ان كنت قبلت يسوع واعلنته ربا على حياتك فأنت قد ولدت من الله، روحك قد ولدت من الله…
يبقى ان تخلص النفس التي هي افكارك ومشاعرك وإرادتك
وبهذا يسهل عليك التحكم في جسدك وتصرفاتك وحياتك وظروفك…لان من روحك تخرج قوة الله.
العظة مكتوبة (للسلسلة كاملة)
هدف الله مِنْ حياة الإيمان ليس فقط أن تُغيّر عالمك وظروفك وأن تراه يتحرك في حياتك وتجده يُعينك في ظروفك بل هناك هدف أسمى وهو أن تصير الكائن الذي خلقه الله ليكون على شبهه وصورته مُظْهِرًا شخصيته فيك ومِنْ خلالك.
“مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ، أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ. الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ – إِنْ كَانَ يَجِبُ – تُحْزَنُونَ يَسِيراً بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذَلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لَكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ، نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ” (1بطرس 3:1←9).
“نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ“
تأتي في الترجمة الأصلية “خلاص نفوسكم” لأن أقصى درجات الإيمان تؤدي إلى خلاص نفسك (الفِكْر والمشاعر والإرادة)؛ أي تغيير شخصيتك، فلفظ “غاية“ هو نفس لفظ (الكامل) المُسْتَخدَم في (1 كورنثوس 10:13) “وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ” بمعنى كنيسة ناضجة.
هنا لا يقصد به خلاص الإنسان عندما يؤمن بالرب يسوع بل خلاص الإنسان هنا على الأرض بوصوله إلى الهدف الإلهي وهو خلاص نفسه، فيصبح المؤمن مُتضِعًا ضابطًا لِسانه في وقت الغضب، طويل النَفَس والذي يؤدي بدوره أنْ يكون قادرًا على أنْ يُخَلِّص آخرين.
خلاص النفس (الفِكْر والمشاعر والإرادة) هو عملية تدريجية تحدث بشكل يومي ولكن هذا لا يعني أنّ ليس لها نهاية فالكلمة تقول “نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ“؛ بمعنى إنّك ستصل إلى خلاص نفسك هنا على الأرض حتى يستطيع الروح القدس استئمانك على أمور ضخمة.
“لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ“، يقصد به خلاص الأجساد عند مجيء الرب ثانية وهذا الخلاص عن طريق الإيمان.
أن تصل إلى مُنْتَج (نضوج) ونهاية إيمانك الذي هو خلاص نفسك (فِكْرك ومشاعرك وإرادتك) والذي هو تكميل (تنضيج) القديسين كما جاء في (أفسس 4) “لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ” والذي ينتج عنه عَمْل الخدمة بشكل صحيح.
“فَقَالَ شَاوُلُ لِصَمُوئِيلَ: «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ لِصَوْتِ الرَّبِّ وَذَهَبْتُ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أَرْسَلَنِي فِيهَا الرَّبُّ وَأَتَيْتُ بِأَجَاجَ مَلِكِ عَمَالِيقَ وَحَرَّمْتُ عَمَالِيقَ. فَأَخَذَ الشَّعْبُ مِنَ الْغَنِيمَةِ غَنَماً وَبَقَراً, أَوَائِلَ الْحَرَامِ لأَجْلِ الذَّبْحِ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ فِي الْجِلْجَالِ” (1 صموئيل 20:15-21).
أَمَرَ الرب شاول أنْ لا يمد يده إلى شيء مِمَّا لعماليق؛ “فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَة طِفْلاً وَرَضِيعا بَقَراً وَغَنَماً جَمَلاً وَحِمَاراً” (1 صموئيل 3:15) ولكن شاول لم يطع الرب في هذا الأمر وأخذ الشعب مِنْ الغنيمة غنمًا وبقرًا، برَّرَ شاول ذلك بأنه مِنْ أجل الذبح للرب وهذه هي لغة المؤمن المُتَكَبِر الذي يفعل ما يريده ويبرره. إنْ كنت مِنْ هذا النوع، يمكنك أنْ تُغيّر ذلك حتى تنطلق روحيًا.
كان جواب صموئيل النبي على شاول كالآتي: “«هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاِسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ وَالْإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ” (1 صموئيل 22:15).
النبي هنا يريد قَوْل إنّ طاعة صوت الرب أفضل مِنْ تقديم ذبائح له، ونَجِدَه يستكمل كلامه قائلًا: “لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ, وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ!” (1 صموئيل 23:15)، إذًا خلاصة الأمر هكذا؛ تَمَسُك الشخص برأيه وعدم طاعة صوت الرب هو مِثْل السِحْر وعبادة الأوثان.
إذا كان للكنيسة تعليم واحد، سيكون لها أيضًا ردّ فِعْل واحد في مواجهة الظروف كما في سِفْر أعمال الرسل عندما أوصى اليهود بطرس ويوحنا بعدم التعليم باسم يسوع مرة أخرى “فَدَعُوهُمَا وَأَوْصُوهُمَا أَنْ لاَ يَنْطِقَا الْبَتَّةَ وَلاَ يُعَلِّمَا بِاسْمِ يَسُوعَ” (أعمال 18:4).
ثم نراهم وإذ لهم ردّ فِعْل واحد؛ “فَلَمَّا سَمِعُوا رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتاً إِلَى اللهِ وَقَالُوا: «أَيُّهَا السَّيِّدُ أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا.” (أعمال 24:4) ولم يفكر أحدهم بالاستعانة بشخص ذو سلطة مثلًا ليساعدهم في الأمر بل كان التصرف الذي اتّخذه جميعهم هو الصلاة إلى الله.
“وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ، لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ، إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ“. (أفسس 11:4-14).
أعطى الله هؤلاء الأشخاص للكنيسة أولًا لأجل تنضجيها ثم لعَمَل الخدمة ثم بنيان جسد المسيح؛ لأن بنيان الأشخاص يؤدي إلى بنيان جسد المسيح المُكَوَّن مِنْ الأشخاص لكي يصل الكل إلى وحدانية الإيمان؛ أي يكون لكل المؤمنين فِكْر واحد هنا على الأرض، فَفِي العدد الرابع عشر قال: “كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ“، ولأن السماء لا يوجد بها ضلال أو تعليم خاطئ، إذًا تطبيق هذه الآية ليس في السماء بل أثناء وجودنا على الأرض.
“مَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ“
بمعنى أنْ لا يكون المؤمن مِثْل ريشة أو ورقة في مَهَب الريح التي توجد الآن في مكان، وبعدها تجدها في مكان آخر، وهذا هو المؤمن المُتزعزِع الذي يتجاوب مع أي تعليم يسمعه دون أنْ يقوم بفحصه.
يختلف هذا اللفظ بكل تأكيد عن ذاك الذي استخدمه بطرس الرسول في (2 بطـرس 21:2) “لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ“ هنا يستخدم شراع المركبة الذي يُساق بالريح ليَصِف لفظ “مسوقين“؛ لأن الروح القدس دائمًا يُشَبَّه بالريح، فتلك اللفظة تعني أنْ يسلك الشخص على منوال البحر؛ بمعنى آخر أنّ الروح القدس يأخذ المؤمن مِنْ مكان لآخر وهو يعمل على إقناعه بشكل تدريجي.
مِنْ الممكن أنْ يقول الروح لك: “أنت تشكر الناس كثيرًا لأنك تشعر بعدم الاستحقاق وأنّ ما فعله الشخص معك هو دين وعليك سداده”، وتبدأ في العيش بفكرة المصلحة؛ سأفعل مع فلان هذا المعروف لأنه فعل معي كذا يومًا ما، تجد الروح القدس يوضح لك شخصيتك وهذه الأمور التي تبدو صغيرة لكنها تجعلك تنحدر في حياتك الروحية فعندما يكشفها لك وأنت تتجاوب معه ستجد نفسك تنساق به.
ربح النفوس أمرٌ في غاية الأهمية ولكن لابد أنْ تُبْنَى أنت أولًا روحيًا وتنضج مِنْ خلال معرفة الكلمة قبل أنْ تخدم؛ لأن الروح القدس يريد أنْ يُصَحِّح أفكارًا وموازين عند المؤمنين حتى يصيروا رجالًا روحيًا فيتمكن مِنْ استخدامهم، فإنْ لم تُصَحَّح شخصية المؤمنين أولًا، سيؤخرهم ذلك عن الخدمة بشكل فعّال.
بدأ الرب نفسه خدمته وهو في الثلاثين مِنْ عمره حسب شريعة لاوي حتى يصير في أعلى مستوى من النضوج وقبل أن يبدأ خدمته كان يرى أشخاصًا تعاني وتموت وتهلك ولكنه انتظر حتى صار ناضجًا ومُؤهَّلاً للخدمة وحتى بعد أن مُسِحَ لم يكن مُتسرِعًا، فعندما قالت له العذراء مريم: “لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ” (يوحنا 3:2)، قال لها: “مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ” (يوحنا 4:2) لأنه كان يسلك وفقًا لاستراتيجية وخطة.
“الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ، بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا. الَّذِينَ أُعْلِنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ لَيْسَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لَنَا كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهَذِهِ الأُمُورِ الَّتِي أُخْبِرْتُمْ بِهَا أَنْتُمُ الآنَ بِوَاسِطَةِ الَّذِينَ بَشَّرُوكُمْ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُرْسَلِ مِنَ السَّمَاءِ. الَّتِي تَشْتَهِي الْمَلاَئِكَةُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهَا. لِذَلِكَ مَنْطِقُوا أَحْقَاءَ ذِهْنِكُمْ صَاحِينَ، فَأَلْقُوا رَجَاءَكُمْ بِالتَّمَامِ عَلَى النِّعْمَةِ الَّتِي يُؤْتَى بِهَا إِلَيْكُمْ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ“. (1 بطـرس 10:1←13).
“بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ“
تأتي في اللغة الأصلية باحثين بشغف متى؟! ومَنْ؟! حيث كانوا يتنبأون متى سيحدث الخلاص! وفي عهد مَنْ! ومَنْ الذين سيتمتعون به! فهم لم يتنبأوا فقط عن الآلام بل تنبأوا أيضًا عن الأمجاد التي نحن فيها الآن (الميلاد الثاني).
لذلك يقول في (2 كورنثوس 18:3) “وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ“، فعندما وُلِدْتَ ثانيةً، أصبحت في مجد وتتحرك إلى مجدٍ أعظم كل يوم ومعنى أن الأنبياء فتشوا وبحثوا وأيضًا الملائكة اشتهوا ذلك، إذًا الأمر ضخمٌ وضروريٌّ للغاية.
“مَنْطِقُوا أَحْقَاءَ ذِهْنِكُمْ صَاحِينَ“
لابد أن يكون ذهنك مُجددًا وصاحيًا؛ أي مُلِمّ بالظروف والأحداث من حولك ومُدرِك ماذا يحدث في الخريطة الروحية في حياتك وفي العالم، وواعٍ لكل شيء وتصل لمرحلة أن تحكم في كل شيء كما تقول الكلمة “وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ“. (1كورنثوس 15:2)، وأن تُلقي رجائك بالكامل على النعمة التي سيُؤتَى بها عند استعلان يسوع، فتكون واثقًا مما سيحدث في يوم مجيء المسيح.
هناك فِكْر ينادي بذوبان الفِكْر بين الطوائف وهو في الحقيقة عبارة عن تجريم أن يتمسك الشخص برأيه وإيمانه، هناك سياسة سائدة منذ 2001 حيث تجد وسائل الإعلام تستخدم عدة ألفاظ مثل “هذا شخص مُتطرِّفٌ، يجب ألا يتمسك برأيه”، والهدف من ذلك خلق جيل يؤمن بأن له الحق أن يكون له رأيه الشخصي ولكن ليس له حق التمسك به حتى إنْ تمسّك أحدهم برأيه يعتبرونه مُجرِمًا.
الاختطاف أمرٌ سِريٌّ أما مجيء الرب فسيكون علنيًا؛ سيراه الناس وينوحون. أن تثق فيما يحدث في أواخر الأيام هو أمرٌ في غاية الأهمية، وإنْ كنت لا تهتم الآن بأمور أواخر الأيام لأن لديك احتياج للمعرفة في مواضيع أخرى، تذّكر أنه من ضمن أساسيات العقيدة في الرسالة إلى العبرانيين الإصحاح السادس هي الدينونة.
” لِذَلِكَ وَنَحْنُ تَارِكُونَ كَلاَمَ بَدَاءَةِ الْمَسِيحِ لِنَتَقَدَّمْ إِلَى الْكَمَالِ، غَيْرَ وَاضِعِينَ أَيْضاً أَسَاسَ التَّوْبَةِ مِنَ الأَعْمَالِ الْمَيِّتَةِ، وَالإِيمَانِ بِاللهِ، تَعْلِيمَ الْمَعْمُودِيَّاتِ، وَوَضْعَ الأَيَادِي، قِيَامَةَ الأَمْوَاتِ، وَالدَّيْنُونَةَ الأَبَدِيَّةَ” (عبرانيين 1:6-2)، لذلك لابد أن تكون هذه الأمور راسخة بداخلك.
“نِهَايَةُ أَمْرٍ خَيْرٌ مِنْ بَدَايَتِهِ. طُولُ الرُّوحِ خَيْرٌ مِنْ تَكَبُّرِ الرُّوحِ“. (جامعة 8:7).
توجد حماسة عند البدء في أي شيءٍ جديد ثم تقل الحماسة تدريجيًا؛ نرى ذلك في حياة الكثير مِن المؤمنين الذين تحمّسوا كثيرًا عندما قبلوا يسوع ربًا وسيدًا على حياتهم ثم بدأوا يملّون من الأمر وهذا ما زرعه إبليس في حياة المؤمنين هو قِصَر النَفَس.
هؤلاء تجدهم لا يتبعون نظامًا كتابيًا واضحًا في الحياة الروحية؛ لأنهم لا يعرفون كيف يظلون مُتحمِّسين فيما يختص بالروحيات، ويبحثون خارج الكلمة عن أمور تحفزهم.
أيضًا الشخص قصير النَفَس هو شخصٌ متكبرٌ كما وصفه الكتاب؛ لأنه يستقل برأيه ولا يريد التصحيح، ويحب دائمًا أن يفعل ما يراه صحيحًا مِن وجهة نظره ويُبرّره، لذلك تَعَلّم أنْ تكون طويلَ النَفَس حتى تستطيع أن ترى نهاية الأمور وأن تكون نهاية الأمور هي الهدف الذي تُثبِّت عينك عليه.
مفهوم التكبر لدى الله ليس التحدث كثيرًا عن النَفَس -فالرب يسوع والرسول بولس تكلما مرارًا وتكرارًا عن أنفسهما- بل هو قِصَر النَفَس وعدم الخضوع للكلمة وطاعة الروح القدس، قد تجد أشخاصًا لا يستطيعون الاستماع إلى عظة حتى نهايتها أو قراءة كتاب بأكمله، فَهُمْ لا يريدون أن يستغرقوا وقتًا طويلاً في إتمام شيءٍ ما، على الرغم مِنْ أنّ هؤلاء الأشخاص ذاتهم لديهم طول نَفَس في أمور أخرى.
تجدهم لديهم الاستعدادية لقضاء أوقاتٍ كبيرة في أمور لا تعود عليهم بالنفع وتجد لديهم أيضًا تساؤلات كثيرة ولكنهم لا يريدون أن يتعلموا. ما فعله شاول أنه أعطى مما للغير وليس مما لديه بالرغم من أنه كان لديه مواشٍ كثيرة، إلا إنه أمر الشعب أن يأخذوا مما لعماليق ليقدموا ذبائح للرب فهو كان معتادًا أن يأمر الشعب أن يقدم للرب ولا يقدم هو شيئًا على عكس داود.
بسبب خروج شاول عن طاعة القوانين الإلهية، حرمه ذلك من توريث المُلك لنسله بالرغم مِن أنّ الرب يميل إلى توريث المُلك إلى الأبناء لأن الملك لديه كل ملفات وأسرار المملكة ويستطيع أن يُعلّم ابنه الشريعة وبالتالي يستطيع أنْ يكون مُعَدَّاً للمُلك بعد والده.
“فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: لاَ أَرْجِعُ مَعَكَ لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ, فَرَفَضَكَ الرَّبُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ“. (1 صموئيل 26:15).
بالرغم مِن أنه قدم ذبائح إلا إنّ الرب رفضه مِن المُلك ولذلك لابد أن تعرف وتفعل ما يريده الرب وليس ما تريده أنت، ربما تكون مُعتقِدًا أنّ سماع صوت الرب أمرٌ مُعقَدٌ بسبب عدم معرفتك للكلمة وبُعدك عنها ولكن بمجرد أن تعرف طرق الرب، ستعشق طرقه وكلمته وتعرف كيف تستمع لصوته مثل الشعب عندما نقلوا تابوت العهد بطريقة خاطئة؛ (على عربة)، أتتذكر هذا الحادثة!
“وَأَرْكَبُوا تَابُوتَ اللَّهِ عَلَى عَجَلَةٍ جَدِيدَةٍ مِنْ بَيْتِ أَبِينَادَابَ, وَكَانَ عُزَّةُ وَأَخِيُو يَسُوقَانِ الْعَجَلَةَ، وَدَاوُدُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ يَلْعَبُونَ أَمَامَ اللَّهِ بِكُلِّ عِزٍّ وَبِأَغَانِيَّ وَعِيدَانٍ وَرَبَابٍ وَدُفُوفٍ وَصُنُوجٍ وَأَبْوَاقٍ. وَلَمَّا انْتَهُوا إِلَى بَيْدَرِ كِيدُونَ مَدَّ عُزَّةَ يَدَهُ لِيُمْسِكَ التَّابُوتَ, لأَنَّ الثِّيرَانَ انْشَمَصَتْ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى عُزَّةَ وَضَرَبَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ مَدَّ يَدَهُ إِلَى التَّابُوتِ, فَمَاتَ هُنَاكَ أَمَامَ اللَّهِ.” (1 أخبار 7:13←10).
كان يجب أنْ يُنقَل التابوت على الأكتاف، وعندما علم داود ذلك وأخبر الشعب أنّ المشكلة تكمن في حمل التابوت على عربة وليس على الأكتاف “وَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ رُؤُوسُ آبَاءِ اللاَّوِيِّينَ, فَتَقَدَّسُوا أَنْتُمْ وَإِخْوَتُكُمْ وَأَصْعِدُوا تَابُوتَ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ إِلَى حَيْثُ أَعْدَدْتُ لَهُ لأَنَّهُ إِذْ لَمْ تَكُونُوا فِي الْمَرَّةِ الأُولَى, اقْتَحَمَنَا الرَّبُّ إِلَهُنَا, لأَنَّنَا لَمْ نَسْأَلْهُ حَسَبَ الْمَرْسُومِ“. (1 أخبار 12:15-13) وبالفعل وُضِعَ التابوت هذه المرة في المكان الذي أُعِدَّ له.
لابد أن تدرك نهاية الأمور ويكون لديك صورة واضحة لها، فغاية إيمانك هو سيادة روحك على جسدك لأنك كائنٌ روحيٌ مِن الأساس ومِن الضروري أيضًا تعرف كيف تستخدم روحك وتصلي وتعبد باحترافية وفعالية. أنت لا تحتاج أنْ تعد نفسك لمدة نصف ساعة حتى تصلي بفعالية.
إنْ نظرنا لخيمة الاجتماع في العهد القديم أو الهيكل، سنسمع أصوات ذَبْح الحيوانات وبالطبع هذه الأصوات غير ملائمة للعبادة، نشأ داود في تلك الأجواء ولكنه عرف كيف يتأمل في جمال هذا البيت.
قال داود في أحد مزاميره: “لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ” (مزامير 4:27)، فلم يكن يقصد جمال التصميم الهندسي بل معاني الألوان المُستخدَمة التي أدركها وهذا هو سر قوة داود؛ يعرف جيدًا تبعية الرب وعبادته مِن القلب، وعَلَّم ابنه سليمان هذا الشيء أيضًا.
نهاية أمر أفضل من بدايته لأن الشخص يرى أمورًا لا تُرَى الآن مثل أنْ يصير طويل الروح، صبورًا؛ بمعنى آخر أنْ يقف على أرضه بثبات وهو يرى ما يمر به مِنْ خلال الكلمة كما قال الرسول بطرس “لِذَلِكَ مَنْطِقُوا أَحْقَاءَ ذِهْنِكُمْ صَاحِينَ” (1 بطـرس 13:1) فالمشكلة هي نظرة المؤمنين للكلمة باستخفاف وعدم تقديرهم لها وكأن الكلمة تعمل فقط على الأمور الروحية ولا تتعامل مع الأمور الأرضية. فبطرس يتحدث عن تأثير الكلمة على إنجاز أمور على الأرض ونجاح الروح القدس في تصحيح شخصية المؤمنين لأنه يريد أنْ يجعل المؤمنين رجالًا.
▪︎ ما الذي يجعلك مُحفَزًا لتكون طويل النَفَس في حياتك الروحية:
- لا تكن مُتكبِرًا؛ تخلى عن آرائك ومعتقداتك الشخصية، تسربل بالتواضع لأن الذي يحميك في هذه الحياة هو نقاء الدوافع والتواضع .
- تقييم ما فعله الرب مِن أجلك.
“أَجَابَ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً“. (يوحنا 10:4).
لو عرفت السامرية واكتشفت قيمة مَن يقول لها: “أعطني لأشرب”، لطلبت هي مِنْه ماءً حيًا بدلاً مِنْ اعتقادها بأنّها هي مَنْ لديها شيءٌ لتعطيه، وهذا دليل أنّ يسوع لم يكن معروفًا مِنْ الظاهر أنه هو الله بل كان لابد للإنسان أنْ يعرفه روحيًا حتى يكتشف أنه هو الله.
إدراكك لِمَا فعله يسوع من أجلك هو ما يجعلك تتحرك تجاهه، هنا المرأة السامرية شعرت أن لديها كل شيء والرب يسوع أظهر لها أنها هي مَن تحتاج، كذلك أنت أيضًا عندما تُعرِّض حياتك للنور، لن تستطيع أن تظل كما أنت. إنْ تعرّضتْ للحق الكتابي وأعطيته قيمة، سيصبح تقييمك للأمور مِنْ خلال هذا الحق.
عندما تدرك عمل الروح القدس ومقدار الكلمة في حياتك، ستشتعل بطريقة غير عادية. هل تبحث عن الاستقرار؟! هل سئمت مِنْ كثرة الصعود والهبوط في حياتك؟! إنْ كنت هكذا، فالمفتاح هو تقييم ما فعله الرب من أجلك وهذا هو السبب في ضرورة شرح عمل الرب يسوع تفصيليًا للمؤمنين وأن الأمر لا يقتصر على الموت الجسدي والقيامة فقط.
هناك ما هو أبعد من موت الرب الجسدي؛ فلابد مِنْ شرح ما حدث للرب في هذه الأيام، فهو نزل كأحد الخطاة إلى الهاوية وتعامل كخاطئ ودخل في معركة مع لوسيفر (إبليس) وهزمه، ومَنْ في حضن إبراهيم كانوا يشاهدون ذلك وفتح الباب لهم بعد هزيمته لإبليس.
لذلك يقول في رؤيا يوحنا: ” وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ“. (رؤيا 18:1) فدائمًا نسمع عن الموت الجسدي ولكن لم يتم شرح الموت الأبدي والروحي الذي ذاقه المسيح.
نجد إشعياء النبي يقول “وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ” (إشعياء 9:53). لفظ عِنْدَ مَوْتِهِ: تأتي في الأصل العبري “عند ميتاته“؛ فاللفظ يأتي في صيغة الجمع؛ حيث إنه مات موتًا روحيًا وجسديًا وأبديًا.
“مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. مَنْ يَقْبَلُ نَبِيّاً بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ وَمَنْ يَقْبَلُ بَارّاً بِاسْمِ بَارٍّ فَأَجْرَ بَارٍّ يَأْخُذُ وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ“. (متى 40:10←42).
إنْ أدركت أنّ كرامتك صارت كرامته ومَن يرفض ما تقوله، يرفضه هو وليس أنت، لن يكون لديك شيء على أحد بسبب رفضه لكلامك مرة أخرى وتدرك أنّ كرامتك محفوظة وما يبدو أنك خسرته في البداية، في الواقع أنت لم تخسره، لاحظ ما قاله: “إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ“ فأنه سينال أجرًا في النهاية وهذا ما يوضح أن هناك أمورًا لا تحدث بطريقة فوريّة بل تحتاج إلى طول النَفَس وليس التكبر (قِصَر النَفَس) كما أوضحنا.
عندما تبدأ في شيء ما، فهو مثل البذرة، لابد أن تسقيها ليلًا ونهارًا وبجديّة روحية دون تشتيت في أفكارك مثل أن تشعر إنك مُقصِر روحيًا أو أنّ هناك خطأ ما في حياتك الروحية، لا تقلق بشأن هذه الأمور لأن الروح القدس مسئولٌ عن تعليمك وتنضيجك.
من يتعامل مع الخادم كخادم واثقًا أنّ كلماته هي كلمات الله له، فأجر خادم سيأخذ ومن يتعامل مع بار كَبارٍ، أجر بار سيأخذ، ومن يتعامل مع أحد الصغار أي التلميذ (شخص يُتلمَذ ويتعلم طرق البر) فأجر تلميذ سيأخذ، كما قال النص الكتابي السابق.
إنْ أعطيته ما يحتاجه، ستأخذ أجر مِن منطلق نظرتك له، فالأمر يعتمد على نظرتك له ومن هنا تختلف حياتك عندما تكتشف ما صنعه الرب يسوع من أجلك، تصير مُشتعِلًا وتُشعِل آخرين ولن تخاف مِن مجيء الرب بل تكون مُستعِدًا؛ حيث إنه سيُعطَى لك نعمة عند مجيئه.
لابد أن تدرك هذا الكلام لأن ما تزرعه هنا على الأرض له علاقة وتأثير على زرعك في الدهر الآتي، فَمِن المُحزِن جدًا أنْ تكتشف فيما بعد أنك كنت تزرع أمورًا سيئة في حياتك، فهذا وقت انضباط وليس الحل في فهم الخطية وتأثيرها بل فهم الطريقة التي تؤدي إلى حياة صحيحة.
تستطيع أن تجد منفعة مِن الحق الكتابي الذي تمتلكه عندما تتعامل معه بالمقياس الصحيح؛ ستأخذ مكافأة نبي مِن الرب، ستُعامَل كأنك نبيٌ ولكن إن لم تُقدّر ما تقرأه في كتاب روحي ما أو تسمعه في عظة معينة فلن تنال ما تكلّم عنه الرب، وهذا ما يفسر مهابة رجال الله لدى اليهود لأنهم كانوا مُدرِكين أنّ النبي يتكلم بكلام الله لهم.
هناك الكثير مِنْ المؤمنين الذين لا يسمحون للكلمة والروح القدس أن يعملا فيهم مما أدى إلى تأخير دعوة الله في حياتهم، فهم يتحركون في حياتهم بمبادئهم وآرائهم وأفكارهم الشخصية بسبب عدم وضع مبادئ كتابية بداخلهم.
يتكلم الكتاب المقدس عن تربية الأطفال، وضرورة أنْ تسرع بإخراج العصيان من قلب الطفل في المراحل الأولى مِنْ عمره؛ فأي نبتة صغيرة تعُامَل معاملة الشجرة وتستطيع أن تقتلعها بسهولة على عكس إذا تركتها تنمو وتكبر، كما إنه يَسهُل إخراج العصيان من الطفل في المراحل الأولى من عمره والعكس صحيحًا؛ سيكون من الصعب تغيير طبع ما في شخص كبير السن فتجده يتضايق وينفر مِنْ التصحيح ويبرر ذلك بأنه يستطيع أن يستقبل مِن الرب بنفسه.
هذا هو أسلوب من يبدأ في دعوته ولا يستطيع إتمامها مثل شاول الذي كانت دعوته أنْ يستمر ملكًا إلا أنه لم يُتممها ومُزِّقتْ المملكة منه لأن ليس كل مَن هو مدعوٌ، يُتمّم دعوته فهناك من يُؤخر في إتمامها وهناك أيضًا مَنْ لا يُتممها للنهاية لأنه لا يحيا بمبادئ كتابية صحيحة.
هنا يبرز دور المعلم الذي يُعلِّم ويُرشد والذي يُكمل ويُنضِّج المؤمنين أي جسد المسيح الذي حاول إبليس على مرّ العصور أن يُشتته، مُبرِّرًا ذلك بأن الجسد يُفرِض قيودًا على الشخص وأن الكلام يتكرر كل اجتماع فلا مشكلة مِنْ عدم الالتزام والانتظام في حضور الاجتماعات بالرغم من أن الكلمة تقول “غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ“. (عبرانيين 25:10)، أي غير تاركين اتحادكم.
“كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ. وَإِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَباً الَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ“. (1 بطـرس 14:1←17).
“فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ“
أي بهيبة وارتعاب وقد يتضايق البعض لأنه غير مُعتاد على هذه اللغة في العهد الجديد لكن لابد أنْ تنظر نظرة صحيحة لحياتك هنا على الأرض. فالاختطاف ليس للجميع، نعم هو حقٌ لكل مَنْ وُلِدَ ميلادًا ثانيًا ولكن عليه معرفة كيفية السلوك بالكلمة في شراكة مع الروح القدس.
“فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي بِهِ أَيْضاً قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ. وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً فِي الضِّيقَاتِ عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْراً وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا. لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارٍّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضاً أَنْ يَمُوتَ. وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ.” (رومية 1:5←9).
عندما سأل التلاميذ الرب يسوع: “يَا رَبُّ هَلْ فِي هَذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟” (أعمال 6:1)، قال لهم: “لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ“. (أعمال 7:1-8)، فهو لم يقل إنه لن يرد المُلك لإسرائيل بل قال ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات.
” وَأَمَّا الأَزْمِنَةُ وَالأَوْقَاتُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا، لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هَكَذَا يَجِيءُ. لأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ: «سَلاَمٌ وَأَمَانٌ» حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً، كَالْمَخَاضِ لِلْحُبْلَى، فَلاَ يَنْجُونَ . وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذَلِكَ الْيَوْمُ كَلَصٍّ. جَمِيعُكُمْ أَبْنَاءُ نُورٍ وَأَبْنَاءُ نَهَارٍ. لَسْنَا مِنْ لَيْلٍ وَلاَ ظُلْمَةٍ. فَلاَ نَنَمْ إِذاً كَالْبَاقِينَ، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ، لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَبِاللَّيْلِ يَنَامُونَ، وَالَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَبِاللَّيْلِ يَسْكَرُونَ وَأَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ مِنْ نَهَارٍ، فَلْنَصْحُ لاَبِسِينَ دِرْعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ، وَخُوذَةً هِيَ رَجَاءُ الْخَلاَصِ. لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاِقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ“. (1 تسالونيكي 1:5←9).
هل هنا يناقض الرسول بولس كلام الرب يسوع لتلاميذه؟! بالطبع لا، بل كان التلاميذ وقت الرب يسوع لم ينضجوا بعد روحيًا أما وقت الرسول بولس كان المؤمنون ناضجين روحيًا بطريقة تجعلهم يستطيعون تمييز الأوقات والأزمنة؛ لذلك قال لهم الرسول بولس “وَأَمَّا الأَزْمِنَةُ وَالأَوْقَاتُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا“.
بَدَّلَ بولس الرسول هنا الأسلحة، مِن المفترض أنْ يقول ترس الإيمان كما جاء في أفسس “حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ” (أفسس 16:6)، ودرع البر ” وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ” (أفسس 14:6)، ونجده يقول في تسالونيكي “درع المحبة”، ذلك لأن الإيمان يُستخدَم كَتُرس وكَدِرع أيضًا.
يحذّرنا هنا الرب يسوع مِن أنْ ننشغل بهموم الحياة ويأتي هذا اليوم علينا كلصٍ وبولس أيضًا استخدم نَفْس لفظ “لص“؛ لذلك عِش بهيبة وقدّرْ كل أمر تفعله في حياتك إلى أنْ يأتي يوم الرب ونَقِّي دوافعك وضعْ دائمًا أمامك الوقوف أمام كرسي المسيح لأنه في هذا اليوم ستُكشَف أعمال كل شخص.
إنْ عشقتْ الكلمة عن حبٍّ، ستدرك أنه من حقك أن تُنقَذ من الغضب الآتي ولكن للأسف هناك من لا يعرف أن يأخذ هذا الحق لأنه ليس هناك مَن علَّمه أهمية أن يُقدر حياته ولا يستخف بما فعله الرب من أجله وبالتالي لن يُختطَف. فالاختطاف لن يحدث دون إرادتك وكأنك مفعول به بل يحدث لأنك مُدرِكٌ وسامع لصوت البوق وأنت من يختار أن يتجاوب مع صوت البوق؛ لذلك لابد أن تعطي اعتبارًا لكل أمر تفعله هنا على الأرض.
لقد فُتِحَتْ السماء على الأرض، أنت لديك ميراثٌ سماويٌّ لا يستطيع أحدٌ أن يمسّه. بإمكانك أن تعيش السماء على الأرض وسيأتي الوقت الذي تُفتدَى فيه أجسادنا ونُختطَف حتى لا نذوق الضيقة لأن الكتاب يتكلم عن الخلاص على إنه خروج مِن “Exit” فنحن سنخرج من الأرض في وقت الضيقة.
هناك من يعتقد أن كل أمور مكتوبة في سِفْر الرؤيا هي أمور مستقبلية لكن هذا السِفْر يتحدث عن أمور حدثَتْ في الماضي وأمور تحدث في الحاضر وأخرى ستحدث في المستقبل كما تقول الكلمة في (رؤيا 19:1) ” فَاكْتُبْ مَا رَأَيْتَ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ، وَمَا هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ هَذَا“، فهو أظهر له أمور حادثة في ذلك الوقت وأمور كانت لم تحدث بعد بالنسبة ليوحنا ولكنها حدثت بالنسبة لنا.
لابد أن تستعد الكنيسة وتفهم عطية الله ومن هو يسوع وكيف كان وضع الإنسان في الماضي حتى تُقدّر ما فعله يسوع أي تفهم معنى موت ودفن وقيامة يسوع وليس أن تتعاطف بمشاعرها مع ما فعله.
كان النسل البشري أجمع في قبضة إبليس لأن الإنسان (آدم) هو من سَلَّمَ نفسه له؛ لذلك يُطلَق عليها الخيانة العظمة لضخامة هذا الخطأ، فالله كان مُوضحًا لآدم المهام المطلوبة منه وهو كان مُدركًا لدوره ولذلك قال له: سأعطيك مُعينًا نظيرًا لك لإتمام هذه المهام.
بدأ الرب يتعامل مع آدم كشخص مسئول وفي هذه اللحظة استغل إبليس آدم واستعبده ومعه كل النسل البشري لأننا كنا في أحشائه، فالكلمة تقول في (عبرانيين 9:7) “حَتَّى أَقُولُ كَلِمَةً: إِنَّ لاَوِي أَيْضاً الآخِذَ الأَعْشَارَ قَدْ عُشِّرَ بِإِبْرَاهِيمَ!” وهذا يعني أن إبراهيم ناب عن لاوي لأن لاوي كان في أحشائه وهذا يؤكد إمكانية أن ينوب شخص عن نسل كامل.
هذا هو السبب أن الرب يسوع ناب عن النسل البشري كله لأنه كما دمَّر آدم في البداية النسل البشري لأنه ناب عنه كذلك الرب يسوع صَحَّحَ ما خربّه آدم الأول وعندما قبض إبليس على النسل البشري، وَرَّثَ طبيعته للنسل البشري وبدأ النسل البشري يُولَد بطبيعة شيطانية كما قال داود في (مزامير 5:51) “هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي“.
صارت كل البشرية هالكة وخاضعة لإبليس ولذلك جاء الرب يسوع ليُخلِّص ما قد هلك واسترجع الإنسان لكن ليس للحالة الأولى لأن كل شخص يقبل يسوع ربًا وفاديًّا، يُولَد من الله ويصير له طبيعته.
“هَكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضاً: «صَارَ آدَمُ الإِنْسَانُ الأَوَّلُ نَفْساً حَيَّةً وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحاً مُحْيِياً“. (1 كورنثوس 45:15).
لم يكن لآدم الأول طبيعة الله أي شخصية الله “زوى” التي يُطلق عليها الحياة الأبدية في الكتاب المقدس بل كانت له طبيعة محايدة ليست شيطانية ولا إلهية بل كان مُعَدًّا لاستقبال طبيعة الله وحياته لأنه لابد أن يأخذ هذه الطبيعة عن اختيار لأن الله لم يخلق الإنسان ليضع حياته فيه دون اختياره وهنا استغل إبليس الفرصة وزَرَعَ طبيعته بداخل الإنسان ولأن الخطية تُورَّث حيث إنّ إبليس شخصٌ اقتحاميٌّ.
أدخل طبيعته في النسل البشري وبدأ في إظهار ذاته في الإنسان وفي جسده. أما يسوع فهو روح مُحييٌّ أي مُعطِي للحياة “زوى” وأنت على صورة آدم الأخير؛ لذلك أنت أيضًا كما هو؛ مُعطِي حياة للآخرين.
عندما اعترف بطرس بألوهية يسوع؛ “فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ“. (متى 16:16)، قال له الرب إنّ الآب هو مَن أعلن له ذلك وإنه لم يعرف ذلك بذهنه الطبيعي؛ “طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ“. (متى 17:16).
تَذكَّرْ أيضًا أنّ بطرس هذا هو نفسه الذي انتهره الرب عندما كان يتنبأ عن صلبه وموته وقال له: “اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ“. (متى 23:16) لأنه قد يكون لدى إنسان مجموعة من الأفكار الصحيحة وأفكار أخرى غير صحيحة؛ لذلك كن خاضعًا ومَرِنًا قابلاً للتصحيح في حياتك.
الشخص الذي يعتقد أنه يعرف كل شيء هو شخص يتحدث كثيرًا حتى يعرض ما لديه من معرفة، أما الحكيم يكون ثابتًا ورزينًا ويتحدث فقط في الوقت الصحيح؛ لذلك أنت تستطيع أن تجعل من كلامك شجرة حياة.
“لَكِنْ لَيْسَ الرُّوحَانِيُّ أَوَّلاً بَلِ الْحَيَوَانِيُّ وَبَعْدَ ذَلِكَ الرُّوحَانِيُّ. الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ. كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هَكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضاً وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هَكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضاً. وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ سَنَلْبَسُ أَيْضاً صُورَةَ السَّمَاوِيِّ.” (1 كورنثوس 46:15←49).
“سَنَلْبَسُ أَيْضاً صُورَةَ السَّمَاوِيِّ“
في اللغة الأصلية تأتي: دعنا نلبس أيضًا صورة السماوي ونسلك به. إنْ عرفْتِ ما فعله يسوع من أجلك، ستتعامل مع إبليس بسيادة وسلطان ولن تحتاج أن ترش الدم على حياتك رعبًا من وجود ضريبة عندما تقوم بعمل في الخدمة مثلاً مثل: (سرقة سيارتك/ خلافات أسرية…) فأنت تشعر بوجود أحقية لإبليس على حياتك لأنك لا تدرك ما فعله يسوع من أجلك.
عندما تدرك ما فعله يسوع من أجلك، لن تستطيع أن تتوقف عن العبادة وتبدأ ترى الحق الكتابي بجدية أكثر وأنه روح وحياة وتستطيع أن تختبره في حياتك وتختلف حياتك وتصير مُنتصِرًا، فدائمًا إبليس يحاول أن يقنع المؤمنين أنهم مثل البشر العادي لكنك عندما تفهم من أنت في المسيح، تستطيع أن تعطي حياة وتُغيّر حياة آخرين وتُتلمذهم لأنك عرفْتَ مَن أنت في المسيح.
اللبس هو الظاهر أمام الناس وهذا يعني إنه إن سلكْتَ بروحك، فروحك هي التي تظهر في ردود أفعالك وتجد نفسك تسلك بطريقة إلهية في الموقف ولن تتساءل عن ردّ الفعل الصحيح في الموقف.
▪︎ صورة النفس المُخلَّصة:
مؤمن غير مُتذبذِب، مؤمن لا يعادي أحدًا لأنه يعرف كيف يسيطر على مشاعره، مُستقِر روحيًا، لا يسلك بمشاعره، لا يسيطر عليه شيء ولا يتأثر بعناصر العالم لأن روحه قد سادت وسيطرت.
هدفك كمولود من الله هو خلاص نفسك وبالتالي جسدك يصير تحت سيطرتك. هناك مؤمنون يعانون من مشاكل ويصلون كثيرًا من أجلها دون وجود نتائج والسبب في ذلك هو ذهنهم غير المُجدَّد في أمر ما وعندما يتعرّضون للحق الكتابي في هذا الأمر، تخلص حياتهم تمامًا لأن تصحيح النفس يؤدي إلى نتائج سريعة.
“وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ فَدَخَلَ بَيْتَ الْفَرِّيسِيِّ وَاتَّكَأَ. وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ. فَلَمَّا رَأَى الْفَرِّيسِيُّ الَّذِي دَعَاهُ ذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَوْ كَانَ هَذَا نَبِيّاً لَعَلِمَ مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئِةٌ. فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا سِمْعَانُ عِنْدِي شَيْءٌ أَقُولُهُ لَكَ». فَقَالَ: «قُلْ يَا مُعَلِّمُ. «كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ. عَلَى الْوَاحِدِ خَمْسُ مِئَةِ دِينَارٍ وَعَلَى الآخَرِ خَمْسُونَ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ سَامَحَهُمَا جَمِيعاً. فَقُلْ: أَيُّهُمَا يَكُونُ أَكْثَرَ حُبّاً لَهُ؟ فَأَجَابَ سِمْعَانُ: «أَظُنُّ الَّذِي سَامَحَهُ بِالأَكْثَرِ». فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ حَكَمْتَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْمَرْأَةِ وَقَالَ لِسِمْعَانَ: «أَتَنْظُرُ هَذِهِ الْمَرْأَةَ؟ إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ وَمَاءً لأَجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ. وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا. قُبْلَةً لَمْ تُقَبِّلْنِي وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ رِجْلَيَّ. بِزَيْتٍ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ دَهَنَتْ بِالطِّيبِ رِجْلَيَّ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيراً. وَالَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلاً ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ. فَابْتَدَأَ الْمُتَّكِئُونَ مَعَهُ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: «مَنْ هَذَا الَّذِي يَغْفِرُ خَطَايَا أَيْضاً؟ فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ! اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ“. (لوقا 36:7←50).
بسبب إدراك المرآة الزانية لحالتها التعيسة وتقديرها لمحبة المسيح، آمنت به وبالتالي أحبت أكثر أما الفريسي لم يُقدِّر الرب يسوع وبالتالي أحبّ أقل؛ لذلك كلما تكتشف ما فعله يسوع من أجلك وتضع له القيمة الصحيحة وتُقدِّره، ستحبه أكثر وتشتعل حياتك.
إدراكك لعمله في حياتك سيعود عليك بنتيجة حيث يجعلك تُحفَّز أكثر أن تُخلّص نفسك والعكس صحيح؛ لذلك إنْ كنت تجلس مع خادم ليساعدك روحيًا، تستطيع أن تأخذ من المسحة التي على حياته بسبب أنك تعلم جيدًا إنه يتكلم لك كلمات الله وأنا في حالة تقدير لهذه الكلمات.
“وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا“. (أعمال 1:1←4).
الملء هنا يشير إلى سكنى الروح القدس في روحك بعد أن تكون قد وُلِدت من الله وصار لك طبيعته (أي سكنْتَ في المسيح) وهي تحدث مرة واحدة ويصحبها التكلم بألسنة.
أما الملء المذكور في (أعمال 31:4) ” وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ” هو الامتلاء اليومي، وازدياد إدراكك للروح القدس واستعلانه في حياتك الذي هو خلاص نفسك وأن يملأ الروح ويجتاح كل جانب في حياتك ويعلن نفسه من خلال جسدك وسلوكك اليومي بشكل تدريجي.
أيضًا الملء المُتكرر يعني أن تقل البشرية لأنك 100% كائنًا روحيًا وأيضًا 100% بشريًا مثلما قال يوحنا المعمدان “يَنْبَغِي أَنَّ ذَلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ“. (يوحنا 30:3)، وبنفس المبدأ يجب أن تنقص البشرية وتزيد الإلوهية.
إن فهمت ذلك تجد نفسك حينها تتعامل مع مواقف الحياة بطريقة خارقة للطبيعة وترى ما وراء الأحداث والمواقف فمثلاً إن بدا في العيان أنك ظُلِمْتَ في موقف ما أو تم استغلالك، تُدرك أنك لا تُظلم وأن ذلك لن يستمر لكن بشرط أن تسلك دائمًا بروحك وهذا اختيارك؛ لذلك يقول خلاص نفوسكم لأنك مسئول عن خلاص نفسك (الفكر والمشاعر والإرادة).
إن كنت تنتظر أن يرتعش جسدك حتى تتأكد من امتلائك بالروح القدس أو تنتظر أن يعطيك الروح القدس فرحًا كي تشتعل، فهذه ليست طريقة الروح القدس لأنك أنت من يُشعل نفسك وهذا يحدث في دقائق لأنك تستطيع أن تُخرج روحك الإنسانية للخارج اي تسلك وتتصرف بها، أنت غير مدعو أن تحب الرب وتعبده فقط بل أن تُخرِج الروعة التي في روحك وتجعلها تسود على المواقف وهذا ما يجعلك تعرف كيف تتعامل مع غيرك سواء كانوا مؤمنين أو خطأة باحترافية.
خلاص نفسك هو أن تجعل روحك تسود على نفسك (الفكر، المشاعر والإرادة) وأن تزداد روحك في الانطلاق والإظهار على حساب البشرية والحسية مثل موسى عندما وجد رجلاً مصريًا يضرب رجلاً عبرانيًا وقتله ولكن بعد أن عمل الروح القدس في شخصيته وقاد شعبًا صَلِبَ الرقبة ومُتمرِدًا، لم يتعامل معه بنفس العنف الذي تعامل به مع المصري لأنه تعلّم أن يتعامل بحكمة.
صحيح أن دوافع قلبك في غاية الأهمية لكن الهدف أن تُخرج هذه الروعة في العيان ولا تُخطئ لأن الفِكْر الإلهي هو أن تتغير إلى تلك الصورة عينها.
“كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ. شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ. إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ، لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ. لِذَلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ.” (يعقوب 17:1←21).
روحك تشتاق أن تُشحَن بالكلمة والألسنة ونَفْسك تحتاج إلى تجديد أفكارها بأفكار الكلمة لتتوافق مع روحك، أيضًا جسدك يحتاج إلى صلب وخلاصه الكامل سيكون يوم مجيء الرب الذي نلبس فيه الأجساد الجديدة.
لم يجعل الرب يسوع خلاص الجسد فوريًّا لأنه إن تغيّر جسد الإنسان حينما يقبل يسوع ربًا وفاديًّا لحياته، لا يحق له أن يظل على الأرض والسبب في ذلك أن الأموات لا يحيون على الأرض الآن.
تذكّر أنّ الجسد الذي أخذه الرب يسوع بعد القيامة، لم يمكنه أن يظل على الأرض طول الوقت بل كان يظهر ويختفي. وإنْ لم نظل على الأرض، لن يُكرَز بالرب يسوع لبقية العالم لأن الكلمة تقول في (رومية 14:10) ” فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ. وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟”
بَاكُورَةً← أنت رقم 1 FIRST CLASS، أنت أعلى من كل خلائقه والله لا يعطي شيئًا غير صالح وهو ولدك من الكلمة كما قالها الرسول بطرس في (1 بطـرس 23:1) ” مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ“. كما أن يسوع هو الكلمة المُتجسِّدة، انت أيضًا مولود منها.
ثم يتكلم عن الصورة التي يجب أن يكون عليها من تخلُص نفسه؛ “مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ،” ويقول “فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ” أي اقْبل الكلمة التي غُرِسَتْ في روحك عندما وُلِدت من الله.
هي وُضِعَتْ في روحك ولكن نفسك تحتاج أن تقبلها والتي تؤدي بدورها في النهاية إلى خلاص نفسك كما يقول الرسول بطرس في (1 بطـرس 9:1) “نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ” أي أعلى مستوى إيمان يمكن أن تصل إليه هو خلاص نفسك لأن الهدف في النهاية من سلوكك بالإيمان هو خلاص نفسك.
يتكلم أيضًا في (عب 12:4) “لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ“، فالكلمة تجعلك تُميّز أفكارك وعندما تفهم ذلك، تصير بطيء التكلُّم ومُسرِع في الاستماع وبطيء في الغضب وتبدأ تُخرج بر الله في حياتك لأنك صانع لبر الله (إنتاج الصواب).
“لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ” هنا يستخدم لفظًا صناعيًّا لأن السلوك بالنفس لا يصنع بر الله أي الإنسان الذي يغضب، لا ينتج البر الذي هو الصواب؛ لذلك الإنسان هو مُنتِج البر وصانعه.
تَخلَّصْ من كل نجاسة وكثرة شر واقْبَلْ باتضاع الكلمة والتصحيح من الرب والآخرين؛ لذلك إن لم تطرح هذه الأمور من حياتك، لن ترى الكلمة تعمل بفاعلية في روحك.
▪︎ من يعتمد على فكره هو شخص لم تخلص نفسه:
- ترجمة الفاندايك
“اَلْمُتَّكِلُ عَلَى قَلْبِهِ هُوَ جَاهِلٌ وَالسَّالِكُ بِحِكْمَةٍ هُوَ يَنْجُو“. (أمثال 26:28).
- الترجمة الموسعة
الذي يعتمد على، يضع ثقته في ذهنه، القلب الذي يثق في نفسه، هو جاهل (أحمق) لكن الذي يسلك بمهارة وحكمة إلهية، ينجو“. (أمثال 26:28).
في الترجمة الأصلية لم تأتي “جَاهِلٌ” بل “أحمق” والشخص الأحمق هو الشخص الذي يعتمد على بشريته على الذخيرة التي يمتلكها من الفِكْر، على خبراته، على العلم، على طريقة تفكيره، على نظرياته ولا يعتمد على الإلوهية التي وُضِعَتْ فيه.
لذلك تجد من يعتمد على فكره مثل شاول حينما اعتمد على فكره عندما قدم ذبائح للرب مما لعماليق بالرغم من أن صموئيل أوصاه بشدة بأن كل ما لعماليق يُقتَل ولا يُقدَم شيءٌ منه للرب وعندما علم صموئيل بذلك، قال له “لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ, وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ!” (1 صموئيل 23:15) أما الذي يعتمد على الحكمة الإلهية، ينجو.
إنْ كنت تعتمد على خبرتك ومعرفتك وعندما يشرح لك من يتابعك روحيًا الكلمة، تقاطعه مُعتقِدًا أنك تعلم كل ما يقوله، اعلم أنك تحتاج أن تصمت وتستمع أكثر مما تتكلم لأن في (مزامير 98:119) “وَصِيَّتُكَ جَعَلَتْنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي لأَنَّهَا إِلَى الدَّهْرِ هِيَ لِي“ فكلمة الله هي التي تجعلك أحكم مِنْ مَنْ أكبر سنًا منك وتُعطيك أفكارًا صحيحة؛ لذلك اجعل كلمة الله تسود على طريقة تفكيرك وحياتك.
لابد أن تفهم القوانين الإلهية حتى تقل المشاكل في حياتك إلى أن تصل إلى مرحلة لا ترتبك فيها من المشاكل بل تعبُر فيها بفرح وسلام وتصير مؤمنًا مُستقِرًا روحيًا.
المؤمن غير المُستقِر عندما تُعرَض عليه أفكارًا من إبليس، يرتبك ويحتار ويعطيها قيمة ضخمة لأنه يعتقد أنه ليس من المُفترَض أن تُعرَض عليه هذه الأفكار من الأساس وهو لا يعلم أنه لابد أن يتجاهلها ويضحك عليها ولا يكن مُتقلِّبَ المزاج ولا يعتقد أن هناك فكرة معينة تجعله يسقط في الخطية لأن السبب في ذلك أنه ربط هذه الفكرة بخطية معينة وتأتي فكرة أخرى على ذهنه تقول له إنه لن يمر أسبوع وسيسقط مرة أخرى في الخطية نفسها.
أنت نشأت في العالم، لذا من الممكن أن تكون أفكار العالم تسربت إلى ذهنك والمشكلة ليست في العالم لأن الرب يسوع صلى قائلاً: “لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ” (يوحنا 15:17). إذًا الحل ليس في خروجك من العالم
طبعًا طريقة حفظك من الشرير تتم عن طريق؛ “قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ“. (يوحنا 17:17)، بمعنى أن تصير مُخصَّصًا، مُفرَزًا ومُقدَّسًا في الكلمة ومُنعزِلًا عن مبادئ العالم.
“اَلْحِكْمَةُ تُنَادِي فِي الْخَارِجِ. فِي الشَّوَارِعِ تُعْطِي صَوْتَهَا. تَدْعُو فِي رُؤُوسِ الأَسْوَاقِ فِي مَدَاخِلِ الأَبْوَابِ. فِي الْمَدِينَةِ تُبْدِي كَلاَمَهَا. قَائِلَةً: «إِلَى مَتَى أَيُّهَا الْجُهَّالُ (الحمقى) تُحِبُّونَ الْجَهْلَ وَالْمُسْتَهْزِئُونَ يُسَرُّونَ بِالاِسْتِهْزَاءِ وَالْحَمْقَى يُبْغِضُونَ الْعِلْمَ؟” (أمثال 20:1←22).
“أَيُّهَا الْجُهَّالُ” أتت في الترجمة الأصلية “أيها الحمقى“ والشخص الأحمق هو الذي يكره المعرفة ويرفضها وينطبق عليه هذه الآية “لأَنَّ ارْتِدَادَ الْحَمْقَى يَقْتُلُهُمْ وَرَاحَةَ الْجُهَّالِ تُبِيدُهُمْ“. (أمثال 32:1)، فالمؤمن الذي يحيا الآن دون معرفة وانضباط، عدم انضباطه هذا سينقلب عليه ويؤدي به إلى خراب حياته.
الإنسان هو كائن روحي يمتلك نفسًا ويسكن في جسد وحتى تنطلق روح الإنسان، لابد أن تخلُص النفس (الفكر، المشاعر والإرادة) ويعقوب الرسول يقول: كونوا مُسرِعين في الاستماع، مُبطِئين في التكلُّم والغضب واطرحوا كل خطية عنكم مع قبول الكلمة المغروسة في أرواحكم باتضاع.
أول شيء هو الاتضاع والخضوع لمبادئ الكلمة مثلاً إنْ قال لك من يُتابعك روحيًا أن تصلي من أجل من أساء إليك ولا ترد له الإساءة، لابد أن تتضع وتخضع لكلامه وبالطبع بعد أن يُثبِت لك كلامه من الكلمة.
من لا يدرك معنى الصلاة وليس لديه ذخيرة من الكلمة، سيعتمد على فكره وبشريته وخبراته وتجده يُخطئ كثيرًا وهناك أخطاء لا يرى نتائجها في نفس اللحظة مما يجعله مُطمئِنًا لأنه يعتقد أنه استطاع أن يعيش ما تقوله الكلمة بفكره وطريقته ومن هنا يبدأ يُقلل اعتماده على الكلمة ويعتمد أكثر على بشريته وخبراته الشخصية ويأخذ حياته إلى الظلمة والخراب وقراراته التي اعتقد في يومٍ إنها تؤدي به إلى النجاح هي ذاتها التي تؤدي به إلى الخراب والظلمة.
- ترجمة الفاندايك
” قَلْبُ الْفَهِيمِ يَطْلُبُ مَعْرِفَةً وَفَمُ الْجُهَّالِ يَرْعَى حَمَاقَةً“. (أمثال 14:15).
- الترجمة الموسعة
“الشخص الذي لديه فهم، يسعى للمعرفة ويُحقق عنها ويلتمسها أما فم (الذي يثق في نفسه) الجاهل يتغذى على الحماقة“. (أمثال 14:15).
لابد أن تمتلئ بمبادئ الكلمة فهي تعمل على ذهنك حتى تكشف لك دوافعك (القوة التي تدفعك لعمل شيء ما بسهولة) وتُنقّيها. مثلاً إنْ كنت تعطي المحتاج بسهولة، ذلك بسبب مبادئ الكلمة التي زُرِعَت في قلبك والتي تحفظك أيضًا مِن أن تعطي مَن لا يستحق العطاء، اعتمادك على مبادئ الكلمة يُنقي دوافعك وتجد نفسك تعمل الأمور الصحيحة بسهولة.
أنت تفعل أمرًا مُعيّنًا بسلاسة وسهولة بسبب أنك دَرَّبت نفسك واعتادت عليه، قد تكون مُقيًّدًا بالشهوة، فالمشكلة ليست في جسدك أو الشهوة أو الخوف….إلخ بل في روحك غير المُنشَّطة وذهنك غير المُجدَّد ونفسك الجامحة.
ربما يسأل البعض لماذا أعطانا الله النفس وهي السبب في كل هذه المشاكل! الإجابة أن الصورة الأصلية التي خلق الله الإنسان عليها لم تكن بهذا الشكل ولكن تم تشويهها بعد أن ساد إبليس على الإنسان ولكنه فشل في ذلك لأن الروح الجديدة تستطيع أن تُسيطِر على الذهن. (برجاء الاستماع لعظات الدوافع والقيمة).
▪︎ مشكلة السرحان:
إنْ كنت تدرس الكلمة وتسرح كثيرًا، صلي بأعلى صوتك ولا تقل لا أستطيع دراسة الكلمة بسبب السرحان، فأنت تستطيع أن توجُه قلبك تجاه دراسة الكلمة وعندما تفعل ذلك أنت تُنشِّط روحك كما فعل التلاميذ عندما مُنِعوا من التكلُّم باسم يسوع مرة أخرى.
“فَدَعُوهُمَا وَأَوْصُوهُمَا أَنْ لاَ يَنْطِقَا الْبَتَّةَ وَلاَ يُعَلِّمَا بِاسْمِ يَسُوعَ” (أعمال 18:4)، يقول الكتاب “فَلَمَّا سَمِعُوا رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتاً إِلَى اللهِ وَقَالُوا: «أَيُّهَا السَّيِّدُ أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا.” (أعمال 24:4) لابد أن ترفع صوتك وتعطي تركيزك حينما تصلي وتعبد الرب.
عندما فعلوا ذلك تقول الكلمة: “وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ“. (أعمال 31:4) تكلموا بكلام الله بكل مجاهرة.
- ترجمة الفاندايك
“الْحِكْمَةُ عِنْدَ الْفَهِيمِ وَعَيْنَا الْجَاهِلِ (الأحمق) فِي أَقْصَى الأَرْضِ“. (أمثال 24:17).
- الترجمة الموسعة
الشخص الذي لديه فهم يضع الحكمة الإلهية المُتقنة أمامه لكن عينا الجاهل (المعتمد على ذاته) في أقصى الأرض“. (أمثال 24:17).
“الْجَاهِلِ” أتت في الترجمة الأصلية “الأحمق” ويقول هنا أن الفهيم هو الذي يضع الحكمة أمامه ويضع كل تركيزه فيها أما الأحمق أي المعتمد على ذاته، يسرح ذهنه في أفكار وأمور كثيرة.
السرحان هو نتيجة انجذابك وتمسكك برأيك الشخصي في حياتك بشكل عام مُعتقِدًا إنه إنْ هناك خطأ ما في حياتك، سيكشفه الله لك وتثق في ذلك لأنك تشعر بالفرح والابتهاج أثناء الصلاة والعبادة.
ثم تبدأ تُثبت ذلك من الكلمة مُعتمِدًا على آيات معينة بتفسير خاطئ مثل “رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ” (مزامير 12:51)، وهذا يعني أنه عندما يتضايق الرب من الإنسان، ينزع الفرح منه وهذا بالطبع تفكير خطأ لأن الفرح ثابت داخل الروح الإنسانية لكل مؤمن عهد جديد والرب لا ينزعه منك بل أنت تحتاج أن تُدرك هذا الفرح وتُخرجه.
السرحان = الاعتماد على ذاتك والسبب هو عدم إطلاق روحك الإنسانية وإطعامها يوميًا بالكلمة كما تُطعم جسدك يوميًا.
▪︎ حل مشكلة السرحان:
” لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ“. (أفسس 17:3).
أن تُدرك الروح القدس الساكن فيك وتستحضر حقيقة سكناه فيك إلى ذهنك وتُذِّكر نفسك به وترفع صوتك في الصلاة وتملأ ذهنك بالكلمة، فتجد نفسك تعتمد أكثر على الروح القدس وبالتالي تصير أكثر تركيزًا بسبب تنشيطك لروحك الإنسانية.
“اَلْبُوطَةُ لِلْفِضَّةِ وَالْكُورُ لِلذَّهَبِ كَذَا الإِنْسَانُ لِفَمِ مَادِحِهِ“. (أمثال 21:27).
مِن هذا الشاهد نستطيع فَهْم أنّ قيمة الإنسان مُرتبِطة بما يمدحه وينبهر به؛ لذلك قيمة الإنسان هي التي تزن حياته وبالتالي حياتك بالكامل مرتبطة بتقييمك للأمور.
مثال1: أحيانًا يضع الشخص قيمة لأسرته أعلى من قيمة الرب عنده وقد يستعد للموت في حالة موت أحدهم لأنه ربط حياته به بدلاً من أن يربط حياته بالرب.
مثال2: عندما انبهر التلاميذ بشكل المباني الخاصة بالهيكل؛ “وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنَ الْهَيْكَلِ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا مُعَلِّمُ انْظُرْ مَا هَذِهِ الْحِجَارَةُ وَهَذِهِ الأَبْنِيَةُ؟” (مرقس 1:13)، أجابهم قائلاً: “أَتَنْظُرُ هَذِهِ الأَبْنِيَةَ الْعَظِيمَةَ؟ لاَ يُتْرَكُ حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ” (مرقس 2:13)، بمعنى أن المباني التي أنتم مُنبهِرون بها، سيأتي وقت لا يبقى فيها حجر على حجر لأن الرب كان له نظرة أبدية.
لابد أن تعلم أن الرب يقضي بالعدل حتى بين المؤمنين، فهو لا يقول للمُسيء إليه، اغفر لأخيك وهو لا يقضي بالعدل بينهما ففي سِفْر (رؤيا 10:6) حينما صرخوا بصوت عظيم للرب “حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ وَالْحَقُّ، لاَ تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ؟“ فالرب لم يوبخهم على ذلك.
أيضًا فكرة أن الرب لا يقضي بين المؤمنين ولَّدَتْ داخل المؤمنين مرارة وجعلتهم يبعدون عن الرب مُعتقدِين أنه إله ظالم ولكن الله ليس إله يتفاوت في الخطية.
من تراه يجدف على اسم يسوع اليوم، الروح القدس يتعامل معه من صورة أعلى ولا يجز على أسنانه مثلما تفعل أنت بل ينظر له بمحبة ولكن هذه المحبة لها عامل مُزدوَج لأن نفس تشفعات القديسين حينما سقطت على الأرض، صارت قضاء “فَصَعِدَ دُخَانُ الْبَخُورِ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ مِنْ يَدِ الْمَلاَكِ أَمَامَ اللهِ. ثُمَّ أَخَذَ الْمَلاَكُ الْمِبْخَرَةَ وَمَلَأَهَا مِنْ نَارِ الْمَذْبَحِ وَأَلْقَاهَا إِلَى الأَرْضِ، فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ وَزَلْزَلَةٌ“. (رؤيا 4:8-5).
حينما طلب الرب من فرعون أن يُخرِج شعبه، كان يريد أن يُبارك شعب مصر ولكن عندما أغلظ فرعون قلبه ووقف ضد الرب، حدث القضاء عليه لأنه يوجد كأس غضب الرب والرب يصبر على الشخص لكي يخلص مثلما فعل مع شاول الطرسوسي الذي تغيّر وصار بولس وغَيَّر حياة الكثيرين.
إنْ كنت تشمت في من يُجدّف على اسم المسيح إنْ أُصيب بمكروه، فهذه نظرة خاطئة وهنا لابد أن تضع قيم صحيحة للأمر وتنظر له أن قيمته قيمة يسوع حتى إنْ كان يسخر منه وتصلي من أجله وهذا الشخص إما سيقبل الرب في يوم من الأيام أو يستقر عليه غضب الرب؛ لذلك عندما ترى نهاية الأمور، لن تتضايق وهنا القيّم الإلهية تضبط طريقة تفكيرك وحياتك.
الرب يريد كنيسة بلا غضن أو عيب، فهو مثل شخص يُجهِز عروسًا؛ “لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ“. (أفسس 27:5)، فتجده يُدقِّق في كل شيء ومن ضمن هذه الأمور أن تخلص أنفس (أفكار ومشاعر وإرادة) المؤمنين.
“لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هَكَذَا أَيْضاً أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضاً لاَ بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ (الأدق يعرفها أي أمور الله) لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ (فيها أي أمور الله) رُوحِيّاً وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ“. (1 كورنثوس 11:2←15).
روحك الإنسانية هي الوحيدة التي تقدر أن تعرفك؛ لذلك إن سلكتْ بالروح والكلمة، لن تحتار في أمر بل تعرف كيف تتصرف في كل أمورك وكلما صليت بألسنة، تُخرج روحك هذه المعرفة على فمك وتجد ذهنك يبدأ يفهم سبب المشكلة.
- ترجمة الفاندايك
“يَقْطَعُ الرِّجْلَيْنِ يَشْرَبُ ظُلْماً مَنْ يُرْسِلُ كَلاَماً عَنْ يَدِ جَاهِلٍ (أحمق)”. (أمثال 6:26).
- الترجمة الموسعة
“الذي يرسل رسالة بيد شخص أحمق، يقطع الرجلين (سلامة الاستلام) ويشرب الأذية“. (أمثال 6:26).
“جَاهِلٍ” أتت في الترجمة الأصلية “أحمق” وهو يعني أن الشخص الذي يرسل رسالة مع شخص أحمق، بدلاً من أن تحقق نجاحًا، ستحقق فشلاً وهو يقطع رجليه من الذهاب لهذا المكان مرة أخرى أو أن يرسل شخصًا عنه ويجلب لنفسه المشاكل وفي بعض الترجمات تأتي بمعنى تُرفَع عليه الجزم لأن الشخص الأحمق سيتكلم الرسالة بشكل خطأ.
أيضًا الروح القدس لن يستخدم شخصًا لم تخلُص نفسه بعد وذهنه غير مُجدَّد، هناك خطاة رفضوا المسيح بسبب الكرازة لهم بشكل خطأ وهذا لا يعني أن تتوقف عن الشهادة عما فعله الرب معك بل تنتبه وتعمل على خلاص نفسك. قد تربح أشخاصًا للمسيح ولكنك مازلت تشعر أنك تريد أن تفعل شيئًا أضخم وأكثر انتشارًا وفعاليّة.
ليتحقق ذلك لا تعتمد على الخبرات البشرية وابدأ في تجديد ذهنك بالأفكار الإلهية وإنْ كنت شخصًا تحليليًا يفكر في أمور كثيرة، عندما تُجدّد ذهنك بالكلمة، سيتحول ذهنك ويصير في خيرك وفي صفك.
عندما يكون الشخص ذا ذهن مُجدَّد لن يجلب المشاكل لمن أرسله لأنه يعرف كيف يجاوب الآخرين دون أن يُستفَز لأنه رزين وحكيم؛ لذلك يثق فيه الروح القدس.
“فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ (الروحية). وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا (تذوقوا) مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ“. (رومية 1:12-2).
إن لم تفهم وتدرك محبة الله وتتلامس معها، لن تعرف أن تقدم جسدك ذبيحة حية مقدسة له. ربما تكون أدركت زاويةً أو بُعدًا من أبعاد المحبة الإلهية، مثلاً أدركت الخلاص ولكنك لم تدرك محبة الآب والتي تتبلور في إدراك ميراثك في المسيح وأن الله في صفك وهو يرفعك ولست ريشة في مهب الريح.
“بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ”
تأتي في ترجمات أخرى “أن تستبدل الدوافع والمعايير والقيم بدوافع ومعايير وقيم جديدة من الكلمة وعندما تضعها موضع التنفيذ، ستجد فيها قوة داخلية ولن تحتاج لقوة إضافية.
يحتوي الذهن على مبادئ وقيم وهو الذي يجعلك تعطي قيمة لأمر ولا تعطي لغيره. وضع الرب قيمًا لأمور كثيرة لكن اللغة العربية لا توضح ذلك مثلما قال “فَلاَ تَخَافُوا. أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ“. (متى 31:10) أي أنتم أكثر قيمة من عصافير كثيرة.
تجديد الذهن ليس أن تشعر بفرح حينما تقرأ أو تسمع آية معينة بل أن تبدأ تُفكر بطريقة مختلفة عن طريقة البشر العادي وطريقة تفكيرك في الماضي لأنه مهما كنت مُهذَبًا ومُتعلِّم، حتمًا ستتسرب إليك مبادئ العالم كل يوم دون أن تشعر أو تدري.
لابد من استبدال مبادئك وطريقة تفكيرك بما يتطابق مع كلام الله حيث يوجد نظام وضعه إبليس وهو يعمل في العالم وإنْ لم تُدرك ذلك، لن تفهم السبب الذي يجعلك تتصرف بشكل معين وهذه هي مشكلة الدوافع، أن الشخص لا يعلم لماذا يتصرف بطريقة معينة في وقت معين وهذا عكس ما تقوله الكلمة “صاحين”.
لهذا السبب تجد بعض المؤمنين يصلون إلى مرحلة الشراهة في مشاهدة التلفاز أو الطعام أو في خطية معينة وهم لا يعلمون سبب ذلك والعلاج هو أن تعرف أن هناك سببًا يجعلك تفكر بهذه الطريقة والأمر يبدأ بيأس وحزن ثم استسلام لخطايا أنت فتحت الباب لها في حياتك.
من هنا نفهم أن الذهن يحتوي على مبادئ ودوافع وقيّم وأن كلمة الله هي التي تضبط ذهنك وإن لم تلمس الكلمة هذه الأمور في حياتك، هذا يعني أنك لا تقرأها بشكل صحيح لأن الكتاب المقدس كتاب ضخم وهو يتكلم إلى كل زوايا الحياة ولكنك تحتاج قائدًا يرشدك عن احتياجك لدراسة موضوع معين في وقت معين؛ لذلك لابد أن تقبل أن يكون هناك قائد عليك مهما نضجت روحيًا.
“اُكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ أَفَسُسَ: «هَذَا يَقُولُهُ الْمُمْسِكُ السَّبْعَةَ الْكَوَاكِبَ فِي يَمِينِهِ، الْمَاشِي فِي وَسَطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ الذَّهَبِيَّةِ: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَتَعَبَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَحْتَمِلَ الأَشْرَارَ، وَقَدْ جَرَّبْتَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ رُسُلٌ وَلَيْسُوا رُسُلاً، فَوَجَدْتَهُمْ كَاذِبِينَ. وَقَدِ احْتَمَلْتَ وَلَكَ صَبْرٌ، وَتَعِبْتَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي وَلَمْ تَكِلَّ. لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى. فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى، وَإِلَّا فَإِنِّي آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَكَانِهَا، إِنْ لَمْ تَتُبْ“. (رؤيا 1:2←5).
“وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى“
يريدك الروح القدس أن تُعيد نفس الخطوات الأولى التي عملتها عندما قبلت يسوع حديثًا وتكون مُتحمِسًا ومُشتعِلًا دائمًا؛ لذلك إنْ كنت تعتقد أن الجلوس أمام الكلمة والصلاة هو أمر يخص حديثي الإيمان فقط وأنك كبرت على ذلك، صَحِّحْ طريقة تفكيرك لأن الكلمة تقول لك أن تعمل الأعمال الأولى حتى ترجع إلى محبتك الأولى ولن تتوقف عنها مدى حياتك.
حتى العظات التي سمعتها مرة، اسمعها مرة أخرى وقد قال الرب يسوع أيضًا لتلاميذه “«أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟” (متى 40:26) مما يؤكد على أهمية الصلاة طول الوقت وإن لم تفعل ذلك لن تكون شاهدًا للرب ولن يستخدمك الروح القدس فيما كنت مُستخدَمًا فيه في الماضي.
“فَكَمَا قَبِلْتُمُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبَّ اسْلُكُوا فِيهِ“. (كولوسي 6:2).
نفس الطريقة التي قبلت بها يسوع ربًا وسيدًا على حياتك حينما كانت هناك أفكار مُتضاربة بداخلك حول سهولة عملية الخلاص ولكنك أخذت الخطوة وقبلت يسوع، اسلك فيها وبنفس الحماسة والاشتعال وهذا يعني أن الأمر ليس له علاقة بالمشاعر والأحاسيس بل هو اختيار، أنت من يختار أن يسلك بنفس الطريقة.
يقول الكتاب عن مجنون كورة الجدريين “فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ“. (مرقس 6:5)، فبالرغم من كم الأرواح الشريرة التي كانت تسكنه، فهو جاء ليسوع ساجدًا له لأن إبليس لم يستطع أن يقف ضد إرادته؛ لذلك أنت حر وتستطيع أن تسلك بإرادتك، فلا تقول كلما أتيت للاجتماع، أشعر بالنعاس وتبرر ذلك بوجود روح نوم. اعلم أنه لا يوجد روح نوم بل اعتقادك بذلك يجعل هذه الأمور تحدث وتسمح للأرواح الشريرة أن تعطلك عن حضور الاجتماعات بسبب استقبالك لأفكار إبليس.
كانت كنيسة أفسس كنيسة رائعة لكنهم انشغلوا في الخدمة كثيرًا واليوم أيضًا هناك مؤمنون كثيرون ينشغلون في الخدمة ويتركون محبتهم الأولى.
تتكون النَفْس من فِكْر ومشاعر وإرادة ومَن يقود النفس هو الفِكْر والذي يمكن أن يكون سجنًا لروح الإنسان والدليل على ذلك (رومية 2:12) “وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ” و (أمثال 7:23) “لأَنَّهُ كَمَا شَعَرَ (فَكَّرَ) فِي نَفْسِهِ هَكَذَا هُوَ” لابد أن يُجدَّد الذهن ويُعاد طريقة تفكيره.
لاحظ أنّ النفس لا تُصلَب كما يعتقد البعض، كتابيًا لم يُذكَر لفظ “صَلْب” مع النفس بل تُبرمَج لأن لفظ صلب يُطلَق على أمور لها قوة والنفس ليس لها قوة لأنها مثل جهاز الكمبيوتر الذي يحتوي بعض المعلومات وأنت من يقوم ببرمجته أما لفظ صَلْبٍ يُطلَق على الجسد، وهذه عملية نقوم بها نحن كمؤمنين الآن.
خلاص الجسد أي تغييره بجسد جديد وهذا سيحدث في الاختطاف أما الجسد هنا على الأرض له رغباته. كان ليسوع جسد ورغبات وهذا لا يعني أن الجسد نفسه خطية لأن لفظ “جسد الخطية” المذكور في (رومية 6:6) “عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ“.
أيضًا (رومية 3:8) “لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ“، لا تعني أن الجسد خطية بل هو اُستخدِم في الخطية لأن لديه حواسًا تتعاون مع الخطية، فالخطية روحية ولا توجد في الجسد.
“فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا. لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ (أبناء الله الناضجين). إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ –لَيْسَ طَوْعاً بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا– عَلَى الرَّجَاءِ. لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضاً سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ. فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعاً إِلَى الآنَ وَلَيْسَ هَكَذَا فَقَطْ بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضاً نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا. لأَنَّنَا بِالرَّجَاءِ خَلَصْنَا. وَلَكِنَّ الرَّجَاءَ الْمَنْظُورَ لَيْسَ رَجَاءً لأَنَّ مَا يَنْظُرُهُ أَحَدٌ كَيْفَ يَرْجُوهُ أَيْضاً؟ وَلَكِنْ إِنْ كُنَّا نَرْجُو مَا لَسْنَا نَنْظُرُهُ فَإِنَّنَا نَتَوَقَّعُهُ بِالصَّبْرِ. وَكَذَلِكَ الرُّوحُ أَيْضاً يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلَكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا“. (رومية 18:8←26).
تئن الخليقة وتتمخض لأنها أُخضِعَتْ للخطية، نحن أيضًا نئن بسبب محدودية أجسادنا (نريد أن نخدم ساعات أطول ولكن أجسادنا تحتاج إلى راحة)، والروح القدس يئن أيضًا فينا أي يتشفع فينا.
▪︎ خلاص النفس والجسد:
“أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ وَلَكِنَّ وَاحِداً يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هَكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا. كُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولَئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى. إِذاً أَنَا أَرْكُضُ هَكَذَا كَأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ. هَكَذَا أُضَارِبُ كَأَنِّي لاَ أَضْرِبُ الْهَوَاءَ. بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضاً“. (1 كورنثوس 24:9←27).
يتحدث الرسول بولس هنا عن المُتسابِقين في رياضة معينة الذين يلتزمون بنظام معين حتى يحصلوا على إكليل يفنى وأما نحن نضبط حياتنا لنحصل على إكليل لا يفنى ويقول أيضًا إنه لا يُضارب الهواء بدون هدف بل له هدف وهو أن يسيطر على جسده ويقمعه حتى لا يصير غير لائق بعدما كرز لكثيرين لأن كرازته للآخرين لا تعني أن يتفاوت، فإنْ تفاوت وترك جسده يفعل ما يريده، سيدمره ويُفقده الجعالة ويجعله غير لائق.
“وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ“. (غلاطية 16:5).
أنت كائنٌ روحيٌ في الأساس لأن الله روح “اَللَّهُ رُوحٌ” (يوحنا 24:4) وأنت مخلوقٌ على شبهه وصورته؛ “فَخَلَقَ اللهُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ“. (تكوين 27:1).
لذلك عندما تسلك بالروح ، فمؤكدًا لن تُكمَّل شهوة الجسد لأن الروح الإنسانية ستسود على النفس الإنسانية والجسد ولأن الجسد أمره بسيط جدًا عندما تُجدِّد ذهنك وتُنشِّط روحك وإنْ كنت تواجه مشكلة في التركيز، فالحل أن ترفع صوتك في الصلاة وتنطلق في العبادة مُعلِنًا الكلمة ومُصلِّيًا بألسنة حتى ترتفع فوق أمور الجسد التي تحاول أن تجذبك إلى أسفل ولا تكن مُتقلِّبَ المزاج.
“وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِي هِيَ زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هَذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضاً: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ“. (غلاطية 19:5←21).
هناك إظهارات لأعمال الجسد إنْ كان ذهنك غير مُجدَّد وبالتالي لا تنطلق روحك الإنسانية وأيضًا إظهارات للروح القدس من خلال الروح الإنسانية إنْ كان ذهنك مُجدَّد وبالتالي روحك الإنسانية تنطلق.
“سخط“ هو تقلُّب المزاج والشخص مُتقلِّب المزاج هو شخص يحزن كثيرًا ويحبط، وعندما يحدث شيء جيد معه تجده يخاف من حدوث كارثة لأنه لا يدرك مَن هو في المسيح وينسى قول الكتاب عن الشخص الخائف: “خَشْيَةُ الإِنْسَانِ تَضَعُ شَرَكاً وَالْمُتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ يُرْفَعُ“. (أمثال 25:29). إنْ كنت خائفًا من السقوط في خطية مرة أخرى، حياتك ستشتبك بها. كلمة الله هي التي تضع الحل لكل هذه الأمور وتجعلك تضع قيمة صحيحة للأمور لأن ليس كل ما يُفرِّح الناس، يُفرِّح الله.
“وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.” (يعقوب 14:1).
هناك جاذبية للحواس الخمس؛ لذلك لا تتساءل وتتعجب كثيرًا من الأفكار التي تأتي إلى ذهنك بل تعلَّم الطريقة التي تتعامل بها مع هذه الأفكار، فَمِن السهل جدًا أن تُسيطر على جسدك وذلك عن طريق تنشيط روحك الإنسانية ولن يجذبك الجسد مثل الطائرة تستطيع أن تكسر قانون الجاذبية وتحلق مع بقاء قانون الجاذبية وأنت تستطيع أن تحلق وترتفع فوق أفكار الجسد لأنك تميّز وجود هذه الأفكار ولكنك لا تهتم بها.
مثال: إنْ سمع اثنان “أن هناك فيروس مُنتشِر الآن”، فَردّ فعل كل منهما مُرتبِط بقيمة الموقف عند كل شخص، إنْ كان ذهن شخص منهم مُجدَّدًا لن يخاف لأنه يؤمن بالكلمة التي تقول: “لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ وَلاَ مِنْ وَبَأٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى“. (مزامير 5:91-6).
حيث يعلم إنه مَحميٌّ من أي وبأ ومُدرِكٌ أن وراء هذا الأمر قوة شيطانية وهو أعلى من هذه القوة أما الشخص الثاني ذو الذهن غير المُجدَّد بالكلمة تجاه موضوع الحماية سيرتعب من الخبر مثل أيوب الذي كان لديه نقص في المعرفة تجاه الحماية وكان يعتقد أن الرب من يصيب الناس بالمشاكل؛ لذلك قال في النهاية “بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي“. (أيوب 5:42)، وهي تأتي في اللغة العبرية؛ “لقد كنت أعتقد أنك وراء كل شيء يحدث سلبيًا كان أو إيجابيًا لكن الآن علمت أنك لست وراء كل ما حدث”.
إنْ كانت نفسك غير مُخلَّصة، ربما تفكر في أفكار معينة وتجد نفسك مُكتئِبًا فجأة لكن عندما تبرمج ذهنك طبقًا لكلمة الله ستعرف لماذا شعرت بالاكتئاب فجأة نتيجة تفكيرك في أفكار معينة وتعرف أن تستأسرها سريعًا إلى طاعة المسيح.
- ترجمة الفاندايك
” فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ وَلَكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ. لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ وَلَكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ“. (رومية 5:8).
- الترجمة الموسعة
“الذين هم حسب الجسد والرغبات غير المُقدسة تتحكم فيهم، يُثبّتون أذهانهم ويتبعون تلك الأمور التي تُعظّم الجسد لكن الذين حسب الروح ورغبات الروح تُسيطر عليهم، يُثبّتون أذهانهم ويلتمسون تلك الأمور التي تُعظّم الروح“. (رومية 5:8).
الذين حسب الجسد هم المُسيطَر عليهم من الحواس الخمس والذين يضبطون أذهانهم حسب الروح، هم يعظمون الروح.
“اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ“؛ هنا يقصد ضبط الذهن وفقًا للجسد، وهذا يؤدي إلى موت، فتجد الموت ظاهرًا في حياة أعداد كثيرة من المؤمنين والدليل على ذلك ما تقوله الكلمة في (رؤيا 1:3-2) “وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي سَارْدِسَ: «هَذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ وَالسَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ. أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّ لَكَ اسْماً أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيِّتٌ. كُنْ سَاهِراً وَشَدِّدْ مَا بَقِيَ، الَّذِي هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَمُوتَ، لأَنِّي لَمْ أَجِدْ أَعْمَالَكَ كَامِلَةً أَمَامَ اللهِ“.
هذه الكنائس ليست رموزًا لعصور تمر بها الكنيسة والدليل على ذلك أن أخر كنيسة التي هي كنيسة اللاودكيين لم تكن بلا عيب ولا غضن والتي هي صورة الكنيسة قبل الاختطاف كما جاء في (أفسس 27:5) ” لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ“؛ لذلك استحالة أن تكون كنيسة اللاودكيين هي أخر مرحلة ستعبر بها الكنيسة.
إنْ ضبطتْ ذهنك حسب الحواس الخمس، اعلم أنك ميتٌ وأنت حيٌّ. تجد نفسك ميتًا وقت الصلاة أي بلا تفاعل مع الأمور الروحية والحل هو أن تضبط ذهنك حسب الكلمة مثلًا إنْ كان إبليس يضع أفكارًا بداخلك إنك سيء ولست على الصورة التي يريدها الله لك وأنت مُقصِّرٌ وغير مُلتزِم روحيًا، ففي هذه الحالة، لابد أن تُعلن أنك بر الله لأن الكلمة تقول ذلك وأنك لا تتبع ما تقوله لك مشاعرك وأحاسيسك.
في هذه اللحظة أنت تُطوّع ذهنك وتوجّهه للكلمة. كي يتمّ ذلك لابد من وجود رصيد كافٍ من الكلمة بداخلك حتى تستدعي الأفكار الصحيحة وتفكر حسب الكلمة عن عمد وتفرح عن عمد وعندما تفعل ذلك تجد روحك تنطلق وهذا ما يفسر لك اشتعالك وقت التسبيح لأنك توجه ذهنك للكلمة بينما تجد نفسك انطفأت بعد وقت التسبيح والعبادة لأنك تربط الأمر بصوتك فقط.
نعم عندما ترفع صوتك، تنتبه ولكنك تحتاج أن توجه تفكيرك للكلمة دائمًا وهذا يعني أنك تحتاج أن تُخصص أوقاتًا تصمت فيها وأنت تغلق عينك مُدرِّبًا نفسك على التفكير في الكلمة وتتذكر ما تقوله الكلمة عنك وتفكر في الآيات وتستدعيها إلى ذهنك وتتكلم بها، فإنْ فعلت ذلك بصورة يومية، ستجد روحك قويت جدًا.
“الْمُعْتَزِلُ يَطْلُبُ شَهْوَتَهُ. بِكُلِّ مَشُورَةٍ يَغْتَاظُ. اَلْجَاهِلُ (الأحمق) لاَ يُسَرُّ بِالْفَهْمِ بَلْ بِكَشْفِ قَلْبِهِ.” (أمثال 1:18-2).
“اَلْجَاهِل” أتت في الترجمة الأصلية “الأحمق“ وهو الشخص الذي يعتزل ويبعد عن كل مَن يُصححه لأنه يريد أن يفعل ما يريده ولا يريد أن يُصحّحه أحدٌ أو يوقفه ويقرر أن يعتزل في البيت ولا يلتزم باجتماع معين ويُبرر ذلك قائلاً: أن الله موجود في البيت كما هو في الاجتماعات -ويبدأ في متابعة الاجتماعات عبر الإنترنت- وهذا غير صحيح.
وجود الروح القدس في الاجتماعات يختلف عن البيت كما تقول الكلمة “هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعاً!” (مزامير 1:133) أي ما أحسن وما أجمل أن يتحد ويتواجد الأخوة معًا “لأَنَّهُ هُنَاكَ أَمَرَ الرَّبُّ بِالْبَرَكَةِ حَيَاةٍ إِلَى الأَبَدِ“. (مزامير 3:133).
عندما تتواجد مع أخوتك مُتّحِدًا معهم في الفكر، أنت تضع نفسك في وضعية البركة. بالطبع الرب يوجد في خلوتك الشخصية لكن وجوده في وسط الجسد يختلف؛ لذلك يقول في (مزامير 2:87) “الرَّبُّ أَحَبَّ أَبْوَابَ صِهْيَوْنَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مَسَاكِنِ يَعْقُوبَ“، فالله يتلذذ في المكان الذي يجتمع فيه سكان صهيون مدينة الله لأنه في هذا المكان توجد أمور خاصة ومُميَّزة لهم.
▪︎ علاقة خلاص النفس بصحة الجسد:
إن لم تتولَّ مسئولية خلاص نفسك، سيسبب ذلك لك أمراضًا جسدية ومشاكل في علاقاتك مع الآخرين وتجد نفسك غير مُنفتِح في الصلاة وتسرح كثيرًا لأنك سمحت للبشرية بأن تعلو فوق الإلوهية.
- ترجمة الفاندايك
“حَيَاةُ الْجَسَدِ هُدُوءُ الْقَلْبِ وَنَخْرُ الْعِظَامِ الْحَسَدُ“. (أمثال 30:14).
- الترجمة الموسعة
“الذهن والقلب الهادئ والمطمئن هما حياة وصحة للجسد أما الحسد، الغيرة والغضب هما فساد للعظام“. (أمثال 30:14).
هناك ترجمات أخرى تقول إن صحتك الجسدية مرتبطة بطريقة تفكيرك وبدأ الطِبّ يكتشف ذلك بالفعل منذ ثلاثين سنة وفي بعض الحالات يُخمن أن سبب المرض نفسيٌّ وليس عضويًّا ولكن هذا لا يعني أن سبب كل الأمراض طريقة التفكير لأنه يوجد أمراض سببها تدخُل أرواح شريرة بطريقة مباشرة.
يجب أن تركز عواطفك وذهنك وأفكارك على الكلمة ولا تُشتَّت بأمور أخرى واعلم أنه سيُعرَض عليك أفكار اكتئاب وأفكار فرح وهنا عليك ألا تربط حياتك بمواقف معينة.
“فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَفْرَحُونَ وَالَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هَذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هَذَا الْعَالَمِ تَزُولُ“. (1 كورنثوس 29:7←31).
يقصد الرسول بولس هنا ألّا تتأثر بما يتأثر به البشر العادي ولا تبكي مثلما يبكون ولا تفرح مثلما يفرحون لكن لتحزن الحزن الكتابي وتفرح الفرح الكتابي.
هناك من يعتقد أن رسالته في الحياة هو الاعتناء بزوجته وتربية أولاده وتعليمهم. في الحقيقة هذه ليست رسالة بل مسئولية لأن كلمة رسالة تعني أن الرب طلب منك أن تفعل شيئًا معينًا. من الطبيعي أن تعتني بأهل بيتك وتربي أولادك ولكن احذر من أن يكون ذلك هو هدف حياتك أن تأكل وتشرب لأنك غدًا ستموت بل أنت تحيا للرب وفي هذه اللحظة تجد البركات تجري ورائك.
فرح بولس الرسول من أجل أمور؛ “وَلَيْسَ بِمَجِيئِهِ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي تَعَزَّى بِهَا بِسَبَبِكُمْ وَهُوَ يُخْبِرُنَا بِشَوْقِكُمْ وَنَوْحِكُمْ وَغَيْرَتِكُمْ لأَجْلِي، حَتَّى إِنِّي فَرِحْتُ أَكْثَرَ“. (2 كورنثوس 7:7)، أيضًا الرب يسوع عند صَلْبه قال لِمَن ينوحون عليه “يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ” (لوقا 28:23) لأن حزنهم لم يكن بحسب مشيئة الله.
عندما تفهم فِكْر الرب وتعرف ما سيحدث الأيام القادمة في العالم وقت الضيقة العظيمة، قد لا تتوقف عن البكاء من أجل الآخرين، فالرب يسوع بكى بكاءً مُرًّا على مَنْ مرَّ عليهم زمن افتقادهم ولم يدركوه؛ لذلك إن كان ذهنك ممتلأً بفكر الله، ستحزن وتفرح بحسب مشيئته.
تستقر مشاعرك عندما تدرك قلب الله للأرض في هذا الزمن وتهتم بما يهتم به (خلاص مَن تتقابل معهم).
إنْ سمحت للكلمة أن تُصحِّح قيّمك، لن تخاف مِمَّنْ لديهم السلطة في اتخاذ قرارات تخصك. انظر إلى موقف أستير عندما قال لها مردخاي: “لاَ تَفْتَكِرِي فِي نَفْسِكِ أَنَّكِ تَنْجِينَ فِي بَيْتِ الْمَلِكِ دُونَ جَمِيعِ الْيَهُودِ لأَنَّكِ إِنْ سَكَتِّ سُكُوتاً فِي هَذَا الْوَقْتِ يَكُونُ الْفَرَجُ وَالنَّجَاةُ لِلْيَهُودِ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ وَأَمَّا أَنْتِ وَبَيْتُ أَبِيكِ فَتَبِيدُونَ. وَمَنْ يَعْلَمُ إِنْ كُنْتِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هَذَا وَصَلْتِ إِلَى الْمُلْكِ!” (أستير 13:4-14).
نتيجةً للصلاة؛ “فَقَالَتْ أَسْتِيرُ أَنْ يُجَاوَبَ مُرْدَخَايُ: اذْهَبِ اجْمَعْ جَمِيعَ الْيَهُودِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلاً وَنَهَاراً. وَأَنَا أَيْضاً وَجَوَارِيَّ نَصُومُ كَذَلِكَ. وَهَكَذَا أَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ خِلاَفَ السُّنَّةِ. فَإِذَا هَلَكْتُ هَلَكْتُ. فَانْصَرَفَ مُرْدَخَايُ وَعَمِلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَتْهُ بِهِ أَسْتِيرُ.” (أستير 15:4←17).
وجدت أستير نعمة في عيني الملك؛ “فَلَمَّا رَأَى الْمَلِكُ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ وَاقِفَةً فِي الدَّارِ نَالَتْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ فَمَدَّ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ قَضِيبَ الذَّهَبِ الَّذِي بِيَدِهِ فَدَنَتْ أَسْتِيرُ وَلَمَسَتْ رَأْسَ الْقَضِيبِ“. (أستير 2:5).
نجا اليهود بعد أن تمّ توزيع المنشورات وهنا تكتشف حتى إن صدر حكمًا ضدك من مدير أو أي شخص ذي سلطة لا تعتقد أنها الكلمة الأخيرة لأن صلاتك بها قوة كافية لتغيير هذا القرار؛ لذلك أنت لا تعطي قيمة أو تخاف من إصدار قرار ضدك حتى إنْ كان مختومًا وعليك تنفيذه بل افرح في التجارب “اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ“. (يعقوب 2:1).
لماذا الفرح في التجارب يا ترى! لأنك ترى التجربة بمنظور مختلف وليس من الضروري أن يحدث شيء معين أو ترى رؤية لتدرك أن الروح القدس يعمل معك في هذه التجربة، تَذكَّرْ عندما قال أليشع للغلام: “لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ” (2 ملوك 16:6) فهو لم يكن يراها في العيان بل يراها بالإيمان من خلال الكلمة.
لذلك صلى من أجل غلامه ليرى هذه الصورة؛ “يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ“. (2 ملوك 17:6)، وبالفعل رأى مركبات كثيرة جدًا “فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ“. (2 ملوك 17:6)؛ إنْ كنت مفتوحًا على الروح القدس، سيعطيك المعلومات التي تساعدك في التجربة حتى لا تكون مرتعبًا أمام المواقف.
إن عُيِّنَ شخصٌ مُتسلِط عليك في العمل، لا تخف لأنك تعلم أنه إما يخضع لك أو يتم طرده من العمل لأنك مُدرِك أنك مصدر قضاء الله على الأرض ومن هنا يعمل الروح القدس على قيّمك ولن تخاف من المواقف التي يخاف منها الآخرون.
▪︎ خلاص النفس والازدهار:
- ترجمة الفاندايك
” لِمَاذَا فِي يَدِ الْجَاهِلِ (الأحمق) ثَمَنٌ؟ هَلْ لاِقْتِنَاءِ الْحِكْمَةِ وَلَيْسَ لَهُ فَهْمٌ؟” (أمثال 16:17).
- ترجمة أخرى
“إن كان شخص جاهل أو واثق في نفسه ورأيه لديه مال، سيُضيّعه لأنه لا يستخدم المال لاقتناء الحكمة“. (أمثال 16:17).
لفظ “الْجَاهِلِ” كما ذكرنا سابقًا جاء في اللغة الأصلية “الأحمق“ وإن نصحته أن يشتري الحق لاقتنائه كما تقول الكلمة “اِقْتَنِ الْحَقَّ وَلاَ تَبِعْهُ” (أمثال 23:23)، يرى أن الإنجيل مجانًا ولا يوجد احتياج أن يدفع المال فيه، فهو يراه إنه لا يستحق.
عندما عرض أرنان على داود أن يأخذ الأرض مجانًا “فَقَالَ أُرْنَانُ لِدَاوُدَ: «خُذْهُ لِنَفْسِكَ, وَلْيَفْعَلْ سَيِّدِي الْمَلِكُ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ. انْظُرْ. قَدْ أَعْطَيْتُ الْبَقَرَ لِلْمُحْرَقَةِ, وَالنَّوَارِجَ لِلْوَقُودِ, وَالْحِنْطَةَ لِلتَّقْدِمَةِ. الْجَمِيعَ أَعْطَيْتُ“. (1 أخبار 23:22).
رفض داود ذلك تمامًا وأصرّ أن يدفع ثمنها “فَقَالَ الْمَلِكُ دَاوُدُ لِأُرْنَانَ: «لاَ! بَلْ شِرَاءً أَشْتَرِيهِ بِفِضَّةٍ كَامِلَةٍ, لأَنِّي لاَ آخُذُ مَا لَكَ لِلرَّبِّ فَأُصْعِدَ مُحْرَقَةً مَجَّانِيَّةً وَدَفَعَ دَاوُدُ لِأُرْنَانَ عَنِ الْمَكَانِ ذَهَباً وَزْنُهُ سِتُّ مِئَةِ شَاقِلٍ وَبَنَى دَاوُدُ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ, وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ, وَدَعَا الرَّبَّ فَأَجَابَهُ بِنَارٍ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ“. (1 أخبار 24:21←26). كان شاول يفعل العكس تمامًا كما ذكرنا سابقًا، كان يأمر الشعب أن يُقدم للرب وهو لا يدفع شيئًا مما له.
إن كنت تريد أن تُقيّم الحق الكتابي وتقتني الحكمة، تعوّد أن تدفع في الحق. لا تنتظر أن يوزع كتاب روحي مجانًا لتقتنيه بل ادفع من مالك في اقتنائه. الإنجيل مجانًا ولكنه لن يصل لك مجانًا. فيسوع كان لديه صندوق للخدمة يدفع منه على سفرياته هو والتلاميذ وإقامتهم.
عندما تدفع في الحق الكتابي، أنت تدفع لمنفعتك كما يقول الرسول بولس “لَيْسَ أَنِّي أَطْلُبُ الْعَطِيَّةَ، بَلْ أَطْلُبُ الثَّمَرَ الْمُتَكَاثِرَ لِحِسَابِكُمْ“. (فيلبي 17:4). إنْ أردت أنْ يُباركك الرب ماديًا، استخدم ما لديك في شراء الحق الكتابي أولاً.
“اَلتَّنَعُّمُ لاَ يَلِيقُ بِالْجَاهِلِ (الأحمق). كَمْ بِالأَوْلَى لاَ يَلِيقُ بِالْعَبْدِ أَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَى الرُّؤَسَاءِ!” (أمثال 10:19).
يقول هنا لا يليق أن يكون الأحمق غنيًا. أَمَرَ الرب بالبركة في حياة المؤمنين ولكن أنت من تضع نفسك في وضعية تجعل هذه البركات تجري ورائك لأن ما يجذب البركات إليك هو عطائك مثل سليمان كان يمكنه أن يقدم ذبيحة واحدة كما تقول الشريعة لكنه قدم ألف ذبيحة “وَذَهَبَ الْمَلِكُ إِلَى جِبْعُونَ لِيَذْبَحَ هُنَاكَ، لأَنَّهَا هِيَ الْمُرْتَفَعَةُ الْعُظْمَى. وَأَصْعَدَ سُلَيْمَانُ أَلْفَ مُحْرَقَةٍ عَلَى ذَلِكَ الْمَذْبَحِ“. (1 ملوك 4:3).
في ذات اليوم ظهر له الرب بسبب عطائه؛ “فِي جِبْعُونَ تَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ لَيْلاً. وَقَالَ اللَّهُ: [اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ]” (1 ملوك 5:3) سليمان هنا حَرَّكَ قلب الرب بعطائه؛ لذلك تقول الكلمة إنه لا يليق بالأحمق (المعتمد على رأيه) أن يكون غنيًا وقد يكون هذا الأحمق مؤمنًا لكنه يعتمد على معرفته الشخصية وبالتالي لن تجري البركات والخير ورائه بالرغم من أن هذا حقه في المسيح.
- ترجمة الفاندايك
“لاَ تَتْعَبْ لِكَيْ تَصِيرَ غَنِيّاً. كُفَّ عَنْ فِطْنَتِكَ. هَلْ تُطَيِّرُ عَيْنَيْكَ نَحْوَهُ وَلَيْسَ هُوَ؟ لأَنَّهُ إِنَّمَا يَصْنَعُ لِنَفْسِهِ أَجْنِحَةً. كَالنَّسْرِ يَطِيرُ نَحْوَ السَّمَاءِ“. (أمثال 4:23-5).
عندما تفكر في المال، سيُركِّب أجنحة ويطير ولكن عندما تفكر فيه بالكلمة، سيجري عليك؛ لذلك توقف عن الاعتماد على فطنتك حتى لا توقف عمل الروح القدس في حياتك.
هناك من يعتمد على معرفته الشخصية في إدارة مشروعاته ويُصرّ على طريقة معينة حتى يربح أكثر، ففي هذه اللحظة هو يغلق الباب أمام الروح القدس ويبدأ في خسارة ماله.
“كَالثَّلْجِ فِي الصَّيْفِ وَكَالْمَطَرِ فِي الْحَصَادِ هَكَذَا الْكَرَامَةُ غَيْرُ لاَئِقَةٍ بِالْجَاهِلِ (بالأحمق)” (أمثال 1:26).
الشخص الأحمق المُعتمِد على أفكاره آرائه الشخصية والتي بها يغلق الباب أمام الروح القدس لا يليق به الكرامة.
“وَإِنْ سَمِعْتَ سَمْعاً لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَل بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ يَجْعَلُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مُسْتَعْلِياً عَلى جَمِيعِ قَبَائِلِ الأَرْضِ وَتَأْتِي عَليْكَ جَمِيعُ هَذِهِ البَرَكَاتِ وَتُدْرِكُكَ إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ“. (تثنية 1:28).
“وَتُدْرِكُكَ“← أي ستجري ورائك وتلاحقك، هناك من تهرب منهم البركات ولا تدركهم كما قال الكتاب، لأن الرب لا يأتمنهم على المال حيث إنهم جهال مُعتمِدين على آرائهم الشخصية وبالتالي الكرامة لا تليق بهم. يُعتبَر الجهل (الاعتماد على المعرفة الشخصية) هو عكس تجديد الذهن.
لا تعتقد أن الله سيباركك وأنت لن تفعل شيئًا، فالروح القدس يعمل في حياتك ولكنك لابد أن تضع نفسك في وضعية البركة حتى تجري البركات ورائك وتلحق بك وتمتلئ حياتك بالبركات في كل جانب لأنك تسمع لصوت الرب ولا تتكبر فالكبرياء لا يقتصر على التعامل بتعجرف مع الآخرين بل يشمل أن يعتمد الشخص على آرائه الشخصية غير سامحٍ لشخص أن يتدخل في طريقة تفكيره.
اتضع واعتمد على الروح القدس دائمًا فهو يُخبرك بالأمر قبل أن يحدث كما تقول الكلمة؛ “وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ“. (يوحنا 13:16)؛ لذلك إن فتحت الباب ليدخل الروح القدس لحياتك، سيحميك من المشاكل بدلاً من أن تحدث لك المشكلة ولا تعرف ماذا تفعل. خلاص نفسك يجعلك تنقاد بالروح القدس بسهولة لأن القيادة بالروح القدس ليست أمرًا صعبًا ولكن الذهن غير المُجدَّد هو الذي يُصعِّب الأمر.
المشكلة ليست في نظام البلد التي تحيا بها لأن ازدهارك مُرتبِطٌ بعطائك وسلوكك بالكلمة؛ لذلك لا تعتقد أن الحل في تغيير نظام الحكومة.
- ترجمة الفاندايك
“كَنْزٌ مُشْتَهًى وَزَيْتٌ فِي بَيْتِ الْحَكِيمِ أَمَّا الرَّجُلُ الْجَاهِلُ فَيُتْلِفُهُ“. (أمثال 20:21).
- الترجمة الموسعة
“توجد كنوز ثمينة وزيت في مسكن الحكيم أما الرجل الواثق في نفسه والأحمق يبتلع ما لديه ويُهدره“. (أمثال 20:21).
“الشخص الأحمق (الواثق في نفسه) يُظهِر كل غضبه أما الحكيم يضبط نفسه ويكبح غضبه”. (أمثال 11:29).
الأحمق هو الشخص الذي يفقد أعصابه دائمًا ويُظهِر غضبه دون تحكُّم في النفس أما الحكيم هو الذي يضبط نفسه عند الغضب وتجده مُحترِفًا في التعامل مع جميع الأعمار والشخصيات المختلفة دون مشاكل كما كان الرب يسوع يتعامل مع الشخصيات المختلفة (الخبيث – المسكين – الساخر).
كان يسوع ردّ فِعله مختلف في كل موقف، فكان يتحرك بالروح. تجده صنع سوطًا وطرد البائعين الجائلين من الهيكل؛ “وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللَّهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ“. (متى 12:21). هذا لا يعني أنه كان غير مُحِبّ في هذه اللحظة. أحيانًا لم يكن يجاوب من يسأله، قطعًا هذا ليس دليلاً على عدم احترامه للآخرين بل كان يعلم جيدًا كيف يجاوب الآخرين مُعتمِدًا على الروح القدس.
الروح القدس صالح جدًا، هو لا يُدينك بل يوجّهك وينصحك لأن الإدانة أن تُدين الخطأ دون إعطاء حلٍّ. في سفر الرؤيا قال الرب: “أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، وَأَيْنَ تَسْكُنُ حَيْثُ كُرْسِيُّ الشَّيْطَانِ، وَأَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بِاسْمِي وَلَمْ تُنْكِرْ إِيمَانِي حَتَّى فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا كَانَ أَنْتِيبَاسُ شَهِيدِي الأَمِينُ الَّذِي قُتِلَ عِنْدَكُمْ حَيْثُ الشَّيْطَانُ يَسْكُنُ“. (رؤيا 13:2).
هو مدح الأمور الصحيحة لكنه وَضَّحَ المشكلة؛ “وَلَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّ عِنْدَكَ هُنَاكَ قَوْماً مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْلِيمِ بَلْعَامَ، الَّذِي كَانَ يُعَلِّمُ بَالاَقَ أَنْ يُلْقِيَ مَعْثَرَةً أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْ يَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ، وَيَزْنُوا“. (رؤيا 14:2)، وأعطى حلاً دون إدانة؛ “فَتُبْ وَإِلَّا فَإِنِّي آتِيكَ سَرِيعاً وَأُحَارِبُهُمْ بِسَيْفِ فَمِي“. (رؤيا 16:2).
▪︎ فوائد خلاص النفس:
- يجعلك أكثر فعالية عندما تُكرز لشخص أو تُعلِّمه الكلمة.
- لا تنتظر ترنيمة معينة حتى تشتعل ثم تمل منها وتشتعل بترنيمة أخرى والسبب في اشتعال شخص بترنيمة معينة هو إطعام نفسه بدلاً من أن تقود روحه الإنسانية نفسه. الكلمة هي التي يجب أن تؤثر فيك وليس الموسيقى وأن تُبدع أنت في صنع ترنيمة بنفسك أي تُعبِر عن محبتك لله بنفسك كما قال داود للشعب: “رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً.” (مزامير 1:96) هنا لا يقصد ترنيمة جديدة بل ترنيمة من إبداعك. لاحظ هل أنت تعتمد على ترنيمة أو شيء آخر ليُشعلك ويُضرمك أم تعتمد على المعرفة ومحبة الله؟
- تصبح مُدرِكًا أكثر لعلاقتك بالروح القدس
- تصبح مُدرِكًا لعلاقتك مع نفسك مثلاً إنْ تضايقت فجأة، ستعلم لماذا حدث ذلك لأنك فكرت بطريقة خاطئة في أمر معين ولا تكون مُشتَّتًا غير عارف ماذا تفعل بل تعرف كيف تحكُم في الأمور وتعرف متى يكون سبب الحزن هو تفكيرك في أمور خاطئة ومتى يكون حزنك نتيجة هجوم من الأرواح الشريرة.
- تفهم أكثر علاقتك مع الآخرين: تصبح مُحترِفًا في التعامل مع الشخصيات المختلفة وسيُساعدك ذلك في الخدمة وتعرف تستخدم روحك في التعامل في كل موقف ولكن إن كنت لا تحب التعامل مع أشخاص معينة أو تعادي أشخاصًا بعينهم هذا يعني أن ذهنك غير مُجدَّد وأنك غير قادر على التواصل مع الجميع وبالتالي لن تقدر أن تعطيهم رسالة الإنجيل.
“فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ يُعَقِّلُ الْجُهَّالَ” (مزامير 130:119).
شرح كلامك وفهم معانيه يُنير البسيط وهو الشخص الساذج الذي يُصدق كل ما يُقال له وهو سهل الخداع، ليس لديه تميز داخلي وأيضًا هو الشخص الذي حينما يقول له أحدهم عن شيء، يُظهِر أنه لا يعلم شيئًا أو يحاول أن يُظهِر أنه يعرف كل شيء وهو لا يعلم شيئًا.
موهبة تمييز الأرواح قاصرة على اكتشاف الأرواح الشريرة وليس اكتشاف الروح الإنسانية وبالتالي لا تسعى لموهبة تمييز الأرواح لتعرف كيف تسير حياتك بل اسعى لمعرفة الكلمة لتحيا حياة ناجحة والروح القدس هو من يعطيك أن تميز بين الصواب والخطأ.
▪︎ معنى البساطة في العهد الجديد:
عندما تحدث الرب يسوع عن البساطة؛ “سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً” كان يتحدث عن وحدانية الفكر (متى 22:6). أيضًا قال الرسول بولس عن البساطة: “وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ” (2 كورنثوس 3:11)، فهو كان يخشى أن تكون الحية قد خدعت أذهانهم كما خدعت حواء وهذا ما يوضح أن الحية لم تتكلم بصوت مرتفع لحواء بل تكلمت عن طريق تواصل فكري.
▪︎ البساطة في العهد القديم:
“لأَنَّ ارْتِدَادَ الْحَمْقَى (السذج) يَقْتُلُهُمْ وَرَاحَةَ الْجُهَّالِ (الحمقى) تُبِيدُهُمْ“. (أمثال 32:1).
“الحمقى” أتت في الترجمة الأصلية “السذج” و” الْجُهَّالِ” هم “الحمقى” والشخص الساذج هو الذي يمكن خداعه بسهولة، وعندما يرتد هو يقتل نفسه دون أن يدري والأحمق هو الشخص الذي يثق في رأيه ويعتمد عليه.
“لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ“. (مزامير 3:91).
الروح القدس مسئول عن أن يكشف لك أي خدعة وينجيك من أي فخ منصوب لك.
“يَا ابْنِي احْفَظْ كَلاَمِي وَاذْخَرْ وَصَايَايَ عِنْدَكَ. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا وَشَرِيعَتِي كَحَدَقَةِ عَيْنِكَ. اُرْبُطْهَا عَلَى أَصَابِعِكَ. اكْتُبْهَا عَلَى لَوْحِ قَلْبِكَ. قُلْ لِلْحِكْمَةِ: «أَنْتِ أُخْتِي» وَادْعُ الْفَهْمَ ذَا قَرَابَةٍ. لِتَحْفَظَكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ مِنَ الْغَرِيبَةِ الْمَلِقَةِ بِكَلاَمِهَا. لأَنِّي مِنْ كُوَّةِ بَيْتِي مِنْ وَرَاءِ شُبَّاكِي تَطَلَّعْتُ فَرَأَيْتُ بَيْنَ الْجُهَّالِ (السذج) لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ“. (أمثال 1:7←7).
“تَطَلَّعْتُ فَرَأَيْتُ بَيْنَ الْجُهَّالِ“← الجهال هم “السذج”، والساذج هو الشخص الذي يسهل خداعه هو شخص فارغ الذهن لا يفكر في الكلمة ولا يجعلها طريقة تفكيره ولذلك استطاعت المرأة خداعه ودخلت له من مدخل روحي؛ “عَلَيَّ ذَبَائِحُ السَّلاَمَةِ. الْيَوْمَ أَوْفَيْتُ نُذُورِي“. (أمثال 14:7).
“اَلْحِكْمَةُ بَنَتْ بَيْتَهَا. نَحَتَتْ أَعْمِدَتَهَا السَّبْعَةَ. ذَبَحَتْ ذَبْحَهَا. مَزَجَتْ خَمْرَهَا. أَيْضاً رَتَّبَتْ مَائِدَتَهَا. أَرْسَلَتْ جَوَارِيَهَا تُنَادِي عَلَى ظُهُورِ أَعَالِي الْمَدِينَةِ: مَنْ هُوَ جَاهِلٌ فَلْ يَمِلْ إِلَى هُنَا». وَالنَّاقِصُ الْفَهْمِ قَالَتْ لَهُ: هَلُمُّوا كُلُوا مِنْ طَعَامِي وَاشْرَبُوا مِنَ الْخَمْرِ الَّتِي مَزَجْتُهَا. اُتْرُكُوا الْجَهَالاَتِ فَتَحْيُوا وَسِيرُوا فِي طَرِيقِ الْفَهْمِ“. (أمثال 1:9←6).
الحكمة تنادي على من هو سهل الخداع والانحراف والمُتذبذِب والمُتقلقِل ليفهم الكلمة. أنت تحتاج أن تفهم الكلمة بطريقة صحيحة من خلال الروح القدس ولا تعتقد أن إبليس لا يستطيع أن يتحدث إليك وقت الصلاة لأن الرب يسوع شخصيًا تحدث معه إبليس وهو في التجربة في البرية؛ لذلك من الممكن أن تسمع صوت مُشابه لصوت الروح القدس وقت الصلاة وتجده يستخدم الكلمة لأن إبليس تكلم للرب يسوع من الكلمة.
“إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ“. (متى 6:4).
يُمكنك أن تُميز بين صوت إبليس والروح القدس من خلال الأفكار التي تُعرَض عليك؛ لذلك عليك أن تفهم الكلمة لأن فهمك لها يشكل رعب لإبليس.
“اَلْغَبِيُّ (الساذج) يُصَدِّقُ كُلَّ كَلِمَةٍ وَالذَّكِيُّ يَنْتَبِهُ إِلَى خَطَوَاتِهِ“. (أمثال 15:14).
“الغبي” أتت في اللغة الأصلية “الساذج” وهو الشخص البسيط الذي يسهل خداعه وضلاله أما الشخص الناصح الذي يعرف الكلمة جيدًا ينتبه لكل أمر يفعله.
“اَلأَغْبِيَاءُ يَرِثُونَ الْحَمَاقَةَ وَالأَذْكِيَاءُ يُتَوَّجُونَ بِالْمَعْرِفَةِ“. (أمثال 18:14).
الأغبياء هم الحمقى الذين يجذبون ويجرون الحماقة إليهم ولا يُصادقون سوى الحمقى مثلهم وهم أشخاص سطحيّون ويجتازون من حماقة إلى حماقة بسبب عدم خلاص أنفسهم بالرغم من أن ميراث المؤمنين أن يسلكوا من مجد إلى مجد.
“اَلذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى وَالْحَمْقَى (السذج) يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ“. (أمثال 3:22).
الأحمق هو الشخص البسيط الذي يتصرف بحماقة وهو لا يعلم حقيقة الأمور ولا يهتم بشيء مثل السائق الذي يقود سيارته بأقصى سرعة غير مبالٍ بشيء وعندما ينصحه أحدهم يرد قائلاً “الأعمار بيد الله“.
“اَلْمَرْأَةُ الْجَاهِلَةُ صَخَّابَةٌ حَمْقَاءُ وَلاَ تَدْرِي شَيْئاً“. (أمثال 13:9).
الشخص البسيط هو شخص ثرثار دائمًا وهو الشخص الذي يحاول أن يتكلم كلامًا ليس له فائدة ويرى أنه من المُخجِل أن يظل صامتًا لبعض الوقت. إنْ كنت تخدم شخصًا غير مُتكلِّم، اعتمد على الروح القدس ليعطيك كلمات تتكلم بها ولكن لا تملئ الوقت بأي كلام ليس له فائدة لأنك حينما تفعل ذلك، تصير أحمق.
هناك من يقول “أنا خجلت لفلان” أنت غير مُطالب أن تستورد مشاكل الآخرين أو تشعر بمشاعرهم أو تحمل أحمالهم لأن كل شخص مسئول عن نفسه. انضج أولاً ثم ساعد آخرين ولكن عندما تجلس مع أحدهم، لا تحزن حزنه وإن مات أحد أقربائك ولم تكن تعرفه جيدًا، لا تحاول أن تتذكر حساناته لكي تبكي عليه.
“حَافِظُ التَّعْلِيمِ هُوَ فِي طَرِيقِ الْحَيَاةِ وَرَافِضُ التَّأْدِيبِ ضَالٌّ“. (أمثال 17:10).
“من يستمع للنصيحة والتصحيح هو (ليس فقط) في طريق الحياة (بل أيضًا) هو طريق حياة للآخرين. من يتجاهل أو يرفض التوبيخ (ليس فقط) هو من يضل (بل أيضًا) يتسبب في ضلال آخرين فهو طريق خراب لهم“. (أمثال 17:10).
أنت قائد دون أن تدري؛ في بيتك وعملك وفي كل مكان تذهب إليه، هناك من يراقبك ويحاول أن يتعلم منك حتى إن كان يسخر منك في وجهك.
▪︎ مبادئ عن تجديد الذهن:
الكلمة هي روح كما قال الرب يسوع “اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ” (يوحنا 63:6)؛ لذلك لابد أن تستقبل وتتجاوب مع الكلمة بروحك وتوجّه قلبك وتركيزك لها.
تجديد الذهن هو عملية يومية، لن تفعلها مرة واحدة ولا تعتقد أنك نضجت ولا تحتاج إلى تجديد ذهنك مرة أخرى وهنا تجد الكلمة ترد عليك “اعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى” (رؤيا 5:2) اعملها بنفس الطريقة والحماس.
• لتجديد الذهن طريقة تتكون من عدة خطوات:
- نَشِّطْ روحك من خلال دراسة الكلمة والصلاة بالروح وقد تبدأ بالصلاة ثم دراسة الكلمة أو العكس.
“فَلَمَّا سَمِعُوا رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتاً إِلَى اللهِ وَقَالُوا: «أَيُّهَا السَّيِّدُ أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا“. (أعمال 4:24).
أنت تُنشِّط روحك من خلال الصلاة بصوت مُرتفِع كما فعل التلاميذ حينما أوصوهم بعدم الكرازة باسم يسوع مرة أخرى.
“وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ اللَّاوُدِكِيِّينَ: «هَذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ. أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِداً أَوْ حَارّاً. هَكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي. لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَائِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَباً مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَاباً بِيضاً لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تُبْصِرَ إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُوراً وَتُبْ“. (رؤيا 14:3←19).
يوجد أشخاص تقيّأها الرب بالفعل بسبب فتورها. بعض المؤمنين يعتقدون أنهم مُلتزِمون روحيًا بسبب عدم ارتكابهم خطايا مثل السرقة أو القتل ولكنك تجد الشخص مُنغلِقًا على ذاته وفاترًا غير مُشتعِل وفي هذه الحالة هو يخلق مناعة وحصانة ضد الروح القدس.
أيضًا عندما ينصحه قائد له، لا يقتنع ويعتقد أن رأيه هو الرأي الصحيح وهذه هي الكارثة وعلاج هذا الشخص هو تنشيط روحه الإنسانية بأن يكتشف مشكلته وهنا يحتاج أن يقبل التصحيح والتوبيخ من خلال القادة الذين يستخدمهم الروح القدس لخيره.
“لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِداً أَوْ حَارّاً” أي ليتك شخص واضح لكنك غير واضح ومخدوع في نفسك، فهو شخص عريان روحيًا وهذا هو الشخص الذي يهجم عليه إبليس وليس مُنقِذ.
“فَكُنْ غَيُوراً“؛ كن حماسيًّا وتبّْ مُصحِّحًا مسارك.
“هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضاً وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ“. (رؤيا 20:3-21).
هذا الشخص (الفاتر روحيًا) طرد مكانة يسوع من قلبه، فالرب يقول له أعطيني مكانتي في قلبك مرة أخرى، ففي كل مرة تشعر فيها بارتباك وحيرة، لتجري على الكلمة وتصلي بحماس بصوت مرتفع وأنت على ثقة أن الروح القدس يعمل فيك حتى تُطلق تركيزك وتخرج من الفتور إلى الاشتعال والجدية وبالتالي تطلق روحك.
- دراسة الكلمة:
“وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ.” (2تيموثاوس 15:3←17).
تجعلك الكلمة حكيمًا وتقودك إلى البر وهي تعمل على تجديد ذهنك. عندما تدرسها لن تكون شخصًا يهرب من المواقف وتختلي في مكان في صوم وصلاة فالمؤمن لا ترتبط حياته بأن يختلي في مكان بعيد عن البيت مُبرِرًا ذلك بأن ظروف البيت لا تسمح لك بذلك.
الحقيقة هي أن الشخص أحيانا يخاف أن يخجل أمام أهله بعد أن يدرس الكلمة ويصلي ثم يسقط مرة أخرى في الخطية ولأنه ليس لديه إيمان في نفسه أنه سيكمل في حياته الروحية أو ربما يكون البيت بالفعل مُزدحِمًا، ولكن دَرِّبْ نفسك أن تتأقلم مع ظروف البيت وتختار الأوقات المناسبة لتجلس مع الرب.
لا تدرس الكلمة بنفسك فقط بل استمع لعظات واقرأ مقالات تساعدك في ذلك، ادخل على تعب آخرين كما قال الرب. وأشجعك بدراسة الكتاب كموضوعات في مراحل حياتك الأولى مع الرب وليس كإصحاحات.
- تابع روحيًا مع قائد:
تحتاج أن تعرف أين أنت على الخريطة الروحية من خلال قائد ولا تصر على رأيك قائلاً: أريد أن أدرس هذا الموضوع وليس ما ينصحك به قائدك لأنك لا تعلم أن ما ينصحك به القائد هو مفتاح لحل مشكلتك.
مِن الضروري أنْ يكون لك راعٍ يقودك…هذا لخيرك. أحيانًا يطلب منك أن تدرس عظات لأكثر من مرة ويناقشك فيما درسته فربما تعتقد أنك فهمت كل شيء وفي الحقيقة أنت لم تفهم ما يريدك أن تفهمه.
- امتنع عن السلوك بالجسد (بشريتك):
“إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ، لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ. لِذَلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ“. (يعقوب 19:1←21).
لابد أن تكون مُسرِعًا في الاستماع مع من يتابعك روحيًا، ولا تتحدث كثيرًا لأنه من الممكن أن يفهم المشكلة دون أن تتكلم كثيرًا وفي هذه اللحظة استمع لتستقبل مساعدة الروح القدس.
الكلمة قادرة أن تُخلِّص نفسك؛ إنْ كنت كثير الاعتماد على طريقة تفكيرك، أنت تصنع شرًا وليس من الضروري أن يكون ذلك الشر قتلاً أو سرقة لكن هو السلوك بعكس الكلمة. في بعض الأوقات تجد الروح يقول لك أنت تأكل كثيرًا، لابد أن تصوم وبالطبع هذا لا يراه الآخرون شرًا أو خطأً؛ لذلك أنت تُبرِّره لنفسك ولا تعلم أنه شرٌ.
“أَمَّا أَنَا فَكَادَتْ تَزِلُّ قَدَمَايَ. لَوْلاَ قَلِيلٌ لَزَلِقَتْ خَطَوَاتِي لأَنِّي غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ“. (مزامير 2:73-3).
” وَأَنَا بَلِيدٌ وَلاَ أَعْرِفُ. صِرْتُ كَبَهِيمٍ عِنْدَكَ“. (مزامير 22:73).
يقول آساف لأني لا أفهم شيئًا وصمّمْتُ على طرقي كالحيوان الذي لا يفهم شيئًا الذي تحتاج أن تسحبه من مكان لآخر؛ لذلك لم تعرف أن تتواصل معي لأني أغلقت الباب أمامك.
هنا يعترف آساف بجهله وعدم فهمه للأمر؛ لذلك غار من الأشرار وبسبب جهله لم يتمكن الله من الوصول إليه؛ لذلك صار ثائرًا، غاضبًا على الآخرين حيث إنه خشى على نفسه فهو كان يرى أن المُستحِق لا يأخذ حقه وغير المُستحِق يأخذ حق غيره ولكن عندما هدأ وصلى، بدأ الروح القدس يكشف له حقيقة الأمر.
ربما تكون رائعًا في الإيمان ولكنك لا تعرف أن تحب؛ فالإنسان ليس سبيكة واحدة بل من الممكن أن يكون مُستنيرًا في زاوية ما أما في الأخرى فلا. ربما يكون لديك أفكار من العالم في أمور معينة، يجب أنْ تعمل على خلاص النفس عبر التخلُّص من أفكار العالم واستبدالها بأفكار الله وفي هذه اللحظة يأخذ الروح القدس مجراه في حياتك.
“وَلَكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعاً لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِراً وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، إِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ وَلَكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ –نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ– وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعاً نَاسِياً بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهَذَا يَكُونُ مَغْبُوطاً فِي عَمَلِهِ“. (يعقوب 22:3←25).
اسلك بالكلمة وضعها موضع التنفيذ لأنك إن لم تضعها موضع التنفيذ ستنسى من أنت في المسيح مرة أخرى ولكن الذي يثبت في الكلمة يكون مُبارَكًا في حياته فالبركات لا تُطلَب بل هناك طريقة تسلك بها فتتبعك البركات فأنت مُبارَكٌ بالفعل.
“أَخِيراً يَا إِخْوَتِي افْرَحُوا فِي الرَّبِّ. كِتَابَةُ هَذِهِ الْأُمُورِ إِلَيْكُمْ لَيْسَتْ عَلَيَّ ثَقِيلَةً، وَأَمَّا لَكُمْ فَهِيَ مُؤَمِّنَةٌ. اُنْظُرُوا الْكِلاَبَ. انْظُرُوا فَعَلَةَ الشَّرِّ. انْظُرُوا الْقَطْعَ. لأَنَّنَا نَحْنُ الْخِتَانَ، الَّذِينَ نَعْبُدُ اللهَ بِالرُّوحِ، وَنَفْتَخِرُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى الْجَسَدِ“. (فيلبي 1:3←3).
يقول الرسول بولس إن تكرار كتابة هذه الأمور (عدم وجود ختان الجسد في العهد الجديد بل ختان القلب) ليست ثقيلة عليه لكي يكونوا في أمان ويحذّرهم أيضًا من الكلاب (شخص مُستبيح أو خاطئ) الذين في وسطهم و(القطع) المُتخصِّصون في السلوك بالجسد.
“وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي كَمَا قَالَ الْكِتَابُ تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ. قَالَ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ“. (يوحنا 37:7←39).
نَادَى← أي صرخ.
“كَمَا قَالَ الْكِتَابُ” لا تعني أن النص المذكور بعدها هو مُقتبَس من العهد القديم بل كان الرب يتكلم بصورة كتابية لأن “تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ” اُستخدِمت في الوحي بشكل عام ولكن لا توجد آية في العهد القديم اقتبسها الرب يسوع.
“مَنْ آمَنَ بِي كَمَا قَالَ الْكِتَابُ تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ” من آمن بي كما قال الكتاب عني أي بالطريقة الكتابية، تجري من بطنه أنهار ماء حية”.
هناك أشخاص آمنت بالرب يسوع ولكن ليس كما قال الكتاب عنه كما يقول في (غلاطية 6:1) “إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ“.
أيضًا كما جاء في (2 كورنثوس 4:11) “فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ الآتِي يَكْرِزُ بِيَسُوعٍ آخَرَ لَمْ نَكْرِزْ بِهِ، أَوْ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَ رُوحاً آخَرَ لَمْ تَأْخُذُوهُ، أَوْ إِنْجِيلاً آخَرَ لَمْ تَقْبَلُوهُ، فَحَسَناً كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ“.
لأن هناك من يؤمن بإنجيل غير كتابي وصور غير كتابية عن يسوع. دقة المعلومات الكتابية تؤدي إلى انطلاق المسحة في حياتك. خلاص نفسك يؤدي إلى امتلاء ذهنك بأفكار كتابية صحيحة عن الحياة، الظروف وتجاه نفسك.
الكثيرون من المرضى النفسيين يُشفون بسبب معرفة الكلمة و معرفة من هم في المسيح. الكثيرون ممن تقابلوا مع الرب يسوع كان بهم أمراض نفسية ولكن حينما أدركوا شخصية المسيح ومحبة الله من خلال يسوع شُفوا.
لا تكن شخصًا غبيًّا تتجاهل الكلمة عن عمد وتسلك بمبادئ العالم. إن اجتزت في ظروف صعبة، عدوك ليست الظروف أو إبليس أو من تسبّب في جرحك بل عدوك هو ذهنك غير المُجدَّد وتجديد الذهن هو أن يمتلئ ذهنك بأفكار الكلمة؛ لذلك إنها مسئوليتك أن تُجدِّد نفسك بأفكار الله عنك.
“فَأُوَرِّثُ مُحِبِّيَّ رِزْقاً“. (أمثال 21:8).
ما تحبه هو ما تشربه وتعيشه وتُعطيه اهتمامك الأكبر؛ لذلك لا تُشتَّت بدراسة وقراءة الكثير من الكتب التي لا تفيد، ولا تكن شَرِهًا في مشاهدة الأفلام والمسلسلات أو الخروج مع أصدقائك لأن هذه الأمور لا تبنيك وهي نافعة لقليل.
استثمر وقتك في دراسة الكلمة لأنها نافعة لكل شيء وهي تبني حياتك وتُخلّص نفسك حتى عندما يأتي اليوم الشرير الذي يشنّ إبليس فيه هجومه عليك، تستطيع أن تُقاومه وتكون مُستعِدًا له؛ “مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا“. (أفسس 13:6).
يحاول إبليس جاهدًا أن يصنع مكائد ويجعلك تعتقد أنك مستقر وفي أمان مثل الغني الذي قصد الرب يسوع أن يتكلم عنه لأن شعب الله كانوا دائمًا يفتخرون بأنفسهم وأنهم نسل إبراهيم ومُبارَكون وهذا صحيح بالفعل ونحن ورثنا هذه البركات بحسب (غلاطية 8:3-9) “وَالْكِتَابُ إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَمِ. إِذاً الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ يَتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤْمِنِ“.
تكلم الرب يسوع عن الغني لأنه أراد أن يلفت انتباههم إلى إنه من الممكن أن يكون الشخص غنيًا ومع ذلك يذهب للجحيم لأنهم اعتقدوا أنه طالما يرون نتائج في حياتهم، فهذا يعني أنهم صالحون والرب راضٍ عنهم وهذا ما يعتقده بعض المؤمنين أيضًا.
بكل تأكيد وجود نتائج أمر هام ولكنها ليست المقياس بل الكلمة هي المقياس؛ لذلك قال الرب يسوع عن الغني في (لوقا 20:12) “فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟“.
هناك من ينادي بالتفكير الإيجابي ولكن بعيدًا عن الكلمة. أيضًا كما كان هناك من يزيّف المعجزات وقت موسى وكما فعل السحرة المعجزات نفسها مثل تحويل العصا إلى ثعبان “فَدَعَا فِرْعَوْنُ ايْضا الْحُكَمَاءَ وَالسَّحَرَةَ فَفَعَلَ عَرَّافُو مِصْرَ ايْضا بِسِحْرِهِمْ كَذَلِكَ. طَرَحُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَصَاهُ فَصَارَتِ الْعِصِيُّ ثَعَابِينَ” (خروج 11:7-12) ولكن في النهاية “وَلَكِنْ عَصَا هَارُونَ ابْتَلَعَتْ عِصِيَّهُمْ” (خروج 12:7)، كذلك يزيّف إبليس كل ما هو حقيقي، لكن مجدًا للرب، دائمًا تعلو الكلمة فوق كل تطوّر علمي لأن أي شخص يفكر بطريقة إيجابية له حدود وسيفشل عند مستوى معين.
دعنا نضرب مثلاً لتتضح الأمور؛ كان هناك شخص مصاب بالسرطان، طلب منه الأطباء أن يتخيل موت الخلايا السرطانية وبالفعل أدى ذلك إلى إطالة عمره أربعة شهور ولكنه مات في النهاية أما يسوع فيشفي المرض تمامًا.
- ترجمة الفاندايك
“فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِباً أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ“. (فيلبي 27:1).
- ترجمة الأخبار السارة
“فما يهم الآن هو أن تكون سيرتكم في الحياة لائقة ببشارة المسيح، لأرى إذا جئتكم، أو أسمع إذا كنت غائبًا، أنكم ثابتون بروح واحد وتجاهدون بقلب واحد في سبيل الإيمان بالبشارة“. (فيلبي 27:1).
- الترجمة الموسعة
“كونوا واثقين كمواطنين من سلوككم في الحياة كما يحق لإنجيل المسيح، سواء في وجودي أو في غيابي أسمع عنكم أنكم تقفون متحدين بروح واحدة، لغرض واحد، تكافحون جنبًا إلى جنب وتناضلون بفكر واحد من أجل الإيمان بالأخبار السارة (الإنجيل)”. (فيلبي 27:1).
فقط عيشوا لجنسيتكم الذي يتحدث عنها إنجيل المسيح، فلفظ “سيرة” الذي ذُكر في اللغة اليونانية هو ذات لفظ “سيرتنا” الذي استخدم في (فيلبي 20:3) “فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ“.
تأتي في بعض المراجع “عيشوا كما يجب حسب الجنسية التي حصلتم عليها“. أنت صرت سماويًّا، أنت لم تعد أرضيًّا وحياتك مُرتبِطة بالفِكْر الإلهي.
شركة جسد الرب ودمه لا توحّد المؤمنين بل اتّحاد المؤمنين يحدث عن طريق توحيد الفِكر، واختلاف الفِكْر في الكنائس يؤدي بدوره إلى تشتيت المؤمنين. بإمكان المؤمنين أن يكونوا متحدي الفكر سواء في وجود أو غياب الراعي لأن حياة المؤمنين وتقدمهم لا يرتبط بحضوره الجسدي، فهو معهم بالروح. هناك فرق بين خضوعك وحبك للراعي وأن تتعلق به وتكون غير مُستقِّر إن غاب عنك.
الخبر السار هو عندما يتّحد المؤمنون في الفكر يستطيعون أن يحاربوا من أجل الكرازة بإنجيل المسيح.
الكنيسة ليست مكانًا اجتماعيًا ينتج عنه علاقات اجتماعية؛ لذلك من يتنقل من كنيسة لأخرى لأسباب غير كتابية يُدمر حياته مثل لوط الذي سلك بالحواس الخمس. نعم استمر مُزدهِرًا لبعض الوقت ولكن انتهى به الأمر في مغارة؛ “وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأنَّهُ خَافَ انْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ“. (تكوين 30:19).
بل هي اتّحاد روحي كما يقول الرسول بولس في (1 كورنثوس 3:5) ” فَإِنِّي أَنَا كَأَنِّي غَائِبٌ بِالْجَسَدِ وَلَكِنْ حَاضِرٌ بِالرُّوحِ قَدْ حَكَمْتُ كَأَنِّي حَاضِرٌ فِي الَّذِي فَعَلَ هَذَا هَكَذَا“. أنت غير مُصمَّم أن تحيا بمفردك دون جسد؛ لذلك أدْرِكْ أن وجودك وسط أخوتك المؤمنين يجعلك مُستقِرًا روحيًا حيث توجد مسحة خاصة في الجسد، أعني بالجسد كنيسة الله.
الجسد غير المُتّحد في الفِكر لا يستطيع أن يحارب من أجل الإنجيل وستوجد انشقاقات وتحزبات في هذا الجسد. اتّحاد الفِكْر ليس عن طريق إجبار الراعي لشعبه أن يكون لهم فكر واحد أو من خلال الصلاة أو من خلال كسر الخبز بل عن طريق شرح الكلمة تفصيليًا وبالتالي تدرك الكنيسة للحق الكتابي وينتج عن ذلك أن يصلي الجسد بنفس واحدة.
“غَيْرَ مُخَوَّفِينَ بِشَيْءٍ مِنَ الْمُقَاوِمِينَ، الأَمْرُ الَّذِي هُوَ لَهُمْ بَيِّنَةٌ لِلْهَلاَكِ، وَأَمَّا لَكُمْ فَلِلْخَلاَصِ، وَذَلِكَ مِنَ اللهِ لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ. إِذْ لَكُمُ الْجِهَادُ عَيْنُهُ الَّذِي رَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، وَالآنَ تَسْمَعُونَ فِيَّ“. (فيلبي 28:4←30).
عندما يكون لجسد المسيح فِكْر واحد، يستطيع أن يحارب من أجل الإنجيل ونوع الألم الذي يتألم به الجسد ما يقوله الرسول بولس في عدد 13 “حَتَّى إِنَّ وُثُقِي صَارَتْ ظَاهِرَةً فِي الْمَسِيحِ فِي كُلِّ دَارِ الْوِلاَيَةِ وَفِي بَاقِي الأَمَاكِنِ أَجْمَعَ” الذي هو الاضطهاد لأجل الإنجيل، والجسد (باقي المؤمنين) له نفس نوع الاضطهاد الذي مرّ به الرسول بولس.
“إِذاً يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدّاً فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ“. (فيلبي 12:2).
يقول الرسول نفس الشيء الذي قاله في (فيلبي 27:1) أن يكونوا متحدي الفكر سواء في حضوره أو غيابه.
“تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ“← تمموا أي اعملوا على خلاصكم للنهاية (خلاص نفوسكم) بحماسة. لا تعتمد على بشريتك بل بحذر تام حافظ على ذهن حساس وغير مُلوَّث وساهر ضد التجارب وابْعِد نفسك عن كل ما هو غير مُسر للرب. اسلك بالإيمان وانظر للأمور من منظوره وتجاوب مع الكلمة.
حياتك مرتبطة بطريقة تفكيرك وطريقة تفكيرك تحدد مستواك الروحي. لا تكن لك دوافع خاطئة مثل أن ترفض نوعًا معينًا من العمل وفقًا لرغبتك مُعتقِدًا أن هذ هو حقك في المسيح وتنتظر كثيرًا دون عمل بل ابدأ في العمل المتاح ثم سيقودك الروح القدس للعمل الذي تريده. أو أن ترتبط بسبب الإعجاب بشخص أو تسديدًا لاحتياجك وشعورك بالوحدة لأن الارتباط الصحيح يعتمد على توافر مبادئ كتابية لدى الشخص.
- ترجمة الحياة
فَمَادَامَ لَنَا التَّشْجِيعُ فِي الْمَسِيحِ، وَالتَّعْزِيَةُ فِي الْمَحَبَّةِ، وَالشَّرِكَةُ فِي الرُّوحِ، وَلَنَا الْمَرَاحِمُ وَالْحُنُوُّ، فَتَمِّمُوا فَرَحِي بِأَنْ يَكُونَ لَكُمْ رَأْيٌ وَاحِدٌ وَمَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ وَفِكْرٌ وَاحِدٌ. لَا يَكُنْ بَيْنَكُمْ شَيْءٌ بِرُوحِ التَّحَزُّبِ وَالاِفْتِخَارِ الْبَاطِلِ، بَلْ بِالتَّوَاضُعِ لِيَعْتَبِرْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ غَيْرَهُ أَفْضَلَ كَثِيراً مِنْ نَفْسِهِ، مُهْتَمّاً لَا بِمَصْلَحَتِهِ الْخَاصَّةِ بَلْ بِمَصَالِحِ الآخَرِينَ أَيْضاً. فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. إِذْ إِنَّهُ، وَهُوَ الْكَائِنُ فِي هَيْئَةِ اللهِ، لَمْ يَعْتَبِرْ مُسَاوَاتَهُ لِلهِ خُلْسَةً، أَوْ غَنِيمَةً يُتَمَسَّكُ بِها؛ بَلْ أَخْلَى نَفْسَهُ، مُتَّخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً شَبِيهاً بِالْبَشَرِ؛ وَإِذْ ظَهَرَ بِهَيْئَةِ إِنْسَانٍ، أَمْعَنَ فِي الاِتِّضَاعِ، وَكَانَ طَائِعاً حَتَّى الْمَوْتِ، مَوْتِ الصَّلِيبِ. لِذَلِكَ أَيْضاً رَفَّعَهُ اللهُ عَالِياً، وَأَعْطَاهُ الاِسْمَ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ اسْمٍ، لِكَيْ تَنْحَنِيَ سُجُوداً لاِسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ، سَوَاءٌ فِي السَّمَاءِ أَمْ عَلَى الأَرْضِ أَمْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَلِكَيْ يَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ بِأَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ الرَّبُّ، لِمَجْدِ اللهِ الآبِ“. (فيلبي 1:2-11).
- الترجمة الموسعة
“املئوا وكملوا فرحي عن طريق أن تحيوا في انسجام ويكون لكم نفس الفكر والغرض والمحبة مُتّفِقين معًا ومُنسجِمين في الفكر والدوافع. لا تفعلوا أمرًا بدوافع مُتعصِّبة (من خلال مجادلة، نزاع، أنانية، أمور تافه ليست لها نهاية جيدة) أو مدفوعين بغرور وتعجرف فارغ. بل في روح التواضع الحقيقي (تواضع الفكر) وليحسب كل واحد منكم غيره أفضل جدًا وفائق عليه (أن يفكر كل واحد تجاه الآخر أكثر من نفسه). ليضع كل منكم قيمة ويهتم ليس بما لنفسه بل بما لغيره“. (فيلبي 2:2←4).
يقصد الرسول بولس أن لا يتحزبوا ويبدأ البعض في تشخييص مجموعة منه على أنها المُشتعِلة والآخرون على إنهم منطفئون روحيًا بل أن ينظر كل واحد لغيره على أنه الأفضل دائمًا وبه روعة ولكن هذا لا يعني أن يتم تبرير الخطأ بل أن ينسى كل واحد نفسه ويمد يده لمساعدة ومعاونة غيره.
ليكن في كنيسة الله طريقة تفكير المسيح الذي لم يعتبر كونه معادلاً لله شيئًا يفتخر به بل اختار أن يتجسد من أجلنا ولأنه لم ينظر لما لنفسه وصل به الأمر أن يقبل الموت ولذلك رفعه الله وجعل اسمه فوق كل شخص وكل شيء في السماء وعلى الأرض ومن تحت الأرض وحتى الجماد يجثو ويعترف بربوبية يسوع.
مواصفات جسد المسيح التشجيع، لا يوجد به حيرة بل تعزية الروح القدس الذي يعزي، يشجع، يحامي، يساند ويصير الجسد في شراكة معه لكن ما يجعل المؤمنين مرتبكين هو تشبّعهم بأفكار العالم.
يتحدث بولس الرسول في الآيات السابقة عن خلاص النفس الذي يشمل العلاقات الصحيحة بين المؤمنين ويشمل أيضًا تجديد الذهن الذي هو استبدال القيم والمبادئ والدوافع وأن يكون لك نظرة مختلفة عن نظرة العالم تجاه المواقف فما يراه العالم مستحيل أنت تراه سهل الحدوث لأنك تستطيع كل شيء في المسيح وتعلم من أنت وماذا تفعل.
فتصلي وتأخذ ما لك في المسيح وتمارس إيمانك لكي تحصل على الترقية التي تبدو مستحيلة ولكن إنْ لم تكن تعرف من أنت في المسيح، لن تستطيع أن تصلي بطريقة صحيحة بل ستصلي قائلاً: يارب إن شئت أن أحصل على هذه الترقية فليكن ذلك، وعندما لا تحصل عليها، تبدأ تشتكي على الرب وتشعر أنه إله ظالم.
- ترجمة الفاندايك
“لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ. اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ“. (فيلبي 13:2-14).
- الترجمة الموسعة
“(ليس بقوتكم الذاتية) لأن الله هو الذي يعمل فيكم بفعالية (يُنشطكم ويخلق فيكم القوة والرغبة) لكي تريدوا وتعملوا مسرته الحسنة وسروره“. (فيلبي 13:2).
لن يُغيّر الروح القدس إرادتك بالقوة غصبًا عنك كما لم يُغيّر إرادة بطرس حينما أنكر الرب يسوع؛ “فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً.” (متى 75:26)، بالرغم من تحذير الرب يسوع له “الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ“. (متى 34:26).
هو يقنعك لأن الاقتناع والتفكير في الأمر هو الطريقة التي بها يتم غرس الكلمة في قلبك؛ لذلك تغيير طريقة تفكيرك لن يحدث بطريقة مفاجئة لأنك أنت من يعمل من أجل مسرة الله والروح القدس هو من يعمل فيك عن طريق الإقناع لكي تفعلها أنت؛ لذا هو من يجعلك تعيش وتحيا الكلمة ولكن إن لم تكن مُقتنِعًا بها وتضع لها الأولوية الأولى وتجعلها طريقة تفكيرك بدلاً من طريقة التفكير البشرية العادية أو خبراتك الشخصية، لن تلمع حياتك.
إرادة الإنسان لابد أن تخضع للروح القدس لأنها إن لم تخضع للروح القدس، لن يعمل في حياتك؛ لذلك اخضع لصوته حينما يقول لك توقف عن هذا السلوك والكلام بهذا الشكل ولا تبرر تصرفاتك بأنه لا يوجد شخص ينتقدك أو أن كثيرين يسلكون بنفس الشكل.
إنْ ظللت تُبرر هذه السلوكيات، أنت توقف عمل الروح القدس في حياتك لأنه لا يعمل فيك دون رضاك وسماحك له، كما إنه يتكلم لك من خلال الكلمة ومن يتابعك روحيًا مما يؤدي بك إلى تمييز صوته وأي شخص بدأ حياته مع الرب يسوع، بدأ تلميذًا ثم أُطلِق عليه رسولٌ لأن الرب عمل في حياتهم وشخصياتهم.
لا تكن كما تقول الكلمة “لاَ تَكُونُوا كَفَرَسٍ أَوْ بَغْلٍ بِلاَ فَهْمٍ. بِلِجَامٍ وَزِمَامٍ زِينَتِهِ يُكَمُّ لِئَلاَّ يَدْنُوَ إِلَيْكَ” (مزامير 9:32). لا تتكبر وتجعل الظروف أكثر سوءًا بل اجعل الكلمة توضح لك حقيقة الموقف وتشرحه لك.
عندما قال إبليس للرب يسوع “آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ! أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ قُدُّوسُ اللَّهِ!” (مرقس 24:1) كان يأمره أن يصمت “فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «اخْرَسْ وَاخْرُجْ مِنْهُ!” (مرقس 25:1) فالرب لم يقبلها منه لأن ليس كل من يقول يا رب هو يُرضي الله.
أنت أيضًا من الممكن أن تكون فاترًا في حياتك الروحية بالرغم من أنك لا تفعل خطايا مثل القتل أو الزنى وهذه النوعية من المؤمنين لن تُخطَف مثل العذارى الحكيمات والجاهلات، فكلاهما كان مؤمنًا ولكن الجاهلات لم يُختطَفوا ولذلك حذَّر الرب يسوع من هذا اليوم حتى لا ننشغل بظروف الحياة ونصير فاترين ولا نُختطَف ولابد أن تدرك الكنيسة هذا الحق، فالخلاص ليس بالأعمال ولكن هذا لا يعني الاستباحة في الخطية.
“إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ (حينما اكتملت كل الأزمنة)، لِيَجْمَعَ (الآب) كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ“. (أفسس 9:1-10).
عالم الروح مُرتبِط بعالم العيان ويؤثر عليه، فلا تُخدَع بفكرة أن الرب يهمه الروحيات فقط. مثلاً: إن أرسلتْ ابنك ليدرس في جامعة خارج بلدك، إن كنت أبًا صالحًا حتمًا ستُعطيه كل ما يحتاجه ليعيش حياة لائقة. فكم بالحري الآب السماوي؟! لم يصنع الرب يسوع خلاصًا ناقصًا بل صنع خلاصًا كاملاً، لتعرف ميراثك وتحيا وتمجد يسوع.
“لِذَلِكَ يَقُولُ: «إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْياً وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا. وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.” (أفسس 8:4←10).
عندما سقط إبليس، نزل إلى الهاوية واتّخذ مكانًا دارًا له ومن هذا المكان تخرج الأرواح الشريرة وعندما مات الرب يسوع نزل إلى عقر دار إبليس. يشرح هنا كأن يسوع شخص لديه قطعة أرض ووضع بعض الأشخاص يدهم على جزء منها، فذهب يسوع إلى هذا الجزء ليعلن لهم أن ليس لهم مكان فيه.
الهاوية مُعدَّة لإبليس وملائكته، كما إنها تختلف عن الجحيم، فالهاوية هي سطح الجحيم وعندما قال الرب يسوع “وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا” (متى 18:16) كأنه يقول لبطرس إن كل أركان الهاوية بكل ما فيها لن تقوى عليكم. فالرب يسوع قد ملأ الكل في الكل ولكن يبقى أن تستفيد أنت مما أنجزه من أجلك.
“وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا“. (أفسس 19:3-20).
الروح القدس يعمل فوق ظنونك وأفكارك وتخيلاتك بحسب قوته التي تسمح بها في حياتك، فالموضوع غير مُرتبِط بشخص يصلي لك بل بك. لا تُقاس حياتك بما تمتلكه فالرب يُخرِج من الآكل أكلاً ومن الجافي حلاوة ومن داخل المشكلة ستجد الحلول.
يتم الأمر من الداخل للخارج وحتى الاختطاف سيحدث بذات الميكانزيم عينه لأن الاجساد الجديدة التي سنلبسها هي من الداخل للخارج فالرب لن يرسل لنا أجسادًا على مقاس كل شخص بل الحي سيبتلع المائت كما يقول الكتاب. الاختطاف مرتبط بخلاص النفس لأن المؤمنين الذين يعيشون في تعب ومرارة وبمبادئ هذا العالم، لن يُختطَفوا.
“وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ“. (لوقا 15:12).
لا تقاس قيمة الإنسان بما يمتلكه بل بمَن هو في المسيح؛ لذلك عندما تكتشف من أنت في المسيح، ستدمن العلاقة مع الرب وتُطلق روحك.
- ترجمة الفاندايك
“بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراً لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ“. (رومية 14:13).
- الترجمة الموسعة
“بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تمونوا الجسد (توقف عن التفكير في الشهوات الطبيعة الجسدية) لإرضاء رغباته (شهواته).” (رومية 14:13).
لابد أن تدرك أن أي شيء انت مُشتعِل به من العالم اليوم هو نتيجة تفكيرك فيه؛ لذلك يتكلم الروح القدس عن الأفكار ويعطيها أهمية. الكلمة هي عبارة عن أفكار الله وهي تقول “لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ” (1 كورنثوس 16:2).
امتنع عن التفكير في الأمور العالمية (الظروف، الأحداث) والأمور التي تموّن الجسد لأن حياتك مرتبطة بطريقة تفكيرك. إن أردت تغيير أفعالك، لابد من تغيير طريقة تفكيرك وتقوم بتموين حياتك في اتجاه الارتفاع والقمة عن طريق التفكير في الكلمة حيث إن الرب قد عرَّفك طرق الحياة التي هي طرق تفكير “تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ” (مزامير 11:16).
“وَإِنْ سَمِعْتَ سَمْعاً لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَل بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ يَجْعَلُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مُسْتَعْلِياً عَلى جَمِيعِ قَبَائِلِ الأَرْضِ“. (تثنية 1:28).
في هذه الآية بركة الرب ليست مكافأة بل نتيجة إدراكك للكلمة أثناء وقت الصلاة، ففي هذا الوقت يتحدث لك الروح (تعديل في شخصيتك، يُشجعك في أمور)؛ لذلك قال الرب يسوع “مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ” (متى 4:4).
كلمات الرب (ريما) لك هي حياة لروحك كما الجسد يحيا بالطعام؛ لذلك قال الرب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بمعنى أنّ مَن يحيا بالخبز وحده هو ميتٌ وهو حيٌّ، هذا يشبه ما نقول؛ إنْ ذاكرت بجدية المعلومات الصحيحة سيقودك ذلك إلى النجاح. عندما يقول الرب لك: “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ” (متى 44:5)، إن لم تحب أعدائك لن تعرف أن تُمارس إيمانك في شفائك لأنك فتحت بابًا ليدخل منه إبليس إلى جسدك.
- الترجمة الموسعة
“حتى تُظهروا أنفسكم بلا لوم وبسطاء، أبرياء وغير ملوثين، أولاد لله بلا عيب (كاملين، لا تحتاجون للتوبيخ) في وسط جيل معوج وشرير (منحرف روحيًا وفاسد)، تظهرون كأنوار لامعة (نجوم أو منارات تُنير بوضوح) في العالم (الظلام)” (فيلبي 12:2).
“وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ“. (أفسس 2:12).
لِتَخْتَبِرُوا← أي تذوقوا وتثبتوا.
لفظ “الصالحة” هي المستوى الأول وفيها كان الشخص لا يمتلك إرادة صالحة وصار له. “المرضية” هي المستوى الثاني وفيها الشخص صار لديه مستوى أعلى بشكل يرضي الله والكاملة هي المستوى الثالث أي تمام ما يريده الله لك.
يتحدث في أفسس عن المرحلة الثانية ويقول “مُخْتَبِرِينَ مَا هُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ الرَّبِّ” (أفسس 10:5)، وهذا يعني أن ما جاء قبل العدد العاشر يوضح كيف نختبر ما هو مرضي عند الرب.
“فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ، أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا. بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فِي الْمَحَبَّةِ. مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضاً فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.” (أفسس1:4←6).
هناك تعليم كثيف عن السلوك في العهد الجديد مما يعني أن تغيير السلوك يأتي عن طريق التعليم، فالأمر ليس أن تصلي وتعرف ما لك في المسيح بل أن تعرف كيف تسلك في الأرض.
هنا يتحدث إلى شخص يدرك أن الله دعاه أن يصير في شراكة وعلاقة معه؛ لذلك بعد أن تُدرك ان لديك حياة الله وطبيعته، اسلك بجدية ومسئولية ولا تُبرر ذلك أن من حولك لا يفهمون مبدأ المحبة والغفران أو ممارسة الإيمان بل هو الوقت الذي تُعلن فيه جهارًا الحق الذي تؤمن به وتتكلم الكلمة بكل جراءة ومن المتوقع ان يسألك مَن هم حولك عن كلامك ومن هنا يُفتَح لك بابٌ للكرازة بالمسيح.
“فَأَقُولُ هَذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ، أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضاً بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ، إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ اَلَّذِينَ إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ، أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هَكَذَا – إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ“. (أفسس 17:4←23).
هناك أنواع من الذهن: ذهن فاسد امتلئ بتعليم كتابي ثم تركه، ذهن باطل غير عامل، ومن يمتلك هذا الذهن هو شخص غير مُثمِر وهو يتحدث هنا عن أشخاص رفضوا الحق عن عمد بسبب غلاظة قلوبهم ووصلوا إلى مرحلة أنهم لا يريدون أن يسمعوا الحق وعلاج ذلك هو تعليم المسيح أي تعليم الكلمة.
“وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ“؛ هنا يتحدث عن الروح الإنسانية، فعندما تأكل الكلمة وتصير في روحك، ستجد روحك أخرجت الكلمة عند مواجهتك للموقف وتقود ذهنك إلى طريقة التفكير الصحيحة فالذهن ليس له روح وقد أتت في اللغة اليونانية “روحكم تُجدد ذهنكم من ذخيرة الكلمة المُخزَّنة بها” وقد تأتي الفكرة السلبية ولكن لأن روحك ملآنة بالكلمة وقوتها، ستُجدد ذهنك.
“وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ“. (أفسس 24:4).
أنت تلبس الإنسان الجديد عن طريق تجديد ذهنك وبالتالي تُخرج الصفات والطباع الصحيحة. تذكَّر كما سبق وشرحنا أن الروح القدس لن يستأمن الشخص الذي يعتمد على أفكاره وأراءه الشخصية ولديه تحفظاته وخبراته وغير منفتح على الروح القدس.
الروح لن يستخدم ذلك الشخص الذي يتكلم كثيرًا ولا يستطيع أحد إيقافه، يشعر أنه مضطر أن يتكلم كثيرًا حتى يملأ الفراغ ويشعر بالخجل من ماضيه.
عندما يدرك الشخص أنه يسلك بالإلوهية وأنه من النسل الإلهي ويكتشف أنه بر الله والروعة التي صار عليها، لن يخجل من شيء ويتكلم عند الاحتياج طبقًا لمقاييس الروح القدس مثل الرب يسوع لم يكن يجيب على كل سؤال، فهو لم يجيب من أتوا بالمرأة الزانية له “وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ” (يوحنا 6:8).
يسوع كان يرى حقيقة الأمور ولا يسلك بالعواطف لأن العواطف تجعل الشخص لا يسلك بحكمة. هو لم يجيب المرأة الكنعانية؛ “فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ” (متى 23:15). حتى بعدما قال له التلاميذ: “اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!” (متى 23:15)، وسبب ذلك ما قاله الرب يسوع “لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ” (متى 24:15).
كان هدفه هو بيت إسرائيل فقط إلى أن يأتي اليوم ويسلمه شخص أممي للصلب وفي هذه اللحظة يُفتَح الباب للأمم؛ لذلك خلاص النفس مُرتبِط بطريقة تفكيرك وإن كنت تريد أن تكون نورًا للعالم وملحًا للأرض، لابد أن تُجدد ذهنك بالكلمة ويصير لك طريقة تفكير الكلمة وفي هذا الوقت يبدأ الروح القدس يأتمنك على أمور لأنك تسلك بالكلمة ولا تسلك بتهور.
تغيير حياة الآخرين ليس عبر الصلاة من أجلهم فقط بل تعليمهم لأن الرب يسوع لم يصلِّ كثيرًا للناس لكن كلماته كانت تُغيّر حياتهم. رأينا هذا أيضًا في حديث بولس مع أغريباس حتى إنه قال له “بِقَلِيلٍ تُقْنِعُنِي أَنْ أَصِيرَ مَسِيحِيّاً” (أعمال 28:26) ولكن بسبب تكبّره وعجرفته، تراجع عن الإيمان.
إن كنت عصبيًا، ليس عليك أن تنتهر العصبية لأن سبب العصبية هو الخوف وسبب الخوف هو عدم تجديد الذهن؛ لذلك عليك أن تُجدد ذهنك ويصير لك مبادئ جديدة وحينما تفعل ذلك، ستنتهي العصبية بشكل نهائي لأنك عالجت سببها.
إن كنت خادمًا وترعى أشخاصًا، من حقك أن تُصحّحهم ولكن ليس من حقك أن تُصحّح كل من تُقابله في حياتك لأن بولس الرسول قال إنه ليس له أن يُصحّح من هم خارج الكنيسة ولا أن تنتقدهم بداخلك ولكن إن سلب حقك، أحيانًا يقودك الروح أن تتكلم له وأحيانًا أخرى يقودك إلى الصمت وترى تدخلاً إلهيًا في الأمر ولا يُسلَب حقك.
هذا يحدث عندما تُجدد ذهنك بالكلمة وتنظر للأمر بنظرة الله ولا تشعر بداخلك أن هذا الشخص سيفلت من العقوبة بل تُدرك أن الله في صفك وهو يريد ربح هذا الشخص وبالتالي أنت لا تتمنى أن ينزل غضب الله عليه بل تراه كما رأى استفانوس راجميه “يَا رَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ“. (أعمال 60:7).
“لِذَلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ. اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَاناً. لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلاً الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ. لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحاً لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ. وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضاً فِي الْمَسِيحِ“. (أفسس 25:4←32).
“بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحاً لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ“؛ تعني أن تتكلم حسب الاحتياج وليس أن تتكلم أي كلام حتى لا تظل صامتًا.
“شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضاً فِي الْمَسِيحِ“؛ كما سامحك المسيح، تستطيع أن تسامح أخوتك في المسيح وإن كنت تشعر أنك غير قادر على مسامحة الآخر، اعلم أن السبب في ذلك هو عدم تأملك في هذه المحبة وتشبُّعك بها.
- ترجمة الفاندايك
” فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً. وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ، وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ“. (أفسس 1:5←4).
- ترجمة الحياة
“وكذلك البذاءة والكلام السفيه والهزل، فهي غير لائقة. وإنما أحرى بكم أن تلهجوا بالشكر لله!” (أفسس 4:5).
بما أن لك التعزية والتشجيع في المسيح كما في (فيلبي 1:2) “فَإِنْ كَانَ وَعْظٌ مَا فِي الْمَسِيحِ. إِنْ كَانَتْ تَسْلِيَةٌ مَا لِلْمَحَبَّةِ. إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي الرُّوحِ. إِنْ كَانَتْ أَحْشَاءٌ وَرَأْفَةٌ“ وَحِّدْ أفكارك استنادًا على حياة الله التي بداخلك وعلى الفكر الكتابي الذي صار بداخلك، فأنت شخص درست الكلمة وصارت فيك، فهذا وقت لإخراج هذه الروعة التي فيك وعندما كنت تغفر للآخر، أنت تغفر له لأنك مُدرِك حياة الله التي فيك وليس لأنك أخطأت في حقه في الماضي وهو غفر لك.
“بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ“؛ ليكن ما يخرج من فمك بصوت مرتفع هو الشكر لِما صنعه الرب.
- ترجمة الفاندايك
“بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فِي الْمَحَبَّةِ“. (أفسس 2:4).
- الترجمة الموسعة
“كونوا بتواضع كامل في أذهانكم ووداعة (عدم أنانية، لطف، اعتدال) بصبر ومحتملين بعضكم بعضاً ومعطين العذر لبعضكم لأنكم تحبون بعضكم بعضاً“. (أفسس 2:4).
أنت تعطي العذر للآخر وتستطيع أن تفعل ذلك حينما تدرك ما جعلك يسوع عليه وأن كرامتك هي في الرب ولا تسعى أن تعطي الكرامة لنفسك بمجهودك وتصير هادئًا في تصرفاتك تجاه الآخرين وفي ردود أفعالك.
لابد أن يصل كل مؤمن ومؤمنة لهذه المرحلة؛ لذلك مَرِّنْ نفسك أن تعطي العذر للآخر ولا تسجنه في زنزانة وتعتبره من المجرمين وتصل إلى مرحلة الشك في من يقودك أو من تقودهم أو من حولك وتفكر كثيرًا كيف يفكرون فيك.
إنْ كنت قائدًا، لا تفكر سلبيًا في طريقة تفكير الآخرين لك لكن إن كان لديك إثبات أن شخصًا ما تكلّم كلمات سلبية عنك، اذهب واطلب شرح منه لِما صر منه، فربما يكون هذا نتيجة لسوء فهم. عندما تفهم هذه المبادئ وتصير هي منهج تفكيرك، ستصل إلى مرحلة استقرار بدلاً من التخمينات والتحليلات وتجد نتائج سريعة وفورية.
رائع أن يكون لديك حس فكاهي ولكن لا يكون هذا طول الوقت لأن ذلك يُسرِّب المسحة من على حياتك.
- ترجمة الفاندايك
“فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ. لاَ يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِلٍ، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هَذِهِ الأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ. فَلاَ تَكُونُوا شُرَكَاءَهُمْ. لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ. لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرٍّ وَحَقٍّ“. (أفسس 5:5←9).
- الترجمة الموسعة
“لا يضلكم ويخدعكم أحد بأعذار فارغة ومناقشات ليس لها أساس من الصحة (بهذه الخطايا) لأن من خلال هذه الأشياء يأتي غضب الله على أبناء المعصية“. (أفسس 6:5).
لا يقنعكم أحد أن هذه الخطايا أمور طبيعية ولا ضرر منها.
“وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً أجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ“. (كولوسي 21:1).
“أجْنَبِيِّينَ” أي شخص محايد ليس مع أو ضد الفكر الإلهي أما أعداء تعني أنه صار له فكر معاكس للرب وهذه أنواع للذهن والنوع الثالث الذهن الباطل غير المُثمِر وهذا يحدث نتيجة رفض الكلمة.
“لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ.” (رومية 21:1).
“أَفْكَارِهِمْ“؛ هنا استخدم لفظ حوار داخلي لأن تخيُّلك هو حوار داخلي بينك وبين نفسك وتخرج منه باستنتاج معين مثلاً إن تعامل أحدهم معك بطريقة سيئة، يدور حوار بداخلك وتستنتج أنه يكرهك والحل في ذلك أن يكون تفكيرك كله في الكلمة وتفعل ذلك بشكل يومي مما يجعلك مُشتعلاً وإن فعلت العكس أنت تضع حماقة في ذهنك لأنك تسمح لإبليس الاستيلاء عليه ولذلك يقول “أَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ“.
“وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. وَلَكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. فَلاَ يَظُنَّ ذَلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ. رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ“. (يعقوب 5:1←8).
“الْمُرْتَابَ” هو الشخص الذي ينظر مرة بإيمان للكلمة ومرة أخرى ينظر للعيانDouble minded؛ أشجعك أن تستقر على الكلمة لأنك حينما تقول العيان يقول، لن تنال شيئًا من عند الرب.
“اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ. كُونُوا كَارِهِينَ الشَّرَّ مُلْتَصِقِينَ بِالْخَيْرِ وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فِي الْكَرَامَةِ غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الِاجْتِهَادِ حَارِّينَ فِي الرُّوحِ عَابِدِينَ الرَّبَّ فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ صَابِرِينَ فِي الضَّيْقِ مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ“. (رومية 9:12←12).
“اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ“؛ أي تكون محبة غير مُخفَّفة، لها الأولوية في حياتك.
“مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فِي الْكَرَامَةِ“؛ مُعطين بعضكم بعضًا كرامة.
“غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ“؛ نشطاء. عندما تستيقظ، تضع تفكيرك في الكلمة ولن تستطيع أن تفعل ذلك إن كان هناك أمور أغلى من الكلمة عندك.
لا تفكر بطريقة سلبية عن أشخاص بل فَكِّرْ في الكلمة حتى تشتعل لأنك عندما تقضي وقتك تحاول أن تشتعل دون أن يكون لك محبة تجاه الآخرين، ستكون مثل بطرس الذي نجح في السير على المياه ولكنه شكّ في نفسه أنه فعل أمرًا خارقًا للطبيعة فسقط.
هذه مشكلة الكثيرين يبدءون في شيء ثم يشكّوا في أنفسهم مثل شخص استلم شفائه ثم بدأ في الشك فيما حصل عليه، فيمرض مرة أخرى أو يأتي على أحدهم فكرة أنه هل يمكن أن يعبد الرب بعد ما ارتكبه من خطايا؟! هذا هو الذهن غير المُجدَّد؛ لذلك تأكّد مع مَن تجلس فالمعاشرات الردية تُفسد أمور رائعة في حياتك.
فكّر كم صنع الرب معك! فهو نقلك من الظلمة إلى ملكوت ابنه المحبوب، الروح القدس يعمل في حياتك والمعجزة هي أن تقبل ما صرت فيه وتؤمن به مثل الخاطئ الذي تشرح له ماذا فعل الرب يسوع له، اي المعروض له (حياة الله) وحينما يتجاوب مع الكلام ويقبله، يصير له حياة الله.
تعمّد التفكير في الروح القدس هو مُرشِد ومُساعِد لك وهو يعمل فيك. يحتوي جسدك لهذا الشخص! أنت لست إنسانًا عاديًا بل ينظر روح الله من عينك ورجليه في رجليك ويده في يدك. المسيح صار حكمتك.
يعمل الروح في مَن أساء إليك حتى لم ترَ نتائج فورية، اضحك لأن الرب يعمل فيه وإن استغرق ذلك بعض الوقت لأن الرب ربحيٌّ، لا يطيح في الآخرين وفي نفس الوقت يضع حدودًا للأخطاء. عندما تدرك محبة الله جيدًا، ستحسب نفسك خسارة من أجل ربح هذا الشخص ولن يفرق معك كرامتك في هذه اللحظة.
انظر إلى نفسك من سنين كيف كنت ترفض الحق الذي تقبله اليوم، فهذا عمل الروح القدس فيك، انظر كيف اعتنى بك وحماك من مخاطر كثيرة التي لم تكتشفها كما قال الرب يسوع لبطرس؛ “سِمْعَانُ سِمْعَانُ هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ” (لوقا 31:22-32).
قد يبدو في الظاهر أنه تم غربلة بطرس ولكن هذا لم يحدث وإن لم يصلِّ الرب يسوع من أجله، كانت الخسائر ستصبح أضخم، كان من الممكن أن يرتد. يحميك الرب من أمور مثل هذه وأنت لم تعرف بها؛ لذلك أدْرِك ذلك وأنت تصلي وليكن هذا هو الحوار الذي يدور في ذهنك ويُشعلك لذلك يقول في المزمور؛ “بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ“. (مزامير 2:103).
“لَكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحاً فَهَذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضاً خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ“. (فيلبي 7:3-8).
لم يحسب الرسول بولس أي شيء ثمينًا بل لم يكن لديه مشكلة أن يفقد أي شيء لكي يعرف المسيح وأنت أيضًا إن لم تأخذ هذا القرار في حياتك، لا تتوقع أن تسكن الكلمة فيك بغنى وأنت تعطي قيمة ضخمة لأمور أخرى غير الرب وهذا يتضح في أن يكون الرب هو أولويتك ويصير هو تفكيرك طول اليوم لأن هو حياتك.
اسلك كما يحق للدعوة التي دُعيت بها وهنا ستجد الروح القدس يقنعك لأنه هو الذي يعمل فيك لكي تريد وأن تعمل. عندما تخضع للكلمة، ستقفز في حياتك الروحية فالكلمة بها قوة لتغييرك وخلاصك فقط تعاون وتجاوب معها لأنك عندما تفعل ذلك، أنت تسمح له بالعمل فيك حيث إنه لا يعمل باستقلالية عن الكلمة.
Download
وااااااااو هللويا مجدا الهى عظيم
استفدت كتير الرب يبارككم
شكرا