واحدة من أفضل الطرق التي يمكن أن نزيد بها قدرتنا على الاستقبال من الله, هو أن ندرس القصص التي أعطاها الكتاب عن أشخاص استقبلوا جيداً من الله. أريد أن أركز على أربعة من الشخصيات المفضلة لدى وهم: المرآة نازفة الدم, يايرس, قائد المائة الروماني, والشحاذ بارتيماوس.
نجد أول شخصيتان في مرقص 5 وقصتهما متداخلتان معاً, لذا من الأفضل أن نقراهما معاً:
(21)وَلَمَّا عَادَ يَسُوعُ وَعَبَرَ فِي الْقَارِبِ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ مِنَ الْبُحَيْرَةِ، اجْتَمَعَ إِلَيْهِ وَهُوَ عِنْدَ الشَّاطِيءِ جَمْعٌ كَبِيرٌ (22)وَإِذَا وَاحِدٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمَجْمَعِ، وَاسْمُهُ يَايِرُسُ، قَدْ جَاءَ إِلَيْهِ. وَمَا إِنْ رَآهُ، حَتَّى ارْتَمَى عِنْدَ قَدَمَيْهِ (23)وَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ بِإِلْحَاحٍ، قَائِلاً: «ابْنَتِي الصَّغِيرَةُ مُشْرِفَةٌ عَلَى الْمَوْتِ. فَتَعَالَ وَالْمِسْهَا بِيَدِكَ لِتُشْفَى فَتَحْيَا! (24)فَذَهَبَ مَعَهُ، يَتْبَعُهُ جَمْعٌ كَبِيرٌ وَهُمْ يَزْحَمُونَهُ.
(25)وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ مُصَابَةٌ بِنَزِيفٍ دَمَوِيٍّ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً (26)وَقَدْ عَانَتِ الْكَثِيرَ مِنَ الأَلَمِ عَلَى أَيْدِي أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ، وَأَنْفَقَتْ فِي سَبِيلِ عِلاجِهَا كُلَّ مَا تَمْلِكُ، فَلَمْ تَجْنِ أَيَّةَ فَائِدَةٍ، بَلْ بِالأَحْرَى ازْدَادَتْ حَالَتُهَا سُوءاً (27)فَإِذْ كَانَتْ قَدْ سَمِعَتْ عَنْ يَسُوعَ، جَاءَتْ فِي زَحْمَةِ الْجَمْعِ مِنْ خَلْفِهِ وَلَمَسَتْ رِدَاءَهُ (28)لأَنَّهَا قَالَتْ: «يَكْفِي أَنْ أَلْمِسَ ثِيَابَهُ لأُشْفَى» (29)وَفِي الْحَالِ انْقَطَعَ نَزِيفُ دَمِهَا وَأَحَسَّتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا شُفِيَتْ مِنْ عِلَّتِهَا (30)وَحَالَمَا شَعَرَ يَسُوعُ فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ، أَدَارَ نَظَرَهُ فِي الْجَمْعِ وَسَأَلَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟ (31)فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَرَى الْجَمْعَ يَزْحَمُونَكَ، وَتَسْأَلُ: مَنْ لَمَسَنِي؟ (32)وَلَكِنَّهُ ظَلَّ يَتَطَلَّعُ حَوْلَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ ذَلِكَ (33)فَمَا كَانَ مِنَ الْمَرْأَةِ، وَقَدْ عَلِمَتْ بِمَا حَدَثَ لَهَا، إِلاَّ أَنْ جَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ تَرْتَجِفُ، وَارْتَمَتْ أَمَامَهُ وَأَخْبَرَتْهُ بِالْحَقِيقَةِ كُلِّهَا (34)فَقَالَ لَهَا: «يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. فَاذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَتَعَافَيْ مِنْ عِلَّتِكِ !»
(مرقص22:5-34)
لننظر أولاً إلى المرآة نازفة الدم. فقد كانت تواجه ظروف سيئة للغاية. فهي لم تكن مريضة وحسب, بل مفلسة أيضاً. كان سهلاً عليها أن تمكث في البيت وتشعر بالحزن والآسي لنفسها. كان بإمكانها أن تجلس على الفراش وتبكى و تقول, ” أن كان الله صالحاً, فلماذا سمح أن يحدث لي ذلك؟”
لكن شئ ما حدث جعلها تقرر إلا تفعل ذلك. لقد سمعت وقبلت في قلبها الكلام الذي سمعته عن يسوع. لم تشك في قلبها أنه يشفى الناس. فأمنت بذلك.
والأكثر من ذلك, أنها مارست إيمانها. فأول خطوة اتخذتها هو أنها فتحت فمها و بدأت تتكلم بما تؤمن به. لاحظ أنها لم تتكلم بما تشعر به أو تصف كيف كانت حياتها مدمرة, لكنها كانت تتكلم كلمات إيمان, فقالت, “فِي نَفسِهَا: إنِ اسْتَطَعْتُ أَنْ أَلمُسَ وَلَوْ عَبَاءَتَهُ، فَسَوفَ أُشْفَى”. (مرقص 5: 28 من الترجمة العربية المبسطة). ووفقا للترجمة الموسعة Amplified , لم تقل ذلك مرة واحدة وحسب, لكنها “ظلت تقول”.
ثم أخذت بعد ذلك الخطوة التالية للإيمان. فتركت منزلها, وبالرغم من أن الناموس اليهودي لا يسمح لها أن تكون وسط الجمع في مثل حالتها, إلا أنها صارعت ودفعت نفسها وسط الجمع الذي كان يحيط بيسوع حتى وصلت ولمست ثيابه. بالتأكيد, ما قالته قد حدث بالضبط. فُشفيت في الحال. كان كثيرون يلمسون يسوع, لكنها لم تكن لمسة إيمان. فلم ينل منهم أحداً شئ. كانت هذه السيدة هي الوحيدة التي كانت تؤمن, وتتكلم, وتطبق الكلام الذي سمعته عنه, فكانت هي الوحيدة التي نالت. ووفقاً لكلام يسوع, أنه إيمانها (إيمانها وكلامها) هو الذي جعلها صحيحة. “فَقَالَ لَهَا يسوع: «يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. فَاذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَتَعَافَيْ مِنْ عِلَّتِكِ !»” (مرقص 5: 34).
القلب الممتلئ بالإيمان يتكلم !
لننظر الآن إلى الطريقة التي نال بها يايرس, قائد المجمع. في الحال نستطيع أن نلاحظ تشابه كبير بين سلوكه وسلوك المرآة نازفة الدم. هو أيضًا, سمع أخباراً عن محبة يسوع وقوته, فآمن بهما.
نجده أيضًا يتكلم كلمات إيمان. فبعدما أخبر يسوع عن ابنته المريضة, قال, “«ابْنَتِي الصَّغِيرَةُ مُشْرِفَةٌ عَلَى الْمَوْتِ. فَتَعَالَ وَالْمِسْهَا بِيَدِكَ لِتُشْفَى فَتَحْيَا!” (عدد 23). انتبه جيدًا إلى أخر ثلاث كلمات, فهم ليسوا استفهام, لكنهم إعلان إيمان: “فتحيا”.
لاحظ رد فعل يسوع تجاه يايرس, وسترى صورة واضحة للطريقة التي يتجاوب بها الله تجاه هؤلاء الذين يسعون إليه بالإيمان واثقين في صلاحه وقوته. لم يقل له يسوع, “من تظن نفسك حتى تخبرني بما أفعله. ربما لا أريد أن أذهب لبيتك. من أنت حتى تقول لي أن أضع يديّ على شخص لشفائه؟ ربما أريد أن أفعل ذلك بطريقة مختلفة”.
يسوع, شخص يلبى الطلب بسهولة. يسوع, شخص تستطيع أن تنال منه بسهولة.
لم يقل يسوع أي من هذا. بل على النقيض. تحول في الحال وذهب مع يايرس, مصمماً أن يفعل بالضبط ما سأله يايرس لأجله. يسوع, شخص يلبى الطلب بسهولة. يسوع, شخص تستطيع أن تنال منه بسهولة. بالرغم من أن الكتاب لم يقل ذلك بوضوح, لكنى متيقنة أن يايرس أظهر صبراً كثيراً لينال معجزته. فقد سبق وأخبر يسوع أن ابنته على شوك الموت. والوقت ثمين للغاية, لكن بالرغم من الحالة الحرجة لهذا الموقف, سمح يسوع لبعض التعطيل. فقد توقف وتكلم إلى المرأة نازفة الدم التي كانت قد ُشفيت من نزيف الدم, وسمع قصتها عن مرضها بالكامل, مؤكدا لها أن إيمانها قد شفاها.
أستطيع أن أتخيل بالضبط ما كان يايرس يشعر به. بالتأكيد كان يفكر “أسرع يا يسوع. ألا تستطيع أن تتحدث إلى هذه المرأة لاحقا؟” ولكي يسوء الموقف- ويسوء جداً- تلقى يايرس أخباراً سيئة جداً.
(35)وَبَيْنَمَا يَسُوعُ يَتَكَلَّمُ، جَاءَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَيْتِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ قَائِلِينَ: «ابْنَتُكَ قَدْ مَاتَتْ. فَلِمَاذَا تُكَلِّفُ الْمُعَلِّمَ بَعْدُ؟ (36)وَلَكِنَّ يَسُوعَ، مَا إِنْ سَمِعَ بِذَلِكَ الْخَبَرِ، حَتَّى قَالَ لِرَئِيسِ الْمَجْمَعِ: «لاَ تَخَفْ؛ آمِنْ فَقَطْ! (37)وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً يُرَافِقُهُ إِلاَّ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ (38)وَوَصَلَ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ، فَرَأَى الْجَلَبَةَ وَالنَّاسَ يَبْكُونَ وَيُوَلْوِلُونَ كَثِيراً (39)فَلَمَّا دَخَلَ، قَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تَضِجُّونَ وَتَبْكُونَ؟ لَمْ تَمُتِ الصَّبِيَّةُ، بَلْ هِيَ نَائِمَةٌ» (40)فَضَحِكُوا مِنْهُ. أَمَّا هُوَ، فَأَخْرَجَهُمْ جَمِيعاً، ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ أَبَا الصَّبِيَّةِ وَأُمَّهَا وَالَّذِينَ كَانُوا يُرَافِقُونَهُ، وَدَخَلَ حَيْثُ كَانَتِ الصَّبِيَّةُ (41)وَإِذْ أَمْسَكَ بِيَدِهَا قَالَ: «طَلِيثَا قُومِي!» أَيْ: «يَا صَبِيَّةُ، لَكِ أَقُولُ: قُومِي» (42)فَنَهَضَتِ الصَّبِيَّةُ حَالاً وَأَخَذَتْ تَمْشِي، إِذْ كَانَ عُمْرُهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. فَدُهِشَ الْجَمِيعُ دَهْشَةً عَظِيمَةً” (مرقص 5: 35 – 42).
أعتقد أنه من المشجع جداً أنه عندما قبل يايرس خبر موت ابنته, تكلم يسوع إليه في الحال وقال له, “لا تخف آمن فقط”. لماذا كان يسوع سريعًا ومحددًا جداً في الإجابة؟ لأنه كان يعلم أن قلب يايرس الممتلئ بالإيمان وكلماته المليئة بالإيمان وضعته في موضع لينال شفاء ابنته. لذا لم يرد يسوع ان يخطو ليايرس بعيداً عن هذا الموضع بأن يسمح للشك أن يملئ قلبه ويخنق إيمانه. لم يرد يسوع أن يُضعف يايرس مقدرته على استقبال الشفاء بأن يتكلم كلمات شك وعدم إيمان.
وبكل امتنان, فعل يايرس ما قاله له يسوع بالضبط وكانت النتيجة, أن يسوع فعل ليايرس ما طلبه منه. ذهب إلى منزله, وامسك الفتاة من يدها, وأمراها أن ” تقوم” فعادت الفتاة للحياة مشفية, تمامًا كما تكلم يايرس عما سيحدث لها “فتحيا”.
يسوع يغير خططه
لدى البعض اعتقاد أن الإيمان يضايق الله. ربما لأنهم يعتقدون أن الله لا يريد أن أحد يزعجه. يشعر معظم المتدينين بالاستنفار من فكره أي شخص سيكون جرئ بالكفاية ليتوقع أن يفعل الله له بالضبط ما طلبه منه. لكن الحقيقة أن الإيمان لا يضايق الله, بل بالعكس, يسّره. يقول عبرانيين 11: 6 , “وَبِغَيْرِ إيمَانٍ، لاَ يَمكِنُ إرضاءُ اللهِ. فَعَلَى مَنْ يَأتِي إلَى اللهِ أَنْ يُؤمِنَ بِأَنَّهُ مَوجُودٌ، وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ الَّذِينَ يَطلُبُونَهُ”. لا ينزعج الله بشجاعة شخص يأتي إليه بإيمان, لأن هذه الشجاعة ليست مستوحاة من ثقة الشخص في نفسه. بل مستوحاة من ثقته في الله – في صلاحه, ومحبته, وقوته.
نجد واحدة من هذه الأمثلة للشجاعة في متى 8, في قصة قائد المائة:
(5)وَحَالَمَا دَخَلَ يَسُوعُ مَدِينَةَ كَفْرَنَاحُومَ، جَاءَهُ قَائِدُ مِئَةٍ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ (6)قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ! إِنَّ خَادِمِي مَشْلُولٌ طَرِيحُ الْفِرَاشِ فِي الْبَيْتِ، يُعَانِي أَشَدَّ الآلاَمِ». (7) فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «سَأَذْهَبُ وَأَشْفِيهِ!» (8) فَأَجَابَ قَائِدُ الْمِئَةِ: «يَا سَيِّدُ، أَنَا لاَ أَسْتَحِقُّ أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِ بَيْتِي. إِنَّمَا قُلْ كَلِمَةً، فَيُشْفَى خَادِمِي. (9) فَأَنَا أَيْضاً رَجُلٌ تَحْتَ سُلْطَةٍ أَعْلَى مِنِّي، وَلِي جُنُودٌ تَحْتَ إِمْرَتِي؛ أَقُولُ لأَحَدِهِمْ: اذْهَبْ! فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: تَعَالَ! فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِي: افْعَلْ هَذَا! فَيَفْعَلُ». (10) فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذلِكَ، تَعَجَّبَ وَقَالَ لِمَنْ يَتْبَعُونَهُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ فِي أَحَدٍ مِنْ إِسْرَائِيلَ إِيمَاناً عَظِيماً كَهَذَا
(13)ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِقَائِدِ الْمِئَةِ: «اذْهَبْ، وَلْيَكُنْ لَكَ مَا آمَنْتَ بِأَنْ يَكُونَ!» وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شُفِيَ خَادِمُهُ. (متى 8: 5-10, 13)
أليس هذا مذهلاً؟ لم يفعل يسوع ما طلبه منه هذا الرجل وحسب, لكنه غير خططه وفقاً لطلبه قائد المائة الأخرى. قرر يسوع أن يذهب لمنزل هذا القائد ويشفى عبده, لكنه قال, “لا أريدك أن تأتى لبيتي لأني لست مستحقا. تكلم فقط بكلمة وسيشفى عبدي”.
نرى مرة أخرى أن هذا القائد يضع نفسه في وضع الاستقبال مثلما فعل يايرس والمرأة نازفة الدم. لقد سمع وآمن بالكلام الذي سمعه عن يسوع. ثم تكلم كلمات إيمان وقال, “فيبرأ غلامي”. ثم طبق إيمانه عملياً بأن آتى إلى يسوع.
أقم وصله الإيمان
نجد المثال الأخير في قصة شفاء بارتيماوس الأعمى. يخبرنا إنجيل مرقص عن القصة :
(46)ثُمَّ وَصَلُوا إِلَى أَرِيحَا. وَبَيْنَمَا كَانَ خَارِجاً مِنْ أَرِيحَا، وَمَعَهُ تَلاَمِيذُهُ وَجَمْعٌ كَبِيرٌ، كَانَ ابْنُ تِيمَاوُسَ، بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى، جَالِساً عَلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي (47)وَإِذْ سَمِعَ أَنَّ ذَاكَ هُوَ يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ، أَخَذَ يَصْرُخُ قَائِلاً: «يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي! (48)فَزَجَرَهُ كَثِيرُونَ لِيَسْكُتَ، وَلكِنَّهُ أَخَذَ يَزِيدُ صُرَاخاً أَكْثَرَ: «يَا ابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي» (49)فَتَوَقَّفَ يَسُوعُ وَقَالَ: «اُدْعُوهُ!» فَدَعَوْا الأَعْمَى قَائِلِينَ: «تَشَجَّعْ، اِنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوكَ! (50)فَهَبَّ مُتَّجِهاً إِلَى يَسُوعَ طَارِحاً عَنْهُ رِدَاءَهُ (51)وَسَأَلَهُ يَسُوعُ: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ لَكَ؟» فَأَجَابَهُ الأَعْمَى: «يَا سَيِّدُي، أَنْ أُبْصِرَ! (52)فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ ! إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ، وَتَبِعَ يَسُوعَ فِي الطَّرِيقِ. (مرقص 10: 46-52).
من أكثر الأمور الملفتة للنظر في قصة بارتيماوس, هو أنه رفض أن يسمح للمحيطين به أن يحبطوه ويثبطوا عزيمته. لم يكن لدى هؤلاء أي إيمان في صلاح الله كما كان بارتيماوس. كان لديهم إدراك محدود عن محبة الله حتى اعتقدوا أن يسوع لن يسر أو يرحب بشحاذ أعمى عديم القيمة, لكن بارتيماوس سمع عن يسوع. لا شك أنه سمع عن رحمته ولطفه وقوته الشافية, فآمن به.
وعندما حاول الجمع أن يسكته, صرخ أكثر بصوت أعلى, “يا يسوع يا ابن داود. ارحمني”. لماذا صرخ بصوت مرتفع؟ لأنه كان مقتنع في قلبه, أنه إن سمعه يسوع, سيجيبه وينقذه. فهذه كانت فرصته الوحيدة.
عندما سمعه يسوع, وقف مكانه وطلب أن ينادوا بارتيماوس. إيمان بارتيماوس الجريء هو الذي لفت انتباه يسوع. التصرف الأخر الذي فعله بارتيماوس هو واحد من أجمل تعبيرات الإيمان الذي سُجلت في العهد الجديد, ألا هو أنه طرح رداءه. بهذا التصرف كان يريد أن يقول, “أنا لم أعد أعمى فيما بعد. لقد شفاني يسوع, وأنا صحيح ومشفى”.
لاحظ السؤال الأخر الذي طرحه يسوع على بارتيماوس, إذ قال له, “ماذا تريد منى أن أفعل لك؟” (عدد 51 من الترجمة الموسعة). قال بارتيماوس بشجاعة, “يا سيد, دعني أستعيد بصري”.
كان بارتيماوس في الوضع السليم لاستقبال شفائه. يبحث الله في كل الأرض عن شخص يستطيع أن يظهر فيه قوته. وقد وجد بارتيماوس ممتلئ بالإيمان, ويتكلم ويسلك بثقة كاملة في صلاح وقوة يسوع. فعملت وصلة الإيمان وقال له يسوع, “«اذْهَبْ ! إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ…” (عدد 52).
أريدك أن تتأثر بصلاح يسوع وترى كيف كان مستعداً ليظهر ويعبر عن صلاحه لمن يحتاجه. مهما قاله أولائك الذين أتوا ليسوع للمساعدة, أعطاهم إياه. نفذ كلماتهم وحقق لهم ما طلبوه. يسوع لكونه مثل الأب, هو شخص تستطيع أن تنال منه بسهولة.
قالت المرآة نازفة الدم, “أن لمست ثيابه فقط, لاستعدت صحتي” (مرقص 5: 28 من الترجمة الموسعة). في اللحظة التي لمسته فيها نالت ما قالته وشفيت في الحال.
مهما سأل قائد المائة, كان يسوع مستعد ليفعل, حتى تتحقق رغبته ويشفى خادمة. سأل يسوع بارتيماوس, “ماذا أستطيع أن أفعل لك؟” أخبره بارتيماوس بما يريده. فقال له يسوع, إيمانك قد شفاك. ما قاله بارتيماوس, فعله يسوع. واستعاد بصره في الحال وتبعه.
لننظر ثانية إلى أعمال 10: 38 “فَقَدْ مَسَحَ اللهُ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَبِالْقُدْرَةِ، فَكَانَ يَنْتَقِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ يَعْمَلُ الْخَيْرَ، وَيَشْفِي جَمِيعَ الَّذِينَ تَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَه”.ُ يسوع صالح جداً حتى أنه كان يجول يصنع خيراً ويشفى كل من يقبل الشفاء.
عندما ترى يسوع. فأنت قد رأيت الأب:
“8 فَقَالَ لَهُ فِيلِبُّسُ: يَا رَبُّ، أَرِنَا الآبَ، وَهَذَا يَكفِيْنَا. 9 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَمضَيْتُ مَعكُمْ كُلَّ هَذِهِ المُدَّةِ الطَّوِيلَةِ، وَمَازِلتَ لاَ تَعرِفُنِي يَا فِيْلِبُّسُ؟ مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ أَيضَاً، فَكَيفَ تَقُولُ: ’أَرِنَا الآبَ‘؟”. (يوحنا 14: 8-10)
يقول الكتاب في يعقوب (1: 17) “كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوهِبَةٍ كَامِلَةٍ، تَأْتِي مِنْ فَوقُ، أَيْ مِنْ عِندِ الآبِ الَّذِي خَلَقَ أَنوَارَ السَّمَاءِ. وَعَلَى خِلاَفِ تِلكَ الأَنوَارِ، هُوَ لاَ يَتَغَيَّرُ كَظِلاَلِهَا المُتَقَلِّبَةِ”.
لا يوجد أدنى تغّير في الله. تقول رسالة العبرانيين 13 :8 , “يَسُوعَ المَسِيحَ لاَ يَتَغَيَّرُ. فَهُوَ كَمَا هُوَ، أَمسَاً وَاليَومَ وَإلَى الأَبَد”ِ.
مازال يسوع والأب يصنعان الخير ويشفيان كل يقبل. “الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ” (مزمور 145: 9).
يقول يسوع اليوم ذات الشيء الذي قاله لبارتيماوس. يسأل كل من ينظر إليه بالإيمان ويقول, “ماذا تريد منى أن أفعل لك؟”. يسوع حي اليوم وهو أمس واليوم وإلى الأبد. هو لم يزل ممسوح ورقيق القلب اليوم كما كان مع بارتيماوس الذي كان جالساً على جانب الطريق يستعطى.
الرب المقام, المسيح, يقول لك, “أقبل شفائك اليوم. أقبل تحريرك اليوم”.
أخذت بإذن من خدمات كينيث كوبلاند www.kcm.org & www.kcm.org.uk .
هذه المقالة بعنوان “الأشخاص الذين شفوا هم الأشخاص الذين نالوا” تأليف : جلوريا كوبلاند من المجلة الشهرية BVOV سبتمبر 2005
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث كوبلاند.
Used by permission from Kenneth Copeland Ministries www.kcm.org & www.kcm.org.uk.
This article entitled “Healed people are people who receive” is written by Gloria Copeland , taken from the monthly magazine BVOV Sept. 2005.
© 2005 Eagle Mountain International Church, Inc.: aka: Kenneth Copeland Ministries. All Rights Reserved.
This work Translated by: Life Changing Truth Ministry