نحن فى حرب
إحدى النقاط الهامة التى قد اكتشفنها وأكدنا عليها فى حديثنا حتى الآن هى أن كلماتنا وأفعالنا هى مُوجّهة بأفكارنا السائدة والمسيطرة. والآن، إن لم توقف أفكارك وتتحكم بها، ستجد نفسك تقول وتفعل أشياء غير مرغوب فيها لم تحلم أبداً أنك تقولها أو تفعلها. وهذا بسبب أن هناك هجوم مستمر من إبليس ضد ذهنك. فهو يحاول ويسعى دائماً أن يهاجم ذهنك ويلوثه، وبذلك يقدر أن يجعلك ضعيفاً وعاجزاً وغير مؤثراً فى أمور الروح.
يُبين الكتاب المقدس أننا مشتركين فى حرب روحية مستمرة:
“لأننا وإن كنا نسلك فى الجسد، لسنا حسب الجسد نحارب” ( 2 كورنثوس 10 : 3)
“فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم، على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية فى السماويات” (أفسس 6 : 12)
ولكنها تدعنا نعرف أننا قد تم امدادنا وتجهيزنا بأسلحة إلهية والتى تضمن انتصارنا وغلبتنا:
“إذا أسلحة محاربتنا ليست جسدية، بل قادرة بالله على هدم حصون؛ هادمين ظنونا، وكل علو يرتفع ضد معرفة الله، ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح” (2كورنثوس 10 : 4-5).
ستلاحظ هنا أن بولس كان يتكلم عن أمور تستمر (أو تستقر) فى الذهن – حصون وظنون، وأفكار “وكل علو كل أمر يعلو لمقاومة معرفة الله”، مشيراً إلى أن أذهاننا هى أرض المعركة لتلك الحرب الروحية.
حصون وظنون وأفكار“وكل أمر يعلو ويرتفع“
لم تتكلم كلمة “حصون” المستخدمة فى هذا السياق فى 2 كورنثوس 10 : 4، عن تركيب أو بناء فيزيائى طبيعى مُحَصَّن أو بعض القوى الخارجية التى يُثيرها ويُهيجها إبليس ضدك. ولكنها تشير إلى أفكار، نظريات، تصورات، حجج وبراهين، معتقدات … أو ما شبه ذلك، والذى يكون مخلافاً وغير مطابقاً لكلمة الله والذى يهاجم ويأسر أذهان الناس، مما يتسبب فى أنهم يفكروا ويسلكوا ويستجيبوا بطريقة معينة، وبالتالى تمنعهم من الاستمتاع بميراثهم فى المسيح.
ويمكن أن تكون الحصون أيضاً هى أفكار التى قد ترسخت فى ذهنك كنتيجة لخلفيتك والطريقة التى تربيت أن تفكر بها. وتكونت تلك الحصون نتيجة لأشياء قد رأيتها، وسمعتها واختبرتها، والعادات والشخصية التى شكلتها أنت قبل أو حتى بعد أن وُلدت ثانيةً. ويمكن أيضاً أن تكون تلك الحصون هى معتقدات تقليدية وثقافية التى ربما قد عرفتها وقبلتها كعادات ومبادئ أو أعراف إجتماعية. وكل ما تفعله أو تقوم به تلك الحصون هو منع الأفكار الجديدة التى تأتى من الله من الدخول إلى ذهنك.
وتكون الحصون فى الأساس هى احتواء من الجدار الذهنى والتى تمنع الناس من التقدم فى أمور الرب.
وعلى سبيل المثال، يعتقد شخص، “لن أنجح أبداً“، وذلك لأن جده ووالده كانوا فاشلين من قبله. ويقول شخص آخر، “فى كل مرة قد أوشك أمر جيد أن يحدث لى، سيفتح الجحيم أبوابه [أى سيحدث أمراً ما وسينهار كل شئ]، وسأفقد فرصتى“. وهذا لأنه اعتاد أن يكون هذا اختباره. هذه هى الحصون!
وتكلم بولس أيضاً عن “كل علو يرتفع”:
“هادمين ظنوناً، وكل علو يرتفع ضد معرفة الله…” (2 كورنثوس 10 : 5)
وهذا يشير إلى أنظمة من الأخلاق والدين والفلسفة …. إلخ والتى تكون مُمجدة بشكل خاطئ، وهى أُظهرت من قِبل الإنسان ليعارض ويقاوم معرفة الله. وهى تعتبر آراء وعقائد وتعاليم وتوجهات عقلية وفكرية وخرافات ومعتقدات تافهة ولا أساس لها من الصحة والتى قد أصبحت حواجز وعراقيل ذهنية أقيمت وترسخت فى أذهان الناس ضد معرفة الله.
ولكن الشكر للرب الذى جعلنا محصنين بسلاح منيع وجعلنا غير معرضين للأذى من هذه الهجمات الشيطانية ضد الذهن.فالكلمة تُبين لنا أننا قد زُودنا وتجهزنا بأسلحة التى هى قادرة بالله على تحطيم كل فكرة وهدم كل ظنون مُقدمة لنا من إبليس، لنُسقط ونطيح بكل أمر والذى يرفع نفسه فوق معرفة الله، ونستأسر كل فكرة لطاعة المسيح (الكلمة). ونحن قادرون بأسلحتنا على تحرير الأشخاص الذين فى عبودية من خلال هذه ألاعيب إبليس وتأثيراته، هللويا!
سلاح الله
لقد اكتشفنا أننا فى صراع مع قوى شيطانية (سواء شئنا أم أبينا أو كنا مدركين بها أم لا). ولأنها حرب روحية، يُمكننا فقط أن نحارب العدو مستخدمين أسلحة روحية (2 كورنثوس 10 : 4)
يضع بولس قائمة فى أفسس 6 : 13 – 17، بالأجزاء المختلفة لسلاحنا العظيم والقوى.
“من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أنتقاوموا في اليوم الشرير، وبعد أن تتمموا كل شيء أنتثبتوا. فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق،
ولابسين درع البر، وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام. حاملين فوق الكلترس الإيمان، الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهامالشرير الملتهبة. وخذوا خوذة الخلاص، وسيف الروح الذيهو كلمة الله.
لذلك يتكون سلاحنا من:
وبالتدقيق فى كل هذه الأسلحة، ستلاحظ أن السلاح الوحيد – سيف الروح – هو السلاح الهجومى، أما كل الأسلحة الأخرى هى للدفاع ضد الهجمات.
والآن، ربما تكون ترجمة العدد 16 فى ترجمة الملك جيمس KJV غير واضحة قليلاً. فهى تقول، “فوق الكل“، حاملين ترس الإيمان، الذى به تقدرون أن تطفئوا جميع السهام الشريرة الملتهبة”، فهى تبدو أنها تُشير أو تلمح إلى أن ترس الإيمان هو القطعة الأخيرة والأكثر أهمية لسلاح المسيحى المؤمن. ولكن يقدم دبليو جى كونيبير W. J. Conybeare تفسير مستنيرويقول إن كان الأمر كذلك، لكان ذُكِرَ ترس الإيمان آخراً، ولكن استمر بولس ليذكر عنصرين أكثر للسلاح بعد ترس الإيمان.
لذلك يقول كونيبير بدلا من “فوق الكل”، “ارفعوا/احملواترس الإيمان ليحميكم، والذى به ستكونون قادرون أن تطفئوا جميع السهام الشريرة الملتهبة” (أفسس 6 : 16).
وتقول الترجمة الموسعة The Amplified Bible كالآتى: “وفوق هذا كله احملوا ترس الإيمان المُنقذ والمخلص (غطاء الإيمان)، الذى به تقدرون أن تُطفئوا وتُخمدوا كل سهام الشرير المشتعلة.“
في هذا التعليم عن سلاح المؤمن، يرسم بولس مُشابههً ممتعة بين سلاح المؤمن وسلاح الجندي الروماني. فالكلمة اليونانية المترجمة “ترس” تأتي (thureos) وكانت تُستعمل خصيصاً لتصف الترس الذي يحمله جندي المشاه الروماني، المُسلح تسليحاً ثقيلاً، وقد كان ذا حجمٍ كبير حوالي ٤ x ٢.٥ قدم، مستطيل الشكل، وليس صغير نسبياً بالمقارنة مع الترس المستدير. كانت السهام المُشتعلة المُدببة والمغموسة في الزيت (القار)، واحدةُ من الأسلحة الأكثر خطورة في الحروب القديمة.
وقد كانت تلك المقدمة المُُدببة والمغموسة في الزيت تُشعل وتُطلق على الأعداء .ولنرى ذلك في المعركة. فقد كان الجندي الروماني مُحاط بالكامل خلف أو تحت ترسه مُعرضاً إياه للسهام التي ضده، وحينما تخترق السهام المشتعلة الترس وتغوص فيه فإنها تنطفئ وتخمُد.
وهنا بولس كان يقول أنه يجب أن يكون ترس إيمانك كبيروقوى بكفاية ليحمى ويقى كل جزء فيك، حتى لا تصل سهام إبليس النارية إلى أى جزء آخر من سلاحك أو درعك فى البداية!
لذلك احمل ترس إيمانك ليحميك بالكامل، وتطفئ كل سهام نارية من إبليس. وتكون هذه السهام النارية هى عبارة عن أفكار يطلقها إبليس فى أذهان الناس، وهذه الأفكار قد حطمت حياة أشخاص وعائلات، ودمرت شركات، وسببت حروب، وهدمتوأهلكت دول/أمم ولكن بترس إيمانك، يمكنك بل ويجب عليك أن تطفئ كل سهم منفرد يطلقه العدو فيك.
هدم حجج وبراهين المُجادل [المشتكى]
تقول 2 كورنثوس 10 : 4
“إذ الأسلحة التى استخدمها ليست أسلحة جسدية ضعيفة، لكنها قادرة بقوة الرب على هدمواسقاط حصون الأعداء. وبذلك استطيع أن أُسقِط وأُبطل حُجج وبراهين المُجادل [المشتكى]، وأُحطم الحصون العالية المتشامخة والتى ترفع نفسها ضد معرفة الله، وأحضر [استأسر] كل فكرة متمردة لطاعة المسيح والخضوع له” (ترجمة كونيبير)
ما الذى تستخدمه لتهدم وتُسقِط حصون الأعداء؟ هو سيف الروح – الذى هو كلمة الله! تذكر أنه هذا هو السلاح الهجومى الوحيد فى ترسانتنا – أى مخزن أسلحتنا. وكلما تتأمل كلمة الله وتدمدم بها وتنطقها، ستتحطم وتنهار تلك الحواجز الذهنية المبنية على أمور خاطئة التى قد سمعتها وأمنت بها طول حياتك كأسوار أريحا، مجداً للرب!
ولهذا السبب أنا أحب الكلمة وأعظ بها، لأنه عندما أفعل ذلك، تسقط الأفكار والنظريات الخاطئة فى أذهان الناس التى قد عاشوا بها لفترة طويلة، وتنهار أيضاً التقاليد والثقافات غير الإلهية، وبالتالى لن تقدر أن تقف تلك الأمور ثابتة أمام قوة كلمة الله!
وما رأيك فى الحجج والبراهين التى يعرضها المجاول؟ تحطمها وتهدمها أيضاً بسيف الروح. فإبليس هو المجادل والمقاوم لكلمة الله. فعندما أمر الله آدم أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر، جاء إبليس لحواء (فى شكل حية) فى الجنة وسألها عن كلمة الله، وهى خُدِعتْ (تكوين 3 : 1-6). فهو مازال يعمل بنفس الطريقة إلى يومنا هذا!
كمثال، تعلن الكلمة أنه بجلدات يسوع، قد شُفيت (1 بطرس 2 : 24)، ولكن سيأتى إبليس ويخبرك، ” هيه، هل تعتقد أنك قد شفيت بالفعل؟ إذا كنت كذلك، إذن فلماذا مازلت تشعر بالألم؟”
إفهم، سيطعن إبليس فى صحة ما قد قاله الرب وسيحاول أن يخدعك ويبعدك عن بركاتك من خلال أفكاره واقتراحاته السلبية. ولكنك تقدر أن تحطمهم بسيف الروح، وكما تقول ترجمةكونيبير فى أفسس 6 : 13، “…. أن تطيح بهم كلهم …. وتقف ثابتاً غير مهتز.” لذلك اصمد وقف بثبات ضد إبليس بينما إعلن الكلمة وطالب بميراثك فى المسيح.
وعندما يكون درعك فى مكانه، لا يقدر شئ يرميه إبليس عليك أن يخترقك أو يتخللك. وتقدر – بسيف الروح – أن تستمر فى الهجوم ضده وتحطم وتدمر حصون. مجداً للرب!
نشرت بإذن من كنيسة سفارة المسيح Christ Embassy Church والمعروفة أيضا بإسم عالم المؤمنين للحب و خدمات القس كريس أوياكيلومي – بنيجيرياBeliever’s Love World – Nigeria – Pastor Chris Oyakhilome والموقع www.ChristEmbassy.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات القس كريس أوياكيلومي.
Taken by permission from Christ Embassy Church , aka Believer’s Love World & Pastor Chris Oyakhilome Ministries , Nigeria. www.ChristEmbassy.org .
All rights reserved to Life Changing Truth..
امين هللوليا
مجدا للرب انا بكلمه الله هادمه كل حصون وافكار ومجادلات وبراهين ابليس ومنتصره بنصرتي بالمسيح يسوع
هللويا انا فى المسيح قادرة على هدم حصون
مجدااا للرب لأن ايامنا بتزداد قوة وجرأة فى مواجهة العدو والثبات بإيمان ضد كل المكائد والسهام الملتهبة
شكرا من أجل الكلمة
شكرا باستور من أجل التعليم 🙏