حلقة: أعمدة لاستقرارك الروحي – الجزء 1
برنامج: حقيقة تغيرك
لسماع الحلقة على الساوند كلاود
(الحلقة مكتوبة)
أعمدة لاستقرارك الروحي – الجزء 1
▪︎ كلمة الله وتفرُّدها!
▪︎ يا تُرَى “كيف تقرأ؟”
▪︎ لماذا الكلمة مهمة؟!
▪︎ انسداد الشهية.
▪︎ الآية الذهبية.
▪︎ ماذا عن الوقت الضائع!
▪︎ (مزامير ٨:٣٢) وماذا تُعنِي؟
▪︎ النبوات ومدى الاعتماد عليها.
▪︎ لا حوار مع هذا الكائن.
▪︎ اللهج ومراحله الثلاث.
كلمة الله هي مثل جهةٍ ما، أريد أن أعرف عنها. مثلاً لو قابلت شخصًا ما أحتاج أن أعرفه وهو يعرفني أيضًا. يتم هذا عن طريق الكلام. الكلمة قائمة وهادفة إلى الله ذاته، هي تكشف لنا قلبه وشخصيته، ليست جزءًا منه لكنها تكشف ذاته؛ “فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.” (يوحنا 1:1).
◆ هل يختلف هذا عن فكرة أن أقرأ كتابًا لأحد الأدباء مثل نجيب محفوظ مثلاً؟! بالطبع يختلف؛ في كتابات البشر أنت تأخذ جزءًا من فِكْر الكاتب، أما الكتاب المقدس فيُعلِن فكر الله ويجعله في حالة إتاحة لنا، فالله من خلال كتابه يكشف شخصه وذاته لنا، ويجب أن نعي كلمته كأننا تقابلنا معه بشكل شخصي، فبقراءتنا لكلمته نحن نقرأ الله!
◆ هناك عبارة قالها المسيح وهي؛ “كَيْفَ تَقْرَأُ؟” (لوقا 26:10)، ماذا كان يقصد الرب يسوع بها وما علاقة هذا بكيفية تعامُلنا مع الكلمة؟ لكلمة الله طريقة في الاستقبال مثل الأكل الذي له طريقة لكي يخدم جسدي؛ “كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ” (تيموثاوس الثانية 16:3).
هل لاحظت! فكلمة الله نافعة لك. إذًا إن لم تنفع الشخص الذي يقرأها، فهناك خللٌ في الطريقة التي أتناولها بها، مثل الشخص الذي يشرب الشاي بعد الأكل مباشرةً فيُعيق ذلك امتصاص الحديد الموجود بالطعام. كذلك إن لم يأخذ الشخص وضعية استقبال الكلمة لن يستفيد منها، مثل الراديو الذي لن يستقبل الإشارات طالما لم يتم ضبط المؤشر بشكل صحيح على الموجات الصادرة.
يُفسِّر هذا سبب عدم استفادة البعض استفادة كاملة مِمَن يقرأون الكلمة ويدرسونها لماذا. تذكَّرْ معي قول يسوع، «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ». (متى 4:4)، بالتالي الإنسان مُصمَّمٌ أنْ يكون كائِنًا روحيًّا وذكيًّا ويختلف عن الحيوان لأنه على صورة الله، ولهذا يحتاج إلى نوع معين من الطعام والفِكْر يخدم روحه. لأجل هذا إن لم يأخذ الكلمة بشكلٍ سليمٍ لن تستقيم حياته، هناك أُناسٌ في حالة موت وهي حية لأنها لا تلتفت للكلمة.
“18 كَرِهَتْ أَنْفُسُهُمْ كُلَّ طَعَامٍ وَاقْتَرَبُوا إِلَى أَبْوَابِ الْمَوْتِ. 19فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ فَخَلَّصَهُمْ مِنْ شَدَائِدِهِمْ. 20أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ وَنَجَّاهُمْ مِنْ تهلكتاهم.” (مزمور 18:107-20). الكلمة هي طريقة الله في التعامل مع الإنسان، فنحن نرى هنا كيف أرسلَ الله لهم الكلمة استجابةً لصراخهم، فهي قناته للتواصل مع الإنسان، لذا من الهام أن تفهم كيف تستقبلها بشكلٍ صحيحٍ.
“1 أَحْمَدُكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي. قُدَّامَ الآلِهَةِ أُرَنِّمُ لَكَ. 2أَسْجُدُ فِي هَيْكَلِ قُدْسِكَ وَأَحْمَدُ اسْمَكَ عَلَى رَحْمَتِكَ وَحَقِّكَ لأَنَّكَ قَدْ عَظَّمْتَ كَلِمَتَكَ عَلَى كُلِّ اسْمِكَ.” (مزمور 1:138-2).
ما هو الاسم؟ هو الشخصية والسمعة، معروف أن الله رائعٌ وعظيمٌ، هذا كلامٌ عامٌ وشائعٌ، والناس التي تسير على منهج سُمعة الله يتوقفوا عند جزء لا يعرفون فيه الابتهاج، عكس ما فعلَ داود في المزمور عندما كان مُبتهِجًا لأنه فهم الله ليس بالتخمين ولا بالأعراف ولا عن طريق تعليم بشر. لذا الكلمة لها الأولوية أكتر من مشاعرك تجاه الله ومعتقداتك ومفاهيمك والعشم بالله.
لن يخزى شخصٌ مُعتمِدٌ على عمود الكلمة! مَن يعيش على اختبارات الآخرين كمَن يعيش على طعام الآخرين وهذا غير نافع، مثل شخص يمدح أكلةً مُعينةً لكنه لا يأكل منها، فلا فائدة من هذا، وبالتالي لن يرى نتائج لأنه يعيش على الاسم وليس الكلمة.
جعل الرب كلمته أعلى من اسمه كما يقول الشاهد السابق. كان شعب الله يتعامل منذ مرحلة الطفولة مع الكلمة كشيءٍ أساسيٍّ وعرفوا كيف يسيرون به، وبدون هذا التوجُّه كان الشعب يزوغ سريعًا، وبالتالي كان الرب يسوع مُتعلِّمًا على أيدي مُعلِّمين لكنه استنارَ بقوة الروح القدس.
“6 وَلتَكُنْ هَذِهِ الكَلِمَاتُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ عَلى قَلبِكَ 7وَقُصَّهَا عَلى أَوْلادِكَ وَتَكَلمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ وَحِينَ تَنَامُ وَحِينَ تَقُومُ8وَارْبُطْهَا عَلامَةً عَلى يَدِكَ وَلتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ 9وَاكْتُبْهَا عَلى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلى أَبْوَابِكَ.” (تثنية 6:6-9)؛ إذًا يجب أن تدخل الكلمة في كل زوايا حياتك، هل رأيت هذا!
◆ قبل أن نُكمِل في طريقة أكل الكلمة، دعونا نجيب على سؤالٍ مهم وهو: “لماذا الكلمة هامة؟” لن تكون الكلمة مصدرَ اهتمامي ما لم تحمل نفعًا ما لحياتي.
تكمُن أهميتها في سؤال: “هل أنت تعيش في الأجندة والطريقة الإلهية أم الأجندة والطريقة الشيطانية؟” لا يوجد طرفٌ ثالثٌ لِما يحدُث في الأرض، إن لم تخضع لله فأنت خاضِعٌ لإبليس حتى لو لم تقصد هذا، الهدف هو فَهْم الفِكْر الإلهي للإنسان لكي يكون هناك عِشرة وتواصل مع الإنسان، مع مرور الوقت بَهُتَ هذا الهدف وتقلَّصَ إلى أنْ وصلَ الإنسان للمنطقة التي يقول فيها: “لماذا أنا مخلوق؟” أشجعك بمراجعة مقالة “غرض الله للإنسان الشراكة“.
إن لم يَسِّرْ الإنسان على هذه الأجندة الإلهية سيَحدُث خللٌ ما، حتى لو قُلْنا فرضًا إنّ الإنسان لم يفعل الخطية. فالخطية هي الحياد عن الهدف الذي صُنِعَ لأجله، مَن لا يهتم بالكلمة يجد نفسه في حالة فراغ داخلي ولا يعرف لماذا! كلمة الله هي حياة لنا، هي ليست إضافة على الحياة أو مساعدة لها بل هي ذات الحياة، تُعلِّمني الكلمة كيف أتعامل مع المواقف والأشخاص.
◆ نأتي الآن لسؤالٍ ضروريٍّ وهو: “لماذا لا يكون لدى البعض أحيانًا شهية للكلمة؟” لأنه قد يكون لجأ إليها ولم يجد إجابات، لأنه لجأ بطريقة خطأ، أو هناك مَن يعتقد أنّ الكتاب المقدس يتكلَّم بصيغة المنع وهدفه التحذير عن بعض الأمور، والبعض قَصَرَ الكتاب على حِفْظ الآيات والمسابقات الكتابية ومعرفة بعض القصص مِن الكلمة.
أيضًا ربما تكون تلك القصص مفهومة بطريقة وهمية وغير دقيقة نتيجة أنّ الشخص سمعها بشكل خاطئ. تنفتح الشهية عندما يستبدل الشخص مبادئه الشخصية بمبادئ الرب وكلمته، بعض الناس لديها اعتراضٌ على سيادة الله عليهم ويريدون أنْ يعيشوا الحرية الزائفة.
بسبب هذا صارت الهيبة قليلة في أعين البعض لمصدر الحياة (الكلمة)، كما يعمل إبليس على هذا منذ سنوات، بسبب بريق الحياة والميديا والتكنولوجيا. فالإنسان يُحِب أن يسير وراء البريق، يعلم الشيطان هذا، ويستخدم تلك الحيلة معهم. لا يريد الكثيرون أن يكون الله هو مصدر الحياة الوحيد لهم، فالبعض يريد أن يكون الذكاء البشري أو المال والجاه أو أشياء أخرى هي المصدر.
◆ لكن ربما يقول البعض: “هناك أشخاص ناجِحون في دراستهم وأعمالهم بدون الكتاب المقدس، هل يُصنَّف هذا نجاحٌ؟”
نعم يُصنَّف نجاحٌ لكنه مُفتعَلٌ بصورة بشرية نتيجة اجتهاد، وضعَ الله داخل الإنسان مبادئ وإمكانيات لكن هناك مَن يكمل بعيدًا عن الرب، مثل أبٍ أعطى ابنه ممتلكات وهذا الابن قرّر أن يبعد عن أبيه كما الابن الضال. بالطبع ستخدمه الممتلكات لفترة من الوقت، لكن آجلاً أم عاجلاً سيقف عند أحد المحطات وسيكتشف عجز تلك الإمكانات.
قد لا يرى ذاك الشخص هذا الأمر في وقته لكنه سيحتاجه فيما بعد. لا تسمح لقلبك بأن يغلّظ عندما لا تجد قضاءً فوريًّا للشر في الأرض (جامعة 11:8)، (جامعة 9)، ولا تستهِنْ عندما تفعل الخطية ولا تجد عقابًا، أو عندما تجد نتائج لاستخدام ذكائك لأن هذا لن يدوم.
بالفعل، هناك مُؤمنون يقولون إن كثيرين لا يعيشون بالكلمة ومع ذلك هم ناجِحون! يجب أن تعلَّم أيها المؤمن إنه توجد نهاية ومحدودية لإمكانيات البشر مهما وصلَتْ وعلَتْ هذه الإمكانات، بعدها يضطر البشر أن يلجئوا للخارق للطبيعي في باقي المواقف.
بإمكان الكلمة أن تخدمك وتنفعك ولهذا طريقة، خصوصًا عندما تُجاوبك عن المواقف الخاصة بحياتك، هناك مَن يسأل أسئلة ويجمح بعدها بعيًدا عن الكلمة ويخمّن الإجابات، لكن الله لم يتركنا للتخمينات بل كشفَ لنا فكره؛ “29 السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا وَالمُعْلنَاتُ لنَا وَلِبَنِينَا إِلى الأَبَدِ لِنَعْمَل بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ.” (تثنية 29:29)، الكلمة هي إعلان الله لنا ومِن حقنا أن نفهمها. هللويا.
◆ هل هناك أسبابٌ أخرى تجعل الناس لا تُقْبِل على الكلمة بخلاف انسداد الشهية؟ كل مؤمن مولود من الله له شهية من الكلمة في روحه، لكن المشكلة هي خارجيًا لأن الذهن يكون ملئ بالأفكار التي تجعله غير مُقْبِل على الكلمة، مثل جسم الإنسان حيث إنه مُجهَّزٌ لاستقبال الطعام لكن ربما لم يَعُد الشخص يحب الطعام لأنه صُدِمَ في أحد الأكلات يومًا ما، فعند العلاج يأخذ فاتح شهية أو نعالج المشاكل في أفكاره التي نتجت عنها هذه المشكلة.
هناك مَن أقبلَ على الكلمة وأكلها لكن بصورة خطأ، وبدأ يُمارسها بجدية لكنه صُدِمَ لأنه لم يلقَّ النتائج. مثلاً ربما يكون قد أخذَ وعدًا منذ سنوات وتجده يردِّد قائلاً: “أعطاني الرب وعودًا للارتباط أو لعملٍ ما، لكنه لم يتحقق حتى الآن!”
لكن عند التدقيق على كلمة “وعود” وسؤال الشخص عن مصدر هذا الوعد، نجده يقول إنه من الكلمة وقد قرأها عندما تم توزيع بعض الوعود في الكنيسة أو رآه في حُلمٍ أو أحدهم قال له كلامًا في صورة نبوة، ويبدأ الشخص يتحرَّك في منطقة هذا الوعد بطريقة خطأ، وليس معنى ذلك أن الرب لم يُرِدْ له الخير في هذا الجزء لكنه بدأ يفهم الله بطريقة خاطئة في هذا الأمر.
إن تناولنا موضوع الارتباط على سبيل المثال؛ ليس كافٍ أن يقول الشخص إنه أخذَ وعدًا مُعيَّنًا في آية ما أو حُلم أو حتى نبوءة، هذا غير صحيح، وعلاجها أن يُدرَس الموضوع كله بشكلٍ مُستفيض من الكلمة، وهذا الأمر ينطبق على باقي الموضوعات أيضًا كالعمل والشفاء والازدهار…إلخ.
إذًا الكلمة ليست عبارة عن آيةٍ ووعدٍ بل هي تعليمٌ مُرتبِطٌ بأكثر من آية وموضوع، إلى أن نصل لمرحلة أن هذه ليست وعودًا بل هي بركات وتحتاج أن تأخذها وتحياها.
نحن بذلك نكون قد أسقطنا عمودًا مهمًا، لأن كثيرين يقولون إن الرب قال لي أو وعدني أو أحدهم أعطاني نبوة، وللأسف انتظرَ الشخص لسنوات ولم يَحدُث شيءٌ. انتبه! فلابد أن تصبح الكلمة هي طريقة تفكير لديك وتحيا بها.
للأسف نشأنا على فكرة آية ووعد والرب سيُكلِّمني اليوم من خلال الآية الذهبية، ولهذا يحاول الكثيرون قراءة الكتاب المقدس بحثًا عن شيء يلمس مشاعرهم، وكأنه من المفروض أن يجد أحدهم آية يوميًا في خلوته تجذبه، في الحقيقة هذه ليست عبادة بالروح، فكلمة الله بكاملها لك وليس جزء منها فقط سواء تحرَّكت مشاعرك تجاهها أو لا، هذه حقائق.
أنا شخصيًا كنت أحيانًا أشعرُ أن الرب غالِق للجو الروحي ولا يريد إعطائي آيةً أستمتعُ بها اليوم في خلوتي، وكان هذا يُضايقني لأني لم أجد آية تلمسني. من هنا يدخُل الشخص في حالة مِن السأم والملل، لأنه يقرأ الكلمة كمَن ينتقي آيات بعينها وليس كتعليم، والصحيح أن يُخرِج هو الآية عن عمدٍ وليس بالضرورة أن تأتي له في القراءات اليومية حتى تكون من الروح القدس.
◆ يسأل البعض: “أليس معني عمل الروح القدس أن يأتي بالأمور فجأةً وكأن هذا هو الخارِق للطبيعي؟” كانا الرب يسوع وبولس يستخرجا الآيات عن عمدٍ (لوقا 4) وهذا هو الأسلوب السماوي. فليس هذا شغل بشري بل إلهي بتأثير من الله حتى إن كنت أنت مَن تفعلها.
انتبه! عنصر المعجزة في الموقف ليس هو مجرد آية جاءت فجأةً أو بدون سابق تفكير مني، هذا ليس الخارق للطبيعي (مع إنها تحدُث أحيانًا). افهمْ هذا؛ الله إلهٌ مُنظَّمٌ وليس غامِضًا، طريقة الرب هي طريقة الكلمة، حيث كان الرب يسوع يتحرَّك بنظام.
الطريقة السليمة أن يفهم الشخص فِكْر الرب تجاه الموضوع المطلوب، وإن لم يَكُن لديه موضوعٌ قد يقول سأقرأ اليوم كي أعرف ماذا يريد الله مني، لأن ليس لديه خطة مفهومة والقصد الإلهي.
القصد أن تحيا مع الرب وتشهد له، إن لم يَكُن هناك تمرينًا أو تدريبًا مِن الراعي أو القائد تجاه دراسة أحد الموضوعات بعينها في الوقت الحالي، في هذه الحالة ينبغي أن تدرس الكلمة كي تشبع بها وتكتشفها، كما إنك تتناول الغذاء ليس لأن هناك مشكلة في جسدك بل لأنه يجب عليك الاهتمام بجسدك وبصحته كما إنك تسُّد جوعك أيضًا.
من أجل هذا إلقاء الوعود على الناس بشكل عشوائي، هو ما أحدثَ حالة الملل والإحباط لدى الناس وبذلك استغل إبليس هذا مُستخدِمًا الكلمة ضد الإنسان بسبب عدم فَهْم طريقة استقبالها.
يتبنَّى البعض اتّجاه أن الوعود هي ما تبني إيمانه، كما يسمع اختبارات البعض الذين تمسَّكوا بوعود مُعينة وظلوا يقولون لله: “أنت يارب قلت هذا” وقد يكون أتى هذا الاتّجاه بنتيجة مع هؤلاء الأشخاص، أو ربما تبنَّى الشخص نفسه هذا الاتّجاه يومًا ما وأتى بنتيجة إيجابية، لكن الرب يريد فطامك عن هذه الطريقة، لأنها ليست مِن سمات الناضِجين.
◆ يحكي البعض عن تحوُّل فجائي حدثَ في أحد النهضات؛ مثلاً كان الشخص يجلس وشعرَ بداخله بشيء مُباغِت، ماذا عن هذا؟
هناك نوعان مِن هؤلاء الأشخاص وهما:
النوع الأول: إما طفل روحي والله يُكلِّمه باللغة التي يفهمها حسب مستواه في تلك المرحلة، وهذا ينجح لفترة مِن الزمن، ولكن هذا الأسلوب لن يستمر، وإلَّا سيُصبِح ابنًا مُعاقًا!
النوع الثاني: هذا الشخص كان مليئًا بالكلمة والكلمة تتعاظم بداخله كالفقاعات التي تتصاعد مِن الغليان.
تقوم الكلمة في هذه المرحلة بخدمته وهذا لأنها مغروسة بداخله، فروحه تتكلَّم لذهنه ولها صوتٌ، فالكلمة بإمكانها أن تُخاطِبك؛ “20 يَا ابْنِي احْفَظْ وَصَايَا أَبِيكَ وَلاَ تَتْرُكْ شَرِيعَةَ أُمِّكَ. 21اُرْبُطْهَا عَلَى قَلْبِكَ دَائِماً. قَلِّدْ بِهَا عُنُقَكَ. 22إِذَا ذَهَبْتَ تَهْدِيكَ. إِذَا نِمْتَ تَحْرُسُكَ وَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَهِيَ تُحَدِّثُكَ. 23لأَنَّ الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ وَتَوْبِيخَاتِ الأَدَبِ طَرِيقُ الْحَيَاةِ.” (الأمثال 20:6-23)، ولأن الشخص فاهِمٌ ودارِسٌ لفِكْر الله، فبدأت الكلمة تفيض بداخله بشكل طبيعي.
للأسف الحالة السائدة في هاتين الحالتين هي الطفولة الروحية، فالناس تأخذ ما حدثَ معها كعمودٍ تستند عليه، لكنه لا يَصلُح سوى لوقت قصير ومن ثم ينكسر هذا العمود وينكسروا هم معه، لأنهم مُستنِدون على أمرٍ غير كتابي مع أنهم يتكلَّمون بالكلمة!
يمكن إساءة استخدام كلمة الله، استخدمَ إبليس نفسه الكلمة مع الرب شخصيًا، وهذا ينشئ داخل الشخص قلقًا تجاه هذا الإله (مُعتقِدًا الشخص أن الله غير مُنظَّم ومِن الصعب معرفة أفكاره أو بالأحرى مُتقلِّب الفِكْر وهذا مفهوم خطأ بالطبع). يرى البعض الرب بشكلٍ مُتذبذِب ويتولَّد بداخلهم خوفٌ لأنهم لا يعرفون فِكْر الله عن الحياة، فَهُم ينظرون للمواقف بناءً على آياتٍ كتابيةٍ رأوها بدون ترتيب، ووارد أن تَخرُج لهم آيات عكس الموقف الذي يخصهم.
هؤلاء الأشخاص الحامِلون لصفات الطفولة الروحية الذين يستخرِجون آياتٍ للوعود دون فَهْم السياق الخاص بها وفِكْر الله عن الموضوع، هؤلاء يُحارِبون الناضِجين روحيًا مَن يقولون العكس ويمسكون في وعد الله لأنهم فهموا زواياه وليس مجرد آية لمستهم.
◆ نأتي لسؤالٍ آخر ألَّا وهو؛ “إنْ تأخَّرَ الإنسان في معرفة الطريقة الصحيحة، هل هذا سيُؤثِّر على نضوجه على مدار سنين؟”
نعم يُؤثِّر إن لم يتخلَّ عن مبادئه بسهولة، ولن يُؤثِّر إن استطاع الشخص التخلي عن معتقداته بسهولة، مثل بولس الرسول الذي أنجزَ فَهْمَ أمورٍ كتابيةٍ كان يفهمها تلاميذ يسوع بوجودهم معه وتلمذته لهم، بل وكان أسرع منهم وتخطَّاهم، مع أنه لم يتقابل مع الرب يسوع شخصيًا لكنه سارَ مع الروح القدس! فهو اعتبرَ كلَ شيءٍ سابقٍ نفايةً وبدأ يتعلَّم من البداية بمنأى عن معتقداته السابقة، هو لم ينسَّ السابق لكن وضعه موضع الشك لئلا يكون خطأً.
عدم النضوج المُتأخِّر يُصيِّر الشخص أكثر بطئًا بشكل ما، لكنه لو تدارك هذا وأصبح طفلاً روحيًّا سريعَ التعلُّم، وفتح الباب للروح القدس، سيعوِّضه الروح عن السنين التي حدث فيها ضياع وجهل لأن الروح القدس في صف الإنسان، كما يعمل الروح القدس على الشخص المُتأخِّر بأن يختار الشخص بشكل عمدي أن يلغي مبادئه الشخصية لأنه من المحتمل أن تكون خطأ وهذه إمكانية شخصية فيك.
إذًا ليست العِبرة في السنين التي مضت، بل في الوقت الحالي ومدى تجاوبك واختيارك أن تتعلَّم وبذلك يُعوِّضك الروح القدس عن الوقت السابق بشكلٍ سريعٍ.
أيضًا ربما كنت تتعامل مع الكتاب المقدس بشكل غير مناسب وتدرسه بطريقة خطأ سابقًا، ومِن هنا حدثت خبرة سلبية لدى الشخص، أيضًا قد يتكلَّم إبليس لك ويُحبِطك قائلاً: “إنك كنت تدرس الكلمة وحريصًا روحيًا لكن هذا لم يأتِ بنتائج!” لكن يجب أن يقول الشخص لنفيه ولإبليس: “هذا صحيحٌ، لكني لم أكُن أعرف الكلمة بدقة لكني بدأت أعرفها والروح القدس في صفي وسأرى نتائج سريعًا”.
◆ ماذا عن الفئة الأخرى مِن الناس التي تشعُر بالندم نتيجة انفتاحها على حق كتابي قوي فتبدأ تتضايق وتحنق على الوقت السابق أو على الرب أو على مَن عَلَّموهم سابقًا، ويشعرون أنّ الحياة ضاعت منهم وعرفوا هذا الحق الكتابي النقي بشكل متأخر؟!
نعم قد عَبرت بهذا لمدة شهرين، لكن الروح القدس قالي لي: “إن لم تَتُبْ وتتراجع عن هذا الاتّجاه لن أستطيع السير معك بهذه الطريقة”. كما بدأ الروح القدس يكشف لي أن كل شخص أعطاني بقدر ما عرف، وكل شخص نقلَ من الشخص أو المُعلِّم السابق له، وقد يكون الخادم أو الراعي يعرف الحق ولم يُظهِره، أو لا يعرف لأنه نقلَ من سابقه. احذر فالندم مُدمِّرٌ، والروح القدس يتحرَّك بالإيمان.
الإيمان هو ألَّا تنظر للوراء حتى لو كان الأمر له شكل روحي لأن هذا لن يُحفِّزك؛ “8 لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.9لأَنَّ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هَذِهِ هُوَ أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ (لا يرى إلا ما هو قريب فقط)، قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ (أن خطاياه السالفة قد طُهِّرَتْ). 10لِذَلِكَ بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ لَنْ تَزِلُّوا أَبَداً. 11لأَنَّهُ هَكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ (المرور إلى الداخل) إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ.” (بطرس الثانية 8:1-11). يُمكِن للروح القدس أن يُحَد ويُعاق في حياة الشخص، وهذا ما يجعل الشخص لا يُقبِل على الكلمة.
كما أن هناك عائِقًا آخر مهمًا في حياة الشخص يعيقه عن الكلمة وهي النبوات مِن بعض الخدام، وهذا الأمر شبيه بما قُلناه سابقًا عن شخص لا يدرس الكلمة ويعتمد على مصادر معلوماتية مُقنَّنة في الكتاب المقدس، لكن لها قواعد، بل وتسمع الشخص يقول: “الروح القدس هو مَن ألَّفَ الكتاب المقدس، إذًا الروح القدس يُكلِّمني مِن خلال شخصٍ!” وهنا يعتمد الشخص على نبوات أو أشخاص معروفين مع تجاهُل الكلمة.
أتعلَّمْ أنّ هناك أشخاصًا بعينهم معروفين، ويوجد مَن يتواصل معهم طالِبًا نبوة مُعينة، أو حتى عن طريق وسائل التواصل المختلفة كالرسائل النصية. يبدأ الشخص في التواصل مع هذا الخادم فيَرُد عليه برسالة أو آية مُعيَّنة، ويقول له الرب يقول لك كذا وكذا، مع أن هذا الخادم لا يعرف أي شيء عن الشخص الذي يكلمه هذا!
هذا أمرٌ خطيرٌ وجعل الناس تُخْلِي يديها مِن الكلمة، وحتى عندما يقرأون الكلمة فهناك صوتٌ أعلى بداخلهم وهو صوت أشخاصٍ بعينهم، بل ويقولون بداخلهم الكتاب المقدس كبيرٌ لكن فلان سيقول لي خلاصة الأمر أو المُلخَّص، مثل الطالب الذي لا يستذكر دروسه مِن كتاب المادة لكنه يعتمد على أوراق تلخيص قبل الامتحان مباشرةً، أو يعتمد على أسئلة امتحانات الأعوام السابقة أي خبرات الناس السابقة دون أنْ يعلَّم لماذا وكيف.
يشبه هذا أيضًا المُوظَّف الجديد أثناء التدريب، يحتاج إلى مَن يُعينه ويساعده. إن لم يفهم سيضطر للحفظ الأعمى لأماكن الأشياء التي يعمل بها، وإن تغيَّرَ مكان الشيء سيَحدُث في حياته ارتباكٌ ولن يعرف كيف يُعالِجه، أو إن ذهبَ عنه المُدرِّب شعرَ بالحيرة واليُتم لأنه لم يتم تدريبه على الفهم!
كذلك مَن يتعامل مع الكلمة بهذه الطريقة ولا يفهمها، كمَن يقول لك ينبغي أن تُصلي لكن لا يقول لك كيف يتم هذا، وأي نوع من أنواع الصلاة يَصلُح للموقف المُعيَّن الذي تمرّ به، يمكنك دراسة سلسلة “الصلاة المستجابة” لمزيد من الفهم. أيضًا ماذا عن اتجاهك الفكري! لأن أفكارك ترسم المعجزة.
◆ كنا نعتقد أحيانًا أنّ الروح القدس هو مَن يقول لنا تحرَّكْ الآن يمينًا أو يسارًا، كما يقول لي ماذا أفعل عندما يضيق بي الحال وهو يتحرَّك بهذه الطريقة، لكن هذا غير كتابي؟
ليست هذه هي طريقة الروح القدس مع إنه يسير بطريقة مُتشابِهة لكن ليست هذه طريقة تعامُله معنا، حيث يقول الكتاب: “8 أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ. 9لاَ تَكُونُوا كَفَرَسٍ أَوْ بَغْلٍ بِلاَ فَهْمٍ. بِلِجَامٍ وَزِمَامٍ زِينَتِهِ يُكَمُّ لِئَلاَّ يَدْنُوَ إِلَيْكَ.” (مزمور 8:32-9)، أي الاضطرار للجوء للجام أو فرامل معين لكبح هذا الشخص لأنه بلا فهم.
عندما نسمع تعبير؛ “أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا”، الانطباع الأول الذي يأتي على أذهاننا أنّ الروح القدس يقول للشخص: “سِرّ يمينًا أو يسارًا بدون أن تفهم، سِرّ على حسب ما يقوله لك الروح”، لكن هذه الآية لها معنى آخر في اللغة الأصلية، لذلك سنفحص معاني كل كلمة بحسب الأصل العبري.
“أُعلِّمك”: سأضع المبادئ، الإحاطة بالشيء، الفَهْم والإدراك، اجعلك تنتبه لكل الزوايا، أعطيك الفهم والاستنارة في الأمر حتى لا تكون جاهِلاً.
“أُرشِدك”: سأجعلك تتعلَّم وتفهم، يُعطَى الشخص الفَهْم كالمطر بكثرة، أوجِّهك عَبْر التعليم وليس عَبْر مشورة صغيرة، أُعلِّمك كيف تعملها (أُعلِّمك الطريقة).
“أَنْصَحُكَ”: أعلِّمك، وأن تكون مُتعمِد الشيء وفاهِمًا للأمر الذي تفعله.
“عَيْنِي عَلَيْكَ”: بحسب مفاهيمي الإلهية، بقيادة عيني، بفَهْم الأبعاد الفِكْرية، ستصل لمرحلة أنْ تفهم نظرات عيني.
“لاَ تَكُونُوا كَفَرَسٍ أَوْ بَغْلٍ بِلاَ فَهْمٍ”: بمعنى أنّ هذا لا يتحرَّك بدون أن تقوده بلجام لكي يُنفِّذ ما تطلبه بصورة مُعيَّنة، أو تضع له كمامة كي لا يعتدي على أحدٍ، يريدك الله أن تفهم لا أن تتحرك بدون فهم.
قيل لبولس بالنبوة في (أعمال الرسل 4:21) أنْ لا يصعد لأورشليم، لكن بولس صعد، حتى أن لوقا ورفقاء بولس في السَفر طلبوا منه عدم الصعود لأورشليم وحاولوا إقناعه.
“9 وَكَانَ لِهَذَا أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى كُنَّ يَتَنَبَّأْنَ. 10وَبَيْنَمَا نَحْنُ مُقِيمُونَ أَيَّاماً كَثِيرَةً انْحَدَرَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ اسْمُهُ أَغَابُوسُ. 11فَجَاءَ إِلَيْنَا وَأَخَذَ مِنْطَقَةَ بُولُسَ وَرَبَطَ يَدَيْ نَفْسِهِ وَرِجْلَيْهِ وَقَالَ: «هَذَا يَقُولُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَهُ هَذِهِ الْمِنْطَقَةُ هَكَذَا سَيَرْبُطُهُ الْيَهُودُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي الْأُمَمِ». 12فَلَمَّا سَمِعْنَا هَذَا طَلَبْنَا إِلَيْهِ نَحْنُ وَالَّذِينَ مِنَ الْمَكَانِ أَنْ لاَ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.13فَأَجَابَ بُولُسُ: «مَاذَا تَفْعَلُونَ؟ تَبْكُونَ وَتَكْسِرُونَ قَلْبِي. لأَنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُرْبَطَ فَقَطْ بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضاً فِي أُورُشَلِيمَ لأَجْلِ اسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ». 14وَلَمَّا لَمْ يُقْنَعْ سَكَتْنَا قَائِلِينَ: «لِتَكُنْ مَشِيئَةُ الرَّبِّ». 15وَبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ تَأَهَّبْنَا وَصَعِدْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ.” (أعمال الرسل 9:21-15).
كان أغابوس نبيًّا مشهورًا وهو قد تنبَّأَ بالمجاعة سابقًا (أعمال الرسل 28:11). هؤلاء العذارى أيضًا كُنَّ يتنبأن، أي يعظْنَ. يُعنِي لفظ النبوة التكلُّم بالإيحاء الإلهي أو بالقيادة الإلهية وليس فقط الإخبار بأمور مستقبلية، شرطها فقط أن يكون الشخص مُنقادًا بالروح.
كان بولس يعرف هذا ولم يُفاجئه أحدٌ؛ “22 وَالآنَ هَا أَنَا أَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّداً بِالرُّوحِ (تحت سيطرة الروح والتزامه وتأكيده) لاَ أَعْلَمُ مَاذَا يُصَادِفُنِي هُنَاكَ. 23غَيْرَ أَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قَائِلاً: إِنَّ وُثُقاً وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي. 24وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ.” (أعمال الرسل 22:20-24)، كان بولس يعلَّم إنه سيُقيَّد قبل أن يُخبره أغابوس بذلك.
طريقة انقياد المؤمن في العهد الجديد أنْ ينقاد بالروح أولاً ويسمع هذا في داخله قبل أن يسمعها مِن الخارج عن طريق أحدهم. هنا كان أغابوس يُؤكِّد الصوت لدى بولس. حاربَ البعض بولس مُستنِدين على إنه كيف يكون ممسوحًا من الله وهو مُقيَّدٌ في السجن! من أجل هذا كان بولس يُرسِل للاطمئنان على الكنائس مِن سِجْنه ويسأل إن كان حَصل لهم هبوطٌ روحيٌّ بسبب سجنه أو الضيقات التي يَعبُر بها.
لم يكن بولس مُحتاجًا لنبوة أغابوس للتأكيد لكنها قيلت مِن أجل أن يفهم الحاضِرون ما سيَحدُث، مثلما حدثَ مع المسيح؛ “28 أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ!». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضاً!». 29فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفاً وَسَمِعَ، قَالَ: «قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ!». وَآخَرُونَ قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ ملاَكٌ!». 30أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هَذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ.” (يوحنا 28:12-30).
انتبه فالذي يعتمد على النبوات يدخُل عالم الروح مِن أوسع أبوابه، قد يأخذ جزءًا مِن الروح القدس والكلمة، قد يختلط هذا بصوت مِن إبليس أو ذهن الشخص المُتكلِّم وبالتالي أنت مَن تُعاني، لأنك تأخذ قرارات نتيجة نبوات وليس التعليم الكتابي.
يقول البعض إن هذا الشخص يتكلَّم بآيات كتابية، إبليس أيضًا يفعل ذلك! ربما يقول لك الشخص بعض الأسرار في حياتك وهذا إثباتٌ بالنسبة لك على صحة الموقف، لكن هذا ليس إثباتًا؛ “16 وَحَدَثَ بَيْنَمَا كُنَّا ذَاهِبِينَ إِلَى الصَّلاَةِ أَنَّ جَارِيَةً بِهَا رُوحُ عِرَافَةٍ اسْتَقْبَلَتْنَا. وَكَانَتْ تُكْسِبُ مَوَالِيَهَا مَكْسَباً كَثِيراً بِعِرَافَتِهَا. 17هَذِهِ اتَّبَعَتْ بُولُسَ وَإِيَّانَا وَصَرَخَتْ قَائِلَةً: «هَؤُلاَءِ النَّاسُ هُمْ عَبِيدُ اللهِ الْعَلِيِّ الَّذِينَ يُنَادُونَ لَكُمْ بِطَرِيقِ الْخَلاَصِ». 18وَكَانَتْ تَفْعَلُ هَذَا أَيَّاماً كَثِيرَةً. فَضَجِرَ بُولُسُ وَالْتَفَتَ إِلَى الرُّوحِ وَقَالَ: «أَنَا آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا». فَخَرَجَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ.” (أعمال الرسل 16:16-18).
لفظ عرافة أو روح عرافة أي أرواح تألف الشخص (Familiar Spirits)، هي أرواح تعرف الشخص عن طريق أرواح شريرة أخرى تدرس الشخص، فإبليس كان يعلَّم مَن هو بولس (أعمال 15:19). مثلما يضع الرب ملائكته على أشخاصٍ، يضع إبليس أيضًا ملائكته لدراسة أحد الأشخاص منذ طفولته، بل ويحاولون أن يقتلوه إن استطاعوا هذا. هذه الأرواح تستطيع أن تعرف مِن فم الشخص ماذا يحب وماذا يكره وماذا يَحدُث، هم لا يعرفون الفِكْر الداخلي لكنهم يستطيعون إلقاء الفكرة وتخمين ردّ الفِعْل بحسب معرفتهم.
هذه الجارية كانت تتكلَّم بمعلومات صحيحة باحترام وليس كإهانة، وربما يُفكِّر البعض إنها بمثابة دعاية لبولس لكنه ضَجَرَ مِن هذا الفعل، وضَجَرَ بمعنى إنه حدثَ بداخله إشارة داخلية جعلته يُميِّز الأمر ويرى الموضوع بصورة مختلفة ويتعامل معه بمنطلق روحي، لهذا قاده الروح أن يتَّخذ موقفًا حاسِمًا تجاه هذا الأمر وأخرج الروح منها.
نرى هنا كيف تعاملَ بولس مع الأمر على أنه روح شرير، إذًا ليس كل مَن يقول أسرارًا هو مِن روح الرب، لذلك إنْ دخلت في طريق غير الطريق المُقنَّن الذي وضعه الرب (الكلمة التي هي فِكْره) ستَحدُث مشكلة، مثل قراءة الأبراج أو البحث عن آية بالحظ وهذا نوع من العرافة، أو تذكُّر بعض الآيات بعينها لاستخدامها بطريقة خاطئة، وهذا عمل تستطيع الأرواح الشريرة أن تفعله في الشخص، السرّ ليس في قراءة كلمة الله بل أكلها.
◆ ماذا عن هؤلاء مَن يستجوِبون الشياطين الساكِنة بعض الأشخاص ويميلون لمعرفة ماذا يَحدُث في عالَم الروح!
هذا الشخص ينجرف لعالَم الأرواح مِن أوسع الأبواب أيضًا لأن إبليس كذاب، والمعلومات الصادرة منه ليست أكيدة أو صحيحة، في بعض الأحيان يكون الشيطان مُلزَمًا بالإجابة على سؤالٍ مُعينٍ تحت قيادة الروح القدس كما فعلَ الرب يسوع مع لجئون، ولكن هذا ليس المُعتاد لأن الرب كان يُخرِس الأرواح الشريرة ويُخرِجهم بكلمة، تذكَّرْ أنَّ التكلُّم معه ليس الطبيعي.
مبدأ النبوات ليس أكيدًا بمفرده كما رأينا للتو. عندما تريد السير بشكل صحيح، الجأ للكمة. خصوصًا لو كانت هناك قرارات مصيرية، قد تكون النبوات لامِعة ومُؤكِّدة لأمرٍ أنت قرأته في الكتاب المقدس، لكن قد تكون هذه حيلة مِن إبليس، لأن الشخص يلجأ لآية معينة يقول إنها لمسته لكن دون دراسة.
ربما يدرس الشخص هذه الآية كي يُرضِي ضميره لكنه لم يفهم فِكْر الرب، ومن الممكن أن يُرسِل أحدهم الآية نفسها في رسالة وتشعر أنّ هذا تأكيدٌ من الرب لكن الأمور لا تسير هكذا، هذا خداعٌ شيطانيٌّ وخطة محبوكة وليست صدفة لأن إبليس يظهر كملاك نور.
السؤال الهام هو؛ كيف لا يتم خداعي بهذا الفخ؟! أن تبنَى حياتك على كلمة الرب وتفهمها، أن تعرف كيف تأكلها بشكل صحيح وتسير بك إلى الطريق الصحيح. لا تأخذ معلوماتك من غير الرب، قد تأخذ معلومات معينة من المجتمع أو من تربويات أو أشخاص وتنسى هذه المعلومة ولا تتذكر مصدرها بعد أن تذهب إلى أعماقك، لكن عندما يأتي موقف ما تطفو هذه المعلومة على السطح كي تسير بها، وأنت تعتقد أنها صوت الرب لك لكنها ليست كذلك، مَن يفصل الأمر هي كلمة الله التي تُمشيك على مبادئ، عندها تُميِّز صوت الرب.
◆ نأتي لسؤالٍ آخر؛ هل المؤمن حسب نضوجه الروحي يقدر أنْ يفهم البُعْد العميق للكلمة وهذا يختلف عن أي مُؤمِن في مستوى إيماني أقل؟ وهناك سؤالٌ مشابهٌ وهو؛ هل يفهم المؤمن الروحي الناضِج عُمق في الكلمة أعلى مِن مُؤمِن مُبتدئ؟
دعونا نقرأ هذا الشاهد حتى نفهم الإجابة؛ “11 اَلَّذِي مِنْ جِهَتِهِ الْكَلاَمُ كَثِيرٌ عِنْدَنَا، وَعَسِرُ التَّفْسِيرِ لِنَنْطِقَ بِهِ، إِذْ قَدْ صِرْتُمْ مُتَبَاطِئِي الْمَسَامِعِ. 12لأَنَّكُمْ إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ، تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ بَدَاءَةِ أَقْوَالِ اللهِ، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى اللَّبَنِ لاَ إِلَى طَعَامٍ قَوِيٍّ. 13لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، 14وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.” (عبرانيين 11:5-14).
إذًا الكلمة ليست صعبة بل هم مُتباطِئ المسامع، لأنهم صاروا أطفالاً مُعاقين وغير ناضِجين عديمي الخبرة والتعليم، هم يسمعون لكنهم لا يفهمون. يرتبط فَهْم الطفل في بداياته بنضوجه، وفي نفس الوقت هناك مَن يعتقد خطأً أنه كلما نضجَ الإنسان كلما فَهِمَ الآية بطريقة مختلفة وتتبدل هذه المفاهيم، وهذا غير كتابي!
الحق الكتابي واضحٌ وتعليم الكلمة مفهومٌ، إن لم تفهم الكلمة بعُمقها سيُؤثِّر هذا عليك. ليس معنى كلامي أنك سُتعطَى جديد، كمَن يقول كلمة الله جديدة كل صباح، لذا يعتقد البعض أن الآية سيكون لها معنى جديد كل يوم، بل ويتضايق الشخص إن قرأَ آيةً في خلوته وكان يعرف معناها ولم يستخرج منها معنى جديدًا يناسبه، لأن هذا هو مفهوم الخلوة الشخصية في نظره، وإنْ لم يفهم بهذه الطريقة سيشعُر بالضيق فيتمعَّن في الآية بشكل ما حتى يُخرِج معنى جديدًا وهذا خطأٌ وخطيرٌ!
تدرَّجَ الإعلان عن المسيح إلى أنْ جاء يسوع، وبدأَ يُعلِّم تلاميذه بالتدريج إلى أن وصلوا في تعليمهم إلى مستوى كبير قبل الصعود عندما كان يُعلِّمهم عن الملكوت. لم يأتِ الرب يسوع بمعنى جديد بقدر مما هو ارتفعَ في المستوى التعليمي، حتى ناموس موسى اختلف وضعه، أُبطِل العمل به لكن لم تنقلب معانيه، فلم تَعُد اللعنة بركةً والعكس.
◆ ماذا عن مَن يقولون: نعلَّم أن الله لا يتغيَّر، لكن هل العهد القديم للدراسة فقط لأنه كُتِبَ لأجل تعليمنا أم نحتاج أن ندرس الجزء الذي يلي القيامة فقط؟
المبادئ واحدة في العهدين وهي مبادئ الله لكن العهد الجديد يُخاطبني أنا شخصيًا، بالأخص الرسائل. العهد القديم والأناجيل كُتِبوا لأجلنا (لأجل تعليمنا) باستثناء يوحنا بقدر ما الذي كان يكتب إلى الكنيسة، لكن الرسائل كُتبت لنا. مع ذلك لا يمكننا أن نشطب على مبادئ العهد القديم، حيث لم يأتِ يسوع ليُنقِض بل ليُكمِّل. كان هناك تدرُّج في الإعلان ووصلَ إلى قمته في الرسائل، فكما شرحَ لنا الرسول بطرس إنه يوجد ما يُسمَى بالحق الحاضر، فالذبائح ليس حقًّا حاضرًا بالنسبة لنا الآن، أُبطِلَ العمل بها الآن في العهد الجديد.
الفرق ما بين العهدين أنّ إبليس تمَّ التعامُل معه، وأصبحت العبادة بالروح وليست بالصورة الجسدية، والخليقة الجديدة أصبحت بداخلنا، أيضًا أصبح الروح القدس يسكن بداخلنا. كما وُضِعَ الناموس في داخلي كمولود من الله.
◆يسأل الكثيرون قائلين: “كيف أتغلَّب على التشويش أثناء اللهج بالكلمة؟”
دعونا نتذكَّرْ ما قاله الكتاب: “لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَاراً وَلَيْلاً.” (يشوع 8:1)، اللهج معناه أن يتمعَّن الشخص في الكلمة أو في التعليم الكتابي ويرسم بداخله الصور الكتابية، يجب ألا تنجرف في السرحان وتشطب على الفكر الذي يأتيك من الخارج، وتبطل أي فِكْر غير كتابي وتقول: “لا” عليه، وتتحكَّم في أفكارك وتُسيطِر عليها.
ينقسم اللهج لثلاثة مستويات:
- التأمُّل العمدي.
- التمتمة بالكلمة بصوتٍ خافتٍ.
- التكلُّم بالكلمة بشكل قوي مثل اعترافات الإيمان (الزئير بالكلمة).
اعلَّمْ أنّ سبب التشويش أنّ الإنسان مزروعٌ بداخله أفكار كثيرة من كل حدب وصوب، مثل الأرض المليئة بالشوك الذي يخنق أي زرعٍ جديدٍ ينمو، والحلّ أن تقتلع الشوك بالتدريج، وتتعمَّد فِكْر اليقظة، وتفهم نفسك وكيف تُفكِّر وما الدافع وراء تفكيرك.
هناك مَن يلهج في الكلمة وأثناء ذلك تقفز بعض الأفكار في ذهنه وتُسبِّب تشتيتًا كبيرًا مثل فِكْر ضائقة مالية أو مشكلة أحدهم، وتُزيح صور ومناظر الكلمة وتحل مكانها صورة أعراض المرض أو الضائقة التي يمر بها الشخص، ما الذي يجب فِعْله بشكل عملي في مثل هذه المواقف؟
مجدًا للرب فكلمته تُعطينا الحل؛ “18 أَمَّا سَبِيلُ الصِّدِّيقِينَ فَكَنُورٍ مُشْرِقٍ يَتَزَايَدُ وَيُنِيرُ إِلَى النَّهَارِ الْكَامِلِ. 19أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَكَالظَّلاَمِ. لاَ يَعْلَمُونَ مَا يَعْثُرُونَ بِهِ. 20يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. 21لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. احْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. 22لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ. 23فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ.” (الأمثال 18:4-23).
“أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي”: تعمَّدْ هذا وارفضْ الفِكْرة بشكلٍ مُتعمَّد وانتبه للكلمة، فمثلاً عندما تكون في مكانٍ مُزدحِمٍ وتريد أن تتكلَّم في هاتفك المحمول، لكن المكان مُزدحِمٌ والناس كلهم يتكلَّمون، أنت فقط لا تضع تركيزك على ما يتكلَّمون به، كأنك تفصل بشكل مُتعمَّد تركيزك عنهم وترفع صوتك لتتكلَّم في الهاتف في نفس الوقت.
“أَمِلْ أُذْنَكَ”: استدعِ الكلمة وفَكِّرْ فيها وانصت لها باهتمام.
“لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ”: طول الوقت تستدعيها بذهنك وتضعها أمامك.
“احْفَظْهَا”: أي احرسها ولا يكُنْ شريكًا بداخلك للكلمة ولا تزرع حقلك أي شيء آخر غيرها، مثل الأفلام وخبرات الناس ومبادئ العالم لأن الكلمة حياة ودواء.
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.