سلسلة الدوافع (الجزئين معا)
▪︎ من سينكرني سأنكره.
▪︎ الدوافع! ما هي؟ كيف يتم تشكيلها؟ وبِما تتأثر؟
▪︎ الدوافع وكرسي المسيح!
▪︎ هادمون ظنونًا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله.
▪︎ هؤلاء عن تحزُّب ينادون بالإنجيل لا عن إخلاص.
▪︎ دوافع القلب وعلاقتها بشتى زوايا الحياة.
▪︎ افحص دوافعك مُصحِّحًا إياها.
▪︎ الأعمال ليست بالنيّات!
▪︎ كيف تصل إلى الاستقرار؟
▪︎ أهمية الدوافع النقية.
▪︎ كيف تحافظ على دوافع قلبك من التلوث؟
▪︎ من سينكرني سأنكره:
“افْهَمْ مَا أَقُولُ. فَلْيُعْطِكَ الرَّبُّ فَهْماً فِي كُلِّ شَيْءٍ. اُذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ بِحَسَبِ إِنْجِيلِي، الَّذِي فِيهِ أَحْتَمِلُ الْمَشَقَّاتِ حَتَّى الْقُيُودَ كَمُذْنِبٍ. لَكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لاَ تُقَيَّدُ. لأَجْلِ ذَلِكَ أَنَا أَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ، لِكَيْ يَحْصُلُوا هُمْ أَيْضاً عَلَى الْخَلاَصِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ. صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: أَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَهُ فَسَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ (نثابر) فَسَنَمْلِكُ أَيْضاً مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضاً سَيُنْكِرُنَا. إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِيناً، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ.” (2 تيموثاوس 8:2←13).
هنا يتحدث الرسول بولس لتيموثاوس قائلاً: إنه إن لم نَقُمْ بدورنا في الكرازة بالإنجيل، هو سيُنكرنا وهذا ما قاله الرب يسوع “وَلَكِنْ مَنْ يُنْكِرُنِي قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضاً قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ”. (متى 33:10). سيظل الرب أمينًا أي سينكر من ينكر دوره ولا يُتمّمه ولن يتغير في هذه الصفة أو يُنكر شخصيته. أعلم الفهم العكسي الخاطئ تمامًا بخصوص شرح هذه لدى كثيرين.
هذا ما يوضح خطورة أن تستبيح روحيًا وتكون لك دوافع خاطئة حتى إنْ كنت تقرأ الكلمة كل يوم ولك خدمة معروفة، سيأتي يوم وتنهار فيه أعمالك إن لك تكن معمولة بالمقاييس الكتابية. لا تُبرر استباحتك قائلاً: إن الرب سيظل أمينًا تجاهي حتى إنْ كنت غير أمين، فالله يكون أمينًا معك عندما تكون مُلتصِقًا به، نعم تسقط ثم تقوم مرة أخرى ولكن هذا ليس وأنت مُستبيح.
لن يتغير الرب بالعواطف وهذا عكس الهرطقة التي تدَّعي أن الرب سينظر لمَن هم في الجحيم ويحن عليهم وينتشلهم من الجحيم للسماء. من المستحيل أن يحدث هذا لأنهم قد اتّحدوا مع إبليس وصارت لهم طبيعته، فلا يمكن أن ينتقلوا إلى السماء لأن من يدخل السماء، لابد أن يكون له الطبيعة الإلهية.
“إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ.” (2 كورنثوس 20:5).
هنا لا يتحدث عن كل شعب كنيسة كورنثوس بل يتحدث عن الرسل فقط؛ لذلك تجده يقول في (1 كورنثوس 1:4) “هَكَذَا فَلْيَحْسِبْنَا الإِنْسَانُ كَخُدَّامِ الْمَسِيحِ وَوُكَلاَءِ سَرَائِرِ اللهِ” أي مُوكَّلين (الرسل) أن نحمل أسرار الله وأي شخص يسلك بأمانة مع الرب، يصير سفيرًا له، يضع رِجله في هذا الطريق، يزكي نفسه ليأتمنه الله.
▪︎ الدوافع! ما هي؟ كيف يتم تشكيلها؟ وبِما تتأثر؟
الدافع هو مجموعة من الأفكار ولَّدَتْ شخصية أدت إلى قوة دافعة. صمَّمَ الله الدوافع لكي تتحرك مع الرب بقوة دافعة تجاه أمور صحيحة.
الدوافع هي انطلاق طاقة قلبك وروحك ضد أي موقف بكل العزم. الدوافع هي عمل روحك في اتجاه معين. دوافع بعض الأشخاص من معرفة الكلمة هي منفعتهم الشخصية ولكي يتدّخل الله في حياتهم وهذا وارد الحدوث في مرحلة الطفولة الروحية، لكن من الخطر أن تستمر هكذا.
“فَإِذْ نَحْنُ عَامِلُونَ مَعَهُ نَطْلُبُ أَنْ لاَ تَقْبَلُوا نِعْمَةَ اللهِ بَاطِلاً. لأَنَّهُ يَقُولُ: «فِي وَقْتٍ مَقْبُولٍ سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ». هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ. وَلَسْنَا نَجْعَلُ عَثْرَةً فِي شَيْءٍ لِئَلاَّ تُلاَمَ الْخِدْمَةُ. بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا كَخُدَّامِ اللهِ، فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ، فِي شَدَائِدَ، فِي ضَرُورَاتٍ، فِي ضِيقَاتٍ، فِي ضَرَبَاتٍ، فِي سُجُونٍ، فِي اضْطِرَابَاتٍ، فِي أَتْعَابٍ، فِي أَسْهَارٍ، فِي أَصْوَامٍ، فِي طَهَارَةٍ (نقاء الدوافع)، فِي عِلْمٍ (إدراك روحي)، فِي أَنَاةٍ، فِي لُطْفٍ، فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، فِي مَحَبَّةٍ بِلاَ رِيَاءٍ (محبة حقيقية)، فِي كَلاَمِ الْحَقِّ، فِي قُوَّةِ اللهِ بِسِلاَحِ الْبِرِّ لِلْيَمِينِ وَلِلْيَسَارِ. بِمَجْدٍ وَهَوَانٍ. بِصِيتٍ رَدِيءٍ وَصِيتٍ حَسَنٍ. كَمُضِلِّينَ وَنَحْنُ صَادِقُونَ. كَمَجْهُولِينَ وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ. كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا. كَمُؤَدَّبِينَ وَنَحْنُ غَيْرُ مَقْتُولِينَ. كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِماً فَرِحُونَ. كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ. كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ. فَمُنَا مَفْتُوحٌ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الْكُورِنْثِيُّونَ. قَلْبُنَا مُتَّسِعٌ (لكم مكانٌ في قلوبنا). لَسْتُمْ مُتَضَيِّقِينَ فِينَا بَلْ مُتَضَيِّقِينَ فِي أَحْشَائِكُمْ. فَجَزَاءً لِذَلِكَ أَقُولُ كَمَا لأَوْلاَدِي: كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مُتَّسِعِينَ!” (2 كورنثوس 11:6←13).
“فِي قُوَّةِ اللهِ بِسِلاَحِ الْبِرِّ لِلْيَمِينِ وَلِلْيَسَارِ”← أي نستخدم البر لليمين للهجوم ولليسار للدفاع. ليس هجومًا على الناس بل عندما يُفترَى علينا، نبدأ نعلن الكلمة على كل هجوم ضدنا، وبالطبع هناك أرواح شر وراء ذلك الهجوم.
• ترجمة الفاندايك
“فَمُنَا مَفْتُوحٌ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الْكُورِنْثِيُّونَ. قَلْبُنَا مُتَّسِعٌ (لكم مكان في قلوبنا). لَسْتُمْ مُتَضَيِّقِينَ فِينَا بَلْ مُتَضَيِّقِينَ فِي أَحْشَائِكُمْ. فَجَزَاءً لِذَلِكَ أَقُولُ كَمَا لأَوْلاَدِي: كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مُتَّسِعِينَ!” (2 كورنثوس 11:6←13).
• الترجمة الموسعة
“فمنا مفتوح لكم أيها الكورنثيون (لا نخبئ شيئًا أو نكتم شيئًا) وقلوبنا متسعة تجاهكم. هناك مساحة كبيرة لكم في قلوبنا لكن نحن لسنا لنا مساحة كبيرة في قلوبكم. ونتيجة لذلك أقول لكم كأولادي: افتحوا قلوبكم لنا أيضًا”. (2 كورنثوس 11:6←13).
هنا يقصد قلوبنا مفتوحة لكم ونتحدث بكل صراحة ووضوح، أنتم لكم مكانة ضخمة مهما فعلتم ولكن المشكلة أننا ليس لنا مكان في قلوبكم؛ لذلك افتحوا قلوبكم لنا وكان سبب انغلاقهم عن الرسل هو شركتهم مع أناس تتكلم بطريقة سلبية عن الرسل، دعني أريك الدليل.
بعدها نجده يقول لهم: “لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. لِذَلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِساً فَأَقْبَلَكُمْ، وَأَكُونَ لَكُمْ أَباً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ» يَقُولُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.” (2 كورنثوس 14:6←18).
هنا يعالج دوافعهم الخاطئة نتيجة شراكتهم مع من يتكلمون بطريقة سلبية على الرسل التي تؤدي إلى بُعدهم عن الرسل وتصديق الكذب الذي يُقال عنهم.
“فَإِذْ لَنَا هَذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ. اِقْبَلُونَا. لَمْ نَظْلِمْ أَحَداً. لَمْ نُفْسِدْ أَحَداً. لَمْ نَطْمَعْ فِي أَحَدٍ”. (2 كورنثوس 1:7-2).
إنْ سمحت لبذرة فاسدة (فكرة فاسدة) أن تُلقَى في أرضك (روحك الإنسانية)، ستُلوثها؛ لذلك يقول لهم “لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا” ويكرر مرة أخرى ويقول اقبلونا أي افتحوا قلوبكم لنا وهذا ما يُثبت وجود فكرة “انغلاق قلوب أشخاص عن الله والكلمة” بسبب شراكتهم مع أشخاص تتكلم ضد الله أو شركتك مع أفكار ضد الله أو أشخاص أو نفسك.
مشكلة الدوافع الخاطئة أنها لن تُغلِق قلبك تجاه الخدام فقط بل تغلقه أيضًا تجاه الله وكلمته لأنه ليس هناك فاصل بينهما. سأُذكِّرك بأمر شائع الحدوث يبرهن لك صحة هذا الكلام؛ إنْ كنت تحضر اجتماعات ولديك أفكار ضد الله أو نفسك أو الخدام أو الكلمة، لن تستفيد شيئًا ممّا يُقدَّم من تعليم.
▪︎ الدوافع وكرسي المسيح!
• ترجمة الفاندايك
“لِذَلِكَ نَحْتَرِصُ أَيْضاً مُسْتَوْطِنِينَ كُنَّا أَوْ مُتَغَرِّبِينَ أَنْ نَكُونَ مَرْضِيِّينَ (مُسرين له) عِنْدَهُ. لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْراً كَانَ أَمْ شَرّاً.” (2 كورنثوس 9:5-10).
• الترجمة الموسعة
“لذلك إن كنا في بيتنا (على الأرض بعيدًا عنه) أو بعيدًا عن بيتنا (ومعه)، نطمح دائمًا ونكافح بجدية لنكون مُسرين له. لأننا جميعًا لابد أن نظهر ونُعلَن أمام كرسي المسيح حتى ينال كل منا (أجره) وفقًا لما فعله في الجسد، خيرًا كان أم شرًا (اعتبار أهدافه، دوافع قلبه، ما أنجزه، ما كان مشغولاً به، ما أعطى نفسه له، وما أعطى كل انتباهه لكي يُتممه).” (2 كورنثوس 9:5-10).
يُسَرّ الله بالإيمان؛ فعندما تستخدم قلبك بطريقة خاطئة لن تستفيد الاستفادة الكاملة من الكلمة. ما سيُكشَف أمام كرسي المسيح هو الدوافع، الأغراض، ما أتممته، ما كنت مُنشغِلاً به، ما أعطيت نفسك له، وما انتبهت لتُحققه…. هكذا تأتي هذه الآية في ترجمات أخرى.
“لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ (دافعٌ نقيٌّ)، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ”. (2 كورنثوس 17:2).
يقول بولس: نحن لا نغش كلمة الله بل نخدم بدوافع نقية ونتكلم في حضور الله أي نتكلم كلمة الله ونحن في وعي وانتباه لحضور الله.
الدوافع هي القوة التي تجعلك تفعل أمورًا معينة وإن لم تكتشفها من خلال الكلمة، ستضل الطريق وتُخرِّب حياتك. الدوافع النقية هي التي تجعلك شخصًا يرتاح الآخرون للتحدث معه.
“فَإِذْ نَحْنُ عَالِمُونَ مَخَافَةَ الرَّبِّ نُقْنِعُ النَّاسَ. وَأَمَّا اللهُ فَقَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ لَهُ، وَأَرْجُو أَنَّنَا قَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ فِي ضَمَائِرِكُمْ أَيْضاً. لأَنَّنَا لَسْنَا نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا أَيْضاً لَدَيْكُمْ، بَلْ نُعْطِيكُمْ فُرْصَةً لِلاِفْتِخَارِ مِنْ جِهَتِنَا، لِيَكُونَ لَكُمْ جَوَابٌ عَلَى الَّذِينَ يَفْتَخِرُونَ بِالْوَجْهِ لاَ بِالْقَلْبِ”. (2 كورنثوس 11:4←12).
“فَإِذْ نَحْنُ عَالِمُونَ مَخَافَةَ الرَّبِّ”← إذ نحن واعون ومدركين لمخافة الله، في احترام وتقدير للرب، نسعى لنربح الآخرين للمسيح ونقنعهم ونحن ظاهرون أي مفهومين ومشهورين لدى الله ونتمنى أن نكون مفهومين ومعروفين في أرواحكم؛ لذلك نحن نعبد الرب، نُقدّره ونهابه.
“والَّذِينَ يَفْتَخِرُونَ بِالْوَجْهِ لاَ بِالْقَلْبِ” هم أشخاص تفتخر بالرب لكن بالوجه لا بالقلب وهنا دوافع بولس النقية هي التي أدَّتْ إلى ترقيته سريعًا في عالم الروح على عكس من لديه دوافع خاطئة.
دوافع القلب هي الطريقة التي توجّه قلبك بها بسبب ما يحتويه من أفكار؛ لذلك إن تركت أفكارًا شريرة تسكن قلبك ستتحول إلى طريقة تفكير ثم سلوك ثم قوة دافعة تجعلك تفعل أمورًا بشكل تلقائي وهذه التلقائية ليست وليدة اليوم بل هي نتيجة مجموعة أفكار جعلتك تفعل الأمر بسهولة وسلاسة.
سأضرب لك مَثَلاً؛ أحيانًا تجد نفسك تغضب سريعًا في مواقف معينة وأنت لا تدري ما السبب، فالسبب هو مجموعة أفكار سمحتْ لها بالسُكنى في قلبك ثم صارت طريقة تفكيرك وتحولت إلى سلوك واعتدت عليها.
▪︎ هادمون ظنونًا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله:
إنْ سمحت لأفكار غير كتابية أن تسكن قلبك، قد تنطلق في العبادة ولكن قلبك لن يكون نقيًّا تمامًا تجاه الله بسبب هذه الأفكار. ربما تكون بداخلك كلمة عتاب تجاه شخص ولم تبُحْ بها أو اعتراضات معينة وبالتالي ستظل مُنشغِلاً ومشحونًا بهذه الأفكار مما يؤثر على علاقتك بالرب.
“ثُمَّ أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ بِوَدَاعَةِ الْمَسِيحِ وَحِلْمِهِ، أَنَا نَفْسِي بُولُسُ الَّذِي فِي الْحَضْرَةِ ذَلِيلٌ بَيْنَكُمْ، وَأَمَّا فِي الْغَيْبَةِ فَمُتَجَاسِرٌ عَلَيْكُمْ. وَلَكِنْ أَطْلُبُ أَنْ لاَ أَتَجَاسَرَ وَأَنَا حَاضِرٌ بِالثِّقَةِ الَّتِي بِهَا أَرَى أَنِّي سَأَجْتَرِئُ عَلَى قَوْمٍ يَحْسِبُونَنَا كَأَنَّنَا نَسْلُكُ حَسَبَ الْجَسَدِ. لأَنَّنَا وَإِنْ كُنَّا نَسْلُكُ فِي الْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ الْجَسَدِ نُحَارِبُ. إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللَّهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. هَادِمِينَ ظُنُوناً وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ، وَمُسْتَعِدِّينَ لأَنْ نَنْتَقِمَ عَلَى كُلِّ عِصْيَانٍ، مَتَى كَمِلَتْ طَاعَتُكُمْ”. (2 كورنثوس 1:10←6).
“هَادِمِينَ ظُنُوناً”← تكوّنتْ بسبب شراكة أهل كورنثوس مع أشخاص تتحدث ضد الرسول بولس. يحثهم أن يهدموا كل تخيلات وتصورات ضده هو شخصيًا والتي بدورها ستعرقل علاقتهم مع الله.
إذًا بإمكاننا أن نخرج بخلاصة وهي وجود ارتباط بين علاقتك بالله وعلاقتك بالخدام. ليس فقط الخدام بل أي فكرة ضد شخص ولم تتعامل معها بشكل صحيح؛ لذلك لابد أن تحرص على روحك من الأفكار التي تتبناها كما تهتم بجسدك وتحميه من الاصطدام بأي شيء.
“وَمُسْتَعِدِّينَ لأَنْ نَنْتَقِمَ عَلَى كُلِّ عِصْيَانٍ، مَتَى كَمِلَتْ طَاعَتُكُمْ”← يقول لهم إنه على استعداد أن ينتقم من عصيان كل من يتكلم ضدهم عندما يتعاملوا هم ضد أي أفكار تسربت إليهم ضدّ الرُسل.
▪︎ هؤلاء عن تحزُّب ينادون بالإنجيل لا عن إخلاص:
“ثُمَّ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّ أُمُورِي قَدْ آلَتْ أَكْثَرَ إِلَى تَقَدُّمِ الإِنْجِيلِ، حَتَّى إِنَّ وُثُقِي صَارَتْ ظَاهِرَةً فِي الْمَسِيحِ فِي كُلِّ دَارِ الْوِلاَيَةِ وَفِي بَاقِي الأَمَاكِنِ أَجْمَعَ. وَأَكْثَرُ الإِخْوَةِ، وَهُمْ وَاثِقُونَ فِي الرَّبِّ بِوُثُقِي، يَجْتَرِئُونَ أَكْثَرَ عَلَى التَّكَلُّمِ بِالْكَلِمَةِ بِلاَ خَوْفٍ. أَمَّا قَوْمٌ فَعَنْ حَسَدٍ وَخِصَامٍ يَكْرِزُونَ بِالْمَسِيحِ، وَأَمَّا قَوْمٌ فَعَنْ مَسَرَّةٍ. فَهَؤُلاَءِ عَنْ تَحَزُّبٍ يُنَادُونَ بِالْمَسِيحِ لاَ عَنْ إِخْلاَصٍ، ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يُضِيفُونَ إِلَى وُثُقِي ضِيقاً. وَأُولَئِكَ عَنْ مَحَبَّةٍ، عَالِمِينَ أَنِّي مَوْضُوعٌ لِحِمَايَةِ الإِنْجِيلِ. فَمَاذَا؟ غَيْرَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقٍّ يُنَادَى بِالْمَسِيحِ، وَبِهَذَا أَنَا أَفْرَحُ. بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضاً.” (فيلبي 12:1←18).
يتحدث هنا الرسول بولس بلغة الانتصار لأنه بالرغم من وجوده داخل السجن لكنه استطاع أن ينشر الكلمة. وقد صار معروفًا عنه أنه يُعتّقَل من أجل الكرازة بالمسيح وجراءته أدت إلى جرأة الكثيرين من الأخوة على التكلم بالكلمة وهذا يوضح مدى تأثير جراءتك على الآخرين وكان هناك من يخدم بدوافع قلب خاطئة ظانين إنهم يغيظون بولس لأنهم أحرار وهو مُعتقَل ولكنه كان يفرح من أجل ذلك لأن الكلمة تنتشر بصرف النظر عن دوافع قلبهم.
هناك من يستمتع وهو يتعامل بخبثٍ مع الآخرين وهناك من يكرز للآخرين عن يسوع بدوافع غير نقية والرب يسوع قد قال: “لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ”. (متى 21:7)، لأنه ليس كل من يتكلم هو صادق في دوافع قلبه.
قلب الإنسان يتكلم بصوت أعلى من لسانه في السماء، فروحك صوتها أعلى في السماء وهذا ما جعل الرب يسوع يُعلّم قائلاً: “إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ”. (متى 28:5).
تكمن المشكلة في القلب لأن ما تملأ قلبك به يخرج في صورة أفعال. بالطبع لسانك هام هنا على الأرض لأنه القوة التنفيذية. للروح الإنسانية تأثير على الإرادة، فإنْ كانت دوافع قلبك نقية وأنت تعبد، لن يفرق معك إنْ كنت تحب لحن وكلمات الترنيمة أم لا.
▪︎ دوافع القلب وعلاقتها بشتى زوايا الحياة:
أحيانًا وأنت تستمع إلى ترانيم وأوقات تسبيح وعبادة تجد الروح يقول لك: اغلق هذه الترانيم ورَنِّمْ أنت لي حتى لا تعتمد على شيء يرنم بالنيابة عنك أو حتى يحفزك على العبادة. وعندما يُنقَى قلبك من الدوافع الخاطئة (مثل أن تصلي بدافع أن ترضي الله وتقوم بواجبك) ستنطلق روحيًا.
“فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ (حينما تعبد الرب بكل قلبك) ثِقَةٌ شَدِيدَةٌ وَيَكُونُ لِبَنِيهِ مَلْجَأٌ”. (أمثال 26:14).
حينما تعبد الرب بكل قلبك دون أن يكون لديك آرائك وأفكارك الخاصة الخاطئة أقصد ضد الله أو نفسك أو الناس أو الخدام التي هي سهام من إبليس، يكون لديك ثقة شديدة؛ لذلك العبادة لابد أن تكون بكامل القلب، هي انطراح كامل، فلن تعرف أن تعبد ولديك أفكار ضد أشخاص.
عندما حاول الرب يسوع أن يوضح أن المشكلة في القلب وليست في يسوع قال للفريسين: “وَيَقُولُونَ: زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا! نُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَلْطِمُوا!” (متى 17:11)، أي تكلمنا إليكم من الناموس وبطرق متنوعة فلم تقبلوا كلامنا لأن المشكلة ليست فينا بل فيكم. المشكلة تكمن في الاستخفاف بكلمة الله وعدم تقديرها.
نرى صرخة لأناس العهد القديم والتي عَبَّرَ عنها داود وقال؛ “وَحِّدْ قَلْبِي لِخَوْفِ اسْمِكَ” (المزامير 11:86). مجدًا الرب لقد تحققت هذه الطلبة في العهد الجديد، صار قلبك موحَّدًا لله، بإمكانك أن تضع كل قلبك فيما تفعله.
عندما يكون قلبك مُشتَّتًا وبداخلك أفكار كثيرة، فَتّش في الكلمة أو استغث بشخص يساعدك في ذلك ولكن لا تظل صامتًا، فإن صَمتْ ستزداد الأفكار والتساؤلات بداخلك وحينئذ تزداد حيرتك دون وجود إجابات مُحدَّدة لأنك عندما تجد إجابات على كل تساؤل بداخلك، يبدأ قلبك في الانطلاق.
لابد أن تبني دوافع قلبك (أفكارك واقتناعاتك) من الكلمة وتسمح لكلمة الله أن تزيل كل أفكار واقتناعات خاطئة. هناك من لديه قوة تدفعه للخطية (التدخين، الجنس أو غيره) عندما يشعر أن مستوى إيمانه بدأ ينحدر لأنه يشعر أنه لا يوجد حل وهذه القوة الدافعة ناحية الخطية لم تظهر فجأة بل هي نتيجة تراكم أفكار خاطئة بداخله.
دوافع القلب لا تقتصر على الخدمة فقط بل لها علاقة بجوانب كثيرة. هي قوة تدفعك لفعل شيء معين لأن كل شيء تفعله هو نتيجة لدوافع قلبك وعندما تمتلئ من الروح القدس وتنفتح إرادتك عليه، ستجد نفسك تقول كلامًا وتفعل أمورًا دون أن تجهّز لها وهذا نتيجة دوافع صحيحة بداخلك.
الاعتقاد أنك سلّمتْ نفسك لإبليس ولم تعد ابنًا لله هو اعتقاد خاطئ ووهم لأنه لا يمكنك أن تفعل ذلك حيث تقول الكلمة “لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ” (1 كورنثوس23:7). عندما تُلقَى عليك هذه الأفكار وتتجاوب معها، أنت تُدرّب روحك على الضعف ويصير سهل جدًا أن تضعف وتزداد في الانحدار وبالرغم أنك ترى وتدرك يد إبليس في حياتك لكنك لا ترفض ذلك أو توقفه.
▪︎ افحص دوافعك مُصحِّحًا إياها:
لابد أن تعرف هل أنت تعرف الحق الكتابي كمعلومات أم تُدركه حقًا؟ هل كلما تعرف الله أكثر وتُدرك كلمته، تعشقه أكثر؟ ما هي دوافعك تجاه قراءة الكلمة أو حضور الاجتماعات؟ هل أنت مهتم أن تفهم الكلمة وتُدركها أم تسمعها فقط في الاجتماعات؟
“وَيَكُونُونَ لِي شَعْباً وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً. وَأُعْطِيهِمْ قَلْباً وَاحِداً وَطَرِيقاً وَاحِداً لِيَخَافُونِي كُلَّ الأَيَّامِ لِخَيْرِهِمْ وَخَيْرِ أَوْلاَدِهِمْ بَعْدَهُمْ.” (إرميا 38:32-39).
هذه النبوة قيلت عن شكل القلب في العهد الجديد، روحك تُوجَّه عبر أفكار. الدوافع هي الشيء الذي ستُسأل عنه أمام كرسي المسيح، على الرغم مِن إنه غير مسموع علنًا الآن ولكنه مسموع ومُسجَّل في السماء.
إن كنت تعبد الرب بدافع أن ترضيه أو لمنفعتك الشخصية، فأنت لا تعبده بالروح والحق. تستطيع أن تعبد بالروح والحق عندما تجد إجابات عن كل تساؤلات بداخلك وتتعامل معها بشكل صحيح.
يعمل الروح القدس فيك دائمًا لكي يُنقي دوافعك؛ لذلك تقول الكلمة في (1 بطـرس 22:1) “طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ” أي كمّلوا فرزكم وقداستكم.
“اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ. كُونُوا كَارِهِينَ الشَّرَّ مُلْتَصِقِينَ بِالْخَيْرِ. وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فِي الْكَرَامَةِ. غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الِاجْتِهَادِ حَارِّينَ فِي الرُّوحِ عَابِدِينَ الرَّبَّ”. (رومية 9:12←11).
المحبة تشمل كل زوايا حياتك وتكون بكل القلب. ربما لا تشعر بها، فالمشاعر ليست إثباتًا للدوافع لأن الدوافع هي أفكار تجعلك تفعل الشيء عن اقتناع حتى إن لم تتبعك مشاعرك؛ لذلك امتحن دوافعك وأفكارك دائمًا لأنك أنت من يستطيع أن يُميّز دوافعك ولكن ليس بهدف إدانة نفسك بل لتجد حلاً لأخطائك وتُصحّح دوافعك وعندما تسلك بهذه الجديّة وبكل قلبك، ستنطلق روحيًا.
يشك البعض في ألوهية الرب يسوع عندما يذكر الكتاب عنه قائلاً: “فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً” (متى 2:4)، “وَإِذَا اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ قَدْ حَدَثَ فِي الْبَحْرِ حَتَّى غَطَّتِ الأَمْوَاجُ السَّفِينَةَ وَكَانَ هُوَ نَائِماً” (متى 24:8). لأن الله لا يجوع أو يتعب وإن اتّبعت مشاعر هذا الشخص في ذلك، ستشك أنت أيضًا في ألوهية يسوع، ولكن لابد أن تُدرك أن الرب يسوع عاش على الأرض كإنسان عادي.
افحص دوافعك باستمرار؛ مثلاً عندما تقوم بمشاركة اختبارك، اختبر دوافعك من المشاركة وعندما تكتشف أن دافعك هو التظاهر، لا تشارك به حتى تصححها أو إن كنت تلبس ملابس أنقية، امتحن دوافعك هل أنت تتظاهر بهذه الملابس؟ لأنك عندما تفعل ذلك، تُدرّب وتُشجّع نفسك أن تسلك بالروح. لكن احذر الشك الدائم في دوافعك.
“إِذًا يَا إِخْوَتِي ٱلْأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي ٱلْغَضَبِ، لِأَنَّ غَضَبَ ٱلْإِنْسَانِ لَا يَصْنَعُ بِرَّ ٱللهِ. لِذَلِكَ ٱطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ، فَٱقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمَغْرُوسَةَ ٱلْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ.” (يعقوب 19:1←21).
هذه الآيات تذكّرنا بما جاء في (أفسس 26:4) “اِغْضَبُوا وَلَا تُخْطِئُوا. لَا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ” وهي تعني أن تثور على حياتك إن كنت متفاوتًا. عندما يحثك الروح القدس أن تقف على رجليك روحيًا، لا تخطئ بأن تسمح أن تغرب الشمس على هذا الغيظ والثورة الحسنة وتظل صامتًا وراضيًا عمّا يحدث في حياتك وبالتالي تستطيع أن تقبل الكلمة المغروسة بداخلك بمعنى أن تسلك بها، تعيشها وتضعها وضع التنفيذ
كذلك (2 كورنثوس 6:7) توضح نفس الفكرة “فَإِذْ لَنَا هَذِهِ ٱلْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ ٱلْجَسَدِ وَٱلرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ ٱلْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ ٱللهِ”. قَدِّسْ واعزل نفسك عن مَن يتكلمون بشكل سلبي. لا تشغل نفسك بخطايا الآخرين، فقط أنت تلاحظ أن هناك خطأ ولكن لا تفكر فيه واعتبر أن الشخص تاب عن هذا الخطأ.
▪︎ الأعمال ليست بالنيّات!
تَدرَّبْ على السلوك بالبر ورؤيتك لنفسك كما يراك الله، فمثلاً إنْ نعستْ وأنت تصلي، لا تلوم نفسك بل قمْ واستكمل صلاتك. الدوافع تُنتِج سلوكيات تلقائية في حياتك. في مرحلة الطفولة أو المراهقة الروحية لا تُقاس الأمور بالسلوك ولكن في مرحلة النضوج الروحي تختلف الأمور حيث تُؤخَذ أفعالك في الاعتبار.
دعني أوضّح لك شرح هذا؛ عندما ظهر الله لموسى في العليقة لم يتحدث معه أو يدينه على قتله للمصري لكن عندما ضرب الصخرة بدلاً من أن يتحدث لها، تم منعه من الدخول إلى أرض الموعد.
“وَجَمَعَ مُوسَى وَهَارُونُ الجُمْهُورَ أَمَامَ الصَّخْرَةِ فَقَال لهُمُ: «اسْمَعُوا أَيُّهَا المَرَدَةُ! أَمِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لكُمْ مَاءً؟” (عدد 10:20)، لم يدخل أرض الموعد وقال الله له “فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيل لِذَلِكَ لا تُدْخِلانِ هَذِهِ الجَمَاعَةَ إِلى الأَرْضِ التِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا” (عدد 12:20)، وهذا يوضح مدى أهمية أن تفعل مشيئة الله.
لا تحيا حياتك مُعتقِدًا أن الأعمال بالنيّات لأن هناك مرحلة تصل إلى النضوج وما تنويه، ستفعله وبالتالي معنى أنك فعلت الشيء، أنك نويت أن تفعله؛ لذلك صحّحْ دوافعك الخاطئة واقبل أخرى صحيحة. اقبل الكلمة بكل قلبك. افتح قلبك لها وقدّرها واجترْ فيها. لتُعدْ الاستماع لها أكثر من مرة لأن الروح القدس سيكرر الكلمة بداخلك كثيرًا وإنْ كنت تملّ من إعادتها، لن تعرف أن تتعامل مع شخص الروح القدس.
حتى إنْ كان كتابك المقدس قديمٌ، لابد أن تنظر له دائما أنه كنز وتُقدّره مثل من يفتخر بامتلاكه النسخة الأصلية من كتاب ما لأنه يحتوي على أسرار؛ لذلك يُقدّره كثيرًا.
كان ليوسف دوافع نقية أيضًا هو مثالٌ للصبر أي وقوفه على موقفه ضد كل عيان كاذب. لم يفقد حِلْمه أو يثأر من أخوته عندما تقابل معهم. حتى حيلة الكأس واتهامه لهم بأنهم جواسيس لم تكن بدافع الانتقام بل لأن أخوته كانوا عنفاء وهو كان يريد أن يطمئن على أبيه يعقوب ويأتي به إلى مصر.
أول طفل أنجبه سمّاه منسى أي أنساه الرب كل تعبه. لقد تعرّض للخيانة والإساءة والإهانة. قام بإكرام آخرين ولم يكرّمه أحدٌ. رغم كل هذا لم يكن كثير الشفقة على الذات.
“وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هَكَذَا – إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ”. (أفسس 20:4←23).
“وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ”← أي دعوا أرواحكم تجدد أذهانكم. عندما تتشبع الروح الإنسانية بالكلمة يكون لها تأثير على الذهن وتُجدده وهي لها تأثير أيضًا على إرادة الإنسان.
دوافع القلب هي التي تُحرِّك الإنسان وهي التي جعلت الكثيرين يشتّوا عن مشيئة الله ويسمحوا لأرواح شريرة أن يكون لها تأثير عليهم.
“أَيْضاً كَوْنُ النَّفْسِ بِلاَ مَعْرِفَةٍ لَيْسَ حَسَناً وَالْمُسْتَعْجِلُ بِرِجْلَيْهِ يُخْطِئُ. حَمَاقَةُ الرَّجُلِ تُعَوِّجُ طَرِيقَهُ وَعَلَى الرَّبِّ يَحْنَقُ قَلْبُهُ”. (أمثال 2:19-3).
كون الشخص لديه شغف بدون معرفة ليس كافيًا، كون الشخص لديه رغبة في معرفة الرب ولكنه لا يعرف الطريقة، فهذا غير كافٍ وبالتالي يقوم بتخريب حياته ثم يتهم الرب في إنه سبب هذا الخراب ويدخل في صراع معه.
“لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يوحنا 16:3).
المحبة هي الدافع التي جعلت الله يبذل ابنه الوحيد من أجل العالم ولم يعطِ اعتبارًا لأي شيء آخر.
محبتك للرب هي الدافع والطاقة التي تنقّي دوافعك. هناك من يخدم بدوافع غير نقية وهذا ما يسمح لإبليس بالدخول في حياة الناس وهي كافية جدًا لتجعلك ترى الأمور الرائعة بشكل سلبي مثل الفريسيين الذين كانوا دائما يرون روعة يسوع بطريقة خاطئة. أيضًا الدوافع النقية ترسم لك الأمور بطريقة صحيحة.
▪︎ كيف تصل إلى الاستقرار؟
• إدراك قيمتك وهويتك في المسيح.
• الدوافع نقية.
• أن ترى الله بطريقة صحيحة، إنه صالح ولا يصيبك بالتجارب.
• أن تثق في التعليم الكتابي الذي يُقدَم لك بعد مراجعته.
• أن تثق في الخدام التي تُقدِم لك الحق الكتابي.
هناك من يعبد الرب بالبوق ولكن هذا غير ضروري الآن. اُستخدِم البوق في العهد القديم في الحروب وفي العهد الجديد في الأيام الأخيرة وقت الضيقات والكتاب لم يلقِ الضوء عليه. دَقَّقَ بولس الرسول كثيرًا في أمور صغيرة وسَبَّبَ ذلك له الكثير من المشاكل.
قال بولس ذات مرة: إنْ سلكتم بالعهد القديم، ستسقطون من النعمة، “قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ” (غلاطية 4:5). كما إنه عَلَّمَ بانتهاء الناموس وقال في (رومية 4:10) “لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ” أي بيسوع نهاية الناموس.
هناك من يعتقد أنه طالما يعرف الكلمة واكتشف ما له في المسيح، إذًا دوافعه نقية وهذا غير صحيح.
“لأَنَّ فَخْرَنَا هُوَ هَذَا: شَهَادَةُ ضَمِيرِنَا أَنَّنَا فِي بَسَاطَةٍ وَإِخْلاَصِ (دافع نقي) اللهِ، لاَ فِي حِكْمَةٍ جَسَدِيَّةٍ بَلْ فِي نِعْمَةِ اللهِ، تَصَرَّفْنَا فِي الْعَالَمِ، وَلاَ سِيَّمَا مِنْ نَحْوِكُمْ”. (2 كورنثوس 12:1).
الدوافع النقية أمر هام جدًا؛ لذلك نجد الرسول بولس يُسلِّط الضوء على هذا الموضوع مرارًا وتكرارًا. جعلت الدوافع الكثيرين يفقدون دعوة الله على حياتهم، يا لها من أمر هام!
“ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟ فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ. فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ! فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ. وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ. وَقَالَ الْقَوْلَ عَلاَنِيَةً فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ. فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ.” (مرقس 27:8←33).
رأى الرب يسوع أن جميع التلاميذ تسمع ما يقوله بطرس وتتأثر به؛ لذلك انتهره علانيةً قائلاً: “اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ”، هذه الكلمات موجها لإبليس الذي يتكلم على لسانه، أما “لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ” هي موجها لبطرس لأنه سمح لإبليس بالدخول. كان يهتم بما للناس وهذا هو دافع قلبه.
تأتي في الترجمة الموسعة هكذا؛ “لأنك لا تمتلك ذهنًا عازمًا على تعزيز مشيئة الله بل ما يسر الناس (أنت لست في صف الله بل في صف الناس)”. بالرغم من أنه أُعلِن له أنه المسيح وهذا بالطبع اكتشاف إلهي، لكنه كانت لديه دوافع خاطئة.
“لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ”. (عبرانيين 12:4).
أنت لا تكتشف دوافع قلبك بنفسك بل كلمة الله هي مَن تكشفها لك، مثلما كشف الرب لبطرس دوافع قلبه وصحّحها له ثم عَلَّمَ التلاميذ أيضًا قائلاً: “وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي”. (مرقس 34:8).
دوافع قلبك هي التي تساعد في قيامك أو سقوطك. الدوافع النقية كافية لتحريك قلب الله لك حتى إنْ كنت ضالاً عن الطريق الصحيح مثل كرنيليوس الذي كان له دوافع نقية. حَرَّكَ ذلك قلب الله بأن أرسل له بطرس ليبشره بالخلاص بيسوع المسيح.
دوافع القلب لا تقتصر على الخدمة فقط بل على تعاملاتك اليومية؛ إن كنت تجلس مع أصدقائك، فما الدافع من وراء كلامك؟ أو ما سبب حبك لشخص ما؟ هل هو أنانية أم عطاء؟ لأن هناك من يحب أعدائه حتى يفتخر بذلك أمام الجميع!
عندما رفض يوحنا المعمدان أن يُعمِّد الرب يسوع، قال له: “اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ. حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ.” (متى 15:3) هناك من يتساءل لماذا اعتمد الرب يسوع؟ لأنه سلك شرعيًا كإنسان على الأرض وهنا سمح حتى تُوضَع الأيادي عليه من قِبَل يوحنا المعمدان. هناك من يرفض أن تُوضَع عليه الأيادي. اجعل قلبك سَلِسًا ومُتواضِعًا. قم بتنقية دوافعك لأنك إن لم تفعل ذلك، لا تتوقع أن يستخدم الله معك العنف وحتى تجد نعمة في أعين الله والناس.
“وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ. فَقَالَ: «هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذَلِكَ قَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ أَيْضاً شَيْءٌ. بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي. فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ حَزِنَ لأَنَّهُ كَانَ غَنِيّاً جِدّاً.” (لوقا 18:18←23).
مَيَّزَ الرب يسوع أن قلبه مُتعلِقًا كثيرًا بالمال وقال له يعوزك أيضًا شيءٌ. في (متى 21:19) يقول: “ستكتمل حينما تذهب وتبيع كل ما لك”، بمعنى أنت تسلك بطريقة صحيحة لكن ينقصك شيءٌ.
لكنه ذهب حزينًا فقلبه كان مُتعلِّقًا بالمال. الدوافع النقية تجعل قلبك دائمًا سَلِسًا راضيًا ومُكتفيًا. هناك من يحيا حزينًا ولا يشعر بالرضا أبدًا وينتقل من بيت لبيت ومن عمل لآخر وهو لا يعلم أن المشكلة الحقيقية تكمن في قلبه وليس في الظروف المحيطة.
▪︎ أهمية الدوافع النقية:
1. تجد نعمة في عين الله والناس
“يَا ابْنِي لاَ تَنْسَ شَرِيعَتِي بَلْ لِيَحْفَظْ قَلْبُكَ وَصَايَايَ. فَإِنَّهَا تَزِيدُكَ طُولَ أَيَّامٍ وَسِنِي حَيَاةٍ وَسَلاَمَةً. لاَ تَدَعِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ يَتْرُكَانِكَ. تَقَلَّدْهُمَا عَلَى عُنُقِكَ. اكْتُبْهُمَا عَلَى لَوْحِ قَلْبِكَ فَتَجِدَ نِعْمَةً وَفِطْنَةً صَالِحَةً فِي أَعْيُنِ اللَّهِ وَالنَّاسِ.” (أمثال 1:3←4).
“لاَ تَدَعِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ يَتْرُكَانِكَ”← امنع نفسك أو ارفض أن تسلك بأنانية أو كراهية أو أي دوافع غير نقية. امنع نفسك عن الكذب والرياء. نتيجةً لذلك تجد نعمة في عيون الله والناس ويرتاح لك كل من يتكلم معك حيث إنّ هناك حركة للملائكة حولك لأنها أرواح خادمة لك كما تقول الكلمة؛ “أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!” (عبرانيين 14:1).
2. تجعلك تفهم الكلمة بطريقة صحيحة
“وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً اجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ. فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ”. (كولوسي 21:1-22).
“أَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ”← كان لكم اتجاه فكري مُعادي أي دافع مُعادي. غير المؤمنين لهم دافع ضد الله وكلمته وحتى إن كان شخصًا يخاف الله لكنه يسمع الكلمة بدون شخص الروح القدس وبالتالي لن يفهمها. فشخص الروح القدس مُحترِف في التواصل معك ولكن الدوافع غير النقية تعيق ذلك التواصل.
3. العبادة بسلاسة
هناك من يصرخ في العبادة ويرفع يديه لكي يُشبَع داخليًا لذلك نجد الرسول بولس يحذّر بخصوص هذا الاتجاه الخاطئ، فإن فعل الشخص هذا فهو بذلك يعبد نفسه وليس الله.
هناك كنائس بسيطة وأعضائها لا يعرفون القراءة والكتابة ولكنهم يختبرون آيات وعجائب على عكس من ينتظر انفعالاً مُعيَّنًا حتى يعبد الله بقوة لأنه لديه دافع خاطئ. يريد الرب تنقية دوافع المؤمنين في العبادة، وبالتالي إنْ أردت أن تزداد المسحة على حياتك وتخدم بفعالية، لتُدرك أهمية تنقية دوافعك وكن خاضعًا لتشكيل الروح.
“فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ احَدٌ فِي أكْلٍ اوْ شُرْبٍ، اوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ اوْ هِلاَلٍ اوْ سَبْتٍ، الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ. لاَ يُخَسِّرْكُمْ احَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِباً فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ، مُتَدَاخِلاً فِي مَا لَمْ يَنْظُرْهُ، مُنْتَفِخاً بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ، وَغَيْرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأْسِ الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ بِمَفَاصِلَ وَرُبُطٍ، مُتَوَازِراً وَمُقْتَرِناً يَنْمُو نُمُوّاً مِنَ اللهِ. إِذاً انْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ ارْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ، تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ. لاَ تَمَسَّ، وَلاَ تَذُقْ، وَلاَ تَجُسَّ؟ الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاِسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ اشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ.” (كولوسي 16:2←23).
“الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ” ← الأمور العتيدة هي الرموز التي هي ظلال الحقيقة وليست الحقيقة ذاتها لأن الحقيقة هي يسوع. لفظ “الْجَسَدُ” هنا تعني تَجسُّد الذي كان ظِلّاً في العهد القديم، فالذي رُمِزَ له في العهد القديم، صار مُتجسِّدًا الذي هو يسوع.
“مُنْتَفِخاً بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ”← بمعنى إنه يدّعي أنه يرى رؤى وهو لا يرى شيئًا لأن الحواس الخمس هي المُتحكِّمة فيه.
“الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ”← يؤكد الرسول بولس أنه يعلم جيدًا لماذا يعبدون الرب بطريقة من اصطناع الإنسان وهي ليس لها أي قيمة ويحاولون إجبارهم على ذلك، فهم لهم شكل جيد من الخارج ولكنهم يوهمون الآخرين أنهم يعبدون بطريقة صحيحة ولكن الله ينظر إلى خفايا القلب، ينظر إلى الحكمة التي من صنعهم والتي هدفها قهر الجسد وإشباع ذواتهم.
هناك من يعبد الرب ويَظهَر مُتواضِعًا أمام الجميع ولكنه في الداخل يريد إشباع الجسد. أيضا هناك مَن يحارب ضد تعاليم كتابية صحيحة من أجل إشباع بشريته.
يخشى بعض الخدام الوعظ عن العشور والتقدمات خوفًا مِن أن يُقال عليهم إنهم يريدون جمع الأموال من الشعب. ينظر الله للقلب، فإن لم تسلك بمحبة تجاه الناس وقمْتَ بتوصيل الحق الكتابي كاملاً لهم غير مُهتَم بما يُقال عنك لن يتم ترقيتك في عالم الروح، لن تُستأمن على ما هو أكثر فتصرُفك هذا دليل على دوافعك غير النقية.
يقف الله ضد المُتكبِرين؛ “يُقَاوِمُ اللَّهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ” (يعقوب 6:4). تَذَكَّرْ أنّ الكبرياء ليس فقط التعجرف بل هو أيضًا إشباع الذات البشرية وهذا ليس له قيمة لدى الله. هناك مَن سيقف أمام كرسي المسيح، وسنجد الرب يقول له: إنّ كل أعمالك بلا قيمة لأنك لم تفعل ما أريده بل ما أراده الناس ومدحوك عليه.
كلما تفكر في الماضي وكيف آثر عليك كلما يعرقلك ذلك عن العبادة بسلاسة. ماذا تريد من الماضي؟ هل تريد أن يعتذر لك أحدهم عمّا تسبّب فيه لك من أذى! بدلاً مِن مضيعة الوقت هذه، وَجَّه قلبك أنْ تحب الرب بكل قلبك دون منفعة شخصية لك لأنه أحبك وأعطاك حياته دون انتظار مقابل.
رائع أن تتحمس في العبادة في الاجتماعات، لكن هذا ليس كل شيء. لابد أن تنبهر بهذا الإله بداخلك في خلوتك الشخصية أيضًا. يريدك الرب أن تكون مُنطلِقا أينما تذهب في بيتك أو عملك وتكون مُثمِرًا وإن وُجِدْتَ في صحراء.
4. لن تفقد مشيئة الله في حياتك
“فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ”. (رومية 1:12-2).
“بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ”← هنا يقصد وضع دوافع ومبادئ جديدة عن العالم وفِكْره حتى تختبر مشيئة الله وتشاركه أحلامه.
“لاَ يَرْتَدُّ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ حَتَّى يَفْعَلَ وَحَتَّى يُقِيمَ مَقَاصِدَ قَلْبِهِ. فِي آخِرِ الأَيَّامِ تَفْهَمُونَهَا”. (إرميا 24:30).
“مَقَاصِدَ قَلْبِهِ”← نوايا قلبه، وهي من الآيات التي توضّح أنّ الدوافع هي أفكار مُخزَّنة تُحرِكك لتفعل شيئًا بعينه. كن غنيًا فيما يخص الله، لتُخزِّنْ الكلمة بداخلك ليتولَّد لديك دوافع صحيحة وبالتالي تجد نفسك تفعل كل شيء بطريقة صحيحة.
“وَالْمَزْرُوعُ بَيْنَ الشَّوْكِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَهَمُّ هَذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ”. (متى 22:13).
الشوك هنا يرمز لإحدى أنواع دوافع القلب. يقول الرب: هَمّ العالم وغرور الغنى يخنقان الكلمة. قلب الشخص صار مشغولاً بأمور تعيّق نموها، لم يعد هناك مكان لها. هذا يفسّر لنا سبب عدم تركيز -تركيزهم في الوعظات مثلاً- أولئك الذين لديهم ذهن ممتلئ بأفكار عالمية كثيرة.
مَن يقوم بتنقية دوافعه يسهل عليه الاستقبال أثناء الصلاة بوضع الأيادي ولكن هناك مَن هو مُشتَّت بأفكار كثيرة ومهموم بها ولديه دوافع قلب خاطئة فلا يستطيع أن يستقبل شيئًا ومَن يعتقد أنه طالما لا يفعل خطايا كبيرة، فهو في أمان لكنه مِن الممكن أنْ يُضيّع حياته بالأفكار التي تجعله مهمومًا.
▪︎ كيف تحافظ على دوافع قلبك من التلوث؟
“لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً، وَلَكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضاً الْمَسِيحُ يَسُوعُ. أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلَكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. فَلْيَفْتَكِرْ هَذَا جَمِيعُ الْكَامِلِينَ مِنَّا، وَإِنِ افْتَكَرْتُمْ شَيْئاً بِخِلاَفِهِ فَاللهُ سَيُعْلِنُ لَكُمْ هَذَا أَيْضاً”. (فيلبي 12:3←15).
“فَلْيَفْتَكِرْ هَذَا جَمِيعُ الْكَامِلِينَ مِنَّا”← أي ضيفوا هذا النوع من طريقة التفكير وليكن فيكم هذا الدافع أي ضعوا هذه النية في داخلكم وبالتالي ستؤثر طريقة التفكير هذه على إرادتكم.
إن أردت بناء دوافع سليمة بداخلك، عليك بمعرفة الكلمة لأنها لن تأتي من الهواء بل كلمة الله هي من تلمّعها في عينيك حتى تُغيّر أية دوافع لديك لتطابقها. تنقية دوافعك هو مسئوليتك أنت! لا تنتظر الرب ليفعها بدلاً عنك…. نعم هو من سيكشفها لك ولكن هذا لن يلغي دورك.
هناك من يخاف أن يُعلن حقائق كتابية خوفًا من الاضطهاد ويستخدمها لمنفعته الشخصية فقط وهو لا يعلم أن ذلك سيؤثر عليه سلبيًا لاحقًا لأنه يرعى دوافع قلب غير نقية. كن جريئًا في إعلان الحق ولا تهتم بما يقوله الآخرون عنك. نرى الرسول بولس يُكرز للأمم ولا يهتم بما يُقال عنه، لم يستطع أن يفعل عكس ذلك لأن محبة الله تحصره. من يتلامس مع محبة الله لا يستطيع أن يفعل شيئًا غير ذلك.
“فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا بِالْجَسَدِ، تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهَذِهِ النِّيَّةِ. فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ كُفَّ عَنِ الْخَطِيَّةِ”. (1 بطـرس 1:4).
هنا يحثهم أن يضعوا هذا الدافع بداخلهم، إذًا هو أمرٌ تعرفه وتتعلّمه.
1. مَيِّزْ دوافع قلبك
“لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ”. (عبرانيين 12:4).
يلزمك الجلوس أمام الكلمة حتى تكتشف دوافعك. أي مشكلة تعاني منها، أنت تحتاج معرفة إلهامية (إعلانية) بها تكتشف ما وراء الموقف. روح الله هو من يُريك الموقف بالمقياس الصحيح له.
2. نقي دوافعك
• ترجمة الفاندايك
“مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، إِذْ لَنَا هَذِهِ الْخِدْمَةُ كَمَا رُحِمْنَا، لاَ نَفْشَلُ. بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ.” (2 كورنثوس 1:4-2).
• الترجمة الموسعة
لقد تركنا الطرق المُخزية (الأفكار السرية، المشاعر، الرغبات والخفايا، الأساليب والطرق التي يخفيها الناس من خلال الخزي) رفضنا أن نتعامل بمكر (أن نسلك بمراوغة ودهاء) أو نغش أو نتعامل مع كلمة الله بدون أمانة لكن نقول الحق بشكل علني (بوضوح وصراحة). ونزكي أنفسنا أيضًا لدى ضمير كل إنسان قدام الله”. (2 كورنثوس 2:4).
أنْ تُعرَف لدى ضمير شخص هو أن تُعرَف لدى روحه لأن الضمير هو صوت روح الإنسان وإن ظلت تنظر للسلوك ولا تنظر إلى القلب، ستظل طريد من المشاكل والهموم وتحيا حياة بائسة لأنك ستهتم بما يفعله الآخرون معك (فلان تحدث إليّ بشكل سيء، فلان لم يبتسم في وجهي). دعني أسألك إنْ تحدّث إليك أحدهم بشكل سيء، هل هذا أنقص شيئًا من روحك المخلوقة من الله؟ فكل هذه دوافع قلب غير نقية لابد أن تتركها.
“فَإِذْ لَنَا هَذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ”. (2 كورنثوس1:7).
كل شيء غير نقي تعلق بروحك هو السبب في مشكلتك مثلما قال الرب يسوع لبطرس ووبّخه لأنه لم يفكر فيما يفكر فيه الرب بل فَكَّرَ واهتم فيما يهتم به الناس لأن الرب يرى القلب.
هناك من يدّعي إنه مؤمن ويسلك بدوافع نقية والناس لا تكتشفه وهناك من يسلك سريّة بدوافع نقية ولم يعرف أحدٌ شيئًا عنه.
3. جدد ذهنك بالكلمة
إنْ كنت تحاول الهروب من خطية ما، لا تهرب فقط مثلما تقول الكلمة “أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ”. (2 تيموثاوس 22:2)، ولكن انشغل بالكلمة واتبعها بكل قلبك كي تُنقي تفكيرك حتى إن كنت مازلت تسقط في الخطية، فأنت تشبه شخصًا يتناول الدواء كلما تظهر الأعراض وهو يعلم أن هذه الأعراض ستختفي نهائيًا في وقت لاحق.
عندما تقترب من الله وقت الضيق فقط، اعلم أن دوافع قلبك غير نقية وأنك تعبد ذاتك. لتحب الرب إلهك بكل قلبك وفكرك ومشاعرك وكَوِّنْ علاقة صحيحة مع الكلمة وتعامل معها كشخص وليس كشيء لأن الكلمة تقول في (يوحنا 1:1) “فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ.” فهو يتعامل مع الكلمة كعاقل ثم قال “وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً”. (يوحنا 14:1)، فهو شخص عاقل.
4. تسلَّح بهذه النية
“فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا بِالْجَسَدِ، تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهَذِهِ النِّيَّةِ. فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ كُفَّ عَنِ الْخَطِيَّةِ”. (1بطـرس 1:4).
كن مُستعِدًا للاضطهادات. كانت تمرّ الكنيسة في ذلك الوقت باضطهادات. ربما لا تعبر أنت الآن باضطهادات لكن تستطيع أن تتسلح بهذه النية (قادر على الاجتياز بنصرة) ضد أي موقف تمرّ به وليس من الضروري أن يكون بسبب اضطهادات وذلك عن طريق أن تفكر في الكلمة وتضع قلبك فيها. طالما إنهم استطاعوا أن يجتازوا في هذه الاضطهادات مُنتصِرين، يستطيعوا أن يجتازوا في أي موقف آخر بنصرة.
عندما تعرف الحق النقي، لن تحتار في فهم نفسك بل تكتشف دوافع قلبك بطريقة صحيحة.
ليكن فيك هذا الفكر؛ مهما حدث ومهما قابلت من تحديات واضطهادات، لن تترك الرب وكلمته. ذَكِّرْ نفسك دائمًا باقتراب لقاء يسوع، كن مُتأهبًا مُنتظِرًا رجوع السيد. احتفظ بدوافع قلب نقية. هناك كرسي المسيح ينتظرك. التصق بأخوتك ولا تترك اجتماعك معهم.
“غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ”. (عبرانيين 25:10).
__________
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
__________
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download