وَأَمَّا بِخُصُوصِ الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَلاَ أُرِيدُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَمْرُهَا. (2)تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ، عِنْدَمَا كُنْتُمْ مِنَ الأُمَمِ، كُنْتُمْ تَنْجَرِفُونَ إِلَى الأَصْنَامِ الْخَرْسَاءِ أَيَّمَا انْجِرَافٍ. (3)لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَنَّهُ لاَ أَحَدَ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: «اللَّعْنَةُ عَلَى يَسُوعَ!» وَكَذَلِكَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. (4)هُنَاكَ مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ، وَلَكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ. (5)وَهُنَاكَ خِدْمَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ، وَالرَّبُّ وَاحِدٌ. (6)وَهُنَاكَ أَيْضاً أَعْمَالٌ مُخْتَلِفَةٌ، وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، وَهُوَ يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْجَمِيعِ. (7)وَإِنَّمَا كُلُّ وَاحِدٍ يُوهَبُ مَوْهِبَةً يَتَجَلَّى الرُّوحُ فِيهَا لأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ. (8)فَوَاحِدٌ يُوهَبُ، عَنْ طَرِيقِ الرُّوحِ، كَلاَمَ الْحِكْمَةِ، وَآخَرُ كَلاَمَ الْمَعْرِفَةِ وَفْقاً لِلرُّوحِ نَفْسِهِ، (9)وَآخَرُ إِيمَاناً بِالرُّوحِ نَفْسِهِ. وَيُوهَبُ آخَرُ مَوْهِبَةَ شِفَاءِ الأَمْرَاضِ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ، (10)وَآخَرُ عَمَلَ الْمُعْجِزَاتِ، وَآخَرُ النُّبُوءَةَ وَآخَرُ التَّمْيِيزَ بَيْنَ الأَرْوَاحِ، وَآخَرُ التَّكَلُّمَ بِلُغَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ (لَمْ يَتَعَلَّمْهَا)، وَآخَرُ تَرْجَمَةَ اللُّغَاتِ تِلْكَ (11)وَلَكِنَّ هَذَا كُلَّهُ يُشَغِّلُهُ الرُّوحُ الْوَاحِدُ نَفْسُهُ، مُوَزِّعاً الْمَوَاهِبَ، كَمَا يَشَاءُ، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ.
الآن سنتكلم عن القسم الثاني من مواهب الروح وهي مواهب القوة وتمثل هبة الإيمان – أعمال القوات-مواهب شفاء. وعرفنا أن هبة الإيمان هي أعظم المواهب في هذا القسم.فائدة مواهب القوة هي “عمل شئ” . مواهب القوة تعمل شىء.
لديَ الكثير من التعريفات للأعمال المعجزية سأذكر ثلاثة تعريفات مرتبطين مع بعض ثم أذكر تعريفين أخرين . فموهبة الأعمال المعجزية هي مقدرة شخص أن يفعل شئ خارق للطبيعة بقوة إلهية من الروح القدس. المعجزة هي تدخل خارق للطبيعة في النظم السائدة للطبيعة . المعجزة هي توقف مؤقت للنظم السائدة – إعاقة مؤقتة للنظام الطبيعي. والمعجزة هي معجزة بالنسبة للإنسان وليس بالنسبة لله. الله لا يُحَد إلا بكلمته فقط . الله لا يُحَد بالقوانين الطبيعة.لا يُقيَد بالنظم والقوانين الطبيعة . الله خلق النظم والقوانين وأي وقت يريد الله أن يغير النظم السائدة يقدر أن يغيرها. الله لا يحد بأي شئ.
مواهب القوة تعمل بقدره الروح القدس, تعمل بطاقة ديناميكية (متحركة) للروح القدس لتعكس وتقلب القوانين الطبيعة-تعريفين أخرين لعمل القوات : المعجزة هي إظهار قوة تفوق بكثير النظم المألوفه في القوانين الطبيعة-المعجزة هي مقدرة إلهية لفعل شئ لا يمكن فعله من خلال الطبيعة .الأصل اليوناني لكلمة “أعمال معجزيه” من كلمتين:eregima أي أعمال و Dunamis أى قوة .وعندما تبحث عن معنىeregima فى القاموس اليونانى تجد أن معناها “قدرة” . إذن عندما تترجم أعمال معجزية نجد أنها : “قوة القدرة” أليس هذا أمر يثير الدهشة ؟ ألا تعلم ما هي القوة ؟هي “قدرة عملية مبذولة” فعندما تتكلم عن أعمال معجزية فنحن نشير إلي قدرة مبذولة . فالأعمال المعجزية هي القوة -للقدرة الإلهية – العاملة في المؤمن . فالقوة المبذولة هي–قدرة الله– العاملة من خلالنا نحن المؤمنين .هذا يعني أن المعجزة ناتجة عن قدرة الله العاملة بقوة في حياة المؤمن . هذا أمر يحتاج أن تفكر وتتأمل فيه . لا ينفع أن تقرأه مرة واحدة وتنتهي منه. تحتاج أن تعيده مرة ومرات .وهكذا الآن تقدر أن تطلق علي المعجزة : القدرة-المبذولة للقوة . أو القوة – للقدرة المبذولة .
“قدرة مبذولة (قدرة تطبق عمليا-قدرة تطبيقية) للقوة “هذا هو النص الأصلي في اللغة اليوناني هكذا يُقرأ والآن سأختار شواهد من سفر الأعمال لنوضح أعمال القوات . فقط سأشير إلي القليل منها. لن أقدر أن أذكرهم كلهم . بكل تأكيد رأيت الأعمال المعجزية في حياة المسيح ففي حياته كان يحدث أعمال معجزية وشفاء كثيراً . كما قلت سابقا أن هذه المواهب تتداخل بعضها مع بعض فسنجد أعمال القوات تعمل مع مواهب إيمان وأحيانا أخري تجد أعمال القوات – مواهب إيمان – مواهب شفاء جميعها تحدث معاً لكن في حالة كهذه تكون موهبة واحدة بارزة.موهبة واحدة تتقدم باقى المواهب. فدائما موهبة تتقدم الموهبتين الأخرتين .فمثلا حالات معينه في الكتاب تتطلب أعمال معجزية(بالدرجة الأولى) لكن يجب أيضا أن موهبة الإيمان تعمل بدرجة معينة لتجعل هذه المعجزة تتحقق . لكن موقف آخر تجد نفسك تحتاج إلي موهبة إيمان (بالدرجة الأولى) لكنك تحتاج أيضا إلي مواهب شفاء ومعجزات تتداخل أيضا . يوجد تداخل بين هذه المواهب . تحتاج أن تحفظ هذا في ذهنك لتتذكره عندما تقرأ بعض الشواهد الكتابية. فمثلا في خدمة المسيح عَمِلت هذه الموهبة عندما حول الماء إلي خمر. فهذا إختراق خارق للطبيعة للنظم والقوانين الطبيعة. فأنت لا تقدر أن تحول ماء إلي خمر. الخمر منتج من الماء من خلال عدة خطوات . فهذا إختراق للقوانين الطبيعة لهذا السبب تندرج هذه القصة تحت الأعمال المعجزية والكتاب يذكر أن هذه هي أول المعجزات التي عملها المسيح .مثال آخر عندما نام يسوع فى السفينه وهدأ البحر وأسكت الرياح. أنت لا تقدر أن تسكت الريح بطريقة كهذه. فعادة الرياح تهدأ بعد أن تنتهي مدتها لكن عندما تهدأ بكلمة كهذه ” أسكت ” فهذه تندرج تحت الأعمال المعجزيه .عندما بارك الخمس خبزات والسمكتين ليشبع خمسة آلاف شخص . أنت لا يمكن أن تشبع عدد كهذا بخمسة خبزات .هل تتذكر العبد الذي قطع بطرس أذنه؟ لا يمكن أن تعيد هذه الأذن لطبيعتها بأي طريقة من الطرق فهي معجزة.
لننظر مثلا إلي العهد القديم عندما ضرب إيليا نهر الأردن برداء فشقه إلي نصفين.هذا إختراق للطبيعة لأن النهر لا يمكن أن ينفلق إلي نصفين.فهذه معجزة.هل تتذكر رأس الفأس الحديدية التى سقطت فى النهر؟!.هذه معجزة لأن الحديد لا يمكن أن يطفو على الماء.هكذا قلبت القوانين الطبيعية.هل تتذكر الحمارة التى تكلمت ؟!فالحمار لا يتكلم.كل هذه أعمال معجزية .
لننظر الآن فى العهد الجديد فى سفر الأعمال “(26)ثُمَّ إِنَّ مَلاَكاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ كَلَّمَ فِيلِبُّسَ فَقَالَ لَهُ: «قُمِ اذْهَبْ نَحْوَ الْجَنُوبِ، مَاشِياً عَلَى الطَّرِيقِ البَرِّيَّةِ بَيْنَ أُورُشَلِيمَ وَغَزَّةَ» (27)فَقَامَ وَذَهَبَ. وَإِذَا رَجُلٌ حَبَشِيٌّ، خَصِيٌّ، يَعْمَلُ وَزِيراً لِلشُّؤُونِ الْمَالِيَّةِ عِنْدَ كَنْدَاكَةَ مَلِكَةِ الْحَبَشَةِ، كَانَ قَدْ حَجَّ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِلسُّجُودِ فِيهَا (28)وَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى الْحَبَشَةِ رَاكِباً فِي عَرَبَتِهِ، يَقْرَأُ فِي كِتَابِ النَّبِيِّ إِشَعْيَاءَ (29)فَقَالَ الرُّوحُ لِفِيلِبُّسَ: «تَقَدَّمْ وَرَافِقْ هَذِهِ الْعَرَبَةَ! (30)فَأَسْرَعَ فِيلِبُّسُ وَسَمِعَ الْخَصِيَّ يَقْرَأُ نُبُوءَةَ إِشَعْيَاءَ، فَسَأَلَهُ: «أَتَفْهَمُ مَا تَقْرَأُ؟ (31)فَأَجَابَ: «كَيْفَ يُمْكِنُنِي ذَلِكَ إِنْ لَمْ يَشْرَحْ لِي أَحَدٌ؟» وَدَعَا فِيلِبُّسَ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى الْعَرَبَةِ وَيَجْلِسَ مَعَهُ (32)وَكَانَ الْخَصِيُّ قَدْ وَصَلَ فِي فَصْلِ الْكِتَابِ الَّذِي يَقْرَأُهُ إِلَى الْقَوْلِ: «مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَمِثْلَ الْحَمَلِ الصَّامِتِ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ يَجُزُّهُ، هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ (33)فِي أَثْنَاءِ تَوَاضُعِهِ عُومِلَ بِغَيْرِ عَدْلٍ. مَنْ يُخْبِرُ عَنْ نَسْلِهِ؟ فَإِنَّ حَيَاتَهُ قَدِ انْتُزِعَتْ مِنَ الأَرْضِ!» (34)وَسَأَلَ الْخَصِيُّ فِيلِبُّسَ: «قُلْ لِي: إِلَى مَنْ يُشِيرُ النَّبِيُّ بِهَذَا الْقَوْلِ؟ إِلَى نَفْسِهِ أَوْ إِلَى شَخْصٍ آخَرَ؟ (35)فَتَكَلَّمَ وَأَخَذَ يُبَشِّرُهُ بِيَسُوعَ انْطِلاَقاً مِنْ كِتَابِ النَّبِيِّ هَذَا. (36)وَبَيْنَمَا كَانَتِ الْعَرَبَةُ تَسِيرُ بِهِمَا، وَصَلاَ إِلَى مَكَانٍ فِيهِ مَاءٌ، فَقَالَ الْخَصِيُّ: «هَا هُوَ الْمَاءُ، فَمَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَتَعَمَّدَ؟ (37)فَأَجَابَهُ فِيلِبُّسُ: «هَذَا جَائِزٌ إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ». فَقَالَ الْخَصِيُّ: «إِنِّي أُومِنُ بِأَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ» (38)وَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ الْعَرَبَةُ، فَنَزَلاَ إِلَى الْمَاءِ مَعاً، وَعَمَّدَ فِيلِبُّسُ الْخَصِيَّ (39)وَمَا إِنْ طَلَعَا مِنَ الْمَاءِ حَتَّى خَطِفَ رُوحُ الرَّبِّ فِيلِبُّسَ، فَلَمْ يَعُدِ الْخَصِيُّ يَرَاهُ. فَتَابَعَ سَفَرَهُ بِفَرَحٍ ” (أع26:8-39) أشدود تبعد 7 ميل من المكان الذي كان فيه. هذه معجزة. هذه الأمور نحن نقرأها- نسمعها ونعرف أنها صحيحة لكننا لم نتعلم قط كيف نصل إليها. تعلمنا أن هذه المعجزات بعيدة عنا تماما وينبغى علينا أن نبقى بعيدا عنها. إن حاولت أن تصل إليها فأنت متعصب. هناك خطر كبير بسبب التعليم بهذه الطريقة لأنه إن كان الله نقل إنسان بطريقة كهذه فإنه يستطيع أن ينقل أى شخص آخر يريده بنفس هذه الطريقة.
“(36)وَكَانَ فِي مَدِينَةِ يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا، وَمَعْنَى اسْمِهَا: غَزَالَةُ، كَانَ يَشْغَلُهَا دَائِماً فِعْلُ الْخَيْرِ وَمُسَاعَدَةُ الْفُقَرَاءِ (37)وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ، فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي غُرْفَةٍ بِالطَّبَقَةِ الْعُلْيَا (38)وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ فِي يَافَا أَنَّ بُطْرُسَ فِي لُدَّةَ. وَإِذْ كَانَتْ يَافَا قَرِيبَةً مِنْ لُدَّةَ، أَرْسَلُوا إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ قَائِلَيْنِ: «تَعَالَ إِلَيْنَا وَلاَ تَتَأَخَّرْ! (39)فَقَامَ وَذَهَبَ. وَلَمَّا وَصَلَ قَادُوهُ إِلَى الطَّبَقَةِ الْعُلْيَا، فَتَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ بَاكِيَاتٍ، يَعْرِضْنَ بَعْضَ الأَقْمِصَةِ وَالثِّيَابِ مِمَّا كَانَتْ غَزَالَةُ تَخِيطُهُ وَهِيَ مَعَهُنَّ (40)فَطَلَبَ بُطْرُسُ إِلَى جَمِيعِ الْحَاضِرِينَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الْغُرْفَةِ، وَرَكَعَ وَصَلَّى، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجُثَّةِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا، قُومِي!» فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا رَأَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ (41)فَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا وَسَاعَدَهَا عَلَى النُّهُوضِ، ثُمَّ دَعَا الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَ امِلَ، وَرَدَّهَا إِلَيْهِمْ حَيَّةً (42)وَانْتَشَرَ خَبَرُ هَذِهِ الْمُعْجِزَةِ فِي يَافَا كُلِّهَا، فَآمَنَ بِالرَّبِّ كَثِيرُونَ (43)وَبَقِيَ بُطْرُسُ فِي يَافَا عِدَّةَ أَيَّامٍ عِنْدَ دَبَّاغٍ اسْمُهُ سِمْعَانُ.
” (أع36:9-42) .لقد تكلمنا عن هذه القصة فى هبة الإيمان. لقد تطلب الأمر إيمان لفعل أمر كهذا ولكنها أيضا معجزة .لقد تدخل الله فى نظام الطبيعة وقمع الموت وأعاد لها الحياة لهذا فهى معجزة. هذه القصة هى تداخل موهبتين معا هبة الإيمان وأعمال معجزية. فالكلمات التى خرجت من فم بطرس كانت كلمات إيمان والقوة التى عملت من خلال بطرس وأعادت لها الحياة مرة أخرى كانت معجزية. لقد عملوا معا. مجدا لله.
“(6)وَفِي اللَّيْلَةِ الَّتِي كَانَ هِيرُودُسُ قَدْ نَوَى أَنْ يُسَلِّمَ بُطْرُسَ بَعْدَهَا، كَانَ بُطْرُسُ نَائِماً بَيْنَ جُنْدِيَّيْنِ، مُقَيَّداً بِسِلْسِلَتَيْنِ، وَأَمَامَ الْبَابِ جُنُودٌ يَحْرُسُونَ السِّجْنَ. (7)وَفَجْأَةً حَضَرَ مَلاَكٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، فَامْتَلَأَتْ غُرْفَةُ السِّجْنِ نُوراً. وَضَرَبَ الْمَلاَكُ بُطْرُسَ عَلَى جَنْبِهِ وَأَيْقَظَهُ وَقَالَ: «قُمْ سَرِيعاً!» فَسَقَطَتِ السِّلْسِلَتَانِ مِنْ يَدَيْهِ. (8)فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «شُدَّ حِزَامَكَ، وَالْبَسْ حِذَاءَكَ!» فَفَعَلَ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «الْبَسْ رِدَاءَكَ وَاتْبَعْنِي!» (9)فَخَرَجَ بُطْرُسُ يَتْبَعُ الْمَلاَكَ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ يَرَى رُؤْيَا، وَلاَ يَدْرِي أَنَّ مَا يَجْرِي عَلَى يَدِ الْمَلاَكِ أَمْرٌ حَقِيقِيٌّ. (10)وَاجْتَازَا نُقْطَةَ الْحِرَاسَةِ الأُولَى ثُمَّ الثَّانِيَةَ. وَلَمَّا وَصَلاَ إِلَى بَابِ السِّجْنِ الْحَدِيدِيِّ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْمَدِينَةِ انْفَتَحَ لَهُمَا مِنْ ذَاتِهِ، فَخَرَجَا. وَبَعْدَمَا عَبَرَا شَارِعاً وَاحِداً، فَارَقَهُ الْمَلاَكُ حَالاً. (11)عِنْدَئِذٍ اسْتَعَادَ بُطْرُسُ وَعْيَهُ، فَهَتَفَ: «الآنَ أَيْقَنْتُ أَنَّ الرَّبَّ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ فَأَنْقَذَنِي مِنْ قَبْضَةِ هِيرُودُسَ، وَمِنْ تَوَقُّعَاتِ شَعْبِ الْيَهُودِ! (12)وَإِذْ أَدْرَكَ ذَلِكَ، اتَّجَهَ إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ، حَيْثُ كَانَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مُجْتَمِعِينَ يُصَلُّونَ “(أع6:12-12)
البوابات الحديدة لم تنفتح من تلقاء نفسها. فهو عمل معجزي أن يخرج بطرس من السجن. تذكر أنه لو تطلب الأمر معجزة لينقذك الله من شىء معين. فالله سيفعل ذلك.. فهى ليست معجزة لله لكنها معجزة للإنسان لأنه مقيد بالقوانين الطبيعية أما الله فليس كذلك. هذا هو السبب أن هذه الموهبة هامة جدا لأنها تتخطى وتخترق الحدود والقوانين الطبيعية. إن دخلت لهذا المجال (المجال الروحي) فلن يوجد حدود أو عوائق أو شىء يقدر أن يحدك. لا شىء يعوقك. لا يوجد قيود أبداً, هذا يشبه تماماً وكأنك فى الفضاء. إن صعدت إلي الفضاء لن يفرق بأى طريقة تطير معدول مقلوب- لفوق لتحت يمين يسار. لا يفرق. لا يوجد أى إختلاف لأنه لا يوجد أى موانع أو حدود. هذا ما تفعله هذه الموهبة إذ تضعك فى مجال لا يحد بأى قيود أو روابط فقط بقوة الله.
“(19)بَعْدَ ذَلِكَ جَاءَ بَعْضُ الْيَهُودِ مِنْ أَنْطَاكِيَةَ وَإِيْقُونِيَةَ، وَاسْتَمَالُوا الْجُمُوعَ، فَرَجَمُوا بُولُسَ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ مَاتَ، وَجَرُّوهُ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ (20)وَلَمَّا أَحَاطَ بِهِ التَّلاَمِيذُ، قَامَ وَعَادَ إِلَى الْمَدِينَةِ. وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي سَافَرَ مَعَ بَرْنَابَا إِلَى دَرْبَةَ ” (أع19:14-20).ماذا تعتقد ؟ بكل تأكيد بولس مات. لقد إعتقدوا ذلك لكن بمجرد أن أحاط به التلاميذ قام مرة أخرى. هل تعرف ماذا يحدث للمرجوم؟ تكون عليه قبة كبيرة من الحجارة ولا تقدر أن تراه. لكن ماذا حدث لبولس ؟ قام فى اليوم التالى ليبشر مع برنابا وكأن شيئاً لم يحدث. هذا مشهد معجزي جميل.
“(25)وَنَحْوَ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ، وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا (26)وَفَجْأَةً حَدَثَ زِلْزَالٌ شَدِيدٌ هَزَّ أَرْكَانَ السِّجْنِ، فَانْفَتَحَتْ جَمِيعُ أَبْوَابِهِ حَالاً، وَسَقَطَتْ قُيُودُ السُّجَنَاءِ كُلِّهِمْ” (أع25:16-26).هذا الزلزال ضرب السجن بعنف فإنفكت قيود الجميع. كم واحد أصيب أو أضير فى هذا السجن ؟ ولا شخص. عندما تسمع البعض يقولون الله ضرب هذه المدينة بزلزال فقتل الآلاف .. الله سمح بهذه الحادثة وقتل فيها العشرات…. هذا لم يصدر من الله.الله لا يفعل شىء ليؤذى أحد. هذا الزلزال لم يصيب ولا واحد لقد كانت معجزة.
“(11)وَكَانَ اللهُ يُجْرِي مُعْجِزَاتٍ خَارِقَةً عَلَى يَدِ بُولُسَ (12)حَتَّى صَارَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ الْمَنَادِيلَ أَوِ الْمَآزِرَ الَّتِي مَسَّتْ جَسَدَهُ، وَيَضَعُونَهَا عَلَى الْمَرْضَى، فَتَزُولُ أَمْرَاضُهُمْ وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ.
” (أع11:19-12) .هذا الرجل كانت عليه مسحة قوية. هذه المسحة كانت تعمل بقوة من خلال هذه الموهبة. هذه المسحة كانت تنتقل من جسده. هل تتذكر ما حدث مع المرأة نازفة الدم التى لمست جسد المسيح ؟ الكتاب يذكر أن قوة خرجت منه وعندما سأل عن من لمس جسده جاءت هذه المرأة وهى مرتعدة.هل تعلم لماذا كانت خائفة ؟ لأنه وفقا لشريعة اللاويين هذه المرأة إن وجدت وسط الجموع ترجم. وهذا حدث حين كان يايرس-رئيس المجمع-مع يسوع ليقيم إبنته. لقد كانت هناك مسحة قوية فى رداء المسيح. وكانت مسحة قوية فى جسد بولس لدرجة أنها كانت تنتقل من خلال المناديل والأقمشة وتصنع معجزات فى حياة الناس.الأمر لا يحتاج إلي 30 أو 40 شخص يتجمعوا ليضعوا أيديهم على شخص ما ويصرخوا الليل كله ليخرجوا شيطان. بولس كان يسير فى هذه المسحة التى كانت تخرج الشياطين.
يوجد شىء بخصوص الملابس التى تحتوى المسحة .يمكنك أن تصلى على قطعة ورقة أو أى شىء مشابهاً لذلك وترسلها إلى شخص مريض. يمكن أن تفعل شىء أو لا .لكن عندما تضع إيمانك فى قطعة قماش لترسلها له أفضل بكثير من أن ترسل له الكتاب المقدس أو أى كتاب أخر. يوجد شىء يتعلق بالملابس لكنى لم أفهمه. تستطيع أن تبحث عنه فى الكتاب-أنا لم أقوم بالدراسة عنه. أدرس عن ملابس الكهنوت والرموز التى فيها وكيف تقدر أن تمتص المسحة. هذا هو الشيء الوحيد الذى تقدر أن ترسله لشخص أخر, هذا هو السبب أننا نقوم بالصلاة على أقمشة مخصصة للصلاة .يوجد شئ يتعلق بالملابس لكنى لم أدرس عنه. فما أعلمه جيدا أن الأقمشة لها القدرة أن تحتفظ بالمسحة عندما تتلامس مع شخص ممسوح, لهذا السبب كانوا يرسلون لبولس أقمشته ومناديل وإيشاربات لشفاء وتحرير الناس.
“(8)وَكَانَ اجْتِمَاعُنَا فِي غُرْفَةٍ بِالطَّبَقَةِ الْعُلْيَا، وَقَدْ أُشْعِلَتْ فِيهَا مَصَابِيحُ كَثِيرَةٌ. (9)وَكَانَ شَابٌّ اسْمُهُ أَفْتِيخُوسُ قَدْ جَلَسَ عَلَى النَّافِذَةِ، فَغَلَبَ عَلَيْهِ النَّوْمُ الْعَمِيقُ، وَبُولُسُ مَاضٍ فِي حَدِيثِهِ الطَّوِيلِ، فَسَقَطَ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ وَحُمِلَ مَيِّتاً. (10)فَنَزَلَ بُولُسُ وَارْتَمَى عَلَيْهِ، وَطَوَّقَهُ بِذِرَاعَيْهِ وَقَالَ: «لاَ تَقْلَقُوا! مَاتَزَالُ حَيَاتُهُ فِيهِ! (11)وَبَعْدَمَا صَعِدَ بُولُسُ وَكَسَرَ الْخُبْزَ وَأَكَلَ، ثُمَّ تَابَعَ حَدِيثَهُ إِلَى الْفَجْرِ، سَافَرَ بَرّاً (إِلَى أَسُّوسَ) ” (أع8:20-11)
لقد حدث ذلك معى كثيراً.عندما تكون لديك عظة ساخنة وتطيل الوقت فيها تجد إبليس يتدخل ليحدث إزعاج .إما أن يصيب أحد بمرض أو شخص به روح شرير يصرخ وهكذا. عندما سقط الشاب ,بولس قال لهم لا ترتبكوا لأن حياته فيه . ونزل من الطابق وأقامه من الموت.هنا نرى عمل موهبتين معاً الإيمان وأعمال معجزية. الإيمان يتضح فى كلمات بولس المليئة بالشجاعة والمعجزة نراها فى إستعادة الحياة للجسد الميت. فهذا إختراق للقوانين الطبيعية.
” (3)وَجَمَعَ بُولُسُ بَعْضَ الْحَطَبِ وَأَلْقَاهُ فِي النَّارِ، فَخَرَجَتْ أَفْعَى، دَفَعَتْهَا الْحَرَارَةُ، وَتَعَلَّقَتْ بِيَدِهِ. (4)وَرَأَى أَهْلُ مَالِطَةَ الأَفْعَى عَالِقَةً بِيَدِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لاَبُدَّ أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَاتِلٌ، فَإِنَّ الْعَدْلَ لَمْ يَدَعْهُ يَحْيَا بَعْدَمَا نَجَا مِنَ الْبَحْرِ». (5)وَلَكِنَّ بُولُسَ نَفَضَ الأَفْعَى فِي النَّارِ دُونَ أَنْ يَمَسَّهُ أَذًى. (6)وَانْتَظَرُوا أَنْ يَتَوَرَّمَ جِسْمُهُ أَوْ يَقَعَ مَيْتاً فَجْأَةً. وَطَالَ انْتِظَارُهُمْ، دُونَ أَنْ يُصِيبَهُ ضَرَرٌ، فَغَيَّرُوا رَأْيَهُمْ فِيهِ وَقَالُوا: «إِنَّهُ إِلهٌ!»” (أع3:28-6).عادة فى سفر الأعمال ما نجد مواهب الإيمان والأعمال المعجزية والشفاء يعملون معا. وما حدث فى هذه القصة ليس سوى معجزة لأن سم الحية ليس شىء بسيط فإما أن يؤدى لموت أو يحدث تشنجات. المعجزة ليست معجزة بالنسبة لله لكنها معجزة للإنسان. عادة ما رأيت الكثير فى حياتي. أذكر مرة أن فتاة هنا فى هذه الكنيسة أغلق باب السيارة على أصباعها فظهروا وكأنهم مقطوعين فأسرع إلينا شخص بهذه الفتاة وصليت لأجلها ووضعت يدها بين يداى وبدأت أصلى وبعد ذلك أخذناها إلى حجرة الإسعافات ووجدناها وإذ يدها قد شفيت.كانت بالنسبة لي معجزة.
وذات يوم كنا فى مطعم نتناول الغذاء- عادة لا أعطى أي إهتمام لما يجرى حولي لكن سمعت شخص خلفي فنظرت وإذ هذه الفتاة تجلس خلفي على كرسى متحرك وتتنفس بصعوبة بالغة. فقال لى الخادم الجالس معى لنصلى. فمددنا أيدينا لنصلى وبعد عدة دقائق قامت سيدة كانت جالسة بالقرب منا وقالت أنها ممرضة وبعد ذلك حضر الطبيب ومعه عربة نقالة وأخذوها إلى الخلف وبدأوا يساعدوها فى التنفس. فقلت لقد صلينا لها لنكمل غذائنا. وبعد عدة دقائق رأينا الطبيب والنقالة فارغة ومعه هذه الفتاة على الكرسي المتحرك دون أى سعال وتناولت غذائها بكل سهولة. لقد كانت معجزة بالنسبة لي لأني رأيت ذلك يحدث أمام عيني. مجدا لله.
ذات يوم كنت مع صديق لي في الطريق لنزور أحد الأشخاص فى المستشفى. وكان اليوم حاراً جداً كنا فى شهر يوليو. كان مبرد السيارة عاطلاً وكانت أجزاء منه مفكوكة لتصليحه وكانت كهرباء السيارة مقطوعة عنه. فقال لى صديقي إفتح زجاج السيارة لأن الجو حار. وبمجرد أن قلت له-فقط قلت له (أتمنى لو كان مبرد السيارة يعمل.) لم نذهب كثيرا حتى وجدنا أن مبرد السيارة يعمل من نفسه ويضخ هواءً بارداً. الله يشهد علىَ أنى أقول الصدق.صديقي بدأ ينظر إلىَ وهو مندهش. قلت له إغلق زجاج السيارة لأن المبرد يعمل. أشكرك يارب, لم أرى مثل ذلك.كان صديقي يقول لى لا يمكن أن يعمل فكهرباء السيارة مقطوعة عنه كيف يعمل ؟ هل الله يفعل أمور كهذه ؟ بكل تأكيد نعم. الله يهتم بأمور مثل هذه. هذه معجزة الله فهو إخترق كل قوانين ونُظُم الطبيعة. الرب هو الله. تذكر أنه يقدر أن يغير كل النظم والقوانين كيفما يشاء ووقتما يشاء. إن إختار أن يفعل ذلك. آمين. إن لم يفعل ذلك . آمين أيضاً. فقط نريد أن نساير هذا ولا نقلق أونهتم بخصوص هذا. إن تعطل مبرد الهواء وصليت لأجله وإن لم يعمل فلا تغضب علىَ أو على الرب وتقول لماذا لم يعمل معى كما حدث مع الراعي.لا تقلق من جهة هذا فربما يحدث معك شئ لا يحدث معي.تذكر أن الروح القدس يعمل كل هذه الأمور كما يشاء.
بعد أن ولدت ابنتي وكانت زوجتي متعطلة عن العمل. ساءت ظروفنا المادية لدرجة أننا بدأنا نجوع. عندئذ قررنا أن نحيا بالإيمان. فذهبت لأجمع كل المال الموجود بالمنزل فى الفساتين والشنط والمحافظ إلى أن جمعت 5.8 دولار. كنا نفكر أن نتصل بوالدتها أو والدتي ونطلب منهم مال لكن لم نفعل ذلك. وضعنا المال على السرير وضممنا أيدينا وباركنا المال وقلنا : يارب نحن نبارك الخمس خبزات والسمكتين. بعد ذلك نزلت إلى السوق وإشتريت طعام وبقى معي مال أيضا. أكلنا ثلاثة وجبات لمدة أسبوع.لذلك أحث كل من يقرأ هذا أن يجّد ويشتهى هذه الموهبة. لقد رأينا بهذه الموهبة ناس قاموا من الموت. رأينا مرضى شفوا من أمراض وأسقام. رأينا تسديد للإحتياجات بطريقة خارقة للطبيعة. رأينا تحرير من جميع الأنواع. لذا أنا أتعجب من ينتقد المعجزات وأعمال القوات التى نقرأ عنها وشاهدناها وإختبرناها فى حياتنا. ما الخطأ فى ذلك. يجب أن نفعل ما يوصينا به الله وأن نجّد ونشتهى هذه المواهب .أطلب من الرب قائلا : يارب أريد أن أرى ذلك يعمل فى حياتى. لكن تذكر أن الله هو الوحيد الذى يحدد إن كانت هذه الأمور تعمل فى حياتنا أولا لكن إن كان عقلك مستنير من جهة هذه الأمور وتبنى إيمانك فى هذه الناحية فأنت تعطى مجال أكبر ليعمل الله من خلالك. ربما لا تكون قد سمعت عن هذه الأمور قبل ذلك أو قرأت عنها أو تتبعت أماكن حدوثها فى الكتاب لكن بقراءتك لهذه النصوص الذي ذكرناها تقدر أن تبنى إيمانك لأن الإيمان يأتى بالسماع والسماع بكلمة الله .هذه القراءات تبنى إيمانك عن المواهب الروحية. فهذا هو السبب أننا نتناول موهبة موهبة ونصرف فيها وقتا كافياً ونوضح كيف تعمل وما الذى تفعله. وبمجرد أن يُبنَى إيمانك فالروح القدس يصبح أكثر ملاءمة ليستخدمك كإناء لهذه المواهب لتعمل من خلالك. وهذا يحدث إن قمت بالإهتمام بها ودراستها ووضعت قلبك تجاه هذه الأمور. لقد رأينا الكثير بسبب رحمة الله وإحسانه ليظهر لنا هذه الأمور, فكم بالحري إن وضعنا قلوبنا تجاهها وأظهرنا أشواقنا ومحبتنا لها؟ هل يمكنك أن تتخيل ماذا سيحدث عندما تعمل الثلاثة مواهب (الإيمان وأعمال القوات والشفاء )معاً؟ وقتها ,لا شئ إطلاقا لن يمكننا إنجازه فيما يتعلق بالتحرير–الشفاء–تسديد الأحتياجات 00
عندما كنت فتي صغير بعد أن نلت الخلاص كنت علي إستعداد أن أعطي كل ما لدي في مقابل أن أتعلم هذا الكلام . أريد أن أكون أمين معك . لم أسمع ابداً عن هذا التعليم بخصوص المواهب الروحية إلا عندما بدأت أدرس وأبحث عنه. كنت أري المواهب تعمل في الخدام لكني لم أكن أدري ما هذه وكيف تعمل . كنت أسأل الرب عن معني هذه الأمور . لقد وضعني الرب في أماكن معينه ليدربني ويعلمني عن هذه الأمور فمثلا عندما كنت صغير ذهبت إلي مطعم لأتناول الغذاء فدخلت وبحثت عن الممر الذي يؤدي إلي قسم اللحوم فوجدت الممر مسدود فبحثت عن ممر آخر فوجدته مسدوداً أيضاً وبينما أحاول أن أدخل لاحظت العامل الذي كان يقوم بتقطيع اللحوم وإذا سكين المنشار الكهربائي قد قطعت أحد أصابعه. عندما شاهدت هذا المنظر جلست أصرخ للرب أن لا يدع هذا الرجل ينزف حتي الموت أو يفقد أحد أصابعه . كنت أصلي بحرارة جداً. بعد ذلك بأسبوعين كنت في هذا المطعم مرة أخري ووجت نفس الرجل واقفاً يقطع اللحمة مرة أخري لكن بطريقة هادئة جداً وكان قد أجري عملية في أصبعه وتحسن بدرجة كبيرة.
مرة أخري كنت أنا وصديق لي نكلم الناس في الطرق والشوارع عن المسيح وذات مرة طلبنا من الرب أن يرشدنا إلي الأشخاص الذين يريد أن يتحدث لهم, فكان الله يرشدنا إلي الأشخاص المناسبين . تكلمنا إلي سيدة كانت في محل للخمور ونالت الخلاص. بعد ذلك تحركنا إلي كافيتريا فتكلم الرب إليَ قائلا توجد فتاة بالداخل أريدك أن تتكلم معها.فدخلت ووجدت الفتاة التي كانت تقوم بالبيع. كانت حوالي 19 سنة وكان إبهام يدها مربوط بشاش. فتكلم الرب لي قائلا هذه الفتاة أريدها أن تنال الخلاص وتشفي. فذهبت لأسألها عن مطعم قريب فوصفت لي مطعم بالقرب منهم وبعد ذلك سألتها عن سبب المشكلة في أصبعها فقالت لي أنها كانت في مطعم وكانت تقطع لحمة وسقطت السكين علي أصبعها فأجرت بها عملية جراحية وقاموا بعملية ترقيع للجلد وأخبرتنا أن أصبعها يؤلمها جداً وبدأ يتحلل وكانت خائفة لئلا تفقد أصبعها . فتكلمت معها عن الخلاص وبدأت الدموع تجري من عينيها .فقلت لها أريد أن أصلي لك لأجل الشفاء الإلهي فهل تقبلين هذا ؟ قالت نعم .فبدأت أنا وصديقي نصلي فتكلم لي الرب قائلا: أريدك أن تصلي لأجل خلاصها أولاً ثم بعد ذلك شفائها .فقلت لها يوجد شئ أهم من شفاء أصبعك وهو شفاء روحك من مرض الخطية فطلبت منها أن تصلي صلاة الخطاة وبعد ذلك وضعنا عليها أيدينا وصلينا لأجلها . بعد أسبوعين ذهبت أنا وزوجتي إلي هذه الكافتيريا مرة أخري وتقابلنا مع هذه الفتاه وأخبرتنا كيف أن أصبعها بدأ في الشفاء وقالت لنا أن الأطباء قالوا لها لا نعلم كيف حدث ذلك . فقلت لها المعجزات تفعل ذلك.
الله سيضعك في المكان الصحيح والتوقيت السليم ويدع هذه المواهب تعمل معك.ستجد أعمال القوة تعمل من خلالك. لأن سبب إعطاء هذه المواهب هي أن تعمل من خلال ناس ولفائدة أخرين.الله يريد أن يفعل أمور عظيمة لكنه يحتاج لشخص ما لتعمل من خلاله. يحتاج لإناء.المواهب التي أعطيت للكنيسة صممت خصيصاً لتعمل من خلال المؤمنين.لا يهم من أنت أو كم سنة قضيتها في الإيمان–كم لك من نشاط في الكنيسة–مقدار التعليم الذي لديك أو عدم التعليم–هذا لا يفرق. الشئ الوحيد الذي يحدد عمل هذه المواهب هو أن تكون في الوضع السليم في التوقيت الصحيح .وتكون إناء مستعد للإستخدام .
الله يبحث عن شخص يصلي إليه ليستخدمه . إن صليت له ليضعك في المكان الذي يحتاجه سيفعل ذلك. إن صليت قائلا: يارب ضعني في المكان الذي تريدني فيه. إستخدمني في هذه الموهبة. سأجعل نفسي مفتوحا لك. أريد أن أري هذه الموهبه تعمل في حياتي لا لألفت النظر لنفسي أو أجلب مجدا لذاتي لكن لأساعد الناس المحتاجة .هذا هو ما يسر الله به . يسر بمساعدة الأخرين .
عرفنا الفرق بين موهبة الإيمان وأعمال القوة .فالإيمان موهبة ساكنة وظيفته الأساسية أن يستقبل المعجزة فقط . لكن الأعمال المعجزية موهبة نشطة وظيفتها أن تنتج معجزات وتفعل معجزات الأعمال المعجزية تقوم بفعل شئ (لها عمل تقوم به).
الأعمال المعجزية تأتي عندما نوضع تحت ضغط . وهي ليس شئ نفعله عندما تكون الأمور تسير بيسر وهدوء . هي أمر يحدث دائما عندما يقع عليك ضغط كبير. عندما يحاول إبليس أن يقتلك وهذا مثال كيف تعمل . هل تتذكر أماكن حدوثها في الكتاب ؟ أغلب الأحيان عندما يقع ضغط علي الناس . عندما يُرجَم أحد – يسقط أحد من طابق عالي – شخص سيقتل بعد ساعات – .. (هذه أمثلة لأشخاص وقعوا تحت ضغط).
في هذه المواقف العصيبة إن لم يجد الله شخص ليستخدمه سيكون القبر هو الخطوة التالية . لهذا السبب أنا أجتهد لأحافظ علي حياتى صحيحة ونقية ليقدر الله أن يستخدمني في أي وقت وأكون متاح لديه .فإن كنت في مكان ما وسقط شخص عند قدميك لا تحتاج أن تقضي ثلاثة أسابيع تصوم وتصلي وتعترف لتستعيد مكانك السليم مع الله مرة أخري . الأمر يقتضي أن تحافظ علي نفسك في إستقامة روحيه لتكون مستعد لتتعامل مع أي موقف يقابلك .
مأخوذة بإذن من خدمة “أ.ب“ بالولايات المتحدة الأمريكية
Taken by Permission from LBF Ministry, USA.
.