حينما تأتي على مسامعك كلمة أواخر الأيام، أو المجيء، أو الاختطاف، هل تفرح أم تخاف؟
يتعامل البعض مع الأخرويات بصورة فيها ظلام، وإحساس أنهم في بحر، أو محيط، لا يعرفون شماله من جنوبه، غير بعض الأمور الأكيدة.
سألخص أشهر المفاهيم الخاطئة عن الأخرويات، وردود الفعل عليها، مع رد عن كل ذلك:
١. الأخرويات طريقة هروب من الأرض
يوجد من علم عن الأخرويات كطريقة هروب من الواقع الذي لم يعرف أن يتعامل معه، وهذا سببه عدم فهم كيف يتعامل معه من الكلمة؟
فلو تعلم الشخص من الكلمة بصورة صحيحة، سيتولد لديه جرأة في هذه الحياة، وكيفية للتعامل مع كل أنواع المواقف من الكلمة.
يوضح الكتاب أن المؤمن يمكنه أن يحيا انتصارات هنا على الأرض، والسماء هي استكمال انتصاراته:
رو ٥: ١٧ لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
١ كو ١٥: ٢٦ آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ. معنى هذا أنه يوجد أعداء سيهزَمون قبل هزيمة الموت، لا تنتظر السماء لننتصر بل من هنا يمكنك أن تحيا وتسير في موكب يسوع الانتصاري.
٢ كو ٢: ١٤ وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ.
لا تدرس الأخرويات كمُلطف ومسكن لآلامك، بل اغلب آلامك وانتصر هنا؛ لأن الرب يريد لك هذا، وليكن شوقك للسماء حبًّا في الرب يسوع، وليس هربًا من الأرض.
٢. الأرض فترة العناء والسماء فترة الفرج
علق البعض آماله على أنه سيرتاح من الأرض بمجيء الرب، وترنم البعض (هناك سأراه عيانًا، سيمسح كل دمعة من عيوننا)، (وهذا الاتجاه بدوره ولَّد استعدادا للبكاء والنحيب كأنه الآن وقت البكاء، والضعف، والكسرة في الأرض، والسماء وقت مسح الدموع). هذا غير كتابي، وإن كنت تصلي وتتنبأ عن نهضة واستخدام، يجب إزالة معوقات النهضة والاستخدامات الإلهية من طريقك عبر فهم الكلمة بصورة صحيحة.
ليست الأرض وقت بكاء بل فرح للكنيسة.
لنرَ الشاهد بأنفسنا، لنزع كل ظلام عن هذا الجزء يجب أن ترى بنفسك الحقائق الكتابية، قد لا يستهوي هذا من يحب البكاء، ويراعي مشاعر الجسد، ولا يحب السلوك بالروح، أو يسميه روحنة، ودروشة، وهيبرة، حيث يوجد في داخلك فرح وانتصار بسبب ما عمله الرب يسوع. اكتشف معي:
رؤ 21: 2 – 4 وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا. وَسَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْباً. وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلَهاً لَهُمْ. وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ».
يتكلم هنا عن السماء الجديدة، والأرض الجديدة حيث مسكن الله مع الناس، وهذا حدث الآن في الكنيسة، حيث يسكن الله في مدينة روحية، وهي ملآنة احتفالات.
ما حدث الآن من إنجازات صنعها الرب يسوع بنفسه هو الفرح، والانتصار، ويجب أن تسلك فيها الكنيسة (أي جسد الرب)، والدموع المذكورة هذه في فترة الأرض لا تشمل الكنيسة. هنا لم يكن يتكلم عن الكنيسة ككنيسة باكية، بل عن المعاناة بسبب الخطيئة في الأرض لغير المستفيدين من عمل الرب يسوع، وأنه سيخلق سماء جديدة، وأرض جديدة يسكن فيها البر، لكن انتبه. دخلت الكنيسة في هذا الفرح منذ قبول يسوع مخلصًا شخصيًّا، وهذا البر يجب أن تعرفه الكنيسة؛ فتحيا فيه هذا قبل خلق السماء الجديدة، والأرض الجديدة.
قد جئنا إلى ملكوت الله (حدث بميلادنا ثانية) حيث التهليل والفرح:
عب 12: 22-24 بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ: أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ: يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ.
رو 14: 17 لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْباً بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ
رو 5: 1 فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ
نحن في البر وهذا سر فرحنا، وحينما تستسلم الكنيسة (بشكل فردي أو جماعي) ستكون ضعيفة. لكننا جئنا لمدينة روحية تؤثر على حياتنا اليومية. هاليلويا.
٣. ليس لنا أحقية أن نعرف الأخرويات
يستند البعض على كلام الرب للتلاميذ قبل الصعود في أع ١: ٧ فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ”، معتقدين أن الرب منع معرفة أواخر الأيام، وأن الآب قررها لتكون تحت سلطانه الخاص.
لكن سبب قول الرب في أعمال ١: ٧ هو أن يلفت نظر التلاميذ للروح القدس.
لنرى ماذا حدث بعد الروح القدس، إذ صار التلاميذ يعرفون الأزمنة والأوقات، قال بولس مثلًا:
1 تس 5: 1-2 وَأَمَّا الأَزْمِنَةُ وَالأَوْقَاتُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا، لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ (بصورة كاملة وأكيدة) أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هَكَذَا يَجِيءُ.
٢ تس ٢: ٥ أَمَا تَذْكُرُونَ أَنِّي وَأَنَا بَعْدُ عِنْدَكُمْ كُنْتُ أَقُولُ لَكُمْ هَذَا؟
لا تنسَ أن معلم العهد الجديد هو الروح القدس؛ لذلك لا يصعب عليك فهم الأخرويات.
٤. الأخرويات لطائفة أو مجموعة معينة
يوضح الكتاب أن الأخرويات لكل جسد المسيح.
رؤ١: ١ إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا،
لكن انتبه أيضًا، حذر بطرس من تفسير الأخرويات بصورة خاطئة؛ فهي لكل الكنيسة، ويجب دراستها بصورة سليمة:
٢ بط ٣: -١٥ وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصاً، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضاً بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ،١٦ كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضاً، مُتَكَلِّماً فِيهَا عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضاً، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.
٥. ننتظر لنرى، أفضل مِن أن نخطيء التفسير
لجأ البعض أن يرى الأحداث تحدث، ولا يسعى أن يعرفها، مفضلًا هذا عن أن ينخرط في الأخرويات، ويخطئ.
لكن الرب يوضح أنه أعلن هذا لكي يعرف عبيده.
رؤ ١: ١ 1 إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا، 2 الَّذِي شَهِدَ بِكَلِمَةِ اللهِ وَبِشَهَادَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِكُلِّ مَا رَآهُ. 3 طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ..
كان الرب قبل الميلاد الثاني يقول الأمور قبل حدوثها؛ ليتأكد التلاميذ، ويؤمنوا مثلما حدث في يو ١٤: ٢٩، يوجد أيضا هدف؛ أن يجعل الرب الآتي معروفًا، ويسبقه استعداد.
أما بعد الميلاد الجديد، نعرف الأمور مسبقا لنستعد، وهذا يحميك من أن تتدنس وتكون بلا عيب.
٢ بط ٣: ١٤ لِذَلِكَ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ أَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ هَذِهِ، اجْتَهِدُوا لِتُوجَدُوا عِنْدَهُ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ عَيْبٍ، فِي سَلاَمٍ..
التنبؤات تجعلك مستعدًّا لمعرفة متى يأتي العريس، ففي مت ٢٥: ٦ صراخ الخدام للعذارى قائلين هوذا العريس مقبل فأخرجن للقائه.
تجعلك تستعد وتعرف.
أيضًا في إش ٣٣: ٦ فَيَكُونُ أَمَانُ أَوْقَاتِكَ وَفْرَةَ خَلاَصٍ وَحِكْمَةٍ وَمَعْرِفَةٍ. مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ كَنْزُهُ. ثباتك واستقرارك يكمن في معرفتك، وليس في تجاهلك.
لذلك يجب أن تعرف الأخرويات، ولا تستثنِ نفسك.
٦. حتمًا سيأتي الرب، وليس لي دور في مجيئه، فليحدث ما يحدث
٢ بط ٣: ١٢ مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ.
تأتي في ترجمات أخرى مسرعين من مجيء الرب أي إن لنا يدًا في أن نسرِّع من مجيء الرب.
هذا عبر استعدادنا للمجيء، وسعينا.
٧. لا نعرف هنا في الأرض، ولكن هناك سنعرف فجأة كل شيء
يوضح الكتاب المقدس أن علاقتك هنا، ومستوى إدراكك سيؤثر على مستوى معرفتك الذي ستختطف، وتذهب إلى السماء به.
يعتقد البعض أن الشخص سيعرف فجأةً فور وصوله السماء كل شيء. وهذا ليس دقيقًا. نعم فور وجودك في السماء ستدرك بكل تأكيد أمورًا، وتكتشف عالم الروح، لكن في حدود ما أنت تعرفه هنا على الأرض.
١ كو ١٣: ١٢ فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ.
كلما تصلي بألسنة، تصير عارفًا كمن يرى في مرآة، وتستمر بنفس شغفك، فتكتشف أكثر في السماء.
لكن من لا يسعى الآن سيبدأ من حيث هو حينما يصل السماء، ويجد أمورًا غير مفهومة؛ بسبب عدم شغفه الذي رفض المعرفة هنا على الأرض.
لاحظ مثلًا: كان يوحنا، وقد ذهب للسماء في رؤيته، يتعلم أمورًا، ويسأل، ويوجد من يزيدونه معرفة. ليست السماء مكانًا تكتشف فيه بصورة تلقائية بل إكمالًا لما صعدت به.
ما تعرفه هنا على الأرض يكشف لك الله، ويجعلك تعطي هذا الجزء من تركيزك لله، فتُعرف لديه، أي تسلم انتباهك طوعًا واختيارًا له في هذا الركن. لاحظ معروف عنده وعرفتم من الله:
١ كو ٨: ٣ وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُحِبُّ اللهَ فَهَذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَهُ.
إنها شراكة، فكلما تعرف عن الله، هذا يُشبعك، وتصير مكتشفا لطبيعته بصورة متدرجة، فتصير متاحا بنفس هذه الدرجة له.
غل ٤: ٩ وَأَمَّا الآنَ إِذْ عَرَفْتُمُ اللهَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ عُرِفْتُمْ مِنَ اللهِ، فَكَيْفَ تَرْجِعُونَ أَيْضاً إِلَى الأَرْكَانِ الضَّعِيفَةِ الْفَقِيرَةِ الَّتِي تُرِيدُونَ أَنْ تُسْتَعْبَدُوا لَهَا مِنْ جَدِيدٍ؟
أيضًا ستجد أنه في مثل العذارى قال لهم إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ في مت ٢٥: ١٢
٨. تحقيق النبوات يحدث بصورة عمدية
بسبب عدم فهم آيات كتابية، يبدو الأمر وكأن أشخاصًا يساعدون الله في تحقيق نبواته، لكنه لا يحتاج لهذا.
كثيرًا ما فُهمت آيات بصورةٍ خاطئة، فتبدو وكأن الشخص يقوم بتحقيق النبوات.
مت ٣: ١٥ فَقَالَ يَسُوعُ لَهُ: «اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ.
هنا يدعم الرب طلبه، بأن يُعمَّد من يوحنا المعمدان، ومعناها أنه لا يريد أن يساعده شخص في تحقيق النبوات.
أيضًا ما جاء في مت ٢٦: ٥٤ فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟».55 فِي تِلْكَ السَّاعَةِ قَالَ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ أَجْلِسُ مَعَكُمْ أُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ وَلَمْ تُمْسِكُونِي. 56 وَأَمَّا هَذَا كُلُّهُ فَقَدْ كَانَ لِكَيْ تُكَمَّلَ كُتُبُ الأَنْبِيَاءِ». حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.
في رؤ ١٠: ٧ بَلْ فِي أَيَّامِ صَوْتِ الْمَلاَكِ السَّابِعِ مَتَى أَزْمَعَ أَنْ يُبَوِّقَ يَتِمُّ أَيْضاً سِرُّ اللهِ، كَمَا بَشَّرَ عَبِيدَهُ الأَنْبِيَاءَ
هذا لا يعني أن تحقيق النبوات يحدث عمدًا، بل يتكلم الروح بمعنى جريء أن هذا طبيعي، حيث تم التنبوء عنه، لكن ليس أن يتم فعله عمدًا، وكأننا نساعد الرب. هذا ليس صحيحًا.
ففي إش ٤١: ٢١ – ٢٦ يضع الرب معيارًا أن تقول: هذا هو الله من خلال قوله لأمور مستقبلة ستحدث.
إش ٤١: ٢١ قَدِّمُوا دَعْوَاكُمْ يَقُولُ الرَّبُّ. أَحْضِرُوا حُجَجَكُمْ يَقُولُ مَلِكُ يَعْقُوبَ. 22 لِيُقَدِّمُوهَا وَيُخْبِرُونَا بِمَا سَيَعْرِضُ. مَا هِيَ الأَوَّلِيَّاتُ؟ أَخْبِرُوا فَنَجْعَلَ عَلَيْهَا قُلُوبَنَا وَنَعْرِفَ آخِرَتَهَا أَوْ أَعْلِمُونَا الْمُسْتَقْبِلاَتِ. 23 أَخْبِرُوا بِالآتِيَاتِ فِيمَا بَعْدُ فَنَعْرِفَ أَنَّكُمْ آلِهَةٌ وَافْعَلُوا خَيْراً أَوْ شَرّاً فَنَلْتَفِتَ وَنَنْظُرَ مَعاً. 24 هَا أَنْتُمْ مِنْ لاَ شَيْءٍ وَعَمَلُكُمْ مِنَ الْعَدَمِ. رِجْسٌ هُوَ الَّذِي يَخْتَارُكُمْ. 25 قَدْ أَنْهَضْتُهُ مِنَ الشِّمَالِ فَأَتَى. مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ يَدْعُو بِاسْمِي. يَأْتِي عَلَى الْوُلاَةِ كَمَا عَلَى الْمِلاَطِ وَكَخَزَّافٍ يَدُوسُ الطِّينَ. 26 مَنْ أَخْبَرَ مِنَ الْبَدْءِ حَتَّى نَعْرِفَ وَمِنْ قَبْلٍ حَتَّى نَقُولَ: «هُوَ صَادِقٌ»؟ لاَ مُخْبِرٌ وَلاَ مُسْمِعٌ وَلاَ سَامِعٌ أَقْوَالَكُمْ.
قد يسأل أحدهم عن الفرق بين نقطة ٦ وهذه النقطة: لا يحتاج الله لافتعال النبوات، لكنه يريد تعاون من الإنسان ليتممها، هذا ليس معناه أن نفعلها بصورة عمدية لمساعدته، لكن أيضا بدون إنسان لن يُتمم الله مشيئته، فلنصيغها كالآتي: سيفعل الله مشيئته من خلال أناس الله الذين سيفعلون مشيئته عبر فهم مشيئته وبقوته.
٩. الاعتماد على الراحة الداخلية في تفسير الكلمة اعتقادًا أنها المسحة.
يعتمد البعض على الراحة التي تأتي داخلهم عند سماع أي تعليم يختص بالأخرويات، أو أي تعليم آخر، ويعتقدون أنها المسحة التي فيهم التي تُعرفهم كل شيء عبر الراحة، وهذا سببه التعليم الخاطئ عن التمييز، وعن السلام الداخلي في سماع صوت الله.
ولا يعلمون أن الأمر لا يقاس بالسلام، أو الراحة الداخلية بل بالكلمة أولًا.
كثيرًا ما تكون هذه الراحة نفسية نابعة من فهم قديم؛ فلأن التعليم الذي يسمعه الشخص متوافق مع التعليم القديم الذي عنده، ولكنه غير كتابي؛ ولأنه لا يريد أي تقلقل أو شك فيما يعرفه، يرتاح ولكن هذا ليس كتابيًّا. مثلما فعل الكتبة، والفريسيون مع الرب يسوع، فكان بالنسبة لهم تعليمًا جديدًا. ولم يريدوا التقلقل من موسى.
يو ٩: ٢٩ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ مُوسَى كَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَمَّا هَذَا فَمَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ». 30 أَجَابَ الرَّجُلُ: «إِنَّ فِي هَذَا عَجَباً! إِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ وَقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ.31 وَنَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللَّهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ فَلِهَذَا يَسْمَعُ.
أيضا يوجد بريق تجاه أي تعليم جديد لا سيما لدى الذين يحبون الإثارة، والجديد، ويقعون في فخ أنهم منبهرون فقط ببريق المفاجأة، وليس لأنها كتابية. فحينما يأتيهم شخص يقول انظر هذه الآية معناها كذا وكذا، عكس ما كنا نفهم، فيُثار الشخص، ويفرح فرحًا نفسيًّا، وليس روحيًّا، وهذا حذر منه بولس في
كو ٢: ٨ اُنْظُرُوا انْ لاَ يَكُونَ احَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِلٍ، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ ارْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ الْمَسِيحِ
وكلمة غرور تَعني بريقًا باطلًا ليس سليمًا فهو مخادع.
تعمل المسحة عبر الكلمة فهي ما ستجعلك تكتشفها. فقط اعتمد عليها في تفسير الآيات، فليست الراحة، أو النشوى، أو الفرح الداخلي، دليلًا أن التفسير سليم، وليس القلق وعدم الراحة دليلًا أن التفسير غير سليم. حيث كثيرًا ما تدخل المشاعر في الأمر.
الحل أن تفهم الكلمة بتكامل، ولو أنت جائعٌ حقيقي ستصل للحق؛ لأنك ستعرف الحق فور رغبتك أن تعرفه، وليس تعليم أشخاص.
يتكلم الرب الروح فيما يتوازى مع الكلمة، وليس بأمور تُفرح، أو تحزن. هذا يعود على استقبالك، لا تقل قول الرب سيفرحني بهذا سأعرف أنه الرب، لا، تكلم الرب مع الشاب الغني، ومضى حزينًا؛ بسبب قلبه، وحبه للمال. الفيصل هو الكلمة.
أم ٨: ٨ كُلُّ كَلِمَاتِ فَمِي بِالْحَقِّ. لَيْسَ فِيهَا عَوَجٌ وَلاَ الْتِوَاءٌ. كل كلمات الرب وليس بعضها من الحق. يتكلم الرب متماشيًا مع الكلمة.
١٠. قوم التباطؤ (لن يأتي الرب) أو قوم التكاسل (ستنتهي الأرض فلا داعٍ أن أعمل أو أجتهد).
هناك قوم التباطؤ الذين يقولون: لن يأتي الرب.
3 بط 3: 3 عَالِمِينَ هَذَا أَوَّلاً: أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ، 4 وَقَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاقٍ هَكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ». 5 لأَنَّ هَذَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ بِإِرَادَتِهِمْ: أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ الْقَدِيمِ وَالأَرْضَ بِكَلِمَةِ اللَّهِ قَائِمَةً مِنَ الْمَاءِ وَبِالْمَاءِ، 6 اللَّوَاتِي بِهِنَّ الْعَالَمُ الْكَائِنُ حِينَئِذٍ فَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءُ فَهَلَكَ. 7 وَأَمَّا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الْكَائِنَةُ الآنَ فَهِيَ مَخْزُونَةٌ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ عَيْنِهَا، مَحْفُوظَةً لِلنَّارِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَهَلاَكِ النَّاسِ الْفُجَّارِ. وَلَكِنْ لاَ يَخْفَ عَلَيْكُمْ هَذَا الشَّيْءُ الْوَاحِدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَنَّ يَوْماً وَاحِداً عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ.
للأسف لو استمروا ساخرين سيعرفون بعد فوات الأوان.
أيضًا قوم التكاسل:
لن أعمل؛ لأن الرب قريب. هذه الأفكار كانت قد انتشرت فترة ما بعد صعود الرب يسوع للسماء، حيث ظنوه سيأتي في أيامهم، مما اضطر بولس أن يكتب، ويوضح أن من لا يعمل لا يأكل، ولن يأتي إن لم تحدث بعض العلامات. أيضًا دائمًا ما يوجد قوم التباطؤ، كما قال بطرس عن الذين يسخرون ويقولون الرب لن يأتي.
بذات العقلية الآن يوجد بعض من ينظر للعالم بصورة بها تكاسل؛ بسبب المفاهيم الخاطئة، وهي في الواقع عذرٌ للتكاسل.
فيقول: لا داعٍ لأن أذاكر أو أدرس، لا داعٍ لأن أعمل، لا داعٍ لأن أهتم بصحتي؛ لأن الرب قريب.
لا تنجرف في هذا؛ لأنه كسل، يريدك الله أن تكون ناجحًا ومثمرًا في الأرض.
لا تتمسك أيضًا بالعالم، بل افعل كما تقول الكلمة:
1 كو 7: 29 فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ 30 وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَفْرَحُونَ وَالَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ 31 وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هَذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هَذَا الْعَالَمِ تَزُولُ. 32 فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ.
٢ تس ٣: ١٠ طَالِبِينَ لَيْلاً وَنَهَاراً أَوْفَرَ طَلَبٍ أَنْ نَرَى وُجُوهَكُمْ، وَنُكَمِّلَ نَقَائِصَ إِيمَانِكُمْ..
أشجعك أن تدرس عظات : كيف تكون ناجحا ومثمرا في الأرض
لم أتطرق هنا للمفاهيم الخاطئة لعقيدة الأخرويات بالتفصيل (سنتطرق إليها أثناء شرح الأخرويات)، بل تطرقت هنا للمفاهيم العامة التي تتبادر على الأذهان في فهم الأخرويات، فحينما تريد أن تبني بناءً سليمًا، يجب أن يسبقه دحض للأفكار غير الكتابية.
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.