لسماع العظة على الساوند كلاود Sound Cloud
لمشاهدة العظة على الفيس بوك Facebook
لينك العظة على اليوتيوب YouTube
- فِكْر الله لك أنْ تعيش منتصرًا
عندما قبلت يسوع فأنت قد وضعت نفسك في نظام الله واعتنقته دون استثناء، عاش الكثيرون معتقدين إنهم طالما قبلوا يسوع، فَهُمْ بذلك ضمنوا السماء، لكن ليس هذا فِكْر الله، فالله يريدك أنْ تعيش المستوى الطبيعي الذي خلقك عليه، فهو يريدك أنْ تحيا حياة جميلة؛ “لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ.” (أفسس 1: 6)
عندما يسلك الشخص على الأرض بفَهْم وانتصار سيستطيع أنْ يواجه المشاكل بقوة الروح القدس، وهذا يأتي بالمجد للرب، فيتساءل الناس كيف حدث هذا؟!
كانت سُمعة شعب الله في العهد القديم منتشرة في البلاد التي حولهم، لأن الرب أخرجهم بيد قديرة مِن أرض مصر، وهذا قد أتى بالمجد للإله الذي يعبدونه، فيد الله تظهر في الظروف الصعبة. حدث هذا أيضًا عندما حول الرب يسوع الماء إلى خمرٍ، حيث إنه أظهر مجده، أي تدَخَّل بقدرته في المشاكل.
لا احتياج لحل المشاكل في السماء إذ لا يوجد هناك مشاكل مِن الأساس، ولا تسديد للاحتياجات ولا شفاء للأمراض، فكل هذه الأمور نحتاجها هنا على الأرض. عندما خُلِقَ الإنسان، لم يُخْلَق وهو يعاني مِن هذه الأمور ولكنها دخلت بسبب الخطية التي أدخَلت الموت إلى العالم، ثم جاء يسوع وأصلح هذا الوضع، لكن لكي ما نعيش هذا علينا أنْ ننضج وننمو في الكلمة.
“وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.” (2كورنثوس3: 18)
يُساعدك نضجك في الكلمة في تغيير الأمور الصعبة والتحديات التي في حياتك، فهدف الرب أنْ تصير صورتك مثله وتأخذ طبيعته وفِكْره، وإليك هذه الآيات التي تُثْبِت هذا.
“يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ.” (غلاطية4: 19).
“لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ.” (رومية8: 29).
- أنواع الأنين
- أنين العالم والخليقة
“لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ.” (رومية 8: 19)
تئن الخليقة وهي منتظرة برجاء أبناء الله الناضجين لينقذوها مِن الفساد الذي أتى بسبب آدم الأول.
“فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ.” (رومية 8: 22) فالعالم (وليس المؤمنون) يئن مِن الهزيمة.
- أنين المؤمنين
“وَلَيْسَ هكَذَا فَقَطْ، بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا.” (رومية 8: 23)
نحن المؤمنون نئن مِن محدودية الجسد، وذلك لكثرة الروعة التي بداخلنا لكن الجسد يحدَّها، لذلك نحن ننتظر أنْ نخلع هذا الجسد لنلبس جسدًا مختلفًا.
- أنين الروح القدس
“وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا.” (رومية 8: 26)
يذكر الكتاب هنا عن أنين الروح القدس، “يشفع فينا بأنات”؛ أي إنه يُساعدنا في الصلاة، لذلك ليس كل أنين يساوي هزيمة، وإلا يكون الروح القدس مهزومًا!!
أبناء الله الناضجون هم مَن سيُنقِذون العالم، فَهُمْ يَخرجون خارج الأمور السلبية التي في العالم وهم في العالم، وهذا يحتاج إلى نضوج، أي فَهْم فِكْر الله بصورة عميقة، ثم نتغير إلى تلك الصورة من الداخل للخارج metamorphosis”” وليس أنْ ننتظر حدوث التغيير مِن السماء، فنحن لدينا قوة للتغيير وعلينا إخراج هذه القوة للخارج.
مثالٌ توضيحيٌ:
الفراشة تخرج مِن بيضة وتتحول إلى دودة ثم فراشة… فهي تتغير مِن الداخل للخارج.
- مراحل النضوج الروحي
توجد مراحل للنضوج الروحي (تتضح في اللغة اليونانية)، وهي ترتبط بطعامك وتدريباتك مِن الكلمة:-
- بريفوس: الأطفال روحيًا
- بايدون: المراهقون روحيًا
- هيوس: الناضجون روحيًا
- نيبيوس: المعاقون روحيًا
(يمكنك الرجوع إلى مقالة النضوج الروحي على موقعنا)
“وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِه. إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ.” (1بطرس 1: 2-3)
يجب أنْ تكتشف أنّ الرب صالح لكي تنمو روحيًا، فهذا هو أساس وبداية نموك الروحي، فالله ليس السبب في كل ما يحدث لك، لذلك إنْ تعاملت مع الظروف الصعبة وغيرتها، تكون مُؤهَّلًا أنْ تُنقذ الخليقة التي تنتظر استعلان أبناء الله الناضجين (هيوس)، فمشكلة الكثير مِن المؤمنين أنهم يستسلمون في مراحل معينة من النضوج.
تَذَكَّر أنّ النضوج الروحي يأتي مِن الكلمة وليس مِن الخبرات الحياتية، أو الحكمة البشرية التي تبدو جميلة في الظاهر وفي البداية لكنها تؤدي إلى الدمار. توجد بعض المراحل التي تمر عليها في حياتك دون مشاكل، هذه أيدي الروح القدس التي تهتم بنضوجك.
“وَكَانَ لَمَّا أَطْلَقَ فِرْعَوْنُ الشَّعْبَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَهْدِهِمْ فِي طَرِيقِ أَرْضِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ مَعَ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ، لأَنَّ اللهَ قَالَ: “لِئَلاَّ يَنْدَمَ الشَّعْبُ إِذَا رَأَوْا حَرْبًا وَيَرْجِعُوا إِلَى مِصْرَ.” (خروج13 : 17)
قاد الروح القدس الشعب في طريق غير أرض الفلسطينيين في هذا الوقت؛ لأنهم كانوا في مرحلة غير ثابتة روحيًا، بالرغم مِن إنه قال لهم في وقت لاحق أنْ يُحاربوا نَفْس هذا الشعب لأنهم كانوا قد نضجوا في ذلك الحين.
هناك مراحل يحملك الروح فيها حيث إنها تكون خالية مِن التحديات، فإن لم تستغل هذه المراحل وتُعَد روحيًا، سوف تصل إلى مرحلة أنْ تواجه الأعداء وتُفاجَأ أنك غير مُستعِدٍ، لذلك مِن الضروري أنْ تستغل مراحل الهدوء في حياتك بصورة صحيحة؛ لأنّ الروح القدس يريدك أنْ تكبر وتنضج روحيًا.
- استراتيجية إبليس لإعاقتك
“فَقَالَ لَهُمَا مَلِكُ مِصْرَ: “لِمَاذَا يَا مُوسَى وَهَارُونُ تُبَطِّلاَنِ الشَّعْبَ مِنْ أَعْمَالِهِ؟ اِذْهَبَا إِلَى أَثْقَالِكُمَا”. وَقَالَ فِرْعَوْنُ: “هُوَذَا الآنَ شَعْبُ الأَرْضِ كَثِيرٌ وَأَنْتُمَا تُرِيحَانِهِمْ مِنْ أَثْقَالِهِمْ”. فَأَمَرَ فِرْعَوْنُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مُسَخِّرِي الشَّعْبِ وَمُدَبِّرِيهِ قَائِلاً:”لاَ تَعُودُوا تُعْطُونَ الشَّعْبَ تِبْنًا لِصُنْعِ اللِّبْنِ كَأَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ. لِيَذْهَبُوا هُمْ وَيَجْمَعُوا تِبْنًا لأَنْفُسِهِمْ. وَمِقْدَارَ اللِّبْنِ الَّذِي كَانُوا يَصْنَعُونَهُ أَمْسِ، وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ تَجْعَلُونَ عَلَيْهِمْ. لاَ تَنْقُصُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُمْ مُتَكَاسِلُونَ، لِذلِكَ يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَذْبَحُ لإِلهِنَا. لِيُثَقَّلِ الْعَمَلُ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى يَشْتَغِلُوا بِهِ وَلاَ يَلْتَفِتُوا إِلَى كَلاَمِ الْكَذِبِ”. فَخَرَجَ مُسَخِّرُو الشَّعْبِ وَمُدَبِّرُوهُ وَكَلَّمُوا الشَّعْبَ، قَائِلِينَ لِلشَّعْبَ: “هكَذَا يَقُولُ فِرْعَوْنُ: لَسْتُ أُعْطِيكُمْ تِبْنًا. اذْهَبُوا أَنْتُمْ وَخُذُوا لأَنْفُسِكُمْ تِبْنًا مِنْ حَيْثُ تَجِدُونَ. إِنَّهُ لاَ يُنْقَصُ مِنْ عَمَلِكُمْ شَيْءٌ”. فَتَفَرَّقَ الشَّعْبُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ لِيَجْمَعُوا قَشًّا عِوَضًا عَنِ التِّبْنِ. وَكَانَ الْمُسَخِّرُونَ يُعَجِّلُونَهُمْ قَائِلِينَ: “كَمِّلُوا أَعْمَالَكُمْ، أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ، كَمَا كَانَ حِينَمَا كَانَ التِّبْنُ”. فَضُرِبَ مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَقَامَهُمْ عَلَيْهِمْ مُسَخِّرُو فِرْعَوْنَ، وَقِيلَ لَهُمْ: “لِمَاذَا لَمْ تُكَمِّلُوا فَرِيضَتَكُمْ مِنْ صُنْعِ اللِّبْنِ أَمْسِ وَالْيَوْمَ كَالأَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ؟”.فَأَتَى مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ وَصَرَخُوا إِلَى فِرْعَوْنَ قَائِلِينَ: “لِمَاذَا تَفْعَلُ هكَذَا بِعَبِيدِكَ؟اَلتِّبْنُ لَيْسَ يُعْطَى لِعَبِيدِكَ، وَاللِّبْنُ يَقُولُونَ لَنَا: اصْنَعُوهُ! وَهُوَذَا عَبِيدُكَ مَضْرُوبُونَ، وَقَدْ أَخْطَأَ شَعْبُكَ”. فَقَالَ: “مُتَكَاسِلُونَ أَنْتُمْ، مُتَكَاسِلُونَ! لِذلِكَ تَقُولُونَ: نَذْهَبُ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ. فَالآنَ اذْهَبُوا اعْمَلُوا. وَتِبْنٌ لاَ يُعْطَى لَكُمْ وَمِقْدَارَ اللِّبْنِ تُقَدِّمُونَهُ”. فَرَأَى مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ فِي بَلِيَّةٍ إِذْ قِيلَ لَهُمْ لاَ تُنَقِّصُوا مِنْ لِبْنِكُمْ أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ. وَصَادَفُوا مُوسَى وَهَارُونَ وَاقِفَيْنِ لِلِقَائِهِمْ حِينَ خَرَجُوا مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ. فَقَالُوا لَهُمَا: “يَنْظُرُ الرَّبُّ إِلَيْكُمَا وَيَقْضِي، لأَنَّكُمَا أَنْتَنْتُمَا رَائِحَتَنَا فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَفِي عُيُونِ عَبِيدِهِ حَتَّى تُعْطِيَا سَيْفًا فِي أَيْدِيهِمْ لِيَقْتُلُونَا.” (خروج5 :4-21)
يستخدِم إبليس هذه الاستراتيجية عندما تُفكر أنْ تكبر أو تنضج، فيصنع لك مشاكل مُضاعَفة، بينما لو كان الشعب سمع لما يقوله موسى، لكانوا خرجوا إلى أرض تفيض لبنًا وعسلًا، لكن الكثير مِن الأشخاص لا يفضلون عُنق الزجاجة هذا.
ليس بالضرورة أنْ يعني النضوج الروحي أنك ستتعرض لمشاكل كثيرة، هذا فقط لأنك تعرفت على الكلمة في سن متأخر، وهذا يدل على أهمية معرفة الكلمة منذ الطفولة، التي بدورها ستجعلك تواجه ظروفك دون عناء.
يريد إبليس أول كل شيء أنْ يضع في ذهنك شكوى تِجاه مَن يرعاك روحيًا، مثلما حدث مع الشعب في هذا الشاهد؛ فَهُمْ لا يعلمون إنهم سوف يُحررون مِن أيدي إبليس، بسبب صغر النفس. يجب أنْ تختار أنْ تنضُج روحيًا وتأخذ الحياة الروحية بجدية، حتى عندما تكون الحرب شرسة أكثر مِن ذي قبل، اعرف أنّ الروح القدس يحميك في هذا الوقت، لهذا مِن المهم أنْ تُكثِر مِن الصلاة بألسنة؛ لأنك مِن الممكن أنْ تصلي لمثل هذه الأمور وأنت لا تعلم.
- كيف يتم النضوج
- عَبْر إدراكك لفِكْر الله والحق الكتابي، أي دخول منهج فِكْره إلى ذهنك (وليس فقط أنْ تفكر في ذهابك للسماء)، فحبك لله يعني أنْ تضع كلمته في ذهنك وتفكر فيها وتخضع لها، كما قال يسوع: “إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَاي.” (يوحنا 14: 15)، هذا هو مقياس الحب كما وضعه الرب.
- أنْ تتمرَّس في الكلمة وتسلك بها، فتبدأ عضلاتك الروحية في التَقَوِّي.
- مراحل النضوج
- انغمس داخل جسد روحي
“مَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، فِي دِيَارِ إِلهِنَا يُزْهِرُونَ.” (مزمور92: 13)
لا تحيا وحيدًا، حتى إنْ تعثَّرتَ مِن الرعاية الروحية يومًا، ابحث عن رعاية روحية صحيحة، فإنْ كنت جائعًا حقًا، سيقودك الروح القدس.
- أنت في احتياج إلى قيادة روحية سليمة
“مِنْ أَجْلِ هذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخًا كَمَا أَوْصَيْتُكَ.” (تيطس1 : 5)
إذًا لابد مِن وجود رأس (قيادة)، فأنت لابد أنْ تأكل حتى تستطيع إطعام آخرين.
- لا بُد أنْ تأكل الكلمة وتفهم المواضيع وتشتهيها
“وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ.” (أعمال20: 32)
لا تكن مكتفيًا بحضور اجتماعك الأسبوعي، لكن يجب أنْ تلهج في الكلمة بنفسك وتراجع الشواهد المذكورة في العظات وتدرسها وتأكلها…إلخ
- تحتاج الروح القدس في حياتك
“إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: (يَا أَبَا الآبُ).” (رومية8: 15)
يُقصَد بالتبني هنا؛ التنضيج، أي أنْ تصبح ناضجًا (هيوس)، وهذا هو عمل روح الله في حياتك، فقط اخضع له وتجاوب معه.
- مارس الكلمة في حياتك
“وَأَمَّا الْخُرَافَاتُ الدَّنِسَةُ الْعَجَائِزِيَّةُ فَارْفُضْهَا، وَرَوِّضْ نَفْسَكَ لِلتَّقْوَى. لأَنَّ الرِّيَاضَةَ الْجَسَدِيَّةَ نَافِعَةٌ لِقَلِيل، وَلكِنَّ التَّقْوَى نَافِعَةٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، إِذْ لَهَا مَوْعِدُ الْحَيَاةِ الْحَاضِرَةِ وَالْعَتِيدَةِ.” ( 1تيموثاوس4 : 7-8)
تَدَرَّب أنْ تضع الكلمة موضع التنفيذ، فالنضوج لا يحدث بأنْ تسمع الكلمة فقط بل أنْ تطبقها، بهذا تواجه الحياة بجرأة وتتحرك بإدراك أكثر، مُدْرِكًا حب الله لك ومُدْرِكًا لقيمة نفسك مِن ثَمّ تستطيع أنْ تحب الآخرين كنفسك، فإنْ لم تحب نفسك لن تحب الآخرين. (ادرس عظات نتغير إلى تلك الصورة عينها الجزء الأول، الجزء الثاني، الجزء الثالث، الجزء الرابع)، استبدل أفكارك بأفكار الكلمة، فالناضجون هم مَن سيُغيرون العالم.
يصلي الكثير مِن المؤمنين بهدف أنْ يسمعوا صوت الرب، هذا الأمر صحيحٌ وخاطئٌ في آنٍ واحدٍ؛ صواب في حالة مفترقات طرق تكون فيها سامعًا صوت الرب لكنك محتاج أنْ تتأكد منه، بينما الأمر الطبيعي أنْ تكون فاهمًا فِكْر الله، فلا تحتاج أنْ تسأله في صلاتك، لأنك طوال الوقت في علاقة مستمرة معه، لذلك أنت تتحرك بسلاسة. لا يكن التصاقك بالرب عن احتياج فقط، فهذا التصاق منفعة، بل ليكن حب للرب ولكلمته وفَهْم فكره، فالنضوج هو أنْ تكون فاهمًا لماذا وكيف… فتسلك بالكلمة بنفسك عن إدراك.
“أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ.” (مزمور 32: 8)
يُقصَد بهذه الآية أنّ الرب يعلِّمنا ويرشدنا عن طريق أنْ نفهم فِكْره فنستطيع التصرف والاختيار بناءٍ على ما لدينا ذخيرة كتابية. يريد الرب وَضْع فكره بداخلك، فهو يهدف أنْ تتغير إلى تلك الصورة عينها، وبدلًا مِن استهلاك وقتك في الصلاة لمعرفة ماذا تفعل، تكون صلاتك بالأكثر أنْ تطلب قوة لعمل الأمر الذي تعلَّمته مِن الكلمة، فتسلك وتتحرك بإدراك واستنارة وليس عن ظلام وتخمينات، وهكذا تصير مُحترِفًا ويأتمنك الرب حينئذ على النفوس.
“فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.” (رومية 12: 1-2)
حينما يتغير ذهنك وتفكيرك بالكلمة، تستطيع أنْ تختبر إرادة الله وتذوقها تدريجيًا، فهي أولًا صالحة، هذا المستوى الأول، مثل أنْ يكون شخص لديه مرض لم يتفاقم، وثانيًا مرضية، مثل أنْ يُشفَى هذا الشخص، ثم إرادة كاملة، بمعنى أنْ يسير الشخص في صحة إلهية.
مثال آخر؛ إن كان شخص لا يعمل ثم وجد عملًا فهذه الإرادة الصالحة، وإن وَجَدَ أنّ هذا العمل مُريحٌ فهذه المرضية، ثُم إنْ أصبح شخصًا مسئولًا في الشركة فهذه الإرادة الكاملة.
إذًا تَغَيَّر عن وضعك وحالتك بتغيير طريقة تفكيرك وتجديد ذهنك بالكلمة، إنْ كنت تعاني مِن مشاكل نفسية ولا تستطيع التحكم في أفكارك، أو إنْ كنت تعاني مِن الاكتئاب أو الوسواس القهري، أو مشاكل في عملك أو ارتباطك أو صحتك … بإمكانك أنْ تتغير مِن خلال تجديد ذهنك، فالروح القدس يتحرك في ذهنك أولًا قبل الظروف، فقط أنت تحتاج أنْ تمتلئ بفكره.
“لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ للهِ، إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعًا لِنَامُوسِ اللهِ، لأَنَّهُ أَيْضًا لاَ يَسْتَطِيعُ.” (رومية 8: 7)
إنْ كنت تفكر في الأمور بذهنك فقط فأنت في عداوة مع الله، وتجد أنك لست مستريحًا، لهذا يكمُن السلام حينما يخضع ذهنك للكلمة وتسلك بها، فهذا هو الفِكْر الإلهي لكي تُغَيِّر عالمك.
__________
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.