نبوة
لا تُحبط لأن روحك لم تدرك الحق دفعة واحدة. بل استمر في التأمل في حقائق كلمة الله.
فكلما تأملت في الكلمة المكتوبة وكلما فكرت بتمعن في الكلام الذي يتكلم به أحدهم تحت مسحة وإلهام الروح القدس، ستجده قد أصبح حقيقة بالنسبة لك شيئًا فشيئًا.
وعندما تبدأ هذه الحقائق تتخذ شكلاً وهيئة في داخلك- أي في روحك، في إنسانك الداخلي- فسوف تشكِّل روحك من جديد.
لن تكن فيما بعد ضعيفًا وهزيلاً روحيًا، إنما قويًا وقادرًا على الصمود وعمل ما دعاك الله لعمله. ستملك وتحكم وتسود في هذه الحياة كملك بيسوع المسيح.
لذا لا تتراجع لأنك لا تدرك الحق كاملاً بعد. بل اجعل ذهنك متفتحًا وروحك مستعدة للاستقبال، وقل: “أيها الروح القدس المبارك، أعلن واكشف الحق إلى روحي كي ما أتمتع بملء هبات أبي السماوي. فهو أبي.. إني أحبه وهو يحبني”.
عندئذٍ ستصبح الشخص الذي أعد الله لك أن تكونه، وسترتفع إلى مستوى الحقوق والامتيازات والسلطان والسيادة التي تخصك باعتبارك ابن لله.
لذا افرح وابتهج وتكلم كلمة الإيمان. تكلم إلى الظروف التي تقيدك. مرها أن تتركك فتصير حرًا. تكلم إلى العواصف التي تبدو في أفق حياتك وقل لها: “اهدئي”، وستجد الهدوء يعم.
اعلم ما هو لك واسلك به، فيصير لك بالفعل.
شكرًا لك أيها الرب يسوع.
نبوة من كينث هيجن في 19 أكتوبر 1980 في كنيسة ريما للكتاب المقدس، تلسا أوكلاهوما.
ما هي زوي؟
لماذا أتى يسوع؟ هل أتى ليؤسس كنيسة؟ أم ليحسِّن من حال البشرية ويعطينا دستور نسلك بموجبه؟
كلا، إنما أتى لغرض واحد: “أَمَّا أَنَا فَقَدْ جِئْتُ لِكَيْ تَكُوْنَ لِلنَّاسِ حَيَاةٌ، وَتَكُوْنَ لَهُمْ هَذِهِ الحَيَاةُ بِكُلِّ فَيْضِهَا” (يوحنا10: 10).
إن الأصل اليوناني للكلمة المترجمة “حياة” في هذا العدد هو “ZOE” (تنطق “زوي”)، وتعني حياة الله.
يقول الكتاب: “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يوحنا 3: 16). وأيضًا، “لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيئَةِ هِيَ الْمَوْتُ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا” (رومية 6: 23).
هذه الحياة الأبدية التي أتى يسوع ليقدمها لنا هي حياة وطبيعة الله. يقول إنجيل يوحنا 5: 26، “لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ لِلآبِ حَيَاةً فِي ذَاتِهِ، فَقَدْ أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ”. نجد في يوحنا 1: 4 أول أشارة لما ستفعله هذه الحياة لنا، “فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ. وَهَذِهِ الْحَيَاةُ كَانَتِ نُورَ النَّاسِ”. النور هو أساس للتقدم. بمعنى آخر، “فيه كانت الحياة ‘زوي ZOE’ والحياة ‘زوي ZOE’ كانت تقدَّم للناس.” كما يمكننا أن نقرأ يوحنا 5: 26 هكذا، “كما أن للآب ‘زوي ZOE’ في ذاته؛ فقد أعطى الابن أيضًا أن تكون له ‘زوي ZOE’ في ذاته”.
توجد أربعة كلمات في الأصل اليوناني تُترجم في العهد الجديد “حياة”. الأولى هي: “زوي Zoe“، والثانية هي “سيكPsuche ” التي هي الحياة الطبيعية البشرية، والثالثة هي “بايوس Bios” وتعني أسلوب الحياة، والرابعة هي “اناستروفيه Anastrophe” وتعني سلوك مشوش.
من الغريب أن الكنيسة استفاضت في الحديث عن “أسلوب الحياة أو السلوك”، بدلاً من الحياة الأبدية التي تحدد بدرجة كبيرة جدًا أسلوب الحياة.
لا يهم ما هو أسلوب حياتك أو سلوكك، فإن لم تملك الحياة الأبدية فلن يكافئها شيء. إن قبول الحياة الأبدية هو أعظم حدث خارق للطبيعة في الحياة.
عادة ما نسميه التجديد أو الميلاد الجديد. بينما يدعوه البعض “التدين”، لكنه ليس هكذا. في حقيقة الأمر، إن الله يهب طبيعته وكيانه وجوهره لأرواحنا البشرية. يصف الرسول بولس ذلك في رسالة كورنثوس الثانية.
2 كورنثوس 5: 17 و18
17 فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ، فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: إِنَّ الأَشْيَاءَ الْقَدِيمَةَ قَدْ زَالَتْ، وَهَا كُلُّ شَيْءٍ قَدْ صَارَ جَدِيدًا
18وَكُلُّ شَيْءٍ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ الَّذِي صَالَحَنَا مَعَ نَفْسِهِ بِالْمَسِيحِ، ثُمَّ سَلَّمَنَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ هَذِهِ.
هذه هي معجزة الخلق الجديد للإنسان.. “… إِنَّ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ”. لم يكن بولس يتكلم عن الجسد أو الإنسان الخارجي أو حتى ذهن الإنسان. بل كان يتكلم عن الروح الإنسانية، أي الإنسان الداخلي الذي في المسيح يسوع. ملخص القول أن الله ولد إنسانًا جديدًا.
في الميلاد الجديد، تُولد أرواحنا من الله. لقد تكلم أكثر من نبي من أنبياء العهد القديم عن كون الله سيقيم عهدًا جديدًا مع بيت إسرائيل. وهذا العهد هو العهد الجديد الذي نعرفه الآن. قال حزقيال النبي بخصوص ذلك:
حزقيال 36: 26 و27
26 وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ.
27 وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا.
كان حزقيال يتنبأ هنا عن الميلاد الجديد. نلاحظ أن كلمتي “قلب” و “روح” قد استُخدمتا بالتبادل. فالقلب هو الروح، وعندما يتكلم الله في الكتاب عن قلب الإنسان فهو يتكلم عن شخصك الحقيقي. يوجد شاهد في رسالة بطرس الأولى 3: 4 يفسر هذا الموضوع: “بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ الْعَدِيمَ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ”.
يتكلم الرسول بطرس هنا عن الزوجات المؤمنات مشيرًا إلى زينة الجسد الخارجية. فهو يتكلم بطريقة عملية: “لا تصرفن الوقت كله على شعوركن وثيابكن. إنما تأكدن أولاً أن الإنسان الداخلي، إنسان القلب الخفي متزينًا بالهدوء ووداعة الروح”.
يقول الرسول بولس أيضًا في رسالة كورنثوس الأولى 9: 27، “بَلْ أُخضِعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ لِئَلاَّ أَصِيرَ أَنَا نَفسِي، بَعدَ أَنْ بَشَّرتُ الآخَرِينَ، غَيرَ مُؤهَّلٍ لِنَوالِ الجَائِزَةِ!” نلاحظ أن بولس قال: “أُخضِعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ” ماذا كان يقصد بهذا؟ كان يقصد: “إنني لا أترك جسدي يسود عليَّ”. هكذا يتضح أن الفاعل المشار إليه في العبارة السابقة هو الإنسان الذي بالداخل. فإن كان جسدك هو شخصك الحقيقي لكان بولس يقول، “… أخضعُ نفسي”. لكنه كان يتكلم عن جسده وكأنه شيء غير عاقل. فمَن إذًا الفاعل الحقيقي المشار إليه؟ إنه شخصك الحقيقي؛ الإنسان الداخلي.. إنسان القلب الخفي.
لكن الحال مع أغلب المؤمنين هو أن أجسادهم تسود على إنسانهم الداخلي، وهذا ما يجعلهم مؤمنين جسديين.
1 كورنثوس 3: 3
فَإِنَّكُمْ مَازِلْتُمْ جَسَدِيِّينَ. مَا دَامَ بَيْنَكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْقِسَامٌ، أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ وَفْقًا لِلْبَشَرِ؟
يخبر بولس أهل كورنثوس هنا أنهم مؤمنون جسديون وأطفال روحيًا. تقول إحدى الترجمات لهذا الشاهد: “فإنكم منساقون بالجسد”. كان يخبرهم أنهم يعيشون مثل باقي البشر الذين لم يُولدوا ثانية أو مثل أشخاص عاديين.
يقول بولس شيئًا آخر ملفتًا للنظر في رسالته إلى رومية:
رومية 12: 1 و2
1 َأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، فَهَذِهِ هِيَ عِبَادَتُكُمُ الرُّوحِيَّةُ الَّلائِقَةُ بِهِ.
2 َلاَ تَتَشَبَّهُوا بهذَا الْعَالَمِ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.
لم يكتب بولس هذه الرسالة إلى أشخاص من العالم، بل إلى قديسين في رومية: “..إِلَى جَمِيعِ الْمَوْجُودِينَ فِي رُومِيَةَ، أَحِبَّاءَ اللهِ، مَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ” (رومية 1: 7). فهو يخبرنا أن كل واحد منا ينبغي أن يفعل شيئًا بجسده. وإن لم نفعل فلن يطرأ عليه أي تغيير أبدًا.
تقول رسالة كورنثوس الثانية 5: 17، “إِنَّ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ، فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: إِنَّ الأَشْيَاءَ الْقَدِيمَةَ قَدْ زَالَتْ، وَهَا كُلُّ شَيْءٍ قَدْ صَارَ جَدِيدًا”. عن أي شيء يتكلم بولس هنا؟ هل كان يقصد الإنسان الخارجي؟ كلا، لا يمكن أن يكون هذا لأنه قال: “إِنَّ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ، فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ..” إنها حياة وطبيعة الله التي وُهبت إلى روحك هي التي تجعلك خليقة جديدة. فهي تجعل ذلك الإنسان الداخلي إنسانًا جديدًا.
لم يصبح الجسد شيئًا جديدًا. شكرًا لله لأنه عند مجيء الرب سيكون لنا جسد جديد. لكن وبينما نحن هنا يجب أن يسود هذا الإنسان الجديد- إنسان القلب الخفي على الجسد. لا تسمح لجسدك أن يسود عليك.
لا يتكلم بولس عما يجب أن نفعله مع الجسد وحسب، لكنه يتكلم في رومية 12: 2 عن تجديد الذهن أيضًا. فهو يكتب لأشخاص قد وُلدوا ثانية وامتلئوا بالروح القدس، ومع ذلك لا يزالوا يحتاجون أن يفعلوا شيئًا مع أجسادهم وأذهانهم.
إن واحدة من أعظم احتياجات المؤمنين اليوم هو أن يجددوا أذهانهم. فذهن الإنسان يتجدد بكلمة الله وحسب. نحن نعرف أن الإنسان روح كما أن الله روح، وقد خلق الإنسان ليكون في شركة معه. لكننا لم نستفض في هذا الموضوع كما ينبغي؛ لذلك لم نتمكن من السير في نور الحياة الأبدية كما ينبغي.
هل روح الإنسان كاملة؟
يتساءل البعض ما إذا كانت الروح الإنسانية المولودة ثانية في المسيح كاملةً وناضجةً بالتمام بعد قبولها للحياة الأبدية.
لا يمكن لروح الإنسان أن تكون كاملة، لأن بطرس الرسول يقول: “وَكَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ حَدِيثًا، تَشَوَّقُوا إِلَى اللَّبَنِ الرُّوحِيِّ النَّقِيِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ إِلَى أَنْ تَبْلُغُوا الخَلاَصَ” (1 بطرس 2: 2).
ويقول بولس أيضًا: “لَسْتُ أَدَّعِي أَنِّي قَدْ بَلَغْتُ الكَمَالَ…” (فيلبى 3: 12). يعني الأصل اليوناني حرفيًا لكلمة الكمال هذه: “بلوغ النضوج”. يقول البعض: “إنني كامل وناضج في المسيح”. حسن، صحيح أنك شخص كامل، لكنك لست مكتمل النضوج. يوجد بعض ممَن لا تزال الأمور لديهم مُشوشة تجاه تبرير فعل الخطية، ويريدون أن يلتمسوا العذر لأنفسهم قائلين: “لقد كان جسدي هو المخطئ وحسب، لكنها لم تكن روحي”.
لكن الخطية هي فعل روحي، وليس فعلاً جسديًا. فبولس يقول في رسالته الأولى إلى كنيسة كورنثوس: “اهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا! فَكُلُّ خَطِيئَةٍ يَرْتَكِبُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنْ جَسَدِهِ، وَأَمَّا مَنْ يَرْتَكِبُ الزِّنَا، فَهُوَ يُسِيءُ إِلَى جَسَدِهِ الْخَاصِّ” (1 كورنثوس 6: 18). لذلك إن كانت الخطية خارجة عن الجسد وغير متعلقة به، فلابد أنها فعل روحي. مع ذلك، فحتى خطية الزنا تنشأ في الأصل في روحك. إذ لابد لروحك أن تسمح جسدك بأن يخطئ، وإلا لما استطاع جسدك فعل ذلك.
إنك أنت (أي روحك) المسئول عن بيتك (جسدك). تذكر ما قاله بولس، “أُخضِعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ…” (1 كورنثوس 9: 27). إنك مسئول عما يفعله جسدك. فكل تلك الأمور تبدأ في روحك أولاً. هذا ما كان بولس يعنيه عندما قال: “لِنُطَهِّرْ أَنْفُسَنَا مِنْ كُلِّ مَا يُدَنِّسُ الْجَسَدَ وَالرُّوحَ، وَنُكَمِّلِ الْقَدَاسَةَ فِي مَخَافَةِ اللهِ” (2 كورنثوس 7: 1). لا تسمح لأمور خاطئة أن تنشأ في روحك.
تقول رسالة رومية 6: 6، “فَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ فِينَا قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِكَيْ يُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيئَةِ فَلاَ نَبْقَى عَبِيدًا لِلْخَطِيئَةِ فِيمَا بَعْدُ”. يستخدم البعض هذا الشاهد ليقولوا أننا قد افتدينا بالفعل روحًا ونفسًا وجسدًا. لكن ماذا يعنى هذا العدد حقًا؟
إن جسد الخطية الذي يتكلم عنه بولس ليس هو الجسد المادي. فهو يتكلم عن الإنسان الروحي الذي صار خليقة. فطبيعة الخطية القديمة التي في روحك قد مضت، لكن طبيعة الخطية التي في جسدك لا تزال موجودة.
تكمن المشكلة في أن الطبيعة الجسدية لا تزال تريد أن تفعل ما هو خاطئ. تريد أن تستمر في فعل ذات الأشياء التي اعتادت على فعلها. فإن لم يكن ذهنك مجددًا بكلمة الله فسيكون في صف جسدك ويسود كلاهما على روحك. لكن إن بدأت تجدد ذهنك فستستطيع روحك من خلال ذهنك أن تسود على جسدك.
إن الإنسان العتيق هو الإنسان الروحي العتيق. فأنت لا يزال لديك ذات الجسد وذات الذهن اللذين كانا لك من قبل. وقد كان ذلك الإنسان الروحي العتيق به طبيعة إبليس. لكن هذه الطبيعة قد مضت وجسد الخطية قد بطل. لذلك فإن الأمر يرجع لنا أن نلبس الإنسان الجديد خارجًا.
يتساءل الكثيرون عن الفرق بين تجديد الذهن وتدريب الروح الإنسانية. في الحقيقة، إن طبقت الخطوات المُتبعة في تدريب الروح الإنسانية (قد ذكرتها بالتفصيل في كتاب القيادة بالروح القدس)، فسوف يتجدد ذهنك. فما تفعله في تجديد الذهن هو أن تدرِّب ذهنك ليفكر وفقًا لكلمة الله. حتى وإن كان يبدو أن الكلمة لم تترسخ بعد في ذهنك، فهي سوف تتحدث إلى روحك لأنها طعام روحي. وبينما تتأمل في الكلمة سيتجدد ذهنك.
فعندما وُلِدت روحك من جديد في الميلاد الثاني صارت تعرف أمورًا لا يعرفها ذهنك. وستبدأ تخبرك بأمور تقولها لك كلمة الله بالفعل، لكنك لا تقدر أن تراها. والسبب في ذلك هو أن روحك تلتقط المعرفة من روح الله.
نلاحظ أن رسالة يعقوب 1: 21 تقول: “… فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ”. قد أزعجني هذا الشاهد قبلما أتعلَّم كيف أميز بين الروح والنفس (عبرانيين 4: 12) لأني كنت أعتقد أن النفس قد خلُصت في الميلاد الثاني. يتضح إذًا أن روحك قد صارت إنسانًا جديدًا، لكن كلمة الله هي التي تخلِّص نفسك وتردها.
اعتراف
إنني خليقة جديدة. قد صارت في روحي حياة وطبيعة الله. الله محبة، وسوف أدع حياته ومحبته تسودان عليَّ.
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.