(رومية 8: 14)
14 لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.
بإمكان كل ابن لله أن يتعلم القيادة بالروح القدس. فبركات الله العظمى, تخصّ أولئك الذين يتبعون روحه القدوس, وليس حواسهم الجسدية والظروف الخارجية. لكن, كي ما تتمتع بقيادة الروح القدس, عليك أن تكرس نفسك أولاً لخطة الله لحياتك بدلاً من الخطط التي وضعتها بنفسك.
إن تعلُّم القيادة بالروح القدس, لهو مطلب أساسي, إن كنت تسعى لطاعة الله. فإن لم تعرف كيف تميَّز ما يتكلم به الله إلى روحك, فستجد صعوبة فى اتباع خطته لحياتك.
يقود الله المؤمن من خلال روحه
كيف يمكننا أن نميز قيادة الله, ونتعلم كيف نتعاون معه, حتى نتمكن من اتباع خطته لحياتنا؟ أول كل شيء: لابد أن ندرك أن الله يتعامل ويتواصل معنا من خلال أرواحنا.
إن الله ليس كائنًا ماديًا, لذلك فهو لا يتعامل مع حواسنا الجسدية. كما أنه ليس فكرة أو عقل, حتى يتواصل مع عقولنا أو مشاعرنا.
هذه هي النقطة التي يخفق عندها كثيرين. فهم يحاولون أن يتواصلوا مع الله بعقولهم أو مشاعرهم. لذلك تجدهم يقولون: “أريد أن اشعر بحضور الله أثناء الصلاة”.
لكن ما يحتاجون إليه بالفعل هو أن يصلبوا أجسادهم ومشاعرهم ويجددوا أذهانهم بكلمة الله, ويهدأوا فى داخلهم عندما يأتوا إلى الصلاة (غلاطية 5: 24, رومية12: 2). لأنه عندئذٍ سيبدأ روح الله يتواصل مع أرواحهم.
|
الله روح (يوحنا 4: 24), والإنسان كائن روحي أيضًا. فالإنسان هو روح, لديه نفس (تضم الذهن والمشاعر والإرادة), ويعيش فى جسد (1تسالونيكى5: 23, عبرانيين4: 12, غلاطية1: 26، 27).
إن روح الإنسان (الإنسان الداخلي), هي ذلك الجزء الأبدي فيه, وهي ذلك الكيان الذي يتواصل مع الروح القدس ويسمع ما يقوله.
يقول الكتاب المقدس فى سفر (الأمثال20: 27) “رُّوحُ الإِنْسَانِ سِرَاجُ الرَّبِّ يُفَتِّشُ كُلَّ مَخَادِعِ الْبَطْنِ”. كما يقول فى رسالة رومية أيضًا: “لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ” (رومية 8: 16). بمعنى آخر, إن الروح القدس يستخدم أرواحنا لكي يرشدنا وينيرنا لمشيئة الله لحياتنا. فهو لا يتواصل مباشرة مع أذهاننا أو أجسادنا, لأنه يسكن فى أرواحنا. لذلك فأنه يتواصل معنا من خلال أرواحنا.
|
نستطيع توقع قيادة وارشاد الروح القدس حتى نتمكن من إتمام خطة ومقاصد الله لحياتنا. يقول الكتاب المقدس: “لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ” (رومية 8: 14). نلاحظ أنه لا يقول: “جميع الذين ينقادون بالذهن أو الجسد, فأولئك هم أبناء الله”. كما لا يقول أيضًا: “وجميع الذين ينقادون بالأنبياء أو الخدام, فأولئك هم أبناء الله”. على الرغم أنه فى بعض الأحيان, ستحتاج أن تطلب مشورة من أحد الأشخاص الحكماء الناضجين روحيًا. إلا أنه لا ينبغ أن تبحث عن بشر لتستقبل قيادة الله لحياتك من خلالهم. فهذا أمر غير كتابي.
كمؤمنين, نحن لدينا جميعًا روح الله, وكل واحد منا لديه مسئولية أن يميز قيادة الله بنفسه. لذلك نحن نحتاج أن نتبع قيادة الروح القدس وفقًا لكلمة الله, وليس لآراء أو معتقدات أشخاص آخرين.
كيف يقودنا الروح القدس؟ إن الطريقة الأولى والأساسية التي يقود الله بها جميع أولاده هي عن طريق الشهادة الداخلية. تقول رسالة (رومية 8: 16) عن الشهادة الداخلية: “لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ”.
|
بمجرد أن تختبر الميلاد الجديد, فإن الروح القدس يخبرك فى داخلك, بأنك ابن لله عن طريق الشهادة الداخلية. أنت لا تعرف أنك ابن لله لأن أحدهم تنبأ لك بذلك. لكنك تتيقن من ذلك لأن الروح القدس يشهد مع روحك أنك قد وُلدت ثانية. ربما لا تعرف كيف تشرح للآخرين هذا اليقين الداخلي من جهة خلاصك, إلا أنك تعلم ذلك فى داخلك. كما تعلم أنك قد صرت خليقة جديدة فى المسيح (1كورنثوس 5: 17).
إن هذه الشهادة الداخلية هي الوسيلة التي يقودك بها الروح القدس, ليُعرّفك بأكثر الأحداث أهمية على الإطلاق فى حياتك: وهو أنك صرت ابنًا لله. لهذا السبب, يصبح من البديهي جدًا أن تكون الشهادة الداخلية, هي الطريقة الأساسية التي يقودك بها الروح القدس فى مسيرة إيمانك.
فى حياتي الشخصية وخدمتي قد وجدت أن الروح القدس, يقودني فى أغلب الأحيان عن طريق الشهادة الداخلية, على الرغم من أنني قد نلت قيادة فائقة للمعتاد في بعض الأوقات, مثل الرؤى. لكن معظم الأحيان كانت القيادة تجيأني عن طريق الشهادة الداخلية. فهذه هي الطريقة الأولى والأساسية التي يقود الله بها كل أولاده. وبينما تسعى لتتبع خطة الله لحياتك, ستجد في أحيان كثيرة أن روحك تعلم أمورًا عن طرق الشهادة الداخلية لا يعرفها عقلك. وسوف تلتقط روحك هذه المعرفة من روح الله الذي يسكن فى داخلك.
أحيانًا تجد صعوبة في أن توضح لشخص آخر, من خلال وظائف اللغة المعتادة, كيف أنك عرفت شيئًا عن طريق الشهادة الداخلية للروح القدس. فأنت تدركها فى داخلك وحسب, ليس عن طريق حواسك الجسدية, إنما عن طريق الادراك والشعور الروحي.
على سبيل المثال, عندما كان بولس سجينًا على ظهر السفينة متجهًا إلى روما قال: “أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَرَىَ فِي سَفَرِنَا الآنَ خَطَراً وَخَسَارَةً عَظِيمَةً، لاَ عَلَى السَّفِينَةِ وَحُمُولَتِهَا فَقَطْ، بَلْ عَلَى حَيَاتِنَا أَيْضاً” (أعمال 27: 10).
لم يقل بولس: “لقد تكلم إليَّ الروح القدس أو لقد نلت رؤيا, إنما قال: إنني ألاحظ.. إنني أدرك أن هذه الرحلة ستكون محاطة بالخطر”. يتضح من ذلك, أن بولس كان لديه شهادة داخلية أو إدراك روحي بشأن الرحلة. لقد التقطت روحه تلك المعرفة من الروح القدس الساكن فيه.
أما الطريقة الثانية التي يقودنا بها الروح القدس, هي عن طريق الصوت الداخلي, والذي يُدعى “صوت الضمير الخفي”. هل تعلم أن إنسانك الداخلي له صوت, تمامًا مثل إنسانك الخارجي؟ إن صوت روحك يُدعى “الضمير”.
هذا الصوت الداخلي؛ صوت الإنسان الخفي, لا يمكن سماعه بأذنيك الخارجيتين. لكنك تسمع صوت الإنسان الداخلي فى داخلك؛ فى روحك. فإنسانك الداخلي يتكلم إليك بذات الصوت الصغير الهاديء, والذي يُدعى صوت الضمير. وبعد ذلك, ينقل الضمير إلى ذهنك المعرفة التي نالها من الروح القدس.
ثم تأتي بعد ذلك الطريقة الثالثة التي يقودك بها الروح القدس, وذلك من خلال “صوت الروح القدس” الأكثر حسمًا وسلطانًا. وعلى الرغم من أن الروح القدس ربما يختار أن يتكلم إلى المؤمن من خلال ذلك الصوت الأكثر حسمًا ووضوحًا, إلا أن ذلك يحدث كيفما يشاء الروح (1كورنثوس 12: 11).
يوجد فرق واضح بين صوت روحك الداخلي الهاديء وبين صوت الروح القدس الأكثر حسمًا ووضوحًا. فعندما يتكلم إليك الروح القدس, فإنه يكون أكثر حسمًا ووضوحًا.
يمكنك أن تسمع صوت الروح القدس فى داخلك, فى إنسانك الداخلي. أو ربما يأتيك بصوت مسموع, حتى أنه يكون واضحًا جدا كما لو أن شخصًا وافقًا إلى جوارك يتكلم إليك.
على الرغم من أن صوت الروح القدس عندما يتكلم إليك يكون واضحًا ومسموعًا, إلا أنه لا يسمعه لأي شخص متواجد معك أو فى حيّز محيطك. هذا لأن الروح القدس لا يتكلم فى الوسط المادي, لأن ليس لديه جسد مادي. الروح القدس, ذلك الأقنوم الإلهي, هو روح. لذلك فإنه يتكلم فى الوسط الروحي.
وأنت كذلك أيضًا كائنًا روحيًا. لذلك عندما تسمع صوت الروح القدس يتكلم إليك, فأنت تسمعه بروحك. لهذا السبب نجد أن صوت الروح القدس, يُسمع فى العالم الروحي. إن الأمور الروحية حقيقية تمامًا كالأمور المادية. بل وإنها أكثر حقيقة وواقعية عن الوسط المادي الطبيعي. لأن الله, الذي هو روح, عندما خلق العالم المادي خلقه من العالم الروحي الأكثر حقيقةً. لها السبب, إن أردت أن تتبع خطة الله لحياتك بنجاح, فإنه يتطلب منك أن تكون أكثر حساسية وإدراكًا لأمور الروح, عن إدراكك للفكر والجسد.
لكن مؤمنين كثيرين يقضون معظم حياتهم, لا يدركون سوى الأمور التي تلتقطها حواسهم الجسدية وحسب. فإدراكهم حسي يغلب عليه الجسد. وبسبب هذا تجدهم في أحيان كثيرة صُمّ روحيًا. أذانهم الروحية قد طُرمت, لأنهم لا يصغون للروح القدس الذي بداخلهم, وقلبهم مشغول تمامًا بكل الاهتمامات المادية. وهناك مؤمنون آخرون لا يصغون للرب, لأنه ليس لديهم وقتًا ليسمعوا. فهم دائمًا يتكلمون ولا ينصتون لما يقوله الله لأرواحهم.
أما البعض الآخر فلا يعرف أصلاً أن لديهم آذان روحية, وأن بإمكانهم أن يسمعوا من الروح القدس.
|
تنمية الروح الإنسانية لمعرفة مشيئة الله
كثيرًا جدًا ما تكون المشكلة الأساسية, التي تعيق اتباعنا لخطة الله لحياتنا, هي نتيجة فشلنا فى تنمية أرواحنا. لقد قضينا معظم أوقاتنا مدركين للعالم المادي والفكري؛ ننمى ونثقف عقولنا وأجسادنا على حساب أرواحنا. وعندما نتجاهل تنمية أرواحنا, فإن عقولنا تأخذ موضع القيادة فى حياتنا. وعندئذٍ تصبح أرواحنا, التي كان ينبغي لها أن تسود على أذهاننا وأجسادنا وتقودنا, قد أُغلق عليها فى سجن مُقيدة.
لكن الروح القدس يسعى دائمًا, من خلال الشهادة الداخلية, أن يقود أرواحنا – هذا إن قضينا وقتًا ننمي أرواحنا ونستمع لها. وهناك نقطة أخرى لابد أن تتذكرها إن أردت أن تنمى روحك وهى: أنك لابد أن تحتفظ بضمير حساس ورقيق.
لا تخالف ضميرك ولا تعصيه. بل بالأحرى اجعلها عادة أن تطيع روحك دائمًا. وتذكر دائمًا أن ضميرك هو صوت روحك, وهو الوسيط الذي ينقل لفكرك ما يقوله روح الله فى قلبك.
لكن إن أصررت على عصيان ضميرك, فستجعله متحجرًا, غير قادر على التقاط اشارات وتوجيهات الروح القدس. وستصبح غير قادر على تمييز الأمور الروحية. وعندئذٍ لا يصبح ضميرك مرشدًا أمينًا لك. فعندما يُكوى ضميرك بالنار, سيصبح من الصعب عليك تمييز قيادة الرب واتباع خطته.
عندما تجتهد فى تنمية روحك, تأكد أنك لست خاضعًا لقيادة الجسد. فهذه هي النقطة التي يخفق فيها الكثيرون؛ إذ تجدهم يتخذون قرارات وفقًا لرغبات وميول أجسادهم. ولأن أرواحهم ليست على توافق مع الروح القدس الذي يسكن بداخلهم, فإنهم يفقدون الأمور التي أعدها الله لهم فى سباقهم الروحي.
|
وإن تركت ذهنك وأفكارك الغير مُجددة تقودك, وكذلك مشاعرك أو عواطفك, فسوف تعوَّق نفسك عن تنمية روحك. وهذه زاوية أخرى يخفق فيها مؤمنون كثيرون. فهم يتركون العنان لمشاعرهم, في كل ما يتعلق بالخطط والرغبات التي أعدوها بأنفسهم. وبعد ذلك, يقنعون أنفسهم بأن هذه هي قيادة الرب لهم. لكن فى حقيقة الأمر, إنهم ينقادون بمشاعرهم وليس بأرواحهم, والتي تقودهم فى نهاية المطاف إلى التيهان. لذلك فإنه أمر هام فى نموك الروحي ألا تنقاد بالظروف الخارجية.
عندما بدأت خدمة الرعوية, وأنا لا أزال فتى يافعًا, كنت أعرف رعاةً كانوا ينقادون بالظروف الخارجية. عندما كان عدد الحضور اجتماع مدارس الأحد يقل, كانوا يقولون عبارات مثل: “أتمنى لو رجع عدد الحضور لما كان عليه سابقًا.. سوف اترك رعوية هذه الكنيسة والتحق بأخرى!”. أو عندما كانت الأمور المادية تشح, كنت تجدهم يقولون: “إن الرب يقودني لأترك رعوية هذه الكنيسة والتحق بأخرى”. لكنه يتضح كيف اختار هؤلاء أن ينقادوا بالظروف الخارجية بدلاً من الروح القدس.
عندما بدأت الخدمة كراعٍ, قد اتخذت قرارًا بأني لن أدع أبدًا الظروف الخارجية تحركني. لم أكن أتأثر إطلاقًا بعدد الحضور أو الموارد المالية. وعلى النقيض, لم أدع أي من الأمور الظاهرية مثل الحضور الكثير أو وفرة الموارد المالية أو أي ظروف أخرى تحفزني. لذلك عندما كنت أواجه مشاكل فى الكنائس التي قمت برعايتها كنت أقول لنفسي: “لن أسع لمعرفة مشيئة الله من خلال الظروف الخارجية. لكني سأعرف مشيئة الله من خلال ما يقوله إلى روحي”. لقد طلب الرب مني أن أرعى هذه الكنيسة, لذلك لن أجادل بشأن مشيئته ولن أشغل نفسي ما إذا أخبرني الأسبوع القادم أو الشهر القادم أن أترك الرعوية. هذا أمر ليس من شأني, إنما شأنه هو. لذلك سأبقى فى مكاني حتى يخبرني بالرحيل. وإن طلب الرب مني الذهاب لمكان آخر, فبكل تأكيد هو لديه لطف كافٍ حتى يتكلم إليَّ. إنه إله “عاقل” وأنا كذلك. لذا بإمكاني فهم ما يقوله لي. إنني فى تواصل معه, وسأكون مفتوحًا لقيادته, وسوف استقبل منه إشارة التحرك عندما يحين وقت المغادرة. فسوف أعلم ذلك يقينًا فى داخلي ومن خلال الشهادة الداخلية..”.
هذه هي الطريقة التي اتبعتها لقيادة الروح القدس, طوال خدمتي على مدار ستين عامًا. كنت أواصل السير فى الاتجاه الذي سبق وأن اخبرني بالذهاب فيه, ما لم يقودني لاتجاه جديد فى حياتي وخدمتي. لكني لا أحاول أن ابدأ قيادة جديدة من ذاتي.
أثناء نموك الروحي واتباعك لقيادة الله لحياتك, ينبغي أن تحرص على الوحدة والاتفاق, مع جميع الناضجين روحيًا, الذين يحيطون بك والذين تثق بهم. لذلك كن حريصًا بشأن أي خطوة جديدة, عندما يكون أولئك المقربين منك, والذين تعتبرهم ناضجين روحيًا, لا يتفقون معك من جهة القيادة التي نلتها من الرب.
على سبيل المثال, نرى صورة واضحة للمباديء الكتابية, عن الوحدة والاتفاق أيام الكنيسة المبتدئة, عندما كانوا يتخذون قرارًا معينًا في شيء ما يتعلق بالخدمة. ومن إحدى الأمثلة عن ذلك هو تخصيص بولس وبرنابا للخدمة.
(أعمال13: 1-3)
1 وَكَانَ فِي الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أَنْطَاكِيَةَ بَعْضُ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُعَلِّمِينَ؛ وَمِنْهُمْ بَرْنَابَا؛ وَسِمْعَانُ الَّذِي يُدْعَى الأَسْوَدَ؛ وَلُوكِيُوسُ مِنَ الْقَيْرَوَانِ؛ وَمَنَايِنُ الَّذِي تَرَبَّى فِي طُفُولَتِهِ مَعَ هِيرُودُوسَ حَاكِمِ الرُّبْعِ؛ وَشَاوُلُ.
2 وَذَاتَ يَوْمٍ، وَهُمْ صَائِمُونَ يَتَعَبَّدُونَ لِلرَّبِّ، قَالَ لَهُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «خَصِّصُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لأَجْلِ الْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ».
3 فَبَعْدَمَا صَامُوا وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا أَيْدِيَهُمْ أَطْلَقُوهُمَا.
لا يوضح الكتاب كيف تكلم الروح القدس فى هذه الحادثة. فربما تكلم أحد الأنبياء تحت مسحة الروح فى صورة نبوة, أو ربما قد سمع بعضهم صوت الروح القدس الأكثر حسمًا.
لا يهم الطريقة التي تكلم بها الروح القدس, لكن النقطة الأساسية فى الموضوع هي أن جميع الخدام الخمسة, الذين كانوا متواجدين فى الاجتماع فى أنطاكيا, اتفقوا بشأن قيادة الرب, فيما يتعلق بتخصيص بولس وبرنابا, لأجل عمل الخدمة. هذا لا ينفي أنك ربما تحتاج أن تتخذ بعض القرارات بنفسك, بينما تتبع خطة الله لحياتك. لكن لا يوجد داعٍ أن تذهب لتطلب المشورة من كل شخص حولك بشأن ما تفكر فيه. فربما لا يخبر الله الآخرين بما يريدك أن تفعله فى موقف معين.
هناك مؤمنون كثيرون يلجأون دائمًا للآخرين, ليخبرونهم عما يحتاجون فعله وما لا ينبغي عليهم فعله, هذا لأنهم لا يريدون أن يتحملوا مسؤولية الانتظار أمام الله طلبًا للقيادة. لكن كل مؤمن يقع على عاتقه مسؤولية اكتشاف قيادة الرب لحياته الشخصية. ومن ناحية أخرى, نقرأ فى سفر الأعمال الإصحاح الثالث عشر, أن جميع الحاضرين فى هذا الاجتماع اتفقوا على ما تكلم به الرب إليهم وسلكوا بموجبة. لذلك فإنه أمر ضروري وكتابي, أن يتفق معك أولئك الذين تثق فيهم روحيًا, عندما تتخذ قرارًا مصيريًا يؤثر بدرجة كبيرة على حياتك بأكملها. مع ذلك, ففي أحيان كثيرة يكون من الحكمة, أن تأخذ في الاعتبار مشورة الذين لديهم معرفة عميقة بالرب ويهمهم حالك. بالنسبة لي, هناك بعض الأشخاص ممَن اعتبرهم واثق في حياتهم وسلوكهم الروحي. وفي بعض الأوقات كنت أذهب لأتحدث إليهم بشأن بعض القرارات التي سوف أتخذها. فالكتاب المقدس يقول في هذا الصدد: “يَسْقُطُ الشَّعْبُ حَيْثُ تَنْعَدِمُ الْهِدَايَةُ [المشورة]، وَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ يَتَحَقَّقُ الْخَلاصُ” (أمثال11: 14). كما أنه من الهام أيضًا, أن أولئك الذين ربما تتأثر حياتهم بالقرار الذي سوف تتخذه, يؤيدون قيادة الرب لك فى هذا الاتجاه.
على سبيل المثال, فى بداية الأربعينيات, وعندما ابتدأ الرب يتعامل معي بشأن العودة لرعوية الكنيسة بـ “فارم سفيل” [كنت قد تركت رعوية الكنيسة قبل توقيت مشيئة الله]. وعندما طلب الرب مني العودة أردت أن تؤكد لي زوجتي هذا القرار أيضًا.
كنت وقتها راعيًا لكنيسة أخرى, وكنت أعيش فى صراع لأكثر من شهر من جهة العودة لرعوية هذه الكنيسة في “فارم سفيل”. كنت أحيانًا, وبينما أصلي فى الكنيسة بمفردي, أجد تثقلاً شديدًا من جهة العودة لرعوية هذه الكنيسة لدرجة أني كنت أنهض وأركض خارج مبنى الكنيسة محاولاً التخلص من هذا الثقل. كنت أخبر الرب بأني لا أريد العودة لأكون راعيًا لهذه الكنيسة.
ربما يثور ذهنك وجسدك ضد ما يخبرك الرب لكي تفعله. وسوف تخفق في الأمر إن بدأت تصغي لحواسك الجسدية وذهنك بدلاً من روحك.
لأننا تركنا رعوية هذه الكنيسة فى المرة الأولى قبل الأوان, لم يقدر الله أن ينجز ما أراد فعله من خلالنا هناك. لكن من خلال طاعتنا للعودة هناك مرة أخرى, استطاع الله أن يستخدمني لأنمي شعب هذه الكنيسة روحيًا, بصورة لم أشهدها من قبل فى أي كنيسة أخرى قد قمت برعايتها. لقد تعلمنا الكثير من الدروس الهامة. والآن نستطيع أن نشهد أن طرق الله هي الأفضل دائمًا.
لكن النقطة التي أردت توضيحها هو أن الله قد تعامل مع كلينا: زوجتي وأنا من خلال الشهادة الداخلية, حتى يقودنا للعودة مرة أخرى للكنيسة بـ “فارم سفيل”. وقد اتفقت أنا وزوجتي بأن الرب يقودنا فى هذا الاتجاه. وعلى قدر المستطاع, ينبغي أن يكون هذا هو الحال فى مثل تلك المواقف, التي يكون فيها القرار يؤثر على حياة أكثر من شخص.
ومن ناحية أخرى, هناك بعض المواقف حينما لا يتفق معك الآخرون بشأن القرار الذي تعلم أن الرب يقودك لتقوم به. وفي هذا الوضع, لابد أن تتبع قيادة الرب بكل قدرتك. لكن كن حريصًا جدًا لتتأكد أن هذه هي مشيئة الرب عندما لا يتفق معك الآخرون.
تأكد جيدًا من قيادة الرب فى روحك قبل أن تتخذ أي قرار
من الهام جدًا ألا تتسرع من جهة اتخاذ قرار ربما يؤثر على مجرى حياتك. إنني دائمًا أتذكر كلمات الرب يسوع لي: “لا تكون متباطئًا ولا متسرعًا. لكن إن اضطررت, فمن الأفضل أن تكون متباطئًا عن أن تكون متسرعًا…”.
لذلك إن أردت أن تنمي روحك, حتى يمكنك تمييز خطة الله لحياتك بوضوح, فأنك تحتاج أن تأخذ وقتًا كافيًا فى الصلاة, حتى تتضح قيادة الله فى روحك. لكن المشكلة مع مؤمنين كثيرين, هو أنه عندما يستقبلون قيادة من الرب بشأن خطة الله لحياتهم, فأنهم يخلطون هذا الإعلان مع مشاعرهم وأفكارهم الخاصة. فيذهبون وراء أفكارهم البشرية, وينحرفون عن فكر الله من جهة الأمر. عندئذٍ لا تسير خطة الله لحياتهم كما يجب, فيرتبكون ويتساءلون إن كانوا حقًا قد سمعوا صوت الرب!
|
والطريقة الوحيدة لكي تمنع شيئًا كهذا من الحدوث, هو أن تقضي وقتًا كافيًا فى حضور الله في الصلاة بالروح, حتى تستبعد جميع المشاعر والأفكار البشرية, وتضعهم على المذبح أمام الرب. بالإضافة إلى تخصيـص وقـت للصـلاة والتأمـل في
الكلمة, حتى تسمع من الرب في روحك وتعلم فى داخلك بما يجب عليك فعله.
يقول الكتاب المقدس فى رسالة (كورنثوس الأولى 2: 16) “فَإِنَّهُ «مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟» وَمَنْ يُعَلِّمُهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ، فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ!” من خلال كلمة الله وحدها نستطيع أن نكشف أفكار الله. لهذا السبب, يصبح من الضروري أن تجدد ذهنك, من خلال التأمل والتغذية المستمرة على كلمة الله, حتى يصبح ذهنك فى توافق مع روحك.
|
إن الصوت الذي يتكلم إليك فى كلمة الله, هو ذات الصوت الذي يتكلم إلى روحك ويقودك. لذلك فإن التعمق في الكلمة يجلي بصيرتك الروحية, ويزيد من مقدرتك على سماع صوت الله فى روحك. لذلك فإن الانتظار أمام الله فى الصلاة ودراسة الكلمة هو أمر شديد الأهمية, إن أردت أن تسير وفقًا لأفكار الله وطرقه بدلاً من مقترحاتك البشرية.
بينما كنت لا أزال في مرحلة النضوج الروحي, تعلمت كيف أقضي وقتًا في الانتظار أمام الرب, في الصلاة ودراسة الكلمة, حتى تتضح فى روحي المُهمة التي يريدني الرب القيام بها. احتجت فى بعض الأحيان أن أنتظر لأيام عدّة أمام الرب كي ما تتضح القيادة. وفيما يتعلق بالقرارات المصيرية التي ترتبط بخدمتي, كنت أصلي لعدة أشهر قبل أن أسرع فى القيام بأية خطوة. لا أقصد بذلك أني كنت راكعًا أصلي على ركبتي طوال الوقت. بل كنت أذهب لأمارس أعمالي اليومية كالمعتاد. لكن على قدر المستطاع, كلما وجدت فرصة كنت أصلي. وفي أحيان كثيرة كنت أقضي الليل كله فى الصلاة. وبالطبع كانت معظم صلواتي بالألسنة.
فى الحقيقة، إن أعظم الوسائل التي منحها الله لكل مؤمن, والتي عن طريقها يستطيع أن يكتشف خطة الله لحياته, هو التواصل الفائق للطبيعي مع الله من خلال التكلم بالألسنة- الذي هو برهان الامتلاء بالروح (أعمال2: 2-4). يخبرنا الكتاب المقدس أنك عندما تصلي بلسان غير معروف, فإن روحك تصلي (1كورنثوس14: 14). ومن خلال هذه الطريقة تكون روحك الإنسانية فى تواصل فعاَّل مع الله, عن طريق الروح القدس, الذي يعطيك هذا النطق الفائق للطبيعي. تعَّد هذه أعظم وسائل التعضيد فى الصلاة, لأنه عن طريقها يستطيع الله أن يقود روحك.
تقول رسالة (كورنثوس الأولى14: 2), أنك عندما تصلي بلسان فأنك تتكلم بأسرار لله. لذلك, بينما تطلب قيادة الرب وإرشاده, فإن الروح القدس سوف يساعدك لتتكلم بإسرار وخطط الله لحياتك- كل هذا من خلال الصلاة بالألسنة.
من اختباري الشخصي, قد وجدت أن الصلاة بالألسنة تعَّد من أعظم وأفضل الطرق التي أسكَّن بها جسدي, وأجعل ذهني محايدًا, حتى يمكنني سماع ما تقوله روحي لي. فكما هو واضح إنك تستطيع أن تفعل بذهنك ضوضاء أكثر مما تصنع بيديك ورجليك. فإن كان صوت ذهنك مرتفعًا, فإنه يفرض عليك دائمًا أفكاره الأنانية, أو الأكاذيب الشيطانية – فلن تتمكن من سماع ما يقوله الروح القدس لروحك.
|
على مرَّ السنوات, قد وجدت أنني أستطيع أن أهدَّيء ذهني وجسدي بسهولة من خلال الصلاة بالألسنة. كان الأمر يستغرق مني في البداية حوالي ساعة أو ساعة ونصف من التكلم بالألسنة حتى يهدأ ذهني. لكن الآن أصبح يستغرق دقائـق قليلـة. هكـذا يتضـح, أن الأمـور الروحيـة تتطلـب تدريبًا
وتمرينًا مثل الأمور الطبيعية تمامًا. على سبيل المثال, يواظب لاعبي كرة القدم على التدريب ربما لشهور عديدة قبل بدء الدوري. بالمثل هكذا, كلما انتظرت أمام الله مصليًا أكثر بالألسنة, كلما أصبح من السهل عليك أن تهدأ وتصغي إلى قلبك. وبالطبع, هذا ليس سهلاً على الجسد, لأنه لا يريد أن يصلي. فهو يجد سرورًا أكبر في مشاهدة التلفاز أو اللعب أو التسوق, عن الجلوس للصلاة. لكن إن أردت أن تنال حكمة الله وتوجيهات بشأن حياتك, فعليك أن تقمع جسدك لروحك وتكرس نفسك للصلاة (1كورنثوس9: 27، 1بطرس4: 7).
عندما أطلب قيادة الرب لأجل قرارات متعددة, فأني أواظب على الصلاة ليلة بعد الأخرى, وربما لمدة أسابيع, ولا أتوقف حتى تتضح فى روحي الصورة جيدًا لما يريدني الرب أن أفعله. وطوال الوقت الذي أداوم فيه على الصلاة, فإن جهاز استقبالي الروحي يكون مفتوحًا دائمًا. هل تفهم ما أنا أعنيه؟ بمعنى آخر, إنني أكون مستعدًا ومتيقظًا فى روحي باستمرار, لسماع ما يقوله الرب لي.
تستطيع أن تفتح جهاز استقبالك الروحي كذلك. إنه عمل إيمان. انظر إلى داخلك واقترب من الله بالإيمان, وبينما تفعل ذلك, ستجد نفسك تتواصل مع الله الآب, الذي هو روح, والذي سوف يتجاوب مع روحك. أثناء فترات الصلاة هذه, كنت أجد معرفةً أو ادراكًا لما يريدني الله فعله, يطفو من أعماق كياني الداخلي. ثم تبدأ القيادة والحكمة الإلهية, تتبلور وتتضح في داخلي, حتى أعلم فى نهاية الأمر الاتجاه الذي يريدني الله الذهاب فيه. وبمجرد أن اتضحت الصورة فى داخلي, فلا يمكن لأحد أن ينتزع معرفة خطة الله مني. لقد أمسكت بها.
إن ما يجعلك تحقق النصرة, رغم التحديات والصعوبات التي ربما تواجهها, هو حصولك على صورة واضحة في روحك, بشأن قيادة الله لحياتك. فإن لم تتيقن من جهة مشيئة الله نحو موضوع ما, فسيكون من السهل تضليلك بالظروف والأحداث المضادة. وإن لم تكن لديك قيادة واضحة في روحك, فى الوقت الذي يتطلب منك اتخاذ قرار ما, فربما تضيع وقتًا طويلاً فى التردد للأمام والخلف, خوفًا من الإخفاق فى مشيئة الله. لذلك, إن لم تكن لديك معرفة واضحة ويقينية في روحك, من جهة مشيئة الله, فسوف تتلاعب بك أمواج الظروف, تارة للقمة وتارة للقاع, يوم للأمام ويوم للخلف. حتى تجد نفسك فى النهاية قد انحرفت عن المسار الصحيح. لأنك فى مثل هذه المواقف سوف تتبع الظروف والأحداث الطبيعية, بدلاً من قيادة الروح القدس فى روحك. لذلك، تُعَّد معرفة مشيئة الله فى روحك, بمثابة المرساة التي تحفظك على الطريق الصحيح, بغضَّ النظر عما تواجهه من ظروف مضادة.
خلَّص نفسك من أي عوائق
ضع نصب عينيك تحقيق هذا الهدف طوال حياتك: التخلص من أيّة عوائق, بينما تسعى لتنمي روحك, ولتحصل على قيادة وإرشاد, بشأن جميع نواحي الحياة, قبل أن تشرع في القيام بأيّة خطوة. وتذكر دائمًا: لن تتمكن من تحقيق هذا الهدف, ما لم تخلَّص نفسك من أي عائق في قلبك يمكن أن يعطل حياة صلاتك الشخصية. فإن احتفظت بمعطلات فى قلبك ستقضي أوقات طويلة فى الصلاة دون أن تحصل على نتائج.
ما هي الأمور التي ربما تعوّق حياة صلاتنا الشخصية؟ قد أشار الرب يسوع إلى واحدة منهم فى إنجيل (مرقس11: 25), بعدما تكلم عن صلاة الإيمان. لقد أوضح يسوع, أن عدم الغفران يمكن أن يعطل استجابة صلاتك.
24 لِهَذَا السَّبَبِ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَا تَطْلُبُونَهُ وَتُصَلُّونَ لأَجْلِهِ، فَآمِنُوا أَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمُوهُ، فَيَتِمَّ لَكُمْ
25 وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ، وَكَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، فَاغْفِرُوا لَهُ، لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَتِكُمْ أَيْضاً
26 وَلكِنْ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَتِكُمْ».
“.. اغْفِرُوا”, لماذا قال الرب يسوع هذا الكلام؟ لأنه كان يعلم أن صلواتنا لن تكون فعَّالة, إن كنا نحتفظ بضغينة, أو عدم غفران فى قلوبنا تجاه شخص آخر. ما لم تحافظ على السلوك بمحبة الله, وتكون سريع الغفران, ستعطل نمو روحك وتعوّق مقدرتك في الحصول على قيادة وإرشاد من الرب, لأنه عن طريق قلب الإنسان – روحه – يقوده الرب.
تَذْكرَ رسالة بطرس الرسول الأولى, شيئًا آخر يعوّق حياة صلاة المؤمن.
(1بطرس 3: 7-9)
7 وَأَنْتُمْ، أَيُّهَا الأَزْوَاجُ، إِذْ تُسَاكِنُونَ زَوْجَاتِكُمْ عَالِمِينَ بِأَنَّهُنَّ أَضْعَفُ مِنْكُمْ، أَكْرِمُوهُنَّ بِاعْتِبَارِهِنَّ شَرِيكَاتٍ لَكُمْ فِي وِرَاثَةِ نِعْمَةِ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ يَعُوقَ صَلَوَاتِكُمْ شَيْءٌ.
8 وَالْخُلاَصَةُ، كُونُوا جَمِيعاً مُتَّحِدِينَ فِي الرَّأْيِ، مُتَعَاطِفِينَ بَعْضُكُمْ مَعَ بَعْضٍ، مُبَادِلِينَ أَحَدُكُمُ الآخَرَ الْمَحَبَّةَ الأَخَوِيَّةَ، شَفُوقِينَ، مُتَوَاضِعِينَ.
9 لاَ تُبَادِلُوا الشَّرَّ بِشَرٍّ، وَلاَ الشَّتِيمَةَ بِشَتِيمَةٍ. بَلْ بِالْعَكْسِ: بَارِكُوا، فَتَرِثُوا الْبَرَكَةَ، لأَنَّهُ لِهَذَا دَعَاكُمُ اللهُ .
يقول عدد 7 أن الأزواج يمكن أن يعوّقوا استجابة صلواتهم, إن لم يعطوا كرامة واحترام لزوجاتهم, لائقان بشركاء فى نعمة الحياة. فى الحقيقة, إن كلاً من الزوجة والزوج يمكن أن يعوّقا حياة صلاتهما الشخصية, ونموهما الروحي, بعدم السلوك بمحبة نحو الطرف الآخر. هذه حقيقة مؤكدة. وهذا المبدأ الكتابي ينطبق على كل مؤمن أيضًا. بمعنى آخر, إن لم تُخلّص نفسك من أي جزء ضئيل من الضغينة أو مشاعر سلبية أو عدم غفران, فأنت تقطع قناة الاتصال بينك وبين الله.
هذه ليست كل المعوقات التي يمكن أن تعطل صلاتك أو نموك الروحي. فحياتك الروحية ربما تعاق إن لم تتخلص من أي شيء يرجع بفائدة عليك بصفة شخصية, سواء كان ثقل أو خطية أو أي شيء يقف عائقًا عن الركوض فى سباقك الروحي بكل قدرتك (عبرانيين12: 1).
|
لذلك لا تمنع تدفق فيض بركات الله وقيادته وإرشاده عنك. لا تتمسك بأثقال وخطايا وأشياء تقفل سريان الروح القدس إلى حياتك. تحوَّل عنهم وتخلَّص منهم بدم يسوع المسيح. لذلك احذر من أي شيء يقف مانعًا دون استجابة صلاتك, قبل الشروع فى قيادة الرب لأجل أمر ما. وبعد ذلك تأكد أن قلبك نقي لا يشوبه شيئًا, حتى يمكنك سماع ما يقوله الروح القدس.
دع الله يزيل المستحيلات من طريقك
بمجرد أن تحصل على قيادة الله بشأن الأمر, فلا تقلق من جهة الظروف أو العقبات التي تبدو مستحيلة, وتقف حائلة فى طريق اتباع خطة الله لحياتك. وبينما تطلب الله لأجل حكمة وتطيعه فى كل خطوة, ستجده يزيل جميع العراقيل من طريقك بصورة تدهشك.
على سبيل المثال, أتذكر عندما ابتدأ الرب يتعامل معي بشأن رعاية إحدى الكنائس, قبل تولي رعايتها بعامين. بدأت أتثقل بأمر هذه الكنيسة فى روحي, وظللت أسأل الرب: “هل تتحدث إلى بشأن رعاية هذه الكنيسة؟” وعندما واظبت على الصلاة لأجل هذا الأمر, بدأت أقتنع بأن الرب يريدني أن أكون راعيًا لهذه الكنيسة.
عندئذٍ قلت: “يا رب, أنني أرى عوائق ضخمة تقف فى طريق رعايتي لهـذه الكنيسـة.. فمـن
الوجهة الظاهرة, تبدو هذه العوائق جبالاً شامخة يستحيل نقلها. لذلك فهذا هو دورك لتفعله حتى يتسنى لي رعاية هذه الكنيسة”.
كان بعض من قادة هذه الكنيسة يعارضون خدمتي – وخصوصًا رسالة الإيمان والشفاء التي كنت أعظ بها. كانوا قد حاولوا فى الماضي أن يدخلوا فى مواجهة معي, ليجادلوا ويتشاجروا بشأن ما يؤمنون به. لكني كنت ألتزم الصمت, وأترك مَن يريد أن يتشاجر ليتشاجر. لقد قررت منذ وقت طويل أني سوف أسير بالمحبة, بغضّ النظر عما إذا كان أي شخص آخر سوف يسلك بالمحبة أم لا. فقلت للرب: “لن أتسرع من جهة ما أخبرتني به, فيما يتعلق برعوية هذه الكنيسة, ولن أحاول أن أحدث الأمور بنفسي. لن أقول كلمة واحدة لأي فرد. سأكمل رعاية الكنيسة التي أنا مقيم فيها الآن وسأراقبك وأنت تجري الأمور”.
وبالفعل قد أكمل الرب العمل. ولدهشتي, أنه بعد مرور عامين كان هؤلاء القادة الذين قاوموني بشدة هم بذاتهم الذين طلبوا مني أن آتي لأكون راعيًا لكنيستهم. لقد تعامل الرب مع كل عائق بينما كنت أصلي واثقًا فيه أنه يعمل الأمر.
لكن السبب الذي لأجله استطعت أن أثق فى الله, ليتعامل مع هذا الموقف, هو لأني سعيت في طلبه من البداية, حتى عرفت بوضوح فى روحي أن الله يريد مني تولي رعاية هذه الكنيسة.
خطوات عملية لاكتشاف خطط الله الغير معلنة
من الهام جدًا أن تنتظر أمام الله, وتكتشف خططته الغير مُعلنة لحياتك. والصلاة بالألسنة هي واحدة من أهم هذه الطرق لمعرفة ذلك.
يقول الكتاب المقدس أننا عندما نصلي بلسان فنحن نتكلم بأسرار إلى الله: “فَمَنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ أُخرَى، لاَ يُكَلِّمُ النَّاسَ، بَلِ اللهَ، لأَِنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يَفهَمُ مَا يَقُولُهُ. فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِأسرَارٍ بِالرُّوحِ” (1كورنثوس14: 2). وتقول ترجمة موفات: “.. أسرار إلهية فى الروح”.
كثير من الأمور الرديئة التي ربما حدثت للبعض منا, أو أمور جيدة كان ينبغي أن تحدث لكنها لم تتحقق, هو لأننا قد تقاعسنا في الماضي عن اكتشاف خطة الله لحياتنا.
|
لقد أعد الرب لنا أمورًا كثيرة في المستقبل, حتى أنه عندما نصلي في الروح, يمكننا أن نكتشف ما قد خططه لنا قبل الوقت. فى الحقيقة, إن ما يحدث فى حياتنا الحاضرة – سواء من أمور جيدة أو أمور رديئة, هو نتيجة ما صليت لأجله, أو تقاعست عن الصلاة من أجله. وما سيحدث لك فى المستقبل سيكون نتيجة صلواتك الحالية. أحيانًا, سوف يضع الروح القدس تثقلاً عليك حتى تصلي لأجل أمور معينة تتعلق بخطته لحياتك. وستكون لديك مسحة الروح لتصلي لأجل هذا الأمر. لكن إن تجاهلت تحريضات الروح القدس, وانشغلت بأمور الحياة العادية, فسيتوقف عمل المسحة. وإن استمررت فى تجاهل تحريضات الروح القدس, فسوف تُحزن الروح, ولن يتعامل معك بشأن الأمر ثانيًا.
لذلك خذ قرارًا اليوم, بأن تكون حساسًا لتحريضات الروح القدس الدقيقة. اقض وقتًا في الانتظار أمام الله بالصلاة والكلمة, حتى تكتشف قيادته وإرشاده لك. انتظر وقتًا كافيًا أمامه حتى يهدأ ذهنك, ويتوقف عن نشاطه. لا تترك موضع الصلاة قبل أن تأسر مشاعرك الجسدية, وتمنعها من السيطرة عليك. لأنه عندئذٍ ستكون قادرًا على سماع صوت روحك.
كما يوجد هناك شيء آخر يساعدك على اكتشاف مشيئة الله. عندما تقضي وقتًا في حضور الله, قدَّم عبادةً وتسبيحًا له. فهذا يساعد على تهيئة ذهنك وتقوية روحك. لهذا السبب, يعّد قضاء وقت أطول فى عبادة الرب, وسيلة تعضيد كبرى لتنمية روحك. ماذا أعنى بقول “عبادة الرب”؟ إنها تعنى المكوث والتريُّث فى محضره, مظهرًا حبًا وعبادة لشخصه, ولكل ما صنعه لأجلك. إنها تعني التأمل فى مجده وقوته, حتى يتشبع كل جزء من كيانك بشخصه.
إن عبادة الرب تساعدك على سماع صوت الروح القدس. على سبيل المثال, نقرأ فى سفر (الأعمال 13: 2) “وَذَاتَ يَوْمٍ، وَهُمْ صَائِمُونَ يَتَعَبَّدُونَ لِلرَّبِّ، قَالَ لَهُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ..”. عندما تعبد الرب, فأنت تخلق مناخًا روحيًا ملائمًا, يستطيع الروح القدس أن يتكلم إلى قلبك من خلاله. وبينما تقضي وقتًا تظهر فيه محبتك وعبادتك للرب, فإنه يصبح من السهل جدًا أن تُهدّيء ذهنك وعواطفك وتركزهما على يسوع.
لذلك إن أردت أن تختبر علاقة حميمة وشركة قوية مع الرب تستطيع من خلالها أن تسمع لما يقوله لك, فلتحرص على قضاء وقتًا أطول معه. ربما يتطلب الأمر بعض الوقت حتى تهدَّأ ذهنك وجسدك, لهذا السبب يقول الكتاب: “اسْتَكِينُوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ” (مزمور 46: 10). لذا خذ وقتًا, حتى يهدأ جسدك ويصمت ذهنك. ثبَّط عواطفك ومشاعرك, حتى لا تكن هناك عاطفة واحدة يمكنها أن تشوش تفكيرك. وبمجرد أن يهدأ جسدك ويصمت ذهنك, أصغ في أعماق كيانك الداخلي لما يقوله الروح القدس لك. ومع أنه أحيانًا يبدو ذهنك وكأنه مشوشًا, إلا أن الرب سوف ينير روحك, ويعطيك القيادة التي تحتاجها. لا تتكاسل وتتوقف سريعًا, قبل أن تسمع ما يتكلم به الرب إليك. فإن أصبحت لا مبالٍ روحيًا, فربما ينتهي بك الأمر إلى الانحراف وراء رغباتك الذاتية – معتقدًا أنك تتبع خطة الله لحياتك. لابد أن تتعلم كيف تميّز بين أفكارك الشخصية ورغباتك الذاتية, وبين قيادة الرب لروحك. ولكي ما تنجح فى ذلك, فلابد أن تتعمق جيدًا في الكلمة – التي هي وحدها قادرة أن تفرق بين الروح والنفس (عبرانيين4: 12).
إن التأمل فى الكلمة يساعدك أيضًا لتميّز صوت إبليس, الذي سيحاول أن يتكلم إلى عقلك بأكاذيب وخداع (يوحنا 8: 44 , رؤيا 12: 9). لكن تذكر أبدًا أن الله يتكلم دائمًا إلى روحك, وما يقوله لك لابد وأن يتطابق حتمًا مع كلمته. لذلك تحتاج دائمًا أن تمتحن القيادة التي تنالها فى ضوء الكتاب المقدس. فالله لن يقودك خطوة واحدة بعيدًا عن كلمته. كذلك أيضًا لابد أن تمتحن دوافعك, في اتخاذ الخطوة التي تفكر فيها. اسأل نفسك دائمًا هذه الأسئلة: لماذا أريد فعل ذلك؟ هل أفعل ذلك لأغراض شخصية ذاتية أو لأن شخص آخر قد فعلها؟ هل هذا شيء أريد فعله بنفسي, أم شيئًا يريدني الرب أن أفعله؟..
في بعض الأحيان, يتطلب الأمر وقتًا في الانتظار في محضر الرب, لتحسم هذه التساؤلات. ربما لا تستطيع فعل ذلك في فرصة صلاة واحدة. فقد يتطلب الأمر قضاء فترة أطول أمام الرب فى الصلاة, حتى تنقي دوافعك وترتب أولوياتك ترتيبًا صحيحًا, وفقًا لكلمة الله, فتتمكن من التمييز الصحيح, بين مشاعرك وأفكارك من جهة, وبين صوت روحك من جهة أخرى.
كلمّا هدأت في داخلك بدرجة كافية, وكلما تأملت فى كلمة الله, وواظبت على الصلاة بالروح لأوقات طويلة, وتعمقت فى شركة الروح القدس بدرجة أكبر, كلما أصبحت قادرًا على التمييز بين صوت نفسك وصوت روحك. ستتمكن من التفرقة بين رغباتك وطلباتك وبين ما يريدك الرب أن تفعله. وعندئذٍ سيطفو من داخلك, من أعماق كيانك الداخلي, قيادة وإرشادًا. فنستطيع أن تقول بثقة: “الآن أعلم ماذا ينبغي عليَّ فعله. هذا هو اختيار الرب لي. من قبل, كنتُ مُضَللاً بمشاعري وأفكاري البشرية, لكني الآن قد سمعت صوت الرب في روحي. حتى ولو وقف العالم كله ضدي وقال ‘لا’ فإني أعلم بما يريده الرب مني.”. وبينما تبدأ فى طاعة مشيئة الرب, وإتباع خطته, سوف تختبر بركاته التي أعدها لك.
إن أهم شيء يمكن أن تفعله حتى تنمي روحك, فتستطيع أن تتيقن من مشيئة الله لحياتك, هو أن تنظر إلى روحك باستمرار, وتهتم بإطعامها بصورة مستمرة, من خلال التأمل فى كلمة الله والشركة مع الرب. عندئذٍ وحسب, يصبح بإمكانك أن تختبر الفيض الذي أعده لك الرب.
لكن مؤمنين كثيرين يخفقون, عندما يحصرون أنفسهم فى نطاق الفكر والجسد, متناسيين أن العالم الروحي هو الأساس, المصدر, الذي تنبثق منه كل الأشياء وتأخذ في النمو. لكنك تجدهم متهاجين في الفكر والمشاعر, يركضون إلى هنا وهناك, باحثين عن شخص ليقدم لهم مشورة ذهنية طبيعية.
لكن إن توقفوا وهدأوا فى داخلهم, وتواصلوا مع الرب, سيسمعونه يتحدث إلى قلوبهم. وعندئذٍ, سيفيض السلام والاكتفاء والرضي من أرواحهم إلى عقولهم ومشاعرهم. وجميع تساؤلاتهم سوف تهدأ وتنتهي إلى لا شيء. حتى أجسادهم, سوف تتجاوب فى فرح وصحة.
ربما يقول أحدهم: “لكني ظللت أصلي لفترة طويلة ولم أسمع شيئًا بعد..”. إذًا لا تأخذ أيّة خطوة حتى تسمع من الرب. استمر فى طلب الرب والانتظار أمامه فى الكلمة والصلاة. وربما يقول شخص آخر: “سأحدد وقتًا معينًا لأسمع فيه من الرب. وإن لم أحصل على شيء سأتصرف بطريقتي”. كلا. لا تفعل ذلك. الأمر لا يعمل هكذا. لا يمكن أن تضع لله جدولاً زمنيًا. لأنك إن فعلت ذلك فأنت قد أجهضت الأمر من بدايته. لابد أن تنتظر أمامه بإيمان, وهو لابد أن يجيبك فى التوقيت الصحيح وبطريقته الصحيحة. إن أردت أن تتمتع بقيادة بالروح القدس, فلابد وأن تكون مستعدًا لتخضع لإرشاداته وتوجيهاته, حتى وإن لم تكن تتوافق مع أفكارك أو توقعاتك أو رغباتك البشرية. لا تشل قدرتك على تمييز قيادة الرب بسبب أفكارك الخاطئة أو دوافعك الذاتية. كن شخصًا قابلاً للتعلم ومفتوح القلب لتفعل أي شيء يخبرك به الرب. لأنه عندئذٍ سيبدأ الرب يعلَّمك طرقه ويرشدك لخطته لحياتك.
بالنسبة لي, فقد قررت منذ وقت طويل, أني سوف أتجاوب دائمًا وفي الحال, مع قيادة الروح القدس. وعلى مرَّ السنوات, وفي كل مرة, كنت أطلب الرب لأجل قيادة وإرشاد وأنا منتظرًا أمامه فى الكلمة والصلاة, كنت أحصل دائمًا على الاستجابة من الرب. كان الروح القدس يشهد مع روحي من جهة خطة الله لحياتي, وكنت أتيقن فى داخلي بأني قد حصلت على توجيه الرب لأجل الأمر. كان يتولد في داخلي يقين من جهة قيادته, مثل يقيني من اسمي تمامًا. تستطيع أنت أيضًا أن تختبر ذات النجاح, فى استقبال قيادة الروح القدس. لكني أريد أن أؤكد على حقيقة, إن معرفة مشيئة الرب, والسلوك في نور خطته, هو أمر يتوقف على عمق خلوتك الشخصية ومقدار تأصُّلك فى الكلمة. فكلما قضيت وقتًا أطول أمام الرب, في الكلمة والصلاة, كلما اتضحت وتأكَدَت لك الخطوة التالية, التي يتحتم عليك القيام بها. ففي محضر الرب, ستجد أن كل ما لا يتعلق بخطة الله لحياتك سيبدأ يضمحل ويبهت حتى يتلاشى. ستصل إلى مرحلة حيث لن تنزعج فيها مجددًا بالأثقال والخطايا التي كانت سببًا لتعثرك في الماضي. ستجد نفسك قادرًا على السلوك باستقامة وثبات في مشيئة الآب, بينما تواظب على اكتشاف خطة الله الغير معلنة عن حياتك خطوة بخطوة وفقًا لكلمته. سيبدأ الرب يأخذك إلى عمق جديد فى حياة صلاتك لم تشهده من قبل. إنني لا أتحدث عن مظاهر صوفية, حيث تسبح مثل سحابة فى الجو وتكون روحاني لدرجة أنك لا تتكيف مع الحياة على الأرض. لكني أتكلم عن اختبار علاقة حميمة, ومستوى من الشركة مع الرب لم تشهده من قبل, حيث تصبح أمور روح الله أكثر حقيقة وواقعية بالنسبة لك, عن أمور هذا العالم التي تحيط بك. هذا هو الحال الذي ينبغي أن يختبره كل مؤمن. فالسلوك بالروح القدس, ينبغي أن يكون هو الشيء المعتاد, والسلوك بالإيمان يجب أن يكون من الأمور الطبيعية لكل مؤمن, مثلما تعوم السمكة فى الماء ويحلق الطير فى الهواء!
تستطيع أن تنفتح على الروح القدس, الذي يسكن فى داخلك, وتعتاد على صوته, لدرجة أنه في كل موقف من مواقف حياتك, تعلم بالتحديد ما يقوله لك عن هذا الموقف, إذ تطلب قيادته وإرشاده. وعندما تصل لهذه المرحلة, تكون قد أقمت علاقة نشطة مع الله.
ماذا اقصد بـ”علاقة نشطة”؟ أقصد أنك أصبحت متآلف جدًا مع الآب السماوي, حتى يصبح أمرًا معتادًا أن تتحدث معه عن أي شيء, مثلما يفعل الطفل الصغير مع أبيه الأرضي. وعندها, لن تتخذ أي قرارًا ما لم تسأله أولاً. وهو لن يفعل أي شيء يتعلق بك ما لم يخبرك عنه!
|
فى مسيرتي الروحية, أنشأت مثل هذه الألفة والعلاقة الحميمة مع الرب. لقد حرصت على أن أكرس نفسي لمشيئة الله – بغضّ النظر عما تكون. لكني في ذات الوقت كنت أجد حرية في التحدث إليه مثل ابن يتحدث إلى والده. على سبيل المثال, في بعض المسائل التي لا تبدو مصيرية, كنت أسأل الرب: “إن كان الأمر يوافقك, فهل يمكنني أن أفعله بهذه الطريقة…؟” وكان الرب يخبرنـي: “حسـنًا, هـذا ينـاسبنـي..”. ربمـا لا يكـون
الأمر بهذه الصيغة بالتحديد, لكن لا يوجد أي مانع إن أردت أن تفعله بهذه الطريقة.
ومن جانب آخر, كانت هناك بعض الأمور التي أخبرني الرب قائلاً: “لا تطلب مني أن تفعل ذلك. فليس هذا هو اختياري الأفضل”. فكنت أثق في حكمته وأطيعه. ستقيم مثل هذه العلاقة الحميمة مع الرب, إن التصقت بالكلمة وحرصت على الخضوع لقيادة الروح القدس, وأنهضت نفسك لتكتشف خطة الله. يشتاق الرب أن تنمي روحك حتى تستطيع أن تتمتع بعلاقة حميمة وقريبة منه. وبينما تنتظر في حضوره أثناء الصلاة, في هذا الوضع المقدس من الشركة العذبة معه, ستبدأ تستقبل لمحات من الروح القدس, عن خطة الله لما سوف يأتي لحياتك (روحنا16: 13).
لا تدع الشيطان يحبط خطة الله لحياتك
عندما تقضي وقتًا في حضور الرب, ستجد نفسك تدخل إلى بعد جديد من الشركة معه. ليس ذلك وحسب, لكنك ستكتسب إدراكًا أعظم للسلطان الذي لك فى اسم يسوع, لتوقف خطط إبليس فى حياتك. هذا أمر شديد الأهمية, لأن الشيطان سيفعل ما بوسعه ليحبط مقاصد الله عن أن تُتَمّم في حياتك.
هل تكلم الرب إليك من خلال كلمته وروحه بشأن خطته في حياتك؟ ربما تكون قد انتظرت كثيرًا ليتحقق ما تكلم به إلى قلبك, لكن شيئًا لم يحدث. اسأل الرب لتعرف ما إذا كان غياب النتائج يرجع إلى مخططات شيطانية ضدك؟ فإن كان هذا هو الوضع, فإنه يتوجب عليك أن تتكلم إلى جبل أي مشكلة أو موقف, يستخدمه الشيطان ضدك وتأمره أن ينقلع فى اسم يسوع العظيم (مرقس 11: 23). فكما هو واضح, أن هناك بعض المعارك الروحية, التي ينبغي أن نخوضها, ونحن واقفون بثبات على كلمة الله, فى وجه عدو يريد أن يمنع تنفيذ خطة الله في حياتنا. إنني لا أتحدث عن معارك ذهنية أو جسدية, لكني أتكلم عن الثبات فى وجه قوى الظلمة الروحية فى اسم يسوع, بينما نحارب حرب الإيمان الحسنة, مستخدمين كلمة الله (أفسس 6: 12 ، 1 تيموثاوس 6: 12). عندما نمارس السلطان المُعطى لنا فى اسم يسوع, فنحن نعزز ونضاعف من النصرة, التي حققها الرب يسوع لصالحنا, على إبليس فى الجلجثة (كولوسى 2: 15 ، عبرانيين2: 14).
هذا هو نوع الحرب التي يتحدث عنه بولس فى رسالة تيموثاوس الأولى.
(1 تيموثاوس 1: 18)
18 هَذِهِ التَّوْصِيَاتُ، يَاتِيمُوثَاوُسُ وَلَدِي، أُسَلِّمُهَا لَكَ، بِمُقْتَضَى النُّبُوآتِ السَّابِقَةِ الْمُخْتَصَّةِ بِكَ، وَغَايَتِي أَنْ تُحْسِنَ الْجِهَادَ فِي حَرْبِكَ الرُّوحِيَّةِ
لقد مرت عليَّ أوقات في الخدمة, عندما بدا وكأن كل شياطين الجحيم تقف في طريقي, محاولةً منعي من اتباع خطة الله لحياتي. على سبيل المثال, في الخمسة أشهر الأولى, من تفرغي لحقل الخدمة, بعدما تركت عمل الرعوية, بدا لي وكأنه عليَّ أن أقاوم شياطين أكثر من جميع الذين واجهتهم, طوال خمسة عشر سنة من الخدمة مجتمعين معًا!
فى كل خطوة كنت أواجه ضغوط ومقاومات من العدو. كان الشيطان يحاول أن يبعدني عن موضوع الخدمة الذي أعده الله لي. لكني تغلبت على كل هذا, من خلال وقوفي على السلطان الذي لي في المسيح يسوع, وممارسته بثبات. فالكتاب المقدس يتكلم بوضوح عن حرب الإيمان الحسنة, لأنه فى بعض الأحيان يتوجب علينا أن نثبت في موضعنا, ضد العدو, بكل ثبات ومثابرة (أفسس 6: 11-18).
|
تحتاج أن تفعل ذات الشيء أيضًا فى حياتك. على سبيل المثال, إن حاول العدو أن يحبطك أو يمارس ضغوطًا عليك, مسببًا إعاقة لروحك أو تشويشًا لذهنك, فما عليك سوى أن تأمر العدو بأن يتوقف عن أفعاله ضدك فى اسم يسوع. يمكنك أن تأمر قوى العدو بأن تنكسر في كل ناحية من نواحي حياتك.
تصدى لمخططات العدو بكلمة الله وباسم يسوع العظيم.
وفي ذات الوقت، تمسَّك باعترافات إيمانك بأن خطط ومقاصد الله فى حياتك سوف تثبت. قُل: “لقد تكلم الرب إليَّ, وسوف يتحقق جميع ما تكلم به في اسم يسوع المسيح “.
عندما تسير في نطاق سلطان الرب يسوع, فلا يوجد إنسان أو شيطان أو عدو أو ظروف, تستطيع أن تحول بينك وبين تتميم مقاصد الله لحياتك. وبينما تحافظ على نموك الروحي واتباع قيادة الروح القدس, سوف تسير في نصرة أعظم وتختبر خطة الله الكاملة لحياتك.
لقد شاركت ببعض الطرق المتنوعة التي ربما يقودك بها الروح القدس, وبعض المباديء الروحية, والتي عندما تسلك بموجبها ستساعدك على اتباع قيادة الروح القدس بنجاح. لكن تذكر أن الأمور الروحية تتطلب تدريبًا وممارسةً مثلما تفعل في الأمور المادية.
لذلك لا تجزع وتُحبط سريعًا إن لم تنمُ, وتصل للنضوج الروحي, فى هذه الأمور, بين ليلة وضحاها. فلم يصل أحد للنضوج الجسدي بين ليلة وأخرى.
كذلك أنت أيضًا, لم تدخل المرحلة الابتدائية, ثم تخرجت من المرحلة الثانوية, فى الأسبوع التالي. فالنضوج لا يحدث بين يوم وآخر. وبهذه الطريقة أيضًا، سوف يتطلب نموك الروحي بعض الوقت.
استمر في طلب الرب باجتهاد لأجل قيادته وإرشاده فى حياتك. ولا تنسى أن تمارس السلطان المُعطى لك من الله فى اسم يسوع, لتوقف هجمات الشيطان التي تحاول أن تحبط خطة الله لحياتك.
وفوق كل هذا, اقض وقتًا أطول فى حضور الله, متأملاً فى الكلمة, مقدمًا عبادة له, ومصليًا في الروح. ولا تُحبط عندما تخفق في مرات قليلة. امض واستمر في نموك الروحي وتقدمك. ارفض أن تستمر بما يمليه عليك ذهنك البشرى, واسع دائمًا لأفكار الله. وعندما تتعمق وتنغرس في الكلمة, وتأخذ وقتًا لتصغي إلى روحك, ستتعلم كيف تنقاد بالروح القدس, كما يَعدْ الكتاب.
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.
نعمة ربنا يسوع المسيح معك
انه اكثر من واضح يتغلل في اعماق الروح وكانه يفيض روح الرب لتتحد بروحي ما اجمل هذه الكلمات ، كثيرا جدا ما قراته وبحثت عنه للانقياد بالروح ولكن كلماتك اوضح وتوصلنا فعلا للاتحاد الروحي والانقياد للروح القدس الرب يبارك جهدك وعملك .
بحاول اطبع الكتاب اعمل copy
بحاول اطبع الكتاب اعمل copy مش عارف الكتاب هذا اهم كتاب في حياتي بعد الكتاب المقدس
عزيزي إميل هذا ليس كتاب
عزيزي إميل هذا ليس كتاب القيادة بالروح ولكنه مقتبس منه بإذن
للطباعة ستجد علمة طباعة بجوار عنوان المقالة بالأعلي في الجانب الأيسر
الرب فيك