لمشاهدة العظة على فيس بوك أضغط هنا
لمشاهدة العظة على اليوتيوب
(العظة مكتوبة)
أبناء القيامة – الجزء 3
▪︎ هناك ثمنٌ قد دُفِعَ!
▪︎ الحياة في يسوع.
▪︎ لا َتعِشْ لنفسك!
▪︎ لنحيا طبقًا للقيامة.
▪︎ محبة يسوع الجاذِبة.
“٣٤ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَبْنَاءُ هذَا الدَّهْرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ، ٣٥ وَلكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ، ٣٦ إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضًا، لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ، إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.” (لوقا ٢٠: ٣٤-٣٦)
شرحْتُ سابقًا أن كلمة “أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ” تُعنِي اللذين نضجوا في القيامة، ولا يُقصَد بها نوعية من الأشخاص. يُعطينا الرب أسرارًا في كلامه، لذلك يوجد أمورٌ يجب الانتباه إليها؛ “هل أنت تنمو في القيامة أم لا؟” فنحن تابِعون لهذه الشريحة (أبناء القيامة).
هناك أمورٌ سوف تَحدُث لاحقًا وهي أخْذ الأجساد المُمجَّدة، لكن هذا لا يُعنِي أننا نحيا بدون قوة القيامة، فالأجساد المُمجَّدة ليست مُخصَّصة لهذه الأيام ولا يحق لنا العمل في الأرض باستخدامها لأنها مُخصَّصة لليوم السابع أي الألفية السابعة (المُلك الألفي الحرفي)، فاليوم يُساوي ألفَ سنة في نظر الرب، حيث يُقَسَّم الخط الزمني إلى أربع آلاف سنة عهدًا قديمًا وألفي سنة عهدًا جديدًا (الكنيسة)، وفي اليوم السابع سيسود الرب على الأرض وستكون راحةً وسنأخذ الأجساد المُمجَّدة كأشخاص نسود على الأرض.
تعمل قوة القيامة في أجسادنا الآن بنفس مفعول الأجساد المُمجَّدة وتُبطِل مفعول الموت الجسدي والضعف، قد ترتبط كلمة القيامة عند بعض الأشخاص بالقيامة من الموت، لكنها في الحقيقة مُرتبِطة بالحياة هنا على الأرض، والناضِجون في القيامة هم فقط مَن سيتذوَّقون جسدًا مُختلِفًا، فهذه الآية سارية المفعول علينا.
▪︎ هناك ثمنٌ قد دُفِعَ!
أوضحْتُ في العظة السابقة كيف نزلَ يسوع إلى الهاوية وعَبَرَ في الألم الذي كان مِن المُفترَض أن نعبُر نحن به، كما لا يوجد زمنٌ في عالَم الروح، فبالنسبة لنا قضى يسوع ثلاثة أيام في الهاوية لكن في الحقيقة لا يُحسَب الأمر كذلك بالنسبة لعالَم الروح، وقام بهزيمة مملكة الظلمة.
“٨ لِذلِكَ يَقُولُ: «إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا». ٩ وَأَمَّا أَنَّهُ «صَعِدَ»، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. ١٠ اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ.” (أفسس ٤: ٨-١٠).
من أهداف نزول يسوع الهاوية أن يملأ الكل، حيث تواجد يسوع في هذه المنطقة المليئة بالظلمة وتعاملَ مع مملكة الظلمة لسببين: الأول ألَّا نذهب نحن إلى هذا المكان، الثاني أن يملأ هذا المكان حتى لا يقدر إبليس أن يمتلكه ويستحوذ عليه، لكن سيتم الإنهاء على هذا المكان بواسطتنا مع الرب، لن يفعلها الرب بمفرده لأنه سيشترك مع الإنسان في القضاء على إبليس لأن إبليس كان من المفترض أن يكون ملاكًا خادِمًا للإنسان أي في رتبة تحت الإنسان (عبرانيين ١٤:١).
أنهى يسوع جزءًا من القضاء وهو نَزْع قدرة إبليس مِن على الكنيسة، لكن إبليس مازال يعمل في أبناء المعصية، هذا يدل أننا لسنا في المُلك الألفي الأرضي لكننا في المُلك الروحي، فالكنيسة تسير بمُلك روحي يُؤثِر على الأرضيات.
القيامة في ذاتها حدثٌ ضخمٌ كبيرٌ لكنها كانت هدفًا للوصول إلى شيءٍ وليس الهدف منها الاحتفال وحسبٍ، مثل افتتاح محلٍ جديدٍ؛ تجده مُزيَّنًا والناس تحتفل لكن ليس الاحتفال هو الهدف بل الهدف هو بيع المُنتَج الذي بداخل المحل.
للأسف أعمت احتفالات القيامة أعين بعض الناس عن معنى القيامة الحقيقي! هذا لا يُعنِي أنّ الاحتفالات خطأٌ لكن يجب أن نُدرِك الهدف ونتَّصل بالمعنى الحقيقي للقيامة لأننا مُرتبِطون بما حدثَ، لذلك قال بولس إنه بما أنّ يسوع قام، إذًا نحن أيضًا قُمْنا.
▪︎ الحياة في يسوع:
كلما نرى ما فَعَله يسوع في الأرض وعالم الروح نتيجة القيامة سنستفيد أكتر من هذا الحدث.
“٨ فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ، ٩ الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً (مُتفرِّدة)، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، ١٠ وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ (أظهرَ الحياة) وَالْخُلُودَ (البقاء دون تدمير) بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ. ١١ الَّذِي جُعِلْتُ أَنَا لَهُ كَارِزًا وَرَسُولاً وَمُعَلِّمًا لِلأُمَمِ. ١٢ لِهذَا السَّبَبِ أَحْتَمِلُ هذِهِ الأُمُورَ أَيْضًا. لكِنَّنِي لَسْتُ أَخْجَلُ، لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ.” (٢ تيموثاوس ١: ٨-١٢).
“١٠ أَنَارَ الْحَيَاةَ”؛ لا يُمكِن إنارة الحياة لأن الحياة هي نورٌ في ذاتها، لكن المقصود هنا أنّ الحياة كُشِفَتْ لنا وأُظهِرَتْ، أي أخرجها للعَلن.
“٩ بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ”؛ أنت لا تستدر عطف الله بل هو قد أُعطى النعمة لك مجانًا من زمانٍ طويلٍ.
“١٢ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي”؛ لا يُعنِي هنا بكلمة وديعة “عمره”، بل يقصد التكليف الذي أعطاه إياه الرب.
“١ اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. ٢ فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. ٣ الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (١ يوحنا ١: ١-٣).
يسوع هو كلمة الحياة هو الحياة ذاتها.
“٢ فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا”؛ لن تستطيع أن تكون في شركة واتّصال دون أن تعرف معلومات.
“٣ الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”؛ سبب تعاسة الناس وعدم اكتمال فرحهم هو عدم اكتشافهم وإدراكهم أنّ الحياة الإلهية وُضِعَتْ بداخلهم، فقد أصبحنا غير قابِلين للدمار أو الانكسار، أصبحْتَ إنسانًا غريبًا بالنسبة للبشر الطبيعيين نتيجة القيامة.
الموت ليس فقط موت الجسد لكنه تدمير لأفكار وأحلام ومشاريع…إلخ، لذلك تعاملَ يسوع مع مُنتَج الأرواح الشريرة والخطية، وأعطانا شيئًا مُختلِفًا.
استطاع يسوع أن يُقيم أشخاصًا مِن الموت بالرغم أنه لم يَكُن قد عَبَرَ في ذلك، كذلك أنت أيضًا يُمكِنك أن تُساعِد آخرين في أمور لم تَعبُر بها، فنفس قوة يسوع سارية لدينا.
▪︎ لا َتعِشْ لنفسك!
“١٣ لأَنَّنَا إِنْ صِرْنَا مُخْتَلِّينَ فَلِلّهِ، أَوْ كُنَّا عَاقِلِينَ فَلَكُمْ. ١٤ لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ، فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا. ١٥ وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ. ١٦ إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ. ١٧ إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ (مخلوق جديد): الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا. ١٨ وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ (خارِج من الله)، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ.” (٢ كورنثوس ٥: ١٣-١٨).
إليك خلفية هذا الشاهد؛ كان بولس يكرز للأمم، ولكن كان مِن الصعب بالنسبة لليهود الاختلاط بالأمم، بالرغم من أنّ اليهود كان لديهم عقيدة حول انضمام الأمم لهم! لكن دخلت بعض الطوائف اليهودية بتعاليم خاطِئة تنفي دخول الأمم إليهم. أما بولس فاستنارَ في معرفة أنّ الكرازة ليست مُقتصِرةً على اليهود فقط، لذلك أصبحَ بالنسبة لليهود كالمُختلّ.
هناك تعليمٌ عن تجديد العهد مع الرب اعتقادًا إننا في علاقة عهد معه، لكننا في الحقيقة لسنا في علاقة عهد مع الرب، فالكنيسة مُنتَج هذا العهد الذي تمَّ بين اليهود والرب. كالزوج والزوجة اللذان في عهد، أما أبنائهما فَهُم مُنتَج هذا العهد.
أي ابنٍ يترك أباه لا يعود ليُجدِّد العهد مرة أخرى مع أبيه لأنه ليس في عهدٍ، لكنه يتراجع عن طريقه الخطأ، يوجد أشخاصٌ ابتعدوا عن الرب بسبب اعتقادهم أنهم خانوا العهد معه عندما أخطأوا وابتعد الرب، بالطبع الخطية هي خيانة ليسوع لأنه مات لأجلك لكنها ليست كسرًا للعهد.
أيضًا تُعني كلمة “الْمُصَالَحَةِ” المذكورة في الشاهد أعلاه؛ مصالحة من طرف واحد وليس طرفين، فتُعنِي هنا أن الرب صالحنا من طرفه وغفرَ لنا.
“١٦ إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ”؛ يقول بولس إنه لا يوجد فرقٌ بين يهودي أو أممي، فهو لا يعرف أحدًا مِن الخارج، حتى علاقتنا مع الرب يسوع علاقة روحية ليست لها علاقة بالأمور المادية كالصور والظهورات.
كما أنّ علاقتنا كجسد في الكنيسة أساسها روحي مِن الكلمة تؤدي إلى علاقة اجتماعية، وعندما ينعكس هذا الترتيب لا تكون كنيسة حقيقية. إن كانت الكنيسة لا ترتبط بالكلمة وترى الأشخاص من خلالها ولا تسلك بالترتيب الكنسي الصحيح فهذا خطأٌٌ. نحن لا نعرف الشخص حسب شكله أو بيئته أو شهادته أو المستوى الاجتماعي، لذلك تحتوي الكنيسة الصحيحة على أشخاص من كل الطبقات لأنها لا تعرف أحدًا بحسب الخارج.
يقع المُؤمِنون في خطأ معرفة أنفسهم من الخارج أي يعتقدون أنّ ما يفعلونه أو يقولونه الناس عنهم يُحدِّد هويتهم، لكن هذا خطأٌ! نحن في المسيح، إذًا لا نعرف أنفسنا من الخارج.
▪︎ لنحيا طبقًا للقيامة:
“٢٣ فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاثْنَيْنِ: لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا. ٢٤ وَلكِنْ أَنْ أَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ. ٢٥ فَإِذْ أَنَا وَاثِقٌ بِهذَا أَعْلَمُ أَنِّي أَمْكُثُ وَأَبْقَى مَعَ جَمِيعِكُمْ لأَجْلِ تَقَدُّمِكُمْ وَفَرَحِكُمْ فِي الإِيمَانِ، ٢٦ لِكَيْ يَزْدَادَ افْتِخَارُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ فِيَّ، بِوَاسِطَةِ حُضُورِي أَيْضًا عِنْدَكُمْ. ٢٧ فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ، ٢٨ غَيْرَ مُخَوَّفِينَ بِشَيْءٍ مِنَ الْمُقَاوِمِينَ، الأَمْرُ الَّذِي هُوَ لَهُمْ بَيِّنَةٌ لِلْهَلاَكِ، وَأَمَّا لَكُمْ فَلِلْخَلاَصِ، وَذلِكَ مِنَ اللهِ. ٢٩ لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ. ٣٠ إِذْ لَكُمُ الْجِهَادُ عَيْنُهُ الَّذِي رَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، وَالآنَ تَسْمَعُونَ فِيَّ.” (فيلبي ١: ٢٣-٣٠).
“١ فَإِنْ كَانَ وَعْظٌ (تشجيع) مَا فِي الْمَسِيحِ. إِنْ كَانَتْ تَسْلِيَةٌ مَا لِلْمَحَبَّةِ. إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي الرُّوحِ. إِنْ كَانَتْ أَحْشَاءٌ وَرَأْفَةٌ، ٢ فَتَمِّمُوا فَرَحِي حَتَّى تَفْتَكِرُوا فِكْرًا وَاحِدًا وَلَكُمْ مَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، مُفْتَكِرِينَ شَيْئًا وَاحِدًا، ٣ لاَ شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. ٤ لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا. ٥ فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: ٦ الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ. ٧ لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. ٨ وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. ٩ لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ ١٠ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، ١١ وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ. ١٢ إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، ١٣ لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ. ١٤ اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، ١٥ لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ. ١٦ مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ لافْتِخَارِي فِي يَوْمِ الْمَسِيحِ، بِأَنِّي لَمْ أَسْعَ بَاطِلاً وَلاَ تَعِبْتُ بَاطِلاً. ١٧ لكِنَّنِي وَإِنْ كُنْتُ أَنْسَكِبُ أَيْضًا عَلَى ذَبِيحَةِ إِيمَانِكُمْ وَخِدْمَتِهِ، أُسَرُّ وَأَفْرَحُ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ. ١٨ وَبِهذَا عَيْنِهِ كُونُوا أَنْتُمْ مَسْرُورِينَ أَيْضًا وَافْرَحُوا مَعِي. ١٩ عَلَى أَنِّي أَرْجُو فِي الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ سَرِيعًا تِيمُوثَاوُسَ لِكَيْ تَطِيبَ نَفْسِي إِذَا عَرَفْتُ أَحْوَالَكُمْ.” (فيلبي ٢: ١-١٩).
“٣ لاَ شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ”؛ يريدك الرب أن تُفكِّر في الآخر وليس في نفسك، لأن الله يُفكر فيك ويرى قيمتك عالية لديه، لذلك انتبه للآخرين ولا تتمحوَّر حول ذاتك.
“١٢ …. تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ”؛ تمِّموا خلاصكم أي اعتنوا وحققوا الهدف وهو الاحترام والتقدير للخلاص، ولا تعتبر الأمور الحسية، كُنْ في حَذْرّ دائم وكُنْ في علاقة بها حساسية مع الروح القدس، انسحب من أي أمور تعيق علاقتك مع الرب أو تجلب العار على اسم يسوع.
تكلَّمْتُ في المرة قبل السابقة عن علاقة الإنسان مع الله، كيف كنا قبلاً أعداءً في الفِكْر بحسب (كولوسي ١)، لم يَكُن الإنسان يحب الأمور الإلهية، لكن بعد قبوله ليسوع بدأ في حُبّ الرب وعِشقه بسبب القيامة.
“فَكَمَا قَبِلْتُمُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبَّ اسْلُكُوا فِيهِ.” (كولوسي ٢: ٦)؛ اسلكْ في الرب بنفس الطريقة التي قبلته بها، يتكلَّم هنا إلى الأشخاص الذين يعتقدون أن حياتهم الروحية بدأت تضعُف وأن القيامة التي حدثت لهم عند قبول يسوع كانت بهجةً وزالت ويطلبون من الرب أن يَردّ لهم بهجة خلاصهم، هذا خطأٌ لأن القيامة تعمل فيك ولا تزول.
تختلف طريقة الكرازة لكل شخص لكن لا تختلف طريقة قبول يسوع، حيث يختار كل شخص عن عمد أن يرى هذا الإله على إنه هو الرب الوحيد على حياته ويتخلَّى عن كل الأفكار التي تُحارِبه والخطايا، لذلك استمرْ بنفس هذه الطريقة في سلوكك مع يسوع.
قد تُبطَل قوة القيامة في حياة بعض الأشخاص، فهناك مَن يُمِيتون أنفسهم في حياتهم على الأرض وهم لا يعلمون أنّ هذا يؤدي إلى الخطر.
“نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ، لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ.” (١ يوحنا ٣: ١٤).
لقد خرجنا من الموت، لكن يوجد أشخاص يبقوا في الموت أي إن مفعول الموت يعمل في حياتهم بسبب أنهم يتعاملوا مع الناس بعدم تقدير وحُب. المحبة هي أقوى سلاح! لا يجب الاستخفاف بها أو السماح بالأفكار السلبية عن الآخرين، هذا يؤدي إلى البقاء في الموت بالرغم من أن يسوع أبطلَ مفعوله.
عندما امتلأت بالروح القدس، كُنت في حالة اشتعال، وذات مرةً بينما كُنت في وسط مجموعة من الزملاء الذين يسخرون مِن شخص ما يَعبُر الطريق، ولكني في البداية كنت رافِضًا ذلك إلى أنْ سمحت لهذه الفِكْرة بالدخول ورأيت أن الأمر مُضحِكٌ، حينئذ بدأ الاشتعال الروحي لديَّ يقلّ تدريجيًا، لذلك إنْ لم تَكُن واعيًّا وتحرس قلبك ستُسحَب في هذا!
“فَكَمَا قَبِلْتُمُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبَّ اسْلُكُوا فِيهِ” (كولوسي ٢: ٦)؛ عند اتّخاذ هذا القرار جاءت لك أفكار ومشاعر بأنك بعيدٌ عن الرب وأنك أسوأ شخصٍ، لكنك سمعت مِن مَن كان يكرز لك أن محبة الله أعظم من أي شيء، فبدأْتَ تنتبه لهذه المحبة الإلهية واكتشفْتَ أن هذه المحبة أعلى من أمورٍ كنت تعتقد إنها عالية.
بهذا المبدأ نفسه تحرَّكْ واكتشفْ قوة القيامة التي تعمل بك، فمفعولها أقوى من مفعول الموت، يريد الرب شعب لا يعيش لنفسه أي لا يُفكِّر في أخطائه أو أخطاء غيره.
“١٥ وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ. ١٦ إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ. ١٧ إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا. ١٨ وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ.” (٢ كورنثوس ٥: ١٥-١٨).
“١١ لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ، ١٢ مُعَلِّمَةً (مُدرِّبة) إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ، ١٣ مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ١٤ الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا (حماسيًا) فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ.” (تيطس ٢: ١١-١٤).
“١٢ نُنْكِر” أي نرفض رفضًا قاطِعًا ونُنهِي هذا الفجور. لا يوجد أساسٌ كتابيٌّ يقول إن الشخص يرفض الخطية تلقائيًا، لكن يجب أن تفعل هذا عن عمدٍ، يجب أنْ تنكرها أي تشغل ذهنك وتقول إنك لن تفعلها مرةً أخرى وإنك تحيا لهذا الإله فقط، هو صار رب حياتك وأصبحَتْ مبادئه هي مبادئك، إن كنت تفعل هذا فأنت على الطريق الصحيح، وإن لم يكُنْ فأنت بذلك تُدخِل نفسك إلى الموت مرةً أخرى بعدما خرجت منه!
أنْ تجعل الرب سيدًا على حياتك يُعنِي أنك تُصدِق أن مبادئه هي الصحيحة، وهذا يجعلك تنتبه وتُصغِي إلى الكلمة، تمرَّنْ يوميًا أنْ تقول هذا للرب: “أنا أزداد حُبًا لك وأنتبه لأفكاري لتكون لك”، قُلْ هذا إنْ كنت تشعُر بأنك غارِقٌ في العالَم أو الخطية بعدما قَبِلْتَ يسوع، لَمِّعْ روحك، فهذا مبدأٌ هامٌ في كل شيء.
إنْ أعطيت الكلمة السيادة على حياتك وانتبهت لها سيكون تأثيرها سريعٌ في حياتك لأنك ستعتاد أن تجعلها تسود عليك، وإنْ تراخيت في قبولها لن ترى نتائج سريعة. ربما يسعى إبليس أن يُحارِبك بأمور كثيرة، لكن هذا يحتاج إلى إيمانٍ عنيدٍ، أما إن كُنت شخصًا مُتسيِّبًا في حياتك ولا ترفض الخطية عن عمد وتتعامل معها بصورة جدية، لن ترى نتائج.
لم يُفكِّر يسوع في ذاته عندما أخلى نفسه، آخِذًا صورة عبد، وهكذا فعلَ بولس، لذلك يجب أن ننتبه لهذا المبدأ. المعيشة السليمة هي أن يكون الرب هو السيد على حياتك والمُتسلِّط عليها.
“١٤ وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا (حماسيًا) فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ”؛ يريد الرب شعبًا حماسيًا يتحمَّس لنتائج وأعمال حسنة. “أَعْمَال حَسَنَةٍ“؛ تأتي هذه الكلمة في اليونانية “ergon“ تُعنِي أنَّ الشخص يُفكِّر كيف يعمل الشيء بالشكل الصحيح، وليس فقط أن يكون الشخص حماسيًا. هي أيضًا ذات الكلمة التي اُشتُقَّ منها كلمة “energy” والتي تُعني طاقة.
أن يكون لديك حماسًا هو أن يكون لديك الرغبة لفِعْل الشيء حتى وإن كان يُقلِّل من كرامتك أمام الناس، فأنت وجدت كرامتك في الرب وجعلته هو السيد ولا يفرق معك شيءٌ آخر، فإنْ سَخَرَ الأصدقاء أو العائلة لا تهتم.
مثلاً إن كنت تأخذ وقتًا لدراسة الكلمة وجاءت إليك أفكار تشتيت بأمور أخرى، لن تتشتَّت بهذه الأمور إن كان لا يفرق معك شيءٌ سوى الله وكلمته، وتضع حُبك للرب كشيءٍ أساسي، بل ويزداد هذا إلى أنْ يقول عنك الناس إنك مجنونٌ بهذا الحُب، يجعلك هذا الحب أعمى عن كل شيء ما عدا حُبك للرب وللنفوس.
يريد الرب شعبًا يعيش لأجله ولأجل الآخرين، شعبًا حماسيًا في علاقته مع الرب، شعبًا يريد أن يعرفه أكثر ولا يختصر، مُمتلِئًا بالكلمة وليس بأمورٍ أخرى، حماسيًا للأعمال الحسنة ويتحرَّك فيها بقوة وبكل شغف، لا يحيا لنفسه بل هدفه الرب فقط!
ربما يكون الشخص قد وَضَعَ أهدافًا كثيرة مثل السَفَر وجمْع الأموال والارتباط ولكنه لم يُجدِّد ذهنه بالكلمة، هو بذلك لم يضع الرب هدفًا أساسيًّا، هذا خطأ! والسرّ ألَّا تحتسب لشيء ولا تضع أي اعتبارات لأمورٍ أخرى وتضع الرب هدفًا أساسيًّا.
▪︎ محبة يسوع الجاذِبة:
“٢٧ اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ ٢٨ أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ!». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضًا!». ٢٩ فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفًا وَسَمِعَ، قَالَ: «قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ!». وَآخَرُونَ قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ مَلاَكٌ!». ٣٠ أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ: «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ. ٣١ اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا. ٣٢ وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ (صعدت) عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ». ٣٣ قَالَ هذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ. ٣٤ فَأَجَابَهُ الْجَمْعُ: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ النَّامُوسِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَفِعَ ابْنُ الإِنْسَانِ؟ مَنْ هُوَ هذَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» ٣٥ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «النُّورُ مَعَكُمْ زَمَانًا قَلِيلاً بَعْدُ، فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ. وَالَّذِي يَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ.” (يوحنا ١٢: ٢٧-٣٥).
“٣٢ وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ (صعدت) عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ”؛ يقول الرب يسوع هنا رمزًا في الصليب، فإنه متى يرتفع عن الأرض سيرفع كل البشر معه. أيضًا إذا وقفنا أمام الصليب سنرى أنّ ما كان يجذب الناس ليسوع ليس منظره، فمنظره لم يكن يُشتَهى وهو مصلوبٌ، بل ما كان يجذبهم هو حبه، هذا الحب العجيب يجعلك ترى الأمور بمنظورٍ آخر، لذلك يقول بولس إن محبة المسيح تحصره. على الرغم من أنّ البعض رآه مُختلَّاً، لكنه لم يفرق معه!
انحصرَ بولس في محبة المسيح وبدأ يرى أنّ الرب مات مِن أجل الناس أجمعين وليس اليهود فقط، وأصبح يرى الأمور بشكل مختلف، بدأت النار تشتعل به ورأى إنه لا يجب أن يصمت عن توصيل يسوع للناس.
قَبِلَ بولس يسوع عن خوف عندما اكتشفَ إنه هو الله الذي يضطهده، وإنه كان يسير في الاتّجاه الخاطئ، ولكن انقلبَ هذا الخوف إلى محبة، فإن كنت قَبِلت يسوع بسبب مصلحة ما، لا مشكلة سينقلب هذا إلى حب إن استمريت معه في علاقة حميمية.
إن لم تُفكِّر في هذا الحب لن تجد له جاذبية. لا أدعوك للتفكير بحزنٍ عن الرب يسوع وكيف إنه صُلِبَ، فتبكي عليه، بل فَكِّرْ فيما فَعله يسوع بحسب (فيلبي ٢)؛ إنه تنازلَ لدرجة إنه نزلَ إلى الهاوية وتعاملَ مع أبشع شيءٍ لكي يحميك مِن أن تكون في هذا المكان.
وجدَ الرب منفذًا لنا من بشاعة ما فعله إبليس، حيث قطعَ عهدًا مع إبراهيم، فدخل الأرض مِن خلاله وأعطى الشريعة وحافظ على الأرض مِن خلال الأشخاص الخاضِعين للناموس إلى أن جاء يسوع وأبطلَ الموت.
مازال هناك أشخاصٌ يعيشون في الموت بالرغم من إبطال يسوع له! يحدُث ذلك نتيجةً لأفعال تبدو أنّ ليس لها علاقة بالموت لكنهم لا يعلمون أنهم يقبلون أفكارًا سلبية.
لا تنتقدْ الناس وتُفكِّر فيهم بشكل قضائي، فهذا مؤشرٌ أنك بدأت تحب نفسك وتريد أنْ تُظهِر نفسك على إنك الأفضل، وتعتقد أنك تكشف أمور الآخرين وتفهمهم ولكنك لا تدري أنك هكذا تضع نفسك في الموت تدريجيًا، وستجد نفسك غير قادر على الصلاة ودراسة الكلمة لأن شهيتك مقفولة فهذا بسبب أنّ الموت بدأ يعمل على حُبك للرب. بإمكان الموت أن يعمل على حبك للرب أو شغلك أو صحتك أو أفكارك أو دراستك.
إن وضعت الكلمة جانبًا ولم تتعامل معها بجدية أنت بذلك تضع رِجلك في الظلام وستجد أنك لا تعرف ماذا تفعل! الحلّ أن تجري إلى الكلمة ومَن يرعاك روحيًا، هناك قيامة لكل فتور في حياتك الروحية فالقيامة تعمل بداخلك، فلتُدرِك هذا الحُب الجاذِب، هذا الحب يسحب ويجذب بقوة.
عندما ترى هول ما صنعه إبليس وروعة ما صنعه يسوع لإنقاذنا وما احتمله، ستعشق هذا الإله بطريقة غريبة وستنجذب بمحبته.
“١ فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟ ٢ حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ ٣ أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، ٤ فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟ ٥ لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ. ٦ عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ. ٧ لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ. ٨ فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. ٩ عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضًا. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ. ١٠ لأَنَّ الْمَوْتَ الَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَالْحَيَاةُ الَّتِي يَحْيَاهَا فَيَحْيَاهَا للهِ. ١١ كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ الْخَطِيَّةِ، وَلكِنْ أَحْيَاءً للهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. ١٢ إِذًا لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ، ١٣ وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ، بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ للهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرّ للهِ. ١٤ فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ.” (رومية ٦: ١-١٤).
يقول بولس إن الخطية أدخلت الموت إلى العالم، فعندما لا تسمح لها بأن تسود عليك، فأنت بذلك لا تسمح للموت أن يسود عليك، لذلك لا تضع نفسك مرة أخرى في الموت.
ــــــــــــــــــــــــــــ
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.