القائمة إغلاق

Episode 4: Heosphoros الحلقة 4: هيوسفوروس 2

هيوسفوروس 2

حلقة 4

برنامج من البداية للنهاية

video
play-sharp-fill

لمشاهدة الحلقة علي الفيس بوك 

لسماع الحلقة على الساوند كلاود أضغط هنا

 

برنامج من البداية للنهاية

(راديو الحق المغير للحياة)

الحلقة الرابعة: هيوسيفورس (الجزء الثاني)

 

تنويه: العظة مكتوبة بـالذكاء الاصطناعي، لم تُراجع من خدمتنا بعد، إن وجدت أخطاءً في الكتابة تواصل معنا واذكرها لنا.

  • فهم طبيعة الملائكة وقدراتهم.
  • محدودية معرفة إبليس (الشيطان).
  • الكنيسة تُعلّم الملائكة: أنتَ المدرس!
  • هل يمكن أن تسقط ملائكة أخرى الآن؟
  • حماية الملائكة الأبرار لنا بعد الميلاد الثاني.
  • أين إبليس الآن؟
  • الجحيم: اختيار إنساني وليس عقوبة إلهية.
  • لماذا لم يقضِ الله على إبليس قبل خلق الإنسان؟
  • مسؤوليتك في مقاومة إبليس.
  • ما الذي يفعله إبليس في حياة المؤمن؟

 

مُلخص الحلقة الماضية: الله، الإنسان، وسقوط الملاك:

لقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن حقبة ما قبل بداية الزمن، وكيف أن الله قد وضع الإنسان محورًا لخطته العظيمة. لقد استثمر الله كل شيء في الإنسان، حتى إنه استثمر ذاته فيه. وللإعداد لهذه الخطة، بدأ الله بحقبة الملائكة، الذين خُلقوا ليكونوا خدامًا يُساعدون الإنسان في يوم من الأيام.

  • ملاك ممسوح للسيادة: في هذه الحقبة، كان هناك ملاك ممسوح خُصص ليسود على كوكب الأرض، كنوع من التدريب إلى أن يأتي الإنسان، ويبدأ هو في السيادة. هذا الملاك كان سيخدم الإنسان.
  • سقوط الملاك بسبب الكبرياء: بسبب الروعة والجمال والامتيازات العظيمة التي أُعطيت لهذا الملاك، بدأ الغرور يملأ نفسه، ويتكبر ويستقل بكوكب الأرض.
  • تجنيد الملائكة والتمرد على الله: قام هذا الملاك بتجنيد الملائكة الآخرين، مُقنعًا إياهم بأفكاره ضد الله، وبدأ يُحارب السماء من الأرض، مُحاولًا الاستيلاء على عرش الله والإطاحة به.
  • الشيطان شخصية حقيقية: من هنا، أدركنا أن إبليس ليس مجرد فكرة، بل هو شخص حقيقي، حتى وإن كان هو نفسه يُحاول إقناع الناس بعكس ذلك. لقد رأينا كيف كان الرب يسوع يُخرجه من الناس، وكيف أن رئيس الملائكة ميخائيل قد حارب إبليس.
  • خلق الله للشيطان: اكتشفنا أن الله لم يخلقه بهذه الطريقة الشريرة، بل خلقه جميلًا ومميزًا، لكنه بسبب اختياره وإرادته الحرة، سار في طريق آخر، وصار مُعاديًا لله، وبالتالي مُعاديًا لكل ما يُحبه الله.

فهم طبيعة الملائكة وقدراتهم

هل الملائكة كانت تعرف كل شيء قبل أن يصبح بعضهم شياطين؟

  • كائنات روحية ورُسُل: بدايةً، التعبير الأدق هو “كائنات روحية”، فكلمة “ملاك” تعني “رسول”، وقد تُطلق حتى على الروح القدس نفسه، وعلى يوحنا المعمدان.
  • معرفة محدودة: الملائكة ليست كلية المعرفة ولا كلية الوجود؛ فهم كائنات محدودة. الغرض الأساسي من وجود الملائكة التي تخدم الأرض هو خدمة الإنسان. “أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ؟ (عبرانيين ١:‏١٤).
    • مثال من الكتاب المقدس: رأينا هذا بجلاء مع أليشع، حيث كانت الملائكة تُحيط به لحمايته. والرب يسوع نفسه، الإنسان الجديد الذي دخل إلى الأرض ليُظهر لنا نوعًا جديدًا من البشرية، كانت الملائكة تخدمه. ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.” (متى ٤:‏١١)
    • عدم معرفة كل شيء: في (تكوين ١٩:‏١-‏٣)، نرى أن الملاكين اللذين ذهبا إلى لوط لم يكونا يعرفان العدد الكلي لأبناء لوط، فقد افترضا أن لديه أولادًا ذكور، بينما الكتاب لم يذكر ذلك.
    • اشتياق الملائكة للمعرفة: يشهد الرسول بطرس على محدودية معرفة الملائكة: الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ، بَاحِثِينَ أَيَّةُ وَقْتٍ أَوْ مَا هِيَ الظُّرُوفُ الَّتِي يَدُلُّ عَلَيْهَا رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ وَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا. الَّذِينَ أُعْلِنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ لَيْسُوا لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لَنَا كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهذِهِ الأُمُورِ الَّتِي أُخْبِرْتُمْ بِهَا أَنْتُمُ الآنَ بِوَاسِطَةِ الَّذِينَ بَشَّرُوكُمْ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُرْسَلِ مِنَ السَّمَاءِ. الَّتِي تَشْتَهِي الْمَلاَئِكَةُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهَا” (بطرس الأولى ١:‏١٠-‏١٢).

إذا كانت الملائكة تشتهي أن تعرف هذه الأمور، فهذا دليل قاطع على أنها لا تعرفها بالفعل.

    • الكنيسة تُعلّم الملائكة: يكشف لنا الرسول بولس أمرًا مُدهشًا وَأُنِيرَ الْجَمِيعَ مَا هُوَ شَرِكَةُ السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ فِي اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِكَيْ يُعْرَفَ الآنَ عِنْدَ الرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ بِوَاسِطَةِ الْكَنِيسَةِ بِحِكْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ أفسس ٣:‏٩-‏١٠).
      • انتبه: كلمة “يُعرف” هنا في اليونانية هي “جونريزو” (γνωρίζω)، والتي تعني “يتم تعليمهم”. هذا يعني أن الكنيسة (التي هي أنتَ وأنا كجسد المسيح) هي التي تُعلّم الملائكة، وتُظهر لهم حكمة الله المُتنوعة! نحن المُعلمون، وهم المتعلمون مما صار معنا!

 

سقوط الملائكة: قرار إرادي وليس فرضًا:

هل الله كان لا يقدر أن يصنع ملائكة لا تسقط، لا تُخطئ أبدًا؟

  • حرية الإرادة: إذا كان الله قد صنع الملائكة بلا حرية إرادة، لتحولوا إلى مُجرد روبوتات أو آلات. الله لم يشأ ذلك، بل أراد كائنات حرة تُحب وتختار طاعته.
  • الخطية ليست مادة: الخطية ليست مادة أو شيئًا محسوسًا. كما أن الظلام ليس مادة تُدرس، بل هو غياب النور. هكذا الخطية هي قرار إرادي عمدي من كائن حر. إبليس اختار هذا القرار، وهذا ما قاده إلى السقوط. “وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ. أَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ” إشعياء ١٤:‏١٣-‏١٤). هذه كانت أفكاره الداخلية التي قادته إلى التكبر.
  • الكبرياء سبب السقوط: يقول الرسول بولس، مُتحدثًا عن الأسقف “غَيْرَ حَدِيثِ الإِيمَانِ لِئَلاَّ يَتَصَلَّفَ فَيَسْقُطَ فِي دَيْنُونَةِ إِبْلِيسَ” (تيموثاوس الأولى ٣:‏٦) هنا يُوضح لنا أن الكبرياء كان هو سبب سقوط إبليس.

الله لا يخلق كائنات خاطئة: مبدأ يعقوب

“لماذا لم يصنع الله ملائكة لا تُخطئ؟” الإجابة تكمن في مبدأ هام في الكتاب المقدس:

  • الله لا يُجرَّب بالشرور: يقول الرسول يعقوب: لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا يعقوب ١:‏١٣).
    • “غير مُجرَّب بالشرور” تعني أن الشر لم يُصنع فيه أبدًا. الله لا يفعل ما لم يُصنع فيه.
  • طبيعة الله: محبة وحرية إرادة: طبيعة الله هي المحبة، وهو كائن حر الإرادة. لذلك، كل ما يصنعه الله يُعطيه من طبيعته. منح الملائكة حرية الإرادة كان أكبر تعبير عن المحبة. فالمحبة الحقيقية تُعطي الآخر حرية الاختيار.
  • استحالة خلق ملائكة بلا حرية إرادة: لو صنع الله ملائكة لا تُخطئ، لكان يعني ذلك أنه خلق كائنات آلية، بلا حرية إرادة. وهذا مستحيل، لأنه يُناقض طبيعة الله الحرة والمحبة.

 

محدودية معرفة إبليس (الشيطان):

  • لا يعلم الغيب: حتى إبليس، بالرغم من كل مكره ودهائه، ليس كلي المعرفة. لقد رأينا ذلك عندما طلب اللاجئون (الشياطين) من الرب يسوع أن يدخلوا في الخنازير، ولم يكونوا يعلمون أن الخنازير ستنتحر. لو كانوا يعلمون، لما طلبوا ذلك!
  • المعرفة من الخبرة والملاحظة: إبليس يتعلم من ملاحظته للبشر ومن خبراته عبر الزمان. هو يعرف أفكارنا ليس لأنه يقرأها، بل لأنه يجد مداخل في حياتنا، وقد يكون ذلك من خلال ملائكة شياطين مُخصصة لكل شخص، تُحاول أن تتعرف عليه وتجد مدخلاً لإيذائه.
  • يكره الأطفال: يكره إبليس الأطفال، كما يُظهر لنا الرب يسوع أن الشيطان يأتي لـ يسرق ويذبح ويُهلك” يوحنا ١٠:‏١٠). على النقيض، يُخبرنا الرب يسوع في أن: اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ متى ١٨:‏١٠). هذه الملائكة مُخصصة لحماية الأطفال وملازمتهم ليقبلوا يسوع، في عالم الروح الذي لا نراه دائمًا.

 

الكنيسة تُعلّم الملائكة: أنتَ المدرس!

أحد الأسئلة التي قد تُثير الدهشة: “كيف أُعلّم الملائكة وهي أقدم مني خبرة؟”

  • المقياس ليس الزمان: المقياس الحقيقي للحكمة ليس طول الزمان أو كثرة الخبرة. داود النبي يقول “أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّمِيَّ تَعَقَّلْتُ لأَنَّ شَهَادَاتِكَ هِيَ لهجي” (مزمور ١١٩:‏99). ويُضيف أَكْثَرَ مِنَ الشُّيُوخِ فَطَنْتُ لأَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَاكَ.” (مزمور ١١٩:‏100).
    • تذكّر: الخبرة الحقيقية تأتي من كلمة الله، وليس من كثرة السنين التي قد تعني مُجرد “التجربة والخطأ”.
  • صرنا شركاء الطبيعة الإلهية: نحن كبشر، صرنا شركاء الطبيعة الإلهية (بطرس الثانية ١:‏٤). هذا أمر لم تجربه الملائكة قط، بل تنظر إليه من بعيد. الله كشف لنا أسرارًا مكتومة منذ الدهور، لم تُعلن للملائكة، بل أُعلنت لنا نحن البشر.
  • معرفة تسبق معرفة الملائكة: إذن، هناك معرفة تسبق معرفة الملائكة، هذه المعرفة هي لنا، وتُعلن بواسطتنا. نعم، أنتَ المدرس!

 

هل يمكن أن تسقط ملائكة أخرى الآن؟

سؤال مُهم آخر: “هل من الممكن أن تسقط ملائكة أخرى في الوقت الحالي؟” الإجابة هي: لا يمكن.

  • مسحة لوسيفر: السقوط الذي قاده لوسيفر (الشيطان) وثلث الملائكة، كان بسبب المسحة القوية التي كان يتمتع بها. هذه المسحة أعطته إمكانية اتخاذ قرارات قوية، تمامًا كرئيس كتيبة يمتلك صلاحيات أكبر من عسكري عادي.
  • الدروس المستفادة: الملائكة التي لم تسقط، رأت ما حدث لإبليس وللملائكة الساقطة، ورأت إلى أين انتهى بهم المطاف.
  • قرار عمدي: الملائكة التي بقيت، اتخذت قرارًا عمديًا بأن تُكمل مع الله، لذلك يُسميها الكتاب المقدس “ملائكة قديسين” متى ٢٥:‏٣١) و “الملائكة المختارين” (تيموثاوس الأولى ٥:‏٢١).
  • الروح القدس رئيس جند الرب: بعد سقوط إبليس، لم يعد هناك ملاك ممسوح بنفس مسحته. الروح القدس هو رئيس جند الرب، وهو المسؤول عن الملائكة. إبليس كان تحت سلطته قبل سقوطه، والآن قد نُزعت عنه صلاحياته، ولم يوضع أحد آخر في مكانه.

لهذه الأسباب، لا يمكن أن تسقط ملائكة أخرى. لقد اتخذوا قرارهم واختاروا أن يكملوا مع الله.

ندعوك أن تتأمل في هذه الحقائق العظيمة، وتفهم جيدًا قيمة وجودك في خطة الله. أنتَ لستَ مُجرد إنسان، بل أنتَ شريك في الطبيعة الإلهية، ومعلم للملائكة!

 

حماية الملائكة الأبرار لنا بعد الميلاد الثاني:

“هل الملائكة الشريرة تظل تُحيط بنا حتى بعد الولادة الثانية؟

  • تركيزنا على الله وليس الشيطان: نعم، الملائكة الشريرة تُحيط بنا، ولكن التركيز هنا ليس عليها، بل على الملائكة الأبرار والرائعين الذين أرسلهم الرب لحمايتنا. يقول الكتاب المقدس لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ” (مزمور ٩١:‏١١(.
  • الروح القدس الأعظم: تذكّر دائمًا أن:” الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ” يوحنا الأولى ٤:‏٤).
  • الملائكة تعمل معنا: حتى وإن كانت هناك ملائكة شريرة تُحاول الوصول إلينا، فإن هناك ملائكة رائعة تنتظر أن تتحرك معنا وتُساعدنا. قد نُقابلهم يوميًا دون أن نُدرك ذلك!
  • استضافة الملائكة: يقول الكتاب لاَ تَنْسَوْا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ” (عبرانيين ١٣:‏٢). قد تُقابل شخصًا يُساعدك في موقف ما، ثم يختفي، لتكتشف أنه كان ملاكًا مُرسلًا لمساعدتك.

 

أعداد الملائكة تفوق البشر:

  • أعداد لا تُحصى: سؤال آخر مُثير للاهتمام: “هل عدد الملائكة بعدد البشر؟” لا، أعداد الملائكة تفوق أعداد البشر بكثير!، يتحدث الكتاب عن: رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفَلُ مَلاَئِكَةٍ.”  (عبرانيين ١٢:‏٢٢) كلمة “ربوات” هنا لا تعني عشرات الآلاف فقط، بل تعني عددًا لا يُحصى ولا يُعد لكثرتهم.
  • حماية عظيمة: إذا كانت الأرواح الشريرة كثيرة، فإن الملائكة التي تعمل لأجلنا ولحمايتنا أكثر بكثير!

 

أين إبليس الآن؟

بعد سقوط إبليس، ماذا حدث له؟ وأين هو الآن؟

  • تجريده من وظيفته: تم تجريده من وظيفته وقيادته، تمامًا كمدير تنفيذي يُطرد من شركة بسبب خيانته.
  • السجن المؤقت (الهاوية): الكتاب المقدس يُظهر لنا الصورة النهائية لإبليس. “وَإِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ رؤيا ٢٠:‏١٠).
    • لاحظ: ليس كل الملائكة الساقطة مُقيدة الآن. بعضها مُقيد بسلاسل في الهاوية، وبعضها الآخر يتحرك بين الهاوية والهواء، مثل إبليس الذي هو “رئيس سلطان الهواء” أفسس ٢:‏٢).
    • القيود الروحية: قد تستغرب كيف يُقيد كائن روحي بسلسلة. ولكن، في عالم الروح توجد سلاسل، كما أن هناك مركبات نارية وملائكة تُحيط بنا وإن لم نكن نراها.
  • العذاب المستقبلي: لا يوجد نص كتابي يُشير إلى أن إبليس يُعذب الآن، لكن الحكم قد صدر ضده، وسيتم تنفيذه مستقبلاً.
  • النار الأبدية معدَّة لإبليس وملائكته: يقول الرب يسوعثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ متى ٢٥:‏٤١).
    • انتبه: النار الأبدية ليست مُعدَّة للبشر! هي مُعدَّة لإبليس وملائكته الذين تمردوا على الله. الله لم يفكر قط أن الإنسان سيذهب إلى هذا المكان.

 

الجحيم: اختيار إنساني وليس عقوبة إلهية:

  • الله صالح العالم لنفسه: يقول الرسول بولس: أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ كورنثوس الثانية ٥:‏١٩).
    • تأمّل: الله هو المبادر الذي مد يده للعالم كله، وليس للمؤمنين فقط. لقد صالح العالم لنفسه، ولم يحسب عليهم خطاياهم في المسيح!
  • الجحيم ليس عقوبة للإنسان: الجحيم عقوبة لإبليس وملائكته. بالنسبة للإنسان، الجحيم هو اختيار بإرادته الحرة.
  • الدينونة: رفض النور المُقدم: فلماذا سيذهب الناس إلى الجحيم إذا لم تُحسب عليهم خطاياهم؟ السبب هو خطية واحدة فقط: عدم الإيمان.
    • “لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. الَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِهِ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ. وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: أَنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً يوحنا ٣:‏١٧-‏١٩).
    • لاحظ: الناس ستُدان ليس بسبب أعمالهم الشريرة، بل لأنهم رفضوا الحل الذي قدمه الله لهم في يسوع المسيح.
  • الخطية الوحيدة الباقية هي عدم الإيمان بيسوع: كما قال الرب يسوع وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ: أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي.يوحنا ١٦:‏٨-‏٩)
    • تذكّر: الله لم يعد يحسب عليك خطاياك، ولكن رفضك ليسوع هو الذي سيقود الانسان إلى الجحيم.

كذب إبليس بشأن الجحيم وسفر الحياة:

إبليس يُحاول خداع الناس، حتى بشأن حقيقة الجحيم، فيُصغر من هولها ويُجعلها مستساغة. لكن الحقيقة هي أنها بحيرة متقدة بالنار والكبريت، حيث ستكون وحيدًا مع خطاياك، ولن تقابل أحدًا من الذين وعدك بهم إبليس.

  • الأموات يُدانون من الأسفار: “وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ صِغَارًا وَكِبَارًا وَاقِفِينَ أَمَامَ اللهِ، وَانْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ، وَانْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هُوَ سِفْرُ الْحَيَاةِ، وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ. وَسَلَّمَ الْبَحْرُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِ، وَسَلَّمَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِمَا. وَدِينَ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. وَطُرِحَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ. هذَا هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي. وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ رؤيا ٢٠:‏١٢-‏١٥).
    • تنبيه: ليست هذه رسالة رعب، بل كشف للحقائق التي يُخفيها إبليس.
  • سفر الأحياء وليس سفر الحياة: انتبه جيدًا: نحن اعتدنا أن نفهم أن سفر الحياة هو السفر الذي يُكتب اسمك فيه عندما تؤمن بيسوع. لكن هذا ليس كتابيًا!
    • التعبير الأدق هو سفر الأحياء.
    • عندما عاد التلاميذ فرحين بأن الشياطين تخضع لهم، قال لهم الرب يسوع: وَلكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ.”  (لوقا ١٠:‏٢٠) لم يقل “في سفر الحياة”.
    • اسمك مكتوب من البداية: سفر الحياة (أو سفر الأحياء) يحتوي على أسماء كل البشر من البداية! الله لا يشاء أن يهلك أحدًا، بل يرغب أن الجميع يقبلون الخلاص.
    • محو الأسماء وليس إضافتها: كل الآيات التي تتحدث عن سفر الحياة، تتحدث عن محو الأسماء منه، وليس إضافتها. كما في: مَنْ يَغْلِبُ فَلَبَاسُهُ ثِيَابٌ بِيضٌ، وَلَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَسَأَعْتَرِفُ بِاسْمِهِ أَمَامَ أَبِي وَأَمَامَ مَلاَئِكَتِهِ.” رؤيا ٣:‏٥)
    • هذا يعني أن اسمك أيها القارئ، حتى لو لم تقبل يسوع بعد، هو موجود في سفر الحياة (سفر الأحياء) لأنك في فكر الله من الأساس!
  • الجحيم قرار إنساني: الجحيم هو قرار واختيار بشري. أنتَ وحدك من يُقرر أن تمحو اسمك من سفر الحياة بإرادتك، وتختار أن تضع اسمك مع فريق إبليس.

 

لماذا لم يقضِ الله على إبليس قبل خلق الإنسان؟

“لماذا لم ينهِ الله على إبليس من البداية ويريحنا من كل هذا العناء؟ لماذا أبقاه حتى الآن؟“.

افهم هذا جيدًا: الله إله منظم، ويسير وفق قوانين ومبادئ يضعها بنفسه ويحترمها، رغم أنه قدير على كل شيء.

الدينونة والحكم على إبليس:

في الحقيقة، لقد تم إصدار الحكم على إبليس بالفعل. الرب يسوع نفسه أعلن ذلك بوضوح.

  • يقول الرب يسوع: “لأن رئيس هذا العالم قد دين يوحنا 16: 11.
    لقد صدرت الدينونة، والحكم تم إصداره بالفعل. إبليس وملائكته يعرفون مصيرهم جيدًا.
  • عندما كان الرب يسوع يخرج الشياطين، تحدوه قائلين: ما لنا ولك يا يسوع ابن الله! أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا؟ (إنجيل متى 8: 29.
    لاحظ أنهم يعرفون تمامًا أن عذابهم الأخير سينتهي في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، كما هو مذكور في (سفر الرؤيا 20: 10. كانوا يتحدون الرب يسوع لأنه لم يكن قد حان الوقت بعد لعذابهم الأبدي. الأرواح الشريرة تفهم القوانين والمبادئ الروحية، لذلك كانوا يظنون أن الرب يسوع أتى قبل وقته المحدد.

لقد كان إبليس يحب التمسك بمكانه وسيطرته على الأرض، ولذلك تحدى الرب يسوع حين أتى. إبليس يدرك أن هناك وقتًا محددًا لدينونته وعذابه.

لماذا تأجيل التنفيذ؟

إذا كان الحكم قد صدر بالفعل، فلماذا تم تأجيل تنفيذه؟ لماذا لم يتم تنفيذ الحكم منذ ذلك الحين ليريحنا جميعًا؟

كان من السهل جدًا على الله أن ينفذ الحكم وينهي الأمر. لكن الله، في قصده الأزلي، أراد أن تكون له عائلة. إبليس، الذي كان يومًا ما خادمًا لهذه العائلة، سُيدان لا بيد الله وحده، بل بيد الله وعائلته معًا.

  • اقرأ ما يقوله الرسول بولس ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة؟ (رسالة كورنثوس الأولى 6: 3
    تخيل هذا! نحن كبشر، الذين نؤمن بيسوع، سنجلس مع الله على عروش ونكون قضاة للملائكة. هذا ليس مجرد كلام رمزي، بل حقيقة ستحدث. الرب يدربنا هنا على الأرض كقضاة لأننا في يوم من الأيام سنقوم بهذا الدور.

الله أراد أن يُنسب هذا الانتصار على إبليس إليه وإلى عائلته. فالله يسير وفق قوانين، وبما أن إبليس كان ضمن الكائنات التي تتعامل مع الإنسان، فمن سيقضي عليه هو الإنسان.

مسؤوليتك في مقاومة إبليس:

تذكر جيدًا: الله لن يتدخل ليمنع إبليس في حياتك إذا لم تقم بدورك. الكتاب المقدس واضح جدًا في هذا الشأن:

  • فقاوموا إبليس فيهرب منكم يعقوب 4: 7.
    ليست مسؤولية الله أن يقاوم إبليس بدلًا منك، بل هي مسؤوليتك أنت.
  • ولا تعطوا إبليس مكانًا” أفسس 4: 27.
    الله يحترم الأدوار، وهو يقوم بدوره بشكل قانوني، ويدربنا نحن على القيام بدورنا.

معرفتك بنفسك في المسيح هي قوتك:

عندما نسأل عن سبب بقاء إبليس، غالبًا ما يكون تفكيرنا منصبًا على إبليس كعدو متعب. لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير.

إذا قبلت يسوع المسيح وعرفت من أنت فيه، فستدرك حجم الامتيازات التي صارت لك. إبليس يرتعب منك أيها المؤمن! إنه يعرفك بالاسم ويرتعد من وجودك.

  • في (سفر أعمال الرسل 19: 13-16)، نقرأ قصة أبناء سكاوا الذين حاولوا إخراج الشياطين باسم يسوع الذي يكرز به بولس. فكان رد الروح الشرير عليهم غريبًا أَمَّا يَسُوعُ فَأَنَا أَعْرِفُهُ وَبُولُسُ أَنَا أَعْلَمُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَمَنْ أَنْتُمْ؟” (أعمال الرسل 15:19) كان الروح الشرير يقول بوضوح: “بولس صار معروفًا في عالم الروح، أنا أرتعب منه وأهرب منه، لكن من أنتما؟” الفكرة لا تكمن في وجود إبليس ككيان مخيف، بل في معرفتك أنت بمن أنت في المسيح.

إبليس يُقّدر ويخاف الناس الذين يعرفون هويتهم في المسيح. قاوم إبليس، والنتيجة الطبيعية هي أن يهرب منك. إنه جبان يفر، لا كيان يقف في وجهك. أنت المنتصر!

لماذا لم يغفر الله لإبليس؟

ربما يخطر ببالك سؤال آخر: “لماذا لم يغفر الله لإبليس ويعطه فرصة ثانية، كما فعل مع الإنسان؟”

خطية إبليس كانت خطية إرادية وعمدية. لم يتم إغواؤه كما حدث مع الإنسان الأول، بل أقدم عليها بإرادته الكاملة، وخطط لها. كما نقول في القانون: “مع سبق الإصرار والترصد”.

هناك بعض الأفعال التي قد تُفسر قانونيًا على أنها دفاع عن النفس، لكن ما قام به إبليس كان تخطيطًا وتصميمًا. لقد حشد جيشًا من الملائكة ضده، وحاول الاستيلاء على الأرض. هذا ما يفسر الخراب والدمار الذي حدث للأرض قبل خلق الإنسان.

  • كما يشير الرسول بطرس في رسالة بطرس الثانية 3: 5-6، فقد تم القضاء على الأرض بطوفان من الماء (وهذا يختلف عن طوفان نوح).
    لهذا نقرأ في (سفر التكوين 1: 2 أن الأرض كانت خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرفرف على وجه المياه.” لم يكن طبيعيًا أن تغطي المياه الأرض، فقد كانت اليابسة ظاهرة في الأصل. هذا حدث نتيجة للقضاء الذي تم على إبليس ومحاولته للاستقلال بالأرض.
ما الذي يفعله إبليس في حياة المؤمن؟

إذا كان المؤمن قد قبل الرب يسوع وسلم حياته له، فماذا يفعل إبليس فيه؟

الرب في يقول بحزن عن شعبه: قد هلك شعبي من عدم المعرفة” هوشع 4: 6.
الرب لم يقل إن شعبه هلك بسبب قسوة الأعداء أو لأن إبليس شاطر، بل بسبب “نقص المعرفة”.

لا يكفي أن تقبل يسوع مرة واحدة ثم تعيش حياتك كما تشاء. ربوبية يسوع يجب أن تشمل كل زوايا حياتك: أفكارك، أموالك، بيتك، كلماتك. إذا لم تكن تعلم هذا، فإن إبليس يستغل “عدم المعرفة” كنقطة ضعف رئيسية.

عدم المعرفة ليست خطية ظاهرة كالكذب أو السرقة، لكنها أكبر خطية لأنها أكبر مدخل لإبليس ليخدع الناس.

  • انتبه جيدًا: إذا لم تكن تعرف حقك في المسيح، فلن تستمتع به.
  • إذا لم تكن تعرف من أنت، ستعيش في خوف دائم بسبب أفكار إبليس التي توهمك بأنه مرعب، وأنه سيلاحقك، وأنك لن تستطيع أبدًا أن تعيش في فرح، أو شفاء، أو انتصار. هذه كلها أكاذيب يرميها إبليس لأن الناس لا تعرف كلمة الله.

تذكر لعنة بلا سبب لا تأتي” (الأمثال 26: 2). إذا كانت هناك أمور سلبية تحدث في حياتك، أو قوة للفشل تعمل ضدك، فهناك سبب.

  • لكن عندما تعرف من أنت في المسيح، وتكتشف ما هو حقك، وتبدأ في تطبيق ذلك عمليًا، ستدرك أن من كان يظن نفسه سيدًا لك هو في الحقيقة عبد، وأنك أنت البطل!

قصة سميث ويجلزورث

دعني أذكرك بقصة رواها القس سميث ويجلزورث. في إحدى المرات، اتصل به أب وأم ليطلبوا مساعدته في إخراج شيطان من ابنتهما التي كانت في حالة هياج شديد.

ذهب سميث إلى منزلهما، ودخل إلى غرفة الفتاة التي كانت محتجزة من قبل أربعة رجال لتقييد حركتها. عندما دخل سميث، نظرت إليه الفتاة بعينيها الحادة في محاولة لترويعه وقالت له: “لن تستطيع إخراجي!”.

يقول سميث: “في البداية، شعرت بالذهول من المنظر. لكنني سرعان ما تذكرت حقيقتي ومن أكون في المسيح، وتذكرت الآية “الذي فينا أعظم من الذي في العالم” (يوحنا الأولى 4: 4)

بمجرد أن تذكر ذلك، قال لإبليس: “الذي فيّ أعظم من الذي في العالم، أنا الذي فيّ سيخرجك!”، وبالفعل، أخرج الشياطين من تلك الفتاة.

ماذا نستنتج من هذه القصة؟ إن معرفتك بمن أنت في المسيح هي التي تمكنك من التعامل مع إبليس، وتضعه في مكانه الطبيعي كمهزوم.

لا تتردد في الانضمام إلى الله

أن يعلم أن الله يحبك حبًا يفوق الخيال. لا تقف في المنطقة الرمادية؛ إما أن تكون مع الله أو مع العدو. إذا كنت مخدوعًا بأفكار إبليس، فاليوم هو يوم كشف هذه الخدع. إبليس لا يجب أن يكون له سلطان عليك. اسمك مكتوب في سفر الحياة منذ الأزل.

الله يدعوك لتقبله وتعيش الحياة التي رسمها لك. لا شيء في هذا العالم سيمنحك رجاء أو مستقبلًا حقيقيًا. لا الاقتصادات، ولا العلوم، ولا الأوضاع السياسية. الرجاء الحقيقي موجود فقط في الله.

هو يريدك أن تنضم إليه، أن تكون ابنه، وأن تكون في علاقة وعشرة معه. إذا كان هذا هو ما في قلبك، دعني أقودك الآن في صلاة بحسب الكتاب المقدس لتقبل يسوع مخلصًا وربًا لحياتك:

يا الله، أنا آتي إليك باسم يسوع. أقبل يسوع مخلصًا وربًا لحياتي الآن. أنا أخرج من سلطان الظلمة وأنتقل إلى ملكوتك النوراني. أستقبل بركاتك في روحي. أشكرك لأنني صرت ابنًا لك، وقد وهبتني حياتك. أشكرك لأنك رسمت لي أن أحيا غالبًا ومنتصرًا في هذه الحياة. لن أُهزم بعد الآن. لا ظروف ستقوى عليّ. سأقدر على أقصى الجبال. أنا أصير إلهيًا لأنني متحد ومرتبط بك. آمين.”

سواء كنت قد قبلت يسوع للتو، أو كانت هناك سيادة من نوع معين لإبليس في حياتك، لا تخف هذا الكائن. لقد صار مهزومًا. لم يعد له تأثير أو قوة عليك. القوة صارت فيك أنت. أنت الكبير الآن، وليس هو. أنت لست تحت تهديد منه.

لتكن صحتك نامية على الدوام، صحتك نضرة. إبليس لا يمد يده على أموالك أو دخلك. البركة تسري في حياتك باسم يسوع. إذا كانت هناك أي أعراض في جسدك الآن، فلتختفِ باسم يسوع. لا تكن صديقًا لهذه الأعراض، قاومها. الحياة تسري في كل كيانك باسم يسوع. آمين.

 

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

مُلخص: الله، الإنسان، وسقوط الملاك

  • خطة الله وحقبة الملائكة:
    • كان الإنسان محور خطة الله منذ الأزل، وقد استثمر الله كل شيء فيه.
    • خُلقت الملائكة في حقبة سابقة لخدمة الإنسان ومساعدته.
    • كان هناك ملاك ممسوح مُعَيَّن للسيادة على الأرض كتدريب له، تمهيدًا لمجيء الإنسان.
  • سقوط الملاك:
    • بسبب الامتيازات العظيمة التي أُعطيت له، تكبر هذا الملاك واستقل بكوكب الأرض.
    • قام بتجنيد ملائكة آخرين وحارب السماء محاولًا الاستيلاء على عرش الله.
    • إبليس شخصية حقيقية، والله لم يخلقه شريرًا بل كائنًا جميلاً، لكنه سقط باختياره وإرادته الحرة.
  • طبيعة الملائكة وقدراتهم:
    • الملائكة كائنات روحية محدودة المعرفة وليست كلية التواجد.
    • الغرض الأساسي منها هو خدمة الإنسان، كما حدث مع أليشع ويسوع.
    • تشتاق الملائكة لمعرفة أمور الخلاص التي أُعلنت للبشر، مما يثبت محدودية معرفتها.
    • الكنيسة هي التي “تُعلّم” الملائكة حكمة الله المتنوعة، فالإنسان هو المعلم.
  • سبب السقوط وحرية الإرادة:
    • لم يخلق الله الملائكة كـ”روبوتات” بل منحهم حرية الإرادة كأعظم تعبير عن المحبة.
    • الخطية ليست مادة، بل هي قرار إرادي عمدي.
    • الكبرياء كان هو سبب سقوط إبليس.
    • الله “غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ”، أي أن الشر لم يُصنع فيه، ولذلك لا يمكن أن يخلق كائنات خاطئة.
  • محدودية معرفة إبليس:
    • إبليس ليس كلي المعرفة؛ فهو يتعلم من الخبرة وملاحظة البشر.
    • يكره إبليس الأطفال، بينما خصص الله ملائكة لحمايتهم وملازمتهم.
  • هل يمكن أن تسقط ملائكة أخرى؟
    • لا يمكن أن تسقط ملائكة أخرى الآن.
    • السقوط الأول كان بسبب المسحة القوية التي كانت للوسيفر وأعطته صلاحيات كبيرة.
    • الملائكة الباقية تعلمت الدرس وتسمى “الملائكة المختارين” لأنها اتخذت قرارًا عمديًا بالبقاء مع الله.
    • الروح القدس هو رئيس جند الرب الآن، ولم يوضع ملاك آخر في مكانة لوسيفر.
  • أين إبليس الآن؟
    • تم تجريده من وظيفته، ومصيره النهائي هو بحيرة النار والكبريت.
    • بعض الملائكة الساقطة مقيدة في الهاوية، والبعض الآخر يتحرك بحرية مثل إبليس “رئيس سلطان الهواء”.
    • الحكم صدر ضد إبليس ولكنه لم يُنفذ بعد.
  • الجحيم واختيار الإنسان:
    • النار الأبدية أُعدّت لإبليس وملائكته، وليس للبشر.
    • الله صالح العالم لنفسه في المسيح، “غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ”.
    • الجحيم ليس عقوبة من الله للإنسان، بل هو اختيار إنساني حر.
    • الدينونة هي بسبب رفض النور (يسوع)، وليس بسبب الأعمال الشريرة.
    • الخطية الوحيدة الباقية التي تؤدي للدينونة هي عدم الإيمان بيسوع.
  • حقيقة سفر الحياة (الأحياء):
    • التعبير الكتابي الأدق هو “سفر الأحياء”، وهو يحتوي على أسماء كل البشر منذ البداية.
    • الآيات تتحدث عن “محو” الأسماء منه، وليس “إضافة” الأسماء إليه.
    • اسم كل إنسان موجود في هذا السفر، وهو يقرر بنفسه أن يمحو اسمه برفضه ليسوع.
  • لماذا لم يقضِ الله على إبليس؟
    • الحكم على إبليس صدر بالفعل، لكن تنفيذه مؤجل.
    • الله، في قصده، أراد أن يُدان إبليس ليس بيده وحده، بل بيد عائلته (الكنيسة) أيضًا.
    • يقول الكتاب: “أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟”.
    • مسؤولية مقاومة إبليس تقع على المؤمن “قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ”.
  • قوة المؤمن على إبليس:
    • هلاك شعب الله سببه “عدم المعرفة”، وهي أكبر مدخل لإبليس.
    • إبليس يرتعب من المؤمن الذي يعرف هويته وسلطانه في المسيح.
    • قصة أبناء سكاوا تُظهر أن الأرواح الشريرة تعرف وتميز المؤمن الحقيقي.
  • لماذا لم يغفر الله لإبليس؟
    • خطية إبليس كانت عمدية مع سبق الإصرار والترصد، وليست نتيجة إغواء كما حدث مع الإنسان.
    • القضاء الذي حدث للأرض قبل خلق الإنسان كان نتيجة تمرد إبليس ومحاولته الاستقلال بالأرض.

 

 

 

 

 

 

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Hide picture