في عظمة الخالق

افتح معي تكوين ١. دعنا نفهم أكثر. كلمات لها مغزى. عدد ١: “١ فِي ٱلْبَدْءِ خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلْأَرْضَ.” تكوين ١: ١. وعندما تنظر إلى هذه الكلمات، المفسرون لديهم يقولون إنك تحمي نفسك من أن تصاحبك الأرواح الشريرة بأن تتذكر أن الرب هو الذي خلق كل شيء. كلام يبدو بسيطًا، لكن في الحقيقة الموضوع خطير.

عندما تكلم الرب يسوع في متى ٦، عدد ٢٥، لكي يعالج القلق، لكي يعالج مشكلة الاضطراب:

“٢٥ لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لَا تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلَا لِأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ ٱلْحَيَايَةُ أَفْضَلَ مِنَ ٱلطَّعَامِ، وَٱلْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ ٱللِّبَاسِ؟ ٢٦ اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ: إِنَّهَا لَا تَزْرَعُ وَلَا تَحْصُدُ وَلَا تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِٱلْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ ٢٧ وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا ٱهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟ ٢٨ وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِٱللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ ٱلْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لَا تَتْعَبُ وَلَا تَغْزِلُ. ٢٩ وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلَا سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. ٣٠ فَإِنْ كَانَ عُشْبُ ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي يُوجَدُ ٱلْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي ٱلتَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ ٱللّٰهُ هَكَذَا، أَفَلَيْسَ بِٱلْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟ ٣١ فَلَا تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ ٣٢ فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا ٱلْأُمَمُ. لِأَنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. ٣٣ لَكِنِ ٱطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلَّهَا تُزَادُ لَكُمْ. ٣٤ فَلَا تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لِأَنَّ ٱلْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي ٱلْيَوْمَ شَرُّهُ.” متى ٦: ٢٥-٣٤.

إذًا، تعامل مع اليوم، لا تتعامل مع ما هو آتٍ. ما هي الطريقة التي أخذهم بها الرب لكي يغير طريقة تفكيرهم؟ دعوة إلى التأمل في الحيوانات والنباتات. فنرجع إلى تكوين ١: ١. الكتاب يوضح أنه “في البدء خلق الله”. ماذا يعني هذا؟ يعني أنه له الأحقية في الأرض، له السيادة، هو المسؤول عن كل شيء في الأرض، إيجابيًا وليس سلبيًا. هو المسؤول أن يطعم الذي خلقه. بنفس سياق تكوين ١، عندما قال لهم: “لماذا أنتم قلقون؟”، قال لهم: “ارجعوا تأملوا في الطيور”. معنى ذلك أن تكوين ١: ١، أول شيء في الوحي، هي دعوة للتأمل، بناءً على كلام الرب يسوع. هي دعوة للناس أن يفهموا المصدر الحقيقي للروعة التي اعتادوا عليها.

أريد أن أقف عند هذه النقطة وأقول: المشكلة تحدث في “الاعتيادية”. الاعتيادية أن الشخص يرى الأشياء المخلوقة ويقول: “حسنًا، هذا أمر عادي”. من الذي يخفض ويقلل في ذهن الإنسان، في حين أن ربنا يسوع نفسه يلمع هذا في ذهن الإنسان؟ إبليس. الشيء الذي ينبهر به الإنسان هو الشيء الذي يحدث لأول مرة، ثاني مرة، ثالث مرة، إلى أن ينتهي البريق واللمعان، وينتهي كل شيء جميل، مع أنه لا يزال جميلًا. طارد الخوف هو أن يتأمل الشخص في الرب. هذا الإله مسؤول عن أن يكسو ويأكل، كيف أقلق في شيء كهذا؟ ويرجع الإنسان مرة أخرى إلى تكوين ١: “في البدء خلق هذا الإله كل شيء تراه من الطبيعة”—دون تخريبها طبعًا، ليس هو وراء البراكين والزوابع وهكذا، لكنه يتكلم عن الشيء السليم.

فتخيل معي أنه في وسط الأشياء التي الناس محاطون بها، لا يعلمون أن علاجهم موجود فيها، عن طريق التأمل. إذًا، اللعبة في الأفكار. لم يقف الرب يسوع ينتهر الهم والخوف، لم يقل لهم: “أمسكوا أيدي بعضكم البعض”، “باسم يسوع أنا أنتهر هذا القلق والخوف من أذهانكم في هذه اللحظة، هيا أنتم أحرار”. علاج الخوف والهم يأتي نتيجة أن يتذكر الشخص عمل الرب.

لماذا يجب أن تستأثر بأفكارك؟

من هنا، أحب أن أقول النقطة التي سندرسها في هذه السلسلة. أولًا، أن تفهم أن تستأثر بفكرك. هذا وحده طارد للخوف، وهذا يجعلك تعرف كيف تعبد بصورة عميقة. قد لا يكون متاحًا لك أن ترى الطيور والنباتات، قد تكون في مكان لا تستطيع أن ترى فيه شيئًا كهذا. يكفي أن تنظر إلى جسمك، هذا الجسم الذي خُلق من هذا الإله العظيم، كل خلية فيه تعمل، والعلم لا يزال يكتشف ولا يزال يفهم فيه.

  1. أن تعبد بصورة حقيقية: لا تحدث اعتيادية. الاعتيادية هي حالة التخفيض والتقليل التي تحدث في أذهان الناس، عندما يبدأ يرى الأمور “عادية”. لا، الرب قال لهم: “قف، اهدأ، تأمل”. كم مرة وجدت فيها طائرًا نحيفًا لا يستطيع أن يأكل أو ليس لديه أكل؟ لم يوجد. كل الطيور بنفس شكلها، بنفس تكوين جسمها، بنفس هيئتها، كأنها نسخ. من أين، من أين يجدون الأكل؟ عندما تنظر إلى الطائر وهو ينقر في الصباح، هو يأكل، كيف عرف أن هنا يوجد أكل؟ الكتاب يقول: “أبوكم هو الذي يقوتها”. إذًا، القوة الدافعة وراء أن هذا الطائر يكتشف أن هنا يوجد أكل، وأن يوضع له أكل في هذا المكان—مع أنك لا تتوقع أن تجد أكلًا في هذا المكان، إلا أنك قد تحتاج أن تدقق، تقف في مكان وترى، هل هو فعلًا أكل؟ كيف؟ هناك شيء غريب. يقول لك: نفس هذه القوة التي “يقوتها”، هو الذي يطعمها، هو الذي يعتني بها، تعمل من أجلك. لا تحتاج أن تصلي من أجل شيء كهذا. دعوة للتأمل، دعوة للتأمل. قال لهم: “انظروا، تأملوا، اهدأوا، تعودوا أن تروا الحياة”. إن كنت تتأمل ولا تعتاد على ما يحدث معك من روعة وخير، فلن يفرغ ذهنك أبدًا ويبقى فارغًا. ما حدث مع شاول هو حالة فراغ. أول ما مر بضغطة وقيل له: “المملكة لن تكمل معك يا شاول”، كان بإمكانه أن يكمل حياته بصورة عادية. لكنه ازداد شراسة، ازداد شراسة، إلى أن وصل—كما شرحت في “ذبائح الروحية”—لأول مرة يمد إنسان يده، بعد أن خرج الشعب بأيدٍ قديرة، يمد يده على كهنة الرب ويقتلهم. لا يعترف بمعنى السلطان الروحي، يمثل على الناس. امتلأ بأنه يبحث عن مسيح الرب لقتله، داود. بدأ يصل إلى حالة منافسة، إلى مرحلة أن ابنه يقول له: “أنت لا تفهم”، وشتمه، “أنت تترك السلطان، كيف؟”. لا يزال هناك شخص آخر، لا يزال غير معترف بأن ما قاله النبي سيحدث. لا يزال يكابد ويسعى إلى تمليك ابنه. هو سمع كلمة واضحة جدًا: “لن تكمل على هذا الكرسي”. فوقف وجلس يحارب في داود، وهو لا يعلم أنه يحارب الرب شخصيًا، إلى أن انتهى نهاية بائسة. كان من الممكن أن يستمر الروح القدس، نعم، كان من الممكن أن يستمر. لا تنسَ أنه حدث تلاحم بين داود وسليمان، داود سلم سليمان السلطان، لم يفرغ داود من روح الرب. يعني كان من الممكن أن يستمر شاول مستمتعًا بعلاقته مع الرب. لكن حسنًا، أخطأ خطأ جعله لا يصلح أن يكمل في السلطة، لكن كان من الممكن أن يستمتع بروح الرب. لكنه بدأ يتمرمر داخليًا، مرارة وحزن وتعب وعناء وأفكار ومحاولات عكس الرب مرة أخرى. في المرة الأولى فعلها وأخطأ، خطأ لم يتعلم منه، إلى أن وصل إلى هذه المرحلة. لذلك، المعاند هو شخص لا يمكن رجوعه عن أفكاره إلا إذا كُسرت هذه الحصون في ذهنه. يسعى إلى أن يرضيه الآخر، وهو لا يعلم أنه هو المتعب والمسجون. أي شخص معاند في فكرة غير كتابية—أتكلم على مقياسنا في الكلمة—أي شخص كهذا لم يبدأ هذا في يوم وليلة. لم يكن هناك أحد في حياته يقول له: “أنت مخطئ”، لم يوجهه أحد، لم يعمل أحد على حياته. لذلك كبر على الخطأ، إلى أن تعلم هذا الأمر. هذا يحتاج إلى كشف روحي حقيقي. الشخص يجب أن يفهم جيدًا أن هناك شيئًا فوقه يكشف له. لذلك، أهمية أن يتعرض الشخص للكلمة.

إذًا، أولًا، أهمية أن تستأثر بفكرك هي أن تعبد بقلب عميق وبعبادة حقيقية، لا تحدث حالة اعتيادية.

  1. أن تُحمى من الخداع: من ضمن الخداع هو حالة التخدير المؤقت التي تحدث في نفسية الإنسان وجسمه عندما يمر بموقف معين، فيبدو أنه مر بالأمر عاديًا، إلى أن يأتي الليل أو يأتي اليوم التالي، ويأتي موقف آخر يذكره، فينفجر مثل البالون الذي كان ممتلئًا. هو لا يعرف أنه كان في حالة من السُّكْر. السُّكْر هذا، الكتاب يتكلم عنه في أمثال ٢٦. الشخص الذي في حالة سكر يشبه تمامًا شخصًا لا يستطيع أن يحس. “٩ شَوْكٌ مُرْتَفِعٌ بِيَدِ سَكْرَانَ، هَكَذَا مَثَلٌ فِي فَمِ ٱلْجُهَّالِ.” أمثال ٢٦: ٩. السُّكْر هنا ليس بالضرورة أن يكون شخصًا يشرب شيئًا، لكنها حالة التخدير المؤقتة التي تحدث في جسم الإنسان. الجسم مصمم أن يحدث حالة من الدعم (support) المؤقت، لكن يجب على الشخص أن يستخدم كلمة الله.
  2. أن تفهم ماذا يعني أن تستأثر بفكرك وتتحكم في ذهنك: أن تعرف كيف تمشي في مشيئة الله، تعرف كيف تتحرك في مشيئة الله. الكتاب يتكلم في رومية ٨، عدد ١٤: “١٤ لِأَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ ٱللّٰهِ، فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ ٱللّٰهِ.” رومية ٨: ١٤. كلمة “ينقادون”، كما قلت قبل ذلك، تأتي بمعنى الطوق الذي يوضع على رقبة الحيوانات، أن الشخص يمشي داخل شيء واضح. اعتقاد خاطئ أن الناس تظن أن صوت الرب يجب أن يكون شيئًا غريبًا وشاذًا، يجب أن يكون شيئًا عجيبًا، وإلا فلن يكون صوت الرب. شيء معتاد لا يمكن أن يكون صوت الرب.
  3. إيمانك سيُبنى: أول ما تفهم كلمة الله ويتم التحكم في ذهنك. لذلك، في رومية ١٠، عدد ١٧، الكتاب يقول: “١٧ إِذًا ٱلْإِيمَانُ بِٱلْخَبَرِ، وَٱلْخَبَرُ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ.” رومية ١٠: ١٧. إذًا، الإيمان لا يأتي بأن يعطينا الرب إيمانًا، بل بأن تفهم. ماذا لو أن ذهنك غير مسيطر عليه من الكلمة؟ ماذا لو أن أفكارك تظل تسرح؟ سنتكلم عن هذا في السلسلة. ماذا عن ذهنك الذي يسرح ويكبر الموضوع، يكبر بداخله؟ وهناك من تدرب على أن الفكرة تأخذ حجمًا كبيرًا في لحظات سريعة، وهو ما يجب أن يحدث مع الكلمة.

لذلك، تذكر جيدًا، كما قلت في اجتماعات الأعضاء، أن أسرع من سرعة الضوء هو الأفكار. النور الذي تراه من الشمس اليوم وأنت واقف ورأيت نور هذه اللحظة، هذا كان موجودًا في الشمس منذ ثماني دقائق، ووصل إليك الآن وأنت واقف بعد ثماني دقائق بسبب المسافة وسرعة الضوء. لكن فكر في الشمس، في لحظة تجد نفسك فكرت في الشمس، لا توجد مسافة. التفكير، عالم الروح، مرتبط بالفكر، وهو أسرع من سرعة الضوء. وهذه الأفكار تأخذ تجسيدًا وحقيقة وتتحول إلى واقع في حياة الشخص لو مشي على خطوات معينة. هي في الأول كبذرة. هو يتزاوج مع عالم الروح. يقول لهم: “كعذراء عفيفة، أنا لا أريد أن يفسد ذهنكم”. لذلك، ما حدث مع حواء، قال لهم: “أفسدت ذهنها”. إفساد ذهنها يساوي أنها لم تعد عذراء في عالم الروح، لم تعد (single)، غير مرتبطة. هي الآن تزاوجت مع عالم الروح عبر الذهن. الذهن هو هكذا، هو الطريقة التي يحدث بها التحام وإنتاجية. إنتاجية! أي فكرة تنتظر الذهن لكي تنتج، رحم الذهن، رحم. لذلك، اليوم تفكر، وغدًا وبعده، وتتحول إلى حقيقة. فكر صح. ما أنت عليه اليوم من اكتئاب وحزن يأتي نتيجة أفكار.

إدارة الذهن أمر حتمي. أي شيء فارغ في ذهنك تملأه أرواح. أي شيء ممتلئ بالكلمة يملأه الروح القدس. لا يبقى فراغ، لا يوجد شيء (vacuum) في عالم الروح. في مؤتمر “الترميز”، شرحت هذا، كيف أنك عندما تفتح معلبات، أيًا كان نوعها، تسمع صوتًا. لماذا؟ لأنهم أفرغوا الهواء، عملوا (vacuuming)، سحبوا الهواء. لماذا؟ حتى لا تحدث بكتيريا، حتى لا تحدث حالة من النمو الداخلي. فأول ما تفتحها، يقول لك: “يجب أن تستخدمها في خلال كذا من تاريخ الفتح”. لماذا؟ لأنهم يعرفون بالمواد الحافظة التي وضعوها أن العمر الافتراضي للشيء مع وجود هواء سيحدث تزاوج ونمو. بالتالي، هم أفرغوا الهواء هذا لكي يبقى الشيء على الرف في المحلات إلى أن يباع. بعد أن يُفتح، يجب أن يُستخدم. نفس الفكرة، الذهن هو هكذا. الذهن لا يمكن أن يبقى فارغًا. لا توجد قوة جبرية لتفريغ الذهن، وهذا خيال أن يعتقد الإنسان أن الذهن يجب أن يبقى فارغًا. يقول: “أتمنى أن أعود لأيام زمان”. هي ليست أيام زمان، هي أيام الطفولة الروحية، عندما لم تكن تعرف كيف تقود ذهنك. إلى أن كبرت، المفروض أن تقود ذهنك، فتُصدم، تجلس مصدومًا بالأفكار التي تأتي. هي موجودة منذ زمان.

مثلما أشرح كثيرًا، الطائر الذي يجلس في العش طوال الوقت، لم يكن يعرف أن هناك شيئًا اسمه جاذبية (gravity). إلى أن جاء اليوم الذي يجب أن يخرج فيه من عشه ويواجه الحياة. إلى أن بدأ يخرج، ويفاجأ بأن هناك شيئًا يسحبه لأسفل. ومرة سيصطدم بالأرض، ومرة سيصطدم بالأرض. بدأ يقاوم شيئًا هو موجود منذ البداية، لكنه كان محمولًا على جناح الأب والأم طوال الوقت، محفوظًا للوقت الذي يكبر فيه، يُطعم، يُطعم، إلى أن يعرف كيف يستخدم جناحه، إلى أن يستعمل جناحه. وأول ما ينجح في هذا، يطير من غير أي مشاكل، والموضوع لا يصبح مشكلة. لكن هناك مرحلة من المقاومة في الأول. عند هذه المرحلة، الكثير من الناس يقفون ويفشلون، لا يعرفون كيف يديرون ذهنهم، لا يعرفون كيف يديرون أجسادهم. لذلك، عندما شرحت كيف تدير نفسك وجسدك، أوضحت مدى خطورة الأمر.

لكن استئسار الفكرة، أريد أن أركز على كيف تتعامل مع الأفكار الملحة، علمًا بأن إبليس يسعى دائمًا للدخول على ذهن الإنسان وإيحاءاته.

الخاتمة: روح القوة والمحبة والنصح

سأقول هذه النقطة ونصلي. تذكر جيدًا أن الملائكة التي تظهر للناس في الأحلام، مثل قصة يوسف، حدث أنه قيل له: “هيا اخرج بالرب يسوع، خذه واهرب به”. الأحلام الموجودة في كلمة الله التي يظهر فيها ملاك لشخص في حلم، معنى ذلك أن هذه الملائكة مقدسة، مبعوثة من الرب. لكن في ذلك الوقت، حدث انفتاح من عالم الروح، أن الشخص حدثت له حالة أن الملاك أقحم نفسه ودخل على فكر الإنسان وخياله وصوته الواعي في ذهنه وتكلم معه. إذًا، الملاك يستطيع أن يفعل ذلك. إبليس، أو دعنا نقولها بالضد، الملائكة الساقطة نزلت وسقطت بقدرتها هي نفسها، تستطيع أن تدخل وتُقحم نفسها وتفرض فكرة على الإنسان وتوهمه أنها فكرته. من هنا، تجد الشخص يعتقد أن هذه الفكرة فكرته، لأنها تأتي بنفس صوته الداخلي، لا يوجد شيء غريب، لا يشعر بغرابة. فيصل إلى مرحلة أنه مقتنع طالما أن الفكرة جاءت له. لا يعلم أنه يجب أن يقاومها، لا يعلم مصدرها. إنه عدو! ما من شيء غير كلمة الله يقول له: “هذا عدو”. ما من نور آخر. لو أنه لا يتعرض للكلمة، لن يفهم أن هذا عدو. لو أن كلمة الله فهم منها هذا، سيكتشف أنه يجب أن يغربل أفكاره، يجب أن يغربل ويتعامل مع الأفكار. لذلك، الشخص أول ما يأتي ليتعامل مع الأفكار، ويعرف ويفهم مصدرها، ويتعامل مع المصدر، ولا يفتح الباب للفكرة ليفكر فيها فلا تنفجر فيه. قد تكون ملحة، قد تكون ملحة، لكن هناك حالة من أن الشخص يقف ضد هذا، ويفهم ويكتشف أن هذه فكرة شريرة. هذا هو ما سيساعدك الروح القدس أن تفهمه من خلال الكلمة.

لذلك، دعني أختم بهذا الشاهد ونصلي. كلمة الله جعلتنا نفهم. الرب يسوع جاء على الأرض لكي تُكشف الأفكار ولا يعود هناك غموض في إدارة الذهن.

“٧ لِأَنَّ ٱللّٰهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ ٱلْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ ٱلْقُوَّةِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلنُّصْحِ.” (تيموثاوس الثانية ١: ٧).

الأدق أن تُفهم: “الله لم يعطنا روح الخوف”. “بل روح القوة والمحبة والذهن المسيطر عليه”. “النصح” معناها الذهن المسيطر عليه، الذهن المتحكم فيه. الله لم يعطنا روح الخوف، بل روح القوة والمحبة والذهن المسيطر عليه.

دعنا نقف مع بعض ونسلم للروح القدس. أريدك أن تعيش حياة فيها سيطرة على ذهنك. أنت لديك هذه الإمكانيات، لديك روح—هذه ليست الروح القدس هنا، بل روحك الإنسانية—لديك روح القوة، لديك روح المحبة، لديك روح السيطرة على ذهنك. أنك تعرف كيف تأخذ قرارات صحيحة، أنك تفهم كيف تدير فكرك بصورة صحيحة، أنك تعرف كيف تتعامل مع الأفكار الملحة الشديدة وتقف بكل جرأة ضدها. تذكر أن مصارعتنا ليست مع دم ولحم. تذكر هذا جيدًا، أن أسلحة محاربتنا ليست جسدية. لا تتعامل مع الأمور الروحية، وهي الأفكار، بصورة جسدية. الحل موجود في أن تفهم كلمة الله. ما أروع يسوع الذي جاء لكي يجعل الأفكار تُكشف والأمور تصير واضحة. في العهد القديم، كانوا محتارين، هذا الذهن كيف يدار؟ كانوا يلهجون في الكلمة، يسيطرون على أذهانهم. آن الأوان للذين لديهم روح أن يسيطروا على أذهانهم الآن في العهد الجديد. لديك القدرة، لديك القدرة أن تجعل ذهنك في حالة استقرار. هذا ما يؤثر على نومك، هذا ما يؤثر على صحتك وعلى خلايا جسدك. هذا ما يؤثر في أنك تترك فراغًا فيدخل إبليس ويقتحم. املأ نفسك بالروح القدس، املأ نفسك بحب الرب، بالكلمة. تأمل، “تأملوا، انظروا”. انظر إلى زنابق الحقل، انظر إلى النباتات حولك، انظر إلى الطيور حولك، انظر إلى السماء، انظر إلى الأرض، انظر إلى الجبال، انظر إلى جسدك، انظر إلى كل الأمور التي لا يزال العالم اليوم يكتشف ويعرف فيها. أيُعقل أن هذا الإله يخلقها وهي في لحظة تشتعل، وهذا الطائر يأتي وقته ويموت، وهذا النبات يأتي وقته ويحترق ويموت، ألا يهتم بك أنت؟ ألا يعتني بك أنت؟ “في البدء خلق الله السماوات والأرض”. هو صاحب هذه الأرض، هو خالق هذه الأرض، هو الذي يقوت، هو الذي يعتني، هو الذي يعطي القوت والكسوة. هذا الإله إله عظيم. لن نعتاد على هذه الأمور، بل نهاب ونقدر عمل الروح القدس في الخليقة. نفرح ونعبده بكل القلب، لأن حياتنا ليست حياة عادية. يعتني بنا خالق السماء والأرض. وقف إبراهيم وقال: “هذا هو رب السماء والأرض، هذا هو، هذا هو الذي أعبده. أنا لا أبحث عن أصنام ولا عن أي آلهة أخرى. رب السماء والأرض، هو خالق كل شيء، هو الذي لا ينام ولا ينعس. أنت تنام، وهو يهتم بك، هو يعتني بكل ما يخصك”. أيُعقل أن يبقى مصيرك تحت رحمة أحد؟ أيُعقل أن هناك أشخاصًا يمكنهم أن يسيطروا على حياتك؟ أيُعقل أن هناك أفكارًا يمكنها أن تسيطر على حياتك؟ أيُعقل أن أرواحًا شريرة يمكنها أن تقف وتسيطر؟ لك أنت أُعطيت روح القوة والمحبة والنصح. هذا وقت فيه تهلل وتفرح، حتى لو كنت تشعر بأي شيء، حتى لو كانت أفكارك ممتلئة، ممتلئة، ممتلئة، وكنت محصنًا، محصنًا، محبوسًا في هذه الأفكار. آن الأوان أن تقول لإبليس: “ليس لك مكان في ذهني. لن أتزاوج مع عالم الروح ثانيًا. أحافظ على عذراويتي، أحافظ على قلبي للرب، أحافظ على نقاء قلبي للرب. لن أسمح بقبول هذه الأفكار ثانيًا”. ارفضها، الأفكار الشريرة هذه. أنا أرفض كل نشاط شيطاني على ذهني. أي حزن، أي شيء أنت تسمح به، الروح القدس لا يمكن أن يعمل فيه. هذا وقت تستدعي فيه الأرواح الشريرة بالحزن والمرارة. الآن قف وقل: “كلا، لن أسمح بالحزن، لن أسمح بالأسى”. إياك أن تظن أن هذه هي طبيعتك، كلا، ليس هناك من طبيعته هكذا. لا يوجد ما يطلق عليه “الذهن المحايد” (neutral mind). حتى لو استطاع الطب أن يوجد ذلك، سيظل هو متجهًا في اتجاه معين. أنا وأنت مدعوون لنفهم كلمة الله، كيف تفكر، ونحيا بقوة الروح القدس، وليس بالتخدير البشري العادي، وليس لأن الظروف تحسنت أو سمعت كلامًا طيبًا فتطمئن ثم تحزن أول ما تسمع كلامًا سلبيًا. الذهن الثابت، الذهن الذي يصلح أن ينقاد بالروح القدس، حوله طوق، مقيد بالكلمة فقط. “مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح”. شكرًا يا روح الله، هللويا.

ملخص النقاط الرئيسية:

  • الذهن هو ساحة المعركة الروحية: إنه حلقة الوصل بين عالم الروح والعالم المادي، وإدارته تحدد وجهة حياتك.
  • الأفكار الخاطئة هي أسلحة العدو: إن تم قبولها، تتحول إلى “حصون” من الظنون والمعتقدات الكاذبة التي تسجنك.
  • أسلحتنا روحية وقادرة بالله: نحن لا نحارب بطرق جسدية، بل بأسلحة روحية قادرة على هدم هذه الحصون، وذلك عبر تجديد الذهن بكلمة الله.
  • يجب “استئسار” كل فكر: يتطلب الأمر سيطرة كاملة على الأفكار وإخضاعها لطاعة المسيح، كما فعل يسوع في تجربته بالبرية.
  • الفراغ الروحي والحزن يفتحان الباب لإبليس: كما حدث مع شاول، فإن العناد والمرارة والحزن تخلق فراغًا روحيًا تستغله الأرواح الشريرة.
  • العلاج الإلهي للقلق هو التأمل: دعا يسوع تلاميذه للتأمل في عظمة الله ورعايته لخليقته كطارد للخوف والقلق، وهذا يبدأ من حقيقة أن “الله خلق كل شيء”.
  • الاعتماد على القوة الإلهية لا التخدير البشري: لا تعتمد على الثبات الانفعالي البشري المؤقت، بل على قوة الروح القدس التي تأتي من خلال الأفكار السليمة المبنية على الكلمة.
  • الله لم يعطِنا روح الفشل (الخوف): لقد أعطانا روح القوة والمحبة والذهن المسيطر عليه (النصح)، مما يمنحنا القدرة على إدارة أفكارنا والانتصار.
    ــــــــــــــــــــــــــــمن تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا. 

    Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Hide picture