القائمة إغلاق

القوة وراء الأشياء والأحداث – الجزء 2 The Power Behind Things And Events – Part

 

العظة على فيس بوك اضغط هنا

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا

لمشاهدة العظة على اليوتيوب 

(العظة مكتوبة)

القوة وراء الأشياء والأحداث الجزء 2

▪︎ مستويات القوة الثلاث.

▪︎ جولة في حياة يوسف.

▪︎ قوة عامِلة مِن خلف الستار.

▪︎ إياك والتملُّق!

▪︎ تواصُل عَبْر الذهن.

▪︎ التدرُّج في الوحي.

▪︎ المسيحية حياة تدريبات.

▪︎ ليس لإبليس شيءٌ فيك.

 

 هناك طريقة لفَهْم هذه القوة من الكلمة لتستطيع أن تتعامل مع تغيير الأحداث فإنْ أردت أن تُطفِئ نار قد اشتعلت ينبغي أولاً أن تعرف مصدرها.

 في حياتنا على الأرض نحتاج أن نكتشف القوة وراء كل شيء، نحتاج أن نُترجِم كل شيء طبقًا لهذه القوة وعملها. كما نحتاج أن نتعلَّم كيف يتمّ التواصل أو الوصول إلى الإمداد الإلهي في الأرض، فتلك القوة الإلهية لتغيير ظروفك وأحداثك. لذلك يجب أن تدرس أسباب كل شيء لكي تُطلِق قوة الإله، كما يجب أن يتوفَّر لديك هاتان الزاويتان اللتان قال عنهما يسوع وهما؛ “تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللهِ.” (متى ٢٢: ٢٩).

 ▪︎ مستويات القوة الثلاث:

 لقد تكلَّمْتُ المرة الماضية عن وجود ثلاثة مستويات من القوة التي تعمل في الأرض:

 القوة الموجودة في الطبيعة:

 حيث إن المستوى الأول هو المستوى العام، فهو القوة العادية: وهي أن يشرق الرب شمسه على كل الناس صالحين كانوا أو طالحين (متى ٤٥:٥). أيضًا نرى قانون الجاذبية وهو يعمل على كل الناس، حيث إن الخليقة التي خُلِقَتْ يستفيد منها كل البشر، لكن ليس الكل يستفيد من القوة الخارقة المُخصَّصة لأولاد الإله؛ فهذا يحتاج إلى طريقة لأنها لا تَحدُث تلقائيًا!

  • قوة الإله الخارِقة للطبيعي:

 القوة الأروع هي قوة الإله، فهي اللمسة الإلهية. إنها قوة الروح القدس المُنطلِقة تجاه حياتك وظروفك. هذا هو المستوى الخارِق للطبيعي، لكن المستوى العام ليس خارقًا للطبيعي رغم إنه خارقٌ للطبيعي في نظر الأرض التي كانت خربة، لكن هناك مستوى أعلى، نغم هناك أناسٌ يعيشون بالكاد حيث يعبرون الظروف والأحداث التي تطحنهم لكن يوجد مستوى أعلى بالطبع!

 كما أنّ مستوى القوة هذا لن يَحدُث عَبْر الاستغاثة ونداء؛ “يارب ساعدني” لكنك تتمتَّع به من خلال دراسة تعليم كتابي تفهم به كيف تُخرِج هذه القوة تجاه حياتك وظروفك، لذا قبل هذا يجب أن تفهم لماذا تَحدُث هذه الأحداث في حياتك، ويجب ترجمة ما ورائها. لهذا السبب سأُكمل اليوم معكم عن كيف ترون هذا ثم سندرس لاحقًا طريقة إطلاق قوة الإله هذه.

 القوة الشيطانية:

 أيضًا توجد قوة شيطانية تعمل في الأرض، لكن القوة الأولى والثانية هما القوتان الإلهيتان، فلا توجد أي قوة أخرى تعمل الأرض سوى الثلاث السابق ذكرها.

 للأسف تجد الكثير من الأمور تَحدُث وقد اعتاد الناس على رؤيتها ولا يرون فيها قوة الرب، فمثلاً حين يرون نباتات أو مزروعات لا يعلمون مَن زرعها نجدهم يقولون عنها إنها زرعٌ شيطانيٌّ، في حين أنها ليست ناتجة عن قوة شيطانية!

 صحيح أنّ هناك بعض العبث في الطبيعة عن طريق القوى الشيطانية، فمثلاً حين ترى السيول تنهمر وتهدم بيوت الناس على مَن فيها لا ينبغي أن نقول عنها إنها من الرب، كما أن هذا ليس تأديبًا من الله ولا قضاء منه على تلك البلاد. قد تَحدُث أقضية مُصغَّرة لأُناسٍ قد امتلأ كأسهم بصورة فردية.

 في كل الأحوال لابد أن تفهم المُسميات والمفاهيم الإلهية ولا تستسلم للواقع الحادِث معك لأنك بدأت تفهم أن هناك قوة وراء هذه الأحداث الحادِثة معك وعليك أنْ تُوقفها، لأنك إن اعتبرت أنّ هذه الأمور من الرب ستبدأ في قبولها والتكيُّف معها قائلاً: “إن هذه أمور لا أقدر أن أُصلي ضدّها!”

 هذا لأنك تعتقد واهِمًا أنّ مصدرها هو الله، وأنت لا تريد السلوك عكس مشيئته! قد يَحدُث هذا معك في أمور كثيرة مُضادة لحياتك كالأمراض والأحداث الصعبة المُفجِعة لأنك لم تُترجِم أصل وقوة هذه الأحداث بشكل صحيح.

▪︎ جولة في حياة يوسف:

 أدعوك أن تتأمَّل بدقة فيما حدثَ في حياة يوسف الصِديق ستجد إنه ليس كل ما حدثَ في حياته هو مِن الرب؛ ولكن الرب قد حوَّل كل الأشياء لخيره ولصالحه أخيرًا. لقد حدثت معه أمورٌ كان الرب مصدرها ولكن هناك أخرى لم تكُن منه، فمستحيل أن نقول إن إغواء امرأة فوطيفار له كان من الرب! فالله لا يُجرِّب أحدًا بالشرور.

 حين تكلَّمَ يوسف عن حلمه، أثار ضجةً في عالَم الروح في ذلك الوقت، لقد تكلَّم عن كواكب وهذه الأمور كان إبليس يفهمها ويستنتج منها أنه كان يتحدَّث عن امتلاك الأرض لذلك بدأ يلتفت إليه ويُوجِّه سهام الإغواء له بواسطة امرأة فوطيفار.

 ليس مطلوبًا منك أن تخاف من محاولات العدو لرهبتك، فنحن كمُؤمني العهد الجديد لنا امتياز عن أولئك من كانوا يعيشون في القديم ولنا حصانة من الرب، فقد حُسِبَتْ غلبة يسوع لنا. ربما تأخذ هذه الحصانة إعدادات مُعيَّنة ولكن حين يتكلَّم الشخص غير الناضج عن أمور كتابية هو غير مُستعِدٍ لمواجهتها روحيًا؛ هو بهذا يُهيِّج عالَم الروح ضده ولكن الشخص الناضج روحيًا لابد أن يتحدَّث عن هذه الأمور وحقوقه الروحية بشكل صحيح وإلّا فسيُؤخَذ في تيار شيطاني.

 مثلاً؛ أن يكرهه إخوته هذا ليس من الرب ولكن الرب حَوَّلَ هذه البغضة لصالحه. أيضًا أنْ يُرمَى في البئر هذا ليس من الرب ولكن خروجه منها وبيعه لأولئك الإسماعيليين تحديدًا، كان ورائه الروح القدس. أيضًا كان الرب وراء بيعه لبيت فوطيفار وأن يجد نعمة في عينيه وأن يُكرِمه؛ هذا هو عمل الرب.

 أما إغواء المرأة له فهذا ليس قصد الرب وقد كان الرب سيُوصله للمكانة الرفيعة التي قصد أن يُوصله لها دون الاحتياج للدخول إلى السجن، لكن كانت هناك محاولات شيطانية لضرب وإسقاط هذا الرجل.

 أن يُفترَى عليه ويدخُل السجن، هذه ليست يدّ الرب ولكن أن ينساه الساقي لمدة طويلة هذا كان من الرب وذلك لكي يُخرِجه في الوقت المناسب لكي يضعه في المكانة العالية التي خطَّطَ الرب أن يرفعه إليها. لذلك وبينما أنت تتحرك في حياتك تحتاج أن يكون لديك القدرة على تفسير الأمور بشكل صحيح.

▪︎ قوة عامِلة مِن خلف الستار:

“٥ عَظِيمٌ هُوَ رَبُّنَا، وَعَظِيمُ الْقُوَّةِ. لِفَهْمِهِ لاَ إِحْصَاءَ. ٦ الرَّبُّ يَرْفَعُ الْوُدَعَاءَ، وَيَضَعُ الأَشْرَارَ إِلَى الأَرْضِ. ٧ أَجِيبُوا الرَّبَّ بِحَمْدٍ. رَنِّمُوا لإِلهِنَا بِعُودٍ. ٨ الْكَاسِي السَّمَاوَاتِ سَحَابًا، الْمُهَيِّئِ لِلأَرْضِ مَطَرًا، الْمُنْبِتِ الْجِبَالَ عُشْبًا، ٩ الْمُعْطِي لِلْبَهَائِمِ طَعَامَهَا، لِفِرَاخِ الْغِرْبَانِ الَّتِي تَصْرُخُ. ١٠ لاَ يُسَرُّ بِقُوَّةِ الْخَيْلِ. لاَ يَرْضَى بِسَاقَيِ الرَّجُلِ. ١١ يَرْضَى الرَّبُّ بِأَتْقِيَائِهِ، بِالرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ.” (المزامير ١٤٧: ٥-١١).

 “٢ أَنْتَ بِيَدِكَ اسْتَأْصَلْتَ الأُمَمَ وَغَرَسْتَهُمْ. حَطَّمْتَ شُعُوبًا وَمَدَدْتَهُمْ. ٣ لأَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفِهِمُِ امْتَلَكُوا الأَرْضَ، وَلاَ ذِرَاعُهُمْ خَلَّصَتْهُمْ، لكِنْ يَمِينُكَ وَذِرَاعُكَ وَنُورُ وَجْهِكَ، لأَنَّكَ رَضِيتَ عَنْهُمْ.” (المزامير ٤٤: ٢، ٣).

 من النَصين السابقين نفهم أنّ شعب الرب لم يمتلكوا الأرض بسبب الحروب التي خاضوها لكن بسبب الروح القدس الذي كان يُعينهم، فالرب كان يَدعم قوتهم، فانتصارهم في كل الحروب التي واجهتهم ورائه قوة وهذا هو الانتصار الحقيقي.

“٦ الْمُثْبِتُ الْجِبَالَ بِقُوَّتِهِ، الْمُتَنَطِّقُ بِالْقُدْرَةِ، ٧ الْمُهْدِّئُ عَجِيجَ الْبِحَارِ، عَجِيجَ أَمْوَاجِهَا، وَضَجِيجَ الأُمَمِ.” (المزامير ٦٥: ٦، ٧).

 لقد خلقَ الرب البحار لكنه لم يخلق الزوابع ولا الأعاصير ولا الأمواج العاتية، فالرب هو مَن يُهدئ أمواج البحار والعواصف والأعاصير.

 “٦ الْمُثْبِتُ الْجِبَالََ بِقُوَّتِهِ، الْمُتَنَطِّقُ بِالْقُدْرَةِ”؛ ثبات الجبال هذا نتيجةً لعمل الروح القدس وليس نتيجةً للجاذبية الأرضية، لذلك لا يُفترَض أن نعيش على الأرض حياةً مُضطرِبةً لأن الأحداث جارفة! صحيح أن هناك أمورٌ ضخمةٌ سلبيةٌ تَحدُث في العالَم لكن رغم هذا فهناك أمورٌ ضخمةٌ أيضًا رائعة تَحدُث في الكنيسة وفي العالم الروحي.

  وَتَخَافُ سُكَّانُ الأَقَاصِي مِنْ آيَاتِكَ. تَجْعَلُ مَطَالِعَ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ تَبْتَهِجُ.” (المزامير ٦٥: ٨)؛ توجد في القطب الشمالي بعض الآيات والعجائب التي يُحاوِل البشر أن يضعوا لها تفسيرات عِلمية على أساس أنها انعكاسات للضوء وخلافه لكن الحقيقة أن هذه الآيات قد ذكرها الكتاب المقدس في سياق ذِكْره عن أقاصي الأرض التي توجد بها آيات وعلامات وقد تَحدَّثَ عنها الروح القدس في الكلمة.

  “اَلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ. لَبِسَ الْجَلاَلَ. لَبِسَ الرَّبُّ الْقُدْرَةَ، ائْتَزَرَ بِهَا. أَيْضًا تَثَبَّتَتِ الْمَسْكُونَةُ. لاَ تَتَزَعْزَعُ.” (المزامير ٩٣: ١).

 نحن نري الأرض ثابتة لا تتزعزع، ولكن الحقيقة هي وجود علاقة بين ثباتها وخضوعها لهذا الإله، فحين لا تخضع الأرض للرب تضطرب وتتزعزع، هذا هو سبب اضطراب الأرض! أيضًا فإن الرب يُجرِي قضاءه على الأرض من خلال أولاده فإن لم يقُمْ أولاده بدورهم في إجراء القضاء تتزعزع الأرض وتضطرب.

“٣ اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا الْمَِسْكِينَ وَالْبَائِسَ. ٤ نَجُّوا الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ أَنْقِذُوا. ٥ «لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشَّوْنَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ.” (المزامير ٨٢: ٣-٥)؛ مِن هذا النص نفهم أن عدم قيام أبناء الرب بأدوارهم بالقضاء السليم يتسبَّب في اضطراب أُسس الأرض وتزعزُعها.

▪︎ إياك والتملُّق!

 “قُولُوا ِللهِ: «مَا أَهْيَبَ أَعْمَالَكَ! مِنْ عِظَمِ قُوَّتِكَ تَتَمَلَّقُ لَكَ أَعْدَاؤُكَ.” (المزامير ٦٦: ٣).

  توجد أُناسٌ تُرائي الرب وتظهر كأنها تُطيعه ولكنها مازالت في قلبها مُتمسِّكة بعنادها لذلك لا يربحون ولا يفوزون لذلك يتملَّقون الرب، قد يُوافقون على مضض على طُرق الرب ولكن للأسف لا يُكملِّون الطريق مع الرب للآخِر.

 قد يَحدُث هذا مع مُؤمِنين مولودين ثانيةً إذ حين تُشارِكهم بالحق الكتابي ربما يسخرون منك في البداية ولكن عندما تصدمهم بأنهم يسخرون من الكلمة المُقدَّسة تجدهم يُحرَجون قليلاً ويُظهِرون الخضوع لكنهم في الواقع يتملَّقون الرب وكأنهم خاضِعون لكلمته.

 توجد هيبة لكلام الرب لكن هذه الهيبة لا تأتي أحيانًا بنتائج مع فئات من الناس لأن قلوبهم فيه مشاكل، فإن لم يُعدِّلوا قلوبهم لن يُؤمنوا. كثيرون رأوا الآيات والعجائب وآمنوا بالرب بسببها لكن كثيرين أيضًا رأوا تلك الآيات والعجائب نفسها ولم يُؤمِنوا!

 مَن لديه قبول وهيَّأ قلبه بالخضوع، حين يرى الآيات والعجائب سيُؤمِن بالرب. أما مَن وضعَ في قلبه أن يكون مُعانِدًا، فمهما رأى أمامه من معجزات لن يُؤمِن! لذلك لا تضعْ العناد داخل قلبك ضدّ ما يُقال لك من حقّ كتابي ونصائح لمصلحتك الروحية. اسمحْ للكلمة أن تهزّك مِن الداخل وترُج كيانك. إنْ وصلت لهذه المرحلة هنيئًا لك، فأنا أضمنُ لك عدم الضلال وعدم الوصول إلى مرحلة البُعد الذي لا رجعة فيه عن الرب.

 إن نهاية المُتملِّقين صعبةٌ، لكن ليس هذا نهاية الأمر، هنا تأتي أهمية الشفاعة؛ تستطيع أن تُطلِق قوة الروح القدس لذلك الشخص المُتملِّق وتُليِّن قلبه للرب وكلمته. قد يأخذ هذا وقتًا لكن استمرْ في الصلاة لأجله إلى أن يقتنع بكلامك من فمّ الرب أو يُرسِل الرب له شخصًا يُقنِعه بالحق، أو قد يتكلَّم له الرب في حُلم أو رؤيا. مهما كانت الطريقة سوف يصل له طالما أنت تتشفَّع لأجله.

“لِذلِكَ سَمِعَ الرَّبُّ فَغَضِبَ، وَاشْتَعَلَتْ نَارٌ فِي يَعْقُوبَ، وَسَخَطٌ أَيْضًا صَعِدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.” (المزامير ٧٨: ٢١).

 إذًا يُوجد من يتملَّق الرب، كذلك هناك مَن يرفض الرب وكلامه. يوجد غضبٌ مِن الرب على مَن لا يُؤمِن بهذه القوة السليمة الكتابية، لكن انتبه لئلا تُسمِي الأمور الشيطانية بأنها أحداث إلهية! إذ أنّ الرب ليس هو مَن وراء هيجان البحار فالرب هو مَن يُهدِّئها. إن إبليس هو مَن يريد أن يُخرِب العالَم! هو من يتسبَّب في ارتفاع درجة حرارة الأرض، فالأرض لم تكُن حرارتها بهذه السخونة مِن قبل، أي لم يكُن هذا هو المرسوم.

 يُمكِنك إذًا أنْ تجلب غضب الرب عليك وغيرته وسخطه وذلك بأن لا تُقدِّر القوة الإلهية التي تعمل لحسابك. هناك تعليمٌ عن حقٍّ كتابيٍّ صحيحٍ وفي نفس الوقت غير صحيح إن اُستُعمِلَ خطأً وهو أن النعمة تُغطِي كل عدم الإيمان هذا. نعم ولا؛ فالنعمة تُغطي كل هذا والدليل أنك لا زلت حيًّا حتى هذه اللحظة. ولكن توجد مسئولية عليك تحتاج أن تقوم بها وإلّا سيُستعلَن عليك الغضب الناتج عن إهمالك للقوة التي فيك وتعمل لصالحك.

 يوجد مبدأٌ كتابيٌّ هامٌ موجودٌ في المزامير وهو؛ “٢ يُرْسِلُ الرَّبُّ قَضِيبَ عِزِّكَ مِنْ صِهْيَوْنَ. تَسَلَّطْ فِي وَسَطِ أَعْدَائِكَ. ٣ شَعْبُكَ مُنْتَدَبٌ فِي يَوْمِ قُوَّتِكَ، فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ مِنْ رَحِمِ الْفَجْرِ، لَكَ طَلُّ حَدَاثَتِكَ.” (المزامير ١١٠: ٢، ٣).

 إن كلمة “تَسَلَّطْ” المذكورة هنا يُمكِن ترجمتها “احكمْ” في وسط أعدائك، كما أن العدد الثالث يُعنِي أنّ شعبك يخضع لك في يوم إظهار قوتك، فكلما شحنت نفسك بالكلمة وبالروح القدس كلما خضعت لك الأشياء والأحداث كما جاء في ترجمات أخرى؛ “يخضعون بكل إرادتهم لك في وقت استعلان قوتك”. فالوقت الذي تتعلَّم فيه أن تخضع، هو الوقت نفسه الذي تُستعلَن فيه قوتك وتخضع لك الأشياء والأحداث.

 توجد قوة إلهية خارقة مطلوب أن تعيش بها عوضًا عن القوة الإلهية الوسطي العادية للناس والتي هي أيضًا خارقة للطبيعي لكن يوجد مستوى أعلى منها وهو أن تُنجِز كل أمورك بالقوة الإلهية الخارقة للطبيعي وسوف ترى كَمًّا هائلاً من الجمال الإلهي يُرَى على حياتك حين تسلك بها. حين تُستعلَن هذه القوة فيك، سيخضع لك العالم كله.

▪︎ تواصل عَبْر الذهن:

 يوجد انبهار وتشويق سليم وجيد وضعه الرب في الأرض ولكن يوجد تقليدٌ شيطانيٌّ مُشابِهٌ ومُوازٍ له، تمامًا كما قَلَّدَ سحرة فرعون معجزة الرب التي صنعها موسى بالعصا. هناك انجذاب طبيعي وشرعي وضعه الرب في الإنسان للأكل والجنس -مثلاً- بالفطرة لكن هناك تَحكُّم وَضَعه الرب لكي تقودها في الوقت السليم وبصورة صحيحة. على الجانب المُوازِي توجد قوة روحية تشدّ الإنسان وتُحاول أن تسحبه بعيدًا عن فِكْر الرب السليم والصحي للإنسان تجاه هذه القوة.

“١ وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» ٢ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، ٣ وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا». ٤ فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! ٥ بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». ٦ فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ. ٧ فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.” (التكوين ٣: ١-٧). 

 إن الحوار الذي دار بين حواء والحية لم يَكُن بصوت مسموع بل كان عن طريق الذهن والأفكار، نستطيع فَهم هذا من النص التالي: “وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَْكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ.” (٢ كورنثوس ١١: ٣).

 إن إبليس يصنع تواصلاً مع الإنسان عَبْر الأفكار والتواصل الذهني كما قد يَحدُث تواصلٌ ذهنيٌّ بينك وبين أشياء مُعيَّنة، فعالَم الروح ملموسٌ ويعمل في الأرض بشكل حقيقي فهو ليس خرافةً أو وهمًا لكنه عالَمٌ حقيقيٌّ تُقرّه كلمة الرب، فالانجذاب للأشياء نجده واضِحًا جدًا في حوار حواء مع الحية إذ حدثَ تركيزٌ شديدٌ على الشجرة فرأتها حواء جيدةً للأكل (رغم أنها كانت موجودة قبل ذلك) وأنها بَهِجة للعيون وشهية للنظر.

 لاحظ إنه حدثَ انجذابٌ شديدٌ للشجرة. تلك هي قوة السحب والانبهار بالأشياء التي يستخدمها إبليس مع البشر، فقد يَحدُث لك قوة سحب تجاه أشياء مُعيَّنة كالأغاني أو بعض الألعاب الإلكترونية أو انجذاب لأشخاص مُعيَّنين. 

 نعم هناك قوة سَحْب على الأذهان قد لا يُدرِكها الكثيرون عن طريق أفكار يُلقيها العدو عليهم فإن تجاوبوا معها بصورة غير كتابية يَحدُث لهم سحْبٌ في الأفكار وعدم سيطرة على الذهن. هكذا أيضًا قد ترى مثلاً أنّ عملك أهم من الرب، فلابد أن تُدرِك قوة السحب هذه وتُوقفها وتتوب عنها.

 هنا يأتي سؤالٌ ضروريٌّ وهو؛ “هل تركَ الرب الإنسان في حالة ميؤوس منها؟!” الجواب كلّا. لكن دعونا نرجع إلى الإصحاح الثاني من سِفر التكوين ونقرأ الشاهد الآتي.

 “٨ وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ. ٩ وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.” (التكوين ٢: ٨، ٩).

  في هذا النص نرى الانجذاب الطبيعي الذي وضعه الرب في الإنسان تجاه الشجر وتجاه كل الأشياء فلقد أعطى الرب للإنسان عنصرَ الجاذبية تجاه الأشياء بشكلٍ صحيح وأمدَّه بكل ما يكفيه، وجعله نفسًا حية مُحايدة لا توجد به طبيعة الإله لكي يصل به إلى مرحلة قبول طبيعة الإله طوعًا واختيارًا.

 حيث كان مرسوم للإنسان أن يسلك مع الرب في علاقة عامة ثم يدخل مع الرب في علاقة أكثر عمقًا باختياره بعد أن يذوق كم أن العلاقة مع الرب حلوة ورائعة. وقد أعطاه الرب كل الإمكانيات ولكن الشهوة التي حدثت كانت نتيجة إغواء وسحْب وسحر.

 ▪︎ التدرُّج في الوحي:

 “١٤ وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ، وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. ١٥ فَقَالَ عَبِيدُ شَاوُلَ لَهُ: «هُوَذَا رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ اللهِ يَبْغَتُكَ. ١٦ فَلْيَأْمُرْ سَيِّدُنَا عَبِيدَهُ قُدَّامَهُ أَنْ يُفَتِّشُوا عَلَى رَجُل يُحْسِنُ الضَّرْبَ بِالْعُودِ. وَيَكُونُ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ الرُّوحُ الرَّدِيءُ مِنْ قِبَلِ اللهِ، أَنَّهُ يَضْرِبُ بِيَدِهِ فَتَطِيبُ». ١٧ فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ: «انْظُرُوا لِي رَجُلاً يُحْسِنُ الضَّرْبَ وَأْتُوا بِهِ إِلَيَّ». ١٨ فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ وَقَالَ: «هُوَذَا قَدْ رَأَيْتُ ابْنًا لِيَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ يُحْسِنُ الضَّرْبَ، وَهُوَ جَبَّارُ بَأْسٍ وَرَجُلُ حَرْبٍ، وَفَصِيحٌ وَرَجُلٌ جَمِيلٌ، وَالرَّبُّ مَعَهُ». ١٩ فَأَرْسَلَ شَاوُلُ رُسُلاً إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ دَاوُدَ ابْنَكَ الَّذِي مَعَ الْغَنَمِ». ٢٠ فَأَخَذَ يَسَّى حِمَارًا حَامِلاً خُبْزًا وَزِقَّ خَمْرٍ وَجَدْيَ مِعْزًى، وَأَرْسَلَهَا بِيَدِ دَاوُدَ ابْنِهِ إِلَى شَاوُلَ. ٢١ فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى شَاوُلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ، فَأَحَبَّهُ جِدًّا وَكَانَ لَهُ حَامِلَ سِلاَحٍ. ٢٢ فَأَرْسَلَ شَاوُلُ إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «لِيَقِفْ دَاوُدُ أَمَامِي لأَنَّهُ وَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ». ٢٣ وَكَانَ عِنْدَمَا جَاءَ الرُّوحُ مِنْ قِبَلِ اللهِ عَلَى شَاوُلَ أَنَّ دَاوُدَ أَخَذَ الْعُودَ وَضَرَبَ بِيَدِهِ، فَكَانَ يَرْتَاحُ شَاوُلُ وَيَطِيبُ وَيَذْهَبُ عَنْهُ الرُّوحُ الرَّدِيءُ.” (صموئيل الأول ١٦: ١٤-٢٣).

“١٠ وَكَانَ فِي الْغَدِ أَنَّ الرُّوحَ الرَّدِيءَ مِنْ قِبَلِ اللهِ اقْتَحَمَ شَاوُلَ وَجُنَّ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ. وَكَانَ دَاوُدُ يَضْرِبُ بِيَدِهِ كَمَا فِي يَوْمٍ فَيَوْمٍ، وَكَانَ الرُّمْحُ بِيَدِ شَاوُلَ. ١١ فَأَشْرَعَ شَاوُلُ الرُّمْحَ وَقَالَ: «أَضْرِبُ دَاوُدَ حَتَّى إِلَى الْحَائِطِ». فَتَحَوَّلَ دَاوُدُ مِنْ أَمَامِهِ مَرَّتَيْنِ. ١٢ وَكَانَ شَاوُلُ يَخَافُ دَاوُدَ لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ، وَقَدْ فَارَقَ شَاوُلَ.” (صموئيل الأول ١٨: ١٠-١٢).

 إن عبارة “مِنْ قِبَلِ اللهِ” هنا تُعبِّر عن نبض الشارع عن الموقف وقتئذ. لاحظْ إنه قد كُتِبَ سِفْر أخبار الأيام ليُعطي النبرة الروحية للأحداث ويسردها من وجهة نظر الرب، أما سِفْر الملوك فيتحدَّث عن نفس الأخبار والأحداث من وجهة نظر الناس. أيضًا قد ذَكرت سابقًا كمثال لذلك قصة إغواء داود لكي يعد الشعب ومَن الذي أغواه لذلك الفِعْل.

 حيث يسرد لنا الوحي هذه القصة من وجهة نظر الرب في سِفْر أخبار الأيام قائلاً: “وَوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ، وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ.” (أخبار الأيام الأول ٢١: ١). أما في سِفْر صموئيل الأول فيسرد لنا نبض الشارع ويقول: “وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: «امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا».” (صموئيل الثاني ٢٤: ١).

 بالعودة إلى قصة شاول نجد أن شاول قد وضعَ نفسه في وضعية ضدّ الرب بصورة مُتكرِّرة مرات عديدة ولم يستمع لإنذارات الرب له حتى فارقه روح الله وحينئذ هاجمه الروح الشرير، في العدد العاشر من الإصحاح الثامن عشر نجد إنه حينما هاجم الروح النجس شاول إنه صار مجنونًا وهذا الأمر يَحدُث مع كثيرين فقد يفعل شخصٌ ما أفعالاً يستنكرها هو نفسه عندما يعود إلى هدوئه وطبيعته مُردِّدًا: “لا أدري كيف فعلت هذا الأمر؟”

▪︎ المسيحية حياة تدريبات:

 بهذا الصدد حري بنا أن نذكُر أنّ هناك فرقًا بين أن تُربي أولادك مما قد يستدعي في سن معينة أن تستخدم الضرب معهم وبين الغيظ والغل والعنف المُفرَط في التعامُل مع الأولاد تحت تأثير الأرواح الشريرة. فقد يكون شخصٌ ما شَرِهًا في الأكل أو في الجنس مثلاً. إن هذه الأمور قد وضعَ لها الرب شهوةً طبيعيةً في الإنسان أو شهية وجاذبية جيدة وصالحة أمام الرب.

 لكن توجد قوة تسحب الناس ليتطرَّفوا في هذه الأمور وذلك لأنهم يسلكون عكس الكلمة، ربما يَحدُث هذا مع شخصٍ قد قَبِلَ الرب ولكنه لم يتتلمذ ولم يُغذي روحه بكلمة الرب، فتجده يعود مرة أخرى إلى العالَم ويصبح مُعرَّضًا أن يذهب إلى الجحيم إذ أن إبليس سيسعى إليه لكي يسترده مرةً أخرى إلى سُلطانه.

 لذلك دعونا نفهم ما يدور حول الناس من قوة تسحبهم ليفعلوا ما لا يريدون، فشاول حين لَبِسه الروح الشرير وَضَعَ في ذهنه فكرةً شريرةً وهي أن يُسمِّر داود الذي كان يُحبه إلى الحائط.

 كذلك قد يَحدُث في الأسرة حين يكون الطفل في البيت مُنفتِحًا على أرواح شريرة ولا يستمع إلى الكلمة المُقدَّسة بل يسمع ويشاهد أفلامًا عالمية ولا يحيا بالكلمة، فقد تجده فجأةً يبكي كثيرًا بشكل غير مُبرَّر أو قد يتلف أشياءً أو أثاثًا في المنزل بدون مُبرِّر وبلا مَنْطِق أو قد يكون طفلاً عاصيًا أو قد ترى الأرواح الشريرة على عينيه…إلخ، هذه كلها ليست أمورًا عاديةً لذلك هناك قوة داخلك يجب أن تُفعِّلها لوقف الأرواح الشريرة عن أن تعمل في الأرض.

 “٣٨ فَأَجَابَهُ يُوحَنَّا قِائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ، رَأَيْنَا وَاحِدًا يُخْرِجُ شَيَاطِينَ بِاسْمِكَ وَهُوَ لَيْسَ يَتْبَعُنَا، فَمَنَعْنَاهُ لأَنَّهُ لَيْسَ يَتْبَعُنَا». ٣٩ فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَمْنَعُوهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَصْنَعُ قُوَّةً بِاسْمِي وَيَسْتَطِيعُ سَرِيعًا أَنْ يَقُولَ عَلَيَّ شَرًّا.” (مرقس ٩: ٣٨، ٣٩).

  من النص السابق نفهم أنّ الموضوع يأتي بالتدريج، فحين يقتنع الشخص بفِكْرة ما أو شيء مُعيَّن إلى أن يصل لدرجة أنه يتكلَّم بكلام مُعاكس ومُخالِف تمامًا لِما كان يُؤمِن به سابقًا. هنا نفهم أنه حدث له تضليلٌ، كما يُخبرنا الكتاب المقدس بأنه في الأيام الأخيرة سيكون هناك أرواح ضلال وتعاليم شياطين سوف تُؤثِر على الناس تدريجيًا إلى أن يصيروا في حالة عمى روحي.

 لذلك فالمسيحية ليست قبولاً ليسوع فقط وضمانًا لتذكرة للسماء بل هي إدراكٌ للأجندة والفِكْر الإلهي والطبيعة الإلهية واعتناقها والسلوك بها. إن لم تفعل هذا وتسلك في تدريبات الروح القدس لك فأنت تضع نفسك في المكان المُضاد للرب! 

 لقد آن الأوان لك لكي تستفيق، فإن عدم السلوك بالكلمة يصنع فيك مَنفذًا أو مَدخلاً لدخول الأرواح الشريرة في حياتك. ربما تُجيد الاستمتاع بألعاب مُعيَّنة على الإنترنت وتكون هذه الألعاب عينها مَدخلاً لدخول الأرواح الشريرة إليك. أيضًا هناك بعض أنواع الموسيقى قد يُدخِل عليك أرواحًا شريرةً.

 لا تترك أولادك على فيديوهات الإنترنت طويلاً حتى لو كانت غير قبيحة، فإن عدم زَرْع الكلمة وعدم ملاحظة ما يشاهدونه بالتأكيد سيُؤدي إلى نتائج سلبية. إن تخدير النفس بفِكْرة أنك حين جاوبت على بعض أسئلة أولادك الكتابية تكون قد قُمْتَ بكل ما ينبغي عليك أن تقوم به تجاه ابنك روحيًا، هذا غير صحيح!

 لا تنسَ أنّ حياة الطفل الروحية تحتاج إلى زَرْعٍ مُستمِرٍ وفَحْصٍ لأفكاره واعتناءٍ دائمٍ به، كان من الأفضل لك ألّا تُنجِبه عن أن تتركه هكذا فريسةً لإبليس سهلةً مُستساغةً. لذا يجب أن تعتني بطفلك بأن تُعطيه كلمة الرب بصورة دائمة، فليس من الطبيعي أنْ يكون ابنك مُكتئِبًا أو مسحوبًا في أفكاره.

 توجد قوة روحية لجعل ابنك يُطيعك ويسمعك ويقتنع بكلامك، هذه القوة إن أطلقتها في البيت سيخضع لك أبناؤك، وإن أطلقتها في عملك سيخضع لك مرؤوسيك. يُمكنك إطلاق هذه القوة بخضوعك أنت لكلمة الرب وسُلطانه، اشحنْ نفسك وأولادك بالكلمة، فَمِن ملئك سيأخذون.

 ▪︎ احذر! هذا يقودك للارتداد!

“٦ وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، ٧ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيب كَثِيرِ الثَّمَنِ، فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ. ٨ فَلَمَّا رَأَى تَلاَمِيذُهُ ذلِكَ اغْتَاظُوا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا هذَا الإِتْلاَفُ؟ ٩ لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هذَا الطِّيبُ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ». ١٠ فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُزْعِجُونَ الْمَرْأَةَ؟ فَإِنَّهَا قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَنًا! ١١ لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ. ١٢ فَإِنَّهَا إِذْ سَكَبَتْ هذَا الطِّيبَ عَلَى جَسَدِي إِنَّمَا فَعَلَتْ ذلِكَ لأَجْلِ تَكْفِينِي. ١٣ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ تَذْكَارًا لَهَا». ١٤ حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ ١٥ وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُوني وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟» فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. ١٦ وَمِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ.” (متى ٢٦: ٦-١٦).

 إن الذي قاد التلاميذ في الغيظ من الرب والهياج عليه في هذا الموقف هو يهوذا الإسخريوطي. هذه الحقيقة غير واضحة جليًّا في النص السابق لكننا سنراها بوضوح في سرد القديس يوحنا للقصة نفسها في إنجيله:

“٣ فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. ٤ فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: ٥ «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟» ٦ قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ. ٧ فَقَالَ يَسُوعُ: «اتْرُكُوهَا! إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ.” (يوحنا ١٢: ٣-٧).

 من المهم أن تعرف أن اختيار الرب ليهوذا لم يَكُن خاطئًا فقد كان يهوذا من التلاميذ الرائعين وكان من الذين أرسلهم يسوع ليكرزوا في المدن اثنين اثنين كما جرت على يديه آيات وعجائب، ولكن في السنة الأخيرة لتبعيته للسيد بدأ يتغيَّر بالتدريج ولم يقبل تصحيح الرب له في موقف المرأة التي سكبت الطيب على الرب واستمر في غيظه حتى وصلَ به الأمر إلى أن بدأ يطلب فرصة لتسليم الرب يسوع للكهنة.

 انتبه! فالفكرة التي جاءته كانت ظاهريًا بريئة فمَن يستطيع أن يُجرِّم استغلال النقود في مساعدة الفقراء؟! ثم بدأ بعد ذلك في التذمُّر الداخلي والشكاية على الرب نفسه والهياج عليه وعدم الرضا عن أي شيء، حتى اُبْتلِعَ تمامًا في فكرة تسليم يسوع للقتل بواسطة الكهنة!

 مَن يُصدِّق أنّ التلميذ الذي جرت على يديه آيات وعجائب وكان الرب يأتمنه على خدمة رائعة وهي مساعدة الفقراء والمُحتاجين أن يُهيِّج التلاميذ على الرب؟! وحين ردَّ عليه الرب، لم يسمح يهوذا لكلمة الرب أن تجد لها مكانًا في قلبه حتى حدثَ انقلابٌ تامٌ في نفسه، فوضعَ الشيطان في قلبه أن يُسلِّم سيده.

“٢١ لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ، وَشَهِدَ وَقَالَ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!». ٢٢ فَكَانَ التَّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ. ٢٣ وَكَانَ مُتَّكِئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. ٢٤ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ. ٢٥ فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟» ٢٦ أَجَابَ يَسُوعُ: «هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. ٢٧ فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». ٢٨ وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه، ٢٩ لأَنَّ قَوْمًا، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا لِلْفُقَرَاءِ. ٣٠ فَذَاكَ لَمَّا أَخَذَ اللُّقْمَةَ خَرَجَ لِلْوَقْتِ. وَكَانَ لَيْلاً.” (يوحنا ١٣: ٢١-٣٠).

  حين قال الرب “٢١ إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!… ٢٦ «هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ.”؛ كان هذا هو الإنذار الأخير ليهوذا لكي يتوب وعندما لم يستجِبْ له ولم يُعدِّل ذهنه ليتجاوب مع كلام الرب، دخله الشيطان وسحبه السحبة الأخيرة إلى أنْ اقتنصه تمامًا فانتحرَ في النهاية.

▪︎ ليس لإبليس شيءٌ فيك:

 “٢ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ أُمَمًا مُنْقَادِينَ إِلَى الأَوْثَانِ الْبُكْمِ، كَمَا كُنْتُمْ تُسَاقُونَ. ٣ لِذلِكَ أُعَرِّفُكُمْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: «يَسُوعُ أَنَاثِيمَا». وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ.” (١ كورنثوس ١٢: ٢، ٣).

 واضحٌ من النص السابق أن الشيطان يسوق ويسحب الذين في قبضته عنوةً، أما الرب فيحترم إرادة الإنسان. أيضًا توجد قوة للروح القدس لسَحْب الناس ولكن هناك طريقة إلهية لذلك، هذه الطريقة هي الكلمة. لا تَقُلْ لي: “إذًا بناء على كلامك فإن إبليس أقوى من الرب!”

 كلّا يا صديقي، فأبجدية الحياة الروحية أن الرب هو الصالح وإبليس هو الشرير ولكن الرب نزيهٌ يحترم البشر خليقته. أقول هذا لأنه قريبًا بل وقد بدأ فعلاً في الظهور في الوسط الكنسي هذا الأمر؛ سوف تجدون الكثيرين يُقنِّنون ويسمحون بأمور ليست كتابية على الإطلاق!

 فقط اعْلَمْ أنّ يدّ الروح القدس قويةٌ شرط أن تُؤمِن بالكلمة، فحين تُعطِي مساحةً لها سوف تظهر هذه القوة أكبر بكثير جدًا من القوة الشيطانية. فقط أعطِ الانتباه وكَرِّس نفسك للكلمة، كُنْ حقيقيًا مع نفسك ولا تقُلْ: أنا مشغولٌ وليس لديَّ وقتٌ. واعْلَمْ أنه توجد قوةُ سَحْبٍ تُحاول أن تُبعِدك كما توجد أكاذيب تُحاول أن تلهيك عن كلمة الرب التي هي مصدر قوتك.

 إنْ فهمت الكلمة وسِرت بها يستحيل أن يستمر معك المرض ويستحيل أن تنكسر، سواء كان ما يحاول أن يسحبك سحرٌ أو أيةُ أعمالٍ شيطانيةٍ، فلن تؤثر عليك أيًا كانت تلك القوة! ما دام باب قلبك مُغلَقًا بإحكام الكلمة، لن تستطيع أية قوة أن تخترق استحكاماتك، وأيًا كان وَصْف المشكلة، فالحل واحدٌ وهو أنْ تسير بالكلمة المُقدسة، فيستحيل أن يمسك الشرير أو أن يضع إبليس يده عليك ويمتلك فيك شيئًا وقتها.

 لتعلَمْ إنه لا يوجد شيءٌ اسمه؛ “هناك ضريبة لابد أن ندفعها لإبليس!”، كما لا يوجد شيء اسمه؛ “بما أنّ الرب استخدمني فلا بد أن أدفعُ ضريبةً للشيطان!” كلا يا أخي، فمَن هو إبليس ليصنع هذا معك؟! إن إبليس ليس له أيُّ حقٍّ ليعمله أو ليأخذه منك.

 تحتاج يا أخي أن تعرف ما لك وما يخصك وينتمي إليك كونك في المسيح، لا تُعطِ لإبليس مكانًا عَبْر جهلك! ولقد فهمنا من النص السابق (١ كورنثوس ٢:١٢) كيف أن هناك قوة سحرية تقود الأمم.

 بالطبع ليس بالضرورة أن يصنع لك أحدهم أعمالاً سِحْرية حتى تنساق بعيدًا عن الرب، فلم يَكُن هناك ساحرٌ يعمل أعمالاً سحرية لحواء وقت السقوط ولكن كانت هناك قوة شيطانية لسحبها لكي ترى الشجرة بطريقة شيطانية جذَّابة. كما أن عبارة “كَمَا كُنْتُمْ تُسَاقُونَ” في الآية تظهر أن هناك قوةً غير طبيعيةٍ لسَحْب البشر.

 تذكَّرْ ما قُلته وهو أنّ هناك مَن يحاولون أن يتملَّقوا الرب ويخافون مِنه لئلا يُدانوا في اليوم الأخير لكنهم في الحقيقة مُتمسِّكون بعناد قلوبهم، ولا تنسَ أولئك الآباء الذين يضعون عنادًا في قلوب أولادهم سواء بقصدٍ أو بغير قصدٍ، حيث تُشكِّل طريقة تربيتك لأولادك شخصياتهم.

 لا يوجد مَن يستطيع أن يقول بحرية إن يسوع ربٌّ ويكون لكلامه تأثيرٌ إلّا بالروح القدس. إن مَن يضع في ذهنك أن تأتي وترتمي على الرب وكلمته هو شخص الروح القدس، لذا لا تتجاهل صوته.

 الكتاب المقدس يفهمه الجائِعون والمُنتبِهون. ما أضعف إبليس أمام شخص جائع للرب ويحب الرب بكل قلبه ويسعى لمعرفة الحق. مستحيلٌ أن يمسه الشيطان أو يقدر عليه، قد يبدو في البداية أنه يمسه أو يحاول تكدير سلامه لأنه في بداية الطريق لاكتشاف الحق الإلهي، فهو ما يزال يتدرَّب في تلك النقطة. إن كان هذا حالك، فَقِفْ ثابتًا في الكلمة وتمسَّك بإيمانك.

 هناك قوة من الروح القدس على أبناءك وأقاربك الذين تُحاوطهم بالكلمة، فليس لإبليس نَفَسٌ طويلٌ مع مَن يسلكون بها. ما يَحدُث الآن مع الشخص الذي يبدو وكأنه بعيدٌ عن الرب جدًا (بينما أنت مُستمِرٌ في الصلاة لأجله) هو أنّ الرب مستمر في إلجامه، إذ كان من الممكن أن يكون في مكان أبعد وحالة أبشع من تلك التي هو فيها الآن، ولكن لأنك مُستمِر في الصلاة من أجله، سيحفظه الرب، وسيُؤخَذ من يد العدو لأنك بصلاتك تخطفه من النار.

 هناك مَن يخشى الاقتناع بالحق هربًا مِن تحمل المسئولية، فإن دعوت الرب ليتدخل في الموضوع فاستمرْ فيه بالحق وبطُرق الرب، ولا تغفل عن حقيقة أن القوة وراء اقتناع الناس بالحق هي شخص الروح القدس، لتعتمد عليه.

 إن أعمق وأقوى الحقائق الكتابية والعقيدية، حينما أضع فيها قلبي كطفل صغير، سأستطيع أن أكتشف أين الحقيقة، حيث إن سِرّ تأثير تلاميذ الرب يسوع هو نقاء قلبهم، فإذ تعاونوا مع الروح القدس اقتنعوا بالكلمة.

 أطْلِقْ قوة الروح القدس في حياتك، مُبتدِئًا بنفسك ثم أفراد بيتك وسوف تجد نفسك وتجدهم يذهبون من قوة إلى قوة. لا تضع أي شيءٍ أو شخصٍ آخر في قلبك سوى الرب والكلمة. لا تفتخر بحكمتك، ولا بمعرفتك في إدارة الأعمال، ولا بمعرفتك في مجال الطب أو الهندسة…إلخ، بل ليَكُن افتخارك فقط بالروح القدس روح الحكمة والفَهْم.

 إن كُنت تريد صُنْع معجزة في عملك أو صحتك، توجد لمسة على مستوى أعلى مِن الطبيعي، فسينمو عملك في وقت أقصر وبقوة أكبر. إن كنت تعمل في التجارة قد تسمع مَن يقولون إن هناك أمورًا ستمنع مبيعاتك، أو أن هناك مواسم مُعيَّنة للركود، لا تُصدِّقْ هذه الكلمات وضَعْ اللمسة الروحية على كل ما يخُصَّك. قد تسمع أنّ هناك أكلات مُعيَّنة تُعدِّل مستوى السكر في الدم، كُن حريصًا وتناولها ولكن ضَعْ اللمسة الروحية فتصير في صحة جيدة مُستمَدة من حياة الله التي في داخلك.

 إن سلكت السلوك الصحيح سيدعمك الروح القدس وبعد ذلك يتوغَّل في أسرتك حتى وإن كانوا مُتأخِرين، حتمًا سيُنقذهم الروح ويسحبهم إليه. توجد قوة سَحْب لدى الروح القدس أيضًا، فسحب إبليس للناس يكون في صورة اقتحامية هجومية، أما الروح القدس فيفعلها بصورة روحية كتابية مُحترِمًا فيها لإرادة الإنسان.

 إن كان لديك ذخيرة من الكلمة فالروح القدس سيقف ضدّ إبليس عدوك، وسيُساعدك لتقف على قدميك ولتفهم الكلمة بصورة أعمق.

 في ظلّ الظروف المُتخبِّطة، ليَكُن لديك إصرارٌ على الاستمرار في المسير مع الرب، ولا تشفق على نفسك بالقول: “لماذا تَحدُث هذه الأمور معي بالذات؟!” فمِن الطبيعي أنْ تَحدُث هذه الأمور معك لأنك لم تَكُن تدرس الكلمة من قبل ولكن الرب سيرفعك ويضعك في مكان فيه استقرار لك.

ــــــــــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

1 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$