لسماع المقالة على الساوند كلاود أضغط هنا
كثيرون من أولاد وبنات الله لا يستوعبون هذا الأمر ، ولأنهُ سؤال مهم جداً ليس فقط المؤمنين والمؤمنات بل لخدام وخادمات الرب ، لذلك بعد دراستك لهذا الموضوع ستفهم كيف كان يسوع يقوم بالمعجزات ومن هذه المعرفة ستستطيع أن تقوم بها أنت أيضاً. وجدتُ الكثير من المؤمنين يفسرون الآيات بطريقة خاطئة ويبنون مفاهيم غير صحيحة لأنهم لا يفهمون الآيات ويجدونها معضلة وذلك كلهُ بسبب عدم فهم الآيات بالشكل الصحيح . مثلاً: عندما قال يسوع أنه “لا يعرف ميعاد يوم القيامة“.
” أن يسوع لم يكن محتاجا للصلاة وهو كان يصلي فقط ليعلمنا هذا ” .
” أن يسوع كان محتملا ما جرى على الصليب لأنه إبن الله, وكان يظهر الألم فقط أمام الناس…إلخ “
بالطبع هذا كله خطأ وغير كتابي وإن كان يبدو مستقيماً في شكله لكنه غير صحيح.
وإن كان صحيحاً كما يعظ كثيرون ، فهذا يعني شيئين خطيرين وبالطبع غير صحيحين :
- أن يسوع كان منافقاً (وهذا يظهر عكس ما هو كان عليه في الحقيقة) حاشا !!! يسوع كان يعني ما يقوله وما يفعله وكان يفعله لأنه يحياه.
2. أن الروح القدس أيضاً يكذب لأنه يتماشى مع هذا الكذب في سرده الاحداث التي كتبها أناس الله مساقين به… وهذا أيضا مستحيل.
من المبادىء الكتابية الأساسية هي أن كل مؤمن عليه أن يفهم أنه لكي يتمم الرب يسوع الفداء والخلاص بطريقة صحيحة ورسمية كان لابُـــد من أن يكون إنساناً بكل ما تحويه المعاني ، ولكن بلا خطيئة ، ولتفهم أكثر عن الموضوع يمكنك أن تقرأ مقالة إيجار الله على الأرض .
يسوع هو الله 100% و إنسان 100% .
لكي يحق ليسوع أن يفتدينا كان عليهِ أن ينزل لـــمــستوانا في بشريتنا ويصير مثل الإنسان ويتخلى عن أن يسلك بإلوهيته رغم أنه الله الظاهر في الجسد.
تشبيه: يشبه هذا تماماً رئيساً (أو عمدة) لــبــــلد أو ولاية يُقرر أن يتنكر ويَــــنـــزل بين شعبهِ ، وهو غير معروف بشكلهِ عندَ شعبهِ ، ويقرر أيضاً أن يسلك بدون حراسة و بدون ممارسة سلطانه . لاحظ أنه لا يزال هو الرئيس ولم يخبر أحداً عن رتبتهِ ، ولكنه إختار أن يسلك هكذا كأي شخص عادي لذلكَ سيحتاج إلى الإنتظار لقضاء مصلحته حتى ولو كلفهُ أن يقف منتظراً دورهِ كباقي الناس ، ولن يعطيه أحداً أية أولوية … ولأنهُ إختارَ ذلك لن يقف أمام الجميع ويقول : أنا رئيس هذا البلد يجب أن تفسحوا لي لأقضي مصلحتي قبلكم جميعاً … بل إختار أن يسلك بدون ممارسة سلطانه.
أيضاً هذا يشبه إنساناً لديك حاسب إلكتروني يستطيع إستخدامهِ لحل المسائل الحسابية المعقدة , ولكنك إختارَ أن تقوم بحسابها بالطريقة الذهنية وبدأ يحسبـــها بالقلم والورقة مستخدماً ذهنهُ. هل هذا يعني أنك لا يمتلك الحاسب الإلكتروني؟ بالطبع يملكهُ ولكنهُ إختارَ أن لا يَـــــستخدمه.
إليك هذه الآية التي توضح هذا وستجد تعليقي بين أقواس :
فيلبي 2 : 5 – 8 فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا الْفِكْرُ الَّذِي هُوَ أَيْضاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ . (6) إِذْ إِنَّهُ، وَهُوَ الْكَائِنُ فِي هَيْئَةِ اللهِ ( أي الله مُتجسد ) ، لَمْ يَعْتَبِــــرْ مُسَاوَاتَهُ لِلهِ خُلْسَةً ، أَوْ غَنِيمَةً يُتَمَسَّكُ بِهَا؛ (7)بَلْ أَخْلَى نَفْسَهُ ( أي تَـــخلى عن سلوكهِ بالإلوهية رغم أنه الله ) ، مُتَّخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً شَبِيهاً بِالْبَشَرِ؛ (8) وَإِذْ ظَهَرَ بِهَيْئَةِ إِنْسَانٍ، أَمْعَنَ فِي الاِتِّضَاعِ، وَكَانَ طَائِعاً حَتَّى الْمَوْتِ، مَوْتِ الصَّلِيبِ.
فعل يسوع هذا التخلي إرادياً ، وتَـــخَـــلى عن السلوك بإلوهيته رغم أنه إبن الله ، لكي يصيرَ مساوياً لنا بالضبط ولكي يصير غير زائد عن أي إنسان بشيء ، وتَمــيـــز بأنه لم يفعل خطيئة بهذا إستطاعَ أن يفدينا .
إن كان أعلى من الإنسان في القدرة أو في جنسه لكان من الغير عادلاً أن يفتدي ويُــــخلص البشر لأنه ليس مساوياً لهم وليس مثلهم لذا لا يمكن أن يأخذ مكانهم.
كان على يسوع أنه كما أنه مساوياً لله – وهو الله ، كان عليه أيضاً أن يكون مساوياً للإنسان – وإنساناً أيضاً.
رسالة تيموثاوس الأولى 2 : 5 فَإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، وَالْوَسِيطُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ وَاحِدٌ، وَهُوَ الإِنْسَانُ الْمَسِيحُ يَسُوعُ.
لنرى هذا مطبقاً في حياة يسوع:
- الرب يسوع في النمو والمعرفة
كأي طفل بشري, لم يكن يعرف بمجيء المجوس لأنهُ كان طفلاً يحتاج إلى الرعاية. بعد ذلك كــَبِـــر وكان ينمو وبَــــدأ يتعلم الشريعة في المجامع لأنه كان من الإجباري فعل ذلك مع كل طفل في ذاك الوقت. ولكن الفرق هنا عن أي طفل آخر أنه بدأ يفهم الناموس والشريعة بالطريقة الصحيحة و ليس بالمفاهيم الخاطئة التي كانت سائدة في ذلك الوقت من خلال الكتبة والفريسين.
ووجد أن الشريعة والنبوات تتحدث عنهُ وأنه هو عبارة عن تطبيقها وتحقيقها ويربط هذا بما تحكيه أمه عن كيف ولد.
لوقا 2 : 39 – 40 وَبَعْدَ إِتْمَامِ كُلِّ مَا تَقْتَضِيهِ شَرِيعَةُ الرَّبِّ، رَجَعُوا إِلَى مَدِينَتِهِمِ النَّاصِرَةِ بِالْجَلِيلِ (40)وَكَانَ الطِّفْلُ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى، مُمْتَلِئاً حِكْمَةً، وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.
تعلم الرب يسوع الطاعة من الألم الذي واجهه وفي الغالب كما يتفق علماء الكتاب المقدس في أنه تيتمَ بكراً منذُ طفولته.
نجد في الكتاب المقدس أن يوسف والده إختفى من الأحداث ، وآخر حدث ذُكِرَ فيه كان عندما إختفى يسوع وعادوا للبحث عنه ووجدوه في الهيكل لوقا 2 : 41 . ونجد أيضاً عندما قال يسوع ليوحنا التلميذ على الصليب “هوذا أمك” عن الأم مريم … بمعنى أخر الأب لم يعد موجودا فبالتأكيد لم يطلقها بل مات.
لذا يسوع تحمل عبء هذا البيت في سن مبكر بما فيه رعاية والدته والعمل لكي يغطي معيشتهم.
عبرانين 5 : 8 فَمَعَ كَوْنِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِنَ الآلاَمِ الَّتِي قَاسَاهَا. (9)وَبِذلِكَ، أَصْبَحَ مُؤَهَّلاً لِمُهِمَّتِهِ، فَصَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ مَصْدَراً لِلْخَلاَصِ الأَبَدِيِّ.
- الرب يسوع في الملىء بالروح القدس
لأنه تخلى عن السلوك بإلوهيته رغم أنه إبن الله ، كان عليه أن يعتمد على الروح القدس إعتماداً كلياً ولأنه إختار أن يصير مثل الناس ، كان يحتاج للروح القدس لأنه كأي إنسان يحتاج لقوة الروح القدس. لذا لم يفعل الرب يسوع أي معجزة قبل أن يمتلىء بالروح القدس ، حتى معجزة ” تحويل الماء إلى خمر – أو عصير عنب” لم تكن قبلَ ملئه بالروح ، بل بعدَ إمتلائهِ بالروح القدس.
طبعاً كان يستطيع أن يصنع هذه المعجزة قبلَ ملئهِ لو أرادَ أن يَسلك مستخدماً إلوهيته ، لكنه تخلى عن السلوك بهذه الإلوهية وسلك كإنسان ، لذا إحتاج الرب يسوع إلى الروح القدس.
سمعتُ يوماً قِساً يقول : ” أن يسوع عندما كان يلعب كطفل وكان يخلق أشياء …”، هذا غير صحيح لأن الكتاب المقدس يقول أن أول معجزة عملها يسوع هي تحويل الماء إلى خمر.
نعم ولِدَ من العذراء مريم بقوة الروح القدس وهذا لكي تتم معجزة ولادتهِ من عذراء ، ولكنه كإنسان إحتاج يسوع للروح القدس . “ لوقا 2 : 21 – 22 و لوقا 3 : 1 ” لَمَّا تَعَمَّدَ الشَّعْبُ جَمِيعاً، تَعَمَّدَ يَسُوعُ، وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي، انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ ( وَهَبَطَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ ) مُتَّخِذاً هَيْئَةً جِسْمِيَّةً وهِبُوطهِ مِثْلَ حَمَامَةٍ، وَانْطَلَقَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُولُ: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ كُلَّ سُرُورٍ! » …. لوقا 3 : 1 أَمَّا يَسُوعُ ، فَعَادَ مِنَ الأُرْدُنِّ ( مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ ) فَاقْتَادَهُ الرُّوحُ فِي الْبَرِّيَّةِ.
هذا تقرير الروح القدس عن يسوع وليس تقريري أنا ، أنهُ بعد هذا خرج ممتلىء من الروح القدس. عندما يقول أنه إمتلأ في هذه اللحظة فإنني أؤمن بهذا ، وأؤمن أن هذا لم يحدث في ال 30 سنة التي عاشها قبلاً ، ولقد كتبهُ لنا الروح القدس ليُظهر لنا أن الرب يسوع في تلك اللحظة كان يحتاج أن يمتلىء من الروح القدس.
أنظر لطريقة الروح القدس في وصف هذه النقطة:
( يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ ( شخص من بلدة الناصرة ) الذِيِ مَسَحَه اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ ) وَبِالْقُدْرَةِ، فَكَانَ يَنْتَقِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ يَعْمَلُ الْخَيْرَ، وَيَشْفِي جَمِيعَ الَّذِينَ تَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ. بمعنى آخر ” يسوع الإنسان ” الذي من بلدة إسمها الناصرة … صار ممسوحاً بعد أن إمتلأ بالروح القدس ، فصار ” يسوع الممسوح ” أي ” المسيح ” ، هذا معناها في اليوناني.
لم يقل يسوع المسيح الناصري بل قال يسوع الناصري الذي مُـــــسِح من الله فصارَ ممسوحاً.
- الرب يسوع في الخدمة ومواهب الروح والشفاء وإخراج الشياطين:
كان يشفي وكان يخرج الشياطين بمساعدة و بمواهب الروح القدس.
هنا يقف كثير من الخدام ولا يقتنعون ، لماذا ؟ لأن هذا سيحملهم المسؤلية في تقصيرهم في معرفة كلمة الله. فمثلاً : يعاني الكثيرون في إخراج الشياطين لأن الشياطين لا تطيعهم ، في حين أن هذا يتم بكلمات ممسوحة فقط لمن يعرفون من هم في المسيح ويعرفون خدمة الروح القدس في حياتهم.
حدثَ مرةً أنه كنت أستمع لأحد الخدام يقول أنه يخرج الأرواح الشريرة بضرب جسد الأشخاص المسكونة.
وهذا لم يُــــذكر في الكتاب المقدس وهو خطأ ، فهذا بالطبع محاولة للتعامل مع عالم الروح من عالم العيان ، وهذا لن يأتي بنتائج حتى ولو تأوه الروح الشرير ، لكنه لا يتأثر بشيء بل يستغل عدم معرفة الخادم بالكلمة و يعمل على هذه الإكذوبة لتحطيم جسد الإنسان المسكون. فقاطعت هذا الخادم ولم أواجهه بطريقة مباشرة ولكن بدأت أقنعه بالعقل ، وقلتُ له : ” لم يفعل هكذا يسوع في أي مرة فيها أخرج أرواح شريرة !!! إذا كيف تفعل أنت هذا ؟؟“
فأجاب وقال : “هذا يسوع وليس أنا …” أي معه عذره.
بالطبع لن تَــــجد “ضرب الأشخاص المسكونين بأرواح شريرة ” هذا مع أي رسول في الكتاب المقدس سواءً كان يسوع أو التلاميذ أو بولس.
هل ترى معي أن عدم المعرفة بـ ” كيف كان يخدم يسوع ” جعلَ الناس يعتقدون أن هذا لن يحدث معهم لأن يسوع مشي على الأرض ومارس سلطانه كإبن الله فكان يفوقهم ….
في حين أنه كان إبن الله ، لكنه تخلى إرادياً عن السلوك بسلطان إبن الله لكي يصير مساوياً لنا بالضبط. لذا كما أخرج الأرواح بكلمة هكذا يمكننا نحن أن نفعل هذا.
لقد احتاجَ يسوع إلى الروح القدس ليكشف له الأمور وليريه خفايا الأشخاص وليشفي المرضى.
لم يقل الرب يسوع أنه يفعل هذا بقدرته بل بقدرة الآب الذي فيه ، وليس كما يعتقد البعض أنهُ لم يستخدم الوهيتهِ لكي يتضع. بل حقاً ، كان لا يفعل أي شيء بدون مساعدة الآب ، لأنهُ سـَلكَ كإبن الإنسان متخلياً عن إستخدام إلوهيته لأنه إبن الله أيضاً والله نفسه.
يوحنا 5 : 19 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الاِبْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئاً مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، بَلْ يَفْعَلُ مَا يَرَى الآبَ يَفْعَلُهُ. فَكُلُّ مَا يَعْمَلُهُ الآبُ، يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذلِكَ.
قد لا تكون مقتنعاً رغم أن هذا ما يقوله الكتاب المقدس ، عليكَ أن تجعل كلمة الله هي السلطان الأول والأخير فوق تفسيرات الناس ، فالآية لا تحتاج لإيضاح أكثر من هذا.
لقد كان يسوع ينمو في خدمته فقال في عدد 20 – 21 من يوحنا 5 : (20)لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ، وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا يَفْعَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَيْضاً أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذَا الْعَمَلِ، فَتُدْهَشُونَ (21)فَكَمَا يُقِيمُ الآبُ الْمَوْتَى وَيُحْيِيهِمْ، كَذلِكَ يُحْيِي الاِبْنُ مَنْ يَشَاءُ. بمعنى آخر يقول الرب يسوع : “سيريني الآب أمورا أكثر من هذه وسأفعلها مثل إقامة الموتى“
في أحد المرات قالت لي أحد الأخوات : “إن الرب يسوع في قصة المرأة النازفة في مرقس 5 كان يعلم بمن لمسه ولكنه ( فقط أظهر هذا أمام الناس ( … وكأنهن تـــتــــهم يسوع بالكذب دون أن تقصد !!! وفعلَ هذا أيضا ليُـــــــجرب إيمان الرجل يايرس الذي كان معه ليشفي إبنتهِ !!! شرحتُ لها أن ” الرب لا يجرب إيمان أحد ” ، لأنه هو مُعطي الإيمان ، أما التجربة فهي من إبليس.
ثانياً : لم يكن الرب يعلم بمن لمسه حقاً ، كما يقول الكتاب أنه بَـــحثَ وتسائل من لــمَـــسني.
عندما عَرفَـــت هذه الأخت هذا التعليم نالت معجزتها ، والتي كانت لا تنالها بسبب المفهوم الخطأ التي كانت تؤمن بهِ.
وهذا سيحدث معك ، لو عرفت بأن الذي فيك هو الروح القدس الذي كان في يسوع. وهذا سيفسر لكَ أمر أخر يقف أمامه الغير عارفين بالكلمة حائرين في قول الرب يسوع عن نفسه عن عدم معرفة متى سيكون يوم القيامة : ” متى 24 : 36 أَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ، فَلاَ يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ الآبُ وَحْدَهُ ” .
مرقس يقولها بشكل أكثر وضوحاً : ” مرقس 13 : 32 وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، لاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ، إِلاَّ الآبُ.
لم يكن بعلم بها لأنه وهو إبن الله لكنه تخلى عن السلوك بإلوهيته ليس فقط أمام الناس بل وأيضاً مع نفسه ، فعاشَ كُــل حياتهِ على الارض بهذه الطريقة .
لقد تخلى 24 ساعة و7 أيام في الإسبوع عن السلوك بإلوهيته ليتمكن من فدائنا بطريقة عادلة تُـــــــقبــَل من الآب. يوحنا 7 : (16)فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «لَيْسَ تَعْلِيمِي مِنْ عِنْدِي، بَلْ مِنْ عِنْدِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.
يوحنا 8 : (28)لِذَلِكَ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «عِنْدَمَا تُعَلِّقُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لاَ أَعْمَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَقُولُ الْكَلاَمَ الَّذِي عَلَّمَنِي إِيَّاهُ أَبِي (29)إِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي وَحْدِي، لأَنِّي دَوْماً أَعْمَلُ مَا يُرْضِيهِ».
هذا لا يعني أن إرادة يسوع غير متدخلة بل كانت مشتركة في فعل هذا الأمر سواء معجزة أو تعليم. ولو فهمت هذا ستفهم كيف تتم المعجزة من خلالك في خدمتك ، فهي تتم بإشتراك الروح القدس في داخلك. وإن رفضتَ الروح القدس ولم تكن مشحوناً ( أي مملؤ ) كفاية من قوتهِ لن تحدث المعجزة.
يوحنا 8 : (16)مَعَ أَنَّهُ لَوْ حَكَمْتُ لَجَاءَ حُكْمِي عَادِلاً، لأَنِّي لاَ أَحْكُمُ بِمُفْرَدِي، بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي
كثيرون يعتقدون أنهم سيصلون للمرضى وتحدث المعجزة عن طريق أنه سيترك الله يعمل الشيء واضعاً الخادم على جانب ، وهذا جذر مشكلة عدم حدوث معجزات على أيدي من يؤمنون بها.
الروح القدس يحتاجك كما أنت تحتاجه ، فلو شحنتهُ وأضرمته في داخلكَ ويمكنك أن تقرأ عن هذا في مقالة الملىء المتكرر بالروح القدس على الموقع ، فمن ملئك سيأخذ الناس.
عندما تمتلىء بالروح ستعرف ما هي الخطوة الآتية بإنسجام مع الروح القدس فتحدث نتائج مذهلة. لن يستقل الروح القدس عنك ولن تستطيع أن تستقل عنه لتحققوا معاً ما يريد أن يحققه على الارض.
هكذا سلكَ الرب يسوع ، سلكَ بإدراك ووعي الروح القدس الذي فيه .
ركِز في قراءتك هذا النص وستكتشف شيئان هامان جداً سأذكرهما بعد قرائتك للنص:
يوحنا 5 : (19)فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الاِبْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئاً مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، بَلْ يَفْعَلُ مَا يَرَى الآبَ يَفْعَلُهُ. فَكُلُّ مَا يَعْمَلُهُ الآبُ ، يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذلِكَ (20) لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ ، وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا يَفْعَلُهُ ، وَسَيُرِيهِ أَيْضاً أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذَا الْعَمَلِ ، فَتُدْهَشُونَ (21) فَكَمَا يُقِيمُ الآبُ الْمَوْتَى وَيُـــــحْيِيــــهِمْ ، كَذلِكَ يُحْيِي الاِبْنُ مَنْ يَشَاءُ .
1_ يقول يسوع “ما أرى الآب يفعله“ ولم يقل “ما رأيته” ( في الماضي ) ، لا بل قالها بفعل الإستمرارية ، أي أنه يَــراها في أثناء قيامه بالمعجزة ، يَـــراها في روحه.
2 _ عدد 20 ” سَيُـــريه الآب أيضاً أعمالاً أعظم” ، بمعنى آخر أنه كان ينمو في خدمته ،
وهذا ليس تمثيلاً أو كلام أمام الناس ( رغم أنه يعرف كل شيء) بل كان الرب يسوع يعني ما يقوله ، فهو كان سيعرف أموراً أعظم مع مرور الأيام.
هذا السبب سيوضح لك الآية في يوحنا 14 : 12
(12)الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي يَعْمَلُ الأَعْمَالَ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا، بَلْ يَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي. هل ترى السبب ، لأنه سيذهب لأبيه ، أي لن يكون هنا طويلاً ، لأنه لكما ظلَّ على الأرض بحسب يوحنا 5 : 19 – 21 كان سيعرف من الآب أموراً أعظم وكان ســـيَــــعمَلها.
- الرب يسوع في حياة الصلاة
لم يُــــصلي الرب يسوع ليُــــعلمنا أن نُــــصلي ، بل كان محتاجاً للصلاة فعلاً لكي يستمد قوته من الله يومياً.
طلب من تلاميذهِ الصلاة يوم تسليمهِ وبدأ يُـصلي هو نفسه ، هل هذا تمثيلاً أم حقيقة ؟؟ بالطبع حقيقة . بعدها ذهبَ 3 مرات لكثــــــرةِ الألـــــم والحرب التي كان يُـــــواجــــِــهها ونـــَــزلَ عَـــــرقه كقطرات دم من كثرة الصراع الذي عَبــَــر بهِ . الصراع هو ليس الصليب فقط بل الأبـــرز هو أنه لم ينفصل عن الآب أبداً وكان لا يُــــــريد هذا لأنــــهُ يَـــــعرف أنه عليهِ فعل هذا في الصليب ، وهذا حدثَ في قولهِ إلهي إلهي لماذا تـــَــركتنــــي.
لقد أوضح لنا فيلم ألام المسيح The Passion of The Christ لميل جيبسون Mel Gibson ، شريحة بسيطة عن ما مَــــرَّ بـــــهِ الرب يسوع من ألم ولكن كان أعظم من هذا أيضاً. لقد كان يصلي يومياً كعادتهِ ، مرقس 1: 35 و مرقس 6 : 46 و لوقا 6 : 12
لوقا 5 : 15 – 17 ” … عَلَى أَنَّ خَبَرَ يَسُوعَ زَادَ انْتِشَاراً، حَتَّى تَوَافَدَتْ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ لِيَسْتَمِعُوا إِلَيْهِ وَيَنَالُوا الشِّفَاءَ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ (16)أَمَّا هُوَ، فَكَانَ يَنْسَحِبُ إِلَى الأَمَاكِنِ الْمُقْفِرَةِ حَيْثُ يُصَلِّي (17) وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ، كَانَ يُعَلِّمُ، وَكَانَ بَيْنَ الْجَالِسِينَ بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ وَمُعَلِّمِي الشَّرِيعَةِ، وَقَدْ أَتَوْا مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ فِي الْجَلِيلِ وَالْيَهُودِيَّةِ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ. وَظَهَرَتْ قُدْرَةُ الرَّبِّ لِتَشْفِيَهُمْ .
لقد ذُكــــِرَ هذا بين المعجزات وكأنه يقول أن هذا هو مفتاح يسوع.
عبرانين 5 : 7 وَالْمَسِيحُ، فِي أَثْنَاءِ حَيَاتِهِ الْبَشَرِيَّةِ عَلَى الأَرْضِ، رَفَعَ أَدْعِيَةً وَتَضَرُّعَاتٍ مُقْتَرِنَةً بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ ، إِلَى الْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ . وَقَدْ لَبّـــَى اللهُ طَلَبَهُ إِكْرَاماً لِتَقْوَاهُ.
- الرب يسوع في تجارب الخطيئة
كان كأي إنسان مجرب في الخطيئة لكنه لم يسقط فيها ، ليس فقط في التجارب التي ذكر الكتاب تفاصيلها في البرية بل وفي كل فترات حياته.
عبرانين 2 : 17 – 18 وَلِذَلِكَ كَانَ لاَبُدَّ أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ مِنْ جَمِيعِ النَّوَاحِي، لِيَكُونَ هُوَ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ، الرَّحِيمَ وَالأَمِينَ، الَّذِي يَقُومُ بِعَمَلِهِ أَمَامَ اللهِ نِيَابَةً عَنِ الشَّعْبِ، فَيُكَفِّرَ عَنْ خَطَايَاهُمْ (18) وَبِمَا أَنَّهُ هُوَ نَفْسَهُ، قَدْ تَأَلَّمَ وَتَعَرَّضَ لِلتَّجَارِبِ، فَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يُعـــِيـــنَ الَّذِينَ يَتَعَرَّضُونَ لِلتَّجَارِبِ.
عبرانين 4 : 14 – 16 فَمَا دَامَ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَتِنَا الْعَظِيمُ الَّذِي ارْتَفَعَ مُجْتَازاً السَّمَاوَاتِ، وَهُوَ يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ دَائِماً بِالاعْتِرَافِ بِهِ (15) ذَلِكَ لأَنَّ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ الَّذِي لَنَا، لَيْسَ عَاجِزاً عَنْ تَفَهُّمِ ضَعَفَاتِنَا، بَلْ إِنَّهُ قَدْ تَعَرَّضَ لِلتَّجَارِبِ الَّتِي نَتَعَرَّضُ نَحْنُ لَهَا، إِلاَّ أَنَّهُ بِلاَ خَطِيَّةٍ (16) فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ، لِنَنَالَ الرَّحْمَةَ وَنَجِدَ نِعْمَةً تُعِينُنَا عِنْدَ الْحَاجَةِ.
هناك من يقول أن يسوع لم تأتيه أفكار الخطيئة ، هذا فكر مُتدين رغمَ أنهُ يبدو مستقيم ولكنه غير كتابي بالمرة. لأن الكتاب المقدس يقول أنهُ مجرب في كل شيء مثلنا ، الكلمة لا تحوي معنايان فالمعنى واضح. إذاً يسوع جُرِب في كل شيء ، بكل صور وأشكال الخطيئة وفي كل أنواع الضغط والحزن والضيق ولكنه لم يسقط فيها.
- الرب يسوع في الصلب و في الهاوية
لقد عانى يسوع ألام الصليب حقا بدون أي قوة خفية تساعده ، واجهها كإنسان ليأخذ مكانك ومكاني ولم يواجهها بقدرات إبن الله وإلا فهو ليس مساوياً للإنسان وهذا ليس عدلاً والسماء لن تقبل بهذا أيضاً ، لقد إختار السلوك كإنسان وتخلىَ عن مواجهة هذه الآلام كإبن الله رغم أنه إبن الله.
للأسف بسبب الكثير من الجهل في الكلمة أو تحاشي بعض الخدام من أن يشرحوا الكلمة بالطريقة النقية بدون حذف ، ما قد يثير غضب الناقدين الموجودون دائماً ، نتيجة لهذا الجهل جعلَ الكثيرون يقولون : “لأنه كان إبن الله كان محتملا كل هذا….” وهذا طبعاً غير صحيح. نعم هو إبن الله والله الظاهر في الجسد ، ولكنه إختار أن يسلك كإنسان منذ أن قرر التجسد وهو لا زالَ إبن الله والله ذاته الإنسان.
فلو كان ما يقوله البعض ” أن يسوع سلك بقوة خفية لمواجهة هذه الألام … وكأنهم يقولون أن يسوع كان يمثل الألم والدموع والدماء …. وهذا مستحيل . لو كان هذا صحيحاً لما كان الآب أرسل ملاكاً ليُــــقَـــويه .
لقد كان يسوع فعلياً وحرفياً يتألم كل هذه الآلام كإنسان ، وهو إبن الله لكنه متخلي عن السلوك بهذه القوة ليكون مساوياً لنا.
لقد نشأ الكثير من المؤمنين يؤمنون بعكس ذلك ، وهذا سببه عدم وضوح هذه النقطة في التعليم لأن الكثيرون يخافون الناس ويخافون من الإنتقاد ، في حين أنهم إذا عرفوا الحق الكتابي الصحيح ستتغيـــر حيـــــاتهم.
كل ما شعرَ به يسوع في العذابات التي واجهها والصليب وكل هذه الأحداث ـ كان يَـــشعر بها حقاً بدون مساعدات خفية من الآب ولكنهُ تـــخلىَ عن السلوك بإلوهيته وهو لا زال إبن الله , وسلكَ بإنسانيته وذاقَ كل هذا بدلاً منك ومني.
- لقد مات يسوع كل أنواع الميتات:
1_ الموت الروحي:
عندما تركه الآب وحجب وجهه عنه ، هذا هو الموت الروحي الذي كان يملكهُ كل إنسان غير مولود ثانية ، يكون منفصل عن الله.
2_ الموت الجسدي:
الموت الجسدي أي جسد الرب يسوع مات على الصليب.
3_ الموت الأبدي:
منذ هذه اللحظة نزل يسوع إلى الهاوية ولأنه جُعِلَ خطيئة فنزل لقسم الخطاة في الهاوية, وهذا كله بدون الآب أو الروح القدس لأنه تركه منذ أن كان على الارض على الصليب.
ونزل إلى الهاوية وهزم إبليس وأخذ مفتاح الهاوية و سبى وأفرج عن أرواح المؤمنين به التي كانت محبوسة في مكان يطلق عليه “حضن إبراهيم”. و أخذ من إبليس مفتاح الموت وأباد بالموت إبليس الذي كان له سلطان الموت. هذا هو الموت الأبدي الذي كان يجب أن يذوقه أي شخص فأخذه بالنيابة عنا.
أقامهُ الله بعدها بميلاده الثاني ، قبلَ القيامة كان يسوع إبنه الوحيد ولكن بعد القيامة صارَ له إخوة كثيرون وهو القائد علينا وهو البكر. من هم الأخوة و الاخوات ؟؟ هذا هو أنت وأنتي وأنا.
رومية 8 : 29 لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ، سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ أَيْضاً لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ الْبِكْرَ بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ.
ما قاله الرب يسوع عنك وعني عظيم جدا :
أنتَ وأنتِ واحداً مع الآب ، يوحنا 17 : 11 يقول الكتاب :
(11)هؤُلاَءِ بَاقُونَ فِي الْعَالَمِ؛ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ بَاقِياً فِيهِ، لأَنِّي عَائِدٌ إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ وَهَبْتَهُمْ لِي، لِيَكُونُوا وَاحِداً، كَمَا نَحْنُ وَاحِد ( هذا ليس للتلاميذ فقط بل لنا أيضاً )
إقرأ معي من عدد 20 – 23 :
(20)وَلَسْتُ أُصَلِّي مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ سَوْفَ يُؤْمِنُونَ بِي بِسَبَبِ كَلِمَةِ هؤُلاَءِ (21)لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً؛ أَيُّهَا الآبُ، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي (22)إِنِّي أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ وَاحِدٌ (23)أَنَا فِيهِمْ، وَأَنْتَ فِيَّ، لِيَكْتَمِلُوا فَيَصِيرُوا وَاحِداً، حَتَّى يَعْرِفَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَنَّكَ أَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.
ماذا يعني بقوله : “ليكونوا واحداً كما أنا وأنت واحدا” فهي ليست تعني هنا الوحدة في جسد المسيح وهي بلا شك مهمة ولكنه هنا لا يتكلم عن ذلك كما يظن البعض ، هنا تعني أن يكونوا هم “واحداً معك” إقرأها جيداً بدون إنطباعات الآخرين فستجدها تقول ذلك ببساطة.
الله جعلنا مثله ، يسوع أعطانا نفس المجد الذي عليه. لم يــعد يعوزنا مجد الله بل صرنا مُمجدين.
رومية 8 : 30 وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهَؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضاً. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهَؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضاً.
هل تلاحظ معي أنها حدثت في الماضي !!! لقد تمت. وهذا يعني أن من كانوا يعوزهم مجد الله ليسوا في قائمة من قبلوا يسوع ، كونك قبلت يسوع مخلص على حياتك فهذا يعني أنه لا يعوزك مجد الله ، لذلك لا تصلي الكل أخطأ وأعوزهم مجد الله فهذا تصغير من خلاص يسوع لك.
أنت تستطيع أن تخدم الآن مثل يسوع تماماً لأنك مولود من الله وفيك حياة الله ولو ممتلىء بالروح فيك يسكن الروح القدس. لا تقل أنك إنسان عادي بل إختار أن تسلك بالإلوهية التي صِرت عليها بسبب ما فعله يسوع ولأنك مولود من الله. لقد إختار يسوع أن يسلك بإنسانيته لفترة من الوقت لكي يفتدينا ولكن الآن جعلَ لاهوته أي إلوهيته في أولاد وبنات الله . كولوسي 2 : 9 – 10 (9) فَإِنَّهُ فِيهِ، جَسَدِيّاً، يَحِلُّ اللهُ بِكُلِّ مِلْئِهِ، (10)وَأَنْتُمْ مُكَمَّلُونَ فِيهِ. فَهُوَ رَأْسُ كُلِّ رِئَاسَةٍ وَسُلْطَةٍ.
تقول ترجمة أخرى: هو ممتلىء بكل ملىء اللاهوت (الإلوهية) وأنتم أيضاً مملؤون لأنكم فيه ويحل الله بكل ملئه فيكم….
أنت لست إنساناً عادياً ، سيحاول إبليس إقناعك بذلك ولكن أنت صرت شخصية إلهية يسكنك الروح القدس ، الذي لو أدركته بالتأمل أنه فيك وترديد هذا بصوت عالٍ والسلوك من هذا المنطلق والصلاة بألسنة ، ستبدأ بإختبار يَـــــد الله الذي فيك تَـــــشفي من خلالك وتخرج الارواح بكلمة واحدة ويمكنك أن تقيم موتى أيضاً ، كما فعلَ يسوع وأعظم .
يوحنا 14 : 10 – 13 ( 10) أَلاَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ، وَأَنَّ الآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أَقُولُهُ لاَ أَقُولُهُ مِنْ عِنْدِي، وَإِنَّمَا الآبُ الْحَالُّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ أَعْمَالَهُ هَذِهِ (11)صَدِّقُوا قَوْلِي: إِنِّيِ أَنَا فِي الآبِ وَإِنَّ الآبَ فِيَّ، وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي بِسَبَبِ تِلْكَ الأَعْمَالِ (12)الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي يَعْمَلُ الأَعْمَالَ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا، بَلْ يَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي (13)فَأَيُّ شَيْءٍ تَطْلُبُونَهُ بِاسْمِي أَفْعَلُهُ لَكُمْ، لِيَتَمَجَّدَ الآبُ فِي الاِبْنِ .
والآن ، كون يسوع إختارَ وسلكَ وعاشَ على الأرض كإنسان وهو في نفس الوقت إبن الله ، ولقد رأيناه يشفي ويقيم الموتى ويخرج الأرواح الشريرة بكلمة وأنهُ أخذ الروح القدس بلا حدود ، إذاً هذا ممكن لكَ ولـــِــــي . فكما أرسل الله الآب يسوع إبنه وأعطاه الروح القدس بدون حدود.
يوحنا 3 : 34 , 35 لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلامِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ يُعْطِي الرُّوحَ لَيْسَ بِالْمِكْيَالِ. (35)فَالآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ، وَقَدْ جَعَلَ فِي يَدِهِ كُلَّ شَيْءٍ.
هكذا نحن ، لقد أرسلنا يسوع تماماً كما أرسله الآب ، وهذا يعني أن الروح القدس معطىَ لنا بدون حدود . يوحنا 17 : 18 وَكَمَا أَرْسَلْتَنِي أَنْتَ إِلَى الْعَالَمِ، أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا أَيْضاً إِلَيْهِ.
ونجد هذا أيضاً في الرسائل:
تيطس 3 : 5 , 6 …وَذَلِكَ بِأَنْ غَسَلَنَا كُلِّيّاً غُسْلَ الْخَلِيقَةِ الْجَدِيدَةِ وَالتَّجْدِيدِ الَّذِي يُجْرِيهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ، (6)الَّذِي سَكَبَهُ عَلَيْنَا بِغِنًى بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. +
أفسس 3 : 19 وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الَّتِي تَفُوقُ الْمَعْرِفَةَ، فَتَمْتَلِئُوا حَتَّى تَبْلُغُوا مِلْءَ اللهِ كُلَّهُ.
والآن بعد أن فهمت كيف خدم يسوع وأن ما رأيته هو يسوع الذي إعتمدَ على الروح القدس، يمكنك أن تفعل هذا أيضاً ، عِــــش كما يريدكَ الرب يسوع ، وفي هذا المستوى الذي يريدهُ لكَ ولكِ. إن كنت ممتلئاً من الروح القدس فهذا يعني أنه يسكن في داخلك الله ذاته فيمكنك أن تعمل أعماله.
المقالة علي اليوتيوب
__________