القائمة إغلاق

Spirit of Power, Love & of Sound Mind – Part 1 روح القوة والمحبة والنصح – الجزء

 

 

 

العظة مكتوبة

▪︎ نتائج السلوك بالحكمة البشرية؛

– الخوف.

– الارتباك.

– عدم معرفة التصرف بطريقة صحيحة في المواقف.

– العذاب.

▪︎ سهولة السلوك بالكلمة.

روح القوة.

▪︎ روح المحبة.

 ▪︎روح النصح.

“٣ إِنِّي أَشْكُرُ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ مِنْ أَجْدَادِي بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ، كَمَا أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ فِي طَلِبَاتِي لَيْلاً وَنَهَارًا، ٤ مُشْتَاقًا أَنْ أَرَاكَ، ذَاكِرًا دُمُوعَكَ لِكَيْ أَمْتَلِئَ فَرَحًا، ٥ إِذْ أَتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ أَوَّلاً فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي، وَلكِنِّي مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا. ٦ فَلِهذَا السَّبَبِ أُذَكِّرُكَ أَنْ تُضْرِمَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ، ٧ لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ.” (٢ تيموثاوس ١: ٣-٧).

 لا تُشير كلمة رُوحَ” هُنا إلى الروح القدس لأنها مكتوبة باللغة الإنجليزية حرف صغير “small letter” وليس حرف كبير “capital letter”، بل عائدة على الموهبة التي ذكرها بولس في العدد السابق؛ “أَنْ تُضْرِمَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ اللهِ الَّتِي فِيكَ“، فبعض الترجمات تُصيغها هكذا “لم يعطنا الله روح الفشل بل موهبة القوة والمحبة والنصح”.

 بكل تأكيد يفهم الراعي تيموثاوس أنّ الروح القدس ليس روحَ فشلٍ، فلا يحتاج إلى تذكرة بصدد هذا لأنه راعٍ وليس طفلاً روحيًا، فيتضح لنا أنّ الرسول بولس كان يذكر له مواصفات الإنسان الروحي، والذي هو بالطبع عائدٌ على إنتاج الروح القدس داخل الإنسان.

 “رُوحَ الْفَشَل” ليست دقيقة، فهي تأتي في الأصل اليوناني روح “الخوف” وقد صيغت روح الفشل لأنها أتت بمعنى التراجع الذي يجعل الإنسان يفشل، وأُطلِق عليه لفظ روح، لأنه روح شرير، الخوف هو طريقة تفكير.

 يقول البعض إنّ الرسول بولس كان يجتاز في ظروف صعبة، هذا ليس صحيحًا، بل تيموثاوس هو مَن كان يعبر بتحديات صعبة مما جعل بولس الرسول يشرح له كيفية السلوك فيها.

 “أُذَكِّرُكَ أَنْ تُضْرِمَ” تأتي بصيغة المضارع المستمر، فهو كان يفعل هذا سابقًا، ويشجعه الرسول هنا أنْ يستمر في الإضرام والإشعال كمفتاح يعبُر به في التحديات التي تواجهه.

▪︎ نتائج السلوك بالحكمة البشرية:

 أولاً: الخوف

 مَن يسلك بالخوف لا يستطيع التفكير كما لو أنه أُصيب بشللٍ في تفكيره، عندنا بطرس تلميذ الرب يسوع كان يتقن السباحة جيدًا كما هو مكتوب عنه في إنجيل يوحنا؛ “…فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ.” (يوحنا ٢١: ٧)، إلا إنه سلك بخوف عندما قال له يسوع تعال وبدء يغرق ولم يمارس معرفته المُسبَّقة للعوم (متى ١٤: ٢٧-٣١)، فالخوف هنا أدّى إلى شلل كامل في التفكير والإمكانيات.

 ثانيًا: الارتباك

“١٤ وَلكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَتَحَزُّبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ. ١٥ لَيْسَتْ هذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. ١٦ لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَزُّبُ (غضب)، هُنَاكَ التَّشْوِيشُ (والارتباك) وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ.” (يعقوب ٣: ١٤-١٦).

 تُحدِث الحكمة الأرضية ارتباكًا للشخص نتيجة طريقة تفكير معينة مُترسِبة مِن ماضيه تعَلَّمها مِن مجتمعه، وهذه هي الحكمة النفسانية الشيطانية، وعندما تتكلم كلمات أرضية، مثل “نحن نحيا في الأرض في عناء وتذبذب مُستمِر” لن يعارضك المجتمع فهو يوافق ويصادق عليها، وحينما تتكلم كلمات الكتاب المقدس يراك مختلفًا عنه ويعارضك الجميع إذ يسعون أنْ تشابههم.

 الحكمة النازلة مِن فوق هي طريقة تفكير تجعل سلوكك مختلفًا لأنك مولود ولادة ثانية.

 ثالثًا: عدم معرفة التصرف بطريقة صحيحة في المواقف

“٧ وَأَرْكَبُوا تَابُوتَ اللهِ عَلَى عَجَلَةٍ جَدِيدَةٍ مِنْ بَيْتِ أَبِينَادَابَ، وَكَانَ عُزَّا وَأَخِيُو يَسُوقَانِ الْعَجَلَةَ، ٨ وَدَاوُدُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ يَلْعَبُونَ أَمَامَ اللهِ بِكُلِّ عِزّ وَبِأَغَانِيَّ وَعِيدَانٍ وَرَبَابٍ وَدُفُوفٍ وَصُنُوجٍ وَأَبْوَاق. ٩ وَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى بَيْدَرِ كِيدُونَ، مَدَّ عُزَّا يَدَهُ لِيُمْسِكَ التَّابُوتَ، لأَنَّ الثِّيرَانَ انْشَمَصَتْ. ١٠ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى عُزَّا وَضَرَبَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ مَدَّ يَدَهُ إِلَى التَّابُوتِ، فَمَاتِ هُنَاكَ أَمَامَ اللهِ. ١١ فَاغْتَاظَ دَاوُدُ لأَنَّ الرَّبَّ اقْتَحَمَ عُزَّا اقْتِحَامًا، وَسَمَّى ذلِكَ الْمَوْضِعَ «فَارَصَ عُزَّا» إِلَى هذَا الْيَوْمِ. ١٢ وَخَافَ دَاوُدُ (مِن) اللهَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاً: «كَيْفَ آتِي بِتَابُوتِ اللهِ إِلَيَّ؟». ١٣ وَلَمْ يَنْقُلْ دَاوُدُ التَّابُوتَ إِلَيْهِ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ، بَلْ مَالَ بِهِ إِلَى بَيْتِ عُوبِيدَ أَدُومَ الْجَتِّيِّ. ١٤ وَبَقِيَ تَابُوتُ اللهِ عِنْدَ بَيْتِ عُوبِيدَ أَدُومَ فِي بَيْتِهِ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. وَبَارَكَ الرَّبُّ بَيْتَ عُوبِيدَ أَدُومَ وَكُلَّ مَا لَهُ.” (أخبار الأيام الأول ١٣: ٧-١٤).

 يرمز تابوت عهد الرب إلى الروح القدس، فهو بمثابة الله في وسطهم، وكان الرب قد طلب مِن موسى قديمًا أنْ يُحمَل التابوت على أكتاف الكهنة فقط، ولا يقبَل أنْ يُحمَل على عربة تسوقها الثيران، لهيبة الحضور الإلهي فيه.

 نَقَلَ داود تابوت عهد الرب مِن مكانٍ وثنيٍّ إلى بلده وعندما نُقِلَ بطريقة غير صحيحة؛ “على مركبة تسوقها الثيران” وكذلك تصرف عزا بصورة خاطئة ولمس تابوت الرب وهو غير مسموح له أنْ يفعل هذا فمات في الحال.

 عندما رأى داود هذا خاف أنْ يُدخِل تابوت الرب إلى بيته، بل وضعه في بيت عُبيد الذي كان مِن جتّ، وبسبب وجود التابوت عنده باركه الرب ولما سمع داود بهذا غار وأراد نقل التابوت إلى بيته. فيتضح لنا مِن هذا أنّ داود خاف نتيجة عدم المعرفة عن كيفية نقل التابوت بالطريقة الصحيحة.

 يأتي الخوف نتيجة عدم معرفتك كيف تسلك وكيف تتصرف، فبالرغم مِن أنّ بطرس رجل بحر لكنه بسبب الخوف فَقَدَ قدرته على السباحة وطلب مِن الرب أنْ ينقذه.

رابعًا: العذاب

“١٧ بِهذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فِينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ، لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هذَا الْعَالَمِ، هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا. ١٨ لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ.” (١ يوحنا ٤: ١٧، ١٨).

 يقول بعض الأشخاص أنه مُحال لنا أنْ نسلك ونكون مثل الرب يسوع، في حين يقول الكتاب في العدد السابع عشر مِن رسالة يوحنا هذه في ترجمات أخرى: ” كما يسوع الآن منتصرًا على إبليس، هكذا نحن في هذا العالم!”

 “الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ” يأتي ومعه عذاب، وعدم راحة، مَن لم يَسِر بطبيعته الجديدة سيسير في ارتباك وخوف وعذاب، علاج الخوف ليس جرأه، بل معرفة مَن أنت في المسيح والسلوك في ضوء هذا النور.

 عندما وُلِدَ بطرس ثانيةً وامتلأ بالروح القدس تغيّرَتْ شخصيته مِن خوّافٍ ومُتسرِع، إلى شخصٍ جريءٍ، معرفة مَن أنت يؤثر حتى على طريقة مشيتك حيث تسلك بثبات وجرأة عالمًا مَن أنت ومالك في المسيح كما تعجّب الملك سليمان مِن طريقة مشية الملك المُجَهَز بكل عتاده (أمثال ٣٠: ٢٩-٣٠).

▪︎ سهولة السلوك بالكلمة:

 كشف الرب جزئيًا عن نفسه خلال العهد الإبراهيمي، وكان الشعب يشعر أنّ هذا الإعلان الجزئي ليس كل شيء، حتى أنّ المرأة السامرية قالت للرب يسوع: “…أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». (يوحنا ٤: ٢٥).

 إذًا هُمْ كانوا يعلمون أنّ الرب يريد أنْ يكشف كل الحق لهم، ليس ليطالبهم أنْ يعيشوا الوصايا، لأنّ الكتاب المقدس ليس وصايا، بل هو حياة، طريقة تفكير، حياة صحيحة؛ أي الالوهية حياة الله التي صارت متاحة لتعيش بها، إنْ فهمت هذا ستسلك بشكل مختلف، ولن تقبل أنْ تحيا مثل البشر العادي لأنك مولود مِن الله.

 عندما تجسّد يسوع، رأى البشر الكلمة مُعاشة ومُطبَّقة أمامهم، وهو لم يأتِ ليكون مثالاً نتبع خطواته فقط، بل سَكَنَ فينا حيث استُبدِلَتْ الطبيعة البشرية بالإلهية، وأخذنا في الميلاد الثاني طبيعة القوة والمحبة، فصار يسوع داخلنا؛ لنحيا حياته بصورة تلقائية دون معافرة أو صعوبة.

 إنْ حاولنا أنْ نجعل الحصان يسير على رجلين وليس أربعة، وظللنا ندرّبه ونمرِّنه مرات عديدة، سيسير على رجلين فقط لدقائق قليلة ثم يعود لطبيعته، هكذا يصعب أيضًا على الفرخة أنْ تحلق كالنسر لان طبيعتها تختلف عنه، لهذا أتى الرب يسوع لتأخذ حياة الله ونحيا ونعيش بها بتلقائية، مثلما تستيقظ مِن نومك وتسير على قدميك بكل سهولة، دون أنْ تضطر أنْ تتصل بأحد أصدقائك ليُذكّرك بطريقة السير على قدميك.

 نتيجةً لاحتوائنا على طبيعة الله بداخلنا، تخرج السلوكيات الصحيحة مِنا بسهولة كلما تشبّعنا بكلمة الله، مثلما أعلِّم ابني الصواب مِن الخطأ وأعدّل سلوكياته، وأدقق في تصرفاته وكلماته، بعد وقت مِن التمرين سيصير هذا الابن مُشبَّعًا بفكري ويسلك على نفس نهجي بسهولة لأنه ابني ويحتوي على طبيعتي.

“مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ.” (١ بطرس ١: ٢٣).

“اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.” (متى ٢٤: ٣٥).

 تعني كلمة يَزُولُ”؛ أنْ يتحطم ويفنى، أنت وُلِدْتَ مِن نفس كلمة الله التي لا تتحطم، فأصبحَتْ روحك الإنسانية غير قابلة للتحطيم، وإنْ حاولَتْ الظروف التحطيم فيك لن تتأثر، وإنْ كنت لا ترى هذا مُحقَّقًا في حياتك، لهذا السبب أرسل الرب كلمته لك لكي تذوقه في حياتك وتعيشه.

روح القوة والمحبة والنُصح

 ذُكِرَ الخوف لأول مرة في الكتاب المقدس في سِفْر التكوين الإصحاح الثالث عندما خاف آدم مِن الله، وقال له: “سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ.” (التكوين ٣: ١٠).

 لفظصَوْتَكَيعني “voice” أي صوت حنجري، وليس “”sound، وهو كان صوت قَدَمه أثناء سيره في الجنة، مما يوضح لنا أنّ الله إلهٌ مُتكلِمٌ يبحث عن الإنسان ويبادر بالتواصل معه.

“فَلِهذَا السَّبَبِ أُذَكِّرُكَ أَنْ تُضْرِمَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ.” (٢تيموثاوس١: ٦).

يقول الرسول بولس للراعي تيموثاوس ما دام لديك الإيمان؛ أُذِّكرك أنْ تضرم الموهبة، فهو لديه ذخيرة معرفة ولم يكن جاهلاً بالكلمة، فقال له: “الله لم يعطنا روح الفشل (الخوف، الزعر، التشكك، التردد، الجُبن، التراجع، الخجل، ….) بل روح القوة والمحبة والنصح، فهذا ما تحتاجه أنْ تضرمه بداخلك.”

 روح القوة:

 عائدة على سبيكة “خليط، مزيج” الروح القدس مع الروح الإنسانية، أخذنا هذا الروح عندما امتلائنا بالروح القدس، فهو عنصر لا تحتاج أنْ تكتسبه، أو تتقوى في شيء لم تكن عليه، حيث يوجد فرق ما بين شيء تحاول أنْ تعمله وهو ليس بداخلك عن آخر موجود فيك وفقط عليك أن تُفَعِّله وتخرجه.

 تُفَعَّل هذه القوة بالمعرفة الكتابية ولا تخرج أبدًا مِن تلقاء ذاتها، بل تحتاج أنْ تكون واعيًا لها، وهي قوة كافية لتسيطر على المواقف، وهي ليست في الصوت العالي والغضب بل هي غير مرئية ولكنها مُؤثِرة في عالم العيان.

 لكلمة “قوة” في اليوناني معنيان؛ الأول “ديوناميس” أي قوة ذاتية داخلك، مثل وجود محطة توليد الكهرباء ذاته بداخلك، صارت فيك بميلادك الثاني، أنْ لم تكُن هذه القوة مُستعمَلة في حياتك، فهذا لأنك تتأمل في أفكارك الشخصية وليس في الرب.

 المعنى الثاني “إكساوجيا”: هي قوة ممنوحة، مثل توصيل سلك كهربائي مِن المحطة لبيتك، كما كان يسوع يفعل مع التلاميذ وأعطاهم قوة ليستخدموها لفترة.

روح المحبة:

 عندما تُكشَفالمحبة الإلهية لك لا يمكنك الجلوس هادئًا، سترفع يدك وصوتك في العبادة ولن تستطيع السكوت.

“فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً.” (١يوحنا ٥ : ٣).

 المحبة هي أنْ تعيش الكلمة بحسب هذا الشاهد.

“أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ، إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وَهؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. ‏وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ (شخصيتك) وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ (العلاقة الحميمة) الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ”. (يوحنا ١٧: ٢٥- ٢٦).

نفهم مِن هذا الشاهد حتمية أنْ تعرف شخص الله مِن خلال الكلمة بداخلك وتكتشف بها محبة الله.

“وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ”، كثيرون يصرخون “يارب أريد أنْ يراك الناس فيَّ”، أنْ تمتلئ بحب الله ويُرَى هذا الإله في حياتك هذا نتيجةً لمعرفتك به، وليس لصلوات.

“وَهذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ.” (فيلبي ١: ٩).

 يصلي الرسول في هذا الشاهد: “أنْ تزداد في فهم المحبة مِن خلال المعرفة”، فعندما تأخذ أي حق كتابي لابد أنْ ترى فيه انعكاسًا لهذا الإله، فترى عظمة وروعة الله في كل شاهد تقرأه.

 كيف تكتشف الحب مِن المعرفة؟! إليك هذا الشاهد تطبيق عملي اكتشف مِن خلاله الرسول بولس حب الرب مِن آيات وشواهد بسيطة.

“٦ أَمْ أَنَا وَبَرْنَابَا وَحْدَنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ لاَ نَشْتَغِلَ؟ ٧ مَنْ تَجَنَّدَ قَطُّ بِنَفَقَةِ نَفْسِهِ؟ وَمَنْ يَغْرِسُ كَرْمًا وَمِنْ ثَمَرِهِ لاَ يَأْكُلُ؟ أَوْ مَنْ يَرْعَى رَعِيَّةً وَمِنْ لَبَنِ الرَّعِيَّةِ لاَ يَأْكُلُ؟ ٨ أَلَعَلِّي أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَإِنْسَانٍ؟ أَمْ لَيْسَ النَّامُوسُ أَيْضًا يَقُولُ هذَا؟ ٩ فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ مُوسَى: «لاَ تَكُمَّ ثَوْرًا دَارِسًا». أَلَعَلَّ اللهَ تُهِمُّهُ الثِّيرَانُ؟ ١٠ أَمْ يَقُولُ مُطْلَقًا مِنْ أَجْلِنَا؟ إِنَّهُ مِنْ أَجْلِنَا مَكْتُوبٌ. لأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْحَرَّاثِ أَنْ يَحْرُثَ عَلَى رَجَاءٍ، وَلِلدَّارِسِ عَلَى الرَّجَاءِ أَنْ يَكُونَ شَرِيكًا فِي رَجَائِهِ.” (١ كورنثوس ٩: ٦-١٠).

 كُتِبَ في العهد القديم: “لا تضع كمامةً على الثور، كمامة بينما يدرس الأرض لكي يأكل وهو يعمل” (تثنية ٢٥: ٤)، واكتشف الرسول محبة المسيح في هذا الشاهد ونفى أنه يتكلم عن الثيران بل عن خدام الإنجيل.

 لم يشرح الرسول الشاهد بصورة مُخَفَّفة وسطية لينال رضى الناس، كان بإمكانه قول: “هذا الشاهد يتكلم عن الثيران ولكن يجوز استخدامها على الخدام أيضًا”، لكنه لم يهمه شيئًا، حتى وإنْ قيل عنه أنه يأتي بتعليم جديد، أو يخرج خارج سياق المعنى.

 كيف عرف الرسول هذا الإعلان؟ وكيف اكتشف محبة الله فيه؟ تقول كلمة الله: “سِرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ، وَعَهْدُهُ لِتَعْلِيمِهِمْ.” (المزامير ٢٥: ١٤).

 أي إنه يعطي سِرّه للذين يعبدونه بخوف، هنا يقصد معرفة إعلانية.

 عندما تقرأ آيةً كتابية مثل الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ”. (كولوسي ١: ١٣)، أين المحبة في هذه الكلمات؟ لقد أنقذني من سلطان إبليس، إذًا ليس لإبليس سلطان على حياتي وأنا هنا في الأرض، إلا إذا أعطيته أنا مكانًا، وأنا لن أفعل هذا.

 إنْ كان الخوف كلبش حياتك ووصل بك لمراحل مرضية، الحل أنْ تكتشف حبه لك، ماذا فعل معك وما الذي صرت عليه مِن الميلاد الجديد.

 لا تعالج الخوف بأنْ تلجأ لصلوات الناس، كمَن يخاف مِن القطط، وعنده نافذة تدخل القطط مِنها باستمرار، وينادي على الجيران ليخرجوها له، ولا يتعامل مع المصدر نفسه.

 ربما تفييدك صلواتهم في البداية وتساعدك على دراسة الكلمة، ولكن لن يتكون مُجديه إنْ استمريت هكذا، لأن علاجك هو أنْ تعرف كلمة الله معرفة إعلانية وليس مجرد معرفة للشواهد، فالراعي تيموثاوس كان يعرف الكلمة ويضرم الموهبة التي بداخله.

 يريدك الروح القدس أنْ تمسك زمام الحياة بمعرفتك للكلمة، وهذا يحدث عندما تدرس الشواهد الكتابية وتتأمل فيها، وتصلي وتتكلم بألسنة، حياتك مرتبطة بمستوى إدراكك لهذا الإله، وإنْ لم تجرِ على الكلمة لا تتوقع أنْ ترى نتائج في حياتك.

 “فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ»”. (متى ٤: ٤).

 لم يقُل الرب يسوع هذه الكلمات ليجيب على إبليس، بل لأنّ هذه هي حياته.

 “بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ” يأتي لفظ “كَلِمَةٍ” في الأصل اليوناني “ريما” أي الكلمات التي يقولها الله لك في روحك بينما تصلي، عندما تغرق مثل بطرس يقول لك: “لماذا شككت، أنت لديك محبة وقوة” كما تغلّب كالب ويشوع على التحديات وقالا عنها “…لأَنَّهُمْ خُبْزُنَا…” (العدد ١٤: ٩).

 الرب إلهُ نظامٍ، كلما امتلأت بالروح القدس ستحب النظام والتدقيق في الأمور، والخضوع.

 • روح النُصح:

 تعني أنْ تتحكم في ذهنك وتفكيركوذاتك، وتعني أيضًا النصاحة، أنْ يصير تفكيرك مُنظَّم، بدلاً مِن القلق.

 يسمع الكثير مِن الناس صوت الروح القدس وتشجيعه له في أنْ يدرس الكلمة أو يصلي، ولكنه لا يستطيع لأنه مسحوبٌ وراء العالم ومواقع التواصل الاجتماعي مثلاً، القوة وراء أنْ تفعل صوت الروح القدس المسموع في روحك تحتاج أنْ تكسر العادة، قال الرب يسوع لتلاميذه المُثقَلين بالنوم بسبب الحزن:

“اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ”. (متى ٢٦: ٤١).

 كان التلاميذ حزانى ومُثقَلين بالنوم، ولكن الرب قال لهم: “الرُّوحُ فَنَشِيطٌ”، الحل هو “اِسْهَرُوا وَصَلُّوا”، وإنْ قلت ليس لدي قوة وطاقة لفعل هذا، اعْلَم أنّها خدعة وكذبة، وعندما تفعل عكس هذه الأفكار ستجدها ضعيفة جدًا.

 يريدك الرب أنْ تحيا باستمرار في ارتفاعٍ ونمو، حار دائمًا في الروح، ولا تعتقد أنّ صوت الروح ضعيف مثل فتيلة بسيطة مُدخِّنة سهلة الانطفاء، أمام الجسد والعالم وإبليس، لأن كلمات الرب هنا تشرح عكس هذا، والحل هو أنْ تضرم الموهبة التي فيك مِثل تيموثاوس.

 لا تحيا حياتك بمبدأ التجربة والخطأ وتقول: “باسم يسوع كل ما تمتد إليه يدي ينجح”، هذا تفسير خاطئ للآية، بل باللهج في ناموس الرب نهارًا وليًلا تستطيع أنْ تفكر بطريقة صحيحة فتنجح حيثما توجهت.

 النجاح لا يعني أنّ الله يقف معك بل أنْ تفكر بطريقة سليمة في كل مرحلة وكل خطوة فيؤدي بك أنْ تنجح في النهاية، مثل الطالب الذي يذاكر مِن أول يوم في دراسته، ويفهم مواده جيدًا، ولا يمِّل في منتصف الطريق، فيكون نجاحه في النهاية كمُحصِّلة لكل ما كان يفعل سابقًا.

 علّم الرب الناس أنْ تحسب نفقة أي مشروع مُزمِعة على الدخول فيه قبل أخذ خطوة، وليس أنْ تتحرك بصورة عشوائية وتركب تاكسي وتقول “سوف أفتح مشروعًا في هذا المكان، وباسم يسوع سأنجح” دون أنْ تحسب النفقة، أو تدرس المكان هل هو مناسب لهذا المشروع أم لا! يُقاس نجاحك حسب تحركك بالكلمة وليس بآراء الناس.

 “٩٧ كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ! الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي. ٩٨ وَصِيَّتُكَ جَعَلَتْنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي، لأَنَّهَا إِلَى الدَّهْرِ هِيَ لِي. ٩٩ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّمِيَّ تَعَقَّلْتُ، لأَنَّ شَهَادَاتِكَ هِيَ لَهَجِي. ١٠٠ أَكْثَرَ مِنَ الشُّيُوخِ فَطِنْتُ، لأَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَاكَ.” (المزامير ١١٩: ٩٧-١٠٠).

 يقول داود: “وصيتك جعلتني أحكم مِن أعدائي والسبب أنني ألهج باستمرار في شريعتك.” أعدائي؛ أي مَن وضع نفسه في عداوة معي، لأننا كمسيحيين ليس لنا أعداء مِن طرفنا، قد يتخذنا البعض كأعداء لهم، ولكننا لا نعادي أحدًا.

 “أكثر مِن كل معلمي الأرضيين فهمت”، لأنه لا يمكنك أنْ تتفوق عن معلمك الروحي كما قال الرب يسوع؛ لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، بَلْ كُلُّ مَنْ صَارَ كَامِلاً يَكُونُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ.” (لوقا ٦: ٤٠).

 “أكثر مِن الشيوخ فطنت”، قَدِّرْ كبار السن ولكن اعلم أنّ ليس كل ما يقولونه صحيحًا، ربما يقول لك أحدهم: “اسمع، ينبغي أنْ تشقى لكي تجني المال” لابد أنْ تحذف مِن ذهنك كلمة “تشقى” لأنها ليست كتابية حيث إنّ الكتاب يقول: بَرَكَةُ الرَّبِّ هِيَ تُغْنِي، وَلاَ يَزِيدُ مَعَهَا تَعَبًا.” (الأمثال ١٠: ٢٢).

 الكتاب يوضح أنّ الشقاء في ربح المال لعنة، ربما تقول: “هل هذا يعني أنْ لا أعمل؟” لا، ليس هذا ما أقوله، اعمل ولكن ليس بشقاءٍ، فالطبيعي أنّ الخير والرحمة يتبعانك، ربما لازلت تنمو في إيمانك في هذا الأمر، إنْ استمريت ستحصد.

 الكلمة هي التي تضع المبادئ في حياتك وليس خبرات الآخرين، وهي تشمل كل زوايا حياتك: كيف تتكلم ومتى، متى تنظر بعين الشخص ومتى لا تفعل هذا!

 توضح كلمة الله مبادئ في إدارة مالك ومشترياتك، لا حاجة لك أنْ تشتري جهازًا جديدًا مادام القديم يقوم بوظائفه. لا تبنِ مخزنًا لجمع الثمار وتنفق مالك ما دمت لم ترَ بوادر لثمار الحقل، رتب أولوياتك.

“٩كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا (اسكنوا، تواصلوا مع) فِي مَحَبَّتِي. ‏ ١٠إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ (أكلت الكلمة، عزيتها داخلك) تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ.” (يوحنا ١٥: ٩- ١٠).

 حفظ الكلمة لا يعني وصايا وعليك تنفيذها، كانت هناك زوجة يرغمها زوجها بالضرب والإهانة لتفعل بعض القوائم التي يطلبها منها كل يومٍ، وكانت تفعلها عن إجبار وقهر، ومات هذا الزوج وبعد مرور وقتٍ تزوجَتْ بآخر رائع في محبته لها، فوجدت إحدى هذه القوائم في يوم مِن الأيام ففعلتها طوعًا واختيارًا، فعاد زوجها الجديد وقال لها: “لماذا تفعلين هذا؟ أنا لم أطلبه منكِ؟” فأجابته: “لسبب الحب أردت أنْ أفعله لك”.

“كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ”

 أمر الربتلاميذه بعد حادثة إطعام الجموع أنْ يسبقوه للجبل لكي يتفرغ ويصلي، وعندما انتهى تحرك ليأتي لهم وعندما لم يجد مركبًا سار على الماء بتلقائية، لم يحتاج أنْ يفكر؛ أنا الآن سأسير على الماء!

 أتت هذه التلقائية في فِعل ما هو خارق للطبيعي نتيجةً لشراكة مع الآب أثناء وقت الصلاة واعتماده على الروح القدس وليس لأنه ابن الله، لأنه تخلى عن إلوهيته ليكون مساويًا للإنسان، وهنا يقول لنا الرب كما سلكت بوصايا أبي هكذا اسلكوا.

 كيف سلك الرب بوصايا الآب؟ هل بصعوبة؟ لا، بل بتلقائية نتيجة الحب، حبه وإكرامه للآب، انتبه للروح القدس بداخلك سيرمي لك نور ويوضح لك الكلمة، أدرك أنّ داخلك روح القوة والمحبة والنُصح.

 

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

1 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
//WebToNative //Deep Link//Always On Screen//Offer Card