لمشاهدة العظة علي الفيس بوك اضغط هنا
لسماع العظة علي الساوند كلاود أضغط هنا
لمشاهدة العظة علي اليوتيوب
(العظة مكتوبة)
المجد الحالي بالقيامة – الجزء 2
معاني للمجد
كيف تعمل مملكة الظلمة؟
لقطة أخرى في عالم الروح
انتصار يسوع على الهاوية
- معاني للمجد
المجد هو انحياز الله لينقذ الإنسان. وَلاَ تُحَابِ مَعَ الْمِسْكِينِ فِي دَعْوَاهُ (خروج 23: 3)، بمعنى؛ لا تمجد الشخص كونه فقيرًا لكن احكم بالعدل. يعني لفظ “تحابي” تمجد، تدافع عن، تنقذ، تترافع عن، ويعني مجد في اللغة العبرية. أول أمر فعله الله لكي يُمجِد الإنسان، إنه انحاز بحبه له وتعامل مع الخطية بأنه وقف في صف الإنسان لكي يمجده، ومن يقبل يسوع ينال هذا المجد، فالأعمال الحسنة التي يرانا بها الناس تشمل أيضًا المجد في كل نواحي الحياة. “لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ”(متى5: 16)
نرى تحقيق المجد بصورة ضخمة جدًا من يسوع في لحظات الصلب والقيامة، فالأمر ليس مشاعر بأن تُشفق على الرب يسوع لكنه مبادئ، والأصعب من الموت الجسدي الذي ذاقه الرب يسوع هو مملكة الظلمة التي أحاطت به. وسنرى من الشواهد الكتابية ارتباط القيامة بالمجد.
“فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ”(رو6: 4) ظهر مجد الله في القيامة حيث أقيم يسوع في مجد، بعدما اجتاز في أبشع شيء. إن كنت تمر بظروف صعبة تساوي قوة من الهاوية، يجب عليك أن تقف ضدها بنفس قوة قيامة يسوع. بدأ الموت بالنسبة ليسوع عندما كان في بستان جثسيماني، حيث كانت لديه أفكار ضغطة مِن الأرواح الشريرة، ولكنه انعزل واختلى بنفسه.
“٣٩وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضًا تَلاَمِيذُهُ. ٤٠وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: “صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ”. ٤١وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى٤٢قَائِلاً:”يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ”. ٤٣وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. ٤٤وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. ٤٥ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ. ٤٦فَقَالَ لَهُمْ: “لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ”.٤٧وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا جَمْعٌ، وَالَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، يَتَقَدَّمُهُمْ، فَدَنَا مِنْ يَسُوعَ لِيُقَبِّلَهُ.٤٨فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:”يَا يَهُوذَا، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟”٤٩فَلَمَّا رَأَى الَّذِينَ حَوْلَهُ ما يكون، قَالُوا: “يَارَبُّ، أَنَضْرِبُ بِالسَّيْفِ؟”٥٠وَضَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى.٥١فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ: “دَعُوا إِلَى هذَا!” وَلَمَسَ أُذْنَهُ وَأَبْرَأَهَا. ٥٢ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالشُّيُوخِ الْمُقْبِلِينَ عَلَيْهِ: “كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ! ٥٣إِذْ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْهَيْكَلِ لَمْ تَمُدُّوا عَلَيَّ الأَيَادِيَ. وَلكِنَّ هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ”
(لو22: 39 – 53)
“كَقَطَرَاتِ دَمٍ” كانت هذه الكلمة تُستخدم في هذا الوقت في حالة المصارعة، فعندما كان المصارع يهيئ نفسه للقتال، كان يصل لمرحلة أن تنزف فيها بعض الأوعية الدموية.
“وَلكِنَّ هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ” أوضح يسوع هنا أن هذه اللحظات ليست بشرية عادية فقط بل ورائها سلطان الظلمة، لذلك فالمجد الذي ظهر في قيامة الرب يسوع هو التعامل مع سلطان الظلمة الذي وراء هؤلاء الناس، فالأمر ليس مع دم ولحم.
“٣٥وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: “اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً”.٣٦ثُمَّ جَلَسُوا يَحْرُسُونَهُ هُنَاكَ.٣٧وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً: “هذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ”.٣٨حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ الْيَسَارِ.٣٩وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ٤٠قَائِلِينَ:”يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!”. ٤١وَكَذلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ الْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ قَالُوا: ٤٢”خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا! إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيب فَنُؤْمِنَ بِهِ! ٤٣قَدِ اتَّكَلَ عَلَى اللهِ، فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللهِ!”. (مت27: 35 – 43)
“إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ” كانت هذه أرواح شريرة تتكلم على ألسنتهم، فهم كانوا يريدون أن يتأكدوا هل هذا هو المسيا؟ فكانوا يستفزونه.
“قَدِ اتَّكَلَ عَلَى اللهِ، فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ أَرَادَهُ” تحققت كلمات هذه النبوة التي كانت في (مزمور22: 8)“اتَّكَلَ عَلَى الرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ، لِيُنْقِذْهُ لأَنَّهُ سُرَّ بِهِ“، كان الناس الذين يمرون تحت الصليب يقولون هذه الكلمات ويحققون النبوة دون أن يدروا.
“سُرَّ بِهِ” أي مسرور بهذه العلاقة.
“وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ، وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ. فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. فَامْلأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟ لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً، فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ، لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ.“(متى23: 29-35)
يقول يسوع للكتبة والفريسيين أنتم تعرفون كيف تهربون من دينونة الناس ولكنكم لا تهتمون بالهروب مِن جهنم،. الأنبياء؛ هم مَن يتكلمون تحت المسحة، والحكماء؛ هم الذين يبلورون الكلمات للناس، أما الكتبة؛ فهم الذين ينسخون الكتاب المقدس، وكانوا كلهم يعرفون الشريعة، لكن المشكلة تكمن في عدم الاستنارة وعدم حب الرب مِن القلب.
يقول شخص: “لا أدري لماذا أفعل ذلك الأمر؟!”، يحدث هذا لأنك لم تتأمل في الكلمة بكفاية فلم تُشحَن بها، لهذا يخفي الرب الأمر عن الذين يرون أنفسهم حكماء وينيره لمَن جعل نفسه طفلًا وخضع تحت الكلمة. “..لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ.“(متى11: 25). يعلمنا الروح القدس كيف نتحاشى الوقوع روحيًا، لكن قد يفاجأ الشخص بأنه يقع في أمر ما وذلك لأنه ليس في علاقة حية مع الروح القدس.
- كيف تعمل مملكة الظلمة؟
”هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. ٢٤اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ“(أع2: 23 – 24)
جاءت كلمة “أَوْجَاعَ الْمَوْتِ” هنا كما ذُكرَت في قصة لعازر والغني. ذاق يسوع أوجاع الموت مِن أجلنا، وهي ليست عذاب الجسد، لكنها عذاب الهاوية، لكنه لم يكن ممكنًا أن يُمسك من الموت، أي لا يمكن للموت يقبض على يسوع، ولا يمكنه أيضًا أن يقبض علينا بسبب ما عمله يسوع مِن أجلنا.
“وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ، إِذْ مَاتَ الَّذِي كُنَّا مُمْسَكِينَ فِيهِ، حَتَّى نَعْبُدَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعِتْقِ الْحَرْفِ”(رو7: 6)
“إِذْ مَاتَ الَّذِي كُنَّا مُمْسَكِينَ فِيهِ” يقصد هنا؛ الشد لأسفل وإحكام السيطرة، لا يمكن للموت أن يُمسِك يسوع فهو من سلم نفسه له، ونحن الآن مرتبطون بقوة قيامة يسوع، فلم يعد هناك ما يحبسنا أو يمسكنا أو يضغط علينا، بل قوة القيامة الآن فاعلة وعاملة في حياتنا، فننطلق إلى حياة روحية غير قابلة للهزيمة.
“السَّحَابُ يَضْمَحِلُّ وَيَزُولُ، هكَذَا الَّذِي يَنْزِلُ إِلَى الْهَاوِيَةِ لاَ يَصْعَدُ“(أيوب7: 9)
“الَّذِي يَنْزِلُ إِلَى الْهَاوِيَةِ لاَ يَصْعَدُ” هذا المكان يتم القيض على مَن ينزل فيه، لكن الرب يسوع نزل إليه وخرج بانتصار عظيم.
“اكْتَنَفَتْنِي حِبَالُ الْمَوْتِ. أَصَابَتْنِي شَدَائِدُ الْهَاوِيَةِ. كَابَدْتُ ضِيقًا وَحُزْنًا“(مز116: 3 )
انتشر تعليم منذ سنين أن الحزن شيء عادي، لكن هذه حبال الهاوية التي تحاول أن تربط نفسها بك. أي مشاعر سلبية تعتقد أنها عادية، مثل الحزن، المرارة، التذمر.. ورائها مملكة الظلمة.
“اِكْتَنَفَتْنِي حِبَالُ الْمَوْتِ، وَسُيُولُ الْهَلاَكِ أَفْزَعَتْنِي“(مز18: 4)
نزل يسوع إلى أكثر مكان ممتلئ بالحزن والعناء والشر وانتصر عليه. ظروفك والأحداث لها علاقة هل يعمل إبليس فيها أم لا. الهاوية لها باب وسوف يُغلق تمامًا عندما يُربَط إبليس ويُحكَم عليه، هذا ما هو مكتوب في سفر الرؤية أصحاح 19 و20 عند نهاية حرب هرمجدون، سينزل ملاك ويربط إبليس ويغلق باب الهاوية عليه، لكن إلى أن يحدث هذا، إبليس طليق.
“وَقَالَ: “دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ، فَاسْتَجَابَنِي. صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ، فَسَمِعْتَ صَوْتِي.” (يو2: 2)
يوجد فكر لدى اليهود أن أي شيء من مملكة الظلمة يعمل على الإنسان، هو منبعث من الهاوية، فنرى كل أمر على الأرض له نسخة أصلية وجغرافية شبيهة في عالم الروح.
“وَانْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ، وَحَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ.“(رؤ11: 19) يوجد لدى اليهود مفهوم عن هذه الأحداث الموجودة في سفر أيوب، وستحدث في سبع سنين الضيقة.
“أَدَخَلْتَ إِلَى خَزَائِنِ الثَّلْجِ، أَمْ أَبْصَرْتَ مَخَازِنَ الْبَرَدِ، الَّتِي أَبْقَيْتَهَا لِوَقْتِ الضَّرِّ، لِيَوْمِ الْقِتَالِ وَالْحَرْبِ؟“(أي38: 22 – 23)
“لِوَقْتِ الضَّرِّ” أي وقت الضيقة. إن قلنا إن يسوع لم ينزل إلى الهاوية فسيتبقى لك ملحق لأنه لم يرفع الهاوية عنك، فكيف تخلص مِن مديونية روحية بشيء جسدي فقط؟ هذا غير عادل. ليس المقصود بالهاوية هي القبر، بل هي الهاوية الفعلية.
“١إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي، عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي؟ ٢إِلهِي، فِي النَّهَارِ أَدْعُو فَلاَ تَسْتَجِيبُ، فِي اللَّيْلِ أَدْعُو فَلاَ هُدُوَّ لِي. ٣وَأَنْتَ الْقُدُّوسُ الْجَالِسُ بَيْنَ تَسْبِيحَاتِ إِسْرَائِيلَ. ٤عَلَيْكَ اتَّكَلَ آبَاؤُنَا. اتَّكَلُوا فَنَجَّيْتَهُمْ. ٥إِلَيْكَ صَرَخُوا فَنَجَوْا. عَلَيْكَ اتَّكَلُوا فَلَمْ يَخْزَوْا. ٦أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ. ٧كُلُّ الَّذِينَ يَرَوْنَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي. يَفْغَرُونَ الشِّفَاهَ، وَيُنْغِضُونَ الرَّأْسَ قَائِلِينَ: ٨”اتَّكَلَ عَلَى الرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ، لِيُنْقِذْهُ لأَنَّهُ سُرَّ بِهِ”. ٩لأَنَّكَ أَنْتَ جَذَبْتَنِي مِنَ الْبَطْنِ. جَعَلْتَنِي مُطْمَئِنًّا عَلَى ثَدْيَيْ أُمِّي. ١٠عَلَيْكَ أُلْقِيتُ مِنَ الرَّحِمِ. مِنْ بَطْنِ أُمِّي أَنْتَ إِلهِي. ١١لاَ تَتَبَاعَدْ عَنِّي، لأَنَّ الضِّيقَ قَرِيبٌ، لأَنَّهُ لاَ مُعِينَ. ١٢أَحَاطَتْ بِي ثِيرَانٌ كَثِيرَةٌ. أَقْوِيَاءُ بَاشَانَ اكْتَنَفَتْنِي. ١٣فَغَرُوا عَلَيَّ أَفْوَاهَهُمْ كَأَسَدٍ مُفْتَرِسٍ مُزَمْجِرٍ. ١٤كَالْمَاءِ انْسَكَبْتُ. انْفَصَلَتْ كُلُّ عِظَامِي. صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ. قَدْ ذَابَ فِي وَسَطِ أَمْعَائِي. ١٥يَبِسَتْ مِثْلَ شَقْفَةٍ قُوَّتِي، وَلَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي، وَإِلَى تُرَابِ الْمَوْتِ تَضَعُنِي. ١٦لأَنَّهُ قَدْ أَحَاطَتْ بِي كِلاَبٌ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ اكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. ١٧أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي، وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَرَّسُونَ فِيَّ. ١٨يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ. ١٩أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ، فَلاَ تَبْعُدْ. يَا قُوَّتِي، أَسْرِعْ إِلَى نُصْرَتِي. ٢٠أَنْقِذْ مِنَ السَّيْفِ نَفْسِي. مِنْ يَدِ الْكَلْبِ وَحِيدَتِي. ٢١خَلِّصْنِي مِنْ فَمِ الأَسَدِ، وَمِنْ قُرُونِ بَقَرِ الْوَحْشِ اسْتَجِبْ لِي. ٢٢أُخْبِرْ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي. فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ أُسَبِّحُكَ. ٢٣يَا خَائِفِي الرَّبِّ سحبوه! مَجِّدُوهُ يَا مَعْشَرَ ذُرِّيَّةِ يَعْقُوبَ، وَاخْشَوْهُ يَا زَرْعَ إِسْرَائِيلَ جَمِيعًا! ٢٤لأَنَّهُ لَمْ يَحْتَقِرْ وَلَمْ يُرْذِلْ مَسْكَنَةَ الْمَسْكِينِ، وَلَمْ يَحْجُبْ وَجْهَهُ عَنْهُ، بَلْ عِنْدَ صُرَاخِهِ إِلَيْهِ اسْتَمَعَ. ٢٥مِنْ قِبَلِكَ تَسْبِيحِي فِي الْجَمَاعَةِ الْعَظِيمَةِ. أُوفِي بِنُذُورِي قُدَّامَ خَائِفِيهِ. ٢٦يَأْكُلُ الْوُدَعَاءُ وَيَشْبَعُونَ. يُسَبِّحُ الرَّبَّ طَالِبُوهُ. تَحْيَا قُلُوبُكُمْ إِلَى الأَبَدِ. ٢٧تَذْكُرُ وَتَرْجعُ إِلَى الرَّبِّ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ. وَتَسْجُدُ قُدَّامَكَ كُلُّ قَبَائِلِ الأُمَمِ. ٢٨لأَنَّ لِلرَّبِّ الْمُلْكَ، وَهُوَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى الأُمَمِ. ٢٩أَكَلَ وَسَجَدَ كُلُّ سَمِينِي الأَرْضِ. قُدَّامَهُ يَجْثُو كُلُّ مَنْ يَنْحَدِرُ إِلَى التُّرَابِ وَمَنْ لَمْ يُحْيِ نَفْسَهُ. ٣٠الذُّرِّيَّةُ تَتَعَبَّدُ لَهُ. يُخَبَّرُ عَنِ الرَّبِّ الْجِيلُ الآتِي. ٣١يَأْتُونَ وَيُخْبِرُونَ بِبِرهِ شَعْبًا سَيُولَدُ بِأَنَّهُ قَدْ فَعَلَ.” (مز22: 1 – 31)
يتكلم هذا الشاهد عن يسوع في وقت الصلب عندما قال: “إلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي”، أي أين مساعدتك لي في هذا الوقت؟ وأين أنت مِن صوت التأوه الخارج مني؟ كنت أود أن لا تنقطع علاقتي بك. هذه هي لحظات الصليب حيث أمسكت مملكة الظلمة بالرب يسوع، وهو ترك نفسه لهم لفترة.
“فِي اللَّيْلِ أَدْعُو فَلاَ هُدُوَّ لِي” هذه هي ساعة الظلمة.
“٤عَلَيْكَ اتَّكَلَ آبَاؤُنَا. اتَّكَلُوا فَنَجَّيْتَهُمْ” أي سأُنقَذ أنا أيضًا.
“٦أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ” يراني الناس مثل الدودة.
“٩لأَنَّكَ أَنْتَ جَذَبْتَنِي مِنَ الْبَطْنِ. جَعَلْتَنِي مُطْمَئِنًّا عَلَى ثَدْيَيْ أُمِّي.“ نجد هنا الرب يسوع يتأمل.
“١٢أَحَاطَتْ بِي ثِيرَانٌ كَثِيرَةٌ” أحدث هذا في مملكة الظلمة هذه كائنات حقيقية في عالم الروح كما ذُكِر في سفر دانيال، وهي أرواح شريرة لها أشكال معينة، تجمعوا حول الرب يسوع قائلين: “أخيرًا وقعت في أيدينا”.
أَقْوِيَاءُ بَاشَانَ اكْتَنَفَتْنِي. هي كائنات بشعة، ويمكن أن تكون نيفيليم.
“١٤كَالْمَاءِ انْسَكَبْتُ” أي صرت بلا قوة.
“انْفَصَلَتْ كُلُّ عِظَامِي” حدث هذا فعليًا على الصليب.
“صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ“ حالة استسلام كامل.
“لَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي” أي جفاف في الحلق.
“١٦لأَنَّهُ قَدْ أَحَاطَتْ بِي كِلاَبٌ“ أرواح شريرة مِن نوع آخر.
“١٧أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي“ أي خرج عظمي مِن مكانه ويمكن عده.
“٢٠أَنْقِذْ مِنَ السَّيْفِ نَفْسِي. مِنْ يَدِ الْكَلْبِ وَحِيدَتِي“ الكلب هنا تعني الأمم وهو من أصدر أمر الصلب، أي بيلاطس.
“٢١خَلِّصْنِي مِنْ فَمِ الأَسَدِ” يُقصَد بالأسد هو إبليس، وقع يسوع بين يدي إبليس وهو أسد، لكنه أصبح كأسد بعد عمل يسوع.
“٢٢أُخْبِرْ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي” هذه هي النتيجة لما فعله يسوع.
“فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ أُسَبِّحُكَ“ أي إن الأمم سيدخلون.
“أُوفِي بِنُذُورِي قُدَّامَ خَائِفِيهِ“ أي أنا تعاملت مع عالم الروح لأجلكم. فبسبب السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب (عبرانيين12: 2)، كان الرب يسوع حافظًا للشريعة، ليس عن تدين، بل عن استنارة.
“٢٨لأَنَّ لِلرَّبِّ الْمُلْكَ” لم يعُد لإبليس سيادة، فقد هزم يسوع الموت لأجلنا.
“قُدَّامَهُ يَجْثُو كُلُّ مَنْ يَنْحَدِرُ إِلَى التُّرَابِ” أي العصاة الذين لم يقبلوا الرب.
“يُخَبَّرُ عَنِ الرَّبِّ الْجِيلُ الآتِي“ أحد الإثباتات عن الملك الألفي.
“وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ“. (2تيموثاوس1: 10) أي أخرج الحياة وعدم الموت إلى النور، أباح بها وكشف لنا السر، لهذا السبب كان اليهود يبحثون عن الحياة الإلهية، لأنهم كانوا عارفين أنها ستأتي مِن خلال المسيّا، فقال لهم الرب يسوع أن الطريقة هي أن تعيشوا الكلمة فتحيَوا، مما يعني أن الحياة موجودة في الكلمة.
“قَائِلاً:”أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ، وَأَيْضًا: «أَنَا أَكُونُ مُتَوَكِّلًا عَلَيْهِ». وَأَيْضًا: «هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمِ اللهُ». فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولئِكَ الَّذِينَ خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعًا كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ. لأَنَّهُ حَقًّا لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ. “.(عبرانيين2: 12-16)
“تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ” أي تحت عبودية الحواس الخمس، “لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ” لم يأتِ يسوع ليخلص الملائكة بل البشرفي العالم كله، لكن مَن سيستفيد بهذا الخلاص هو الذي يؤمن بيسوع.
- لقطة أخرى في عالم الروح
“يَقُومُ اللهُ. يَتَبَدَّدُ أَعْدَاؤُهُ وَيَهْرُبُ مُبْغِضُوهُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِهِ. ٢كَمَا يُذْرَى الدُّخَانُ تُذْرِيهِمْ. كَمَا يَذُوبُ الشَّمَعُ قُدَّامَ النَّارِ يَبِيدُ الأَشْرَارُ قُدَّامَ اللهِ. ٣وَالصِّدِّيقُونَ يَفْرَحُونَ. يَبْتَهِجُونَ أَمَامَ اللهِ وَيَطْفِرُونَ فَرَحًا. ٤غَنُّوا ِللهِ. رَنِّمُوا لاسْمِهِ. أَعِدُّوا طَرِيقًا لِلرَّاكِبِ فِي الْقِفَارِ بِاسْمِهِ يَاهْ، وَاهْتِفُوا أَمَامَهُ. ٥أَبُو الْيَتَامَى وَقَاضِي الأَرَامِلِ، اَللهُ فِي مَسْكِنِ قُدْسِهِ. ٦اَللهُ مُسْكِنُ الْمُتَوَحِّدِينَ فِي بَيْتٍ. مُخْرِجُ الأَسْرَى إِلَى فَلاَحٍ. إِنَّمَا الْمُتَمَرِّدُونَ يَسْكُنُونَ الرَّمْضَاءَ. ٧اَلَّلهُمَّ، عِنْدَ خُرُوجِكَ أَمَامَ شَعْبِكَ، عِنْدَ صُعُودِكَ فِي الْقَفْرِ. سِلاَهْ. ٨الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أَيْضًا قَطَرَتْ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ. سِينَا نَفْسُهُ مِنْ وَجْهِ اللهِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. ٩مَطَرًا غَزِيرًا نَضَحْتَ يَا اَللهُ. مِيرَاثُكَ وَهُوَ مُعْيٍ أَنْتَ أَصْلَحْتَهُ. ١٠قَطِيعُكَ سَكَنَ فِيهِ. هَيَّأْتَ بِجُودِكَ لِلْمَسَاكِينِ يَا اَللهُ. ١١الرَّبُّ يُعْطِي كَلِمَةً. الْمُبَشِّرَاتُ بِهَا جُنْدٌ كَثِيرٌ: “مُلُوكُ جُيُوشٍ يَهْرُبُونَ يَهْرُبُونَ، الْمُلاَزِمَةُ الْبَيْتَ تَقْسِمُ الْغَنَائِمَ. ١٣إِذَا اضْطَجَعْتُمْ بَيْنَ الْحَظَائِرِ فَأَجْنِحَةُ حَمَامَةٍ مُغَشَّاةٌ بِفِضَّةٍ وَرِيشُهَا بِصُفْرَةِ الذَّهَبِ”. ١٤عِنْدَمَا شَتَّتَ الْقَدِيرُ مُلُوكًا فِيهَا، أَثْلَجَتْ فِي صَلْمُونَ. ١٥جَبَلُ اللهِ، جَبَلُ بَاشَانَ. جَبَلُ أَسْنِمَةٍ، جَبَلُ بَاشَانَ. ١٦لِمَاذَا أَيَّتُهَا الْجِبَالُ الْمُسَنَّمَةُ تَرْصُدْنَ الْجَبَلَ الَّذِي اشْتَهَاهُ اللهُ لِسَكَنِهِ؟ بَلِ الرَّبُّ يَسْكُنُ فِيهِ إِلَى الأَبَدِ. ١٧مَرْكَبَاتُ اللهِ رِبْوَاتٌ، أُلُوفٌ مُكَرَّرَةٌ. الرَّبُّ فِيهَا. سِينَا فِي الْقُدْسِ. ١٨صَعِدْتَ إِلَى الْعَلاَءِ. سَبَيْتَ سَبْيًا. قَبِلْتَ عَطَايَا بَيْنَ النَّاسِ، وَأَيْضًا الْمُتَمَرِّدِينَ لِلسَّكَنِ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ. ١٩مُبَارَكٌ الرَّبُّ، يَوْمًا فَيَوْمًا يُحَمِّلُنَا إِلهُ خَلاَصِنَا. سِلاَه. ٢٠اَللهُ لَنَا إِلهُ خَلاَصٍ، وَعِنْدَ الرَّبِّ السَّيِّدِ لِلْمَوْتِ مَخَارِجُ. ٢١وَلكِنَّ اللهَ يَسْحَقُ رُؤُوسَ أَعْدَائِهِ، الْهَامَةَ الشَّعْرَاءَ لِلسَّالِكِ فِي ذُنُوبِهِ. ٢٢قَالَ الرَّبُّ: “مِنْ بَاشَانَ أُرْجعُ. أُرْجعُ مِنْ أَعْمَاقِ الْبَحْرِ، ٢٣لِكَيْ تَصْبغَ رِجْلَكَ بِالدَّمِ. أَلْسُنُ كِلاَبِكَ مِنَ الأَعْدَاءِ نَصِيبُهُمْ”. ٢٤رَأَوْا طُرُقَكَ يَا اَللهُ، طُرُقَ إِلهِي مَلِكِي فِي الْقُدْسِ. ٢٥مِنْ قُدَّامٍ الْمُغَنُّونَ. مِنْ وَرَاءٍ ضَارِبُو الأَوْتَارِ. فِي الْوَسَطِ فَتَيَاتٌ ضَارِبَاتُ الدُّفُوفِ. ٢٦فِي الْجَمَاعَاتِ بَارِكُوا اللهَ الرَّبَّ، أَيُّهَا الْخَارِجُونَ مِنْ عَيْنِ إِسْرَائِيلَ. ٢٧هُنَاكَ بِنْيَامِينُ الصَّغِيرُ مُتَسَلِّطُهُمْ، رُؤَسَاءُ يَهُوذَا جُلُّهُمْ، رُؤَسَاءُ زَبُولُونَ، رُؤَسَاءُ نَفْتَالِي. ٢٨قَدْ أَمَرَ إِلهُكَ بِعِزِّكَ. أَيِّدْ يَا اَللهُ هذَا الَّذِي فَعَلْتَهُ لَنَا.” (مزمور68: 1 – 28)
يذكر هذا المزمور طريقة تصرف الله مع البشر بداية من خروج شعب إسرائيل من مصر وكيف عبر بهم في البرية.
“٦اَللهُ مُسْكِنُ الْمُتَوَحِّدِينَ فِي بَيْتٍ” يقصد الذين وحدوا قلوبهم له ولم ينجرفوا مع الخطية في العالم.
“٨الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أَيْضًا قَطَرَتْ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ” خرج الله عبر العهد الإبراهيمي إلى البشرية.
“١١الرَّبُّ يُعْطِي كَلِمَةً. الْمُبَشِّرَاتُ بِهَا جُنْدٌ كَثِيرٌ” أعطى الرب كلمته، يقابلها أعمال الرسل 2 في يوم الخمسين.
“٢٨قَدْ أَمَرَ إِلهُكَ بِعِزِّكَ. أَيِّدْ يَا اَللهُ هذَا الَّذِي فَعَلْتَهُ لَنَا” صنع الرب يسوع هذا الانتصار وأمر بعزك، وصلى كاتب المزمور أن يُنفذ هذا الانتصار على أرض الواقع، ففكر الله لن يحدث مِن تلقاء نفسه لكن عليّ أن أصلي.
- انتصار يسوع على الهاوية
“٨لِذلِكَ يَقُولُ: “إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا. ٩وَأَمَّا أَنَّهُ “صَعِدَ”، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى“(أفسس4: 8 – 9)
صعد يسوع من الهاوية بعدما نزل إليها، لكنه هنا ذكر الصعود أولًا لأنه منتبه أكثر إلى حالة الروعة. لا يوجد إنسان يستطيع أن يصعد مِن الهاوية إلا إن كان إلهًا، كان إبليس مستحوذًا على هذه المنطقة، لكن يسوع ذهب إلى عقر دار إبليس وانتصر عليه، وسبى موتى العد القديم الذين كانوا مأسورين، لذلك ينبغي علينا أن نحيا حياة الصعود. “إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ، إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ“.(كولوسي2: 14-15)
تذكّر الملائكة حينما ذهبت لتأخذ نفس لعازر، هكذا أيضًا تمسك الأرواح الشريرة بنفوس الأشرار عند موتهم. نزل الرب يسوع إلى الهاوية في وسط الأرواح الشريرة في أبشع وأقذر مكان وانتصر على إبليس لنحيا نحن في موكب نصرته كل حين.
حينما تواجه أفكار ضُغطة فأنت تتعامل مع روح شرير قد يكون نفيليم موجود في الأرض متعطش للسكنى بداخل جسد إنسان، فهو يبحث عن ذهن يستمع إليه ويعشق التفكير في الخيانة والظلم لأنه يأكل مِن المسلسلات والأفلام، إلى أن يصل لمرحلة قبول الفكرة لأنه وضع تركيزه وتدرب فيها، وهو لا يعلم لماذا هو كثير الحزن أو البكاء أو كثير المرض، أو لماذا يعيش في حالة انكسار!! لكن حينما تأمره أن يغادر باسم يسوع، ستكون مثل داود حينما فعل ذلك مع جليات.
لم يكن جليات شخصًا له مقاييس بشرية عادية في طوله وضخامته، فهو مثل الأفلام المرعبة والشخصيات التي يلعب بها الأطفال في ألعاب الكمبيوتر، وهم لا يعلمون أنهم يتدربون على رؤية النفيليم بأشكالهم الشريرة، ثم نتسائل لماذا لا يستطيع الطفل أن ينام في هدوء، ولماذا تظهر له أشياء مرعبة؟!
كان الرب يسوع يرى الأرواح الشريرة التي وراء الناس وقت صلبه لأنها ساعة الظلمة. كان إبليس يدخل أفكار الكتبة والفريسين عن طريق الإقناع بناموس موسى إنه شيء جميل، لذلك كانوا يتحفزون داخليًا ضد الرب يسوع ويقولون عنه أن مثل هذا يُرجم، لأنه كيف يقول عن نفسه أنه المسيا، فانصب كل غضب الأرواح الشريرة عليه، وهاج الناس ضده.
أباد الرب يسوع هذا الموت وقوته التي كانت سارية في يوم الصلب وحتى الثلاث أيام، إلى أن وصل أن عظامة خرجت من مكانها دون أن تُكسَر. “عَلَى ظَهْرِي حَرَثَ الْحُرَّاثُ“(مزمور129: 3)، فقد نتفوا ذقنه وكان لديه آلام في الجلد وفي كل الجسد، لكن لم يكن هذا كافيًا حيث كان من اللازم أن ينزل للهاوية ويجرد الشياطين من رتبهم، فهو حمل آثامنا لنصير نحن بر الله.
“١٤وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. ١٥لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. ١٦لِهؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ. وَمَنْ هُوَ كُفْوءٌ لِهذِهِ الأُمُورِ؟ ١٧لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.” (2كورنثوس2: 14 – 17)
يوجد موكب انتصاري ليسوع، كيف تعرف إنك تسير فيه؟ بأن تنقاد لكلمته، فهذا الأمر لا يأتي بأن تصلي: “يا رب أنا أريد أن أسير في موكبك”، بل بالقيادة، فإن لم تكن تسمع صوته وكلمته لن تستطيع أن تسير في هذا الموكب، ففي بعض المرات يقول لك الروح القدس خذ هذا القرار الآن، وتفاجأ إنك أُنقذت من أمور ضخمة، ويقودك فيها بانتصار.
“رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ” كان مِن المعتاد في مشهد رجوع الملك ودخوله للمدينة، أن يلقي الشعب بالورود عليه، وكان الأسرى يسيرون خلفه، فالورود بالنسبة للجنود رائحة حياة، أما بالنسبة للأسرى فهي رائحة موت.
”١٥وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ. ١٦إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ.١٧إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.١٨وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، ١٩أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. ٢٠إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ. ٢١لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.” (2كورنثوس5: 15 – 21)
كان الإنسان يعيش في حالة مِن التعاسة لأنه يعيش لنفسه طوال الوقت، فأصبح شبيهًا بالحيوان ولا يستطيع أن يتحكم في جسده، لكن الكتاب يقول إننا لا نعرف أحد حسب الجسد الآن، لكننا نعرفه بأرواحنا، فمَن قبِلَ يسوع أصبح يستطيع أن يسيطر على حاله ولا يكون مُسيطَر عليه من الحواس الخمس.
“كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ” أي رسالة المصالحة، لهذا السبب نحن نسير في موكب يسوع الانتصاري……فهل أنت تسير في هذا الموكب؟؟
عندما يذهب الشخص للهاوية – بحسب الأعراف اليهودية- فهو يركع أمام إبليس، لكن الرب يسوع نزل لهذه المنطقة وذاق النار، لكن جرد الرياسات أي نفضهم من فوق أكتافه وانتصر، وشاهده الذين في حضن إبراهيم، فهم كانوا يعلمون أن من ينزل إلى هناك لا يستطيع الخروج، لأنهم رأوا ملوكًا ينزلون إلى هناك ويُربَطون، أما يسوع فلم يستطع أحد أن يربطه ويسيطر عليه، بل هو أخرج من كانوا مربوطين وسبى سبيًا والأموات صعد بهم، لذلك قام أناس من القبور ودخلوا المدينة، ثم اختفوا مرة أخرى لأن المدينة لن تحتملهم.
“إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ.” (كولوسي2: 15) أي عمل لهم موكب إشهار، وأخذهم مربوطين خلفه.دخل فيسوع إلى الهاوية وخرج بقوة ومعه كثيرين، هكذا أنت لديك نفس هذه القوة التي تستطيع أن تخرجك وآخرين معك، فليس لنا أن نعيش حياة ضعف نتيجة ما فعله يسوع.
فعل يوسف هذا الأمر حينما خرج وأخرج أسرته بالكامل، فرغم إنه دخل مصر منكس الرأس، لكنه خرج منها مرتفع الرأس. كذلك كل أبطال الكتاب المقدس لم يوجد أحد فيهم منكس الرأس، فهم غلبوا هنا على الأرض وليس عندما يذهبون للسماء. سيتم السيطرة الكاملة على الأرض في الملك الألفي، وسيكون فيها حالة تشريف لمن عُذِبوا في الأرض.
أنت لديك قوة القيامة لفرم أي أمر. مجدًا للرب.
_______
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download