القائمة إغلاق

مخافة الرب هي حياتك – الجزء The Fear of the Lord Is Your Life – Part 2

مخافة الرب هي حياتك – الجزء 2

 

 

لمشاهدة العظة علي الفيس بوك أضغط هنا

لسماع العظة علي الساوند كلاود أضغط هنا

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب 

 

 

مخافة الرب هي حياتك الجزء 2

  • مخافة الرب وأرواح الله السبع
  • مخافة الرب مِن أعمدة الكنيسة
  • مبادئ خاصة بمخافة الرب
  • دورك في مخافة الرب
  • آلية وجود الهيبة مرتبطة بالقيمة
  • الأسباب التي تجعل مخافة الرب تظهر في حياتك

 

  • مخافة الرب وأرواح الله السبع

مخافة الله هي السر والقوة الدافعة وراء حياة مستقرة روحيًا، فبالتالي تكون كل زوايا حياتك منضبطة.

١ وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، ٢ وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. ٣ وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، ٤ بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. ٥ وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ. ٦ فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. (إشعياء ١١: ١-٦)

 

“١ وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، ٢ وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ.، عندما يمتلئ شخص بالروح القدس، فإن أرواح الله السبع يعملون في كل زوايا حياته، ويكون تحت تأثير الروح القدس، وبهذا يكون الشخص لذته في مخافة الرب.

لَذَّتُهُ” معناها نَفسه أو حياته في مخافة الرب، إذًا من أرواح الله نفسها هو روح مخافة الرب، والروح القدس يعمل بهذا ويبدأ الشخص الممتلئ بالروح القدس يحب هذا.

” ٣ وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ،” لا يقضي هذا الشخص بحسب ما يراه أو يسمعه أو يشعر به، لكنه يقضي أو يحكم في الأمور بطريقة صحيحة، مما يعني إنه لا يسلك بالحواس الخمس، فيضبط دائرته.

٤ بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ،”، يقضي ويحكم في الأمر أو يعطي رأيه في الموقف ويتعامل مع الموضوع بصورة بها بر. (لفظ إنصاف معناه بر).

“… وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ.” كلمته يكون لها تأثير. ما السر وراء تأثير الرب يسوع عندما كان يتكلم إلى المرضى ويقول لهم: “كن صحيحًا”؟ السر كان أرواح الله السبع واللذة والحياة كلها في مخافة الرب.

” ٥ وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ.”، فبالتالي تحدث الأمور الفائقة للطبيعي.

 ” ٦ فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا.”، لا تحدث حالة هياج في حياته. إذًا مخافة الرب هي سر وعمود من الأعمدة الأساسية لنمو الإنسان والكنيسة أيضًا.

  • مخافة الرب مِن أعمدة الكنيسة

“وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ، وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ، وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ.” (أعمال الرسل ٩: ٣١).

يوضح الكتاب في هذا الشاهد أن الكنائس كان لها:

 ١) “سَلاَمٌ”

 ٢) “تُبْنَى”

 ٣) “تَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ”

 ٤) “تَعْزِيَةِ” ليس معناها عزاء في الوفيات، لكنها تعني تدعيم الروح القدس.

 ٥) “كَانَتْ تَتَكَاثَرُ”، كانت تنضج وتكبر.

  هذه هي الأعمدة الأساسية التي تجعلهم يتحركون في سلام؛ أي العلاقات الصحيحة في فهم للنظام الكنسي الهرمي السليم. لا يعني السلام إنه لا توجد اضطهادات، لكن هو حالة الوئام والفهم السليم ألا تكون هناك حساسيات بين الناس، فيفهمون معنى الخضوع ويعطون اعتبار لمبادئ الكلمة.

كَانَتْ تُبْنَى” كيف كانت الكنائس تُبنى؟ بالكلمة، تكلم بولس عن هذا في “وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ.” (أعمال الرسل ٢٠: ٣٢).

“وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ، وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ”، يشرح لنا الروح القدس أن خوف الرب أو هيبة هذا الإله هي عمود من الأعمدة لكي تصل الكنيسة للنضوج.

  • مبادئ خاصة بمخافة الرب

“وَإِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَبًا الَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ،” (١ بطرس ١: ١٧).

تخبرنا الآية عن أسلوب حياة الإنسان، إنه يسير في هيبة ومخافة الرب، التي هي التقدير والخشوع والهيبة، وتختلف كلمة مخافة باللغة اليونانية “phobos” عن كلمة “deilia” فالاثنان بمعنى خوف.

“لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ (الخوف)، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ.” (٢ تيموثاوس ١: ٧).

ذُكرَت هنا كلمة “deilia”، أي خوف، وتأتي هنا بمعنى إن الشخص يرتعب ويكون بداخله ذُعر، أما كلمة خوف المُستخدمة في مخافة الرب “phobos”، وهي متداولة بيننا بمعنى “فوبيا”، هذه الكلمة لا تعني الرعب، لكن تعني أن الشخص يرى الخطر فيبتعد عنه.

لا تنتج المخافة عن مشاعر ولكن عن مفاهيم، هذه طريقة تفكير بأن الشخص يتحذر من شيء فيبتعد عنه، لذلك تُترجَم في اللغة العربية إلى كلمة خوف، وتأتي في بعض الترجمات بمعنى أن الشخص يبتعد عن أي شيء يغُضِب الرب، فالهدف من هذه الكلمة هو الابتعاد وليس الخوف، ولا تعني البعد عن الشخص أو عن الرب، لكن الابتعاد عن ما يُعيق علاقتي بالرب، لذلك يمكنك أن تخاف الرب في كل شيء وأن تكون حذِرًا، مثلما تُحافظ على هاتفك وتكون حريصًا عليه هذا يُسمى مخافة الهاتف، تختلف هذه الحالة عن حالة شخص مرتعب طوال الوقت خوفًا على أبناءه أو خوفًا من شيء مجهول، هذا يُعتبر “روح الخوف”.

يسعى إبليس لكسر مهابة الرب، وهكذا يستخف الشخص بأمور الرب. اسأل نفسك عندما تسمع أو تقرأ شرح آية كتابية وأنت تعرف هذه الآية، هل تتعامل معها بهيبة لأنها كلمة الله؟ هل الآيات لها تأثير عليك أم لا؟ السر هنا أن يبدأ الشخص يرى مدى بُعد وخطورة هذا الأمر. مخافة الرب تعني أن الشخص يحرص على قلبه لئلا يعتاد على التعامل مع الأمور باستخفاف.

“وَكُلُّ هذِهِ صَنَعَتْهَا يَدِي، فَكَانَتْ كُلُّ هذِهِ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَإِلَى هذَا أَنْظُرُ (أُعطي اعتبار): إِلَى الْمِسْكِينِ وَالْمُنْسَحِقِ الرُّوحِ وَالْمُرْتَعِدِ مِنْ كَلاَمِي.” (إشعياء ٦٦: ٢).

هذا الشاهد هام جدًا، لأنه يخبرنا سرًا روحيًا لكي تكون في الارتفاع فقط، إن سلكت بهذا المبدأ لن يكون هناك انحدار روحي. “الْمِسْكِينِ” هو الشخص الذي يرى نفسه محتاجًا، “الْمُنْسَحِقِ الرُّوحِ” هو الشخص المتضع.

 عندما يُعطي الشخص اعتبارًا لشيء ما له قيمة عالية، يبدأ هذا الشيء يُعطِي له، فالروح القدس يُعطي اعتبارًا وانتباهًا إلى الأشخاص الذين لديهم قلب منكسر ومنسحق وجائع ويرتمي على الرب، ويكون مرتعدًا من كلمة الرب. يجب أن تتعامل مع هذا الأمر بجدية؛ يرتبط هذا الأمر بقيمة الرب لديك، عندما تستمع إلى حق كتابي هل تسمح له أن يعمل في ذهنك وقلبك، أم تقول أنا بالفعل أعرف هذا، إن كنت تفعل ذلك فهذا استخفاف وهو عكس الارتعاد.

  • دورك في مخافة الرب

“١٨ لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَل مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ، ١٩ وَهُتَافِ بُوق وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ، ٢٠ لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ: «وَإِنْ مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ، تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ». ٢١ وَكَانَ الْمَنْظَرُ هكَذَا مُخِيفًا حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ». ٢٢ بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، ٢٣ وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، ٢٤ وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ (يتشفع) أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ. ٢٥ اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا (تعتذروا) مِنَ الْمُتَكَلِّمِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أُولئِكَ لَمْ يَنْجُوا إِذِ اسْتَعْفَوْا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ عَلَى الأَرْضِ، فَبِالأَوْلَى جِدًّا لاَ نَنْجُو نَحْنُ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ! ٢٦ الَّذِي صَوْتُهُ زَعْزَعَ الأَرْضَ حِينَئِذٍ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَعَدَ قَائِلاً: «إِنِّي مَرَّةً أَيْضًا أُزَلْزِلُ لاَ الأَرْضَ فَقَطْ بَلِ السَّمَاءَ أَيْضًا». ٢٧ فَقَوْلُهُ «مَرَّةً أَيْضًا» يَدُلُّ عَلَى تَغْيِيرِ الأَشْيَاءِ الْمُتَزَعْزِعَةِ كَمَصْنُوعَةٍ، لِكَيْ تَبْقَى الَّتِي لاَ تَتَزَعْزَعُ. ٢٨ لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى. ٢٩ لأَنَّ «إِلهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ».”(العبرانيين ١٢: ١٨-٢٩)

٢٠ لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ: «وَإِنْ مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ، تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ».”، يطلب منهم الرب أن يقوموا بحماية قدسية المكان في نظرهم – بالنسبة إلى الله فهو لا يتنجس- بنفس الطريقة أي شيء يقترب إلى ذهنك ليلوثه ويُخفِف علاقتك مع الروح القدس يُرمى بسهم، ولن يفعل الروح القدس هذا لك.

تخيل الجبل وهو يصعد منه دخان ونار وأصوات، وقال الجمع: ” أعفينا، لا نريد أن نقترب من الجبل، نحن خائفون.”، حتى موسى قال “أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ”، فقد كان هذا كافي لإحراق أي حيوان يقترب إلى الجبل، لكن الله قال يجب ان يُرمى أي حيوان بسهم عندما يقترب لهذا الجبل، لا تسمحوا له بأن يدخل إلى هذه المنطقة.

يُعلِن الرب ذاته للبشرية في هذا المكان للذين هم في عهد معه، ليروا قوة هذا الإله، وهذا عكس ما رأوه عند خروجهم من أرض مصر من أوثان وعبادات كثيرة وبعض الظهورات، لذلك كان هذا الموقف ضخمًا جدًا. يخبرنا الكتاب أنه عندما يقترب حيوان، يكون دورك كإنسان منعه من الاقتراب، ولهذا لم يحترق الحيوان تلقائيا، هذا يشبه أي شيء يقترب إلى خصوصيتك مع الروح القدس، يجب أن يُرمى بسهم.

بدأ الروح القدس علاقة مع هذا الشعب، وكان الله يعرف جيدًا إنهم مرتعبون، ويعرف مقياس الموقف الذي يحدث، هو ليس غافلًا، وهم كانوا يجب أن يقبلوا هذا الوضع، وهناك شخص بالفعل قبِل هذا الوضع وهو موسى، لكنهم قالوا: “لا، ابعدنا عن هذا”، وبدأوا يستعفون.

” ٢٥ … فَبِالأَوْلَى جِدًّا لاَ نَنْجُو نَحْنُ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ!”، أي شخص يرفض أي صوت من الروح القدس، هذا يُسمى ارتداد.

٢٧ فَقَوْلُهُ «مَرَّةً أَيْضًا» يَدُلُّ عَلَى تَغْيِيرِ الأَشْيَاءِ الْمُتَزَعْزِعَةِ كَمَصْنُوعَةٍ، لِكَيْ تَبْقَى الَّتِي لاَ تَتَزَعْزَعُ.”، شُرِحت سابقًا في عظات ثبات واستقرار النفس، أي شيء ليس له رصيد روحي في ملكوت الله يكون قابلًا للتزعزع، بما في ذلك العيان الذي نواجهه، ونحن لدينا رصيد روحي ثابت، وهذا الكلام مرتبط بما جاء في (عبرانيين ٦)؛ “حَتَّى بِأَمْرَيْنِ عَدِيمَيِ التَّغَيُّرِ، لاَ يُمْكِنُ أَنَّ اللهَ يَكْذِبُ فِيهِمَا، تَكُونُ لَنَا تَعْزِيَةٌ قَوِيَّةٌ، نَحْنُ الَّذِينَ الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، الَّذِي هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ”(عبرانيين6: 18-19)

” ٢٨ لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً (عبادة) مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى.”، نحن في مكان لا يمكن زعزعته، “قَابِلُونَ” تعني إننا نعمل على استقبال أشياء كثيرة جدًا، وبدأنا في بناء الملكوت ونتواجد به، لذلك كل ما تفعله هو بناء في ملكوت الله، “مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ” أي غير قابل للاهتزاز؛ كذلك أنت، فحالتك مرتبطة بهذه المملكة.

” ٢٩ لأَنَّ «إِلهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ».”، يوضح الكتاب أن الموضوع خطير، تُحمّلنا هذه الآيات مسؤولية؛ إنه يجب أن توجد هيبة بداخلنا تجاه الأمور الإلهية. النار الآكلة هي لأي شخص يُضاد، لكن هذه النار نفسها لم تكن آكلة عند الجبل، فقد كان الجبل أمام أعينهم ولم يتأذى أحد. أي حيوان يقترب إلى القدسية والخصوصية والمهابة في هذا المكان يجب أن يُقتل، لأن هذه كانت مسئولية الإنسان أن يضع الهيبة في داخله.

توضح المراجع اليهودية لماذا قال الرب إنه يجب أن تُوضَع منارة داخل خيمة الاجتماع، ليس لأن الرب يحتاج إلى منارة؛ تناقش اليهود في الفكر الذي نقله لهم موسى وشرحها أحدهم في مثل كالآتي؛

“كان هناك ملكًا ذاهبًا لتناول الغداء عند شخص، فعندما دخل البيت وجد أن هذا الشخص لم يقُم بتزيين المكان، بل أعد الطعام فقط، فسأله الملك لماذا لم يُرحب به كما يجب؟ فرد قائلًا مهما فعلت لك فلن يكون هذا كافي لمهابتك ولن يُقارَن بضخامة قصرك، لذلك قررت أن أكون طبيعيًا، ولكن بداخلي توجد مهابة ضخمة لك، فلم أجد شيئًا يساويك.”

  يساوي وجود المنارة في خيمة الاجتماع هذه الفكرة؛ المنارة هي شيء قليل جدًا بالمقارنة مع معاني حضور الله في المكان، فأراد الروح القدس أن يوضح لنا أن الأمر ليس مرتبطًا بهيبة الله في السماء، بل مرتبط بكيف يرى الإنسان الله ويهابه ويقيِّمه.

  المقياس الذي تُقيِّم به هذا الإله هو مخافتك وهيبتك للرب، لذلك ليس الأمر بكثرة ما تقوله أو ما تنفقه، بل بالهيبة الداخلية، وأوضح الرب يسوع هذا عندما قال: “«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! …” (متى ٧: ٢١)، رغم إن كلمة “يَارَبُّ” تعني أنت سيد وإله، لكن الموضوع مرتبط بالقلب.

“يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا.” (متى ١٥: ٨)

يجب على الكنيسة أن تُنَقّى من هذا الوباء، فقد أدى هذا إنه عندما تشارك آية أو حقًا كتابيُا مع شخص، فيقول إنه يعرف هذا ولا يرتعد من الكلام، أي لا يرى أن الأمر خطير وضخم؛ والسبب هو أن إبليس قلل من الهيبة إلى أن انتهت عند بعض الأشخاص.

  • آلية وجود الهيبة مرتبطة بالقيمة

“اَلْبُوطَةُ لِلْفِضَّةِ وَالْكُورُ لِلذَّهَبِ، كَذَا الإِنْسَانُ لِفَمِ مَادِحِهِ.” (الأمثال ٢٧: ٢١)

“اَلْبُوطَةُ.. وَالْكُور” هي الآنية التي تُستخدَم لانصهار الفضة والذهب، فيتحدد نوع المعدن عندما ينصهر. ويتم تحديد قيمته طبقًا للعيار.

 “كَذَا الإِنْسَانُ لِفَمِ مَادِحِه” تأتي في العبرية: “هكذا الإنسان طبقًا لِما يُقيِّمه هو” أي الإنسان هو الفاعل وليس مفعول به، لذلك يربط الإنسان قيمته بما يراه سواء كان غاليًا أم رخيصًا، فتُقَيَّم حياته بما يمدحه.

يضبط الإنسان مستوى حياته على ما يهتم به، إن كان يهتم بالعمل سيكون مستوى قيمته يساوي العمل، وإن كان يهتم برأي الناس ستكون حياته بمستوى رأى الناس. تعني كلمة يمدح (ينبهر، يُعطي هيبة، يهتم، لا يحتقر، يُعطي تركيزه..) لذلك إن أعطيت قيمة لأمور تافهة سيكون مستوى حياتك تافهًا، وإن أعطيت قيمة للأمور الإلهية سيكون مستوى حياتك عاليًا جدًا؛ على قدر ما يمدحه الإنسان وينبهر به ويعطيه تركيزه، ستُقاس حياته.

محبة الرب هي أن يكون بداخل الشخص ميولًا تجاه الله، لكن هل توجد هيبة؟! تخيل ابن يقول لوالده: “أنا أحبك”، فيطلب والده منه أن يفعل شيئًا ما، لكن الابن يرفض، في هذه الحالة هناك محبة لكن لا توجد مخافة، فالمخافة هي حالة خضوع لكنه ليس بالإجبار، بل خضوع لأنك مؤمن أن هذا صحيح.

اجعل الكلمة تكون هي قيمتك، عندما تفعل ذلك، ستضع كل شيء جانبًا وتنتبه إلى ما تقوله الكلمة وتعرف فكر الله تجاه مواقف الحياة. إن كنت لا تزال تتأثر بآراء الآخرين، إذًا يوجد لديك نقص في مخافة الرب أو في المعرفة، لأنك إن عرفت الكلمة ستكتشف أن الرب يراك حسب قيمته وليس حسب قيمة الناس.

“أَكْرِمُوا الْجَمِيعَ. أَحِبُّوا الإِخْوَةَ. خَافُوا اللهَ. أَكْرِمُوا الْمَلِكَ.” (١ بطرس ٢: ١٧)

يجب أن تكون بداخلنا مخافة، هذا حق كتابي، يجب أن تفعلها عن عمد، وهذا يعني أن تضع هيبة للرب وترتعد في داخلك، حينئذ ينتهي الفصال في الكلمة. مخافة الرب هي التي تغلب التكاسل في استقبال الكلمة، هكذا لن تقاوم ولن ترى رأي آخر سوى رأي الكلمة، وستكون في حالة من الرعدة والرهبة الداخلية.

 يحدث أحيانًا أن يغلظ قلب بعض الناس بسبب عدم وجود عقوبات فورية – مثلما حدث مع حنانيا وسفيرة عندما ماتوا- لكن إن رأوا نتائج فورية ستدب فيه مخافة الله. ذكرنا في عظات الرب قريب أن الرب يسوع عندما قال: “هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا.” (متى ٢٣: ٣٨)، لم يحدث هذا في الحال، بل حدث بعد أربعين عامًا، والأشخاص الذين سمعوا هذه الجملة لم يتذكروها بعد أربعين عامًا، ولكن الذي تذكر هذا هو الشخص الذي لديه فهم أن الذي حدث حينئذ هو نتيجة ما قاله يسوع.

الشخص الذي يسمع؛ قلبه مشتعل ولا يتكاسل ولا يُغلِظ قلبه (أي لا يرى الأمر بدون هيبة)، أما الشخص الذي يعتقد أن المخطئ لا يُعاقب، فهذا مخافة الرب بدأت تسقط من حياته لأنه لا توجد لديه استنارة ليفهم إنه توجد نهاية لهذه الأمور الخاطئة، ويوجد إله يقضي بالعدل.

يجب على الكنيسة أن تصلي ليقف الشر، لأنها هي التي تُصدِر القضاء على الأرض، فإن حدثت أمور بها ظلم، يجب أن تدرك إن هذا دور الكنيسة لتصلي من اجل إيقافها، وهذا الأمر يحتاج إلى طول نفس مع مخافة للرب لكي تستطيع أن تربط الأحداث ولا ترى أن الأمور تحدث صدفًة.

إن كنت تصلي من أجل شيء وليس لديك مخافة للرب سترى أن ما يحدث هو صدفة، وستعتقد أن المرض يُشفى من تلقاء نفسه، وإن شُفيت في يوم واحد بدلًا من أربعة أيام ستفكر في سبب المرض ولن تنتبه إلى المعجزة، لكن مخافة الرب تجعلك ترى الأحداث بصورة صحيحة.

  • الأسباب التي تجعل مخافة الرب تظهر في حياتك
  1. الإعلانات الإلهية والاستنارة وفهم الكلمة

فهم الرب مرتبط بمقدار الإعلانات التي تعرفها عنه، الإعلانات هي مقدار الاستنارة والفهم الذي تفهمه عن هذا الاله. توجد أمور تجعل الشخص يتعامل بهيبة؛

“فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «لاَ تَخَافُوا. لأَنَّ اللهَ إِنَّمَا جَاءَ لِكَيْ يَمْتَحِنَكُمْ، وَلِكَيْ تَكُونَ مَخَافَتُهُ أَمَامُ وُجُوهِكُمْ حَتَّى لاَ تُخْطِئُوا».” (الخروج ٢٠: ٢٠)

أعلن الرب نفسه للشعب، يوجد فرق بين ما تم من إعلانات إلهية في العشر ضربات وشق البحر – وهذا أمر ضخم- وبين العلاقة الشخيصة التي يكتشف بها الشخص هذا الإله ويبدأ قلبه ينصهر أمام مفاهيم الكلمة، لذلك يجب أن تعطي للكلمة قيمة عن عمد.

يجب أن تهاب كل ما يخص هذا الإله. نرى أحيانًا مجالس بها هزار وضحك، وكان من المفترض أن يكون هذا وقت الصلاة ودراسة الكلمة، لذلك عندما يكتشف الشخص هذا الإله ويستنير؛ يبدأ بتنقية قلبه وينقذ نفسه لئلا يقترب من الممنوعات، فكلما تركز في الاستنارة ومعرفة الكلمة تزيد بداخلك هذه الهيبة.

يوجد أشخاص يستنيرون لكنهم لا يعطون انتباه لهذه الاستنارة والكلمة لا تأخذ مكان بداخلهم، هم يسمعون التعليم ويتفقون معه، ويأخذون استنارة من الروح القدس ليفهموا الكلمة، لكن تكون قلوبهم قاسية.

“فَإِذْ نَحْنُ عَالِمُونَ (واعون) مَخَافَةَ الرَّبِّ نُقْنِعُ النَّاسَ. وَأَمَّا اللهُ فَقَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ لَهُ، وَأَرْجُو أَنَّنَا قَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ فِي ضَمَائِرِكُمْ أَيْضًا.” (٢ كورنثوس ٥: ١١)

يقول الرسول بولس إنه بسبب أنهم واعون جيدًا لمخافة الرب، هم قادرون على إقناع الناس بهذا؛ فكلما تؤثر الكلمة في الشخص ويكون لها ثقل بداخله، ستؤثر في الذين يقول لهم الكلمة بنفس المقدار. هذا هو الشخص الذي يلتفت إلى الروح القدس، أذنيه تصغيان إلى الأبرار، وينتبه إلى الأشخاص الذين يعطون هيبة للكلمة.

إن كان الكتاب المقدس يقول إنك غير مُدان، إذًا أنت غير مُدان، أعطِ هيبة للكلمة ولا تعطِ اعتبارًا للأفكار الأخرى. المخافة هي حالة إرضاء الشخص ليس لأنه غضوب لكن لأن هذا هو الصواب.

إن كان الأب والأم منتبهون للمسلسلات والأفلام والأمور التافهة، فمِن الطبيعي لن يجد الابن هيبة ولن يقتنع بكلامهم، لأن عالم الروح مرتبط ببعضه. علاج الابن أن يرى أبويه يتكلمون بطريقة صحيحة مبنية على الكلمة وليس على خبراتهم. إن كانوا يعطون هيبة للكلمة سيشرحون للابن إنهم خاضعين تحت سلطانها، فإن رأوا الأمر هامًا سيراه الابن مثلهم، وإن كان قلبهم يحترق على النفوس سيفعل الأبن هكذا، وإن كانوا يرون أن الحياة مع الرب أهم شيء سيرى هذا أيضًا؛ أي شيء يحدث في حياة الابن مرتبط بحصانة الأب والأم.

“أَفَنَبْتَدِئُ نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا؟ أَمْ لَعَلَّنَا نَحْتَاجُ كَقَوْمٍ رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ إِلَيْكُمْ، أَوْ رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ مِنْكُمْ؟” (٢ كورنثوس ٣: ١)

“فَإِذْ لَنَا رَجَاءٌ مِثْلُ هذَا نَسْتَعْمِلُ مُجَاهَرَةً كَثِيرَةً.” (٢ كورنثوس ٣: ١٢)

“١٧ وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ. ١٨ وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.” (٢ كورنثوس ٣: ١٧، ١٨)

بدأ بولس من هنا شرح مخافة الرب وارتباطها بالإعلانات والاستنارة.

  1. تنقية القلب

“بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ.” (٢ كورنثوس ٤: ٢)

ينبهنا هذا الشاهد إنه يجب تنقية القلب ويتكلم عن الأمور الدفينة حينما يكون الشخص غير منتبه لدوافع قلبه التي قد تكون كبرياء أو غيرة، يجب أن نرفض هذا ولا نترك هذه الأمور التي تحتوي على تفكير سلبي في الآخرين مخفية في قلوبنا.

“وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ،” (٢ كورنثوس ٥: ١٨)

لا يتكلم بولس هنا عن كل شعب الكنيسة، ولكن يتكلم عن الرسل؛ فشعب الكنيسة من حقه أن يخدم بخدمة المصالحة أي يكرز بالإنجيل، لكن تكلم بولس هنا تحديدًا عن الخدام. يدافع بولس عن الخدام من الافتراءات المزعومة، ويوضح إنهم رفضوا الأمور المخفية التي تكون في القلب، وذلك بسبب مخافة الرب.

كلمة “الْخِزْيِ” تعني الأمور التي تجلب الخزي والتفكير بصورة غير شريفة عن الآخرين، وهذا يؤدي إلى انخفاض مخافة الرب في حياة الشخص، فيعتاد على سماع أصوات أخرى تخفف من هيبة من يحبهم الرب.

كلمة “مَكْر” معناها حالة الدهاء والخباثة، أن يمارس الشخص مهارة اللباقة والأسلوب المقنع.

وَأَنَا لَمَّا أَتَيْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَتَيْتُ لَيْسَ بِسُمُوِّ الْكَلاَمِ أَوِ الْحِكْمَةِ مُنَادِيًا لَكُمْ بِشَهَادَةِ اللهِ،” (١ كورنثوس ٢: ١)

كان يمتنع بولس عن كل أمور بشرية مقنعة رغم إنه كان محاميًا.

٣ وَأَنَا كُنْتُ عِنْدَكُمْ فِي ضَعْفٍ، وَخَوْفٍ، وَرِعْدَةٍ كَثِيرَةٍ. ٤ وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ، ٥ لِكَيْ لاَ يَكُونَ إِيمَانُكُمْ بِحِكْمَةِ النَّاسِ بَلْ بِقُوَّةِ اللهِ.” (١ كورنثوس ٢: ٣-٥)

يعتقد البعض أن بولس كان خائفًا لأنه كان قد خرج للتو من سجن فيلبي، لكن هذا خطأ تمامًا؛ التفسير الصحيح لهذا الجزء أن بولس يحرص على إيصال كلمة الله بدون أسلوب خداع، لذلك فهو في حالة رهبة ورعدة ليقدم الرسالة بهيبة.

“بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ.” (٢ كورنثوس ٤: ٢)

تعني كلمة “غَاشِّينَ” إن الشخص يحاول الإيقاع بالآخرين. يوضح بولس إنه لا يهتم لنفسه، بل يهتم أن يعرف الناس يسوع. كانت مدينة كورنثوس مليئة بالفلسفة ولها تاريخ سيء، فقد كانوا يستخدموا الدعارة والسكر لجذب الناس للخطية ليسكنوا في المدينة؛ وكان يطلق على الشخص السكران كلمة “كورنثوسي”. استخدامك للعلم الذي تملكه وخبراتك لإيصال كلمة الله يقلل مخافة الله، نحن لا نستخدم هذه الأمور ولا نستغل كلمة الله بصورة خطأ.

“٣ وَلكِنْ إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَكْتُومًا، فَإِنَّمَا هُوَ مَكْتُومٌ فِي الْهَالِكِينَ، ٤ الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ. ٥ فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، وَلكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ. ٦ لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ (لاستنارة) مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ٧ وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ ِللهِ لاَ مِنَّا.” (٢ كورنثوس ٤: ٣-٧)

“فَإِذْ نَحْنُ عَالِمُونَ مَخَافَةَ الرَّبِّ نُقْنِعُ النَّاسَ. وَأَمَّا اللهُ فَقَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ لَهُ، وَأَرْجُو أَنَّنَا قَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ فِي ضَمَائِرِكُمْ أَيْضًا.” (٢ كورنثوس ٥: ١١)

فكر بهيبة طوال الوقت أن بداخلك الروح القدس أي حضور الله، ونفس الحياة الإلهية الموجودة في يسوع، كلما تنتبه لهذه الاستنارة ولا تستخف بها وتتأمل بها ستزداد مخافة الرب في حياتك.

  1. كرسي المسيح

“لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ (نُكشَف) أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا.” (٢ كورنثوس ٥: ١٠)

سنُكشف جميعنا أمام كرسي المسيح؛ هذا يعطيك هيبة فكلما تفكر في هذه اللحظة ستُنقي قلبك وحياتك وتسلك بطريقة صحيحة، وان لم تفعل هذا ستجد حياتك في تسيب في مواعيد نومك، كلماتك وأفكارك ستكون متسيبة وهذا يساوي عدم وجود مخافة للرب.

إن كنت غير مدرك لحضور الله، ستقول أي شيء يخطر ببالك، إن كنت لا تستطيع أن تُقنِع أبنائك بالحق الكتابي، فهذا مرتبط بعدم وجود مخافة الرب في حياتك. إن كنت لا تستطيع إدارة عملك فهذا أيضًا مرتبط بمخافة الرب التي هي بداية أنك تؤثر بصورة صحيحة على الآخرين.

“وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ.” (١ يوحنا ٣: ٣)

كل شخص عنده هذا الأمل والتوقع، يُنقي نفسه لأنه يعطي حساب للحظة الوقوف أمام كرسي المسيح. تذكر دائمًا أن مخافة الرب لها علاقة بأن تضع هيبة للكلمة، وهذا سيكون تأثير الروح القدس عليك، فواحد من أرواح الله السبع هي مخافة الرب.

إن كان عندك هذا الرجاء، ستجد أنك بدأت تنضبط في هزارك وكلامك ووقتك وخروجك من البيت وما تشاهده، لأنك ستدرك أن إبليس يحاول أن يعمي أعين الناس طوال الوقت لكي لا ينتبهوا لِما سيحدث، نتيجة لذلك ستُنقي نفسك طوال الوقت.

“وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ.” (٢ كورنثوس ٥: ١٥)

لتكن هذه الآية شعارًا لحياتك، قل هذه الكلمات طوال الوقت: “أنا أحيا للرب”، إن كنت في حالة من الاسترخاء لوقت طويل انتبه لنفسك الآن ولمخافة الرب، فإبليس يحاول أن يشغلك لكيلا تفكر في الرب. مخافة الرب ستجعلك تعرف كيف تهتم بالنفوس ولا تحتقرهم، وتكون قادرًا أن تُقدِّر الناس بهيبة بنفس الصورة التي يراك بها الرب وليس بحسب شهادتهم أو فهمهم.

إن كنت تسمح للشك والمخاوف أن تبقى في ذهنك – وهذا عكس الكلمة- الحل أن تتضع تحت الكلمة. مخافة الرب لها علاقة بالخضوع؛ فأي شخص لديه مشكلة في الخضوع للكلمة أو نصائح مبنية على الكلمة، فهو لديه مشكلة في مخافة الرب.

هذا وقت أن تنهض من حالة التسيب، وإن كان لديك مخافة للرب فلتزِد بها، لا تضع الأمر بخفة في ذهنك وأنت تقول كلمات الترانيم، بل فكر وتمعن بها واخرِج الكلمات عن عمد. مخافة الرب لها علاقة بعدم احتقارك لأي أمور تُعرض عليك من هذا الإله، تذكر إنك أنت المسؤول أن ترمي بسهم أي مشتتات.

إن كنت تتقابل مع أشخاص يجعلونك تقلل تقديرك للكلمة، ابتعد عنهم قلبيًا لأنهم يصدوك من أن تكمل مع الرب بكامل قلبك. كنت أتحدث مع شخص وأخبره إني فكرت في الانتحار مرتين بسبب إني أبحث عن هذا الإله ولا أجده رغم إني أقرأ كثيرًا لكن لم أجد إجابات، فرد الشخص قائلًا لا يستحق الموضوع الانتحار (وأنا لست أؤيد الانتحار)، لكن هذا الشخص كان يرى أن البحث عن الله لا يستحق الحرقة الداخلية لمعرفته.

أن تحب الرب بكامل قلبك هو أن تسعى لمعرفته، يجب أن تنتبه لهذا طوال الوقت لأنه يوجد تشتيت في العالم عن المهابة والحرص والتقدير، عندما تقدر هذا الإله يلتفت إلى صلواتك.

________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$