القائمة إغلاق

المجد الحالي بالقيامة – الجزء 7 The Present Glory Through The Resurrection – Part

اجتماع الثلاثاء 24/5/2022

السليلة مكونه من 7 أجزاء 

 

  لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا    

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا   

لمشاهدة العظة على اليوتيوب

   

video
play-sharp-fill
 
video
play-sharp-fill
 
video
play-sharp-fill
 

 

(العظة مكتوبة) 

المجد الحالي بالقيامة – الجزء 7 

 

▪︎ المجد والطبيعة الإلهية.

▪︎ خدمة الموت وخدمة الروح.

▪︎ المجد والعطاء المادي.

▪︎ عبارة “أَرني مجدك” وماذا تُعنِي؟

▪︎ كيف تسلك في المجد الذي صرت فيه؟

▪︎ أربعة كؤوس.

 

المجد والطبيعة الإلهيَّة:

    يوجد رابِطٌ ما بين الطبيعة الإلهية التي صارت الآن في الإنسان وأنّ هذا المجد صار مُتاحًا للبشرية. إن كنت مُقتنِعًا إنه يوجد لدينا إنسانٌ عتيقٌ يُنتِج الخطية بداخلنا، فلن تستطيع استيعاب المجد الذي أصبحنا فيه، لأن هذا المجد مُرتبِطٌ جدًا بتغيير الروح الإنسانية. أي شيء مُرتبِط بالرب الآن صارت مركزيته في أرواحنا، لذلك فأي تشويه تجاه الروح الإنسانية؛ إنك ما زلت تحتوي الإنسان العتيق، سيحون نتيجته عدم ظهور المجد في حياتك.

   انتبه! إن كُنْت ما زلت مُقتنِعًا باحتياج الإنسان للتدخُّل الإلهي والمعونة والمساعدة، سيُصعِّب هذا الفِكْر عليك استقبالك للمجد والروعة اللذَيْن أصبحا بداخلك، لأنك لا تزال مُعتقِدًا بعدم وجود تغيير في الروح الإنسانية، بينما يُخبِرنا الكتاب؛ “عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ“. رومية 6:6.

    هناك مَن هم مُقتنِعون بأنّ الإنسان له حُكْم الموت، إن كان كذلك فعلاً، فكيف قام مع المسيح إذًا؟! إذ يقول الكتاب: “وَأَقَامَنَا مَعَهُ” أفسس 2: 6، كيف يقوم إنْ لم يَكُن قد مات. يتساءل المُقتنِعون بهذا الفِكْر: إذًا لماذا مازال الإنسان يُخطِئ؟! هذا لأنه يتدرَّب في البر، أُشجِّعك بدراسة موضوع “البرّ“. هناك رابِطٌ بين تغيير الروح الإنسانية والمجد الذي صار مُتاحًا للبشر.

تحقَّقَ المجد الذي كانت البشريَّة مُحتاجة له وتسعى إليه، “إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ رومية 3: 23، صار هذا المجد مُتاحًا الآن، هللويا.

“لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا” رومية 8: 29-30.

    تأتي ألفاظ “عَيَّنهم، دعاهم، بَرَّرَهم، مَجَّدهم” في صيغة الماضي لأنها تمَّتْ بالفِعْل. كان يلزم أن يتبرَّر الإنسان قبل أن يتمجَّد، فرُخصة المجد هي البر. يحاول إبليس إظهار الإنسان تعيسًا لأنه لن يستطيع إيقاف المجد الذي وَضَعه الله في الأرض، لهذا السبب يُحاوِل وَضْع غشاوة على أعين المُؤمِنين لكي لا يَروُون الطبيعة الإلهية التي بداخلهم، فبالتالي لا يتطلَّع الإنسان خيرًا في نفسه لأنه لا يستطيع أنْ يرى المجد الذي وَضَعه الرب في حياته. ليس المجد هو نورٌ أو هالةٌ مِن الضوء، بل هو يشمل الروعة والإحسان الإلهي وتدخُّل الله في الحياة وإظهار الطبيعة الإلهية. إن أظهرَ الله مجده الكامِل لن يستطيع الإنسان أن يحتمَّله.

    كان يجب أن يتبرَّر الإنسان قبل أنْ يتمجَّد، فالبرّ هو وجود طبيعة الله في الإنسان والقُدرة على فِعْل الصواب، فأنتَ كمولود مِن الله لديك القدرة لإنتاج الصواب. إن جاءت إليك أفكار إحباط أو انتقام أو أي أفكار سلبية، فهذا ليس أنت! يجب أن تدرس البر لتعرف أنّ هذا المجد لن يظهر تلقائيًا. للأسف يُطلِق الناس على بعض الأشياء التعيسة مجدًا؛ “الَّذِينَ إِلهُهُمْ بَطْنُهُمْ وَمَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ. فيلبي 3: 19، حيث يُمجِّد البعض أشياءً مُخزية ولا تستحق المجد!

▪︎ خدمة الموت وخدمة الروح:

“أَفَنَبْتَدِئُ نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا؟ أَمْ لَعَلَّنَا نَحْتَاجُ كَقَوْمٍ رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ إِلَيْكُمْ، أَوْ رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ مِنْكُمْ؟ أَنْتُمْ رِسَالَتُنَا، مَكْتُوبَةً فِي قُلُوبِنَا، مَعْرُوفَةً وَمَقْرُوءَةً مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ. ظَاهِرِينَ أَنَّكُمْ رِسَالَةُ الْمَسِيحِ، مَخْدُومَةً مِنَّا، مَكْتُوبَةً لاَ بِحِبْرٍ بَلْ بِرُوحِ اللهِ الْحَيِّ، لاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ بَلْ فِي أَلْوَاحِ قَلْبٍ لَحْمِيَّةٍ، وَلكِنْ لَنَا ثِقَةٌ مِثْلُ هذِهِ بِالْمَسِيحِ لَدَى اللهِ. لَيْسَ أَنَّنَا كُفَاةٌ مِنْ أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْتَكِرَ شَيْئًا كَأَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِنَا، بَلْ كِفَايَتُنَا مِنَ اللهِ، الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي ثُمَّ إِنْ كَانَتْ خِدْمَةُ الْمَوْتِ، الْمَنْقُوشَةُ بِأَحْرُفٍ فِي حِجَارَةٍ، قَدْ حَصَلَتْ فِي مَجْدٍ، حَتَّى لَمْ يَقْدِرْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى وَجْهِ مُوسَى لِسَبَبِ مَجْدِ وَجْهِهِ الزَّائِلِ، فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ بِالأَوْلَى خِدْمَةُ الرُّوحِ فِي مَجْدٍ؟ لأَنَّهُ إِنْ كَانَتْ خِدْمَةُ الدَّيْنُونَةِ مَجْدًا، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا تَزِيدُ خِدْمَةُ الْبِرِّ فِي مَجْدٍ! فَإِنَّ الْمُمَجَّدَ أَيْضًا لَمْ يُمَجَّدْ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ لِسَبَبِ الْمَجْدِ الْفَائِقِ، لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الزَّائِلُ فِي مَجْدٍ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا يَكُونُ الدَّائِمُ فِي مَجْدٍ! فَإِذْ لَنَا رَجَاءٌ مِثْلُ هذَا نَسْتَعْمِلُ مُجَاهَرَةً كَثِيرَةً. وَلَيْسَ كَمَا كَانَ مُوسَى يَضَعُ بُرْقُعًا عَلَى وَجْهِهِ لِكَيْ لاَ يَنْظُرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى نِهَايَةِ الزَّائِلِ. بَلْ أُغْلِظَتْ أَذْهَانُهُمْ، لأَنَّهُ حَتَّى الْيَوْمِ ذلِكَ الْبُرْقُعُ نَفْسُهُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْعَهْدِ الْعَتِيقِ بَاق غَيْرُ مُنْكَشِفٍ، الَّذِي يُبْطَلُ فِي الْمَسِيحِ. لكِنْ حَتَّى الْيَوْمِ، حِينَ يُقْرَأُ مُوسَى، الْبُرْقُعُ مَوْضُوعٌ عَلَى قَلْبِهِمْ.2 كورنثوس 3: 1-15.

    حينما نزلَ موسى مِن على الجبل ورأى الشعب يعبدون العجل الذهبي، كَسَّرَ لوحي الوصايا (وهذا يَرمُزُ إلى الرب يسوع في مجيئه الأول). كان غضب موسى مِن أحد أسباب عدم دخوله لأرض الموعد، وأيضًا لأنه تأثَّرَ بالشعب وانصاع لهم وسمحَ بإرسال جواسيس، بينما مِن المفترض ألَّا يتأثَّر القائِد بالشعب. حينما كسر موسى اللوحَيْن، فبحسب الأعراف اليهودية، انسحبَتْ الحروف التي نقشها الله بإصبعه. صعد موسى مرة أخرى بلوحين جديدين، وكتب عليهما الرب، وهما يرمزان لمجيء الرب الثاني.

    “لاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ بَلْ فِي أَلْوَاحِ قَلْبٍ لَحْمِيَّةٍ” أي أنَّ الله سيصنع عهدًا جديدًا وينقش الكلمات على قلوبنا قبل مجيئه الثاني، وهذا هو الميلاد الجديد.

   “كِفَايَتُنَا مِنَ اللهِ“: تُعني كفاءتنا مِن الله، فقد أصبحنا كفؤًا ولدينا الآن قدرة داخلية أن ننتصر على الظروف، مجدًا للرب.

    يُفسِّر البعض الكلمات الآتية: “لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي” قائلين: “إنّ الوعظ يقتل، أما حالة عدم وجود نظامٍ أو تعليمٍ هذا هو السلوك بالروح!” لكن ليس هذا هو معنى الآية، فهي تُعنِي أنّ الحروف التي نُقِشَتْ على الألواح الحجرية، هي التي نُقِشَتْ في قلوبنا، فالتعليم الكتابي كما هو، ونحن أنفسنا أصبحنا الكلمة، كما قيل في الشاهد السابق؛ “ظَاهِرِينَ أَنَّكُمْ رِسَالَةُ الْمَسِيحِ“.

    إنْ أظهرَ الرب المجد الإلهي، لن يحتمله الإنسان، لذلك كان موسى يلبس بُرقعًا في حضور الله، وكان الله يظهر له بدون مجد ليستطيع أن يحتمل. يتساءل البعض: ماذا عن جملة “أَرِني مجدك” وصلوات مثل: “سِرّْ بمجدك أمامنا”، وجُمل أخرى تُشبه ذلك؟ هذه الصلوات ليست مُتوافِقة معنا في العهد الجديد، فقد صارَ المجد بداخلك، بل قد صرت أنتَ نفسك تجسيدًا لهذا المجد.

   “فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ بِالأَوْلَى خِدْمَةُ الرُّوحِ فِي مَجْدٍ؟“، نَقَشَ الروح بداخلك المبادئ الكتابية ووضعَ المجد في روحك. لا تُعنِي خدمة الروح أنْ يسلُك الشخص بلا نظام، يخبرنا الكتاب أنّ الرب يسوع كان لديه عادات يتحرَّك طبقًا لها، يمكنك دراسة سلسلة عظات “كيف تخلق عادة” لمزيد مِن الاستفاضة.

  متى تشعُر بالرتابة؟ حينما لا تسلك بالروح. ليس العلاج هو إيقاف العادات الصحيحة، بل أنْ تفعلها بالروح، وإن شعرت بعدم شغف، لا تلتفت لمشاعرك بل اسلك بالروح، وببساطة ضعْ قلبك فيها فأنتَ لديك قدرة بداخلك لفِعْل ذلك.

   مِن المؤسف إنه لم يُعلِّمنا أحدٌ سابقًا أنْ نقول “لا” للجسد، ولا أنْ نقول “لا” لإبليس، بل كُنا نطلب مِن الرب أن ينتهر إبليس لنا، ونصلي أنْ يفتح الرب شهيتنا الروحية، بالرغم مِن إننا الآن كخليقة جديدة في المسيح صارَ لدينا كفاءة وقدرة لنفعل هذا.

   قابلت شخصًا ظلَّ مُنتظِرًا لمدة أربعين سنة حتى يجعله الرب يتكلَّم بألسنة، وحينما عَلِمَ أنّ الأمر بيده، نطقَ بألسنة ببساطة وانطلق فيها! أصبح هناك سهولة في الأمور الروحية، لذلك حدثَتْ مُجادلة بين تلاميذ يسوع وتلاميذ يوحنا المَعمدان بسبب هذا الأمر، فكان الذين يتبعون يسوع يسلكون بسياسة إنجاز وإنهاء للمواقف سريعًا.

   “إِنْ كَانَتْ خِدْمَةُ الدَّيْنُونَةِ مَجْدًا“؛ هذا معناه أنّ أي شيءٍ خارِج مِن الرب، حتى لو كان دينونةً، فهو مجيدٌ. يُظهِر الرب بعض الدرجات مِن المجد، لأنه إنْ أظهرَ كل مجده، لن يحتمله الإنسان، مثلما حدثَ مع يوحنا الذي كان يستند على صدر يسوع، لكن عندما ظهرَ له الرب يسوع بمجده في سفر الرؤيا، لم يحتمل مجده وانطرح على وجهه!

    يُخبِرنا الكتاب عن مجيء الرب قائلًا: “وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ“. متى 24: 30، فهو لم يُظهِر هذا المجد الكثير في مجيئه الأول. هذا المجد حارِقٌ للظروف مهما كانت شدتها، فهو يجعلك تتعامل مع المواقف كأسدٍ وتراها بصورة مختلفة عن البشر العادي لأنك أُعطيت قدرة عجيبة: “إِنْ كَانَتْ خِدْمَةُ الْمَوْتِ.. قَدْ حَصَلَتْ فِي مَجْدٍ.. فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ بِالأَوْلَى خِدْمَةُ الرُّوحِ فِي مَجْدٍ؟

    “فَإِنَّ الْمُمَجَّدَ أَيْضًا لَمْ يُمَجَّدْ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ لِسَبَبِ الْمَجْدِ الْفَائِقِ“؛ أي لا يُعتبَر مجد العهد القديم شيئًا مقابل ما يفوقه في الروعة والزهو في العهد الجديد، كما يظهر هذا المجد في السلوك، وهذا ما فَعَله الرب يسوع، فقد أظهرَ مجده في تحويل الماء إلى خمرٍ.

    “فَإِذْ لَنَا رَجَاءٌ مِثْلُ هذَا نَسْتَعْمِلُ مُجَاهَرَةً كَثِيرَةً؛ هذا المجد غير الزائِل وغير القابِل للفناء، هو ما يُولِّد بداخلك الرجاء ويُعطيك القدرة أنْ ترى المواقف والظروف تحت سيطرتك ويجعلك تتكلَّم وتتصرَّف بجرأة لأنك ترى ثِقْلَ مجدٍ. هذا ما كان يفعله بولس، فهو كان يبني كلامه وسلوكه ورجاءه على هذا المجد.

“الْبُرْقُعُ مَوْضُوعٌ عَلَى قَلْبِهِمْ“: هذا البرقع هو أرواح شريرة أعمَتْ أذهان غير المؤمنين.

“غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَ: «أَنَّ الَّذِي كَانَ يَضْطَهِدُنَا قَبْلًا، يُبَشِّرُ الآنَ بِالإِيمَانِ الَّذِي كَانَ قَبْلًا يُتْلِفُهُ». فَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ فِيَّغلاطية 1: 23-24.

      ذلك التغيير الذي حَدَثَ لشاول مِن شخص مُضطهِد إلى آخر مُؤمِن، جعلَ الناس يُمجِّدون الله. يَحدُث هذا مثلًا لشخصٍ عصبي فيتغيَّر إلى إنسانٍ هادئٍ، أو شخص كان فاشِلاً وفي حالة ارتباك، لكنه حينما يفهم الطبيعة الإلهية التي بداخله، يهدأ ويصير حادَّ التفكير ويستطيع أن يقرأ الموقف ويفهمه بصورة صحيحة، هذا هو المجد الذي يظهر على ذهن هذا الشخص. المجد هو تغيير الطبيعة الإنسانية وجعلها في حالة مِن الروعة!

▪︎ المجد والعطاء المادي:

 “وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ هُوَ مُنْتَخَبٌ أَيْضًا مِنَ الْكَنَائِسِ (لتوصيل التقدمة) رَفِيقًا لَنَا فِي السَّفَرِ، مَعَ هذِهِ النِّعْمَةِ الْمَخْدُومَةِ مِنَّا لِمَجْدِ ذَاتِ الرَّبِّ الْوَاحِدِ، وَلِنَشَاطِكُمْ.2 كورنثوس 8: 19.

    ذاك العطاء المادي الذي كان بولس يجمعه لكنيسة أورشليم، وأرسلَ أشخاصًا لتوصيله، كان مُؤثِّرًا لإظهار المجد، لأنه يُؤثِّر على حياة الناس حينما يرون المحبة ملموسة، إذًا المجد هو محبة ملموسة، وهو إظهار يدي الروح القدس في الموقف، لذلك لا تستهِنْ حينما تعطي تقدمة لملكوت الله، فهذا يُؤدِي للمجد.

    الاضطهادات عند مستوى معين هي مجد، فالثبات في وقت الاضطهادات يحمي نفوسًا أخرى، ونقصد هنا الاضطهاد مِن أجل الكلمة، وليس أن يكون الشخص مُخطِئًا في حياته أو في عمله. يقول بولس: “لِذلِكَ أَطْلُبُ أَنْ لاَ تَكِلُّوا فِي شَدَائِدِي لأَجْلِكُمُ الَّتِي هِيَ مَجْدُكُمْ أفسس 3: 13. كان بولس مُستمِرًا في الكرازة برغم الاضطهادات، وما نحن فيه الآن هو نتيجة أجداد أجدادنا الذين وقفوا بثبات دون أن يكلُّوا حتى يصل إلينا الآن الإنجيل بسهولة، وهذا هو مجدنا اليوم، فنحن نحتفل نتيجةً لثبات هؤلاء.

▪︎ عبارة “أَرْني مجدك” وماذا تُعْنِي؟

“قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اذْهَبِ اصْعَدْ مِنْ هُنَا أَنْتَ وَالشَّعْبُ الَّذِي أَصْعَدْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ قَائِلًا: لِنَسْلِكَ أُعْطِيهَا. وَأَنَا أُرْسِلُ أَمَامَكَ مَلاَكًا، وَأَطْرُدُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا. فَإِنِّي لاَ أَصْعَدُ فِي وَسَطِكَ لأَنَّكَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ، لِئَلاَّ أُفْنِيَكَ فِي الطَّرِيقِ. فَلَمَّا سَمِعَ الشَّعْبُ هذَا الْكَلاَمَ السُّوءَ نَاحُوا وَلَمْ يَضَعْ أَحَدٌ زِينَتَهُ عَلَيْهِ. وَكَانَ الرَّبُّ قَدْ قَالَ لِمُوسَى: قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ. إِنْ صَعِدْتُ لَحْظَةً وَاحِدَةً فِي وَسَطِكُمْ أَفْنَيْتُكُمْ. وَلكِنِ الآنَ اخْلَعْ زِينَتَكَ عَنْكَ فَأَعْلَمَ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ، فَنَزَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ زِينَتَهُمْ مِنْ جَبَلِ حُورِيبَ. وَأَخَذَ مُوسَى الْخَيْمَةَ وَنَصَبَهَا لَهُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ، بَعِيدًا عَنِ الْمَحَلَّةِ، وَدَعَاهَا «خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ». فَكَانَ كُلُّ مَنْ يَطْلُبُ الرَّبَّ يَخْرُجُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الَّتِي خَارِجَ الْمَحَلَّةِ وَكَانَ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِذَا خَرَجَ مُوسَى إِلَى الْخَيْمَةِ يَقُومُونَ وَيَقِفُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي بَابِ خَيْمَتِهِ وَيَنْظُرُونَ وَرَاءَ مُوسَى حَتَّى يَدْخُلَ الْخَيْمَةَ. وَكَانَ عَمُودُ السَّحَابِ إِذَا دَخَلَ مُوسَى الْخَيْمَةَ، يَنْزِلُ وَيَقِفُ عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ. وَيَتَكَلَّمُ الرَّبُّ مَعَ مُوسَى. فَيَرَى جَمِيعُ الشَّعْبِ عَمُودَ السَّحَابِ، وَاقِفًا عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ، وَيَقُومُ كُلُّ الشَّعْبِ وَيَسْجُدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي بَابِ خَيْمَتِهِ. وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهًا لِوَجْهٍ، كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ. وَإِذَا رَجَعَ مُوسَى إِلَى الْمَحَلَّةِ كَانَ خَادِمُهُ يَشُوعُ بْنُ نُونَ الْغُلاَمُ، لاَ يَبْرَحُ مِنْ دَاخِلِ الْخَيْمَةِ. وَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «انْظُرْ. أَنْتَ قَائِلٌ لِي: أَصْعِدْ هذَا الشَّعْبَ، وَأَنْتَ لَمْ تُعَرِّفْنِي مَنْ تُرْسِلُ مَعِي. وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: عَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ، وَوَجَدْتَ أَيْضًا نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ. فَالآنَ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَعَلِّمْنِي طَرِيقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ لِكَيْ أَجِدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ. وَانْظُرْ أَنَّ هذِهِ الأُمَّةَ شَعْبُكَ ».فَقَالَ: «وَجْهِي يَسِيرُ فَأُرِيحُكَ». فَقَالَ لَهُ: «إِنْ لَمْ يَسِرْ وَجْهُكَ فَلاَ تُصْعِدْنَا مِنْ ههُنَا، فَإِنَّهُ بِمَاذَا يُعْلَمُ أَنِّي وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَنَا وَشَعْبُكَ؟ أَلَيْسَ بِمَسِيرِكَ مَعَنَا؟ فَنَمْتَازَ أَنَا وَشَعْبُكَ عَنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ». فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هذَا الأَمْرُ أَيْضًا الَّذِي تَكَلَّمْتَ عَنْهُ أَفْعَلُهُ، لأَنَّكَ وَجَدْتَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ، وَعَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «أَرِنِي مَجْدَكَ» فَقَالَ: «أُجِيزُ كُلَّ جُودَتِي قُدَّامَكَ. وَأُنَادِي بِاسْمِ الرَّبِّ قُدَّامَكَ. وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ، وَأَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ». وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا عِنْدِي مَكَانٌ، فَتَقِفُ عَلَى الصَّخْرَةِ. وَيَكُونُ مَتَى اجْتَازَ مَجْدِي، أَنِّي أَضَعُكَ فِي نُقْرَةٍ مِنَ الصَّخْرَةِ، وَأَسْتُرُكَ بِيَدِي حَتَّى أَجْتَازَ. ثُمَّ أَرْفَعُ يَدِي فَتَنْظُرُ وَرَائِي، وَأَمَّا وَجْهِي فَلاَ يُرَى.خروج 33: 1-23.

    “لاَ أَصْعَدُ فِي وَسَطِكَ لأَنَّكَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ، لِئَلاَّ أُفْنِيَكَ”؛ أي إن حالتكم القلبيَّة تجعلكم لا تستطيعون استقبال هذا المجد. رَبَطَ الرب بين صلابة الرقبة وأنّ هذا المجد له عمل فناء، إذًا قلب الإنسان هو ما يُحدِّد أيَّ منحنى للمجد سيكون في حياته، أيفنيه أم يُمجِّده؟!

   “وَأَخَذَ مُوسَى الْخَيْمَةَ وَنَصَبَهَا لَهُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ، بَعِيدًا عَنِ الْمَحَلَّةِ وَدَعَاهَا «خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ»”؛ ليست هذه هي خيمة الاجتماع التي تُقدَّم فيها الذبائح والمذكورة في الإصحاح الأربعين، لكن هذه الخيمة هي للمُقابلة مع موسى فقط (بحسب المراجع).

   “وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهًا لِوَجْهٍ، كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ“؛ تُعنِي هذه العبارة أنّ الرب كان يتجسَّد فيراه موسى ويسمعه، لكن لم يَكُن هذا هو الرب يسوع، بل كان الروح القدس، كما تجسَّدَ أيضًا في قصة ابراهيم، فقد كان ملاك الرب الذي يظهر في العهد القديم هو الروح القُدس، لأن الرب يسوع لم يَكُن قد تجسَّدَ بعد.

   “كَانَ خَادِمُهُ يَشُوعُ بْنُ نُونَ الْغُلاَمُ، لاَ يَبْرَحُ مِنْ دَاخِلِ الْخَيْمَةِ“؛ وذلك تقديرًا وتوقيرًا للرب الذي ظَهَرَ في هذا المكان.

   “فَعَلِّمْنِي طَرِيقَكَ“؛ أي عرِّفني أعماقك، يُخبِرنا الكتاب أنّ موسى اختارَ أن يعرف طريقة الرب بعُمقٍ، أما بنو إسرائيل فعرفوا أفعاله فقط؛ “عَرَّفَ مُوسَى طُرُقَهُ، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ أَفْعَالَهُ” (مزمور 103: 7). عندما تقابلَ موسى مع الرب عند العُليِّقة لأول مرة لم يحتمل فوَضَعَ بُرقعًا على وجهه، لكنه بعد ذلك بدأ يتكلَّم مع الرب وجهًا لوجه، لأن الروح القدس كان يُعلِّمه ويُدرِّبه أنْ يستوعب هذا المجد الذي لم يحتمله الشعب.

    كان موسى في مستوى مجد أعلى مِن الشعب لذلك كان يتشفَّع مِن أجلهم، فالمجد هو حالة الاستنارة والفَهْم، لكن كم بالحري نحن الآن في العهد الجديد، إذ صار بداخلنا الروح القدس وطبيعة الله، هللويا.

   “وَجْهِي يَسِيرُ فَأُرِيحُكَ”؛ وجهي أي حضوري سيكون معك، وسيجعلك ذلك تسير في حالة راحة وتتعامل مع المواقف بصورة أعلى منها. بحسب الأعراف اليهودية؛ مجد البيت هو الأب، ومجد القبيلة هو رئيس القبيلة، أي إن مجد هذا المكان هو وجود هذا الشخص.

   “فَنَمْتَازَ أَنَا وَشَعْبُكَ عَنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ“؛ حضور الله فيك هو ما يجعلك مُتميِّزًا في أي مكان تتواجد فيه وفي اختياراتك أيضًا. يريد الروح القدس أن يُظهِر مجده على كل شيء في حياتك.

“أَرِنِي مَجْدَكَ” أي أريد أن أرى كامل استعلانك وأعرفك بعُمقٍ أكبر.

 “أُنَادِي بِاسْمِ الرَّبِّ قُدَّامَكَ“؛ أي سأُعْلِنُ لك ذاتي وتستنير أكثر في فَهْم شخصيتي، وسأوضح لك كيف أقرأ المواقف، ومتى أتراءف وأرحم، ومتى أكون صارِمًا في المواقف.

   “لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ“؛ أي لا تستطيع أن تراني بكامل مجدي وإلا ستحترق.

“فَتَنْظُرُ وَرَائِي” أي سترى نتيجة المجد.

    إنْ كنت تريد أن ترى المجد ظاهِرًا في حياتك، فأولُ شيءٍ هو عليك إصلاح حالتك القلبيَّة، فبرغم إنك مولودٌ مِن الله لكن ربما يكون لديك حالة مِن العصبية وعدم القبول للناس في بعض المواقف. تذكَّرْ أنّ شعب إسرائيل -نتيجة لقلبهم- لم يذوقوا المجد الذي ذاقه موسى وخادِمه الذي لم يُفارِق الخيمة حيث حضور الله.

   يحكي رجل الله كينيث هيجين إنه عند دخول السيدة التي تُساعِده إلى مكتبه لتنظيفه، لم تحتمل وجود المنشفة الخاصة به ووقعت تحت المسحة -أي قوة الله- لمدة ساعات، وعندما حكت هذه القصة لزميلتها، قالت لها: سأدخل ولكن سأضع في قلبي ألَّا أستقبلُ شيئًا، لكنها أيضًا وقعَتْ تحت المسحة، وعندما حكت هذا الأمر لرجل الله، أخبرها أنّ قلبها كان بالتأكيد جائِعًا للرب، لذلك استقبلَتْ مِنه، هكذا ليَكُن قلبك شرهًا للكلمة ومعرفة الرب بصورة أعمق.

   عندما سألَ موسى الرب أنْ يُريه مجده، لم يَكُن يريد أن يرى نورًا أو هالةً سماويةً، بل كان يريد أن يعرف الرب بعُمقٍ، واستجابَ الرب بأنْ قال له: سأجتاز بجودي وأعرِّفَك شخصيتي وكيف أقيس الناس ومتى أتراءف عليهم. يتلخَّص هذا الأمر أنّ موسى أرادَ أن يعرف مبادئ الكلمة، فالنور والسماء موجودان في الكلمة. يشمل المجد كل الظروف والزوايا في حياتك كقلبك وفِكْرك وجسدك.

▪︎ كيف تسلك في المجد الذي صرت فيه؟

  • أنْ تأخذ حقًا كتابيًا يجعل شخصيتك تتشكَّل

“وَكَانَ لَمَّا صَوَّتَ الْمُبَوِّقُونَ وَالْمُغَنُّونَ كَوَاحِدٍ صَوْتًا وَاحِدًا لِتَسْبِيحِ الرَّبِّ وَحَمْدِهِ، وَرَفَعُوا صَوْتًا بِالأَبْوَاقِ وَالصُّنُوجِ وَآلاَتِ الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ: «لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ». أَنَّ البَيْتَ، بَيْتَ الرَّبِّ، امْتَلأَ سَحَابًا. وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ أَنْ يَقِفُوا لِلْخِدْمَةِ بِسَبَبِ السَّحَابِ، لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ مَلأَ بَيْتَ اللهِ.” (2 أخبار الأيام 5: 13.

    ملأ حضور الله المكان عند اكتمال البناء وافتتاحه، لذلك فأول شيء لكي تسلك في المجد أن تأخذ حقًا كتابيًا يجعل شخصيتك تتشكَّل وتكتمل فتفهم مبادئ صحيحة في الكلمة. كلما ترى الظروف طِبقًا لمبادئ الكلمة، يظهر المجد في مواقف حياتك. إنْ كُنت تطلب فقط أن يصلي لك أحدٌ، ولم تضع قلبك في الكلمة ومبادئ الرب، لن ترى المجد يَحدُث في حياتك.

   يأتي المجد نتيجة امتلاء الفِكْر بالكلمة ناحية موقف مُعين، لكنك ربما ما زلت تكتشف فِكْر الله في مواقف أخرى. يُعلِّمنا الرب فِكْره لكي نختار نحن، وليس لكي يختار هو لنا. يضع الرب مبادئه بداخلك، فتبدأ في اكتشاف كيف تُصلي وتمارس إيمانك وكيف ترى المواقف، وهذا ما فَعَله موسى حينما طلبَ مِن الرب أنْ يَعرفه ويفهم طُرقه بمستوى أعلى مِن الإدراك والاستنارة.

  • تحتاج أن تُفكِّر طِبقًا للكلمة:

    هناك مَن يعرف فِكْر الرب لكنه لا يسلك بهذه المعرفة تجاه ظروف الحياة، لذلك أنت تحتاج أن تصنع عادة فكرية؛ أن ترى صورة بذهنك وتفرضها على الموقف.

يقول الكتاب: “وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ. ٢ كورنثوس 3: 18.

   تُخبِرنا هذه الآية أنْ نُثبِّت صورةً في أذهاننا، وهو ما يُحاوِل العالَم أن يُقلِّده، لكن في الحقيقة قد سَبَقَ الكتاب وأنبأنا عن هذا الأمر منذ العهد القديم؛ “لأَنَّهُ كَمَا شَعَرَ فِي نَفْسِهِ هكَذَا هُوَ أمثال 23: 7، أي إنك ستُصبِح الصورة التي تُفكِّر فيها. إنْ بدأت تفرض صورةً مختلفةً، سيتضايق ذهنك في البداية لأنك لم تُعطِه ما تعوَّدَ عليه مِن بيانات واقعية، فأنتَ الآن تُعطيه بيانات الكلمة والتي هي في نظره خياليَّة.

    أكبر تدريب لذهنك في هذا الأمر هو الصلاة بألسنة، ففيها يكون ذهنك غير فاهِم لأنه لا يسلُك طبقًا للحواس الخمس، رغم إنك في كامِل وعيك لكنك في هذا الوقت تجعل قائدًا آخر لجسدك -أي الروح القدس- فتبدأ في صلاة لا يفهمها عقلك، ففي هذا الوقت تتدرَّب على استعمال ذهنك دون أن يستعملك. إنْ كانت شهيَّتك مُغلَقة عن دراسة الكلمة أو كنت لا تستطيع أن تتعامل مع مبادئ الكلمة بجدية، صلِّ بألسنة واستخدمْ لسانك في قول عكس ما تشعُر به قائلاً: “لدي شهية للكلمة، ما أشعرُ به غير حقيقي”.

    تدرَّبْ أن تُقاوِم مشاعرك وجسدك. ليس الجسد مشكلة أو خطية، فالرب يسوع كان لديه جسدٌ لكنه كان مُسيطِرًا عليه. عندما يتعلَّم الشخص قيادة السيارة تجده في البداية يتمسَّك بعجلة القيادة بشدة وقوة وكأن حياته مُرتبِطة به، لكن حقيقة الأمر إنه يريد توجيه السيارة وقياس المسافات بطريقة صحيحة، وبعد أن يتدرَّب يعمل ذلك بطريقة سَلِسة، فليست المشكلة في عجلة القيادة ولا في الزحام، لكنه كان يتدرَّب.

   عندما تتعامل مع المواقف بمقاومة للجسد، سيتضايق ذهنك لأنه غير مُعتاد على ذلك، لكنها مسألة وقت وتدريب حتى تتعوَّد. يرتبط هذا الأمر بأنْ لا تُصدِّق الجسد وأنْ تسلُك بإيمان. ستجد جسدك يُقاوِمك في البداية لأنه كان القائِد، لكن في هذه الحالة استخدم لسانك حيث سيكون مثل الخُطاف الذي يرميه مُتسلِّق الجبال للأمام حتى يستطيع تسلُّق الحبل، هكذا بكلماتك أنت ترمي أمامك ما تريد أن تراه، لكن ابدأ أولاً في التفكير بحسب الكلمة ثم تكلَّمها.

   فَعَلَ الابن الضال هذا الأمر حينما رجعَ إلى نفسه، فهو لم يَكُن واعيًّا لما عمله لأنه كان مَسحوبًا: “فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي..” لوقا 15: 17-18، بدأَ هذا الابن في عمليَّة فكريَّة، وهذا ما يجب أنْ تعمله، لذلك ادرسْ الكلمة الآن قبل أنْ تُفاجِئك ظروف الحياة دون أن يكون لديك رصيدٌ مِن الكلمة فتنهزم مِن الأمور التي كان مُفترَضًا أنْ تكون مُنتصِرًا فيها.

    “اَلْحُكَمَاءُ يَذْخَرُونَ مَعْرِفَةً أمثال 10: 14، يُخزِّن الشخص الحكيم معرفة، فهو يرى استباقيًا أنّ الحياة روحية، وهو لا يحتاج أنْ يسلُك فيها بالجسد بل بالروح عن طريق فَهْم المبادئ الكتابية. فَعَلَ موسى هذا الأمر بأنْ طلبَ معرفة وأنْ يكشف له الرب ذاته ويُعرِّفه أعماقه، وأعطاه الرب بالفِعْل ما طَلَبه.

  • تحتاج أنْ تكون بنفس واحدة مع إخوتك في الجسد:

“وَكَانَ لَمَّا صَوَّتَ الْمُبَوِّقُونَ وَالْمُغَنُّونَ كَوَاحِدٍ صَوْتًا وَاحِدًا لِتَسْبِيحِ الرَّبِّ وَحَمْدِهِ، وَرَفَعُوا صَوْتًا بِالأَبْوَاقِ وَالصُّنُوجِ وَآلاَتِ الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ: «لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ». أَنَّ البَيْتَ، بَيْتَ الرَّبِّ، امْتَلأَ سَحَابًا(2 أخبار الأيام 5: 13.

   يجب أنْ تفهم قيمة الكنيسة في الأرض، فسيأتي الرب يسوع ليَأخُذ كنيسةً وليس أفرادًا. إنَّه أمرٌ أساسيٌّ أنْ تكون بداخل كنيسة (جسد)، أي مجموعة أشخاص مُتَّحدين.

“فَلَمَّا سَمِعُوا، رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتًا إِلَى اللهِوَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِأعمال 4: 24، 31، “وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ” أعمال 5: 12، لاحظْ ما قاله الكتاب إنَّه جَرَتْ الآيات على أيدي الرسل وليس على يدي الرب، إذًا يرتبط الأمر بالوحدانية واتّحاد الشخص مع جسد، وهذا ما يَحدُث أيضًا في المجموعات البيتيَّة لدراسة الكلمة.

  • العبادة:

    تُعَدّ العبادة مِن أكثر الأمور التي تُعلِن روعة الرب. لا تتشتًّتْ أو تسرح في وقت التسبيح والصلاة حتى تقدر أنْ ترى المجد في حياتك، لا تكُنْ شخصًا غيرَ مُتجاوِبٍ مع الكلمة.

   أخبرنا رجل الله الراعي كريس إنه يوجد ثلاثة أنواع مِن البشر؛ أولادًا لله، وأولادًا لإبليس (مثل يهوذا الإسخريوطي)، أمَّا النوع الثالث هو حالة وسط ما بين الاثنين وهي تجعل المولود مِن الله يهلك، وهم أبناء الجسد الذين ينتبهون للأفلام العالميَّة والأخبار والثقافة العالميَّة، وهو لا يَعْلَّم إنَّه ينتقل مِن ابنٍ لله إلى ابنٍ لإبليس. إنْ كُنْتَ تفعل ذلك فلا تتوقَّعْ أنْ ترى المجد ظاهِرًا في حياتك مع إنَّه ساكِنٌ بداخلك، كالأسد الصامت الذي لا يُزمجِر.

    يرتبط الأمر بتجاوُبك. ظلَّ الرب يسوع يُنذِر يهوذا الإسخريوطي لآخِر وقتٍ، لكنه كان في حالة مِن التجاهُل، فمثلًا عندما قالَ الرب إنّ الذي سيخونه سيغمس اللقمة معه في الصحفة، تجاهل هذا القول، فدَخَلَه الشيطان وتملَّكه تمامًا وسَكَنَ جسده ثم قَتَله. كم هو خطير أنْ تجعل أعذارًا في حياتك بأنَّك لا تجد وقتًا، في حين إنك إذا مَرَضْتَ ستجد وقتًا لتذهب إلى الطبيب.

   إنْ كُنْتَ جائِعًا لمستوى أعلى، لابد أنْ تزرع لكي تحصُد، فقانون الزرع والحصاد موجودٌ منذ بداية الخليقة، كما يوجد مَن يحاربونه تحت مُسمَّى النعمة، وبالطبع هذا المفهوم خاطئٌ. الحقيقة إنَّه بسبب النعمة سينمو زرعك بسرعة وقوة لأنك وَضَعْت قلبك في الكلمة.

    حين تفعل ذلك، ستجد الروح القدس يُعينك ويُعلِّمك ويُنضِّجك، فتكون في حالة اشتعال ويُرَى المجد على حياتك. يُرَى المجد في صورة الهدوء النفسي أو النوم بسلام، هذا الذي يبتغيه الناس ويأخذون أدوية ليتمكَّنوا مِن الحصول عليه. ستَحدُث حالة مِن الهدوء والاستقرار في حياتك نتيجةً لسلوكك بالمجد الإلهي.

  • إطلاق صوتك في اعترافات الإيمان والصلاة بألسنة:

    اعلِنْ بلسانك أي شيء سليم كتابيًّا تريده أنْ يَحدُث في حياتك. يسبق حدوث أي شيء أنْ تتكلَّم به. لا تنسَّ أنَّ الرب تكلَّمَ لكي يخلق. حينما تضبط ذهنك ولسانك، فأنتَ تفرض صورة في ذهنك وتتكلَّم بها بقوة الكلمة المنطوقة، فتَحدُث. ليس الأمر هو كلماتك فقط، بل لابد أنْ ترى الصورة في ذهنك لكي يَحدُث الأمر.

   “وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. تكوين 1: 2، يُخبِرنا الكتاب أنَّ هذا الكوكب كان مُظلِمًا نتيجةً لسقوط إبليس في الدهور السابِقة لخَلْق الإنسان، ولكي يُعيِد الروح القدس خلقه مرة أخرى، كان يهيمن ويسيطر عليه. إذ وَرَدَ هذا المعنى في لفظ: “يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ” أي كان يستحوِّذ على الأمر ويرى الصورة قبل أن تَحدُث.

    إنْ امتلكْتَ الأمر في روحك، فقد حَدَثَ على أرض الواقِع وانتهَتْ المعركة هنا. عندما يزرع الفلاح بذرةً فهو يرى الأمر ويعلَّم في داخله ماذل ستكون. تأتي هذه الرُؤَى الداخلية نتيجة يدي الروح القدس في أذهان الناس، فكل ما نراه مِن المُخترَعات الحديثة المُفيدة هو نتيجةً لِمَّا وَضَعَه الله مِن ذكاء في أذهان الناس، لكن هذه الأذهان يُمكِن أنْ تظلم إنْ لم يعطِ الإنسان تقديرًا للروح القدس؛ “لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ” رومية 1: 21-22.

   ليَكُنْ لديك اعترافات سليمة، فما تتكلَّم عنه أنت تُمجِّده، لذلك كلما تتكلَّم عَمَّا يفعله إبليس في حياتك فأنت تُمجِّده؛ “مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِيوحنا 7: 18.

   كُلما تتكلَّم عن الظروف وما يَحدُث فيها، أنتَ بذلك تُمجِّده، فيَظهر إبليس في حياتك بصورة أكبر، لذلك اسألْ نفسك في كل مرة قبل أنْ تتكلَّم: “لماذا أريد أنْ أتحدًّث الآن؟”، فإنْ كانت هناك ضرورة، يُمكِنك أنْ تحكي ولكن بصورة كتابية، فمثلًا؛ لا تَقُلْ إنَّ هناك غلاء في الأسعار، بل قُلْ: “حتى إنْ كان هناك زيادة، فنحن سنزيد فوقها”.

   انظرْ لظروف الحياة بنظرة؛ “الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي(1 صموئيل 17: 46، فأنتَ قادِرٌ عليها. إنْ كُنْتَ تُتابِع الأخبار الاقتصادية بكثافة، ستمتلئ مِن أفكار الخوف والضُغْطة، وستتكلَّم بما أنت مُمتلئٌ مِنه. أُشجِّعك بدراسة سلسِلة “الملء الروحي“. لابد أنْ تُديِر أنتَ أفكارك وتمتنع عن كل ما لا يُغذِي روحك، يُحثّنا الكتاب على ذلك في (1 تسالونيكي4). لا تتعامل مع الأمر بتتفيه، فَمَا يترسَّب في القلب، ستتكلَّم به، حيث يقول الكتاب: “مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَم.متى 12: 34.

   درسنا سابقًا في عظات “شركة الروح القدس“، أنَّ الروح القدس هو شخصٌ وليس مجردَ تأثيرٍ أو دخانٍ أو سحابٍ. يُخبِرنا الكتاب عن طريقة نزول الروح القدس على الرب يسوع كان كَمِثْل نزول الحمامة بهدوءٍ، ولم يَكُن هو فعلًا حمامةً: “وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ لوقا 3: 22، يُقصَد بالهيئة الجسميَّة وجود يدين ورجلين ورأس، فهو شخصٌ له صورة إنسان، فنحن على صورته.

“وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ. اُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا. كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ، لكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيِ للهِ1 كورنثوس 6: 17-20.

   المجد الإلهي هو ألَّا تحيا لنفسك، فلا تتضايق مِن أي شخصٍ حتى لو تعاملَ معك بصورة غير لائِقة، لأنك إنْ تضايقت ستعيش حياة تعيسة. “فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ” أي أخْرِجوا المجد الذي أصبح موجودًا في أرواحكم.

“أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟ أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ؟ حَاشَا!1 كورنثوس 6: 15.

    لقد صارت أعضائي هي أعضاء يسوع، وعندما أضع يدي على أي شيء فالمجد يلمسه ويُرَى عليه. إنْ ضَبطْتَ ذهنك ولسانك لفترة كافية، فسيجعل الرب القوة تظهر في حياتك بصورة أكبر، ويبدأ تفكيرك في أنْ يفرض ما تقوله الكلمة على واقعك ويُغيِّر فيه بكلمات قليلة مِنك لأنك مشحونٌ ومُدرِكٌ للكلمة.

    يجب أنْ تُفكِّر في المُستقبَل بصورة عامة بمجد، وبصورة خاصة في الظروف التي تَعبُر فيها. تعلّمْ أنْ تكون استباقيًّا، أي تتعامل مع الأمر قبل أنْ يُفكِّر فيه إبليس، وهذا مِثْل سياسة الأرض المَحروقة؛ فعندما تقوم حرائِق مِن الصعب السيطرة عليها، تقوم قوات المطافئ بحرق شريط مِن الأرض يبعُد عنها ببعض الكيلومترات، فإذا لاقاها الحريق ينطفئ.

    ليس مِن الضروري أن تُعانِي مِن أمراض أو أي ضيقات حتى تُفكِّر في هذا الأمر. لا تتركْ ذهنك وأفكارك بدون قيادة مِن روحك، فأنتَ لديك هذه القدرة الإلهية. تذكَّرْ جيدًا أننا لا نسلُك بالمشاعر، لتستخدمْ لسانك. إنْ كُنْتَ تذهب إلى عملك مثلًا فأنت تصحو مُبكِرًا وتتحرَّك بنشاطٍ، أنت تستطيع دائمًا أنْ تُحفِّز نفسك لأمور حياتك، فلماذا لا تُحفِّز نفسك للرب؟!

    إنْ كُنت ناجِحًا هنا على الأرض فهذا مجدٌ، لكن تُرَى هل هو قائِمٌ على مبادئ بشريَّة أم إلهيَّة. يوجد مجدٌ أتاحه الله للبشر، فَهُم يرون الخليقة ويستفيدون منها؛ “يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ متى 5: 45، يُعَدّ هذا جزءًا مِن المجد، لكن هناك مَن يسير في مجد أعلى، وهذا هو ما يُميِّزك عن باقي الشعوب، فأنتَ دائمًا شخصٌ صافٍ وهادئٌ ولا يوجد لديك أعداء، رغم إن هناك مَن يُعاديك، لأنَّ في داخلك قوة تستطيع أنْ تتعامل بها. هذه هي الحالة التي يجب أنْ تكون عليها.

   للأسف هناك مَن يمتلئ بالمرارة وتضيع حياته بسبب عدم قدرته على الغفران لأحد الأشخاص! يُرى المجد على حياتك حينما تستطيع أنْ تَعبُر حالة المرارة. المجد هو حالة الاحتراق التي أوضحها الرب للشعب في أيام موسى حينما قال لهم إنَّه لن يستطيع أنْ يأتي في وسطهم لئلا يحترقوا. تخيَّل معي.. هذا المجد يسكن بداخلنا الآن كمولودين مِن الله، ويوجد لدينا إتاحة أنْ نُخرِج هذا المجد، فقد قالَ بولس: “فَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ فِيّ.غلاطية 1: 24.

   هذا هو المجد الإلهي الذي سيحرق المرض، وسيتعامل مع الضيقة المادية، فالروح القدس يمسح فِكْرك فتعرف كيف تأتي بالمال: “الْحِكْمَةُ هِيَ الرَّأْسُ. فَاقْتَنِ الْحِكْمَةَ، وَبِكُلِّ مُقْتَنَاكَ اقْتَنِ الْفَهْمَ” أمثال 4: 7، أي رأس مالك هي الحكمة، فبكل مُقتناك اقتنيها.

“وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.2 كورنثوس 3: 18.

   “وَنَحْنُ جَمِيعًا“؛ جميعنا دون استثناءات نستطيع أنْ نرى مجد الرب.

    “كَمَا في مِرْآةٍ”؛ لترَ حقيقتك طوال الوقت، انظرْ لنفسك على أنَّك غيرُ مُشتَّتٍ وغيرُ مُذنِبٍ وتستطيع عمل الأشياء بالطريقة الصحيحة لأنَّك برّ الله. نعم لا تخلِ نفسك مِن المسئولية، لكن الله قد غفرَ لكَ، وفي الوقت القادم ستعمل الصواب. أدْرِك أنّ لديك قوة للتعامُل مع الأمور والأشخاص بطريقة صحيحة. ما أروع أنْ تشكُر الروح القُدس لأنَّه يُعلِّمك ويُرشِدك ويُعطيك أفكارًا، فهذا مجدٌ.

    سيُرشِدك الروح القدس كيف تتعامل مع ابنك وستقول له كلامًا يجد قبولًا، رغم إنك قد تكون زرعْتَ فيه سابقًا أمورًا خاطِئة عن جهلٍ، لكن لا تفشل، فسيأخُذك الروح القدس لمُستويات مجد، وتكتشف أنّ ابنك بدأ يتغيَّر.

   “نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ“؛ لا يوجد عائِقٌ ولا برقعٌ، سواء كانت أعمالك أو خطاياك السابقة، ولا حتى حالتك الحاليَّة.

   “نَاظِرِينَ“؛ أي النظر بتمعُّن وتدقيق واستمرار وثبات، وهذه هي الطريقة لكي نتغيَّر إلى تلك الصورة عينها، وهذا التغيير يَحدُث مِن الداخل للخارِج، وليس مِن السماء، حيث وَضَعَ الرب القوة بداخلنا. انظرْ الآن لترَ المرض وهو يَضمُر، والمواقف وهي تتضاءل.

    رأيت أحد الأشخاص الذي كان يسلك باستباحة، وقد أُصيب بالسرطان، لكنه بدأ يأخذ خطوات صحيحة مع الروح القدس وتعليمًا عن المجد والبر وعن الطبيعة الجديدة التي بداخله وعن التفكير الصحيح، مِن ثَمَّ بدأ يرى نفسه مُختلِفًا، واختفى الورم نتيجةً لأنه بدأ يرى المجد، وليس لأنَّه أصبحَ مجردَ شخصٍ يذهب للكنيسة ولا يُعطي اعتبارًا للكلمة ولا يدعها تدخل قلبه!

    لا تُصلِّبْ رقبتك. قُمْ مِن غفلتك سريعًا. لا تستمرْ في هذه الحالة. آن الأوان أنْ تقوم، يدعوك الروح القدس لذلك، مثلما قالها لبُطرس حينما دعاه أنْ يسير فوق الماء “فَقَالَ: «تَعَالَ“» متى 14: 29. تستطيع أنْ تُصلي لتغيير الظروف والمشاكل، لكن توجد حالة أخرى أنك تعيش فوق المشاكل -مثلما مَشَى بُطرس على المياه- تستطيع أنْ تحصُل على معجزات إلهيَّة في ظلّ ما يَحدُث في هذا العالَم.

     تَحدُث الآن في العالَم مُحاولات لتشتيت الناس، وقد بدأ ذلك بالتحكُّم فيهم عن طريق الألعاب الإلكترونية وتمادى كثيرًا بمشاهدة الأفلام. انظرْ الآن كيف يُسكِت الآباء أطفالهم ويُريحون أنفسهم مِن ضوضائهم، إنَّه جيلٌ يُبَرمَج أمام الإنترنت واليوتيوب، ولا يعلَّم الآباء إنهم يضعون أطفالهم أمام أرواح شريرة. احذر أنْ تترك أطفالك أمام الإنترنت حتى وإنْ كان يُشاهِد موضوعات كتابية رائعة، لكن لابد أنْ يشغِّل ذهنه ولا يظل مُتفرِّجًا.

    يُعطيك الروح القدس حكمةً لتمييز هذه الأمور ليُرَى المجد على أطفالك وعلى بيتك فتتحرَّك مِن مجدٍ إلى مجدٍ إلى مجدٍ، إلى أقصى مستوى يريدنا الكتاب أنْ نعيش فيه، أي حالة القيامة، قد صُنِعنا لهذا، لنعيش حياة غير عاديَّة التي هي حياة القيامة التي يريد لنا الرب أنْ نعيشها مِن هنا ونحن على الأرض.

▪︎ أربعة كؤوس:

    كان الكأس الثالث هو ما أعطاه الرب للتلاميذ قائلًا: “هذا هو دمي” لأنه كان بعد العشاء، فهناك ما يشربونه قبل العشاء وأثناء العشاء وبعده، وذلك بحسب الأعراف اليهوديَّة. يُمكِنك أنْ تجد ذلك في Encyclopedia Judaica

“وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي». ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ.متى 26: 26-30.

    “سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ”؛ بعد الكأس الرابع كانوا يخرجون ويسبحون المزامير (113-118) بحسب عرف عيد الفصح، وتشمل في داخلها الاعتماد على الرب، وأنّ الرب سيأتي ليُخلِّص شعبه. يُخبِرنا الكتاب في خروج 6 عن أربعة أشياء عُمِل على أساسها الأربعة كؤوس؛

 “لِذلِكَ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ. وَأَنَا أُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُنْقِذُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ وَأُخَلِّصُكُمْ بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ وَبِأَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ، وَأَتَّخِذُكُمْ لِي شَعْبًا، وَأَكُونُ لَكُمْ إِلهًا. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي يُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ“. خروج 6: 6-7.

    “أُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ“؛ هذا هو أول كأس، ويُطلَق عليه كأس التنقيَّة والتنظيف، فمِن المُعتاد للشخص أنْ يغسل يديه قبل أنْ يَمسك الكأس، لكن الرب يسوع هنا لم يكتفِ بغَسْل يديه بل غَسَلَ أرجُل التلاميذ، وهذا له علاقة بتدشين الكهنة، وبعُمق الوضع الذي هم مُقبِلون عليه.

   “أُنْقِذُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ“؛ وهو الكأس الثاني، وهو للتقديس والمباركة.

    “أُخَلِّصُكُمْ بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ“؛ هذا هو الكأس الثالث وهو خاص بحالة العبودية التي كانوا فيها في أرض مصر، فكانوا يَذْكُرون العَشر ضربات والعشر وصايا والعشر مرات المذكور فيها كلمة “قال الرب” في تكوين 1. هذا هو الكأس الذي قال الرب عنه: “هذا هو دمي”، لذلك فهو يُسمَّى كأس الخلاص أو الفداء، كما كانوا يشربونه بعد وجبة الخبز غير المُختمَر الذي كان يُذكِّرهم بخروجهم مُسرِعين مِن أرض مِصر.

   “أَتَّخِذُكُمْ لِي شَعْبًا“؛ الكأس الرابع والأخير، وهو كأس القبول، وهو الاحتفال الخاص بالخلاص. يُمكِنك دراسة “الأعياد اليهودية” لمَزيد مِن المعرفة.

 

    _______

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Hide picture