هناك ثلاث كلمات عظيمة يمكنها وصف حال المؤمن الذي يستغل الامتيازات التي له في المسيح- الراحة، والسلام، والفرح. الثلاث كلمات هذه هي ثمر الايمان الناضج. يو 14: 27 “سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب”. هذا السلام لم يكن عن اليهود وهم تحت العهد الاول. السلام الوحيد الذي كانوا يعرفونه هو السلام القومي. لكن الذي مع الخليقة الجديدة، هو سلام القلب، وسلام الذهن، وسلام الجسد المادي. المرض يدعى سقم، وسلام مكسور، وراحة مكسورة، وفرح مكسور. “سلامي اترك لكم”. ان هذا ليس سلام العالم. انه ليس سلام الذهن، لكنه سلام القلب. انه سلام قلبي. اش 26: 3 هو نبوة عن الكنيسة “ذو الراي (التصور) الممكن تحفظه في سلام كامل لانه عليك متوكل”. هذا كان سيحدث الي الانسان الذي قيل عنه “في هذا اليوم”.
ستجد هذه الكلمات مرات ومرات. اش 27: 2- 6 “في ذلك اليوم غنوا للكرمة المشتهات انا الرب حارسها اسقيها كل لحظة لئلا يوقع بها احرسها ليلا ونهارا ليس لي غيظ ليت عليّ الشوك والحسك في القتال فاهجم عليها واحرقها معا او يتمسك بحصني فيصنع صلحا معي صلحا يصنع معي”. هذه النبوة هي عن الكنيسة. انها الكرمة التي الله الاب هو راعيها، و نحن اغصانها. وهو يراقبها كل يوم. انه حارسها. ويحفظها ليلا ونهارا. الا يمكنك رؤية صورة السلام؟ القلب يجب ان يدرك هذا الامان الكامل. “لئلا يوقع بها احرسها ليلا ونهارا”. ثم يقول بعد هذا اغرب الكلمات “ليت ليّ غيظ”.
لماذا؟ ان كل الغضب قد انسكب على يسوع. لقد حل الغضب مشكلة الخطية. ثم بعد هذا تتغير الصورة “ليت عليّ الشوك والحسك في القتال فاهجم عليها واحرقها معا”. يقول انه يتمنى ان كل التجارب والشوك والحسك التي تاتي عليك في تعاملاتك مع الاشخاص تاتي ضده. سيهجم عليها. انه يقول “انا جالس عن يمين الاب. اتشفع دائما لاجلك، وانا قوتك وحكمتك في مواجهة اي مشكلة. انه يقول الان “انت تمتلك قوتي. انت تشرب من طبيعة روحي، ومن سلامي”. البعض منكم ربما يكون في شك او صعوبات. هذا الوعد هو لحياة قلبي “سلامي اعطيكم”. انا اتنفس بهدوء وراحة ربي. “سلامة جزيلة لمحبي شريعتك، وليس لهم معثرة”. (مز 119: 165).
يو 16: 33 “قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام”. الكلمة الثانية هي فرح. الفرح هو شئ يمتلكه فقط المؤمنون. ربما يمتلك العالم فرح. انهم يجدون ذلك في محيطهم وبيئتهم. لكن ثمر الروح المخلوقة من جديد هو محبة، فرح، سلام؛ ليس ثمر الروح القدس. انه انتاج الروح القدس الذي خلقنا من جديد، واتى بنا الي شركة معه. يو 16: 24 “الى الان لم تطلبوا شيئا باسمي اطلبوا تاخذوا ليكون فرحكم كاملا”. هذه واحدة من الامور المعجزية المرتبطة باسم يسوع. في حياة الصلاة الخاصة بك انت صرت في شركة مع الله الاب، انت تنفذ ارادته الثمينة، لقد حللت محل يسوع.
لقد رايت صلاتك تستجاب. ورايت امور عظيمة احضرها الله، وامتلا قلبك بالفرح الذي لا ينطق به ومجيد. يو 15: 11 يخبرنا عن الثمر. “انا الكرمة وانتم الاغصان… الذي يثبت في وانا فيه هذا ياتي بثمر كثير… ان ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم بهذا يتمجد ابي ان تاتوا بثمر كثير”. وعدد 11 ” كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم”. عندما يتسرب الفرح خارجنا ويتركنا فارغين، فهذا يثبت اننا خارج الشركة، وخارج التواصل معه.
تذكر ما قاله يوحنا المعمدان في يو 3: 29 “من له العروس فهو العريس واما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس”. ثم يقول هذه الكلمات “اذا فرحي هذا قد كمل ينبغي ان ذلك يزيد واني انا انقص”. فرح يسوع يكمل فينا، وفرحنا يكمل فيه. هذه واحدة من اروع، واجمل الامور التي صلى بها يسوع لاجلنا. المؤمن لا يجب ان يسمح ابدا لاي شئ ان يسرق منه فرحه.
قوة الكنيسة التي تغلب ليست معرفة الامور المعجزية، لكن الفرح هو تجمع جذاب. المؤمن المسرور ايضا جذاب.
يقول بطرس في 1بط 1: 8 “ذلك وان لم تروه تحبونه ذلك وان كنتم لا ترونه الان لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به و مجيد”.
في في 4: 1 يقول بولس لهم ” ذا يا اخوتي الاحباء والمشتاق اليهم يا سروري واكليلي اثبتوا هكذا في الرب ايها الاحباء”. في اية 4 يقول ” افرحوا في الرب كل حين واقول ايضا افرحوا”. في 2 كو 2: 14 “ولكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح”. ان روح الانتصار والفرح هو ما يجعل الشخص كارزا جذابا. الوجه الحزين والمحبط ليس اعلانا جيدا عن الخليقة الجديدة. لكنها الروح المنتصرة، والمليئة بفرح لا ينطق به ومجيد هي كرازة النعمة. الكلمة الثالثة العظيمة هي الراحة، راحة الفداء هي الامر الذي يجب ان يعرفه ويتمتع به كل مؤمن.
عب 4: 1 “فلنخف انه مع بقاء وعد بالدخول الى راحته يرى احد منكم انه قد خاب منه”. كل مؤمن يجب ان يقرا هذا الشاهد مرات، ويسال نفسه “هل انا قد خبت من ان تستمتع براحته؟” اي نوع من الراحة هذه؟ انها ليست راحة من يتسلق جبل بحمل ثقيل، ثم يجلس للحظة ثم يرفع حمله بين ذراعيه. 1بط 5: 7 “ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم”. كل حمل تم وضعه على المعلم. يجب ان تدرك انه في الاب ويسوع قوتك الكاملة، وراحتك التامة، والمكان حيث لا يزعجك شئ.
في 4: 6 ” لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع”.
لا تقلقوا في اي شئ، لكن اجعلوا كل شئ عليه. هذه هي معادلة الله لحياة الانتصار. “بل في كل شيء بالصلاة والدعاء…”. بالصلاة والشكر انت تجعل طلباتك معلومة عنده.
ثم يقول بعد هذا هذه الكلمات المقتدرة “وسلام الله الذي يفوق كل عقل (الذي لا يمكن للمعرفة الحسية فهمه) يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع”.
راحة الله صارت راحتك. الاغرب، ان هدوء يسوع عندما كان في حياته على الارض صار لك. انت مستريح فيه. هدوءه وسلامه هما لك. يمكنك الان فهم اية 11 في هذا الاصحاح “ليس اني اقول من جهة احتياج فاني قد تعلمت ان اكون مستقلا عن الظروف” (ترجمة القرن العشرين). هذه راحة. هذا هو الدخول الي راحته. عب 4: 3 “لاننا نحن المؤمنين ندخل الراحة كما قال”. ما الذي يعنيه. نحن المؤمنين عرفنا الكلمة التي تصف مكانة المؤمن. لقد صرنا خليقة جديدة. الاشياء العتيقة التي اعاقتنا وقيدتنا قد مضت.
ليس لدينا بعد اي خوف من الله الاب. انه يحبنا.
نحن نحبه. نسير ونعيش في شركة معه. نحن امنين بامانه. نحن نتشارك معه. نحن في اتصال معه. هو حمايتنا. مز 23: 1- 3 هو توضيح كامل “يسوع راعي فلا يعوزني شي في مراع خضر يربضني”.
يجعلني استلقي في مكان راحته، وفي ظل صخرته العظيمة.
يقودني بجانب مياه راحته. لقد خيمت بجانب نهر الحياة. اشرب من اعماق راحته، وسلامه، وفرحه.
ادرك اننا شركاء الطبيعة الالهية (2بط 1: 4 ، 1يو 5: 13). طبيعة الحب هذه هي الحياة الابدية، طبيعة الله الاب، والمحبة الكاملة هي راحة كاملة. انها تطرد الخوف. الخوف هو عدو الراحة. 1يو 4: 17، 18 “بهذا تكملت المحبة فينا ان يكون لنا ثقة في يوم الدين لانه كما هو في هذا العالم هكذا نحن ايضا”. كما هو امام الله الاب، هكذا نحن. كما هو في راحته، هكذا نحن. كما انه الكرمة، هكذا نحن الاغصان. لقد دعينا الي شركة معه. نحن نسلك في النور ونعيش في المحبة معه.
لذلك لا خوف في المحبة، والمحبة الكاملة تطرد الخوف خارجا (1يو 4: 18). لقد صرنا كاملين في حياة المحبة هذه، لانها هيمنت علينا، وطبيعة المحبة هذه صارت في ارواحنا. وفيها راحة السماء.
يمكنك ان ترى ايتها الام، ما الذي يعنيه هذا في حياتك العائلية. تصبحين مرهقة جسديا، ويتعبك الاطفال حتى تصبح روحك غير مستريحا وصوتك مبحوح. تتكلمين بصعوبة. وتكونين في مكان بعيد عن الراحة. لكنك تقول “كيف يمكن لاحدهم ان يذهب لهذا المكان؟” تذكري الشاهد الذي في اشعياء “دعه يتمسك بحصني”. يجب ان تستفيد من الشخص الساكن فيك. انت طلبتي منه ان ياتي ويسكن فيك. 1يو 4: 4 هو لك “انتم من الله ايها الاولاد وقد غلبتموهم لان الذي فيكم اعظم من الذي في العالم”. دائما تذكر انك من الله وانك غالب.
الاضطرابات ومصادر الحزن التي تاتي عليك هي لا شئ الا اذا ازدادت عليك وارهقتك جسديا. انت الذي سمحت للظروف ان تملك عليك. الان العظيم الذي في الداخل يسمى الاعلى وهو يقوم في محبته ونعمته ليواجه اي مشكلة. انه يبرئ مشاعرك الغاضبة، ويمحو كل صعابك. انه يجعلك منتصرا على الظروف. الان انت تعلمت السر. في وسط احتياجك، وفقرك، او في وسط اضطرابك وعوزك، انت منتصر. بالداخل انت ممتلئ بالفرح والهدوء. قال احد الرجال لزوجته التي عاشت لمدة طويلة في مجال الراحة ” كيف فعلت هذا؟”. لقد حدث امر مخيف. احد ابناء الجيران جرح بشدة بالصدفة وكانت الام تضمد الجرح. كان اضطراب الام واضحا، وكذلك كل من حولها.
كانوا منتظرين قدوم الاسعاف. كانت هادئة بشدة كما لو كانت تعتني بطفل نائم. لقد اجابت “لم افعل هذا، لكن الذي في اعظم” الاعظم الذي في داخلي اعطاني حكمة. هل سمعتي الطبيب وهو يقول لقد انقذت حياة ابنك؟ لم ادرس التمريض من قبل، ولا اعلم شئ عنه، لكن الذي في اعظم من الاحتياج الذي يواجهني”. الا يمكنك ان ترى انك اذا اعطيته حياتك سيعطيك سلام؟ ربما بداخلك الروح القدس منذ وقت طويل لكنك لم تعطيه مكانته.
معظم الذين نالوا الروح القدس، وفي تواصل مع خدمتي، لم يعطوه ابدا مكان في حياتهم. لم يخبروني كيف كان الامر رائعا عندما اتى داخلهم، لكنهم تجاهلوه واصروا على تحمل متاعب الحياة بمفردهم. لقد سلكوا كما لو انه لم يكن موجودا. “لقد تغلبت عليهم، لان الذي فيك اعظم من الذي في العالم”. هو اعظم من تاثيرات العالم حولك. ربما يكون تاثيره عليك مثل الفيضان، لكن يمكنك ان تقف كصخرة وتتغلب عليه. في 2: 13 يصبح حقيقة حية “لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة”.
انه الله الذي يعمل في داخلي، ويبني في راحة وهدوء يسوع، وشعور يسوع بحضور الله الاب. انه يريد ويعمل مسرته فيّ ومن خلالي. من المهم ان نتذكر 1يو 5: 11 “وهذه هي الشهادة ان الله اعطانا حياة ابدية، وهذه الحياة في ابنه من له الابن فله الحياة من ليس له ابن الله ليست له الحياة”. انت ولدت في عالم الايمان، ومجال المحبة. لقد ولدت في عالم الله، في مجال الانتصار والمعجزة، والخارق للطبيعي. ايمانك صار جزءا منك. بينما تتغذى وتعيش بالكلمة، والكلمة تحيا فيك، عندها يصبح لديك راحة دون ان تعي، وهدوء بدون وعي
نشرت بإذن من مؤسسة كينيون لنشر الإنجيل Kenyon’s Gospel Publishing Society وموقعها www.kenyons.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية بإذن من خدمة كينيون.
Taken by permission from Kenyon Gospel Publishin Society , site: www.kenyons.org
All rights reserved to Life Changing Truth.