لسماع العظة علي الفيس بوك اضغط هنا
لسماع العظة علي الساوند كلاود اضغط هنا
لمشاهدة العظة عل اليوتيوب
(العظة مكتوبة)
الفداء والخلاص بيسوع – الجزء 9
- الخلاص أكبر من مجرد الذهاب للسماء.
- مجد الودعاء.
- دوائر خلاص يسوع:
- أولاً: خلاص يسوع في الدوائر الشخصية.
- ثانيًا: خلاص يسوع في الدوائر العامة.
- خطوات الاستفادة من خلاص يسوع.
“١٢ شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا (جعلنا مؤهلين) لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ (المفرزين) فِي النُّورِ، ١٣ الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، ١٤ الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا…. ٢٠ وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ. ٢١ وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ ٢٢ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ، ٢٣ إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ، مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، الْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ الْخَلِيقَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، الَّذِي صِرْتُ أَنَا بُولُسَ خَادِمًا لَهُ” (كولوسي ١: ١٢-١٤، ٢٠-٢٣).
“٢٣ إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ، مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ” تأتي في الأصل اليوناني “هذا شرط أن” مما يؤكد أن استمتاعك بالخلاص مشروط بثباتك وإيمانك.
- الخلاص أكبر من مجرد الذهاب للسماء:-
كلمة “الخلاص” أعم وأشمل من ذهابنا إلى السماء وإنقاذنا من الجحيم، ولكننا اغتزلنها في هذه الزاوية فقط، لكنها تشمل كل زوايا حياة الإنسان منها: الماديات والشفاء والحماية والتحرير والسلام وهو يعني حالة الكمال وعدم نقصان أي شيء.
“٢١ وَلَمَّا اجْتَازَ يَسُوعُ فِي السَّفِينَةِ أَيْضًا إِلَى الْعَبْرِ، اجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمْعٌ كَثِيرٌ، وَكَانَ عِنْدَ الْبَحْرِ. ٢٢ وَإِذَا وَاحِدٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمَجْمَعِ اسْمُهُ يَايِرُسُ جَاءَ. وَلَمَّا رَآهُ خَرَّ (سجد) عِنْدَ قَدَمَيْهِ، ٢٣ وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيرًا (ألّح عليه بشدة) قَائِلاً: «ابْنَتِي الصَّغِيرَةُ عَلَى آخِرِ نَسَمَةٍ. لَيْتَكَ تَأْتِي وَتَضَعُ يَدَكَ عَلَيْهَا لِتُشْفَى فَتَحْيَا!». ٢٤ فَمَضَى مَعَهُ وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ وَكَانُوا يَزْحَمُونَهُ” (مرقس ٥: ٢١-٢٤).
“٢٣… لَيْتَكَ تَأْتِي وَتَضَعُ يَدَكَ عَلَيْهَا لِتُشْفَى فَتَحْيَا!” كلمة تُشفى في الأصل اليوناني “sozo” أي تخلص، ونحن نعلم أن الأب لا يقصد الخلاص بمعنى أن تذهب للسماء، بل تُشفى. وهذا يُعرفنا أن الشفاء أحد زوايا الخلاص.
“١ هَلِّلُويَا. غَنُّوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَتَهُ فِي جَمَاعَةِ الأَتْقِيَاءِ. ٢ لِيَفْرَحْ إِسْرَائِيلُ بِخَالِقِهِ. لِيَبْتَهِجْ بَنُو صِهْيَوْنَ بِمَلِكِهِمْ. ٣ لِيُسَبِّحُوا اسْمَهُ بِرَقْصٍ. بِدُفّ وَعُودٍ لِيُرَنِّمُوا لَهُ. ٤ لأَنَّ الرَّبَّ رَاضٍ عَنْ شَعْبِهِ. يُجَمِّلُ الْوُدَعَاءَ بِالْخَلاَصِ. ٥ لِيَبْتَهِجِ الأَتْقِيَاءُ بِمَجْدٍ. لِيُرَنِّمُوا عَلَى مَضَاجِعِهِمْ (في بيوتهم). ٦ تَنْوِيهَاتُ اللهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ، وَسَيْفٌ ذُو حَدَّيْنِ فِي يَدِهِمْ. ٧ لِيَصْنَعُوا نَقْمَةً فِي الأُمَمِ، وَتَأْدِيبَاتٍ فِي الشُّعُوبِ” (المزامير ١٤٩: ١-٧).
“٤ … يُجَمِّلُ الْوُدَعَاءَ بِالْخَلاَصِ” يجمل تعني هنا أن يعطي مجد وتقدير، تتويج أي يُنصّبه، يعطيه صلاحيات وقدرات. والأصل العبري لكلمة خلاص هو “يشوع، ويسوع”. هذه ما قاله الكتاب في رومية: “إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ” (رومية ٣: ٢٣). ما هو المجد الذي كنا بحاجة إليه؟ إنه الخلاص، يجمل الودعاء بالخلاص.
“الْوُدَعَاءَ” تذكر ما قاله الرب: “ طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ” (متى ٥: ٥). أي سيكون لهم سيادة على الأرض.
“٦ تَنْوِيهَاتُ اللهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ..” تنويهات هي صراخ وعبادة بصوت عالي.
” وَسَيْفٌ ذُو حَدَّيْنِ فِي يَدِهِمْ” اربط هذا بما شرحته سابقًا ” ٣ اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا الْمِسْكِينَ وَالْبَائِسَ. ٦ أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ” (المزامير ٨٢: ٣، ٦). هنا أعطي لهم سيف لمساعدة الآخرين، حيث إنهم خلصوا وتجملوا بالخلاص، وهنا يقدمون يد العون للآخرين.
“٧ لِيَصْنَعُوا نَقْمَةً فِي الأُمَمِ، وَتَأْدِيبَاتٍ فِي الشُّعُوبِ” في العهد القديم كانت حربهم مع لحم ودم لكن حربنا الآن هي روحية. في أيام الدولة الرومانية واليونانية أخذ الشيطان كرسيه في مدينة تُسمى برغامس ومنها كان يشع النشاط الشيطاني على جميع الكرة الأرضية، وامتلأت هذه المدينة بالسحر والجنس والعبادات الشيطانية بشدة، ومع ذلك نشأت الكنيسة وانتشرت في وظل هذا الجو.
عندما تدرس بتمعن كلام الرب لهم ستكتشف أنه قال لهم تمسكوا بما لديكم وليس اهربوا من أماكنكم لأنهم مؤثرون، وانتهى بهم الحال أن حوّلوا هيكل الأصنام لكنيسة واستمروا في فتح كنائس أخرى. وأخيرًا استطاعت الكنيسة بقوة الروح القدس نزع وإزالة كرسي الشيطان من مكانه. عندما تفهم هذه القوة ستعرف أنّ مهمتك على الأرض أكبر بكثير من مجرد خلاصك لتذهب للسماء.
- مجد الودعاء:-
“ ١ اِسْمَعُوا أَيُّهَا الْبَنُونَ تَأْدِيبَ الأَبِ، وَاصْغُوا لأَجْلِ مَعْرِفَةِ الْفَهْمِ، ٢ لأَنِّي أُعْطِيكُمْ تَعْلِيمًا صَالِحًا، فَلاَ تَتْرُكُوا شَرِيعَتِي. ٣ فَإِنِّي كُنْتُ ابْنًا لأَبِي، غَضًّا وَوَحِيدًا عِنْدَ أُمِّي، ٤ وَكَانَ يُرِينِي وَيَقُولُ لِي: «لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا. ٥ اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ. لاَ تَنْسَ وَلاَ تُعْرِضْ عَنْ كَلِمَاتِ فَمِي. ٦ لاَ تَتْرُكْهَا فَتَحْفَظَكَ. أَحْبِبْهَا فَتَصُونَكَ. ٧ الْحِكْمَةُ هِيَ الرَّأْسُ. فَاقْتَنِ الْحِكْمَةَ، وَبِكُلِّ مُقْتَنَاكَ اقْتَنِ الْفَهْمَ. ٨ ارْفَعْهَا فَتُعَلِّيَكَ. تُمَجِّدُكَ إِذَا اعْتَنَقْتَهَا. ٩ تُعْطِي رَأْسَكَ إِكْلِيلَ نِعْمَةٍ. تَاجَ جَمَال تَمْنَحُكَ»” (الأمثال ٤: ١-٩).
يقول سليمان في هذه الأعداد: “اسمعوا أيها الأولاد تدريب الأب، لماذا؟ لأني أنا ذاتي تعلمت في يوم من الأيام ما أعلمكم إياه، تعلمت من أبي داود هذا، كنت مرن وتم الاعتناء بي كابن وحيد لأمي” ينبغي على الآباء أن يعتنوا بأولادهم اعتناءً فرديًا بكل طفل فيهم.
“كان أبي يعلمني أن أحفظ الوصية في قلبي لكي أحيا، ونصحني أن اقتنِ الحكمة أهم من المال” هذا هو السر الذي جعل سليمان يختار الحكمة عندما سأله الرب “ماذا أعطيك؟” هذا ما علمه له داود في كل مرة كان يفتح له الشريعة ويعلمها له، لم يعلمه أمورًا تافهة بل الحكمة.
“إياك أن تنسى كلماتي، وإن جاء أحد ليسحبك بعيدًا عنها أوقفه، لا تتركها وبالتالي ستحميك وتكون لك كالحارس عندما تحبها، الحكمة أهم شيء وأهم استثمار وهي رأس المال” لا يقاس الإنسان بماله ولا شهادته ولا لباقته في الكلام بل بالحكمة أي بفكر الله.
“هي أهم شيء، لذا بِع كل ما لك واشتريها. أعطها التقدير فتعليك” أي شيء تعطيه مقدار وتعليه سيؤثر عليك ويرفعك. “الحكمة تجعلك في القمة وتُنَصّبك في الحياة وتجعلك في حالة من المجد”.
الرب يجمل الودعاء بالخلاص، من هم الودعاء؟ الوديع هو شخص قابل للتعليم والتصحيح، هو الشخص المنكسر ولكن ليس من الظروف بل وضع في قلبه احتماليه إنه ربما يكون على صواب أو خطأ، لا يقولها بالفم فقط ولكن يعنيها ويعيشها.
من ضمن نتائج تتويج الودعاء بالخلاص أن يكون لهم سلطان وصلاحيات وقدرة، ونتيجة لهذا عندما يتكلم كلمات منطوقة تقوم الملائكة بتنفيزها في الحال، لماذا؟ لأنه وديع القلب؛ أي يقدر الكلمة بقلبه ويسمح لها تعمل في ذهنه.
“ ١ لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إِلَى مَا سَمِعْنَا لِئَلاَّ نَفُوتَهُ، ٢ لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً، ٣ فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا، (العبرانيين ٢: ١-٣).
“ ١ لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إِلَى مَا سَمِعْنَا لِئَلاَّ نَفُوتَهُ” يجب أن ننتبه أكثر من الأول لما سمعناه لئلا يقع من يدينا، كلما نضجت روحيًا كلما ذاد حرصك في سماع التعليم وليس أن تهمله وتعتقد أن التعاليم البدائية هي للأطفال روحيًا، بل يتوجب عليك في بعض الأحيان أن تعود وتسمع ذات العظات التي سمعتها منذ عشرة سنين.
“٣ فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟” أي بهذا المقدار الضخم جدًا جدًا الذي لا يساعه شيئًا، لا يبالغ الكتاب المقدس عندما قال عن معجزات السيد المسيح لن يساعها كتب العالم إن كتبت واحدة واحدة، لأن ما كتب لنا من حياة الرب يسوع رغم دراستنا العميقة فيه هي حوالي ثلاثة وعشرون يومًا إلى اثنان وخمسون يومًا فقط، هذا طبقًا لدراسة أجراها علماء الكتاب المقدس عما ذكر في الكتاب عن حياة الرب يسوع.
- دوائر خلاص يسوع:-
- أولاً: خلاص يسوع في الدوائر الشخصية:-
- خلاص الفكر:
“٢١ وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ ٢٢ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ” (كولوسي ١: ٢١، ٢٢).
“ كُنْتُمْ قَبْلاً أَجْنَبِيِّينَ” تصف هذه الكلمة الشخص الذي لم يكن في حميمية وعلاقة لاصقة، كنتم في عزلة وبعد. جذر هذه الكلمة هو “allos” وهي تعني آخر، واستخدمها الرب يسوع عندما قال: “سأرسل لكم معزي آخر” وكان يعني معزي آخر من نفس النوع.
هنا أراد الرسول بولس أن يقول لأهل كولوسي “أنتم كنتم في علاقة حميمية مع العالم والآن أصبحتم في حميمية مع الرب”، تخيل معي الشخص المُغرَم بالعالم وشغله، هو في حميمة معه. نحن كنا أجنبيين عن الرب وغرباء مثل الكائن الفضائي فهو غريب علينا.
“ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ” أي كانوا في اتجاه مضاد للكلمة. هناك مَن قبِلَ يسوع سيدًا وربًا على حياتهم ولكن لازال هناك بقايا لهذا الأمر في ذهنه، والسبب شرحه بولس الرسول لأهل كورنثوس في الشاهد التالي:
“ ١٢ وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ، ١٣ الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ (متكلمين ومفسرين) الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ. ١٤ وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ (في هذه الأمور بطريقة) رُوحِيًّا. ١٥ وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَيُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ. ١٦ «لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟» وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ… ١ وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ، بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَال فِي الْمَسِيحِ” (١ كورنثوس ٢: ١٢-٣: ١).
“١٤ وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ…” هذا الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله ويعايده والسبب هو أنهم أصبحوا جسديين ويفكرون بطريقة جسدية.
كنا أعداء في الفكر، لكن الآن نحن مصالحين معه. إن كنت قبلت يسوع ولازالت تعاني من هذه الأعراض، أو إن كنت تصالحت مع الرب لفترة ثم حدث أحداث في حياتك جعلتك تعادي الرب داخليا، ربما تحضر اجتماعات الكنيسة لكن ترفض بشدة بناء علاقة شخصية معه؛ انتبه فالروح القدس ينبهك الآن أن هذه الأعراض لا تخصك، كنت قبلاً عدوًا في الفكر أما الآن فأنت مُصالح معه، لترى ذاتك بهذه الصورة، ما يُعيقك كمؤمن أنك لا ترى ذاتك كما يراك الرب.
كذلك قد ينخدع الأب والأم في ابنهم المراهق إذا قال لهم لا أريد أن يخبرني أحد ماذا أفعل، كان ينبغي أن يتدرب منذ الطفولة أن لا يسلك بمشاعره، حتى وإن كان مُرهقًا أو نعسانًا لا يخطأ في كلامه، هذا سيحدث إن كان الآباء يتعاملون مع أبنائهم باعتناء كأنه ابنهم الوحيد.
مَن هم أعداء في الفكر للرب عندما يتحدث معهم أحد الخدام يرفضون الكلمة بأعذار مختلفة مثل: “من قال إن هذا التعليم صحيح؟ هناك تفاسير مختلفة لهذه الآية.. الخدام كثيرون، وربنا موجود في كل مكان!” إن كنت بهذا الشكل، انتبه، فأنت مخدوع من إبليس وتعادي الرب فكريًا، والروح القدس يوقظك من هذا الخداع أنك قبلت الرب وهذه ليست طبيعتك.
“ فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ” لم نكن أجنبيين وأعداء في الفكر فقط لكن أيضًا أعمالنا كانت شريرة ولكن الآن تغيرنا، لا تنخدع في هذه النقطة أيضًا، حيث جاء الرب يسوع وصالحنا معه ليحضرنا قديسين؛ أي معزولين ومغلفين. وبلا لوم؛ أي صرنا أعلى من أن نلام أو نخجل من شيء. لا تلُم ذاتك خوفًا من التسيب الروحي، دفع الرب ثمن أخطائك وأعلن أنك أعلى من أن تلام من شيء، سِر بهذا الحق ولا تستبيح.
حقق خلاص يسوع حميمية وعلاقة قوية مع الرب.
- بناء الشخصية حسب الكلمة:
سيعمل الروح القدس في حياتك ليبني شخصيتك لتكون حسب الكلمة حتى لا يدخل إبليس من الزوايا الناقصة؛ فهناك مَن يحب الرب ولكن يهتم برأي الآخرين عنه أو سريع الاستسلام لذا سيكون كثير السقوط ويتعثر بالأيام، ومِن هنا اعتقد البعض عن أنفسهم أنهم لا يمكنهم السلوك مع الرب لثلاث أيام إلا ولابد وأن يسقطوا، وظنوا أن الحياة مع الرب شيئًا مستحيلاً.
يريد الرب أن يبني هذه الثغرات التي يدخل منها إبليس في حياتك ويُصلّح شخصيتك وينضجك.
“ وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ” (أعمال الرسل ٢٠: ٣٢).
ينبغي أن تبنيك الكلمة قبل أن تأخذ ميراثك، على سبيل المثال إن كنت مترددًا؛ تبني ثقتك من الكلمة فلا تصبح متسرعًا وتأخذ قراراتك دون اكتراث. سيعمل الروح القدس على شخصيتك. وإن كنت تتردد خوفًا من الندم؛ سيعطيك حكمته لتتحرك في قراراتك بكامل قلبك طالما فهمت الكلمة جيدًا.
يستهدف الروح القدس العمل على شخصيتك وأيضًا إبليس، ربما أنت معتاد على الحزن والكآبة، ربما معتادًا على التأجيل وباستمرار تؤجل في مهامك، دون أن تعلم ستكون هذه هي سبب سقوطك روحيًا من حين لآخر، لأنك معتمدًا على حكمتك وذكائك أنك تستطيع فهم العظة سريعًا حتى وإن كنت غير منتبه بالكامل، نعم ربما ستفهمها ذهنيًا لكن لن تستوعبها بقلبك لأن هذا لا يتم إلا عبر الانتباه.
لكي يُصلح الرب هذه الزاوية في شخصيتك سيخبرك أن تتضِع تحت الكلمة وتكف عن فطنتك. يخبرنا الكتاب إنه حينما تسخر من الكلمة سيأتي وقت وتسخر منك، لا تظن أن صبر الرب سيستمر إلى ما لا نهاية، تذكر الشاهد الذي بدأنا به؛ أنّ الخلاص مشروط بثباتك إلى النهاية.
- إبليس تحت أقدامنا ومُسيطر عليه:
“ ١٩ وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ ٢٠ الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ (وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، (أف ٢: ٦)) ، ٢١ فَوْقَ (عاليًا فوق) كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا، ٢٢ وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، ٢٣ الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ” (أفسس ١: ١٩-٢٣).
- أعطانا الرب السلطان على إبليس لكي لا نؤذى ولا نُضر منه أيضًا.
“ هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ” (لوقا ١٠: ١٩).
قال الرب هذه الكلمات لتلاميذه وهم على دراية بما يحدث في السحر، ففي بعض الأحيان كانت الحشرات السامة تُستخدم في السحر لأذى الآخرين، ففهم التلاميذ إنْ سلط إبليس هذه الكائنات ضدهم فلن تؤذيهم، كل قوى إبليس لا تقوى علينا.
- ثانيًا: خلاص يسوع في الدوائر العامة:-
- خطوات الاستفادة من خلاص يسوع:-
- القدرة على التعامل مع كل الشخصيات:
“ ١٣ لاَ تَتَعَجَّبُوا يَا إِخْوَتِي إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ. ١٤ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ، لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ. ١٥ كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ” (١ يوحنا ٣: ١٣-١٥).
ركز في هذه الآيات وخذها بجدية، ولا تعتاد عليها، يقول فيها الرسول يوحنا أننا انتقلنا من الموت للحياة لأننا قادرين أن نحب الأخوة ونتعامل مع الجميع، أكثر شيء يُظهِر نضوجك الروحي هو “حبك” حبك للرب تحت أي ظرف من الظروف. إن كنت لا تحب أخاك حتى وإن كنت مؤمنًا فأنت باقٍ في الموت، والنهاية هي الارتداد.
- خلاص يسوع للخليقة والأرض بأكملها:
“ ١٨ فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا. ١٩ لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ. ٢٠ إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا عَلَى الرَّجَاءِ. ٢١ لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ. ٢٢ فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ” (رومية ٨: ١٨-٢٢).
الخليقة تنتظر أولاد الله الناضجين، لأنها أخضعت للبطل (عدم الإثمار) وهذا لم يكن برغبتها ولكن أجبرت عليه بسبب خطية أدم الأول وليس الله، وستتحرر عندما يستعلن مجد أولاد الله الناضجين: “ ١٨ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا”
- خلاص الأسرة:
“لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ (مُفرز ومعزول) فِي الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ. وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ، وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ” (١ كورنثوس ٧: ١٤).
يوجد خلاص يعمل في أسرتك، حتى وإن كان هناك طرف غير مؤمن فالملائكة تعمل حوله بكثافة لكي يُربَح، عليك فقط أن تستمر في الصلاة ولا تُفسد عمل الروح القدس بتصرفاتك الخاطئة معه، صار هذا الشخص تحت مراقبة السماء ويوجد عمل مُكثف حوله لكي يُرح للرب.
“١٤ وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي. ١٥ وَلكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ” (١ تيموثاوس ٢: ١٤، ١٥).
تأتي هذه الآية في ترجمات أخرى هكذا “خلصت المرأة من اللعنة التي جائت عليها “بالوجع تلدين” عندما ولدت يسوع كإنسان على الأرض”
خلصت المرأة من وجع الولادة، وأيضًا أصبحت قادرة أن لا تتأثر بالتغيرات الهرمونية كما جاء في رسالة الرسول بطرس: “كَمَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إِبْرَاهِيمَ دَاعِيَةً إِيَّاهُ «سَيِّدَهَا». الَّتِي صِرْتُنَّ أَوْلاَدَهَا، صَانِعَاتٍ خَيْرًا، وَغَيْرَ خَائِفَاتٍ خَوْفًا الْبَتَّةَ” (١ بطرس ٣: ٦).
هذا الجزء لا يتحدث عن الخوف العادي للمرأة ولكن عن التغيرات الهرمونية، يخبرهم أن لا يخضعوا لها كما يخضع العالم لها.
“وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا»” (لوقا ١: ١٧).
استطاع يوحنا أن يُهيئ للرب شعبًا مستعدًا عبر استعادة الشخص العاصي لحالة الخضوع وجعل الآباء يسلكون بشكل صحيح مع أولادهم، فكم بالحري يكون تأثير الرب يسوع على بيتك وينهي العصيان من بيتك. ربما يكون أولادك غير مُطيعين والسبب هو في التربية وما زرعته فيهم سابقًا، يمكنك أن تبدأ الآن بذرع البذار الصحيحة فيهم وتُصَحِّح ما سبق، وسيتم الأمر بقوة إلهية.
- خلاص الآخرين:
“١٧ «وَأَمَّا جَبَلُ صِهْيَوْنَ فَتَكُونُ عَلَيْهِ نَجَاةٌ، وَيَكُونُ مُقَدَّسًا، وَيَرِثُ بَيْتُ يَعْقُوبَ مَوَارِيثَهُمْ. ٢١ وَيَصْعَدُ مُخَلِّصُونَ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ لِيَدِينُوا جَبَلَ عِيسُو، وَيَكُونُ الْمُلْكُ لِلرَّبِّ” (عوبديا ١: ١٧، ٢١).
في هذه الآية إشارة مزدوجة؛ أي ستُطبق حرفيًا في الملك الألفي، ولكنها تُطبق أيضًا علينا الآن، يصعد مخلصون (بالجمع)، حيث أًعطي للكنيسة القدرة أن تساعد آخرين وليس أن تكون منغلقة على ذاتها.
- خطوات الاستفادة من خلاص يسوع:-
- الميلاد الثاني: كل قوة الله مذخره في خلاصه.
- النضوج الروحي:
“١٨ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ. ١٩ نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ. (١ يوحنا ٥: ١٨، ١٩)
المولود من الله يحفظه الرب ولا يمكن للشرير أن يضع يده عليه أو يمسكه، نحن مولودين من الله، والعالم كله موضوع في الشرير، أنت هنا في العالم لكي تغيره وليس لتهرب منه، فإن كنت تتعامل معه بمنطلق أن لا تحب الأشياء التي في العالم فهذا صحيح، ولكن إن كنت تراه مُتعِبًا فستُهزَم منه.
“١ وَإِنَّمَا أَقُولُ: مَا دَامَ الْوَارِثُ قَاصِرًا لاَ يَفْرِقُ شَيْئًا عَنِ الْعَبْدِ، مَعَ كَوْنِهِ صَاحِبَ الْجَمِيعِ. ٢ بَلْ هُوَ تَحْتَ أَوْصِيَاءَ وَوُكَلاَءَ إِلَى الْوَقْتِ الْمُؤَجَّلِ مِنْ أَبِيهِ. ٣ هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ، كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ” (غلاطية ٤: ١-٣).
إن كان المولود من الله غير ناضج لن يفرق شيئًا عن العبد لكن عندما ينضج سينال ميراثه في المسيح، ولن يَعُد العالم يؤثر عليه. سيحاول الروح القدس مساعدتك في بداية نموك الروحي ولكن عليك أن تنضج لكي تعرف كيف تتعامل صح مع العالم لأنه وُضِعَ في الشرير.
قليلاً قليلاً سترى التدخل الإلهي:
“٢٠ «هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكًا أَمَامَ وَجْهِكَ لِيَحْفَظَكَ فِي الطَّرِيقِ، وَلِيَجِيءَ بِكَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ. ٢١ اِحْتَرِزْ مِنْهُ وَاسْمَعْ لِصَوْتِهِ وَلاَ تَتَمَرَّدْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ لاَ يَصْفَحُ عَنْ ذُنُوبِكُمْ، لأَنَّ اسْمِي فِيهِ. ٢٢ وَلكِنْ إِنْ سَمِعْتَ لِصَوْتِهِ وَفَعَلْتَ كُلَّ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ، أُعَادِي أَعْدَاءَكَ، وَأُضَايِقُ مُضَايِقِيكَ. ٢٣ فَإِنَّ مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ وَيَجِيءُ بِكَ إِلَى الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، فَأُبِيدُهُمْ. ٢٤ لاَ تَسْجُدْ لآلِهَتِهِمْ، وَلاَ تَعْبُدْهَا، وَلاَ تَعْمَلْ كَأَعْمَالِهِمْ، بَلْ تُبِيدُهُمْ وَتَكْسِرُ أَنْصَابَهُمْ. ٢٥ وَتَعْبُدُونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ، فَيُبَارِكُ خُبْزَكَ وَمَاءَكَ، وَأُزِيلُ الْمَرَضَ مِنْ بَيْنِكُمْ. ٢٦ لاَ تَكُونُ مُسْقِطَةٌ وَلاَ عَاقِرٌ فِي أَرْضِكَ، وَأُكَمِّلُ عَدَدَ أَيَّامِكَ (وتشمل أيضًا الحماية من تشوهات الجنين). ٢٧ أُرْسِلُ هَيْبَتِي أَمَامَكَ، وَأُزْعِجُ جَمِيعَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ تَأْتِي عَلَيْهِمْ، وَأُعْطِيكَ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مُدْبِرِينَ (يهربون). ٢٨ وَأُرْسِلُ أَمَامَكَ الزَّنَابِيرَ. فَتَطْرُدُ الْحِوِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ مِنْ أَمَامِكَ. ٢٩ لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ، لِئَلاَّ تَصِيرَ الأَرْضُ خَرِبَةً، فَتَكْثُرَ عَلَيْكَ وُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ. ٣٠ قَلِيلاً قَلِيلاً أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ إِلَى أَنْ تُثْمِرَ وَتَمْلِكَ الأَرْضَ. ٣١ وَأَجْعَلُ تُخُومَكَ مِنْ بَحْرِ سُوفٍ إِلَى بَحْرِ فِلِسْطِينَ، وَمِنَ الْبَرِّيَّةِ إِلَى النَّهْرِ. فَإِنِّي أَدْفَعُ إِلَى أَيْدِيكُمْ سُكَّانَ الأَرْضِ، فَتَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ. ٣٢ لاَ تَقْطَعْ مَعَهُمْ وَلاَ مَعَ آلِهَتِهِمْ عَهْدًا. ٣٣ لاَ يَسْكُنُوا فِي أَرْضِكَ لِئَلاَّ يَجْعَلُوكَ تُخْطِئُ إِلَيَّ. إِذَا عَبَدْتَ آلِهَتَهُمْ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَكَ فَخًّا»” (الخروج ٢٣: ٢٠-٣٣).
“”٢٠ «هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكًا أَمَامَ وَجْهِكَ…لِيَجِيءَ بِكَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ. ٢١ …اسْمَعْ لِصَوْتِهِ وَلاَ تَتَمَرَّدْ عَلَيْهِ” الرب يرسل لك الروح القدس معك ليقودك ولكن عليك أن تنتبه له وتسمع لصوته، سيسعى أن يأتي بك لميراثك في المسيح (المرموز لها بأرض الموعد) ولكن هل أنت تسمع له أم تتجاهله؟
“٢٩ لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ، لِئَلاَّ تَصِيرَ الأَرْضُ خَرِبَةً، فَتَكْثُرَ عَلَيْكَ وُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ” أي لن أقوم بطرد الناس مرة واحدة لئلا تمتلئ الأرض بوحوش البرية، لن يقوم الرب بطرد هذه الوحوش لأن هذا هو دور الإنسان لن يقوم به الرب نيابة عنه. على سبيل المثال، دورك أن تُطعم جسدك وتتمرن جيدًا ودور الرب أن يحفظك في صحة إلاهية.
“١٩ نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ. ٢٠ وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. ٢١ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ. آمِينَ” (١ يوحنا ٥: ١٩-٢١).
يقول الرسول يوحنا: العالم كله وضِعَ في الشرير ولكن الروح القدس قليلاً قليلاً يساعدنا أن نمتلك ميراثنا. لو كنت تعلمت الكلمة منذ الصغر لكنت امتلكت أراضي كثيرة الآن، ولكن لأنك تتعلم الكلمة على كِبر ستبدأ من الآن تمتلك ميراثك قليلاً فقليلاً، لا تستعجل كمن يزرع بذارًا ويريد حصاد الثمر في الحال.
نحن خرجنا وانبثقنا من الله، نحن في الحق أي في الاستقرار، ولدينا بصيرة لنعرف الحقيقة التي نحن فيها، ولكن انتبهوا واحفظوا أنفسكم من الأصنام وكل ما يشغل بالك ويسحبك.
- الاتضاع تحت الكلمة:
يتوج الودعاء بالخلاص، كلما كنت وديعًا وليننًا أمام كلمة الله كلما رأيت يد الرب تظهر قليلاً فقليلاً في كل زوايا حياتك إلى أن تتسع لتشمل أمور كثيرة.
- الإيمان بالطبيعة الإلهية التي في داخلك:
“١ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضًا. ٢ بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَوْلاَدَ اللهِ: إِذَا أَحْبَبْنَا اللهَ وَحَفِظْنَا وَصَايَاهُ. ٣ فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً، ٤ لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. ٥ مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟” (١ يوحنا ٥: ١-٥).
” وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا” إيمانك هو الذي يجعلك تغلب في هذه الحياة.
“٥ مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟” الذي سيغلب العالم هو مَن يؤمن إنه يستطيع أن يحيا نفس الحياة التي عاشها الرب يسوع عندما تجسد لأنه يحتوي على نفس الحياة الإلهية التي كانت لدى الرب يسوع.
تعديل الشخصية أمر هام جدًا في رحلة استلامك لميراثك في المسيح لأنه هو المدخل لإبليس، لأن الكتاب يخبرنا “…لَعْنَةٌ بِلاَ سَبَبٍ لاَ تَأْتِي” (الأمثال ٢٦: ٢)
لا تراعِ أباطيل كاذبة:
” ٥ قَدِ اكْتَنَفَتْنِي مِيَاهٌ إِلَى النَّفْسِ. أَحَاطَ بِي غَمْرٌ. الْتَفَّ عُشْبُ الْبَحْرِ بِرَأْسِي. ٨ اَلَّذِينَ يُرَاعُونَ أَبَاطِيلَ كَاذِبَةً يَتْرُكُونَ نِعْمَتَهُمْ. ٩ أَمَّا أَنَا فَبِصَوْتِ الْحَمْدِ أَذْبَحُ لَكَ، وَأُوفِي بِمَا نَذَرْتُهُ. لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ». ١٠ وَأَمَرَ الرَّبُّ الْحُوتَ فَقَذَفَ يُونَانَ إِلَى الْبَرِّ” (يونان ٢: ٥، ٨-١٠).
قال يونان عن بطن الحوت الذي يُحيطه أباطيل كاذبه، ورفض أن ينتبه له لكي لا يفقد معجزته. لم يكن يونان متكاسلاً ولكنه أدرك أن هذا الشعب (نينوى) سيستعبدهم لذا لم يرغب في الكرازة لهم، هكذا لم يكن الحوت وسيلة للعقاب ولكن كان آخر فرصة لإنقاذه ولكي يوفي نذوره للرب أن يحيا له ويتمم دعوة الرب لحياته كنبي.
ثم بدأ يشكر الرب على الإنقاذ الذي سيحدث له وليس على الوضع السيء، لأنه يعتبر ما هو فيه هو كاذب وليس حقيقي وقال سأخرج وأوفي نذوري للرب؛ فقذفه الحوت في الحال.
لا تسمح لإبليس أن يُكسِّر فيك، العالم وُضِع في الشرير لذا سيظل يعمل وأفكاره لن تتوقف ولن يكف عن العمل، ونحن نسير في موكب يسوع، الأمر يا إما تغلب أو ستهزم، لكي تنتصر عليك أن تحترس من عبادة الأوثان أي من أي شيء يسحبك وتُقدِم له وقتك وانتباهك.
من ضمن خلاص يسوع هو أن تفتدي وقتك، أي تستفيد به ولا يُستهلك، تعلم أن تقول: “سأعطي وقتي لهذا الشيء” وليس هذا الشيء أخذ وقتي، بما إنه بإمكانك أن تفتدي الوقت إذًا يمكنك تعوض ما حدث، هذه بركات العهد الجديد لم نسمع عنها في العهد القديم.
رنمنا كثيرًا ترانيم ألقينا فيها بمسؤولية حياتنا على الرب، في حين الكتاب يقول عنا أننا نحن سنضع أيدينا على المرضى فيبرؤون وليس الرب، ونحن نتكلم سنتكلم فيحدث، ونحن مَن سنخرج الأرواح الشريرة، وبالروح نُميت أعمال الجسد، ونُخرج القوة من أرواحنا تجاه أي أفكار أو خطايا.
إن انتظرت الرب يصنع لك المعجزة فهذه مشكلة، لأن الرب ينتظرك تخرج الروعة التي وضعها فيك.
هللويا.
ــــــــــــــــــــــــــــ
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download