فيبلي 3: 8-11 قال الرسول بولس: ” ما كان لي ربح فقد اعتبرته خسارة من أجل المسيح بل أني اعتبر كل شئ خسارة من أجل امتياز )معرفة المسيح يسوع ربي( فمن أجله تحملت خسارة كل شئ واعتبر كل شئ نفاية لكي أربح المسيح”
أن معرفة الله هي أسمي وأهم هدف في الحياة لأنه بدون معرفة الله لا حياة. بدونها لا سلام ولن تذوق النعمة فبمعرفة الله المعرفة الحقيقية العميقة ستزداد وتدخل أكثر في سلام ونعمة الله (النعمة هي قوة الله لإحداث تغيير في المواقف والظروف) 2 بطرس 1 : 2 لتكثر لكم النعمة والسلام بمعرفة الله ويسوع ربنا…هذه الطريقة التي بها تعيش في سلام وتكثر النعمة لك. عن طريق معرفة الله معرفة حقيقية.
قال النبي اليشع: “هلك شعبي من عدم المعرفة (معرفة الله) “. ولقد قال أيوب: من يعطيني أن أجده؟ …قال فيلبس للرب يسوع: أرنا الآب وكفانا. ..هذه هي رغبة البشر أن يعرفوا الله.
وأيضاً رغبة الله نفسه أن جميع الناس يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون. ولقد قال الرب يسوع: “وهذه هي الحياة الأبدية ان يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك” .
إن معرفة الله أُمنية كل إنسان وكل إنسان يعيش علي الأرض يريد أن يعرف الله.
إذاً كيف تتعرف على الله؟
توجد هناك معرفة عقلية بعقلك فقط.. ومعرفة بروحك وهي المعرفة الحقيقية.
فإن أي إنسان لا يستطيع بذكائه أن يعرف الخالق غير المحدود.
فمثلاً: إذا أردت أن تتعرف علي شخص هذا يتوقف عليك وعليه, ولكن إذا أردت أن تتعرف علي شخص أعلى منك فهذا يتوقف عليك بأشواقك ولكنه يتوقف أيضا على هذا الشخص أكثر بقدر ما يعطيك من فرصة.
بالنسبة لله فإذا أردت أن تعرف الله فهذا يتوقف بالدرجة الأولى علي الله, وهو نعم قد كشف عن نفسه, وهو متاح في كلمته, فهو وكلمته واحد, فستعرفه من كلمته, ولكن هذا يتوقف عليك أنت أيضا على جوعك لمعرفته فستجد نفسك متاح للروح القدس الذي سيكشف لك من هو الله من خلال كلمته.
لقد حدثنا موسي عن صفات الله من خلال معاملات الله مع شعبه . أما إعلان الله عن ذاته فكان من خلال تعاليم الرب يسوع وهو علي الأرض فرأينا حب الله وقدرته. وعندما طلب فيلبس أن يري الله قال الرب يسوع: “من رآني فقد رأي الآب”.
وماذا رأينا في الرب يسوع؟؟ رأيناه يعمل أعمال صالحة يجول يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس. هذا يرينا ما في قلب الآب نحو البشر…إنه يريد أن يصنع الخير مع البشر, يريد أن يشفي مرضاهم وعندما كان يصنع الرب يسوع معجزة شفاء في السبت وكان اليهود يعترضوا علي ذلك كان رده ” أنا أعمل أعمال أبي، أبي يعمل وأنا أيضاً أعمل”. أعمال الآب والإبن والروح القدس هي حياة وشفاء وتسديد لكل إحتياجات البشر…هللويا نحن نعبد إله حي ورائع وصالح. فقط يبقى أن تعرفه لتتمتع به.
الحب العميق الذي كان في قلب الآب للإنسان ظهر من خلال الرب يسوع أثناء وجوده علي الأرض. رأينا الرب يسوع كان يشفق علي الجموع عندما يراهم جياع. وعندما كان يري شخص مأسور بقيود إبليس كان يفك أسره ويحرره من قبضة إبليس.
أيضاً في مشهد الصليب كان الله يحدثنا من خلال صلب إبنه…. كم هو يحبنا!! فأرانا محبته لنا التي جعلته يضحي بيسوع لأجلنا وفي مشهد الصليب نعرف قداسة الله ونعرف أيضاً مدى كراهية الله للخطية ولكي يخلص الله الإنسان من الخطية أرسل إبنه ليصلب ويقوم من أجلنا. ففي الصليب نرى محبة الله التي بلا حدود ما كنا ندركها إن لم نراها في صلب المسيح الذي هو جوهر الله.
وكان الله في المسيح مصالحاً العالم بنفسه ومع نفسه غير حاسب علينا خطايانا بل حسب كل خطايانا علي يسوع. وهذا يرينا عمق محبة الآب لنا قبل أن نتعرف عليه.
من خلال الصليب أيضاً نتعرف علي حكمة الله. بدون حكمة الله كنا لا نرى خلاص من الخطية. لقد أسقط الشيطان آدم وكأنه كان يريد أن يقول لله: “هذا الإنسان الذي خلقته علي صورتك أنا أسقطته”, ولكن الله حل مشكلة الخطية للإنسان ورد الإنسان إلي مكانة أعلى مما كان عليها ورد للإنسان الصورة الجميلة التي خلقه الله عليها والتي شوهتها الخطية.
من هنا نرى الإعلان الكامل عن الله وهو في المسيح وفي صليب المسيح وفي قيامة المسيح.
أليست هذه المحبة الرائعة المحيطة بك تحتوي كل شيء في داخلها؟ أنت في وسط هذه المحبة…فقط تعرف عليها. ولكن قبل أن ندرس عن كيف تعرف الله معرفة شخصية سريعا سأسرد معوقات هذه المعرفة حتى تتحاشاها وتنعم بروعة الله ومحبته لك أنت.
هناك معطلات قد تمنعك من أن تعرف الله:
1. التدين :
قال بولس الرسول : من جهة الناموس كنت فريسي … من جهة الغيرة كنت مضطهد للكنيسة.
كان بولس يريد أن يوضح أنه بسبب التدين ولأنه كان فريسي ويحرص علي الشريعة هذا جعله متدين وهذا التدين منعه من معرفة الله. أثناء وجود يسوع على الأرض.
فكثيرا ما يغلقنا التدين عن معرفة الله معرفة حقيقية. ولكن عندما تقابل بولس مع الرب يسوع وعرف الله, قال الرسول بولس ما كان لي ربح (التدين وعلمه ومنصبه في مجمع اليهود) فقد حسبته خسارة لكي أربح المسيح فكان لبولس أن يتخلص من إعتقاده أنه بار بناموس وموسى وأن يدرك الخطية التي كانت سائدة عليه بالرغم من تمسكه بالناموس. فعندما تخلى عن هذا كله أدرك وعرف يسوع. هكذا قد تكون لديك معرفة تدينية مسبقة وتبدو مثبتة من كلمة الله ولكنها لم تأتي بنتائج ولم تقودك لمعرفة الله فلتتخلى عنها و إذهب للكلمة لتعرف كلمة الله ومحبته.
2. الشئ الأخر الذي يجعلنا لا نعرف الله “الصورة التي رسمناها عن الله مسبقاً” :
نعم الصورة أي التعليم الذي قد رسمه الوعظ الخاطيء عن الله هذا سيغلقك من معرفة الله.
مثال: الكهنة اليهود لم يعرفوا يسوع عندما جاء لأنهم رسموا في أذهانهم صورة غير التي رسمها الله. فعندما رأوا وسمعوا الرب يسوع يقول لهم “باركوا لاعنيكم أحسنوا إلي مبغضيكم” من هنا لم يعرفوه لأنهم تصورا أن المسيح يأتي بجبروت ليخلص شعبه من الرومان. كانوا يتصورن أن يسوع سيأتي كملك مسلح لذلك عندما سمعوه يتكلم عن التسامح للمسيئين رفضوا قبوله أنه هو المسيا بهذه الصورة التي أتى بها.
لذلك لابد أن نطرد أي صورة عن الله غير كتابية في تخيلاتنا الشخصية وهناك بعض الناس يعتقدوا أن الله هو صورة لأبيهم الأرضي, فإذا كان هذا الأب قاسياً فهم يرفضوا قبول الله أنه أب لهم معتقدين أنه مثل أبيهم الأرضي. قال أحدهم والذي كان يعاني من تربية والده الذي كان غير رحيم في معاملته معه أنه لا يتصور أن الله أبوه بسبب قسوة أبوه الأرضي. إجعل كلمة الله هي من ترسم لك حقيقة أبيك السماوي.
وهذا ما حذر منه الرب يسوع بأن الإنسان يمكنه أن يبطل تأثير كلام الرب يسوع المغير للحياة بسبب تمسكه بالصورة (الغير كتابية) التي قد أخذها من الآخرين … مر 7 : 13 مبطلين كلام الله بتقليدكم الذي سلمتموه. وأمورا كثيرة مثل هذه تفعلون»…
فهناك من يعلمون (خطأ) أن الله يقصر العمر ويصيب الناس بالمشاكل ويعلمهم دروس بمصائب الحياة ويمرض الناس ويريدهم فقراء ويريدهم تعساء في الحياة أوفي إرتباطهم… وهذه الصور قد ورثها كثيرون من الذين سبقوهم وهي غير كتابية مما جعلهم لا يعرفون الله المعرفة الكتابية.
لا تقبل إلا ما تقوله الكلمة عنك.
3. (إله هذا الدهر أعمى أذهان غير المؤمنين) 2 كورنثوس 4:4
السبب الثالث من المعوقات لمعرفة الله .. إبليس الذي يعمي أذهان غير المؤمنين عن معرفة الله.
ولكن هناك أخبار سارة لك وهي أن الرب يسوع قد هزم إبليسو وأخذ منه مفاتيح الهاوية والموت فقط أرفض إبليس من حياتك فستجد معونة الروح القدس لك, وإجرى على كلمة الله فيجب عليك أن تقبل إعلان الله لنا عن محبته ويجب أنت تقبل هذا الإعلان بالإيمان.
قال الرسول بولس لأعرفه: هذه المعرفة كانت معرفة شخصية إختباريه ليس “أن يعرف ما يقوله الناس عن يسوع” بل “بولس عرفه شخصياً”.
“ثم يقول لأعرفه وقوة قيامته…” لا يكتفي الرسول بأن يعرفه بل أراد أن يختبر أيضاً قوة قيامته. فيجب أن يكون هدفك أيها الأخ الحبيب أو الأخت الحبيبة أن لا تكتفي بمعرفة يسوع بل إختبر قوة قيامته في حياتك قوة تبريره لك وتقديسه لك. فهناك قوة فعلها تجاهك لكي تعيش أفضل حياة.
4. الإتكال علي الطقوس مثل الصلاة والصوم… من معطلات معرفة الله الحقيقية إذا إتكلنا عليهم في تبريرنا:
رغم أن أهمية الصوم والصلاة ضرورية, ولكن التبرير هو بالإيمان وليس بالصوم والصلاة… لقراءة المزيد إقرأ مقالات “أنت بار وبر الله” على الموقع.
الرسول بولس في أفسس 1 : 17 – 23 يصلي للآب لكي يعطي للمؤمنين أن يفهموا مالهم في المسيح بروح الحكمة والإعلان, وبأن ينير عيونهم الروحية.
صلي هذه الصلاة لنفسك, فتنال إستنارة عن محبة الله لك, وخطته الصالحة لك, وستتغير طريقة تفكيرك وبهذا ستعرفة معرفة حقيقة عميقة, وستدرك أنه أب وإله محب.
لذلك عزيزي القاريء, إحذر المعطلات التي توقفك عن المعرفة الحقيقية لله وإرجع لكلمة الله. وخذ وقتا في شركة مع الروح القدس وإدرس الكلمة (لأن الله قد كشف عن نفسه وهو متاح في كلمته) وإتخذ هذا بمأخذ الجد.
إذا كيف تعرف الله معرفة شخصية؟
1. تخلى عن أي معرفة تخمينية عن الله: لكي تعرف الله عليك أن تتخلي عن كل معرفة تخمينية لديك عن الله وأن تقبل هذا الإعلان الذي أعلنه لنا في المسيح. كما عليك أن تقرأ ما كُتب عنه في كلمة الله لأن كلمة الله هي الوحيدة القادرة أن تعرفك من هو الله لأنها تحوى كلمات الله ذاته فهي ذات الله في كلمات. كما أن كلمة الله تُعلن عن عظمة حبه لنا.
2. الملء بالروح القدس والصلاة بالروح:إختبر الملء بالروح. فهذا إختبار ضوروي كالميلاد الثاني فالآب والإبن هما في السماء ولكن الروح القدس هو هنا على الأرض. فعندما تتعرف وسيكنك الروح القدس ستنفتح على كاتب الكلمة. والصلاة في الروح بألسنة يوميا ستساعدك أن تعرف الله وتجعلك تتعرف عليه كصديق حميم تجد سلامك فيه وراحتك في التحدث معه. لمعرفة كيف تختبر الملء بالروح القدس الآن إقرأ هذه المقالة كيف تختبر الملء بالروح الآن
3. صلي من أجل روح الحكمة والإعلان: كما أن روح الحكمة والفهم والإعلان الحال فيك سوف يعلن لروحك من خلال دراستك للكلمة ما في قلب الله من جهتك كيف أنه إختارك لتكون إبن له… كيف أحبك قبل أن تعرفه كيف وضع لك خطة صالحة لتسلك فيها. (أفسس2: 10)
نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لخطة صالحة سبق وأعدها لنسلك فيها. وهذه الخطة الصالحة لتعيش الحياة المباركة المجيدة التي في قلبه لك لذلك عليك أن تعرف الله المعرفة الحقيقية. وذلك عن طريق: أن تعرف الكلمة وتجعلها تقود أفكارك وأحد الطرق التي تضمن هذا هي ان تقضي شركتك مع الكلمة (أوقات الدراسة الشخصية لك) بمأخذ الجد.
أشجعك أن تقرأ مقالة التفريق بين التعليم الصحيح والخطأ
هيا تعرف علي الله كأب محب وستكتشف انه الحب ذاته وانه الصديق الالزق من الاخ والمرشد والمعين لك طوال رحلة حياتك علي هذه الارض.
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.