القائمة إغلاق

How To Overcome Till The End – Part 1 كيف تغلب إلى النهاية – الجزء

لمشاهدة العظة علي الفيس بوك أضغط هنا 

لسماع العظة علي الساوند كلاوند أضغط هنا

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب أضغط هنا

 

video
play-sharp-fill

video
play-sharp-fill

video
play-sharp-fill

video
play-sharp-fill

العظة مكتوبة

▪︎ عالم الروح في حِراك وعمل دائم.

▪︎ توجد حالة مِن الجذب في عالم الروح

  • الجذب الإلهي.
  • الجذب الشيطاني.

▪︎ كيف تأتي التجربة؟ وكيف تتفادى السقوط فيها؟

▪︎ السلوك بالحكمة الإلهية يحميك مِن الخداع.

▪︎ لا تخدع نفسك بسلوكك بالحكمة البشرية

▪︎ ملكوت الله يُغتَصب.

▪︎ لديك مسحة مِن القدوس لتعليمك كل شيء، استعملها واستّمِع لها.

 

٢٦وَمَنْ يَغْلِبُ وَيَحْفَظُ أَعْمَالِي إِلَى النِّهَايَةِ فَسَأُعْطِيهِ سُلْطَانًا عَلَى الأُمَمِ، ‏‏٢٧فَيَرْعَاهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ، كَمَا تُكْسَرُ آنِيَةٌ مِنْ خَزَفٍ، كَمَا أَخَذْتُ أَنَا أَيْضًا مِنْ عِنْدِ أَبِي” (رؤيا ٢: ٢٦- ٢٧)

 

 هذه نبوة عن الرب يسوع أنه سيرعى الأمم بقضيب مِن حديد في فترة المُلك الألفي.

 

 حياتنا هنا على الأرض مُرتبطة بحياتنا فيما بعد، هناك أكاذيب استمرت لسنين عديدة أننا في السماء سنعزف قيثارة ولا يوجد شيء آخر، في حين أنه يوجد عمل كثير، فالرب أنشأ عيلة مِن خلال الكنيسة، وأوضح إنه يوجد عمل قادم وما أنت تعمله هُنا مُرتبط بما هو آتٍ.

 يمكنك أنْ تعرف ما هو آتٍ، فبولس الرسول -على سبيل المثال- عرف أنه وضِعَ له إكليل البر مِن هُنا، ولن يُفاجأ في السماء كما لو أنّ نتيجة ستظهر، وسنتحدث في هذه السلسلة عن كيف تقف ضد الغي، والجذب، والشد الشيطاني الذي يسحب الناس في هذه الفترة.

 ▪︎ عالم الروح في حِراك وعمل دائم:-

 عندما تنظر لعالم الروح تجد أنّ الرب يسوع يتحرك بخطة ثابته ويعلم ما سيحدث مِن خلال الكنيسة إنه وضع قوته داخلها، أما إبليس فهو مرتبط بزمن لذلك هو مُرتبك.

 عالم الروح في حِراك مستمر، وهو ليس على نفس الحال الذي كان عليه مِن أسبوع أو شهر مضى، فكل جبهة تُعِد أسلحتها، كما لو كانوا يستعدون لبدء حرب، فتضع كل جبهة مُعداتها ودباباتها ويحفرون خنادق وكمائن، ويوجد ازدحام وارتباك في جبهة إبليس، فإنْ لم تفهم مبادئ مُعينه في هذا الآمر لن تستطيع أنْ تنتصر.

 ما أريد أنْ أقوله إنّ البعض لديهم حالة مِن الرخاوة والصمت أمام أفكار العدو، وهذا آمر خطير جدًا، وعندما تسأله “هل تعرف أنّ هذه الأفكار مصدرها إبليس؟” وتتعجب أنه يعرف ولكنه صامتًا. هل ترى أنه مِن النجاح أنْ تستسلم لما يدور حولك مِن محاولات سحب؟! انتبه فالنهاية لن تكون جيدة إنْ استسلمت.

 كيف تعيش حياة منتصرة للنهاية؟ وما الذي يحدث في عالم الروح وما هذا الخداع؟ نحن في حرب خداع، وكلمة الله فقط هي الحقيقة، ولأننا مولودين مِن الكلمة ومنتجها لذلك يوجد محاولة في تزييف هذه الحقيقة ميلادنا مِن الكلمة، كما توجد محاولات لتزييف الكلمة، وهناك مَن يقع في هذا الخداع. لكي يغلب الشخص للنهاية عليه أنْ يدرك أنّ القوة التنفيذية وضِعت في يد الكنيسة أنْ تصلي وتضع حدودًا لمملكة الظلمة.

 ما كتب وقيل عن يسوع الآن يُقال علينا، ففي أعمال الرسل تم استخدام لفظ “الكلمة والروح القدس” أكثر مِن كلمة يسوع، لأن هذه هي طريقة السلوك على الأرض الآن، إذًا لا بد أنْ يتعامل المؤمن مع الكلمة والروح القدس كما يتعامل مع الرب يسوع.

 إنْ أردت أنْ تحيا مثل الرب يسوع الذي عاش منتصرًا، سعيدًا، لغته ليست تشاؤمية، أو مليئة بالحقد والكراهية و… عليك بالاهتمام بالكلمة والروح القدس. الخداع هو الاستراتيجية الشيطانية التي يحاول أنْ يستخدما إبليس ضد الكنيسة.

 “٣٢وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا (تشتركون فيه) مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ” (أعمال الرسل ٢٠: ٣٢)

 كيف تُبنَى كنيسة الله على الأرض؟ تُبنَى بالكلمة، وتستطيع أيضًا أنْ تنال ميراثك هنا على الأرض مِن خلال الكلمة، صلى الرسول بولس هُنا في هذا الشاهد لهم أنْ يُحفظوا، وما يخُص هؤلاء الناس أنْ يتفاعلوا مع الكلمة القادرة أنْ تبنيهم وتُعطيهم ميراثًا، هذه هي الطريقة التي يثبت بها الشخص مِن محاولات الشد والجذب.

 “١٨وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا” (متى ١٦: ١٨)

“إِذَا بَنَى الرَّبُّ صِهْيَوْنَ يُرَى بِمَجْدِهِ” (المزامير ١٠٢: ١٦)

 يتكلم يسوع في هذا الشاهد إلى بطرس ويقول له على صخرة فهمك أنى “أنا ابن الله” أبني كنيستي، إذًا الكنيسة لها مرحلة تُبنى فيها ولها بداية ونهاية. فعندما يَبني الرب صهيون (مدينة الله الروحية حسب عبرانيين ١٢: ٢٢) سيظهر بمجده، فلدينا نبوة لنهاية الكنيسة يُصاحبها ظهور يسوع الثاني.

 ▪︎ توجد حالة مِن الجذب في عالم الروح:-

  • أولاً الجذب الإلهي:

 

وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ” (يوحنا ١٢: ٣٢)

 “لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي…” (يوحنا ٦: ٤٤)

 

 يتكلم يسوع هُنا عن الصلب وليس صعوده، يوجد قوة جذب مِن الرب لكي تعرفه وتسير معه، ولولا عمله في حياتك لما فهمت كلمته، ولكن للأسف ينتظر كثير مِن الناس ويتوقعون تدخلات فورية ولها ضجيج في طريقة تأثير الرب في حياتهم قد بنوها طبقًا للتربية وما سمعوه، ولكن الكتاب يقول:

لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ…” (١ كورنثوس ١٤: ٣٣)

 بمعنى ليس إله فرقعة وهيصة، وأمور ملموسة للحواس الحوس الخمس، فالبرّص العشرة الذين شفاهم يسوع لاحظوا الشفاء في جسدهم بعدما انطلقوا مِن عنده، مما يوضح لنا أنهم لم يلاحظوا بالشفاء أثناء كلام الرب معهم، لذا افهم إصبع الرب وعمله في حياتك، فربما يأخذك الروح القدس لمستوى أعلى معه عبر أنْ يعطيك فهم أعلى للكتاب المقدس.

  • ثانيًا الجذب الشيطاني:

١يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يُهْدِي السَّلاَمَ إِلَى الاثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا الَّذِينَ فِي الشَّتَاتِ.‏٢اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ،‏٣عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا.‏٤وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ.‏٥وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ.‏٦وَلكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجًا مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ.‏٧فَلاَ يَظُنَّ ذلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ.‏٨رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ.‏٩وَلْيَفْتَخِرِ الأَخُ الْمُتَّضِعُ بِارْتِفَاعِهِ،‏١٠وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَبِاتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ.‏١١لأَنَّ الشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِالْحَرِّ، فَيَبَّسَتِ الْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هكَذَا يَذْبُلُ الْغَنِيُّ أَيْضًا فِي طُرُقِهِ.‏١٢طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ “إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ” الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ.‏١٣لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: “إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ”، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا.‏١٤وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.‏١٥ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا.‏١٦لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ.‏١٧كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ.‏١٨شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ” (يعقوب١ : ١ – ١٨)

 يوجد قوة جذب تحاول سحب الناس وتحاوطهم بظروف وضغوطات، حتى لا يستطيعوا التركيز، ويشرح لنا الرسول يعقوب المنظر مِن عالم الروح، ويوضح لنا كيف نحيا بصورة صحيحة ونغلب للنهاية.

 يتكلم الرسول يعقوب إلى كنيسة اليهود وكانت مِن أوائل الرسائل التي كُتِبت تقريبا سنة 40 ميلاديًا؛ أي بعد ما صعد يسوع بحوالي 8 سنين وكانت الكنيسة في حالة الطفولة الروحية وتسير في النمو.

 تختلف كلمة “تجارب” المُستَخدَمة في العدد الثاني والتي تعني (الاضطهادات) عن تلك المُستَخدَمة في العدد الثالث عشر، ويُقصَد بها (امتحان لإظهار معدن الشخص ولا يُصاحبها لوم أو خسائر)، أما إنْ امتحنت شخصًا لإظهار عجزه فهذه تجربة شريرة.

 مبدأ هام

 “١ ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. ٢ فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. ٣ فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا»” (متى ٤: ١-٣)

 يُطلَق على إبليس اسم المُجَرِب، وتأتي كلمة “قَالَ لَهُ” في عدد الثاني بصيغة الأمر؛ أي افعل كذا، فهو يتعامل مع الشخص بصورة توهمه إنه وقع في الأمر، ومِن هنا تفهم لماذا تفعل أمور وبعد وقت تستدرك نفسك وتسأل لماذا فعلت هذا؟!

 “امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا“؛ أي يُظهِر معدن إيمانكم وليس أنّ الرب هو مَن أرسل التجربة لكي يمتحن إيمانكم.

 يجب أنْ تفهم لغة الكتاب، ففي كثير مِن الأحيان يفعل بعض الأشخاص أمورًا دون معرفة السبب ولكن الكتاب بشرحه لنا، ولكي تتضح لك الصورة أكثر أنظر إلى المرأة التي سكبت الطيب عند قدمي يسوع في (مرقس ١٠: ٣- ٨) قال عنها هذا لتكفيني ولكنها لم تكن تعلم.

 قيل عن الرب يسوع: “أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ”، وعن بولس: ” وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ” (٢ كورنثوس ١٢: ٧) يبدوا هنا أنّ الشوكة أعطيت لبولس لكي لا يرتفع، ولكنه كان يعني أنني استخدمتها ووظفتها لهذا الغرض، ولم تكن مِن الرب، بل مِن إبليس كما قيل هنا إنها مِن ملاك الشيطان ليضطهده ويسيء معاملته.

 يجب أنْ تعرف أنّ الرب لا يُرسل أي شيء سلبي وهذا ما يقوله يعقوب المُجرِب يُرسِل شر وهذا سيُظهِر معدن إيمانكم وليس أنّ التجربة موجودة أو الرب أرسلها ليمتحن معدن إيمانكم.

 متى امتحن الرب أشخاصًا؟ في حالة إبراهيم، طلب منه أنْ يقدم ابنه، رمزًا للعهد مع الله، وفي المقابل سيُقدم الله ابنه، ولكن الرب لا يقبل أي ذبائح بشرية ولا يمتحن أولاده بأنْ يخسرهم شيئًا، حتى أنّ الأب الأرضي لا يمتحن ابنه بأن يخلع له عينًا أو يخسره شيئًا، هكذا الله ولن يتفوق الإنسان عن الله في الصلاح، لذا منع الرب إبراهيم أنْ يسيء لإسحاق، ولكنها حُسبت لإبراهيم أنه قدم ابنه (يعقوب ٢: ٢١).

 “أَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ” الصبر يعني الوقوف بثبات أمام العيان المُضاد، ويُنتِج في مَن يعبرون في المواقف بكلمة الله تصحيحًا في الشخصية، وهو لا يعني قبول أو احتمال الوضع والرب يعطيني قوة لاحتماله، ويبقى الحال كما هو.

 عندما تسلك بصبر سيكون له عملاً تامًا فيك، وهذا يحدث عندما تستخدم ظروف الحياة كفرصة لإظهار القوة والإيمان الذي بداخلك، لذا قال لهم في العدد الخامس عندما تواجه اضطهاد صلي.

 هناك أشخاص ناقصين روحيًا غير كاملين أو تامين، وهم عندما تأتي المشكلة يتسألون ويشكون، ويظهر في المحك عدم المعرفة وعدم الإيمان، أو يتركون الرب عددًا مِن الأيام أو السنين حسب حجم المشكلة دون أنْ يتقدوا، وحينما يُشخصون بمرضٍ يجرون على الرب خوفًا على حياتهم، اجري على الرب ليُخرجك مِن مشكلتك ولكن الأفضل أنْ تعرفه مبكرًا.

“٥ اَلرَّجُلُ الْحَكِيمُ فِي عِزّ، وَذُو الْمَعْرِفَةِ مُتَشَدِّدُ الْقُوَّةِ. ١٠ إِنِ ارْتَخَيْتَ فِي يَوْمِ الضِّيقِ ضَاقَتْ قُوَّتُكَ” (الأمثال ٢٤: ٥، ١٠)

 تعني هذه الأعداد أنّ القوة تأتي عبر معرفة الشخص للكلمة، وإنْ كنت ضعيفًا وقت المشكلة اعرف أنك كنت ضعيفًا مِن قبل وليس بسبب المشكلة، لذا افهم، المشكلة ليست هي السبب بل لأنك لم تُخَزِن المعرفة مُسبقًا، عندما جاء الموقف ظهر الضعف للخارج، والضعف هنا ليس روحي بل هو عدم سلوكك بالقوة التي بداخلك، يوجد أشخاص لم تستخدم الكلمة ضد المواقف التي تحدث لها.

 هذا المثال سيجعلك تفهم بأكثر وضوحًا: إنْ كانت هناك منضدة ضعيفة ووضعنا عليها شيئًا خفيفًا فانكسرت، سبب كسرها ليس هو الشيء الخفيف بل لأنها ضعيفة مِن قبل.

 “تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ” الحكمة هنا أنْ لا يُمَيزوا بين الغني والفقير في الكنيسة ويعرفوا كيف يتعاملون معهم، وشرح لهم كيف يستقبلوها عبر أنْ يطلبوها مِن الله بإيمان، تعال معي لنقرأ ما قاله هذا الكاتب عن الحكمة في الإصحاح الثالث:

 “١٣مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ، فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ.‏١٤وَلكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَتَحَزُّبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ.‏١٥لَيْسَتْ هذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ.‏١٦لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَزُّبُ، هُنَاكَ التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ.‏١٧وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ.‏١٨وَثَمَرُ الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي السَّلاَمِ مِنَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّلاَمَ.” (يعقوب ٣: ١٣- ١٨)

ادرس سلسلة الحكمة النازلة من فوق

 “وَلْيَفْتَخِرِ الأَخُ الْمُتَّضِعُ بِارْتِفَاعِهِ، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَبِاتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ” يقول فليفتخر الشخص الفقير إنه مُرتفع في المسيح، ثم يتكلم عن الأغنياء الذين لا يسيرون بالكلمة ويقول عنهم:

 “١٣هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الْقَائِلُونَ: “نَذْهَبُ الْيَوْمَ أَوْ غَدًا إِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ أَوْ تِلْكَ، وَهُنَاكَ نَصْرِفُ سَنَةً وَاحِدَةً وَنَتَّجِرُ وَنَرْبَحُ”.‏١٤أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. ‏١٥عِوَضَ أَنْ تَقُولُوا: “إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ”. (يعقوب ٤: ١٣-١٥).

 هؤلاء حياتهم مثل بخار وليس لكل الناس، وكذلك كلمة إنْ شاء الرب وعشنا هنا يتحدث عن هؤلاء(الأشرار) وليس لجميع الكنائس والمؤمنين.

 “١هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ الْقَادِمَةِ. ‏٢غِنَاكُمْ قَدْ تَهَرَّأَ، وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا الْعُثُّ. ‏٣ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ، وَيَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ! قَدْ كَنَزْتُمْ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ. ‏٤هُوَذَا أُجْرَةُ الْفَعَلَةِ الَّذِينَ حَصَدُوا حُقُولَكُمُ، الْمَبْخُوسَةُ مِنْكُمْ تَصْرُخُ، وَصِيَاحُ الْحَصَّادِينَ قَدْ دَخَلَ إِلَى أُذْنَيْ رَبِّ الْجُنُودِ. ‏٥قَدْ تَرَفَّهْتُمْ عَلَى الأَرْضِ، وَتَنَعَّمْتُمْ وَرَبَّيْتُمْ قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي يَوْمِ الذَّبْحِ. ‏٦حَكَمْتُمْ عَلَى الْبَارِّ. قَتَلْتُمُوهُ. لاَ يُقَاوِمُكُمْ (يعقوب ٥: ١-٦)

 يتكلم أنهم أكلوا حق الناس، فهُنا المال يتكلم؛ أي يمكنك أنْ تستخدم المال بصورة صحيحة أو خاطئة.

 كان هناك اضطهاد، وسببه في هذا الوقت خروج مجموعات مِن اليهود لتقتل الرومان لرفضهم للاستعمار، لذا الاضطهاد سببه:

  • أعمال شغب مِن اليهود ضد الرومان.
  • بدأت الكنيسة تُحابي الأغنياء الذين يدخلون للكنيسة، ومِن ثم ينقلب هؤلاء الأغنياء عليهم وجروهم للمحاكم، فيحكموا على البار ويقتلوه بسبب المحاباة.
  • فقر مُفتعل، كان كل مَن يقبل يسوع تؤخذ أمواله منه، كما كتب بولس للعبرانيين وهم يهود أيضًا “…وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ…” (العبرانيين ١٠: ٣٤)

 طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ “إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ” الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ التجربة هي الاضطهاد، وتزكى تعني عَبَرَ بنجاح، هذا هو موضوع سلسلتنا، وعندما يعبر الاضطهاد ينال إكليل الحياة، وهذا يؤكد أنّ التجربة هنا هي اضطهاد، واقرأ هذا لتفهم:

 “١٠لاَ تَخَفِ الْبَتَّةَ مِمَّا أَنْتَ عَتِيدٌ أَنْ تَتَأَلَّمَ بِهِ. هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضًا مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيْقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ أَمِينًا إِلَى (حتى) الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ” (رؤيا ٢: ١٠)

 لا يشترط أنْ يموت الشخص لكي ينال إكليل الحياة، لكن مَن تعرض للتهديد حتى حافة الموت ولم يرفض تبعيته ليسوع؛ ينال هذا الإكليل.

 “لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: “إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ” التجربة هنا نتيجة أنّ الشخص انجذب وانخدع، لأن وجودك في جسد بشري يجعلك قابل للتجربة، كما حدث مع آدم وحواء وتم إغوائهم قبل أنْ يسقطوا وليس أنّ طبيعتهم سيئة. إبليس لا يستطيع أنْ يُجَرِب الرب لكن عندما صار يسوع في جسد بشري جربه.

 “لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا” يراك الرب كما يرى نفسه ويقدرك كنفسه، فما لا يقبله على نفسه، لا يقبله علينا. فهذه عبارة عن تشريح ورؤية كيف تحدث الأشياء لأشخاص رُسم لهم أنْ ينتصروا فيها.

‏”…لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ، وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ” (رؤيا ٣: ٤). ستتناقش الأشخاص مع الله في يوم العرش العظيم الأبيض ويقلون “يجب أنْ يكون اسمنا مكتوبًا في سفر الحياة لأسباب كذا وكذا” وسيجيبهم يسوع بالحجج والبراهين ويغلب، وستكون النار أبدية لأن الإنسان أبدي، خُلق ليكون مع الرب، فالجحيم مُعدة لإبليس وليس للبشر مِن الأساس.

 الحكمة الإلهية قابلة للنقاش، الرب ليس مثل هؤلاء المُدِراء أو الأباء الذين يقولون “أنا الكبير، لا يتحدث أحد معي!” عندما تأتيك فكرة وتسرع في تطبيقها وترفض مناقشتها مع أحد، أعلم أنك تسير بالحكمة البشرية وأعلم أنك واقع في أيدي شيطانية.

 ▪︎ كيف تأتي التجربة؟ وكيف تتفادى السقوط فيها؟

 “وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا” كيف تأتي التجربة؟ وكيف تتفادى السقوط فيها؟ عندما يشرح لنا الكتاب كيف يسقط الإنسان في فخ التجربة إذًا هو يعلمنا كيف لا نسقط في الوقت ذاته.

  • انجذب.
  • انخدع.
  • تجاوب معها. وهُنا يستخدم لفظ الطُعم والسمكة فذهبت ناحية الطُعم (الشهوة) وأكلته فصارت كبذرة فحبلت وولدت خطية وعندما كمُلت أدّت إلى الموت. كيف يحدث الانجذاب والخداع.. تعلم كيف تحيا حياة خالية مِن السقوط نتيجة عدم فهمك لأمور.

 “١١ اَلَّذِي مِنْ جِهَتِهِ الْكَلاَمُ كَثِيرٌ عِنْدَنَا، وَعَسِرُ التَّفْسِيرِ لِنَنْطِقَ بِهِ، إِذْ قَدْ صِرْتُمْ مُتَبَاطِئِي الْمَسَامِعِ. ١٢ لأَنَّكُمْ ­إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ­ تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ بَدَاءَةِ أَقْوَالِ اللهِ، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى اللَّبَنِ، لاَ إِلَى طَعَامٍ قَوِيٍّ. ١٣ لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، ١٤ وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.” (العبرانيين ٥: ١١-١٤)

 كلمة الله عثرة الفهم على متباطئ المسامع وليس في العموم المطلق، وهؤلاء يحتاجون أنْ يتعلموا التعاليم الأساسية، لأنهم غير قادرين على فهم التعليم القوي “تعليم البر” لأنهم صاروا أطفالاً معاقين روحيًا لسبب عدم نموهم رغم طول زمانهم في المسيح، أما التعليم القوي فللبالغين الذين حواسهم متدربة على التمييز بين الخير والشر. والتمييز هنا عكس كلمة انجذب التي استخدمها الرسول يعقوب.

 الشخص ينجذب أولاً ثم ينخدع، إذًا إبليس يلدغ الشخص عبر فكرة، كما فعلت الحية مع حواء والقت بأفكار على ذهنها، وحدث الأمر نفسه مع يهوذا حينما ألقى الشيطان في قلبه أنْ يُسلِّم الرب يسوع، تعلَّم هذا، هذه هي استراتيجية إبليس أنْ يُلقي بالأفكار والانطباعات والصور التخيلات لذهنك، ويُفتَرض منك أنْ لا تسقط في هذا الفخ بعد فهمك للكلمة.

 السر أنْ لا تحيا بالحكمة البشرية مِن خبرات سابقة أو اعتقادات شخصية أنّ هذا هو الصح، وحصون فكرية ترفض أنْ يقترب منها شخص، لا تثق أو تنتبه للأفكار المُضَللة التي يُلقيها على ذهنك، قال بطرس لحنانيا وسفيرة جملة هامة للغاية: “لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ..” (أعمال الرسل ٥: ٣) هؤلاء ملأ الشيطان قلبهم، إذًا احتاج الأمر لوقتًا ليمتلئ بفكرة ثم فكرة.

 هل الشهوة كلمة شريرة؟ لا، لأنّها تعني رغبة مُلِحة، قال الرب يسوع: “شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ” (لوقا ٢٢: ١٥) لكن إنْ وُجِهَت بصورة خاطئة تصير شريرة، لذلك هي حسب استخدامها، فهناك مَن لديه رغبة حارقة ومُلحِة تجاه الرب.

“كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ” (يعقوب ٥: ١٧).

 مرورك بظروف صعبة في هذه الحياة ليس عُزرًا، أنها خدعة، فهل كان إيليا ويعقوب وغيرهم مِن رجال الله مِن كوكب آخر؟ لا بل عاشوا في نفس الكوكب الذي تحيا فيه أنت، ولكن سر النجاح أنْ لا تنتبه لما يفعله بك الناس، بل لما صنعه وعمله يسوع في حياتك. ويمكن أنْ تدرس سلسلة النضوج الروحي مِن على موقعنا.

 “فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ(١ بطرس ٥: ٩)

 أنت لست الشخص الوحيد الذي يمر بتجارب، ولكن ينحصر البعض على أنفسهم ويرثون لحالهم معتقدين أنهم الوحيدون الذين عبروا بظروف صعبة.

 “كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ” كل عطية صالحة هي مِن الله لذلك المرض والفقر والمشاكل ليس مِن الله، لأنها ليست صالحة وليست كاملة أي بلا عيب، ولا ينبغي أنْ تقول ربما ما أراه غير صالح لي يكون صالحًا، لو كان كذلك لما وضع الرب تعرف العطية الصالحة في كلامه: “فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً” (لوقا ١١: ١٣) إذًا الرب وضع بداخلنا حس لتمييز بين العطايا الجيدة والسيئة.

 “الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ” الرب لا يتغير، ويجب أنْ تفهم أنه ينبغي عليك أنّ لا تتغير تحت أي ظرف.

 “شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ” يتكلم أننا ولدنا مِن نفس الكلمة التي لا تفنى، ويمكنك الرجوع لسلسة كنيسة أبكار لتفهم معاني كلمة بكر في اليوناني.

▪︎ لا تخدع نفسك بسلوكك بالحكمة البشرية:-

” ١٧ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ، لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ. ١٨ لاَ يَخْدَعَنَّ أَحَدٌ نَفْسَهُ. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ حَكِيمٌ بَيْنَكُمْ فِي هذَا الدَّهْرِ، فَلْيَصِرْ جَاهِلاً لِكَيْ يَصِيرَ حَكِيمًا!”(١ كورنثوس ٣: ١٧، ١٨)

 يوجد خداع يمكن للشخص أنْ يخدع نفسه به، ففي هذا الإصحاح بدأت الناس تتحزب وتصنع انقلابًا ويُقلّلِون مِن رسولية بولس في الكنيسة، فهُنا يستخدم بولس حقه لإنقاذهم مِن الهرطقات لأنه هو مَن زرع التعليم فليس مِن الصح أنْ تتحزبوا أنا لبولس وأنا لأبولوس وليس بغرض أنْ يُعلي مِن شأن نفسه.

 إنّ كل مَن يقترب تجاه بيت الرب؛ أي كنيسة الله التي هي مفردها أشخاص الكنيسة ويحاول أنْ يدمرهم (يُفسِدهم)، يسوع شخصيًا يدمره، شرط أنْ تكون الكنيسة حية مُصلية، لأنه يوجد كنائس دُمِرت ونرى مَن أفسدها يعيش دون أنْ تُجازى أو يتم إيقافهم. في حين ذكر بولس في غلاطية إنْ وجد شخص يُعيق أيمانكم فليكن أناثيما؛ أي ملعونًا (غلاطية ١: ٩). ادرس سلسلة العثرة لتفهم لماذا لم يسع الرسول وليس وراء هؤلاء ليعيدهم للكنيسة، لأنهم سيكونون سبب عثرة لغيرهم.

 أي شخص يعتقد أنه فاهم – ولكن ما فهمه عكس ما قاله الرسول بولس- فهو يخدع نفسه، والحل أنْ تجعل عداداتك مُصفرة، وتهدم كل أفكارك وتخضع للكلمة، فحينما تضع نفسك كطفل يستطيع الروح القدس أنْ يتكلم معك، وليس كالفريسين والكهنة الذين أبطلوا كلام يسوع بسبب تقليد الأباء في حين أنّ كلام يسوع له مفعول. لهذا انتبه أنْ لا تخدع نفسك بطريقة تفكيرك التي هي عكس الكلمة. فأكبر عدو لك أنْ تُخدع نفسك بطريقة تفكيرك التي هي ليست مِن الكلمة.

ادرس سلسلة القيمة والمقدار وسلسلة الدوافع.

“٨ لكِنْ أَنْتُمْ تَظْلِمُونَ وَتَسْلُبُونَ، وَذلِكَ لِلإِخْوَةِ! ٩ أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، ١٠ وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ. ١١ وَهكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لكِنِ اغْتَسَلْتُمْ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ، بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهِنَا” (١ كورنثوس ٦: ٨-١١)

 “الظَّالِمِينَ” هو الشخص الذي لا يسلك بالطبيعة الصح والاستقامة، ولا تعتمد أنك لا تعرف شيء عن موضوع البر، ارجع وادرسه مِن على الموقع. انتبه لهذه الصفات، فالبعض عندما يتأخر عليهم الدليفيري يتصل بهم ليشتمهم لأن لا أحد مِن الأخوة معه.

 “زُنَاةٌ” الذي يتعرى ويُعطي جسده لاستخدام الآخرين، هناك مَن يستغلك وتخشى على زعله وتسميها في بعض الأحيان عثرة، فمن يُعثرك ضع له وقفة stop، وإنْ تاب اغفر له، كما في (لوقا ١٧: ٣). إنْ كان شخص ما يتعامل معك بشتيمة أو يسحبك للخطأ، أوقفه باحترام، لكن لا تقبل هذا.

 “عَبَدَةُ أَوْثَانٍ” هو الشخص الذي يُشارك أو ينتبه لشيء آخر غير الرب، ليس فقط يعبد، أو يشارك مَن يفعلون هذا. نرى في بعض الأفراح مَن يرقصون أو يضعون أغاني على موبايلهم، ويتمتمون بالأغاني، وهو حفظها…لماذا تُمَرر هذه الأمور على لسانك؟ ألست هيكلاً للروح القدس؟ إما أنّ تحيا المسيحية ويكون يسوع رب على حياتك أو لا.

 “فَاسِقُونَ” شخص غير أمين مع الرب ومُرتد مع الناس.

 “مَأْبُونُونَ” شخص لا يقوم بدورة وسلطانة ولا يفعل ما يُطلَب منه في عمله وبيته، ولا يقاوم إبليس، ويترك أولاده دون تربية، المسيحية هي حياة يجب أنْ تحياها.

 “سَارِقُونَ” شخص يستغل ثقة الأخريين ويسلبهم عبر السرقة أو تعليم خاطئ.

 “طَمَّاعُونَ” شخص غيور ويُريد ما للغير، أو يحصُل على أي شيء بمكاسب غير شرعية.

 “سِكِّيرُونَ” هو الشخص الذي لا يمنع جسده سواء عن شرب أو أي شيء، فهو أطلق العنان لجسده.

 “شَتَّامُونَ” هو أي لفظ يُستخدم للإساءة أو للإهانة أو لتحطيم شأن أو إرعاب أو التنمر على الأخرين أو الاستخفاف بهم وتملقهم، وأي شيء يحتوي على سخرية أو هزار سلبي عن الأخرين.

 “خَاطِفُونَ” شخص يأخذ الشيء غصبًا، أو عبر الكذب.

 كل مَن يفعلون هذا هم في طريقهم للارتداد الهلاك، لم يرتدوا لكنهم في طريقهم إليه، يتدربون عليه، ويصلون ولا يجدون نتائج، لأنه لم يتَنَقّى بكلمة الله ولم يأكلها، فلا يتوقع أنْ ينال منها الشفاء. مَن تدرب على فعل أي فكرة تأتي له دون فحصها، تجدهم يقررون فجأة أنْ يأخذون السيارة ويسيرون بسرعة ومِن ثم تنقلب بهم السيارة. لا تزجر أحدًا ولا تتعامل باستخفاف داخلي قبل خارجك مع أي شخص؛ وبعدها ستجد حياتك في انطلاقة مختلفة.

 يجب أنْ تفحص أفكارك وما يدور في ذهنك وعمليات تفكيرك، حتى تتمكن أنْ تحيا بانتصار. إنْ كنت ترى ذاتك حكيمًا وفاهمًا -بعيد عن الكلمة- لتكن جاهلاً لكي تصير حكيمًا، استغني عن حكمتك وخبراتك ومفاهيمك واقبل نصح وتصحيح الكلمة.

 “انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ” يبدأ الانجذاب مِن أفكار غير المملؤة بالكلمة فينسحب وراء أي فكرة تخبره أنْ يُنجِز عملاً ما قبل أنْ يبدأ دراسته للكلمة، ويضيع وقتك، وبعدها لا تجد ميولاً لدراسة الكلمة، هذا لأنك تسلك بالجسد وغير متدرب، وليس لأنك سيء وضعيفًا روحيًا، والحل أنْ تقاوم إبليس فيهرب منك، انتبه فهذه طريقة إبليس في الحرب، لأنه يسعى لمعرفة شخصيتك مِن ميلادك، لابد أن تستفيق وتتعامل كما يقول الكتاب: “لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ. (٢ كورنثوس ٢: ١١) والبداية أنْ تصير طفلاً في أفكارك وتتبنى أفكار الكلمة.

 ▪︎ يأتي الخداع بثلاث طرق:

 لماذا يحدث سدة لشهيتك؟ لأنك منجذبًا لأفكار تبدو لديك أنها حقيقية وسليمة وحكيمة، والعلاج أنْ تطعن على هذه الأفكار. هناك مَن يخدع قلبه ويُهزر بالكلمة، وبالتالي تتسرب المسحة مِن حياتك، وتصير غير منضبط في أمور أخرى، ليس هناك مشكلة في أنْ تكون سعيدًا ولك بعض التعليقات الجميلة، لكن أنْ تجعل هدفك إضحاك الآخرين وترى قيمتك في إعجابهم بك فهذا يجعلك فارغًا مِن الداخل.

 يقول الكتاب: “أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ. (٢ تيموثاوس ٢: ٢٢)

 لا يتحدث هنا عن الشهوات الجنسية فقط، ولكن عن كل ما يرغبه الشاب، والرسول بولس في الأساس يقول له هنا لا يشترط أنْ تُجِيب على كل شخص يجادلك حتى وإنْ كان لديك رغبة مُلِحة “شهوة” أنْ تجيبه، لتثبت أنك فاهم وعارف، بل واجتنبه واتبع البر والتقوى، إذًا هو يعالج في الأساس دوافع القلب وهي أهم بكثير مِن الأعمال لأنها نتيجة لما هو بالداخل، ولا يمكن دخول أي شيء إلا إذا سمحت له، وإنْ لم تسيطر على هذه الأمور تجد صعوبات في حياتك لا تعرف أنك سببها.

 “مِنْ أَيْنَ الْحُرُوبُ وَالْخُصُومَاتُ بَيْنَكُمْ؟ أَلَيْسَتْ مِنْ هُنَا: مِنْ لَذَّاتِكُمُ الْمُحَارِبَةِ فِي أَعْضَائِكُمْ؟” (يعقوب ٤: ١).

 طبقًا لما قاله الرسول في الشاهد أعلاه، يوجد مشاكل في الأسرة والعمل تبدأ مِن الداخل، وإنْ أردت تصحيح الخارج عليك بتصحيح داخلك، فإنْ سرت بالكلمة والحق الكتابي سوف تُصَحَح في وقت قليل وكل الأمور تصير مُنضبطة، وكأنك وصلت الكهرباء بمنزل ما فبدأت كل الأجهزة تعمل، وتُقَوّم حياة الشخص مع أنه في بداية طريقه، لأن كلمة الله قوية، ومثلما يدخل إبليس عبر أفكاره، هكذا يجتاح الروح القدس حياتك عبر الكلمة، وبسهولة تستطيع إيقاف أي خطية في حياتك بقرار بسيط، وتفاجئ مِن سرعة عمل الرب في حياتك.

 ▪︎ ملكوت الله يُغتَصَب:-

 “كَانَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ إِلَى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ يَغْتَصِبُ نَفْسَهُ إِلَيْهِ” (لوقا ١٦: ١٦).

 كان موسى والأنبياء موجودين حتى يوحنا المعمدان، وكل واحد يحتاج أنْ يسحب نفسه لملكوت الله، قال الرب يسوع عن كلمته: “ فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ” (متى ٥: ١٨) كلمة الله لها قوة عجيبة، ولكن لماذا ترى مشكلتك إنها صعبة الحل؟ لأنك مقتنعًا برأيك الشخصي أنها صعبة وليس بالكلمة القادرة على تغييرها.

 إنْ كنت تعاني مِن ضغوطات أو سقوط متكرر، أو العبور بنوبات مِن الغضب، مثلما يأتيني شخصًا قائلاً “أنني أكذب تحت الضغوط” علاج كل هذا أنْ تقلل مِن قيمة صورتك أمام الناس، فعندما تخاف مِن الإحراج هذا لأنك تأخذ فيمتك مِن الناس، أو أنت خائف مِن تحمل نتيجة ما فعلته، فبدلاً مِن انتهار الكذب، صحح قيمتك وخذها مِما تقوله الكلمة عنك أنك ابن الله وبداخلك طبيعته، ولا يفرق معك رأي الناس، وبالتالي لن تكذب، حتى تصل لمرحلة أنْ تنتهي السقطات مِن حياتك.

 قال الكتاب أنّ محبة المال وليس المال هو أصل الشرور، كذلك حب استطلاع الرأي ومعرفة حياة الغير هي أصل الشرور في حياتك أنْ لا تجد وقتًا تدرس فيه الكلمة.

 ▪︎ لديك مسحة مِن القدوس لتعليمك:-

“١٨أَيُّهَا الأَوْلاَدُ هِيَ السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. وَكَمَا سَمِعْتُمْ أَنَّ ضِدَّ الْمَسِيحِ يَأْتِي، قَدْ صَارَ الآنَ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ. مِنْ هُنَا نَعْلَمُ أَنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. ‏١٩مِنَّا خَرَجُوا، لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لكِنْ لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا. ‏٢٠وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ. ‏٢١لَمْ أَكْتُبْ إِلَيْكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ الْحَقَّ، بَلْ لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَهُ، وَأَنَّ كُلَّ كَذِبٍ لَيْسَ مِنَ الْحَقِّ. ‏٢٢مَنْ هُوَ الْكَذَّابُ، إِلاَّ الَّذِي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ؟ هذَا هُوَ ضِدُّ الْمَسِيحِ، الَّذِي يُنْكِرُ الآبَ وَالابْنَ. ‏٢٣كُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الابْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ أَيْضًا، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالابْنِ فَلَهُ الآبُ أَيْضًا. ‏٢٤أَمَّا أَنْتُمْ فَمَا سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ فَلْيَثْبُتْ إِذًا فِيكُمْ. إِنْ ثَبَتَ فِيكُمْ مَا سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ، فَأَنْتُمْ أَيْضًا تَثْبُتُونَ فِي الابْنِ وَفِي الآبِ. ‏٢٥وَهذَا هُوَ الْوَعْدُ الَّذِي وَعَدَنَا هُوَ بِهِ: الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. ‏٢٦كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ هذَا عَنِ الَّذِينَ يُضِلُّونَكُمْ. ‏٢٧ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَلاَ حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ، بَلْ كَمَا تُعَلِّمُكُمْ هذِهِ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ حَق وَلَيْسَتْ كَذِبًا. كَمَا عَلَّمَتْكُمْ تَثْبُتُونَ فِيهِ. ‏٢٨وَالآنَ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ. ‏٢٩إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ” (يوحنا ٢: ١٨ – ٢٩)

 ضد المسيح يعمل الآن وهذا يعرفنا أننا في الساعة الأخيرة، وهؤلاء “مِنَّا خَرَجُوا” أي أنهم كانوا خدامًا. يا مَن تصرخ طالبًا أنْ تأخذ مسحة، أنت لديك مسحة لتعرف كل شيء، وعندما تثبت في الكلمة تثبت في الآب، إذًا الكلمة هي سر ثباتك.

 المسحة تُعلّمك أنّ تميز ما وراء الفكرة، ربما يدعوك أحدهم لتعمل معه شيئًا ولكنك ذهنيا لا تعلم نوياه، لكن المسحة التي بداخلك تُعرفك كل شيء، قبل أنْ تبدأ المكالمة يخبرك الروح القدس أنّ هناك فخ فتتحذر منها، حينما يُعرض عليك منشورًا ينبهك الروح بخطورته فتتجنب التأثير به.

 المسحة لها قدرة لتعليمك أي لها صوت عن كل شيء، وفجأة يخبرك الروح القدس أنْ تذهب لتتكلم مع ابنك، اخضع لصوته واذهب لتجلس معه، وتفاجأ أنك تحميه مِن أمور كانت ستدخل لحياته، بدأ يوحنا يُعلمهم أنْ يسمعوا الصوت الداخلي وأنْ يعرفوا أنْ يستخدموا المسحة، المرشد بداخلهم، رغم وجود أضاد كثيرين للمسيح.

 أحيانا تأتي موجات مِن الشك تجاه الرب وذاتك، أو موجات مِن الإدانة على المؤمنين كما اجتاح الملاك المهلك مصر لقتل كل بكر، احمي نفسك مِن هذه الموجات عبر اكتشافك لمَن أنت وليس عبر رش الدم، لا يفترض أنْ تحيا حياتك في دوامة كثير السقوط، لكي تساعد كثيرين يحيون هذا الثبات وتضع حدًا لتدخلات إبليس في الأرض، فهو مقتحم مثل القطط التي لن تخرج مِن بيتك ما لم تطردها.

 لم تكن مشيئة الرب أنْ ينشغل الإنسان بمعرفة الخير والشر، فهو أنشغل بالأمر قبل معاده، لكن الرب أوجدها ليعلّم الإنسان أنّ هذه الشجرة لها استخدام فيما بعد أنْ تميز بين الخير والشر لتقضي مع الله على الملائكة الساقطة.

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
Hide picture