لسماع العظة علي الساوند كلاوند أضغط هنا
لمشاهدة العظة علي الفيس بوك اضغط هنا
لمشاهدة العظة علي اليوتيوب
كيف تغلب إلى النهاية – الجزء 4
- تبدأ الغلبة عندما تسلك بالنظام الإلهي.
- دور كلمة الله في كشف خواص روحك الغالبة.
- لا تسلك بالجسد، بل اخضِعه لروحك.
- أعمال الجسد.
- ثمر الروح هي خواص روحك الغالبة.
- يبدأ الانتصار عندما تسلك بالإيمان بطبيعة روحك ولا تعتمد على المشاعر.
- افسح المجال للرب ليتدخل في حياتك.
- ما هو سر قوتك؟
- لا تنخدع لئلا تسقط.
- أولاً: احذر الخداع من نفسك
- ثانيًا: احذر الخداع من الآخرين
- ثالثًا: احذر الخداع من إبليس
- تبدأ الغلبة عندما تسلك بالنظام الإلهي:
عدم معرفتك بما لديك في المسيح لا يجعلك تحيا ضحية لإبليس وحسب، بل يجعلك تسلك في نظام مهزوم ومُقاوم من الله، أيضًا ستحيا حياتك في مستوى أقل مما يريده الرب لك، فمثلاً عندما تدخل لمكان أو شركة وأنت لا تعلم حقوقك ووجباتك في هذا المكان، من الطبيعي أن تُستغل. يحدث هذا بالفعل في حياة أشخاص وُلدوا لكي يحبوا أبطال، ما صنعه يسوع هو أن تحيا بطل وغالب في هذه الحياة.
“قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ” (يوحنا ١٦: ٣٣).
قال الرب يسوع لتلاميذه في أواخر ساعاته معهم قبل الصلب: “لن أترككم يتامى وسأرسل لكم الروح القدس” تحدثت في سلسلة “لا أترككم يتامى” عن عمل الروح القدس معنا.
تحدث الرب يسوع مع تلاميذه في هذه الآية عن الصليب بطريقة يستطيعوا بها فهم بها كلامه، ثم بعد ما قام من الموت تكلمَ معهم عن المملكة والأمور التي تخصها، ومن المتوقع أنه علمهم عن الملء بالروح والتكلم بألسنة بصورة مستفيضة، وذُكرَ عنها لمحات في مرقس الاصحاح السادس عشر، ولكن متوقع إنه أعطى لهم تعليمًا كافيًا عن هذه الأمور.
“ثقوا” الأمر يحتاج إلى إيمان.
“أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ” نظام العالم غُلبَ، وأي شخص يسلك بمبادئ بعيدة عن الكلمة، يسلك في نظام فاشل هزمه الرب، ولاحظ أن الرب صَرَّحَ أنه هزم العالم قبل دخوله على الصلب، هذا لأن الرب يرى الماضي والحاضر والمستقبل لُحمةً واحدة. تحدثنا قبلًا في سلسلة “مملكة ليست من هذا العالم“، إنه يوجد فرق بين aion& cosmos
النظام والمخلوقات aion&cosmos
ال aion هو النظام / نظام التشغيل.
ال cosmos هو العالم/ المخلوقات.
فمثلاً جهاز الموبايل نفسه كجهاز هو ال cosmos، ونظام تشغيله هو ال aion، هكذا العالم الذي نراه هو ال cosmos متأثرًا بنظام الذي هو ال aion
يتكلم الكتاب أنّ الله هو خالق الأرض، فلا يستطيع إبليس أنْ يكون إله هذا العالم، لكنه رئيس هذا العالم (يوحنا ١٤: ٣٠)، وهو نفسه “إِلهُ هذَا الدَّهْرِ”(٢ كورنثوس ٤: ٤) أي هو مؤلف النظام “aion” الحالي الذي يعمل به العالم، وعندما قال الرب يسوع: “أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ”، أي هو هزم هذا النظام الشيطاني الذي يعمل الآن في العالم.
لنرى شرحًا أعمق ل “ثِقُوا، أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ”، عمَّا قاله الرب للتلاميذ لأنهم وقتها لم يكونوا قادرين على فهم شروحات عميقة، وتغير هذا الحال تمامًا بعد قيامته.
“١ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضًا. ٢ بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَوْلاَدَ اللهِ: إِذَا أَحْبَبْنَا اللهَ وَحَفِظْنَا وَصَايَاهُ. ٣ فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً، ٤ لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. ٥ مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟” (١ يوحنا ٥: ١-٥).
من العلامات الهامة جدًا التي تحدث عنها الرسول يوحنا في مواضع عِدة من رسالته، أن عندما تسلك بمحبة فهذه أعراض وجود حياة الله بداخلك.
عندما تحدث الرب في إنجيل يوحنا أن “الغلبة” كانت قاصرة عليه فقط، وما يربطنا بها هي كلمة “ثقوا”، أما الآن نرى في رسالة يوحنا فيقول إن: “كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا“ إيماننا هي ذات كلمة “الثقة” التي ذكرها الرب في إنجيل يوحنا، إذ يوجد أمرًا مختلفًا حدث بداخلنا الآن.
“مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟” صار الآن متاحًا للإنسان أن يصبح شريكًا في الطبيعة الإلهية كما ذكر في الإصحاح الأول من هذه الرسالة، صارت الآن حياة الله متاحة للبشر، فُتح البند الجديد للبشرية لأجل هذا يمكننا أن نغلب العالم مثل الرب يسوع.
لكن عندما تتحرك بمبادئ العالم وتخضع له ولمشاعره، فأنت تتحرك في نظام مهزوم، ولكي تسير خارج هذه الهزيمة يجب أن تؤمن بيسوع وبالطبيعة الإلهية التي بداخلك، لأن كل من وُلد من الله يغلب العالم، وتأتي في الأصل أن أي شيء خارج من الله يغلب وليس فقط إنسان.
عندما تبدأ في حساب مواردك المالية بالعقل وتقول: “هذا لا يكفي” مِن الصحيح أن تنظم مواردك المالية وتحسب النفقة، ولكنك تحسبها لكي تدرس كيف تتم المعجزة وليس لتخضع للمعلومة التي تُقال لك نتيجة هذه الحسابات، أو تخضع لأي أمور سلبية مثل تقرير طبي أو عمل أو شخص بدأ يترك الرب.
يتحرك إبليس طبقًا للمساحة المتاحة له، هو يطرق الباب أولاً عن طريق وضع أعراضه من خلال العيان، واعترافك بهذه الأعراض وخضوعك لها يجعلها تحدث. يستطيع إبليس أيضًا تحريك الجماد من مكانه، ذات مرة تحدث معي زوجين، كانت الزوجة تشك في زوجها إنه ينوي بيع ذهبها، فأحضرت علبة وأغلقت عليه وخبأت المفتح معها، وفي النهاية فوجئت إنه اختفى! وهناك أمور لأخرى كانت تختفي من بيتهم بتكرار.
كان عليّ أن أميز هل هذا الأمر حدث نتيجة نشاط شيطاني أم لا، أخبرني روح الله أن روح شرير سحب الذهب من مكانه ليحدث زعزعة في البيت لأن الزوجة غير قادرة على تصديق زوجها وأمور أخرى كانت بحاجة أن تتعلمها. يبقى السؤال ما الذي دفع بهذا البيت ليصل لهذا الحال؟ وما الذي يجعل عربية تصطدم بأخرى رغم أنه لا يوجد خطأ بشري في السواقة؟
لهذا السبب أشرح لك مدى تأثير عالم الروح في عالم العيان، من الأساس عالم العيان خَرَجَ من عالم الروح، عندما تتحرك طبقًا لمبادئ ونظام عالم غُلب وهُزم فأنت ليس فقط تتحرك في نظام فاشل ولكن أيضًا تسلك عكس مبادئ الرب كمبدأ عام “إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَاي” (يوحنا ١٤: ١٥).
يوجد بيوت بها نشاط شيطاني والناس لا تعلم هذا، عن طريق موسيقى غير مقدسة أو ترانيم تحتوي على كلمات وموسيقى غير مقدسة. كلمة مقدسة تحدث عنها بولس وقال إن خدمته مقدسة بلمسة الروح القدس، ونفس يسوع قدم دم نفسه بروح أزلي (عبرانيين ٩: ١٤)، إذًا إن لم يضع الروح القدس لمسته في أي شيء عبر أن يكون الشخص مُنقادًا وتحت تأثير الروح القدس وليس أن يلمس الشيء، فلا يصير هذا الشيء مقدسًا.
أي شيء تفعله تحتاج أن تفهم كيف تغلب فيه، يبدأ الانتصار ويستمر إن كنت تسلك بالنظام الإلهي المنتصر وتُفَعّل طبيعة الله التي بداخلك تجاه المواقف والأحداث، بدءًا من إدارة النفس والجسد إلى إدارة حياتك، ففي هذه اللحظة تجد نفسك مُنقادًا بالروح.
كم هو خطير الخداع الذي يحدث في دائرة أن تعرف من أنت في المسيح! هدف روح ضد المسيح هو أن ينكر يسوع لكى ينكرك أنت، وينكر أن لديك طبيعة يمكنها أن تغلب، وهذا يتضارب أكيد مع الذهن البشري، حيث يظن البعض أن جميعنا أبناء تسعة، لكن يوضح لنا الكتاب أنه يوجد أبناء الأبدية أي أبناء الطبيعة الإلهية التي لا يمكن أن تنكسر.
- دور كلمة الله في كشف خواص روحك الغالبة:
“لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ، وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا (كلمة لنا)” (العبرانيين ٤: ١٢، ١٣).
“وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ” هذا يعني إنه غرض إلهي أن تضع الكلمة فاصلاً بين الروح والنفس، ليس لأنه يكره النفس ويحب الروح، لكن لكى تتمكن من إدارة نفسك، فإن لم تَخرُج خارج الشيء لن تعرف كيف تديره.
“وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ” تستطيع أن تميز بين الخير والشر من خلال كلمة الله.
“وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ” هنا يَستخدِم لفظ قطع الشيء ليس ليلقيه بل ليكشفه، يتحدث عن سيف ذي حدين يُفرّق بين أشياء يقطعها ليس لكي يُلقيها، لكن ليكشف ما بداخلها. لهذا السبب قال بعدها: “وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ” أي لا يوجد شيء غير مكشوف لدى الله، معنى ذلك أن الكلمة هي ذات الله.
كلمة الله لها دور في كشف خواص روحك والتي بها تسيطر على النفس البشرية، تكشف روحك لتتعلم كيف تخرج المحبة في الموقف، وصبر وطول أناة، بمعنى عندما تأتيك فكرة أو تُعرض عليك مشاعر سلبية أو تشعر بقبضة داخلية أي شيء تعاني منه وتعتقد إنه طبيعي لكنه ليس كذلك، ففي هذا الوقت اقتناعك وثقتك أنك غلبت هذا النظام العالمي بسبب يسوع الذي أعطى لك الطبيعة الإلهية وبسبب اكتشافك ومعلوماتك السابقة أن بداخلك خواص لتغلب هذا الموقف وهذه المشاعر، تجعلك تغلب.
أكثر هزيمة تحدث هي عندما تنخدع في نفسك، ولكن الروح القدس يكشف ويعلن لنا أمورًا من خلال الكلمة، عندما تقتنع بالأفكار المعروضة عليك من الخارج، تسقط في فخ وتخدع ذاتك. لكن عندما تكتشف الروعة التي بداخلك وتؤمن بها وتخرجها ستعرف أن بداخلك قوة مثل الأسد لم تخرجها لأنك لم تعرف عنها.
- لا تسلك بالجسد، بل اخضِعه لروحك:
“ ١٦ وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ (فمؤكدًا) فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ. ١٧ لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ. ١٨ وَلكِنْ إِذَا انْقَدْتُمْ بِالرُّوحِ فَلَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ. ١٩ وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ ٢٠ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ ٢١ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ (ما شابه هذه الأمور) الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ. ٢٢ وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ ٢٣ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ. ٢٤ وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ. ٢٥ إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِالرُّوحِ، فَلْنَسْلُكْ أَيْضًا بِحَسَبِ الرُّوحِ. ٢٦ لاَ نَكُنْ مُعْجِبِينَ نُغَاضِبُ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَنَحْسِدُ بَعْضُنَا بَعْضًا” (غلاطية ٥: ١٦-٢٦).
“١٧ حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ” الصح هو “حتى لا تفعلون ما تريدون” أي توجد روعة داخلك وتمت إعاقتها ولم تخرج للخارج.
“١٨ وَلكِنْ إِذَا انْقَدْتُمْ بِالرُّوحِ فَلَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ” حارب الرسول بولس باستمرار السلوك بالناموس الذي هو محاولة تصليح الشخص لذاته ليصبح شيء لم يكن عليه؛ أو يصطنع شيئًا، ولكن هذا عكس الطبيعة الإلهية الجديدة؛ أن بداخلك روعة تخرجها، إذ صارت الروح الإنسانية سليمة وتنتج الصح.
مشكلة السلوك بفكر الناموس هو أنه يجعلك تحيا شيء هو بالفعل بداخلك، لكنه يقولها لك بصيغة “افعل، ولا تفعل؛ وإلا سيحدث كذا وكذا”، يجعلك تعيش الكلمة بطريقة بها إدانة. لكن فِكر العهد الجديد يجعلك تكتشف أن بداخلك روعة وتُخرجها كشيء داخلي وليس تصطنعها.
لذا كل مرة تُحارب بأنك تصطنع هذه الأمور الروحية، وكلما حاولت التجاوب مع صوت الروح القدس الذي يخبرك أن تعلن الكلمة بلسانك أو تصلي بألسنة، تأتيك أفكارًا وتُخمد عمله في حياتك، وأنت غير مميز أنّ هذه الأفكار دخيلة عليك، وليست من روحك، لا تصدقها ولا تقِس بها نفسك، بل ميزها ولا تتجاوب معها!
عندما يُحارب المؤمن بمثل هذه الأفكار نجده يسأل: “كيف وأنا مؤمن أُحارب بهذه الأفكار؟” في بداية إيمانه حُمِل على زراع الروح القدس فلم يُعاني من هذه الأفكار. كان ينبغي أن يُعَلّم بعد قبوله للرب يسوع أنها سُتعرض عليك ويجب أن تتعامل معها. لهذا فُجِأ الشخص أن هذه الأفكار عُرضَت عليه وهو لم يُعَلّم سابقًا كيف يتعامل معها فيبدأ يشك في خلاصه، ووقع في مشكلة يقينية الخلاص.
وتزداد المشكلة حينما يعبد المؤمن في وسط جماعة بالكاد ينطلقون في العبادة، أو أن ترانيمهم غير كتابية، وكلما أراد الشخص رفع يديه متجاوبًا مع التسبيح ينظر له الجميع وكأنّ هناك عقربة أو ثعبانًا بيديه، ويتعجبون منه إن رفع صوته في العبادة أو قال “هللويا” ودون أن يتكلموا يُهاجمون بداية عمل الروح القدس بداخله.
بهذا يكون تعرض الشخص لمقاومة من الخارج ومن أفكارهِ فيسقط في الخطية ويظن أنه غير مؤمن؛ ويقيس حياته من الخارج للداخل ويسقط في هذا الفخ. لكن يوضح الكتاب المقدس لنا إن فهمت الكلمة وفهمت من أنت وما هي الطبيعة التي بداخلك من فرح وانطلاق، ستخرج كل هذا بإدراك ووعي. ثقتك وإيمانك بالطبيعة الإلهية التي بداخلك هو الذي يغلب ما يُلقى عليك من هذا العالم.
ما قصده الرسول بولس بقوله: “لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ” أي أنتم لستم تحت النظام الذي يطلب منكم أن تحيوا شيء وأنتم لستم عليه، إذ لازال بداخلنا إنسان عتيق مُنتِج للخطية. صرنا الآن نحمل الطبيعة الإلهية، ثق بها ثم اخرجها.
“١٩ وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ” تأتي في اليوناني “phaneros” أي أن يُرفع الستار عن شيء، هي نفس لفظ أن كلمة الله تكشف كل شيء في عبرانين ٤: ١٣ “وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ“. قصد الرسول أن يقول هنا: “لن تحتاجوا للناموس ليكشف لكم الخطية؛ الآن بداخلكم نظام يخبركم الصح والخطأ”. أصبحت الأمور ظاهرة لا تحتاج لشرح لأنكم صرتم خاضعين للروح وليس للناموس؛ الآن بداخلك مُرشد داخلي، قيادة داخلية لأنك صرت مولودًا من الله.
” ١٧ لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ” الأدق هو “لأن السلوك بالجسد”. عندما يسلك الشخص بالجسد، لن يفعل ما كان يجب عليه فعله.
يُقال في بعض الأحيان على الجسد في اللغة اليونانية لفظ “soma” أي الجسد اللحمي، وأحيانٍ أخرى يُقال عليه “sarx” أي الطبيعة البشرية التي تشمل النفس والجسد، وفي كل الأحوال هما لهما علاقة ببعضهما. لم يقصد الرسول أن يتكلم عن الجسد أنه مشكلة. كمولود من الله، من المفترض أن يكون جسدك كالآلة، وأنت من تعطي لهذه الآلة طبيعتها.
كما قال في رسالته لأهل رومية: “وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ، بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ للهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرّ ِللهِ” (رومية ٦: ١٣). معنى ذلك أن الجسد ليس منتجًا للخطية من نفسه. أيضًا النفس البشرية (الفكر، العاطفة، الإرادة) ليست منتجة للخطية حسب إعلان الرسول بطرس: “أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ، أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ” (١ بطرس ٢: ١١).
لكن لماذا يقول الرسول بولس في رسالته لأهل كولوسي: “فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ…” (كولوسي ٣: ٥). هذا لا يعني أنها مُنتجة الخطية، بل يقصد أن تسيطر عليها وهو أيضًا يقول التعليم المناسب لكل مرحلة نضوج.
أيضًا عندما قال في رومية: “فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ…” (رومية ٧: ١٨). لم يكن يشير هنا للجسد اللحمي، بل الذي يسكن بداخله وهي الروح الإنسانية التي كانت مُنتجة للخطية قبل الميلاد الثاني، وتم تغييرها في الميلاد الثاني. أشجعك أن تدرس مقالة “رومية ٧ لا يتكلم عن المؤمن“.
إن كنت تريد أن تغلب في هذه الحياة للنهاية، عليك أن تفهم أنها تبدأ:
أولاً: في دائرتك الشخصية.
ثانيًا: تسيطر على إبليس. ويسهل عليك وضع حدودًا له عندما تُغلِق أبواب حياتك بشكل صحيح.
ثالثًا: تسيطر ظروفك وأحداث حياتك وأن تُخضِعها لهذا الإله.
وأخيرًا: دائرة النفوس التي تختطفها من النار وتربحها ليسوع، وهي نتيجة لاستقرارك في الثلاث دوائر الأولى. نحن في حالة من السيطرة، ومَن في الخارج يسمونها حربًا.
الجسد هو طاقة يجب أن تُوجه، كان للرب يسوع جسدًا ونفسًا ولم يوجد فيه خطية، إذًا ليست المشكلة في الجسد، بل في عدم السيطرة عليه وعدم تطويع الإنسان له. عندما يسلك الشخص بالجسد، يتحرك في دائرة يسهُل على إبليس الوصول له فيها، لكن عندما تسلك بالروح مؤكدًا لن تكتمل شهوة الجسد.
- أعمال الجسد:
هي عدم سيطرتك على جسدك، مثل السيارة التي تسير بدون سائق، ستتخبط حتمًا.
“١٩ وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ ٢٠ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ ٢١ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ… ٢٦ لاَ نَكُنْ مُعْجِبِينَ نُغَاضِبُ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَنَحْسِدُ بَعْضُنَا بَعْضًا…”
“زنى” هو الانحراف عن أي رابط شرعي سليم، كل كسر لعلاقات سليمة يعتبر زنى في عالم الروح، ليس فقط بين رجل وامرأة بل مع الرب أيضًا ويُسمى زنى روحي، تكلم عنه الكتاب في هوشع قائلاً: “…لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ” (هوشع ١: ٢).
أيضًا بابل الزانية هم مَن يسلكون بعدم استقامة في الكنيسة، وهي مَن ستبقى في الأرض وقت الضيقة العظيمة، يقول عنها الكتاب أنها أغوت الناس بسحرها. استخدم بولس الرسول لفظ “سحر” في كلامه مع أهل غلاطية ٣: ١ “أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟” توجد قوة سحب شيطانية للناس تبعدهم عن الحق، وما لم تستفيق سُتسحب فيها وتُهزم بعد ذلك.
“عهارة” هي العري، الشخص الذي يسترزق بعُريه، تُقال أيضًا على الشخص الذي يأكل ما ذُبح للأوثان.
“نجاسة” هي أن لا يكون الشخص طاهرًا. التلوث، أو الصبغة بشيء ملوث. أو الدوافع غير النقية. هي أن لا يسلك الشخص وفقًا للتعاليم المسيحية، فيتنجس يُلوَث بفكرة أو اتجاه معين.
“دعارة” تعني عدم كبح جماح الجسد، الاستفاضة في الشيء الجسدي، فقدان السيطرة وعدم القيام بالدور (تشبه تعريف المأبونون). هي عدم قول “لا” للجسد. إنها الرغبات غير المُشبعة مما تولد تذمر وعدم الرضى بشيء؛ ليس لديه شبع أو استحسان.
“عبادة الأوثان” كل ما تُعطه تقديرًا وهيبة تحل محل الله. الانتباه للحواس الخمس ولأي شيء له مكانة عالية في نظرك. أن ترى وتستدعي الشيء عن عمد في ذهنك وتسرح فيه. حينما تتناقض الحقيقة مع الواقع، يختار الشخص تصديق الواقع بدلاً من الحقيقة. هي الانتباه للمرئي عن غير المرئي؛ أي تنتبه للعيان وتنكر عالم الروح.
“سحر” هو ذات لفظ “pharmakeia” المُشتق من “pharma” أي الأدوية، الأمر الذي تكلم عنه الكتاب أنه سيُستخدم بكثرة في أواخر الأيام. هو تأثير خارجي على الشخص سواء عبر أرواح شريرة أو عبر مواد وأمور مُغلفة بأرواح شريرة. السحر هو تأثير شيطاني ليس بالضرورة أن يكون مُوجَّه من شخص لأن إبليس يريد تدمير البشر لذا فهو يتحرك بأي صورة.
“عداوة” هي المقاومة والعناد والعداوة، والخروج خارج السيادة الإلهية، أن يكون الشخص مُجرِح للآخرين وخطير ومؤذي، وله اتجاه المقاومة.
“خصام” تعني المجادلة والمناقشة بصورة ساخنة والعشق للجدل والخناق.
“غيرة” الاستثارة الذهنية، والولع والحماس تجاه شيء، أن يكون الشخص ساخنًا ويغلي ومُحفز ضد، رومية ١٥: ١٤ تقول: “…أَنَّكُمْ أَنْتُمْ مَشْحُونُونَ صَلاَحًا…” يوجد من يُشحَن صلاحًا ويوجد من يُشحَن شرًا.
“سخط” هو الغضب أو المزاج غير المُسيطر عليه، غير المعتدل، المتضايق. هو حالات الضيق والقهر الداخلي. الرغبة في فعل شيء سيء تجاه شخص آخر. من معانيها أيضًا المرارة والسخونة والرغبة التي يصل فيها الشخص لمرحلة الاحتراق لفعل شيء.
“تحزب “ تعني وضع الشخص شخصًا آخر في مواجهته، الانضمام لجهة عكس الأخرى. الانحراف لشيء آخر غير سليم. السعي وراء المصلحة الشخصية، قد يتحزب الشخص لنفسه ويقتنع برأيه ولا يريد العدول عنه، يصبح غير صادق مع نفسه.
“شقاق” ليست مرادفًا لكلمة تحزب ولكنها تعني الانقسامات، وضع الناس في انقسام، هو فصل الأمور الجميلة عن الأمور الأخرى.
“بدعة” هي الهرطقات، وأن تستميل شيء أو ناس في صفك، ويبحر بسفينته بعيدًا عن الناس الأصلية، تحتوي داخلها انقسام وابتعاد الشخص عن الكيان الموجود. تمزيق الآخرين، وتمزيق الشخص من جسده.
“حسد” الحسود هو شخص يغير ويشعر برغبة سيئة تجاه الآخرين، ويتألم إن عاش الآخرون بصورة صحيحة.
“قتل” تعني قتل حرفي وأيضًا عدم التشجيع وكسر الآخرين عبر السخرية والتقليل مِن شأنهم.
“سُكر” الإدمان لشيء، والمسرة بشيء بشراهة أكثر من مسرتك بالرب.
“بطر” تعني الاستعراض والاحتفال وإعطاء الكرامة لأمور ليست إلهية، يتحدث الشخص عن أمور بانبهار وعندما تكلّمه عن الرب ينطفئ. يعرض الشخص نفسه بحالة من الاحتفال.
“مُعجبين” المُعجب هو الشخص الذي يعطي تقديرًا أعلى من الطبيعي ويبالغ في الشيء دون أساسيات، ولذلك يطلَق عليه مجد دون أساس، وهو فارغ اليدين، المجد السليم الكتابي هو المبني على كلمة الله.
“نُغاضب” الغضوب هو شخص يَستفِز ويُقاوِم ويضع تحديات للآخر، فيطرح على الآخر أسئلة لاستفزازه ويؤرقه، ويعشق الخناق.
“الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ” السبب هو سلوك الشخص دون وضع جسده تحت سيطرته وليس بسبب أن داخله إنتاج للخطية. وكما أن أعمال الجسد ظاهرة هكذا أيضًا ثمر الروح وهذا بسبب الكلمة والطبيعة الإلهية التي بداخلنا.
- ثمر الروح هي خواص روحك الغالبة:
“٢٢ وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ ٢٣ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوس” (غلاطية ٥: ٢٢، ٢٣).
“وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ” أي افصل واشطب على ما سبق.
“وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ و…” الأدق هي “أما ثمر الروح فهو محبة الذي يشمل في داخله باقي الثمار، تأتي في ترجمات أخرى وفي الأصل إنها ثمرة واحدة رئيسية هي المحبة، وتحتوي المحبة على الثمار الأخرى. لتُشاهد الآن وتتفرج على ألبوم صورك، الآن هذه هي خواص روحك.
“محبة” لا تقتصر فقط على الغفران، لكنها نظرتك للأمور بصورة إيجابية. يمكنك أن تحب أشياء وممتلكات بصورة إلهية، إن كنت تتضايق لأن شيء تمتلكه ليس حديثًا؛ هذا سلوك بعدم المحبة.
>> أبعاد المحبة:-
أولاً: حب الله لك.
ثانيًا: حبك أنت للرب.
ثالثًا: حبك لمن حولك سواء أشخاص أو أشياء، وهي نتيجة تشبعك بحب الرب لك. وتشمل حبك لأقاربك ومعارفك.
رابعًا: حبك لمن يعاديك. نوع محبة “أغابي” هي حب غير مشروط لا ينتظر مقابل.
“فرح” بداخلك فرح الآن، سواء كنت تشعر به أم لا، فهو ليس في دائرة النفس، ومن النضوج أن لا تشعر به، بل أن تخرجه عن عمد.
- يبدأ الانتصار عندما تسلك بالإيمان بطبيعة روحك ولا تعتمد على المشاعر:
لا تعتمد على ما تشعر به، لأن كثيرون وقعوا في هذا الفخ، فهُزموا وهم سبب هذه الهزيمة، وضعوا لأنفسهم هذا الفخ. ما أبشع أن يصنع الشخص لنفسه فخًا وهو لا يعلم، فيسقط فيه، إنها حرب خداع وأكاذيب. يقول سفر الأمثال: “خَشْيَةُ الإِنْسَانِ تَضَعُ شَرَكًا، وَالْمُتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ يُرْفَعُ” (الأمثال ٢٩: ٢٥).
يوجد في داخلك منبع فرح مستقلاً عما يحدث حولك، ولهذا السبب وبهذا الإيمان تحيا منتصرًا. هذه هي الغلبة التي تغلب النظام العالمي المرتبط بما تراه وما تسمعه وما تشعر به. نتحدث كثيرًا عن الهوية لأن الكتاب المقدس يعلّمنا أن ما تراه عن نفسك ستكونه.
“اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ” (٢ بطرس ١: ٤).
يؤكد الرسول بطرس على ذات الحق الكتابي ويخبرنا أنه بسبب هذه الطبيعة الإلهية نستطيع أن نهرب من الفساد الذي في العالم الذي سببه تصديق الحواس الخمس، سبب الفساد هو لأنهم خاضعين لما يروه وما يسمعوه.
أول تمرين يجب أن تتدرب عليه لكي تحيا منتصرًا هو أن تسلك بالإيمان. والإيمان ليس شعور جيد أو احساس تشعره وقت الصلاة بأن الرب استجاب، هذا لا علاقة له بالإيمان.
تظهر إيدين الروح القدس عندما تسلك خارج ما أنت تشعر به. يفعل بعض الناس العكس، عندما يشعرون بشيء، يُهزمون بسبب تصديقهم له. سبب فساد العالم هو أنهم غير قادرين على الخروج خارج ما يشعرون به. ما يجعلك تغلب عندما تشعر بمشاعر خوف أو أيًا كان، هو تصديقك أن في داخلك طبيعة مختلفة وقوة مختلفة، فتستطيع أن تهرب من هذا الفساد؛ لأن تصديقك له يجعلك تعيش داخله.
الفرح ليس فقط ابتسامة خارجية، بل هو احتفال له سبب. إنه حالة مزاجية مرتبطة بالكلمة وبمعطياتها. هذا ما قاله الرسول بولس: “أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي افْرَحُوا (لأنكم) فِي الرَّبِّ…” (فيلبي ٣: ١)
الفرح له سبب، وبالتالي سيصبح مزاجك مستقر في فرح ثبات غير مرتبط بمعطيات الأرض، بل بالكلمة، وهذا ليس اخلاءً بالمسؤولية ولكنك تضع مسؤولية الرب في الحياة. ولكي تفهم أكثر اقرأ ما كتبه الرسول بولس لأهل رومية:
- افسح المجال للرب ليتدخل في حياتك:
” ١٩لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. ٢٠ فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». (رومية ١٢: ١٩، ٢٠).
الانتقام هو رد الفعل للقضاء أو المجازاة للشيء الخطأ وليس الثأر كما اعتدنا أن نفهمها.
لا تنتقم لنفسك بنفسك لأنك إن فعلت هذا، سترفع يدي الرب عن الأمر. افسح الطريق له عبر سحب يديك منه، وهذا ليس إنكارًا للواقع أو اعتبارك له إنه غير موجود، بل وضعه تحت الرب، بذلك تكون سلّمته للشخص الصح -الرب شخصيًا، وبالتالي تكون تحملت المسئولية بشكل صحيح عبر تسليمه للشخص الصحيح.
“فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ” هذه الآية مرتبطة بذبيحة السلامة، وكأنك تحيط الشخص المُسيء لك بالقبول وليس بالنفور، أن تحيطه بنفس رائحة السرور الإلهي التي يشتمها الرب في البخور عبر صلاتك له وتشفعك له.
ما هو رد الفعل الصحيح في موقف أُسئ لك فيه؟ هو: عليك أن تفكر بشكل صحيح تجاه الشخص بحسب الكلمة وتسلك بمبادئها معه، وتتعامل مع المشاعر البشرية وكل غيظ وغضب فهذا ما يتسبب في الأمراض التي تهاجم الجسد، وجهاز المناعة ينقلب على نفسه، لأنك تتحمل المسئولية بمفردك دون أن تعطيها للرب. إن كان لديك احتياج مادي فما تفعله في هذا الوقت هو أن ترفع يدك تعبد الرب وتصلي بألسنة، لأنك إن سرت بمشاعرك، سيستمر الوضع للأسوأ.
علَّمَ الرسول بطرس عن الفرح قائلاً: “بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ، افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِينَ” (١ بطرس ٤: ١٣).
هذا يعني أنّ حالتك هنا ترسم حالتك هناك، نعم، في السماء سيرى الشخص ما كان يجب أن يراه بروحه على الأرض، لكنها مرتبطة أيضًا بمستواه الذي كان عليه ثم يستمر في النضوج فيه، ففي هذه الآية يقول بطرس افرحوا لكي تفرحوا عند استعلان مجده.
البعض لا يبالي بأهمية أن يحافظ على فرحه وهذا ليس كتابي، إن كنت ترى أولادك في بعض الأحيان مكتئبين يجب أن تفحص ما يدخل لهم من الأشياء التي يشاهدوها. تعامل مع هذا الاكتئاب على إنه مجرم دخل بيتك، وليس الطفل هو المجرم بل ما أتى عليه من مشاعر حزن، لأنك إن تركته سيصبح معوجًا بسبب دخول أرواح شريرة في نظام تفكيره. لم يعد عالم الروح غامضًا، لأن روح الله كشف الأمور لنا.
“سلام” هو حالة الانسجام الداخلي والثقة واليقينية، لا يقتصر السلام على قدرتك على النوم بدون منومات، بل هو حالة الانسجام الصحيحة بين الروح والنفس والجسد كما أرادها الله للإنسان، مثلما سلك يسوع. كل تشتيت ولغبطة تشعر بها هي عدم سلام جاءت نتيجة أفكار أدت لمشاعر. هو أيضًا التأكد من النهاية الحسنة وعدم وجود ما يُقلقك؛ لأنك ترى صورة أخرى من الكلمة عن نفس الموقف السلبي، هذا هو انتصارك؛ إيمانك هو الذي يغلب ما يحدث.
- ما هو سر قوتك؟
مبدأ هام جدًا: “١ أَحْمَدُكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي. قُدَّامَ الآلِهَةِ أُرَنِّمُ لَكَ. ٢ أَسْجُدُ فِي هَيْكَلِ قُدْسِكَ، وَأَحْمَدُ اسْمَكَ عَلَى رَحْمَتِكَ وَحَقِّكَ، لأَنَّكَ قَدْ عَظَّمْتَ كَلِمَتَكَ عَلَى كُلِّ اسْمِكَ. ٣ فِي يَوْمَ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِي. شَجَّعْتَنِي قُوَّةً فِي نَفْسِي” (المزامير ١٣٨: ١-٣)
هذه نفس القوة التي تكلم عنها بولس وقال: “لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ” (أفسس ٣: ١٦).
السبب في وجود هذه قوة تشجيعية في شخص غير مولود ولادة ثانية، يحل عليه الروح القدس ثم يفارقه، هو أن الرب جعل الكلمة متاحة لديه “لأَنَّكَ قَدْ عَظَّمْتَ كَلِمَتَكَ عَلَى كُلِّ اسْمِكَ”
الرب عظّمَ كلمته عن اسمه. الاسم هو السمعة المعروفة عن الشخص، لهذا ينبغي أن تجعل الكلمة هي مصدر معلوماتك وليس السمعة، لم يجعلنا الرب نضع اعتبارًا لسمعته إنه إله عظيم، بل جعلنا نفكر طبقًا لمبادئ جعلتنا نكتشف شخصيته في الكلمة، وهذا منعًا من أن يحيد الشخص ويشك ويتوه فصارت الكلمة هي السكة الحديد في معرفتنا بالرب وليس تخمينات عن شخصه، كلما تعتمد على معرفة الرب من الكلمة، كلما وجدت انطلاق للقوة في داخلك. كلمة الرب هي الأعلى في أولويات الرب، ولهذا هي هامة جدًا.
السلام هو الأمان وحالة التسديد الفائض للماديات. عدم الخوف من الله. هو حالة الثبات والاستقرار. حالة اتحاد الجذور فتصير وحدة واحدة. حالة الثقة واليقينية والتأكد مما تمتلكه في عالم الروح وأنه مطبق في عالم العيان بسهولة. يزداد السلام بزيادة المعرفة، ويعتمد على أسباب روحية كتابية.
“طول أناة” أن تكون بعيدًا عن الغضب والغليان وحالة الحرب والقتال والسخونة الداخلية. أن يكون لديك نفسًا طويلاً لتستمر دون تعكير مزاجك رغم كل ما تعبر به. أيضًا عدم الزهق والملل. ضبط النفس والأفعال التالية، هو حالة رفضك للانتقام لذاتك حينما يكون متاحًا وممكنًا لك. هو الاحتمال والاحترام للآخر، ثباتك على موقفك وتُصر على الشيء رغم عدم رؤيتك للعيان يتغيّر. وهو مرتبط بالرحمة.
“لطف” هو الشخص النافع للآخرين، لديه أخلاق جيدة ليست مؤذية وليس خبيثًا في التعامل. هو شخص يمكن أن ترتاح له وتتكلم وتتفاهم معه. مُسر للآخر ومُحب، لا يسئ استخدام الآخر. اللطف حالة قلبية تظهر في الأفعال، لا يقطع الآخرين في الحوار ولا يطفئهم. هو شخص يتحرك طبقًا لمعطيات سليمة ويأخذ قرارات نتيجة وجهات نظر سليمة.
“صلاح” هو حالة الاستقامة، هو أفعال نتيجة مبادئ سليمة. أن تكون رقيق المعاملة، ولديك مبادئ وشريعة سليمة ومفيد للآخرين ومرحب بهم، ويمكنك أن تتفق مع الآخرين بسهولة. شخص متفوق ومميز.
“إيمان” هو النظام الإلهي وحالة الاقتناع الداخلي من خلال الكلمة والتجاوب معها. سلوكك بضبط لذهنك يجعلك ترى أمورًا غير مرئية وهي إلهية. حالة ثبات والتزام في نظرتك للأمر طبقًا لما هو غير مرئي. عدم السلوك بالواقع بل بالحقيقة. حالة الهدوء والاسترخاء نتيجة اقتناعك بحدوث الشيء مستندًا على الكلمة.
“وداعة” أن تكون قابل للتصحيح والتعديل دون أن تقاوم. أن تعتمد تمامًا على قدرة الرب وليس قدرتك الشخصية. أن تقدر رأي الرب عنك وليس نظرة الناس أو نظرتك عن نفسك.
” تعفف”، هو أن تمسك نفسك من الداخل في رغباتك وشهواتك، أن تكون في حالة من الثبات والقدرة والصلابة. يمكنك أن تمتلك الشيء ولا يمتلكك، أن تقوده وتلجمه ويمكنك أن تمنعه. ارتعب الوالي عندما تكلم بولس عن التعفف لأنه لا يستطيع السيطرة على نفسه: “وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ الْبِرِّ وَالتَّعَفُّفِ وَالدَّيْنُونَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ، ارْتَعَبَ فِيلِكْسُ، وَأَجَابَ: «أَمَّا الآنَ فَاذْهَبْ، وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ». (أعمال الرسل ٢٤: ٢٥).
في اللحظة التي تتعامل فيها مع الحياة بإدراك ما في داخلك من حب وفرح وسلام وطول أناة ولطف وصلاح وإيمان ووداعة وتعفف، ستعرف كيف تتعامل مع ما يُلقى عليك من الخارج.
“وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ” يوضح الرسول هنا أنه تم صلب الجسد. إن فهمت معنى هذه الآية، ستؤمن أن لديك سيطرة على جسدك والأصوات التي تخرج منه، لا تصدق هذه الأصوات فلديك الآن القدرة على صلب الجسد بطريقة سلسة وسهلة.
- لا تنخدع لئلا تسقط :
- أولاً: احذر الخداع من نفسك:
“لاَ يَخْدَعَنَّ أَحَدٌ نَفْسَهُ. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ حَكِيمٌ بَيْنَكُمْ فِي هذَا الدَّهْرِ، فَلْيَصِرْ جَاهِلاً لِكَيْ يَصِيرَ حَكِيمًا!” (١ كورنثوس ٣: ١٨).
كيف لا تخدع نفسك؟ عبر عدم سلوكك بمبادئك البشرية نهائيًا، وأن ترفض السلوك بما يقوله الناس عنك وخبراتك وتسلك بمبادئ الكلمة. فالخداع للنفس هو سلوك الشخص بالحكمة البشرية.
“إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هذَا بَاطِلَةٌ” (يعقوب ١: ٢٦).
يوجد من يخدع نفسه عن طريق لسانه أو طريقة تفكيره؛ أي سلوكه بالحكمة البشرية. أكبر هزيمة تحدث حينما تكون مخدوعًا من نفسك. عندما تقتنع بأفكار معروضه عليك من الخارج، تقع في فخ، فتخدع نفسك. لكن عندما تكتشف البر الذي بداخلك وتؤمن به وتخرجه، تكتشف أن بداخلك قوة كالأسد، ولم تُخرجها لأنك لم تعرفها. احذر، لأن هذا هو سلاح إبليس الآن.
- ثانيًا: احذر الخداع من الآخرين:
“وَإِنَّمَا أَقُولُ هذَا لِئَلاَّ يَخْدَعَكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ مَلِق” (كولوسي ٢: ٤).
يحدث هذا النوع من الخداع عبر الكلمات أو التعليقات أو التعليم غير الكتابي. يوجد من يُخدع بالكلام الحلو.
“لاَ يَغُرَّكُمْ (يغويكم) أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِل، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هذِهِ الأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ” (أفسس ٥: ٦).
توجد ناس تقنع آخرين بأمور خطأ، ومن الممكن أن تستخدم آيات كتابية لتقنعك بها. فكيف لا تُخدع إذًا من الآخرين؟
أولاً: أن تكون جائع حقيقي لمعرفة الحق.
قال الرب يسوع لنا إن كنت ترغب أن تعرف أين الحقيقة ولديك جوع حقيقي، سيُعطى لك النور الكافي لتعرف: “إِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَتَهُ يَعْرِفُ التَّعْلِيمَ، هَلْ هُوَ مِنَ اللهِ، أَمْ أَتَكَلَّمُ أَنَا مِنْ نَفْسِي” (يوحنا ٧: ١٧).
ثانيًا: لا تكن من السلماء.
“لأَنَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ لاَ يَخْدِمُونَ رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ بَلْ بُطُونَهُمْ. وَبِالْكَلاَمِ الطَّيِّبِ وَالأَقْوَالِ الْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ السُّلَمَاءِ” (رومية ١٦: ١٨).
السلماء: هم من ليس لديهم معرفة وخلفية بما يحدث.
“لأَنَّ طَاعَتَكُمْ ذَاعَتْ إِلَى الْجَمِيعِ، فَأَفْرَحُ أَنَا بِكُمْ، وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا حُكَمَاءَ لِلْخَيْرِ وَبُسَطَاءَ لِلشَّرِّ” (رومية ١٦: ١٩).
أن تكون بسيطًا للشر أي لا تفكر كيف حدث، وهذا لا يمنع أن لا يكون قلبك كالسلماء.
علاج الانشقاقات التي حدثت هو أن لا يكونوا سلماء. وإن أردت أن تعرف الحقيقة، سيُعطى لك النور الكافي، الأمر هو في أن تجوع داخليًا ولا تكتفي بأي شيء تراه غير سليم كتابياً.
- ثالثًا: احذر الخداع من إبليس:
هو من يغويه العالم ويخدعه
وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ. (٢ كورنثوس ١١: ٣).
كيف لا تُخدع من إبليس؟ تميز خداع إبليس يأتي عبر أن لا تُخدَع في نفسك، ولا تُخدع من الآخرين، وعندها سيسهُل عليك تمييز خداع إبليس لأنك بدأت تميز الصوت الإلهي وهو يتكلم.
يستخدم إبليس الخداع بصيغة الماضي والحاضر والمستقبل في كلامه، ليس لأنه يعرف المستقبل.
“١ وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» ٢ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، ٣ وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا». ٤ فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! ٥ بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ»” (التكوين ٣: ١-٥).
قالت الحية للمرأة: “هل قال لكما الله لا تأكلا” (صيغة ماضي)، لكن إن أكلتما منها الآن لن تموتا (صيغة مضارع)، ستكونان كالله عارفين الخير والشر (صيغة مستقبل). يوجد خداع يشمل ماضي وحاضر ومستقبل، لكن لم يعد إبليس غامضًا لنا.
“لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ، لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ” (٢ كورنثوس ٢: ١١).
لغة العهد الجديد هي لغة مملوءة بفهم كيف تعمل مملكة الظلمة، لذا لا نحتاج أن نتجسس الأراضي، لا نحتاج دخول المكان لنعرف هل فيه سحر أم لا، ولا نحتاج للتواجد فيه لنفك السحر، لا نجهل أفكاره.
يبدو في الظاهر أن الرب يسوع خسر عبر خيانة يهوذا له، لكنه كان يحقق نبوة وخدم الرب يسوع دون أن يدري حتى في خطئه، وأنت تسير مع الروح القدس تتحول الأمور لخيرك.
عندما تكتشف ثقلك الروحي الذي وضعه الروح القدس فيك، والطبيعة الإلهية داخلك، تكتشف أنك تتعامل مع الأمور بسيادة وتسلط وليس من خوف؛ لديك شخصية الله داخلك.
عندما تتمكن من ادارة الروح والنفس والجسد، ستعرف كيف تدير عملك ووقتك ومادياتك وأكلك وصحتك …. من هنا يبدأ كل شيء. دعانا الروح القدس إلى المجد والفضيلة.
_______
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download