واظب على العمل Keep At It

“كيف استطعت أن تفعل هذا؟. لا يمكنني أن أتخيل أن يفعل شخص هذا بمثل هذه الطريقة!”
كنا في محل التحف، وكان هناك على الطاولة مجموعة متكاملة من التماثيل التي صُممت يدوياً.
تُرى كم من ساعات العمل انقضت في تصميم تلك التماثيل؟!
هناك وقف صديقي شاخصاً إليهم متسائلاً: “كيف استطعتَ إنجاز هذا؟”
ابتسم الرجل وقال: “فقط، واظبتُ على العملِ عليها.”
خرجت من الباب سائراً في الطريقِ، وسمعتُ تلك الكلمات تتردد في داخلي : ” واظبتُ على العملِ عليها، واظبتُ على العملِ عليها، واظبتُ على العملِ عليها.”
يالها من كلماتٍ ظل صداها يرنُ في نفسي، فهذا الرجل واصل العمل عليها، وضع حياة فيها، لذا فهو حقق نجاحاً، فقد كان الناس يأتون من كل نواحي البلدة ليروا تأثير هذا المُثقف العبقري الُمدرَب.
كل ما فعله هذا الرجل هو أنه دّرب ذهنه ويديه، وأخرج أحلامه من قطعة الخشب هذه، من الحجر اللين والعاج.
كنتُ مندهشاً كثيراً وأنا أرى تلك الإمكانيات الكامنة في أُناس عادية مثلي ومثلك.

يوماً سمعتُ فتاةً تعزفُ البيانو، وقد كنتُ أعرفُ شيئاً عن الموسيقى، فمنذ سنينٍ مضت كان معهدنا يحتوي على قسمٍ للموسيقى.
نظرتُ إلى وجهها وهي تلعبُ البيانو، وهمستُ في قلبي قائلاً:
“أيتها الفتاة، من المؤكد أنكِ قضيتي الساعات تتدربين على البيانو، في الوقتِ الذي كانت فيه بقية الفتيات يلعبن في الشوارع، أو ينمن وتحاول أمهاتهن جاهدات، إيقاظهن. بدلاً من كلِ ذلك كنتي تقضين الوقت في التدربِ على البيانو. وربما يبدو (للبعض) أنكِ أضعتي الكثير من الوقت. ولكن يالكي من عازفة بارعة”
لقد واظبت على هذا، لهذا أنجزت وفازت.

وقفتُ مع رجلٍ بينما نتأملُ مزرعةُ جميلة في ولاية ماين الشمالية.
قلتُ له: “من تحمل مسئولية إصلاح هذه البقعة لتبدو كما هي الآن؟!”
فأجابني: “هل ترى ذلك المنزل الخشبي الصغير الذي بجوار النهر؟”
“لقد بنيتُ هذا الكوخِ أنا وزوجتي وانتقلنا للعيش فيه قبل أن تُستصلح أراضي هذه البقعة، فلقد عقدتُ النية أن استصلح كل جزء من هذه الأرض وأحولها لأرضٍ زراعية. وقد فعلتُ ذلك”
هذه هي الروح التي تنتصر وتغلب:
“لقد صممت علي أن أُنجز الأمر، وها قد فعلته”.

كنت طفلاً حينما وقفتُ بجانب آلة في المصنع، وقد صممتُ بأنني سأصيرُ مُعلماً. وقتها لم أكن أعرف ما أعنيه، ولكنني عرفت أنه توجد بداخلي موهبة التعليم، هنالك شئ بداخلي لم يكتمل بعد.
تعهدتُ أن أفعل ذلك، وقد فعلت.

كنتُ مُعاقاً كما هو حال القليل، ولكني فعلتها.
أنقلُ لك هذه الأمور كي أُريك أنهم لا يستطيعوا هزيمتك طالما أنت تريد فعل الأمر.
كافح وجاهد كي تتطور، وفي كل مجهودٍ تبذله طوّر حلمك.
ففي كلِ مرة تعزفُ تلك المقطوعة الموسيقية، اعزفها أفضل من أي مرةٍ عزفتها من قبل.
في كلِ مرةٍ تجلس على الآلة الكاتبة، صمم أنك ستكون أكثر كفاءةٍ من ذي قبل.
اجعل عقلك يعمل، سيُنهك ولكن واصل العمل. لأنه سيتطور حتى تصبح أنت أعجوبة لكلِ من حولك.
فلا تعتمد على المنبه أو على حتى على والدتك لإيقاظك. صمم أن يكون المنبه في روحك.
لا تعتمد على سيارة الآخرين، احصل على واحدة خاصة بك.
كن معتمداً على نفسك، كن حريصاً ودقيقاً في مواعيدك. مجتهداً، مثابراً في العمل.
ابحث وتمعن في كلِ مشكلة وجد طريقةً للخروج منها.
ندخل المعركة المعركة، وننال المكافأة.

نشرت بإذن من مؤسسة كينيون لنشر الإنجيل Kenyon’s Gospel Publishing Society وموقعها  www.kenyons.org(link is external).
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية بإذن من خدمة كينيون.

Taken by permission from Kenyon Gospel Publishing Society , site:  www.kenyons.org(link is   All rights reserved to Life Changing Truth.