لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا
_
العظة مكتوبة
كيف تكون مستعدًا؟
- احترز (اسحب نفسك) لنفسك كي تُحسَب مؤهلاً.
- لتُحِبْ الكلمة! لا تُعرِّض نفسك للخداع.
- استيقظ! يوم الرب أقرب مما كان.
- فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّور
- الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ.
- اِلبس درع الإيمان والمحبة.
- اجتهدوا، احسبوا، احترسوا، انموا.
- ليكن لك رجاء بقدومه، ليكن كل تفكيرك فيه، طَهِّر نفسك.
- فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ، وَاحْفَظْ وَتُبْ.
- لتضع هذا المشهد أمام عينيك!
- كنْ غَيُورًا.
- لنتمسك بإقرار الرجاء، لنلاحظ بعضنا، غير تاركين اجتماعنا.
▪︎ احترز (اسحب نفسك) لنفسك كي تُحسَب مؤهلاً:
“٣٤ «فَاحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ فِي خُمَارٍ وَسُكْرٍ وَهُمُومِ الْحَيَاةِ، فَيُصَادِفَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ بَغْتَةً. ٣٥ لأَنَّهُ كَالْفَخِّ يَأْتِي عَلَى جَمِيعِ الْجَالِسِينَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. ٣٦ اِسْهَرُوا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ، لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ».” (لوقا ٢١: ٣٤-٣٦).
“فَاحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ” أي اسحبوا أنفسكم. شِدّْ نفسك “لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَان” جملة تقفوا قدام ابن الإنسان، هنا لا يقصد بها الوقوف في يوم الدينونة العظيم، فهنا لا يتحدث عن أي قضاء، أو حتى حالة الخراف والجداء في آخر سبع سنين الضيقة، لأن يوم الدينونة، سيقف فيه العالم كله؛ المُؤهَل وغير المُؤهَل على السواء.
بينما هذه الوقفة تحديدًا كي تتم، يُشترَط أن تكون مُؤهَلًا. لذلك نَبَّه يسوع التلاميذ ومَن يمثلونهم أي الكنيسة، كي يكونوا مستعدين؛ ليُحسَبوا أهلاً للإنقاذ من الضيقة، والوقوف أمام ابن الإنسان. وهذه الحالة لا تنطبق على يوم الدينونة.
هنا يتحدث عن حالة من التميز والتأهيل التي تؤدي للنجاة. فهذه الوقفة المذكورة هنا يُقصَد بها الوقوف أمام كرسي المسيح بعد الاختطاف، بينما يكون هناك ضيقة عظيمة على الأرض!. وهنا كان يتحدث يسوع قبل القيامة الحرفية، لم يكن ملكوت الله قد اُفتُتِّح بعد إلى التلاميذ والكنيسة على اعتبار ما سيكون.
أيضًا عندما يقول: “صلوا لكي لا يكون هربكم في سبت في الضيقة”، هنا يتحدث لليهود، فإنْ قتلتْ شخصًا يهوديًا لن يتحرك مِن مكانه يوم السبت. إذًا يخبرنا عن أهمية الاستعداد لنُحسَب مُؤهَلين، لهذا لنرَ كيف تكون مستعدًا!
▪︎ لتُحِبْ الكلمة! لا تُعرِّض نفسك للخداع:
يقول العالم: (العيار اللي ميصبش يدوش). ولكن هذا مبدأ غير كتابي، فهناك مبدأ هام في الكلمة يقول: إن لم تعطِ انتباهًا للكلمة وتقبلها، ستُقلَب ضدك. دعنا نرى ذلك مِن الكلمة:
“١ ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ (يقصد مجيئه لشعبه للكنيسة) وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ، ٢ أَنْ لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعًا عَنْ ذِهْنِكُمْ، وَلاَ تَرْتَاعُوا، لاَ بِرُوحٍ وَلاَ بِكَلِمَةٍ وَلاَ بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا: أَيْ أَنَّ يَوْمَ الْمَسِيحِ قَدْ حَضَر ٣ لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ، ٤ الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلهًا أَوْ مَعْبُودًا، حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلهٍ، مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلهٌ. ٥ أَمَا تَذْكُرُونَ أَنِّي وَأَنَا بَعْدُ عِنْدَكُمْ، كُنْتُ أَقُولُ لَكُمْ هذَا؟ (أي كان هناك تعليم سابق من بولس لهم في هذه النقطة) ٦ وَالآنَ تَعْلَمُونَ مَا يَحْجِزُ حَتَّى يُسْتَعْلَنَ فِي وَقْتِهِ. ٧ لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ، ٨ وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ، الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ. ٩ الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، ١٠ وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا. ١١ وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، ١٢ لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ.” (٢ تسالونيكي ٢: ١-١٢).
“لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا. ١١ وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، ١٢ لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ.”
اِنتبه أنه قال لأنهم لم يقبلوا محبة الحق ويصدقوه، فنتيجة لذلك تحوُّل هذا ضدهم وصدقوا الكذب، وضلّوا، لهذا كن حذرًا. الحق الكتابي، يُحَب ويُقبَل ويُدرَس ويُصدَق، وإنْ لم تقبله بقلبك، أنت تضع نفسك في وضعية الخداع والضلال وقلب الحقائق! سواء كانت حقائق في تفسير الكلمة، أو في حياتك العامة، وتبتدئ تحسب حسابات خاطئة وتقيس الأمور بمعايير غير سليمة.
“حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ”، ما هو الكذب الذي سيصدقه اليهود؟ هذا يرجعنا إلى ما يفكر فيه اليهود في المرحلة الحالية، ومَن هو المسيا في نظرهم. دعنا نرى عندما يقرأ اليهود “دانيال ٩“ عن بناء الهيكل، أن المسيا سيأتي، وهو نفسه يبني الهيكل، ثم يُرفَض مِن الشعب فيأتي ضد المسيح. وهم غير مُدرِكين أن المسافة بين هذه الآيات ألفي سنة.
نحن مَن نعرف هذه الحقيقة ولكن بالنسبة لهم المسيا هو مَن سيخبرهم بأنه مَن سيبني الهيكل، وأيضًا مَن يكون قادرًا على الأمم -وبالفعل الوحش سيكون له هذه الصلاحية- من ثم مجموعة من الشعب سترفضه، ولا يعرفوا كيف سيتم هذا، وبالفعل الوحش سيكون هكذا.
ثم ينتصر هذا الشخص (وهو المسيّا في نظر اليهود على ضد المسيح) وهم لا يعلمون أنّ مَن يصفونه هذا هو ضد المسيح، وهذا لأنهم رفضوا الحق الذي كان متاحًا لهم خلال الألفي سنة، فأدخلوا أنفسهم في هذا الخداع. هذا هو الخداع بالنسبة لهذه النقطة والذي هو نتيجةً لرفض الحقيقة.
لتكن مستعدًا؛ لا تُدخِل نفسك في خداع عن طريق رفض محبة الحقيقة. كل كلمة من الله ترفضها، أنت تضع نفسك داخل خدعة. تَعَلَّم أن تنتبه لكل وعظة تُقال، وكل شخص يكلمك بالكلمة سواء كان شخصًا مُقرًّبًا أو لا تعرفه حتى.
لا يتغيّر الشخص بمجرد سماع الكلمة فإنْ لم يقبلها هو يُدخِل نفسه في خداع. وهناك من يتمسك بجملة سيرسل الله عمل الضلال، ويقصدون أن الله يرسل شرًا ويتجاهلون ما سبق أنهم هم من رفضوا الحق. وهناك من أهملوا الكلمة، وهم في خداع وهم غير مُدرِكين. فأحرص على قلبك وكن مُنتبِهًا للكلمة.
▪︎ استيقظ يوم الرب أقرب مما كان:
“هذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ، أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ، فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا.” (رومية ١٣: ١١).
ألم يكن الرسل على عِلْمٍ أن لازال هناك ألفي سنة متبقية للكنيسة؟ بلى؛ تخبرنا الكثير من التفاسير والآبائيات أنهم كانوا يعلموا. ولكنهم كانوا دائمًا حريصين على إشعال التركيز على مجيء الرب، ولذلك كل يوم يمر يُحسَب ضمن العد التنازلي لمجيئه! لأجل ذلك استيقظ وكن صاحيًا.
▪︎ فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّور:
“قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ”. (رومية ١٣: ١٢).
للدقة هو سلاح واحد وليس أسلحة بالجمع، ويتكون من قِطَع كما ذُكِرَ في “أفسس ٦“. كما ذُكِرَ أيضًا في كل العهد الجديد. بعض الترجمات تذكرها “سلاحًا” بالمفرد لأنها لو صارت جمعًا لأصبح هناك أسلحة أخرى غير المذكورة في (أفسس ٦).
يكمل “١٣ لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ: لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ. ١٤ بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ”. (رومية ١٣: ١٣، ١٤).
هنا يقول لنتحرك بما يليق حسب النهار، يوجد أناس لديها هذه الأعراض المذكورة وتُستفَز سريعًا، وهذه الأعراض يجب أن ترفضها، أبطل هذه الأمور. اخلعها. قل: “لا” لهذه الأفعال! لا تلبس ثوب لا يخصك. اسلك بلياقة كما في النهار لا الظلمة، طبقًا لمملكة النور.
هذا هو نظام المملكة؛ النور، وعندما يقول لنلبس (سلاح) النور، ضمنيًا يقول هناك حرب لذا تحتاج لسلاح! وهي حرب فكريّة، حرب سحب، حرب أفكار وخداع، وهذا ما يحدث في الأيام الأخيرة. لجعلك تُسحَب في أفكار ومبادئ العالم وتنشغل بها. وقد تبدو مبادئ بريئة، لهذا حذّرنا الكتاب من هذه الأمور.
▪︎ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ:
إليك الحل؛ “الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ” هذا هو السلاح، أي الْبسوا الطبيعة الإلهية، اسلكوا بها، اسلكوا في النور فعندما يقول “لا تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا” فكلمة “تَدْبِير” عندما تعود للأصل اليوناني تعني تموين أو إمداد عبر التفكير وهي كلمة مُشتَقة من التفكير، اللفظ اليوناني هو pronoia. أي شخص يفكر في شيء فيذهب إليه ويُشحَن به.
كيف تمد أو تموِّن ذهنك؟ عن طريق التفكير والتركيز. كما أنّ التفكير يؤدي إلى شحن نفسك، فتذهب لهذا الشيء. لذا لا تصنع تدبيرًا للجسد أي لا تموِّن نفسك بمبادئ العالم. وربما في البداية تبدو مبادئ بريئة، فتسرح فيها مثل الأخبار. والنتيجة تمتلئ من مبادئ العالم. وما تمتلئ منه هو ما يظهر في حياتك. عليك الرجوع لسلسلة الملء الروحي.
١٢” وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ، ١٣ الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ”. (١ كورنثوس ٢: ١٢، ١٣).
“قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ” أي نتكلم عن الأشياء الروحية بلغات روحية.
يُقصَد ب “رُوحَ الْعَالَمِ” طريقة تفكير العالم: (ما يختص بالموضة، ما يقوله الناس، أخبار الحرب، كل شيء) لا تمتلئ من هذا. بالطبع يمكنك معرفة الخطوط العريضة عن الأخبار، ولكن ليس تفاصيلها، لا تُبحِر فيها بحجة أن تستعد، هذا ليس استعدادًا. استعدادك من الكلمة عبر أن تلبس سلاح النور. تذكَّر هذا؛ أي روح تشرب منه تأخذ نتائجه. روح العالم يسحبك للعالم، روح الله يسحبك لما يختص بأمور الله.
▪︎ البس درع الإيمان والمحبة:
“١٣ ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. ١٤ لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ. ١٥ فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. ١٦ لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ١٧ ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. ١٨ لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ”. (١ تسالونيكي ٤: ١٣-١٨).
” ١ وَأَمَّا الأَزْمِنَةُ وَالأَوْقَاتُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا، ٢ لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هكَذَا يَجِيءُ. ٣ لأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ (هم وليس نحن): «سَلاَمٌ وَأَمَانٌ»، حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً، كَالْمَخَاضِ لِلْحُبْلَى، فَلاَ يَنْجُونَ. ٤ وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ كَلَصٍّ. ٥ جَمِيعُكُمْ أَبْنَاءُ نُورٍ وَأَبْنَاءُ نَهَارٍ. لَسْنَا مِنْ لَيْل وَلاَ ظُلْمَةٍ. ٦ فَلاَ نَنَمْ إِذًا كَالْبَاقِينَ، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ. ٧ لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَبِاللَّيْلِ يَنَامُونَ، وَالَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَبِاللَّيْلِ يَسْكَرُونَ. ٨ وَأَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ مِنْ نَهَارٍ، فَلْنَصْحُ لاَبِسِينَ دِرْعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ، وَخُوذَةً هِيَ رَجَاءُ الْخَلاَصِ. ٩ لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، (١ تسالونيكي ٥: ١-٩).
لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ”؛ بوق الله هو البوق الأخير (١كورنثوس ١٥). سبق وشَرَحْنا الأبواق والأعياد؛ البوق الأول هو مُسمَّى آخر لعيد الخمسين. البوق الأخير هو أيضًا مُسمَّى آخر لعيد الأبواق. البوق العظيم، (متى ٢٤) أنه يجمع المختارين أي شعب الله إسرائيل وهو مُسمَّى آخر لعيد الكفارة. هذه الكلمات لها معاني عندهم، بوق الله يختلف عن سبعة أبواق الضيقة.
“أَبْنَاءُ نُورٍ وَأَبْنَاءُ نَهَارٍ. لَسْنَا مِنْ لَيْل وَلاَ ظُلْمَةٍ.” تذكَّر كُلما تحدَّث بولس عن الأخرويات والاستعداد يقول: نور وظلمة، فأي إنسانٍ حتمًا هو في أحد الفريقين، لا أحد مُستثنَى. ويوجد أناس تعلو الابتسامة وجهها وتعتقد أنها في النور، وهي في الحقيقة في الظلمة. فإن كان وجه الشخص برئ، هذا لا يثبت بالضرورة أنه يسلك في النور، فربما يكون مخدوعًا وهو لا يعلم ويسلك في الظلام وعدم الاستعداد.
يشمل الظلام عدم المعرفة أيضًا. ويُكمِل ويقول: “فَلْنَصْحُ لاَبِسِينَ دِرْعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ“. تحدّثنا من قبل عن قطعة السلاح هذه؛ “درع الإيمان” بينما يقول الروح في “أفسس ٦“ درع البر و “ترس الإيمان”.
السؤال هنا؛ لماذا هنا ذُكِرَ درع الإيمان والمحبة وليس درع البر؟ هذا لأن في الأيام الأخيرة الملامة والتشكيك في نفسك. فيجب عليك طوال الوقت أن تسلك بالإيمان تجاه نفسك، تؤمن بالطبيعة الإلهية التي بداخلك لأن هذا الزمن سيحدث به تشكيك. ففي مرحلة معينة كان درع البر، أي لا تلوم نفسك وتفهم وتُخرِج طبيعة البر فتُحمَى من اللوم وتفهم موضوع البر.
لكن حسب ما يخبرنا به الوحي، أن في الأيام الأخيرة يوجد تهديد فيما يختص بتعليم الإيمان والمحبة أيضًا، يوجد حالة من الفتور التي ستحاول الإيقاع بالناس، وحالة من إضعاف وإهباط الشخص في نفسه وفي الله وصلاحه. وكل هذه الحرب داخل هذه السطور. عندما يطلب أحدٌ مِنك أن تضع مصيدة للفئران في البيت، إذًا مِن ذلك نفهم أن هذا البيت يحتوي على فئران. إنْ أخبرتك أن هناك بيت عليه حراسة مشددة، بالطبع ستفهم أنّ هذا مكان مهمٌ، وبهذا المنطلق إنْ قال الكتاب: “البس درع البر”، فحتمًا ستحتاجه.
“لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ”، حسب هذا النص لسنا للغضب، لكن لاقتناء الخلاص والإنقاذ فلن نجتاز الضيقة. “فَلاَ يَنْجُونَ” هنا لا يقصد الكنيسة، هناك شريحتان يتحدث عنهما، نحن لنا وضع مختلف.
▪︎ اجتهدوا، احسبوا، احترسوا، انموا!
“١ هذِهِ أَكْتُبُهَا الآنَ إِلَيْكُمْ رِسَالَةً ثَانِيَةً أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، فِيهِمَا أُنْهِضُ بِالتَّذْكِرَةِ ذِهْنَكُمُ النَّقِيَّ، ٢ لِتَذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقًا الأَنْبِيَاءُ الْقِدِّيسُونَ، وَوَصِيَّتَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ، وَصِيَّةَ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ. ٣ عَالِمِينَ هذَا أَوَّلاً: أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ (حسب الجسد)، ٤ وَقَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاق هكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ». ٥ لأَنَّ هذَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ (بِإِرَادَتِهِمْ): أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ الْقَدِيمِ، وَالأَرْضَ بِكَلِمَةِ اللهِ قَائِمَةً مِنَ الْمَاءِ وَبِالْمَاءِ، ٦ اللَّوَاتِي بِهِنَّ الْعَالَمُ الْكَائِنُ حِينَئِذٍ فَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءُ فَهَلَكَ. ٧ وَأَمَّا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الْكَائِنَةُ الآنَ، فَهِيَ مَخْزُونَةٌ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ عَيْنِهَا، مَحْفُوظَةً لِلنَّار إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَهَلاَكِ النَّاسِ الْفُجَّارِ. ٨ وَلكِنْ لاَ يَخْفَ عَلَيْكُمْ هذَا الشَّيْءُ الْوَاحِدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ: أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ. ٩ لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ. ١٠ وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا. ١١ فَبِمَا أَنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ (سلوك) مُقَدَّسَةٍ (متفردة) وَتَقْوَى؟ ١٢ مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ (شغوفين دائمًا بلهفة)، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ. ١٣ وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ. ١٤ لِذلِكَ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ أَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ هذِهِ، اجْتَهِدُوا لِتُوجَدُوا عِنْدَهُ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ عَيْبٍ، فِي سَلاَمٍ. ١٥ وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصًا، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضًا بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ، ١٦ كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ. ١٧ فَأَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ قَدْ سَبَقْتُمْ فَعَرَفْتُمُ، احْتَرِسُوا مِنْ أَنْ تَنْقَادُوا بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ، فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ. ١٨ وَلكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لَهُ الْمَجْدُ الآنَ وَإِلَى يَوْمِ الدَّهْرِ. آمِينَ”. (٢ بطرس ٣: ١-١٨)”
“وَقَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟” يقولون هذا ما سمعناه من قبل ولا نرى تغييرًا، كل شيء كما كان.
“فَهِيَ مَخْزُونَةٌ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ عَيْنِهَا، مَحْفُوظَةً لِلنَّار وَهَلاَكِ النَّاسِ الْفُجَّارِ”، القضاء الماضي كان بالماء أما القضاء القادم على الأرض فبالنار. أيضًا لِما بدأ الرسول هنا يشرح الأواخر؟ ليشرح لهم ولنا مصير هؤلاء المستهزئين.
“وَلكِنْ لاَ يَخْفَ عَلَيْكُمْ هذَا الشَّيْءُ الْوَاحِدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ”، سيشرح لِما لم يأتِ الرب حتى الآن فسيشرح أنّ اليوم كالألف سنة التي شرحناها في ما سبق.
“لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ“، يوجد شريحة من الناس تُحِب التحدث عن التباطؤ، وتجدهم دائمًا يخدرون أنفسهم، وهذا يوجد في الإنسان الذي لا يسلك بالروح، فدائمًا يحاول إيجاد أي مخدر للهروب من الواقع.)
“وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصًا” تعامل مع عدم مجيئه الفترة الماضية أنها فرصة للخلاص.
هنا يحذّر بطرس من أنه في الأيام الأخيرة، سيأتي أناس “قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ” بتعليم غير صحيح عن الأخرويات، ويقولون لن يأتي الرب الآن، لازال هناك كثير من الوقت ويتكاسلوا.
▪︎ لِننظر إلى أفعال الأمر في الشاهد السابق:
“اجْتَهِدُوا” يوجد حالة من الفعل الإرادي التي تحتاجها، لتوجد عنده بلا دنس، ولا عيب، في سلام. ضمنيًا يقول يوجد معركة لتكون مدنس ومُعاب. وفي هذه الحالة سيكون الوضع غير سليم. هنا يتحدث عن كيف يكون الشخص في حالة بدون بقع أو ملامة؛ عن طريق الاجتهاد والاستقامة.
“وَاحْسِبُوا”: يجب أن تقوم بوضع هذه الحسابات في ذهنك كل يوم. أي حسابات؟ ليس مثل حسابات العالم، فمثلاً؛ اليوم أنت قد أتممت عشرين عامًا، غدًا ستصبح عشرين عامًا ويوم. هذه حسابات العالم. ولكن حسابات الكتاب، حسابات مختلفة. حسب الألف سنة في النص السابق فإننا في عدٍّ تنازليٍ، كل يوم نُنقِص من الأيام المتبقية. لذلك حساباتنا مختلفة وما نعتبره مختلف.
نحن نحسب كل يوم يمر هو أناة من الله، وهو فرصة للتعامل معه بجدية، فرصة لخلاص نفسك البشرية، إنْ كنت طفلاً روحيًا -وليس روحك- أَعْدْ دراسة سلسلة خلاص نفوسكم، أو هو فرصة لخلاص الآخرين. فلا تُضيّع هذا الوقت الثمين، كل يوم يجب التعامل معه بحرص. لا تضيّع هذا الوقت الثمين. احسبوا كل يوم هو فرصة للخلاص!
“احْتَرِسُوا” تخيل معي إنْ اتّصل بك صديقٌ، وطلب منك أن تحترس، ماذا ستفهم؟ ستفهم أنه يوجد خطرٌ، فهذه المكالمة ليست طبيعية. بالمثل عندما يحذرنا الكتاب، ويقول احترسوا من التعليم الخاطئ، إذًا يخبرنا أنه سيكون هناك تعليم خاطئ. فهناك خطر خاصة في التعليم الخاص بالأخرويات.
“احْتَرِسُوا مِنْ أَنْ تَنْقَادُوا بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ، فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ”، للأسف هذا يحدث وسيزداد الضلال، وأناس يعتقدون أنهم ثابتون، وهم غير مُدرِكين أنهم في ضلال، سيسقطون من ثباتهم الوهمي هذا، ولا يعلموا أن الأمر بدأ معهم بفكرة انسحبوا فيها ولم يظهر الأمر هكذا في البداية!
الأمر الأخير: “انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا”، كيف تنمو في النعمة؟ عبر معرفة الكلمة. والنعمة هي القوة الإلهية، والطاقة التي يجب أن تتحرك بها في الأرض في هذا الزمن.
▪︎ ليكن لك رجاء بقدومه، ليكن كل تفكيرك فيه، طَهّرْ نفسك:
“٢أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ. ٣ وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ. ٤ كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضًا. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي”. (١ يوحنا ٣: ٢-٤).
منذ سنين تحدثت أنه ليس هناك وعد لم يُحقَّق بعد، سوى مجيء يسوع. لذا عندما يقول أحدهم: قد أعطاني الرب وعودًا، فهذا يوضح عدم معرفة الشخص بما له في المسيح، أو لا يسلك بالإيمان به. فمن خلال الرب يسوع، طُبِقَتْ وحُقِقَتْ جميع الوعود. يبقي دورك؛ أن تؤمن وتسلك بهذا الإيمان وتنميه. فمثلاً الخلاص لم يعد رجاءً، فهو تم بالفعل. يتبقى قبوله والإيمان به كي تستفيد منه، وليس ترجوه.
هنا يعطينا شرح أن من له هذا التطلع والتوقع الإيجابي بمجيء الرب، يظل طوال الوقت يفكر فيه، ويطهر نفسه، ويحافظ علي قلبه، ويلفظ أي شيء يلتصق به من الخارج؛ هذا لأنه سيقابل رب المجد!
تخيل معي منذ ألفي سنة كانوا يعظوا بهذا الكلام، كم بالحري نحن! لذلك انتبه لكل مخططاتك، وكل كلمة تنطقها، وكل فعل تعمله، سواء يخص ببيتك، أو يخص عملك. يجب أن يكون الكل مُتمحوِّرًا حول الرب ومجيئه.
لا تكن في غفالة، هذه هي الحالة الواقع بها الناس هذه الأيام، وتجعلهم غير طاهرين، أما أنت فَطهِّر نفسك كما المسيح. أي كما أن حالتك الداخلية طاهرة. أما الخطية وهي التعدي، أي الحياد عن الهدف، والبعد عن التفكير فيه، والخروج من حالة التركيز عليه. فلا تكن هكذا بل طَهِّر نفسك، وضع تفكيرك فيه، كن مُستعِدًا.
لننظر بعض الحالات من الكنائس، يوجد حالات رائعة ووسطية وحالات سيئة جدًا. افحص نفسك أنت في أي تصنيف منهم.
▪︎ فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ، وَاحْفَظْ وَتُبْ:
كنيسة ساردس:
“١ وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي سَارْدِسَ: «هذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ وَالسَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّ لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ. ٢ كُنْ سَاهِرًا وَشَدِّدْ مَا بَقِيَ، الَّذِي هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَمُوتَ، لأَنِّي لَمْ أَجِدْ أَعْمَالَكَ كَامِلَةً أَمَامَ اللهِ. ٣ فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ، وَاحْفَظْ وَتُبْ، فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلاَ تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ. ٤ عِنْدَكَ أَسْمَاءٌ قَلِيلَةٌ فِي سَارْدِسَ لَمْ يُنَجِّسُوا ثِيَابَهُمْ، فَسَيَمْشُونَ مَعِي فِي ثِيَابٍ بِيضٍ لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ. ٥ مَنْ يَغْلِبُ فَذلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَابًا بِيضًا، وَلَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَسَأَعْتَرِفُ بِاسْمِهِ أَمَامَ أَبِي وَأَمَامَ مَلاَئِكَتِهِ. ٦ مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ»” (رؤيا ٣: ١-٦).
“١ وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي سَارْدِسَ: «هذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ وَالسَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّ لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ”
هذا الكلام خطير جدًا عندما يقول الكتاب هذا عن كنيسة أو أشخاص ويخبره أنت في الظاهر تبدو حيًا لكن حقيقتك أنك ميت! ولهذا دائمًا أقول ليست كل الكنائس حية، هذا تقييم إلهي عن هذه الحالة السوداوية،
لننظر الحل:
“ ٢ كُنْ سَاهِرًا وَشَدِّدْ مَا بَقِيَ، الَّذِي هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَمُوتَ”
لتستفيق، لتستيقظ، كن ساهرًا. لتصحَ من النوم وشدِّد ما بقي، حافظ على ما تبقى من اعتبار للرب في حياتك. حافظ على ما هو صحيح في حياتك، فهذا على وشك الموت. هذه حالة سيئة للغاية. نرى هذا في بعض الكنائس التي قد تبدو حية من الخارج، مثلاً اجتماعات يومية أو أنشطة أو بالنسبة لشخص قد يكون يسبح كل يوم وهو خاوي من الداخل، وقد ينشر بعض المنشورات اللطيفة. فترى صورته أنه حي ولكن انتبه أنت تتعامل مع إله يرى القلوب.
“لأَنِّي لَمْ أَجِدْ أَعْمَالَكَ كَامِلَةً أَمَامَ اللهِ”، هنا الرب يسوع يتحدث بصورة تصحيحية، ويقول أعمالك غير كاملة. بعض الناس تقول: “الله لا يحسب الأعمال”، ماذا عن هذه الآيات؟ نعم الرب لا يتذكر الخطايا، لكن هناك أمور سنُحاسَب عليها. وهذا الاشتباك نَجَمَ عن التعليم الخاطئ عن النعمة، واقتصارها على أنها ليست بالأعمال. مما أوحى للبعض بالتسيب! لم تُقال حرفيًا هكذا لكن هذا تم التوصل إليه. بدلاً من شرح مفهوم النعمة أنها قوة الله لإحداث تغيير في الموقف.
“ ٣ فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ، وَاحْفَظْ وَتُبْ” ما هو الحل أو العلاج؛ أن تعود للتعليم، تتذكر ما أخذته وسمعته، وابدأ العمل به. كلمة “احفظ” تعني العيش بها، اسلك بها، وتب عما أنت فيه. “فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلاَ تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ.” النتيجة لو لَم يسهر، يُقدِم عليه كلص. هؤلاء هم الناس الذين سيفاجئون بالاختطاف. غير الساهرين والعكس صحيح، من هم ساهرون سيعلمون.
▪︎ لتضع هذا المشهد أمام عينيك!
“ ٤ عِنْدَكَ أَسْمَاءٌ قَلِيلَةٌ فِي سَارْدِسَ لَمْ يُنَجِّسُوا ثِيَابَهُمْ، فَسَيَمْشُونَ مَعِي فِي ثِيَابٍ بِيضٍ لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ. ٥ مَنْ يَغْلِبُ فَذلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَابًا بِيضًا، وَلَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ”
الارتداد للهلاك واضح في الآية، يوجد أناس ستُمحَى أسمائها من سفر الحياة. “وَسَأَعْتَرِفُ بِاسْمِهِ أَمَامَ أَبِي وَأَمَامَ مَلاَئِكَتِهِ.” هذا المشهد عظيم جدًا، أن الرب بنفسه يقف وينادي اسمك أمام كرسي المسيح، ويكافئك على أعمالك، ويفتخر بك أمام الآب والملائكة. ما رأيك أن تشغل بالك بهذه اللقطة، بدلًا من إشغال ذهنك بالأفلام والممثلين والكرة. لتفكر في هذه اللحظة.
هؤلاء الناس سيُكرَمون، ولعدم فهم هذا اعتقد بعض الناس أن الأعمال ليست لها أهمية، والمؤمن الحار وغير الحار متساوون. وهذا وَلَّدَ حالة من الشعور بعدم العدل. هذه النقطة سبق وشرحناها في سلسلة الحياة المسيحية وكيف تحياها. لكن ما أروع هذا المشهد يسوع بنفسه ينادي اسمك ويفتخر بيك!
” ٦ مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ” ولاحِظ من بعد الإصحاح الرابع لا يقول: ما يقوله الروح للكنائس، لأنه لن يكن هناك كنائس.
• كنيسة فلادلفيا
“لأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ”. (رؤيا ٣: ١٠).
لاحِظ يقول سأحفظك من ساعة التجربة، وهنا يقصد الاختطاف من الضيقة. انتبه لم يقل سأحفظك من التجربة أو أحداثها، فإن قال من التجربة أو أحداث التجربة، فربما تعني تواجدك فيها ولكن وأنت محمي ولكن من ساعتها أي توقيتها. فالكنيسة لن تعبر هذه الضيقة، فهي ستكون خارجًا فهي ستُحمَى من التواجد في هذه الحقبة الزمنية، عن طريق الاختطاف.
كلمة “مِن” تعني خروجًا مِن، بعض الترجمات تذكرها من كل ما سيحدث، سؤال ماذا عن الذبح الذي سيحدث من بداية “رؤيا ٦ ” فيما بعد؟ يخبرنا الكتاب عن هول الأحداث والذبح والآلام التي سيمر ويصرخ فيها الناس الذين لم يُختطَفوا، ويصرخوا إلى متى؟ أين الانتقام أين حفظ الرب في هذا الوقت؟ فالحفظ هنا من كل ما سيحدث في التجربة، هو الخروج أي الاختطاف. بعض الناس تعتقد أن هذا الكلام يختص بهذه الكنيسة فقط لكن هذا ليس صحيح، فلِما نأخذ باقي حالات الكنائس لنا مثل المكافئات وهذه الحالة لا، يوجد قوانين في تفسير الكلمة.
• كنيسة لاودكية
“١٤ وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ: «هذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ: ١٥ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِدًا أَوْ حَارًّا! ١٦ هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي. ١٧ لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ. ١٨ أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ. ١٩ إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ. ٢٠ هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. ٢١ مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ. ٢٢ مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ»”. (رؤيا ٣: ١٤-٢٢).
رأينا الحالة السوداوية، لشخص ميت روحيًا. ولكن لنرى هذه الحالة الوسطية الفاترة، والكتاب يوضح خطورة هذه الحالة. عندما كنت صغيرًا رأيت أجيالاً كاملة بهذه الحالة، وفي أعمار متفاوتة، ورأيت الكثير من الأشخاص في حالة الميوعة الروحية، وهذه الأخطر على الإطلاق.
تكمن خطورة المنورة الروحية في عدم اكتشافها، لأن الشخص يكون محتفظ ببعض البروتوكول والشكل الخارجي، فلا يكون واضحًا كم هو متُلوِّث بالعالم وكم هو مخدوع في نفسه. وهذا يختلف عن الشخص الذي في حالة السواد الواضح، فالسواد الواضح أفضل، على الأقل هو يعرف ويعترف أنه في حالة سيئة، وأنه بعيد عن الرب، فيكون من السهل رجوعه إن أراد. لكن هذا يعتقد خطأ أنه في أفضل حال.
“١٤ وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ: «هذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ: (لاحظ كل تحية لها شرحها) ١٥ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِدًا أَوْ حَارًّا!” من المُتوقَع أن الروح القدس يتمنى أن يكون الشخص حارًا، حتمًا الروح القدس سيشجعك على الحرارة الروحية والشغف الروحي، ولكن الأغرب هنا تمني الروح القدس أن يكون باردًا! فحتى حالة البرود أفضل من حالته!
“١٦ هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي.”
هذا الشخص الفاتر، تجده في الاجتماعات يومئ برأسه، ويقول آمين آمين على الكلمة، ولكن قلبه في العالم. أين قلبك؟ على سبيل المثال تخرج السيارة إلى أماكن كثيرة، ولكن في النهاية تعود إلى مكان سكناها وتوقفها. دعني أسألك سؤالاً أين مكان سكناك؟ أين يتواجد قلبك؟
قد تكون انشغلت في العالم أو العمل، لكن الطبيعي تبقى في المنزل لتدرس الكلمة وتفكر بها، ومع ذلك تذهب للعمل. على عكس الذين يخرجون طوال الوقت، ويدرسون الكلمة قليلاً بين الحين والآخر. هذه حالة خطيرة، فعندما يقول أنا مزمع أن أتقيأك، هذه حالة ارتداد للهلاك!
“١٧ لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ”
المشكلة إنك غير تائبٍ وتعتقد إنك في حالة رائعة، وربما يقول لولا تواجد الله معي كان حدث لي كذا وحدث لي كذا. والكثير من الجمل المبهرة الخاوية من الداخل، مثلاً؛ أيقدر أحد أن يعيش بدونه؟ ولا يتحدث سوى في حالات الاختبارات، مثلاً: إنْ أوشكت على عمل حادث مميت، والرب أنقذني. ثم لا تجده بعد هذا.
هو لا يتحرك له ساكن سوى في الحالات الضخمة، حالات الضجة، فلم تعد الكلمة تحرك له ساكن، غير حار ويرى نفسه بخير. ويعتقد أن طالما أسرته بخير، وجسده صحيح، ولا يحتاج ماديًا فهو بخير. ويرى الله ماكينة لسحب النقود والبركات، ولكن لا يفكر في علاقة حية معه.
“وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ.”
لنرى تشخيص الله: أنت بائس وشقي وفقير بل وعريان روحيًا أيضًا. وهذا هو الشخص الذي يحدث له موقف مفاجئ، فيقضى عليه. وهذا لا يعني أنك لن تمر ببعض الأحداث في حياتك، بلى ستمر. لكن هذه الحالة عندما تمر بأي ظرف، تسقط؛ لأنها لا تلبس سلاح الله فهي عريانة روحيًا.
“١٨ أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ.” لتأخذ مني المادة التي ستجعلك تبصر وتستنير.
“١٩ إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ.”
العلاج؛ كن حماسيًا، كفاك خداعًا في نفسك. اشتري مني ذهبًا. أنا أؤدبك لأني أحبك. وكثيرًا ما نجد هذه الحالة في جلسات الرعاية، فعند توبيخها وإخْبارها أن تحذر لأن قلبها في العالم، وهذا لخيرها، تبدأ في الضجر. وتقول هل تراني دائمًا هكذا، هل ستقول لي هذا كل مرة، فربما تظل هذه الشخصية بهذه الحالة سنوات عدة في نفس الوضع المحب للعالم. وبعض الأشخاص تقوم بمسح فيسبوك من الهاتف، وكأنها تقدم ذبيحة وتتصاعد النيران، ثم تعود لتحمّله. فيسبوك ليس خطية، استخدمه في الخدمة، لكن لا تدعه يستخدمك وتسحب فيه.
“٢٠ هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.”
هذا كلام خطير، أصبح الرب خارج الباب! فهو في وضع أبعد من الطبيعي. وأعلم أن هذه الآية استُخدِمَت في الكرازة للخطاة. لكن أصلها كُتبَت لشخص مؤمن، وصل لحالة أن الرب خارج قلبه، فيخبره يسوع أنا واقف وأطرق الباب. الروح القدس لا يقتحم أو يُلِح، هو يطرق الباب، وينتظرك لتفتح. فهذه الشخصية لا تريد تحمُّل المسؤولية، بل تريد إلقائها على الرب. فتجدها تقول: لِما الرب تركني؟ لِما لم يحدث لي هذا وذاك؟ لماذا لم أُرقَى في عملي؟
هو لا يضع مبادئ الكلمة في قلبه، ولا يريد أن يشتد روحيًا. ويعترض ويبدأ في الشكوى: لِما لا يفعل الرب كل شيء بنفسه؟ وهذه هي المشكلة التي شرحتها في “سلسلة المعجزات وكيف تنجح“. اعتقد الناس أن المعجزات هي مكافآت من الرب مقابل الصلاة. في حين أن المعجزات تنتج عن أفكار الرب التي تندمج بأفكارك، وتصير تفكر مثله، من خلال اعتناق الكلمة.
فتحدث المعجزة من داخلك لخارجك، وليس أنك تصلي فيُكافِئك الرب ويعطيك ما تريد. لا هو يعطيك طريقة تفكيره من الكلمة، وهذا إظهار لمحبته لك، أن يعطيك أسراره! فتفكر بطريقته تجاه الموقف، وتتحدث مثله فتغير الواقع. هنا يقول الرب أنا أريد أن أتعشى معك، أي أريدعلاقة معك…خالق الكون كله يريد علاقة معك!
▪︎ كن غيورًا:
الحل؛ كن غيورًا، واسمع الصوت، فهو في حالة من عدم سماع الصوت الإلهي، هذا كلام خطير، فمثلاً تجد الوعظة شغالة، والشخص يلعب في الهاتف، أو يفكر في أحوال العمل، أو ماذا سيفعل عندما يذهب للمنزل، أو يسرح ولا يعطي انتباهًا في قلبه للكلمة. إذًا أول خطوة الإصغاء، ثم يفتح الشخص قلبه يهدئ من الدوشة الداخلية والخارجية، ويوافق أن يأخذ الكلمة بجدية، ويبدأ في علاقة حية معه.
“٢١ مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ.”
كيف غلب يسوع؟ عن طريق أنه لم يسمح للروح القدس أن يكون خارج الباب. فيسوع مر بنفس ما نمر به، فهو كان مثلنا “فيما قد تألم مجربًا يقدر أن يعين المجربين” فَمر بمكائد، ومحاولات قتل، وخيانة، ومحاولات لاستفزازه، وعدم اقتناع أسرته به، لكنه رفض أن يخضع لهذا. هذه حرب! غلب يسوع لتغلب معه. وبالفعل نحن جالسون مع يسوع في السماوات. لكن هنا يتحدث عن حالة السيادة والتسلط في الملك الألفي.
لننظر بعض الآيات في عبرانيين، وأعلم الاضطراب حول من كتبها. لكن حسب بعض المخطوطات، فإن بولس كتبها من خلال برنابا. هذه الاستنارة القوية لبولس. سنرى الآيات الرئيسية:
▪︎ لنتمسك بإقرار الرجاء، لنلاحظ بعضنا، غير تاركين اجتماعنا:
” ٢٣ لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخًا، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ. ٢٤ وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، ٢٥ غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ”. (العبرانيين ١٠: ٢٣-٢٥).
أولاً “لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ” أي لنتمسك باعترافات إيماننا في الخروج من الضيقة؛ لأن من وعد هو أمين. لتكن كل كلماتك صحيحة، وتعلن خروجك من الضيقة. اعترافاتك هامة جدًا. تخيل لو شخص لم يتحدث بهذه الكلمات مُعرَّض أن يمُر بالضيقة! لذا اهتم جدًا بكلماتك في هذا الوقت.
مِن الهام أن تكون مُنضَمًا في كنيسة حية لتسننك، وتلاحظوا بعضكم بعضًا. أن تكون في مجموعة بيوت هذا غير كافٍ. يجب أن تكون في كنيسة حية، ثم مجموعات البيوت. وكلمة لِلتَّحْرِيضِ لها مسمع وإيحاء سلبي لدينا، ولكن هنا تعني شيئًا إيجابيًا، تعني ندفعه، نشجعه بمحبة ونحفزه.
“غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ” يُوجَد أناس لديها عادة الغياب وترك الكنيسة. ويروا من السهل عدم الانتظام والترك، لا تكن من أصحاب هذه الحالة المؤسفة، خاصة في هذا الوقت. لكن لنكن مُشجِّعين ومُحفِّزين بعضنا البعض، خاصة كلما علمنا أن الوقت قريب ليزداد حماسك.
ثانيًا “وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا” لفظ نلاحظ بمعنى نأخذ في الاعتبار الآخرين، مثلاً إنْ بدأ شخص يبعد عن الرب، لا تصمت، ابتدئ شجّعه كي يعود. وهذا لن يحدث إن كنت ستتابع التعليم من خلال الإنترنت، أو البيت أو عبر الفضائيات، أو حتى مجموعات البيوت. من الهام جدًا أن تنضبط في كنيسة، حتى إن كنت أنت من تُتلمِذ أشخاص.
ينبغي عليك أن تُتلمَذ وتأكل أنت ايضًا من جسد. حتى إن كنت مغتربًا، أشجعك ضع في قلبك أن تنضم في كنيسة وتكون جديًا في جسد. ستحتاج أنْ يسننك ويحرضك أحدًا. وكما ذكرنا كلمة تحريض هنا تأتي بمعنى ندفعه ونشجعه، أن نستفز فكره وليس نستفزه هو. مثلاً نخبره يسوع يحبك كثيرًا جدًا.
أو إنْ حدث أن شخصًا تضايق من أخوه في الكنيسة، تحرضه ليغفر وهذا ليس معناه أن الأمر انتهي، هناك نظام تصحيحي قضائي في الكنيسة، يوجد عدل في الكنيسة. هناك أشخاص تحتاج تشجيع، فتشجعوا بعض لتدرسوا الكلمة وتعملوا أعمالاً حسنة وتحذروا بعضكم. تخيل لو شخص وحده بلا كنيسة، هو في خطر! كما ذكرنا، لا تكن لك عادة ترك الكنيسة بل لتزيد من الأمور الروحية، وكلما ترون اليوم يقرب تحفزوا أكثر وأكثر.
ابتدئ أعلن إعلانات إيمان فيما يختص بموضوع الاختطاف، هذا حق من حقوقك في المسيح. ادرس عنه إن لم تدرسه بعد، ازرع الكلمة. كما سبق وشرحنا لن يحدث الاختطاف بالإجبار، ولكنه ليس شيئًا عسر الفهم. لو شخص قبل يسوع حديثًا ولم يدرس بعد، سيُخطَف على إيمان كنيسته أو من ربحه. ولكن لو شخص قبل المسيح من وقت، فعليه أن يدرس الأمر بنفسه، يوجد عليه شيء من المسؤولية، ليصنع معجزته بلسانه. الوعد الوحيد المُتبقي هو مجيء يسوع!
لنرى ما هي خلفية هذا الشاهد:
رسالة العبرانيين كُتِبَتْ إلى كهنة يهود، ثم قُرِئت للشعب العبراني. فهنا يتكلم بلغة هم يفهموها جيدًا، فهم أناس ذات عقلية كتابية تختلف عن الشعب. فالكهنة حافظو الشريعة جيدًا، وهم عبرانيون أي يهود. ويعرف هذا دارسي الكتاب المقدس، يمكنك مراجعة هذا ورائي. فبدأ يستعمل معهم كلمات تحذيرية إن لم يسلكوا بالروح، ورجعوا لنظام موسى والذبائح، فنتيجة أنهم داسوا ما فعله يسوع، سيدخلون الضيقة. لكن إن سلكوا مع الرب بطريقة صحيحة، سينجون منها.
كما بدأ يقتبس آيات من (تثنية ٣٢) دعنا نقرأ آخر أعداد في (عبرانيين ١٠) “فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِسًا، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟ (العبرانيين ١٠: ٢٩)” هنا يتحدث عن عبور سبع سنين الضيقة، فهي القضاء المُجهَّز لشعب إسرائيل والأمم.
“ نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ الانْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضًا: «الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ». (العبرانيين ١٠: ٣٠)” هذه كلمات قضائية. وهذا الكلام أعلنه موسى في أواخر أيامه، وهو ينتحب على شعب الله. وهذه ترنيمة هم يرنموها، هو الصخر الكامل صنيعه، وإن التويت يوجد قضاء. فكشف الرب لموسى في أواخر الأيام. ويكمل بولس “ ٣١ مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ! ٣٢ وَلكِنْ تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ السَّالِفَةَ الَّتِي فِيهَا بَعْدَمَا أُنِرْتُمْ صَبَرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ”. (العبرانيين ١٠: ٣١، ٣٢).
يخبرهم بولس؛ أبعدما قبلتم يسوع، وسلكتم في النور، وسلكتم في جهاد وتحملتم آلام كثيرة، كيف تدوسوا يسوع الآن؛ “ ٣٣ مِنْ جِهَةٍ مَشْهُورِينَ بِتَعْيِيرَاتٍ وَضِيقَاتٍ، وَمِنْ جِهَةٍ صَائِرِينَ شُرَكَاءَ الَّذِينَ تُصُرِّفَ فِيهِمْ هكَذَا. ٣٤ لأَنَّكُمْ رَثَيْتُمْ لِقُيُودِي أَيْضًا، وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ، عَالِمِينَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَنَّ لَكُمْ مَالاً أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِيًا.” (العبرانيين ١٠: ٣٣، ٣٤)؛ أي لأنكم نُسِبْتُمْ لبولس والمسيحية، شُهِّرَ بكم واُضطهِدتم.
“فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ.” (العبرانيين ١٠: ٣٥)، كنتم في الطريق السليم، لا تنحرفوا عنه الآن.
“ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ.” (العبرانيين ١٠: ٣٦)، تحتاج لتفعيل الصبر في حياتك، لاحِظ الموعد. ما هو الوعد المُتبَقي؟
“لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا «سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ.” (العبرانيين ١٠: ٣٧)، مجيء يسوع.
يكمل “أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرُّ بِهِ نَفْسِي”. (العبرانيين ١٠: ٣٨)، لتسلك باستقامة عليك بالإيمان، في الأصل تأتي؛ البار بالإيمان فبالإيمان يحيا، كلمة الإيمان متكررة مرتين.
“وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الارْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاقْتِنَاءِ النَّفْسِ.” (العبرانيين ١٠: ٣٩)، هنا لا يتحدث فقط عن هلاك المؤمن، ولكن أيضًا عن الضيقة ولهذا اقتبس من “حبقوق ٢“
“لِذلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «ذَبِيحَةً وَقُرْبَانًا لَمْ تُرِدْ، وَلكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَدًا.” (العبرانيين ١٠: ٥). لاحِظ لفظ “دخول” ذُكِرَ أيضًا في “وأيضاً مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ».” (العبرانيين ١: ٦). كان يلزم لدخول يسوع إلى عالمنا أن يكون له جسدٌ. وتحدثنا عن هذا في “سلسلة القيامة“.
“اَللَّذَانِ ظَهَرَا بِمَجْدٍ، وَتَكَلَّمَا عَنْ خُرُوجِهِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ.” (لوقا ٩: ٣١)، وهنا تحدث عن خروجه.
“٦ بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُسَرَّ. ٧ ثُمَّ قُلْتُ: هنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ.” (العبرانيين ١٠: ٦، ٧). مثلما ذكرت سابقًا، لا تحتاج لشخص يتنبأ لك، لكن لتعش النبوءات المكتوبة عنك في الكتاب.
” ٨إِذْ يَقُولُ آنِفًا: «إِنَّكَ ذَبِيحَةً وَقُرْبَانًا وَمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُرِدْ وَلاَ سُرِرْتَ بِهَا». الَّتِي تُقَدَّمُ حَسَبَ النَّامُوسِ. ٩ ثُمَّ قَالَ: «هنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.” (العبرانيين ١٠: ٨، ١٠،٩).
هنا يخبر الكهنة من يدركوا مفاهيم الذبائح جيدًا، أنه لا يجب تقديم ذبائح فيما بعد، ولا يجب السلوك بنظام موسى، وتجاهل ما فعله يسوع. أوقف النظام الأول وثبت الثاني واقتبس من (إرميا ٣١) “«هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَهُمْ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي قُلُوبِهِمْ وَأَكْتُبُهَا فِي أَذْهَانِهِمْ” (العبرانيين ١٠: ١٦).
إذًا المشكلة لم تكن في الناموس، ولكن لم تكن الطبيعة الإلهية فيهم.
“ ١٧ وَلَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». ١٨ وَإِنَّمَا حَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةٌ لِهذِهِ لاَ يَكُونُ بَعْدُ قُرْبَانٌ عَنِ الْخَطِيَّةِ.” (العبرانيين ١٠: ١٧، ١٨).
إذًا لا ينبغي تقديم ذبائح فيما بعد “فَبِهذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً. ١١ وَكُلُّ كَاهِنٍ يَقُومُ كُلَّ يَوْمٍ يَخْدِمُ وَيُقَدِّمُ مِرَارًا كَثِيرَةً تِلْكَ الذَّبَائِحَ عَيْنَهَا، الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ الْبَتَّةَ أَنْ تَنْزِعَ الْخَطِيَّةَ. ١٢ وَأَمَّا هذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ، ١٤ لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ. ١٥ وَيَشْهَدُ لَنَا الرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضًا. لأَنَّهُ بَعْدَمَا قَالَ سَابِقًا:…” (العبرانيين ١٠: ١٠-١٢، ١٤، ١٥).
” فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، ٢٠ طَرِيقًا كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثًا حَيًّا، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، ٢١ وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، ٢٢ لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ.” (العبرانيين ١٠: ١٩-٢٢).
▪︎ لنختم بهذه الآيات:
“١٧ وَالرُّوحُ وَالْعَرُوسُ يَقُولاَنِ: «تَعَالَ!». وَمَنْ يَسْمَعْ فَلْيَقُلْ: «تَعَالَ!». وَمَنْ يَعْطَشْ فَلْيَأْتِ. وَمَنْ يُرِدْ فَلْيَأْخُذْ مَاءَ حَيَاةٍ مَجَّانًا. ١٨ لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذَا، يَزِيدُ اللهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هذَا الْكِتَابِ. ١٩ وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ، يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ. ٢٠ يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهذَا: «نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ. ٢١ نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ.” (رؤيا ٢٢: ١٧-٢١).
سيأتي وقت سيكون آخر اجتماع لنا على الأرض، آخر مقابلة لك مع أناس أنت تعرفهم، تذكر إبراهيم وإسحاق ويعقوب يومًا ما كانوا تاريخ لم يُكتَب بعد، والآن هم أحداث تمت وانتهت. سيأتي وقت نكون فيه مع الرب يسوع، وسنكون أنهينا وقتنا على الأرض. انتبه لكلماتك، فهي ليست مجرد هواء خارجًا من فمك، لكن لو نظرت لها من عالم الروح، ستراها مليئة بالقوة، كتل نار، ولها تجسيم.
كل شيء على الأرض له تجسيم في عالم الروح. ضع هذا أمام عينيك؛ لسانك يجعلك تعيش ما لك في المسيح، تذكر؛ (العيار اللي ميصبش بينحس) لا تكن ممن تمر عليهم الكلمة مرور الكرام، لكن تجاوب معها، كن غيورًا حماسيًا، فكر في الرب، كن شغوفًا به، حب الرب بقلبك، لا تُسحَب في العالم، نعم تقدر أن تكمل بهذا الشغف.
ضع هذا الرجاء نصب عينيك: الرب قريب! لتضبط حساباتك جيدًا فلو كان هناك تفتيشٌ من مديرك في الشغل، ستكون صاحيًا ومنتبهًا. ولهذا طهر نفسك طوال الوقت، لا تتحرك بالإلحاح والدفع، بل اعشق الرب.
“هأنذا واقف وأقرع”… لتسمع صوته، وتفتح قلبك له. إن كان لديك تساؤلات، فاعلم أن لها إجابات في الكلمة. ما سيمر به العالم ليس بشيءٍ هينًا، كم العذابات الضخمة وحالات الوفاة العنيفة. ضيق لم ولن يكن مثله في التاريخ! رُسِمَ لنا أن نُحمَى من هذا. لسنا للغضب. لذا لتكن مُؤهَلاً، احترز لنفسك. يومًا ما، وهو قريب… سترى يسوع شخصيًا وجها لوجه! وتَلقى عينك عينيه ما أهيب وأروع هذا المشهد!
«نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ.
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download