القائمة إغلاق

القوة وراء الأشياء والأحداث – الجزء 1 The Power Behind Things And Events – Part

 

العظة على فيس بوك اضغط هنا

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا

لمشاهدة العظة على اليوتيوب 

(العظة مكتوبة)

القوة وراء الأشياء والأحداث – الجزء 1

▪︎ بأي سُلطان تفعل هذا؟

▪︎ مَن أعطاك هذا السُلطان؟

▪︎ لم يَعُدْ هناك إلّا طريق واحد!

▪︎ الأمور روحية يا عزيزي.

▪︎ اتّجاهات القوة الثلاث.

▪︎ تفويض إلهي.

 تحدَّثنا في رأس السنة عن أهمية القلب، فحينما تتعامل مع الأرض، تجد علاقة مباشرة بين قلبك والقوة التي تُستعلَن في حياتك، والآن سنتحدَّث عن القوة التي وراء أي شيء حولنا، حيث سنتعرّف أكثر على القوة التي وراء ما يَحدُث؟

▪︎ بأي سُلطان تفعل هذا؟

 حينما تُريد أن تتعامل مع شيء، فأنت تحتاج أن تُشخِّصه بطريقة صحيحة. تحتاج أن تعرف ما هي القوة وراء الأحداث التي تَحدُث في حياتك؟ وما هي القوة التي وراء هذا الموقف بالذات؟ وما هي القوة التي وراء العصبية أو ردّ الفِعْل بصورة مُعينة؟

 أيضًا ما هي القوة وراء تعامُلك بمحبة وصلاح؟ وما هي القوة وراء الظروف، وما الذي جعل المشكلة تتزايد أو المرض يتفاقم؟ أو ما الذي جعلَ الأمر يتناقص؟ لا يوجد شيءٌ يَحدُث مصادفةً، لذلك تحتاج أن تعرف القوة التي وراء كل أمرٍ يَحدُث.

 “١٥ وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ ابْتَدَأَ يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ. ١٦ وَلَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَجْتَازُ الْهَيْكَلَ بِمَتَاعٍ.” (مرقس ١١: ١٥، ١٦).

 تخيَّل معي هذا؛ لم يُنظِّف الرب يسوع الهيكل فقط، بل أيضًا وضعَ حراسةً للهيكل ليمنع الباعة من الدخول. مِمَّا أثارَ دهشة الكتبة والفريسيين لأن كل الذين داخل الهيكل كانوا يدفعون أموالًا لهم، لذلك كانوا يستغربون كيف استطاع الرب يسوع أن يفعل ذلك دون أن يُوقفه أحدٌ، لذا سُئِلَ الرب هذا السؤال الآتي.

 “٢٧ وَجَاءُوا أَيْضًا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي فِي الْهَيْكَلِ، أَقْبَلَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ، ٢٨ وَقَالُوا لَهُ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا؟ وَمَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَانَ حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟»” (مرقس ١١: ٢٧، ٢٨).

 يُؤمِن اليهود أنّ أي شيء يتمّ وراؤه سلطانٌ أو قوةٌ، والفرق بين السلطان والقوة هو أنّ السُلطان عبارة عن قوة مُفوَّضة أو ممنوحة، مثلما يَحدُث مع شرطي المرور، فهو حينما يُوقِف السيارات، لا يوقفها بقوته العضلية لكنه يُوقفها طبقًا لسُلطانه الممنوح له، وهذا السُلطان وراءه قوة تنفيذية.

 حيث يُمكِنه أن يُوقِف تلك السيارة أو يحبس قائدها…إذًا هناك قوة تدعِّم هذا السلطان. إذًا السُلطان هو قوة ممنوحة، فيستطيع شرطي صغير الحجم أن يُوقِف سيارة ضخمة، لأن الأمر غير مُرتبِط بالحجم ولا بالقوة العضلية، وأي شخصٍ لا يخضع لهذا السُلطان، فهو بذلك يُعرِّض نفسه للقوة التي وراءه.

 كان اليهود فاهِمين القوة التي وراء الأشياء كما ذكرْتُ، لذلك سألوا الرب يسوع: “بأية قوة مُفوَّضة إليك تفعل هذا؟ ومن الذي أعطاها لك؟” وأنت أيضًا حينما تَعبُر بموقف ما، دعني أسألك؛ “بأية قوة تَعبُر هذا الموقف؟ وبأية قوة حدثت هذه المشكلة؟”

 مَن يُفكِّر بصورة كتابية، سيُفكِر بهذا المنطِق، أما مَن يُفكِّر بصورة غير كتابية سيقول إن هذه صدفةٌ أو حظٌ أو يتعامل مع الأمر وكأنه شيءٌ طبيعيٌ وتحصيل حاصل، لكن الحقيقة الثابتة هي إنه توجد قوة وراء كل أمرٍ يَحدُث.

▪︎ مَن أعطاك هذا السُلطان؟

 “٢٩ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً. أَجِيبُونِي، فَأَقُولَ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا ٣٠ مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟ أَجِيبُونِي».” (مرقس ١١: ٢٩، ٣٠).

 رَكَّزَ يسوع هنا على إجابة النصف الثاني من سؤال الكتبة والشيوخ الذي هو؛ “مَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَانَ حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟” فأجابهم يسوع بسؤال أيضًا وهو: “مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟” لم يَكُن يسوع شخصًا عاديًا خانِعًا لكنه كان شخصًا حكيمًا، لذلك عندما رَدَّ على الكتبة والشيوخ قال لهم: “وَأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُمْ…”، فكان هو مُسيطِرًا على مَجرَى الحديث، وهنا أخذوا يُفكِّرون ويتناقشون.

“٣١ فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاءِ، يَقُولُ: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ ٣٢ وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاسِ». فَخَافُوا الشَّعْبَ. لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ عِنْدَ الْجَمِيعِ أَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ نَبِيٌّ. ٣٣ فَأَجَابُوا وَقَالوا لِيَسوع: «لاَ نَعْلَمُ». فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «وَلاَ أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا».” (مرقس ١١: ٣١-٣٣).

 لماذا يا ترى سألَ يسوع هذا السؤال ولم يسأل أسئلة أخرى تكون أيضًا صعبة الإجابة؟! سؤال الرب يسوع هنا كان يختص بالإجابة على سؤال “مَن أعطاه هذا السلطان“. فعندما خرجَ الرب يسوع للخدمة، رُسِمَ على يدي يوحنا المعمدان، وبمعنى آخر؛ خضوعه ليوحنا المعمدان- برغم أن يوحنا كان يريد أن يمنعه- لكن يسوع قال له: “ينبغي أن نكمل كل بر”، فخضع الرب يسوع لكل ما هو قانوني في هذا الوقت.

 لم يرسم أحدٌ يوحنا المعمدان، فهو كان في ذلك الوقت يسير عكس التيار، وكان اليهود لديهم إيمان بأن الرب يُمكِنه أن يُقيم نبيًا من أي سبط، لذلك لم يَكُن أمر يوحنا غريبًا لديهم، لكنه كان يضايقهم لأنه كان يتكلَّم بكلام مستقيم تمامًا في الوقت الذي كان بينهم من هو مستقيم ومن هو غير مستقيم، لذلك لم يكن ينال رضا كل مَن كانوا موجودين.

 فَهْمك للسُلطان الذي وراء الأحداث يجعلك تفهم كيف تتعامل مع ظروف الحياة، ونحن هنا لا نشرح قصةً لكننا نشرح مبادئ الكلمة، لذلك إن كان الكتبة والشيوخ قد أجابوا يسوع بأنهم يؤمنون بيوحنا المعمدان وأنه من السماء، كان سيقول لهم: هذا الشخص هو مَن أعطاني السُلطان وهو الذي رسمني ووضعَ اليدّ عليّ، وحيث إنه هو مِن السماء، إذًا أنا قد أخذتْ سُلطاني من السماء أيضًا. هذا هو التَسلسُّل الذي كان سيعمله الرب يسوع.

 ردَّ الرب يسوع على الكتبة والشيوخ ردًا في لُب الموضوع، وهذا هو نفس السؤال الذي تحتاج أن تَردّ عليه في كل موقف؛ ما هي القوة وراء هذه الفكرة؟ وما هي القوة وراء هذا الحدث؟ وما هو السبب وراء ما يَحدُث؟

 تُدار الحياة بالفِعْل بنظام خارِق للطبيعي، سواء نظام إلهي أو نظام شيطاني، وعندما تتعامل مع ظروف الحياة بهذا المُنطلَق، يُمكنك أن تُوقِف مصدر الشرّ في حياتك، وهذا السُلطان قد أُعطِيَ لنا، لذلك ضَعْ في قلبك أن تنتبه لكل كلمة من كلام الله، ولا تجعل شيئًا يُشتِّتك بعيدًا عن الكلمة.

 “اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟” (متى ٦: ٢٦).

 لا تتعامل مع ظروف الحياة بخفَّةٍ، ولا تتعامل مع أي شيء حولك تحت مُسمَّى أنه طبيعيٌّ. يشرح الرب يسوع أن هذه الطيور التي تراها وهي تطير في مجموعات أو بصورة فردية، الرب بنفسه هو مَن يُطعِمها، لهذا فالقوة التي وراء أن يجد هذا الطائر طعامه…هذه ليست صدفةً، لكن هاتان هما يدا الروح القدس.

 توجد قوة وراء الشمس وهي تشرق كل صباح، وتوجد قوة وراء الأرض وهي تدور بكل دقة. يسعى العالم كله أن يتعلَّم الدقة من الطبيعة ومن السلطان الممنوح للطبيعة. توجد قوة وراء كل شيء يسير حولنا، وهذه القوة إما إلهية أو شيطانية، فلا توجد قوة ثالثة.

 لذلك يقول لنا الرب أنْ نتأمل طيور السماء، كيف يقوتها الله ويطعمها، وهذا يُعنِي أنّ هناك قوة إلهية وراء إطعام الطيور، لذلك يجب أن ينتهي من الكنيسة الفِكْر الذي يقول إن هناك نباتات شيطانية أو عيوب خلقية، فهذه ليست ألفاظًا كتابيةً. لا يوجد ما يُطلَق عليه إنه “من الطبيعي أن يَحدُث هذا” والدليل أن ما يُسميه الناس فِطرةً أو غريزةً عندما تجد الطيور طعامها مثلاً، هو في الواقع إطعام الرب شخصيًا لها.

 إن كُنت تسعى أن تكون شخصًا روحيًا وتعرف الرب بصورة عميقة، هناك مفاتيح في الكتاب المقدس تجعلك مُشتعِلًا بهذا الإله ولا يُمكِن إطفائك، وذلك عَبْر طريقة التفكير التي يشرحها الكتاب، فوراء كل شيءٍ توجد قوةٌ، ولكن الأهم هو؛ ما هو مصدرها؟ ومِن هنا تعرف كيف تُفعِّلها.

▪︎ لم يَعُدْ هناك إلا طريق واحد!

 “١ اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، ٢ كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ.” (العبرانيين ١: ١، ٢).

 استخدمَ الله قديمًا طُرقًا كثيرةً وأشخاصًا كثيرين ليتحدَّث للبشر، ولكن الآن لا توجد طُرق يتكلَّم بها الله إلّا في يسوع. يعتقد البعض أنه لابد أن يَمُرّ بمشكلة حتى يُكلِّمه الله من خلالها، لكن الرب لا يحتاج لهذه الطريقة، وحتى في العهد القديم لم يَكُن الله يُكلِّم شعبه بهذه الطريقة.

 يستطيع الرب بلا شك أن يَصِل للناس في الأحلام أو يجعلهم يتأثَّرون بكلمة أو ترنيمة أو عظة أو موقف، لكن سيظل يسوع هو ما يجب أن يصل إليه الإنسان بعد هذه الطرق، أقصد إنه لابد أن تأتي تلك الطُرق بالشخص ليسوع، وإلا وقتها فلن تكون كتابية! لا توجد وسائط، فيسوع هو الطريق الوحيد ولا يوجد خلاص بدونه.

“الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ…” (العبرانيين ١: ٣).

بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ” أي بكلمته القديرة، وهذا يُعنِي أن وراء كل الأشياء قوة حَمْل أو إدارة خفيَّة هي كلمة يسوع، وهذا يَحدُّث في أي شيء إلهي وليس أي شيء شرير، فتوجد قوة وراء أن ينجب الإنسان وينمو، كما أن هناك قوة وراء الجاذبية الأرضية، ووراء دوران الأرض وأي شيء يَحدُث!

 نحتاج ككنيسة أن نُعيد التفكير في كل الأشياء التي اعتبرناها عادية، فحضورك للكنيسة هذا ليس أمرًا عاديًا لكن وراءه قوة إلهية، وما يُسميه الناس “المناعة” التي جعلت الشخص يُشفَى من المرض، وأنا أقول لك إنه حتى مناعة الإنسان أمر إلهي، لأنه حامِل كل الأشياء بكلمته القديرة. يدعونا الرب يسوع أن نُفكِّر بهذه الطريقة وأن نُحلِّل كل الأمور بصورة روحية.

▪︎ الأمور روحية يا عزيزي:

 “١ وَكَانَ حَاضِرًا فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ الْجَلِيلِيِّينَ الَّذِينَ خَلَطَ بِيلاَطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ. ٢ فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ الْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ الْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هذَا؟ ٣ كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ.” (لوقا ١٣: ١-٣).

 هل لاحظت هذا؟ لقد أرجعَ الرب يسوع ما حدثَ لهؤلاء الجليليين إلى سبب روحي، وهو الخطية، فقال لهم:إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ وأطلقَ على ذلك هلاكًا وليس درسًا من الله، لكنه كان يُوضِّح لهم أنّ عدم حدوث ذلك لتلك الفئة التي أتت وسألته ليس معناه إنهم بلا خطية.

 لاحظْ إن الرب لم ينفِ كون السبب هو الخطية، ولم يَقُل لهم إن ما حدثَ هو شيءٌ طبيعيٌّ، بل أرجعَ السبب إلى الخطية وأخبرهم قائلاً: “إن لم تُصحِّحوا مساركم ستهلكون أنتم أيضًا”.

 “٤ أَوْ أُولئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ الْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ، أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟ ٥ كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ».” (لوقا ١٣: ٤، ٥).

 من هذا الشاهد نفهم أنّ الرب كان يُتابِع الأخبار بصورة سطحية وليست عميقة، كما إنه هنا لم يُرجِع سبب سقوط البرج إلى هندسة البناء أو الغش فيه، بل إلى الخطية التي وراء ما يَحدث، فليس ما يحدث طبيعيًا، بل توجد قوة وراء الأحداث، وراء أن تجد الطيور طعامها، وراء أي شيءٍ لأنه حامل كل الأشياء بكلمته القديرة.

 توجد قوة وراء المبنى الذي سقطَ، ووراء الذين قُتِلوا، وقد فَسَّرَ الرب يسوع هذه الأمور على إنه توجد قوة ورائها، وقد حَذَّرَ غير المُدرِكين حتى لا يسلكون في نفس هذا المنحدر. توجد طريقة تفكير للمُؤمنين تختلف عن تلك التي تَخُص الأشخاص الذين في العالَم. للأسف هناك أشخاص لا يزرعون للروحيات، أي أن الشخص لا يسعى إلى تخزين المعرفة الكتابية التي تجعله يستطيع أن يرى المواقف بهذه الصورة.

 الزرع للروح هو زَرْع مبادئ الكلمة. هناك مَن لا يقترب للكلمة، وهناك من يختار أن يتشتَّت ذهنه حتى وإن كان في اجتماع ويستمع لوقت التعليم. يوجد عَدّ تنازلي يتمّ الآن للبشر لأنه قد اقترب مجيء الرب، وليست مصادفة أن يتكلَّم إلينا الروح القدس عن اتّجاه القلب وتجهيزه، فقد تكلَّم إلينا رجل الله الراعي كريس في بداية السنة عن نفس هذا الاتّجاه، توجد دعوة من الرب إلى الكنيسة أن تستعد.

 لتُعِدّ قلبك لأنه توجد أمور أنت في غِنى عن أن تَحدُث لك، فقد قال الرب يسوع بنفسه: “إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ“، فالأمر ليس في سقوط مَبنى أو في أشخاص قد قُتِلوا، أو مَن أقل خطية من الآخر، لكن الأمر يكمُن في التوبة أي تعديل المسار، وهذه هي القوة وراء الأحداث، لذلك طريقة التفكير الكتابية هي السلوك بالروح، أي السلوك بالكلمة.

“لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً.” (غلاطية ٦: ٨).

“مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ”؛ أي مَن يزرع لحواسه الخمس.

“يَحْصُدُ فَسَادًا”؛ تُعني يحصد دمارًا.

“يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً”؛ أي حياة غير قابِلة للفناء.

 يوجد من يزرع تفكيرًا تجاه الأمور الجسدية، ولا يُرجِع ما يَحدُث لأسباب روحية، فيتعامل بعض الناس مع الأمور على أنها تَحدُث مُصادفة، وتسمع أحدهم يقول إن ما يَحدُث شيئًا طبيعيًا لأن الناس يكرهونني أو يغيرون مني أو يضطهدونني بلا سبب.

 لكن الحقيقة هي إنه توجد قوة وراء هذه الأحداث، وليس من الطبيعي أن يستمر الشخص بهذه الطريقة. أنت لديك قوة مُغيِّرة للأوضاع، أما الاستسلام والرثاء للذات والإحساس بالظُلم فيجعلك كسولًا، ويُعطيك شماعةً تضع عليها الأعذار.

 “تُرَاقِبُ طُرُقَ أَهْلِ بَيْتِهَا، وَلاَ تَأْكُلُ خُبْزَ الْكَسَلِ.” (الأمثال ٣١: ٢٧).

 تأتي هذه الآية في ترجمات أخرى كالآتي؛ “لا تُثرثر كثيرًا ولا تُشفِق وتقع في رثاء الذات. أيضًا لا تأكل من عدم الرضا، فلا تكون مُتذمِرة طوال الوقت وتري الحياة سوداء، فيصيبها هذا الكسل” كما تأتي في اللغة العبرية بمعنى أن ما يُسبِّب الكسل هو أن يبدأ الشخص في الرثاء لحاله وعدم رؤية الإيجابيات، بل يرى السلبيات لأنه لا يرى نتائج فورية تحدث له.

 “إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ”، سبق الرب يسوع وقال ذلك، فالرب يتكلم إلينا دائمًا في وقت الراحة وليس في وقت المصائب فقط، هو يحب أن يتكلم إليك وأنت مُستريح، لأنك في وقت المشكلة تكون مُنزعِجًا، فالوقاية خير من العلاج؛ تَكَلَّمْتُ إِلَيْكِ فِي رَاحَتِكِ. قُلْتِ: لاَ أَسْمَعُ. هذَا طَرِيقُكِ مُنْذُ صِبَاكِ، أَنَّكِ لاَ تَسْمَعِينَ لِصَوْتِي.” (إرميا ٢٢: ٢١).

 ليس من المُصادفة أن يكون لديك قدرة على العمل، ليست هناك صدفة أو تحصيل حاصل عادي، فإن زرعَ أحد بذرة وأنتجت ثمرًا، فهذا الثمر وراءه قوة إلهية، لأنه هو يحمل كل الأشياء بكلمته القديرة كما قال الكتاب. إن لم تَكُن هناك قوة إلهية، ستجد الأرض خربة وخالية، فلا توجد مصادفة ولا شيء عادي يَحدُث مهما كان صغيرًا.

 كونك تستيقظ من نومك سليمًا، هذا ليس أمرًا عاديًا، وإن قلت إن هذا ما يَحدُث مع الجميع، حتى مع الأشرار، فأنت لا تفهم مبادئ الله، لأنه يوجد كأس غضب يمتلئ لمِثْل هؤلاء، وإن آجلًا أم عاجلًا يوجد قضاء يتمّ عليهم بصورة فردية، لكن لأنك تُفكِّر بصورة بشرية، ولم تُلمَس بمحبة الله، فأنت تبيع الآخرين في الحال، وكل مَن يختلف معك، أنت تُطيح به. هذا ليس قلب يسوع يا أخي المحبوب.

 “١٧ وَلِئَلاَّ تَقُولَ فِي قَلْبِكَ: قُوَّتِي وَقُدْرَةُ يَدِيَ اصْطَنَعَتْ لِي هذِهِ الثَّرْوَةَ. ١٨ بَلِ اذْكُرِ الرَّبَّ إِلهَكَ، أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُعْطِيكَ قُوَّةً لاصْطِنَاعِ الثَّرْوَةِ، لِكَيْ يَفِيَ بِعَهْدِهِ الَّذِي أَقْسَمَ لآبَائِكَ كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ. ١٩ وَإِنْ نَسِيتَ الرَّبَّ إِلهَكَ، وَذَهَبْتَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا وَسَجَدْتَ لَهَا، أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ لاَ مَحَالَةَ.” (التثنية ٨: ١٧-١٩).

 أي قدرة لديك هي ليست شيئًا عاديًا، فالرب هو القوة وراء قدراتك الجسدية، وإن نسيت هذه القوة التي أنت مُستمتِعٌ بها، ستجد نفسك قد خرجت خارجها ولن تستطيع أن تُكمِل هكذا في الأرض. ليست مصادفة أن تكون أمورك جيدة، لكن يوجد مستوى أعلى وهو أن تتحرّك بالأيدي الإلهية، وتنفتح على البئر الذي لا يجف، فالله مُنتظِرٌ أن يفعل هذا معك.

 إن كُنت بالكاد تتحرَّك وتقول عن نفسك: أنا لست بحالة جيدة الآن، وأصبحت هناك نغمة مُرَخَّصة لهذا، وعندما تَحدُث مشكلة ضخمة، تستغيث بآخرين وترفض أن تسمع أو تدرس شيئًا كُنْ الكلمة وقتئذ، يَكمُن الأمر في أنك تريد إسعافات أولية ولكن ليس الحلّ هنا، الأمر أن المبادئ الإلهية لم تُزرَع في قلبك ولم تتمرَّنْ عليها، بل تمرَّنت على النظرة البشرية الجسدية.

 ما تعتبره أنت شيئًا طبيعيًا ومن البديهي أن يَحدُث، وما تعتبره مصادفة أو تشكُر الله إنه مَرَّ بهذه الطريقة، في الواقع هو ليس كذلك! توجد لغة يجب ألَّا تتكلَّم بها؛ لغة الصدفة والارتياح أن الأمر كان محدودًا ولم يزِدْ عن ذلك، وأنت لا تعلَّمْ أنّ وراء هذا ملائكة تتحرَّك وتعمل. هذه الفترة هي فترة حسابات تنتهي على الأرض، فلا يوجد الآن مزاح، وما أخطر الاستخفاف بالوضع الآن.

 “لأَنَّهُ مُتَمِّمُ أَمْرٍ وَقَاضٍ بِالْبِرِّ. لأَنَّ الرَّبَّ يَصْنَعُ أَمْرًا مَقْضِيًّا بِهِ عَلَى الأَرْضِ.” (رومية ٩: ٢٨).

 تأتي في ترجمات أخرى هكذا؛ “يغلق الرب الآن حساباته مع البشر”. تخيَّلْ معي أن جوجل سيغلق كل حسابات مُشترِكيه بعد تاريخ مُعيَّن، أو تقوم شركة بتصفيّة ما لمُوظفيها. توجد تصفية حسابات! فتعرف ما لك وما عليك. يتكلَّم الرب هنا منذ أيام بولس بأنه مُتمِّم أي ينجز ويُسرِع في هذا الأمر.

 ما هي حساباتك، ما هي نظرتك للحياة، ما هي اهتماماتك؟ يقول لك الروح القدس: هل تزرع للروحيات أم تزرع للجسديات؟ لماذا يوجد بداخلك تأجيل وخفَّة ناحية الكلمة وما يَخُص الروح؟ هل تتعامل مع الكلمة بصورة جديّة أم لا؟ الكلمة هي يسوع.

 كلما تستخف بها حينما تُقال إليك وتقول: “أنا أستطيع أن أُلِمّ بالموضوع حتى وإن كان تركيزي في شيئين في نفس الوقت” هذا كذب، حيث يريدك الروح القدس صافي القلب، ولهذا السبب تُنزَع منك الحياة الجميلة.

 تذكّر عندما قال الرب لمرثا: مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ” (لوقا ١٠: ٤١)، أما مريم فاختارت النصيب الذي لا يُنزَع منها، أو الطريقة التي لا يُمكِن أن تخطف منك الروعة التي لديك.

 قد يبدأ البعض مشروعًا أو شيئًا رائعًا، أو ينجب أطفالًا بعد سنين، أو قد يحصل المؤمن على استجابة لصلواته بعد فترة طويلة، ثم يُفاجأ أن هذه الروعة قد نُزِعَت منه، لماذا؟! لأن قلبه لم يَكُن كاملًا مع الرب، فلا توجد مصادفة لما يحدث، لهذا قال الرب إن النصيب الصالح لا يُنزَع منها ولا يُمكن سرقته.

 توجد وسائل لحماية ما يُعطيه الرب لك، ليس عَبْر أن تُصلي أن يحفظ الرب ما أعطاه لك، وكأنك تقول للرب: “لتُكملْ واجبك معي!” وكأن الرب يتعامل معنا بصورة غير مُتكامِلة، أو إنه إله ناقص، لهذا انتبه كيف تُصلي لأنك دون أن تدري تهين الرب.

 هذا ما حدثَ حينما قال الرب لموسى: “حَتَّى مَتَى يُهِينُنِي (يمعن في إهانتي) هذَا الشَّعْبُ؟ وَحَتَّى مَتَى لاَ يُصَدِّقُونَنِي بِجَمِيعِ الآيَاتِ الَّتِي عَمِلْتُ فِي وَسَطِهِمْ؟” (العدد ١٤: ١١) لأنهم دون أن يدروا قالوا إن عماليق أقوى من الرب، فخوفهم من العماليق هذا يساوي عدم إيمانهم بالرب.

 هذا الشعب لم يُوجِّه إهانةً مباشرةً للرب، لكن كونه لم يقتنع بالقدرة الإلهية لإنقاذه وانتصاره (مثلما آمن كالب ويشوع) كان بهذا يهين الرب بطريقة غير مباشرة! مِن أجل ذلك بعد أن صنعَ معهم الرب أمورًا عظيمة، فَقَدوا أرض الموعد!

 بالطريقة نفسها قد يضع الشخص نفسه في مكان وهو لا يعلم القوة التي وراء الفِكْرة الخادِعة التي دخلت ذهنه، تحت مسمَّى؛ ليس لديّ وقت، أو يمكنني أن آتي المرة القادمة، أو يُمكنني أن أصلي لاحقًا لأني يجب أن أنجز أمورًا أخرى الآن.

 كل هذا كذب، لأنه مكتوب عن إبليس إنه لم يَثبُت في الحق، وكل أفكاره وأكاذيبه هي غير حقيقية، تستطيع بسهولة أن تُميِّز الحق من الكذب، والسِرّ هو أن تُحب الرب من كل قلبك، وهذا يُعني أنك لا تدع شيئًا يجعلك تتراجع عن وقتك مع الرب وعن أفكارك المُوجَّهة عن عمد تجاهه.

 لا يوجد شيءٌ في الأرض يمنع هذا، ولا حتى السجن، فقد كان بولس سجينًا لكنه كان في حرارة روحية، وكان يعرف وهو في السجن كيف يصيب الآخرين بالحرارة الروحية وكيف يشعلهم ويُحفِّز حياتهم، فهو قد قال: أنا موجود ههنا لأجل تحفيز إيمان المؤمنين؛ “لأَجْلِ إِيمَانِ مُخْتَارِي اللهِ وَمَعْرِفَةِ الْحَقِّ..” (تيطس ١: ١) أي لأجل تحفيز إيمانهم، فأحيانًا يحتاج المؤمن أن يُحفَّز من الخارج، لكن أيضًا توجد قوة تحفيزية بداخلك.

▪︎ اتّجاهات القوة الثلاث:

 هناك قوة وراء الأحداث، وليست هناك صدفة ولا أمر بديهي يتمّ، فكل شيء وراءه قوة، وهناك ثلاثة أمور أو اتّجاهات لابد أن تفهمها في القوة التي تُسَيِّر الأحداث في الأرض؛

  • أولًا: قوة الله المُعلَنة لأولاده:

هي القوة وراء حمل كل الأشياء؛ وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ” (العبرانيين ١: ٣).

  • ثانيًا: قوة الله لكل الخليقة:

 “لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.” (متى ٥: ٤٥).

 توجد قوة يظنها الناس أنها عادية، لكنها هي قوة الله طالما هي إيجابية وخير في مُسمَّى الكتاب، فلا توجد قوة شيطانية للخير، ولا يوجد ما يُسمَّى بالسحر حتى يحب أحد الآخر، فعندما يكون هناك سحر، يصيب هذا البيت أرواح شريرة، حتى وإن بدا في الظاهر أن أحدهم قد أحبَّ الآخر.

 أيضًا لأن هذا الحُب ليس إلهي فسيسقط عاجلاً أو آجلاً، ويصاحب هذا البيت لعنات وأمراض، حتى وإن كان هناك سحر بدون معرفة أهل هذا البيت، إلا إذا كان هذا البيت يسلك بالكلمة فهو في هذه الحالة مَحميٌّ.

 ليس هناك فرقٌ؛ هل الأرواح الشريرة مُسَلَّطة عَبْر سحر أو بدونه، فالعلاج واحدٌ، لذلك لا تضطرب من الأسحار، فقد يكون خوفك فقط هو ما يجذب تلك الأرواح الشريرة إليك، فهو مِثْله مِثل السحر. عصيانك أيضًا هو مثل السحر، فعدم خضوعك للكلمة ولِمَن هم في منصب هو كالعِرافة وكالوثن وكأنك تُسلِّط قوة شريرة على حياتك.

 يوجد سِحْر وتوجد أرواح شريرة تُسَلَّط من خلال أشياء مُعيَّنة، مثلًا عَبْر رائحة الشخص أو أي شيءٍ آخر. نعم هناك سِحر، كما حدثَ مع بولس في سِفْر الأعمال حينما دخل مكانًا وأحرقَ فيه الناس كُتب السحر (أعمال ١٩:١٩)، مِمَّا يدل على أن دخول الكلمة يساويه التخلّص من أعمال إبليس.

 يوجد سِحْرٌ، لكن لا تخفْ مِنه لأن هناك قوة تقف أمامه، فلا تبحثْ وتُرجِع كل ما يَحدُث إلى السِحر، فمثلًا إن كان هناك حزنٌ مُستمِرٌ في البيت أو إن وجدت مياهًا أمام بابك أو أن تختفي أشياء تخصك…إلخ، هذه الأمور تَدُل على إيمان الناس بالخارِق للطبيعي، لكن يجب أن تتعلَّم أنَّ يسوع أقوى، وكونك تسلُك بالكلمة، أنت في حصانة. أُشجِّعك بالاستماع لعظات “الحماية الإلهية“.

 أيضًا هناك شعوب أخرى لا تُؤمِن بوجود قوة وراء ما يَحدُث، فيظنون مثلاً أنّ الأرض تكوَّنت نتيجةً لانفجار، ويقولون عن أشياء أخرى كثيرة وهي غير سليمة أساسًا من ناحية الأساس العلمي! حيث إنّ هناك قوة وراء النبات، وراء الحياة، وراء عمل أعضائك وأنسجتك بشكلٍ صحيحٍ.

 حينما تكتشف هذا الأمر تستطيع أن تمنع سحْب وسرقة القوة الإلهية من نظام حياتك، وتعرف كيف تُفعِّل قوة الله فيما يخُصَّك بصورة صحيحة، وهذا ما سنشرحه في المرات القادمة. فليست هناك صدفة أو حظ أو تحصيل حاصل.

 هناك ثلاثة اتّجاهات للقوة؛ اثنان منهما يتَّبعان الرب؛ الاتّجاه الأول هو قوة الله المُعلَنة لأولاده والتي تجعل الشخص يحيا بقوة الله على الأرض، والاتّجاه الثاني أن يشرق الله بشمسه على الأبرار والأشرار فيستفيد الكل منها.

 للأسف نتيجة لهذا المستوى يعيش الكثير من المُؤمِنين في هذا المستوى الوسطي، فبالكاد يستطيع أن يرى أشياءً مُعيَّنةً، لكنه يعلم داخليًا- وبخاصة إن كان لديه تعليمًا كتابيًا- أنه يوجد مستوى أعلى لا تحتاج أن تدفع الرب إليه لأنه مُلتزِمٌ تُجاهك من الأساس.

 إن فهمت معنى كلمة عهد وقوانينها، ستكتشف إنه التزام لا يُمكِن أن يكسره الرب، ونحن في حالة أعظم من العهد، فنحن أبناء هذا العهد ومُنتَج له ولكننا لسنا في عهد معه (أعمال ٢٥:٣). ولكن لكي نفهم قول الرب حينما قال لشعبه: إن العهد الذي بينهما هو الذي أعطاهم القوة لاصطناع الثروة، فهذا ليس عاديًا وليس مصادفة.

 ما هي القوة وراء الأحداث؟ هل هي قوة إلهية (معنى هذا أنّ الرب أظهرَ قوته) أم هي تتبع الحالة الوسطيَّة (أي القوانين العادية؛ مثل أنْ يزرع الفلاح فيجد نتائج) وفي هذه الحالة تجد الشخص بالكاد يجد نتائج، فإن اجتهدَ نجحَ في عمله أو في دراسته مع أنه لا يتبع الرب. كل هذا تحت مُسمَى أنّ الرب يُشرِق شمسه على الكل، أي ينعم على الكل، وهذا هو مستوى النعمة العام، لكن ليس هو ما لأولاد الله، لأنه يوجد مستوى أعلى لأولاد الله.

  • ثالثًا: القوة الشيطانية:

وهي ثالث مستويات القوة.

 “كَالْعُصْفُورِ لِلْفَرَارِ وَكَالسُّنُونَةِ لِلطَّيَرَانِ، كَذلِكَ لَعْنَةٌ بِلاَ سَبَبٍ لاَ تَأْتِي.” (الأمثال ٢٦: ٢).

 مثل طائرٍ يبحث عن مكانٍ جافٍ ليقف عليه ولا يجد، وعندما يجد مكانًا جافًا فإنه يقف عليه لأن هذا المكان قد أَعطى له سببًا ليفعل ذلك، هكذا “لَعْنَةٌ بِلاَ سَبَبٍ لاَ تَأْتِي”. اللعنة هي قوة للفشل وهي عكس البركة وهي وراء اندثار الشيء وتحطيمه وإرجاعه إلى عناصره الأولى. قد يَحدُث هذا في تَحطُّم ارتباط أو عمل أو صحة أو علاقة كانت صحيحة كتابيًا وتحطَّمَتْ، لأن ليس كل ما هو جيدٌ ظاهريًا، يُعتبَر جيدًا في نظر الله إلا إنْ كان من الكلمة.

 ليست مصادفة أن يُرَى عملك أحسن عملٍ، وإنتاجك أفضل إنتاجٍ، هذه أيدي إلهية وراء هذه الأشياء ووراء التأثير على أعين الناس. توجد شركات تابِعة للأرواح الشريرة ولإبليس، حيث تُقدِّم مُنتجها الأول على مذابح الشيطان حرفيًا لكي يُباع ويُروَّج له سريعًا في الأسواق.

 حينئذ تجد هذه المُنتجات إقبالًا عليها بسبب القوة التي تجذب الناس إليها، حتى وإن كانت خاماتها ليست جيدة، لكن هي فقط حالة من السحب والجذب بسبب القوة الشيطانية التي وراء هذا الأمر. ليت عيناك تنفتحان فترى عالَم الروح، وترى الأيدي الإلهية التي تعمل مع الكنيسة، فقط على الكنيسة أن تُفَعِّل هذه القوة.

 يشكو البعض من تَحطُّم علاقات خاطِئة ويُرجِعون السبب إلى إبليس، لكن هذا ليس بسبب إبليس إنما بسبب سلوكهم معه، فليس معنى وجود إنارة في بيتٍ ما، أنّ هذا البيت يسلُك بطريقة صحيحة، فقد يكون سارِقًا للكهرباء من مكان آخر، فهو لابد أن يسلُك قانونيًا في نظر الله. عندما تدرس الكلمة ستكتشف أنّ الخير لدى الإنسان هو نفسه الخير لدى الله.

 لذلك قال الرب يسوع: “فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!” (متى ٧: ١١).

 يعتقد البعض أنّ الأمور الجيدة في نظر الإنسان ليست جيدة في نظر الله، لكن الأمر ليس كذلك. حينما تُدمَّر العلاقات التي حسب كلمة الله فليس هذا أمرًا طبيعيًا، لكنها لعنة، ويوجد مَدخَلٌ لهذه اللعنة، ولا توجد مُصادفة أن تَحدُث، لذا قال الكتاب: “لَعْنَةٌ بِلاَ سَبَبٍ لاَ تَأْتِي“، فدائمًا يوجد سبب للعنة، وكذلك يوجد أيضًا للبركات سببٌ.

 تستطيع أن تستدعي هذه القوة الإلهية فتنطلق في حياتك، وهذا هو وقت استدعائها وإطلاقها من داخلك. توجد قوة وراء كل شيء. لا توجد مصادفة أن تعبُر مكانًا وتجد حادثة قد حدثت فيه قبل عبورك بوقت قليل، هاتان هما يدا الروح القدس لحمايتك حتى لا تَعبُر في هذا التوقيت. يريد الرب حمايتك وعدم إلحاق الأذى بك، لكن فقط سِرْ بقوانينه.

 لا نقول هذا بهدف الشماتة في أحدٍ، لكن هذا حقٌّ كتابيٌّ لكي تفهم أن ليس هناك شيءٌ يتمّ صدفةً في حياتك.

 ▪︎ تفويض إلهي:

“١٦ وَأَمَّا الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذًا فَانْطَلَقُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى الْجَبَلِ، حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ. ١٧ وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ، وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا. ١٨ فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، ١٩ فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. ٢٠ وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.” (متى ٢٨: ١٦-٢٠).

فَاذْهَبُوا”؛ أي اذهبوا إلى العالم بنفس هذه القوة التي دُفِعَتْ إليّ (ليسوع).

“وَعَلِّمُوهُمْ”؛ تلمذوهم عن طريق أن تعلموهم.

“دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ”؛ صارت هناك قوة الآن للكنيسة كي تتحرَّك بها، فاذهبوا بهذا السلطان.

 القوة التي نستند عليها وتُساندنا ككنيسة هي قوة يسوع الذي انتصرَ على مملكة الظُلمة، فنزلَ إلى عُقر دار إبليس وهزمه. لا يوجد شيءٌ الآن خارج حيز هذه السُلطة، فكل السُلطان أُعطي ليسوع وأُعطي للكنيسة أيضًا، ويقول الكتاب: تكون الرياسة على كتفه (إشعياء ٦:٩)، ولم يَقُل: تكون الرياسة على رأسه، بل على كتفه، والكتف هو الكنيسة، أي جسده.

 توجد قوة يُمكِنك أن تصدرها وتُطلقها عَبْر كلماتك وصلواتك تجاه تغيير أي شيء، لا يوجد شيءٌ غير مُستطاع. إنها دعوة للتلذُّذ بتحديات الحياة، “احسبوه كل فرحٍ” كما قالها لنا يعقوب. تستطيع إطلاق القوة الإلهية تجاه هذا الشيء، إلى أن تصل إلى مرحلة أنْ تشكُر وأنت مُنتظِرٌ المعجزة، توجد إثارة تَحدُث في حياتك وتجد الحياة جميلة وليست مُرَّةً وصعبةً.

 حينما تجد الحياة مُرَّةً وصعبةً، فأنت دون أن تقصد تُقدِّم إهانات لهذا الإله! أيضًا حينما تعول الهمّ، وحينما تكون ناظِرًا بعجز للحياة، تذكّرْ ما قاله الرب لموسى عن الشعب: “حَتَّى مَتَى يُهِينُنِي هذَا الشَّعْبُ؟” (العدد ١٤: ١١)، فقط لأنهم اعترفوا بالواقع.

 أيضًا ما حدثَ مع الملك آسا حينما لم يسعَّ إلى الله في الشفاء بل سعى للأطباء. هناك حالة من الاستسهال أن يجرى الشخص على العلاج ببساطة، ولا يضع إيمانه في أخذ معجزته. يمكنك الاستماع لعظة احتفال رأس السنة والتي بعنوان “خطوات لحياة ثابتة وناجحة” فقد تكلَّمت عن هذه النقطة بأكثر تفصيل.

 أدعوك أيضًا أن تدرس عن الإيمان والشفاء، ثم تبدأ في تدريب عضلة إيمانك ضدّ أي أعراض، لتتمرَّس على هذا ولا تستسهل وتجرى على الأشعة والعلاج. توجد حالات لابد أن تتابع مع الرعاية الروحية لئلا تكون مُعتقِدًا أنّ لديك إيمانًا ولكن ليس لديك من الأساس. يوجد مستوى يجب أن تتمرَّس فيه وهو أن تبدأ في وَضْع الكلمة موضعَ التنفيذ، لأنك متى ستضعها إلا في هذه المواقف؟

 يريدك الروح القدس أن تتمرَّس على هذا الأمر من البداية، وليس بعد أن تكبر أو حينما تُعانِي من شيء مُعيّن. تمرَّسْ في البداية على أشياء أصغر وضَعْ إيمانك فيها وأنت مُدرِكٌ للسُلطان وتعي أنّ القوة التي تدعمك هي قوة إلهية كاملة شاملة، تحرَّكْ بهذا السُلطان.

 كيف دُفِعَ السُلطان إلى يسوع؟ عبر خضوعه للخطة الإلهية، لذلك وأنت تسير في الخطة الإلهية، وأنت تصنع مشيئته، لا يُمكن أن تفشل أو تحتاج، ولا يمكن أن تُخطِّط وتخزى، فلا يخزى مَن يسير مع هذا الإله بالطريقة الكتابية. فمَن يُؤمِن به لا يُمكِن أن يخزى، وإن كان هناك خزيٌّ، فهذا دليلٌ على وجود خطأ ما في إيمانك وأنت تحتاج أن تُراجِع نفسك وتحتاج تعليمًا كتابيًا، وهذا ليس لكي تُلام أو تدين نفسك بل لتصحيحك.

 يوجد مَن يأكل خبز الكسل ويرثي لحاله ولا يتقدَّم خطوةً ليجد حلاً لحالته، ليس الحلّ أن ترثي لذاتك وتبكي على حالك وتقول: “أنا أعلمُ أنى على خطأ” لكن ماذا بعد؟! تحرَّكْ وخُذْ خطوةً.

 تذكَّرْ أنّ هناك أسئلة يجب أن تسألها مثلما سألَ بولس الرب حينما ظهرَ له فقال له: “مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟” فقال: “أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ” فقال: “مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟” كل هذا نجده في الإصحاح التاسع من سِفْر الأعمال. وهنا نجد بولس لم يرثِ لحاله بعدما اكتشفَ خطأه، بل سألَ فورًا ماذا تريد أنْ أفعل؟

 هذا هو السؤال الذي يجب أن تسأله حينما تكتشف أن لديك خطأٌ ما، وكان من المُفترَض أن تُطلِق قوة الله في الموقف، ليس الحلّ أن ترثي لحالك، لكن اسألْ سؤالَ شاول الذي كان مُضطهِدًا للكنيسة وتفاجأ بأن يسوع حقيقةٌ، تخيَّلْ معي كيف كان يجب أن يعتصر ألمًا، لكنه سأل سؤالًا: “ماذا تريد أنْ أفعل؟”

 هذه هي الأسئلة التي تأتي بنتائج وتُربِح، لذلك قال الرب يسوع: اِعملْ ما هو يُربِح، ماذا ينتفع الإنسان لو ربحَ العالَم كله وخسرَ نفسه. لهذا السبب يُوضِّح الكتاب أنْ تعمل ما هو ينفع. كلما تضع قلبك لإدراك ما هي القوة وراء الأحداث، هذا يجعلك تفهم كيف تُفَعِّل القوة الإلهية المُصمَّمة والمُخصَّصة لأولاد الله.

 لم يَكُنْ يسوع مُحتاجًا أن ينزل إلى الهاوية لكنه فعلها من أجلنا، ودُفِعَ له كل سُلطان حتى تحيا أنت في هذا السُلطان، لذلك حينما تسلك بهذا السلطان وهذا الإدراك، يتمّ إطلاق قوة الله المُخصَّصة لأولاده.

 يوجد تدعيم أكثر بقوة الله في الأيام الأخيرة، فعندما بدأ الرب يسوع يتحرَّك في الخارق للطبيعي، وبدأ يكشف للتلاميذ قائلاً: “إنه مِن الآن ترون ملائكة صاعدة ونازلة على ابن الإنسان” (يوحنا ٥١:١). كما بدأ الرب يتعامل من مُنطلَق إنه قد استفز عالم الروح، فهو يعلم أن هناك أرواح شريرة مُتربِّصة وتشاهد الخارق للطبيعي الذي يَحدُث، لكنه في نفس الوقت كان واعيًا للملائكة، فقال: “الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَمَلاَئِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ” (يوحنا ١: ٥١).

 يوجد عملٌ ملائكيٌ أضخم من ذي قبل، ويسوع كان واعيًا ليس لإبليس، لكنه كان عالِمًا أنّ ذلك سوف يعمل ضجة لإبليس، وعالِمًا أنه توجد ملائكة تدعم العمل الإلهي في الأرض. أنت مُدعَّمٌ بالقوة الإلهية، أنت لست إنسانًا عاديًا محسوبًا ضمن الناس على الأرض. تعوَّدْ أن تعبُد بهذا المُنطلَق، تدرَّبْ أن ترى هذا الأمر.

 ليست مصادفة أن تجد الطيور طعامها، هذه أيدي الروح القدس. حينما تذهب إلى عملك في الصباح، أو حينما تصحو لتعتني بما تهتم به، فقط اعبدْ الرب، وأثناء النهار اعبده أيضًا. ضعْ قلبك أن كل ما يَحدُث ليس صدفةً، فليس صدفة أن آتي إلى عملي بخير، وليس صدفة أن يأتي أبنائي بخير، وليس صدفة أن يكون زوجي أو والديّ بخيرٍ، هذا ورائه أيدي الروح القدس.

 حينما تَحدُث مشاكل يُمكِنك أن تُطلِق يدي الروح القدس، فقط تمعَّنْ في القوة الإلهية وراء الأحداث، وأيضًا اكتشفْ القوة الشيطانية وراء الأحداث وأوقفها، فقد أُعْطِيَّ لك سُلطانًا مثل الذي أخذه الرب يسوع وأعطاه لنا.

ــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written، collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$