لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا
لدراسة السلسلة باللغة الإنجليزية أضغط على الصورة
سلسلة العثرة – (الجزئين معا)
▪︎ تعريف العثرة.
▪︎ حتمًا ستأتي العثرات.
▪︎ مِن الممكن أنْ تؤدي العثرات للسقوط والجحيم.
▪︎ لا تعطِ العذر لنفسك.
▪︎ بعض أنواع العثرات.
▪︎ نتائج العثرة في حياتك.
▪︎ نتائج العثرة في حياتك.
▪︎ مصدر العثرات والأمور التي تُعيقك روحيًا.
▪︎ كيفية التعامل مع العثرات.
▪︎ كيف تحمي نفسك من العثرة؟
▪︎ تعريف العثرة:
العــــثرة هي واحدة من الأعذار التي تُسبب لك مشاكل كثيرة وتجعل حياتك بطيئة وثقيلة وتصبح غيرَ قادرٍ على الانطلاق روحيًا.
“لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا.” (عبرانيين 1:12)
يتحدث هنا عن منظر إستاد والــ ” سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ” هم المُشجِعين، فلا يقصد السحابة التي تراها في السماء بل هي مثل السحابة التي أخذت يسوع حينما صعد التي لم تكن سحابة عادية بل هي مؤمني العهد القديم الذين ماتوا وقاموا حينما فُتِحَتْ القبور كذلك هذه السحابة هي أبطال الإيمان في العهد القديم المذكورين في (عبرانيين11) (أخنوخ، نوح، إبراهيم، سارة، اسحق، يعقوب، يوسف، موسى، راحاب…إلخ).
“مُحِيطَةٌ بِنَا”؛ استخدم المضارع المستمر لأنها تحدث الآن وبما أن حولنا مُشجِعين وهم الذين انتقلوا وكانوا في قائمة أبطال الإيمان لأنه ليس كل مؤمن انتقل كان من أبطال الإيمان لكن فقط من هم في نظر الله أبطال إيمان، هؤلاء من يجعلهم الروح القدس يروا ويحضروا أجزاء مِن الاجتماعات التي نعقدها كمؤمنين في هذا الزمن.
“لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ”
اطرح كل شيء يُثقلِك ويتحدث هنا عن نوع من أنواع الرياضة التي كان يمارسها الرومان في ذلك العصر، كانوا يلبسون أثقالاً (جاكت من حديد) ويركضون بها.
يتحدث عن أن يكون حولك مُشجعِين وأنت تجري وهم لا يلمسون الأرض ولا يقومون بأي شيء على الأرض لأن الذين انتقلوا ليس لهم صلاحيات على الأرض غير أن يروا المؤمنين ويُشجعوهم وأي تداخل بين عالم الروح وأناس انتقلت وبين الأرض حاليًا هو أمر غير كتابي؛ لأنه لا يحق لأي كائن مات أن يتدخل في الأرض ما لم يكن له جسدٌ حيٌّ؛ لأن الجسد هو الذي يعطيه رخصة التدخُل في الأرض.
“وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ”، نتواجد أو نستمر في الجهاد بإصرار، نجري بإصرار وصبر. هناك أمور تُعطلك وتجعلك ثقيلاً؛ لذلك عليك أن تتخلص من كل مشكلة روحية في حياتك، لتجري بسرعة وخِفة في حياتك الروحية وواحدة من هذه المشاكل هي العثرة.
يعتقد أغلب المؤمنين أن تجنب العثرة يتم من خلال عدم إظهار لونك وعقيدتك لشخص آخر أو أن لا تأخذ حقك في عملك بمعنى أن لا تتقدم بشكوى تجاه الآخرين أو أن لا تأكل طعامًا معينًا في وقت معين حتى لا تُعثر أحدًا. العثرات عند الناس هي أن لا تُطالب بحقوقك لئلا يعثُر الآخرين وهذا عكس ما علَّمه الرب يسوع حيث يوجد معنى أكبر للعثرة.
العثرة هي ما تُعيقك روحيًا وتجعلك تميل أو تنحرف وتسقط أو تغضب ولا تُسَرّ من شيء، ليس شرطًا أن الشيء الذى أعثرك هو شيء سلبي. على سبيل المثال، كان يسوع عثرة للكثيرين رغم أنه الله الظاهر في الجسد، فربما تتعثر من آيات في الكتاب المقدس بسبب عدم تحقيقها في حياتك وهذا ما يجعلك ثقيلاً غير قادر على الحركة أو تتعثر من أشخاص معينة، العثرة هي لفظ يُقال على سبب الخروج خارج الشيء الصحيح مثل لفظ الخطية تعني الحيدان عن الهدف.
حينما يُعثرك شخصٌ، هذا يعنى أنه تسبب في خروجك عن الشيء الصحيح وجعلك تتضايق ومعنى ذلك أنك تأثرت رغم أنك من المفترض أن تحيا تؤثر ولا تتأثر بالظروف المُحيطة وتنتصر في مواجهة العثرات. قال الرب يسوع “لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ كَذَلِكَ أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ” (يوحنا 26:5)، هذا يدل على إنه لا ينتظر معونةً أو تدعيمًا من السماء.
“فَمَاذَا نَقُولُ؟ إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوْا فِي أَثَرِ الْبِرِّ أَدْرَكُوا الْبِرَّ، الْبِرَّ الَّذِي بِالإِيمَانِ. وَلكِنَّ إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ يَسْعَى فِي أَثَرِ نَامُوسِ الْبِرِّ، لَمْ يُدْرِكْ نَامُوسَ الْبِرِّ! مَاذَا؟ لأَنَّهُ فَعَلَ ذلِكَ لَيْسَ بِالإِيمَانِ، بَلْ كَأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. فَإِنَّهُمُ اصْطَدَمُوا بِحَجَرِ الصَّدْمَةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «هَا أَنَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ، وَكُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى”. (رومية 30:9-33).
“إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوْا فِي أَثَرِ الْبِرِّ”، أي لم يسعوا إلى البر لكنهم وصلوا إليه في حين أن شعب الله، لم يستطيعوا أن يصلوا أو يدركوا هذا البر بسبب عدم إيمانهم.
“فَإِنَّهُمُ اصْطَدَمُوا بِحَجَرِ الصَّدْمَةِ”، المقصود بحجر الصدمة هو يسوع؛ لأنه صار في نظرهم مشكلة، العثرة هو شعورك بإعاقة في حياتك الروحية، شعورك ببطء وعدم سرور وخزي، لذلك عليك أن تُدرك جيدًا كيف لا تسقط في ذلك، فالكلمة تقول: “وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ. فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ” (متى 7:18). ستأتي العثرات حتمًا، عليك بالوقاية؛ لأن الجميع اجتاز بالعثرات دون استثناء، مِن الممكن أن تكون من أشخاص أو آيات كتابية تقف أمامها ولا تجد حلولاً لها ولا تفهمها.
▪︎ حتمًا ستأتي العثرات:
“وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ! خَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحىً وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ، مِنْ أَنْ يُعْثِرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ، وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلًا: أَنَا تَائِبٌ، فَاغْفِرْ لَهُ” (لوقا 1:17-4).
ستأتي العثرة بكل تأكيد في حياتك، حيث تكون عبر سخرية أو انتقاد أحد الأشخاص لك، ربما ينتقدك شخصٌ في منصب أو يتكلم لك بشكل سلبي في حين أنه لا يوجهك أو يعلمك، بسبب هذا يجب أن تحذر حتى لا تتعثر، لأن ابتعادك عن العثرات بشكل نهائي أمر غير وارد.
“اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ” أي احترسوا وكونوا حذرين، أنت تستطيع أن تحمي نفسك من العثرات، إن كان هناك مؤمنون يتسببوا في تأخُرك روحيًا ويجعلوك ثقيلاً، ضع لهم حدودًا.
“وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ” إن أعثرك، أمنعه كأنك تقول له “قف لن اسمح لك أن تُعطلني روحيًا ولا تخشى أو تخجل أن تصده فالكلمة تقول: “احترز لنفسك”، إن أعثرك شخصٌ، ضعْ له حدودًا.
“وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ” إن تاب، تستطيع أن تستعيد علاقتك معه مرة أخرى، لاحظ أنّ الكتاب يؤكد هنا على الغفران.
“وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْر. وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ! فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ! فَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ أَوْ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي النَّارِ الأَبَدِيَّةِ وَلَكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلاَن وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْك. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمِ النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ.” (متى 6:18-9).
“وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي”
تحدث العثرة مع شخص يسير في طريق، إن كان خاطئًا، تقوم بإعاقته عن قبول يسوع وإن كان مؤمنًا، تعطله عن أن يستمر في حياته مع يسوع، لأجل هذا سبق وقال يسوع: “وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ!” ولفظ “ويل” يعني حدوث كارثة للعالم بسبب العثرات. العثرات من الأمور التي يجب على كل مؤمن التعامل معها والتخلص من الأعذار التي بناها في حياته نتيجةً لها.
“ثُمَّ جَاءَ أَيْضًا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ الْوَاحِدَةَ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ، تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ، وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ. فَخِفْتُ وَمَضَيْتُ وَأَخْفَيْتُ وَزْنَتَكَ فِي الأَرْضِ. هُوَذَا الَّذِي لَكَ. فَأَجَابَ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ وَالْكَسْلاَنُ، عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ، وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَبْذُرْ، فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عِنْدَ الصَّيَارِفَةِ، فَعِنْدَ مَجِيئِي كُنْتُ آخُذُ الَّذِي لِي مَعَ رِبًا. فَخُذُوا مِنْهُ الْوَزْنَةَ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ الْعَشْرُ وَزَنَاتٍ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ.” (متى 24:25-29).
هناك خطية تسمى “عدم الاستثمار بالوزنات”، ليس الجميع ينتبه لها، تناقش الرب يسوع مع عذر الشخص الذى لم يتاجر بوزنته نتيجة معرفته الخاطئة عن سيده، وقال له: “إن كنت لم تُتاجر بوزنتك، كان عليك أن تضعها عند الصيارفة” هذا الشخص مُخطِئ فهو شرير وكسول والكسل شر وهذا ينطبق على الأشخاص الذين يبررون سبب عدم دراستهم للكلمة بصعوبة فهمهم لها وهم في الحقيقة لا يسعون لها.
لابد أن تُدرك كيف تتخطى العثرات التي ستأتي عليك وتكسر العذر المُعتاد؛ أن شخصًا ما أعثرك، يلتمس الكثير من المؤمنين الأعذار لأنفسهم بسبب العثرة.
توضح الكلمة في (أمثال 13:26) “قَالَ الْكَسْلاَنُ: «الأَسَدُ فِي الطَّرِيقِ الشِّبْلُ فِي الشَّوَارِعِ” الأعذار التي يختلقها الكسلان بقوله هناك أسدٌ في الخارج، هناك شيءٌ مُخيفٌ وإن خرجت سيقتلني، يعتقد المؤمنون أن ليس جيدًا أن يتعمقوا في الحياة الروحية وهم يعانون اليوم والحل أن يتخطوا هذه الأعذار حتى ينطلقوا في علاقتهم مع الروح.
- ترجمة الفاندايك:
“اَلأَخُ أَمْنَعُ مِنْ مَدِينَةٍ حَصِينَةٍ، وَالْمُخَاصَمَاتُ كَعَارِضَةِ قَلْعَةٍ.” (أمثال 19:18).
- ترجمة الحياة:
“إرضاء الأخ المتأذي أصعب من قهر مدينة حصينة، والمخاصمات كعارضة قلعة.” (أمثال 19:18).
حينما تكون مُتعثِرًا، لن يكون قلبك سَلِس مع الكلمة، على سبيل المثال، قد تتعثر من الراعي وتقول كيف يقول هذا؟! حتى إنْ لم تقل “لفظ عثرة” صراحة لكنك تشمئز بداخلك وربما تكون مُحِقًا أو غير مُحِقًا، وبسبب ذلك انعزل الكثير من المؤمنين وتركوا الرب قائلين: سنعبد الرب في البيت أو يحضرون اجتماعات في أكثر من مكان ولكن لا يضعون قلوبهم في مكان واحد ويتكلمون كثيرًا عن أذيتهم من خدام بسبب تعنيفهم وتعاملهم بقسوة معهم أمام الآخرين.
يُمكن أن تحدث هذه الأعذار وبالفعل فعلها الرب يسوع، حيث وَبَّخ التلاميذ أمام الناس ويتحدث أيضًا في الرسائل عن توبيخ الأشخاص أمام الناس في حالة استمرارهم في الخطية وتحذير الآخرين، ولأنك لا تعرف ما تقوله الكلمة، تعتقد أنه لا يصح أن يحدث ذلك.
▪︎ مِن الممكن أنْ تؤدي العثرات للسقوط والجحيم:
تؤدى العثرة إلى السقوط وليس هذا فقط بل هناك من يسقط وينكسر وربما تُدمَر حياته نهائيًا إن لم يعالج ذلك، والتي لا تنحصر في السقوط في الخطية فقط بل أي شيء تتضايق أو تشمئز منه.
“لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.” (أفسس 10:2).
نحن تحفته، القطعة التي أبدع الله فيها، نحن عمله الخاص، صنعة يده ولكنك مِن الممكن أنْ تُدمِر هذه القطعة إن سمحت بالعثرات في حياتك.
“فَلْنَعْكُفْ إِذًا عَلَى مَا هُوَ لِلسَّلاَمِ، وَمَا هُوَ لِلْبُنْيَانِ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ. لاَ تَنْقُضْ لأَجْلِ الطَّعَامِ عَمَلَ اللهِ. كُلُّ الأَشْيَاءِ طَاهِرَةٌ، لكِنَّهُ شَرٌّ لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَأْكُلُ بِعَثْرَةٍ. حَسَنٌ أَنْ لاَ تَأْكُلَ لَحْمًا وَلاَ تَشْرَبَ خَمْرًا وَلاَ شَيْئًا يَصْطَدِمُ بِهِ أَخُوكَ أَوْ يَعْثُرُ أَوْ يَضْعُفُ.” (رومية 20:14-21).
“لاَ تَنْقُضْ لأَجْلِ الطَّعَامِ عَمَلَ اللهِ” أي لا تُحطم عمل الله (نحن) بسبب الطعام.
“كُلُّ الأَشْيَاءِ طَاهِرَةٌ، لكِنَّهُ شَرٌّ لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَأْكُلُ بِعَثْرَةٍ”
عليك أن تتجنب العثرات، فهي قد تهدم حياتك رغم أنك مُستنير، أنت لا تعلم كم تسحب هذه العثرات من رصيدك في الحياة إنْ لم تقُم بمعالجتها، يتحدث هنا عن أن لا تأكل ما ذُبِحَ لوثن أمام أشخاص يتعثرون من ذلك ولا يدركون أن كل الأطعمة طاهرة طالما تناولت مع الشكر.
كلمة الله هي مَن تجعلك جريئًا في مواجهة هذه المواقف. قِسْ المواقف على كلمة الله، فالكلمة بها علاج لكل موقف حتى إن تعثرت من بعض الخدام أو مِن أشخاص أحباء لم تتوقع منهم الخيانة، يصير هذا سهلاً حينما تواجهه بالكلمة. اعلم أن الشيء الذي تفاجئ به هو الشيء الذي لم يكن في حساباتك ولم تكن مُستعِدًا له.
على سبيل المثال، إن تفاجئت بامتحان غدًا في مدرستك أو جامعتك، ستحاول أن تذاكر دروسك وهذا يعني أنك لم تكن مُستعِدًا فأنتَ لن تُفاجَئ بشيء تعرفه، إن لم ترى نتائج في حياتك، اعلم أن المشكلة في عدم المعرفة أو نقصها لذلك لابد مِن فهم كلمة الله في الموضوع الذي تريد أن ترى نتائج فيه.
إن كنت في مرحلة النمو الروحي، عليك أن تُدرك أنك مازالت تنمو في الكلمة ولا تُحبَط إن لم ترى نتائج بل قُل لنفسك: “أنا أنمو روحيًا وسأرى نتائج في المحطة المُقبِلة”، تعامل بهذا الشكل مع نفسك ولا تُحطِّم عملَ الله بسبب العثرات. ليس شرطًا أن تكون العثرة نتيجةً لشيء سلبي
“وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. وَلَمَّا كَانَ السَّبْتُ، ابْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي الْمَجْمَعِ. وَكَثِيرُونَ إِذْ سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ: مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ؟ وَمَا هذِهِ الْحِكْمَةُ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ مِثْلُ هذِهِ؟ أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَو لَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ ههُنَا عِنْدَنَا؟» فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ”. (مرقس 1:6-3).
ربما تتعثر في يسوع نفسه؛ إن لم تُقدِّر كلمة الله، يصير يسوع مشكلة لك رغم أنه كان من المُفترض أن يصير حلاً. تشعر أنك لا تريد أن تصلي أو تدرس الكلمة لأنك مُتعثِرٌ فهناك شيء جعلك تسقط واستمريت في السقوط ولم تعرف كيف تنهض.
“فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ”، تعثّروا بيسوع لأنهم تعاملوا معه كإنسان عادي، هم لم يُفعّلوا إيمانهم ولم يروه بالصورة والمقياس السليم.
إن تأملت في هذا المشهد، تكتشف أن الرب يسوع لم يفعل شيئًا سلبيًا ورغم ذلك تعثّروا به؛ لذا أحيانًا يتعثر منك الآخرون دون أن تفعل أمرًا خاطئًا. قد يُعثِرهم إظهارك للطبيعة الإلهية وأنك تتحدث بسلطان مختلف عنهم، حينما يقولون خفض، أنت تقول رفع؛ “إِذَا وُضِعُوا تَقُولُ: رَفْعٌ. وَيُخَلِّصُ الْمُنْخَفِضَ الْعَيْنَيْنِ”. (أيوب 29:22).
ربما يظنوك مُتكبِرًا، في هذه الحالة عليك أن تكون جريئًا في توضيح الحق كما كان الرب يسوع واضحًا دائمًا في شرح الحق الكتابي.
يستند البعض على هذا الشاهد؛ “فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ” (1كورنثوس 20:9) وهم يبررون تشابهم مع مَن يكرزون لهم فيعبدون بنفس طريقتهم لربحهم ولا يتحدثون عن الرب ثم أخيرًا ينزلقون بينهم ويصيروا غير قادرين على التكلم عن الحقائق الكتابية، أدرك أن المقياس ليس في سعادتهم بل في إدراك الحق الكتابي. إن وضع الرب على قلبك شيئًا، عليك القيام به.
- كيف صار بولس الرسول لليهود كيهودي؟!
لم يكن بولس يتلّون بلونهم بل كان يستخدم المدخل الصحيح لهم. حينما تقابل الرب يسوع مع تلميذي عمواس قال لهما: “مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟” (لوقا 17:24) كان هذا المدخل الذي دخل لهما منه.
من الخطأ أن تقول لشخص: “أنت لست على حق فيما تقوله”. تكلّم الرب يسوع إلى تلميذي عمواس تدريجيًا بداية من سِفْر التكوين إلى موته وقيامته، لم يؤجل أيضًا توضيح الحق إلى أيام كثيرة بل في نفس اللحظة تحدث لهما.
إن تعجّب منك أحدهم بسبب انغماسك في الكلمة وما يتعلق بالرب، لا تخجل ولا تتلّون بلونهم بل كن صريحًا وواضحًا فيما تؤمن به ولاحظ أن كل من يضع نفسه في عداوة ضدك، يعثر ويسقط.
لا تحتاج أن تصلي لتوقف شرهم؛ لأنهم تعثروا وسقطوا، فحينما تكتشف الحق، تعيش في فرح لأنك موضوع في وضعية نتائج وهذا السبب الذي جعل استفانوس يصلى من أجل من يرجموه حتى لا يتحطموا؛ لذلك ربما تصير عثرة للبعض عندما تسير عكس التيار وفى هذه الحالة العثرة ليست ذنبك وكل من ادّعى أنك أعثرته، هي ليست مشكلتك بل المشكلة في قلبه وما عليك القيام به هو الصلاة من أجله.
▪︎ لا تعطِ العذر لنفسك:
“أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلْ وَصِيَّةً قَدِيمَةً كَانَتْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ. الْوَصِيَّةُ الْقَدِيمَةُ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا مِنَ الْبَدْءِ. أَيْضًا وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ، مَا هُوَ حَقٌ فِيهِ وَفِيكُم: أَنَّ الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ الْحَقِيقِيَّ الآنَ يُضِيءُ. مَنْ قَالَ: إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ. مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ. وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَفِي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِي، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ”. (1يوحنا 7:2-11).
يريدك الرب أن تستمر في الصعود وللأمام دون أن تتعثر. “وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ” تأتي في ترجمات أخرى “ليست لديه فرصة للسقوط أو التعثر”، في بعض الأوقات تُقابل أشخاصًا أو أمورًا تُعثرك ولكن هذا لا يعني أن تستمر في الشكوى بل عليك النهوض والاستمرار للأمام.
ربما يكون مشكلتك في عقيدة كتابية ما، فتجلس وتُفكر “هل كان هناك خلق قبل الإنسان أم لا؟!” وتقف محتارًا أمام هذا السؤال في حين أن الإجابة توجد في الكلمة وفي هذه الحالة عليك أن تسأل الأشخاص الدارسة للكلمة بدلاً من البحث بمفردك، فَمِن الممكن أنْ لا تستطيع الربط بين الآيات بشكل صحيح وتستغرق سنينًا في البحث. ادخل إلى مجهود غيرك.
تَوَقّف عن الأعذار التي ليس لها أساس بل على العكس هي تعرقل انطلاقك الروحي، أدرك أنّ استمراريتك مُتعثِراً، تصيّرك مُحصَنًا ضد الكلمة ولن تستطيع أن تدخل الكلمة حياتك مما يُشكل خطرًا كبيرًا عليك.
▪︎ بعض أنواع العثرات:
- التعثر في الكلمة وفهم الحق الكتابي:
هناك من يبرر عدم معرفته بالكلمة، بأن الكتاب المقدس كبير ولا يقدر أحد أن يفهمه ويتعامل معه ككتاب قراءة ولابد أن ينتهي من قراءته، الكتاب المقدس ليس كتاب قراءة والأمر لا يُقاس بكم قراءتك فيه بل بإدراكك لِما كُتِب فيه.
“كُلُّ كَلِمَاتِ فَمِي بِالْحَقِّ. لَيْسَ فِيهَا عِوَجٌ وَلاَ الْتِوَاءٌ. كُلُّهَا وَاضِحَةٌ لَدَى الْفَهِيمِ، وَمُسْتَقِيمَةٌ لَدَى الَّذِينَ يَجِدُونَ الْمَعْرِفَةَ”. (أمثال 8:8-9).
يتكلم الروح القدس لك من خلال الكلمة، لذلك ادرس الكلمة جيدًا واحذر أن تظن أن أي كلمة غير كتابية أو غير موجودة في الكتاب هي من الروح القدس لك، فهذا نفقٌ مُظلِمٌ وتجد نفسك في النهاية في حفرة لا تستطيع الخروج منها حيث يتكلم الروح القدس تمامًا -مثل الكلمة- كلمات ليس بها عوج ولا التواء وجميعها واضحة لدى “الْفَهِيمِ” أي الشخص الذي وضع نفسه وفتح قلبه للكلمة ليفهمها.
“مُسْتَقِيمَةٌ” أي سهلة ليس فيها صعود ونزول. توقف عن أن تضع لنفسك أعذارًا مثل مستوى تعليمك وقدرة استيعابك، فقط ضع قلبك وعِزّ الكلمة كما تعز يسوع، عليك أن تأكل الكلمة إن أردت أن تفهم كيف يعمل روح الحكمة والإعلان في حياتك.
“اَلْمُسْتَهْزِئُ يَطْلُبُ الْحِكْمَةَ وَلاَ يَجِدُهَا، وَالْمَعْرِفَةُ هَيِّنَةٌ لِلْفَهِيمِ”. (أمثال 6:14).
“َالْمُسْتَهْزِئ” هو الساخر داخليًا، يتحدث هنا عن الحالة القلبية. ربما يكون لديك استهزاء تجاه أشخاص أو زوايا معينة في التعليم لا تستطيع استيعابها وبالتالي تتعثر بها وبالتالي حينما تقرأ الكلمة، لا تستوعب شيئًا فأنت أغلقت قلبك.
يرى الرب حالة هذا القلب المُستهزئ وهو يقاوم شخصيًا المُستكبرِين. أحذر أن تكون مُتكبِرًا داخليًا وتعتقد أن ما تسمعه من الكلمة هو مجرد فتاوي وتسمعها كتحصيل حاصل وبالتأكيد هذا لا ينفي أن تفحص التعليم وتمتحنه، ولكن اسأل أفضل من أن تبني قرارات وأحكام من نفسك.
“يَطْلُبُ الْحِكْمَةَ” أي يسعى إليها لكنه لن يجدها، يُمكنه أن يكون لديه دكتوراه وماجستير في الكتاب المقدس لكنه غير قادر أن يدرك الكلمة؛ لأن قلبه مُستهزِئًا. يمكن أن يكون مُستهزِئًا ببعض المبادئ وليس كل الكتاب مما أدى إلى غلق روحه وصار مُتعثِرًا فيها.
هناك من يبني حياته على العثرات وهم غير مُدرِك أن هذه العثرات ستُحطمه في يوم ما ولكن من يفتح قلبه للكلمة، تصير المعرفة لديه سهلة، لذلك ضع في ذهنك إن تعثرت وبررت ذلك أن الكتاب المقدس صعب والمواضيع كثيرة، أدرك أن سبب ذلك هو كسلك وأنك مُستهزِئ في داخلك لأنك إن كنت جادًا في دراسة الحق الكتابي وبدأت تدرس فكر الله تجاه مواضيع معينة، ستنطلق روحيًا.
- التعثُّر في الرعاية الروحية:
“الْمُعْتَزِلُ يَطْلُبُ شَهْوَتَهُ. بِكُلِّ مَشُورَةٍ يَغْتَاظُ. اَلْجَاهِلُ لاَ يُسَرُّ بِالْفَهْمِ بَلْ بِكَشْفِ قَلْبِهِ.” (أمثال 1:18-2).
تجعل العثرة الشخص مُتضايقًا بداخله من الله والناس وهو في حقيقة الأمر يريد تحقيق رغباته الشخصية، يطلب شهوته ويتضايق من أي مشورة حيث إنه غير قابل للتعلم والتصحيح، يريد أن يسمع النصيحة من الروح القدس ويرفض أن يسمعها من أشخاص.
هو لا يعلم أنه لا يوجد فاصل بين الله ورجال الله مَن يتكلمون له كلام الله وأن هذا الفصل يشكل خطر عليه، ويصير في ذلك الوقت كغنم لا راعي لها. الرعاية الروحية الصحيحة في غاية الأهمية؛ لأن الله هو مَن وضع أناسًا في الكنيسة ليتكلموا لك كلامه، فانتبه لهم قبل فوات الأوان لأنه يوجد من سقط وتعثّر وتحطمَتْ.
“الجاهل” هو الشخص الذي لا يعرف، “الأحمق” هو مَن عُرِضَتْ عليه المعرفة لكنه لم يقبلها في روحه. “البسيط” هو الشخص الساذج الذي يُخدَع بسهولة.
- الخطية:
إن كنت مُستعبِدًا لخطيةٍ ما وترى أنها تُسبب عثرة لك، علاج ذلك ليس أن تظل مُتعثِرًا بل أن تنطلق وتبحث عن الحل، ربما سعيت ولكنك مازالت مُتعثِرًا لكن لا تيأس. إن كنت مجروحًا من العثرات ليس الحل أن تنطوي أو تعتزل فالمُعتزِل هو شخص يطلب شهوته ويظن أن الرب سيكشف له أمورًا في وحدته مُستنِدًا على براعته وهنا ينخدع لأنه قد يتكلم له إبليس ويعتقد أنه صوت الروح القدس له.
هناك من يلتمس العذر لنفسه ليبقى مُتعثِرًا ويقول إنه سيشتكي للرب حينما يأتي وهو لا يعلم أنه يُدمِر حياته بسبب الأعذار غير الكتابية، فهو مِن المفترض أن يصل إلى مرحلة عدم التأثُر بالعثرات وهذه الأعذار ستؤثر عليه روحيًا ويجد نفسه ثقيلاً لا يقدر أن يُصلي ويتحير من نفسه.
“اَلْمُسْتَهْزِئُ لاَ يُحِبُّ مُوَبِّخَهُ. إِلَى الْحُكَمَاءِ لاَ يَذْهَبُ.” (أمثال 12:15).
الاستهزاء حالة قلبية، ليس شرطًا أن تكون ضاحكًا أو ساخرًا أمام الآخرين، فربما يكون بداخلك كثير من الآراء والثورات ضد بعض المفاهيم والمبادئ الكتابية لكنك تخجل أن تصرح بها وتشتكي كثيرًا من صعوبة فهم الكلمة، كل هذه أفكار وأعذار وضعها إبليس في ذهنك لكي تتعثر.
في هذه الحالة عليك أن تدرك أنك في خطر وتلجأ سريعًا إلى مرشدك الروحي لأنك تحتاج إلى الرعاية الروحية وقد تتضايق من التصحيح والمشورة لكن عليك أن تُليّن قلبك وتصلب جسدك حتى تستطيع النهوض والتخلص من تلك الأعذار وبالتالي العثرة، تعلم أن تتعامل بطريقة فورية مع أي أمر يُعطلك روحيًا ولا تقف مكتوف الأيدي أمامه.
“وَعَبْدُ الرَّبِّ لاَ يَجِبُ أَنْ يُخَاصِمَ، بَلْ يَكُونُ مُتَرَفِّقًا بِالْجَمِيعِ، صَالِحًا لِلتَّعْلِيمِ، صَبُورًا عَلَى الْمَشَقَّاتِ، مُؤَدِّبًا بِالْوَدَاعَةِ الْمُقَاوِمِينَ، عَسَى أَنْ يُعْطِيَهُمُ اللهُ تَوْبَةً لِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ، فَيَسْتَفِيقُوا مِنْ فَخِّ إِبْلِيسَ إِذْ قَدِ اقْتَنَصَهُمْ لإِرَادَتِهِ.” (2 تيموثاوس 24:2-26).
“مُؤَدِّبًا بِالْوَدَاعَةِ الْمُقَاوِمِينَ” أي مُقوِّمًا ومُصحِحًا باتضاع المقاومين لأنفسهم حتى يرجعوا إلى الرب.
“اقْتَنَصَهُمْ لإِرَادَتِه” يأتي لفظ “اقْتَنَصَهُمْ” في الترجمة اليونانية تختلف عن “يبتلعهم”، توجد فريسة سهلة الصيد، لا يجري الأسد لصيدها بل يأكلها بينما هو سائرًا، وأخرى مُجهِدة وذلك حينما تكون الفريسة قوية، لأنه يحتاج أن يجري ورائها ليصطادها.
هكذا توجد شريحتان من المؤمنين شريحة ضعيفة من السهل ابتلاعها وشريحة أقوى يحتاج إبليس إلى اقتناصها ويجد صعوبة في ذلك لأن بهم حياة. أدرك أن كل عدم معرفة للحق الكتابي هو فرصة لإبليس لاقتناصك، لذلك أِسْرِع إلى قائدك الروحي.
- التعُّثر من الأب الروحي:
إن كنت مُتعثِرًا مِن مَن يرعاك روحيًا لأنه يُعلّم عكس كلمة الله، اتركه، فلا يحق لك توبيخه، فالكلمة تقول: “وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ”. (لوقا 3:17). أي شخص في مستواك الروحي وليس من يُعلمك الكلمة. تستطيع أنْ تلجأ إلى الراعي الأعلى منه، فالكنيسة ذات هيكلية.
“أنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ. الَّذِي إِذْ تَأْتُونَ إِلَيْهِ، حَجَرًا حَيًّا مَرْفُوضًا مِنَ النَّاسِ، وَلكِنْ مُخْتَارٌ مِنَ اللهِ كَرِيمٌ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. لِذلِكَ يُتَضَمَّنُ أَيْضًا فِي الْكِتَابِ: «هنَذَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَارًا كَرِيمًا، وَالَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَى. فَلَكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تُؤْمِنُونَ الْكَرَامَةُ، وَأَمَّا لِلَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ، فَالْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ، هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ وَحَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ. الَّذِينَ يَعْثُرُونَ غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْكَلِمَةِ، الأَمْرُ الَّذِي جُعِلُوا لَهُ”. (1بطـرس 3:2-8).
“الَّذِينَ يَعْثُرُونَ غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْكَلِمَةِ” أي الذين يتعثرون هم غير الطائعين للكلمة.
- التعثر من كثرة السخرية:
ربما تكون مُتعثِرًا من كثرة السخرية وأنت لا تعلم أن هذا يؤخرك روحيًا، “الأَمْرُ الَّذِي جُعِلُوا لَهُ” هناك من اختار أن يكون ساخرًا من الكلمة في قلبه غير طائع لها وبذلك يقف ضد الله وبالتالي يضعوا أنفسهم في عداوة مع الله.
وُضِعَ أمام فرعون الفرصة لكي يتبارك هو وشعب مصر، لذلك قال الرب له: “اطْلِقْ شَعْبِي لِيُعَيِّدُوا لِي فِي الْبَرِّيَّةِ” (خروج 1:5)، وإنْ كان فرعون سمع لكلمة الرب، لصار مُبارَكًا؛ لأن الرب قال لإبراهيم: “وَابَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاعِنَكَ الْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ” (تكوين 3:12)، لكنه رفض ذلك وفي هذه اللحظة وضع نفسه في حالة لعنة وليس الرب هو من لعنه وهذا يشمل كل شخص يرفض كلمة الله باستمرار، هو يشرب من كأس ما فعله بنفسه، لأنه بفعله ذلك يضع نفسه في عداوة مع الله.
إن عاش المؤمن بقوانين مملكة النور، سينظر قضاء الله ومجده ويده على الأرض ولن يعيش خانعًا فالمؤمن لم يُخلَق ليكون ذلك. ضع حاجزًا بينك وبين الذي يُسيء إليك ولكن اعلم أن هذا الشخص له كرامة وأنه محبوب وثمنه ثمن يسوع، ولكن لا تتواصل معه بكثافة حتى لا تتعثر وتتعطل روحيًا، يكفي تواصلك البسيط معه بمحبة عميقة لتلمس قلبه ليكون في علاقة حية مع الله كما أنت، أما إن كان شخص غير مؤذي لكنه أعثرك في وقت ما، يمكنك أن تتواصل معه ويُفتَح الباب لتُكرز له لأنك خُلِقْت لتُظِهر عظمة ومحبة الرب.
“وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ”. (1بطـرس 9:2).
“حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلًا: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.” (متى 1:23-3).
قال الرب للتلاميذ: اصغوا إلى الكتبة والفريسيون رغم أعمالهم السيئة فَهُم يتكلمون كلام موسى، من يتكلم كلام شخص، يوضع في منصبه ولأنك تتكلم كلام الله، أنت مُعيَّن في مكانه، أنت تمثله، عليك أن تحيا ما يقوله رجال الله ولا تهتم بسلوكياتهم، “فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ”. وضع الرب في حساباته وجود العثرات، فحتمًا هناك من يتكلم الكلمة ولا يسلك بها.
◇ تعثُّر يوحنا المعمدان من الرب يسوع:
“فَأَخْبَرَ يُوحَنَّا تَلاَمِيذُهُ بِهذَا كُلِّهِ. فَدَعَا يُوحَنَّا اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَى يَسُوعَ قَائِلًا: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ الرَّجُلاَنِ قَالاَ: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ قَائِلًا: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ، وَوَهَبَ الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُماَ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ. وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ”. (لوقا 18:7-23).
قال الرب ليوحنا المعمدان أن من ستعمده وتجد الروح القدس نازلاً عليه في هيئة جسمية كنزول الحمامة في هدوئها؛ لأن الروح القدس لا يمكن أن يتجسد في حمامة ولا يمكن أن يُشبَّه بحيوان، كان يوحنا المعمدان هو الوحيد الذي رأى شخص الروح القدس نازلاً عليه أثناء المعمودية، فكيف يتساءل هنا؛ “أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟” كان يوحنا يعلم جيدًا أنه هو الرب يسوع لكنه بدأ يتعثر فيه وكان يقول في نفسه كيف ينطلق الرب يسوع إلى الخدمة ويتركني في السجن رغم إني أنا مَن مهدت له الطريق؟!
صار يشتكي بداخله “لماذا تركني؟!” إن كنت تتساءل نفس الأسئلة ومُتعثِرًا لأنك تعتقد أن الرب تركك وإنه يحتاج إلى مظاهرات ليستجيب وتطلب الصلاة من كثيرين حتى يستمع إلى طلبتك، أنت مُخطئ.
الأمر ليس في زيادة عدد من يصلي لك فالرب يستجيب ويتحرك لك حتى وإن كنت وحيدًا في الأرض، تأكد أن الله لا يعطيك قدرة لتحتمل المشكلة لكنه يحل لك المشكلة فهو لا يُخدرِك بل هو أتى ليكون لك حياة بفيض ووفرة.
“وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ”، طوبى لمَن لا يتعثر في الرب لأنه ينال بركة، ولكي لا تتعثر في يسوع لابد أن تعرف يسوع معرفة صحيحة وليس كما رآه الناس؛ “مجرد نجار” “ألَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَ لَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ ههُنَا عِنْدَنَا؟» فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ». وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ. وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ. وَصَارَ يَطُوفُ الْقُرَى الْمُحِيطَةَ يُعَلِّمُ”. (مرقس 3:6-6).
كونك لم ترَ حياة يسوع وتراه فقط في الكلمة، لن تراه نجارًا كما كان يرونه، لكنه يُرسَم لك عبر التعليم وإن كان التعليم الذي تتعلمه غير كتابي، يصير يسوع قليلاً في نظرك وإبليس ضخمًا وتظل تُضخِّم في إبليس وأكاذيبه وتسمع عن قوته وبراعته وتؤدي هذه الرسمة الخاطئة عن يسوع إلى توقف إيمانك لأنك مُتعثِرًا في يسوع، لذا امتحن قلبك إن كان مُتعثِرًا فيه أم لا! لأنك إن لم تتعثر فيه، ستنال بركة.
“وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ. وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ. وَصَارَ يَطُوفُ الْقُرَى الْمُحِيطَةَ يُعَلِّمُ”
لهؤلاء مَن تم شفائهم لم يتعثروا فيه ولم ينظروا إليه بقلة أو كمجرد نجارًا لذلك نالوا بركة، تكلم لنفسك وقل: “أنا أختار أن لا أعثر في هذا الشخص، اختار أن أنظر إلى يسوع إنه هو الحل لحياتي ولا أعثر فيه، أنا أرفض أن تكون حياتي مُنحدِرة أو تعبانة”. لا تكن شخصًا مُضلَّلا من إبليس في حياتك.
▪︎ نتائج العثرة في حياتك:
- 1. تجعلك مُحصَّنًا ضد الروح القدس
حينما تتعثر من آية أو تعليم ما ولا تواجه ذلك، لن تستطيع النهوض روحيًا وتشعر بالثقل دائمًا؛ “اَلأَخُ أَمْنَعُ مِنْ مَدِينَةٍ حَصِينَةٍ، وَالْمُخَاصَمَاتُ كَعَارِضَةِ قَلْعَةٍ”. (أمثال 19:18)، المُتعثِّر هو شخص مُحصَّن أكثر من المدينة الحصينة، من الصعب أن تربحه أو تُقنعه؛ لأنه يضع حواجز لنفسه ويُحصِّن نفسه ضد الله لدرجة أنه يصل إلى مرحلة لا يقدر أن يسمع فيها صوت الرب.
أغلب مشاكل الإلحاد تكمن في الشك في صلاح الله حيث يتلخص معتقدهم في الآتي؛ لأنه إن كان هو من يدير الأرض ويصمت على الشر والخراب، فهو غير صالح، تُجيب الكلمة على كل هذه التساؤلات فلا تكن مُحصَّنًا داخليًا وعليك أن تواجه كل هذه العثرات وإلا ستصير غير ثابت، تنهض ثم تسقط بعد وقت قصير جدًا ولا تفهم أين أنت ولا إلى أين تذهب.
- تجعلك مُحصَّنًا ضد من هم في علاقة مع الروح القدس
تجد نفسك تحضر الاجتماعات بجسدك فقط ولكن قلبك ليس فيها، لا تتفاعل بل مُنعزِلاً بداخلك. “الْمُعْتَزِلُ يَطْلُبُ شَهْوَتَهُ. بِكُلِّ مَشُورَةٍ يَغْتَاظُ” (أمثال 1:18) تتضايق من كل نصيحة، غير قادر على سماع الكلمة وتزداد في الأخطاء وتصبح سهل الانكسار.
“لاَ تَنْقُضْ لأَجْلِ الطَّعَامِ عَمَلَ اللهِ”. (رومية 20:14).
يمكن للعثرة أن تُحطم عمل الله الرائع. هي تُعيقك من معرفة هذا الإله. خلق الله الجميع ليعرفوه ولذلك قال الرب: ويل للعالم من العثرات.
- تجعلك تحكم على الأمور بعواطفك
تجد نفسك تبرر خطايا معينة أنت تفعلها وتقلق من أن يدين أحدهم شخصًا آخر حيث لا تريد تصحيحها وتحكم في الأمور بصورة زائفة غير كتابية وتنظر إلى حلول تُرضيك حتى وإن كانت غير كتابية بسبب سلوكك بعواطفك؛ “اَلرَّجُلُ الْمُبْتَدِعُ بَعْدَ الإِنْذَارِ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ، أَعْرِضْ عَنْهُ. عَالِمًا أَنَّ مِثْلَ هذَا قَدِ انْحَرَفَ، وَهُوَ يُخْطِئُ مَحْكُومًا عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ”. (تيطس 10:3-11).
عليك أن تقطع علاقتك بكل شخص يسبب انقسامات ويهرطق بعد أن تنذره أكثر من مرة ولم يرجع عنها، ولا تخشى أن يترك الكنيسة أو الاجتماع مُعتقِدًا أن هذا احتضان له خوفًا عليه من العالم لكن قلبه من الأساس في العالم وهو من وضع نفسه في وضعية العثرة والانحراف.
- تجعلك تحكم حسب الظاهر
قد تتعثر من أمور؛ لأنك تحكم عليها وفقًا لرؤيتك الخاصة.
“وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. وَلَمَّا كَانَ السَّبْتُ، ابْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي الْمَجْمَعِ. وَكَثِيرُونَ إِذْ سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ: «مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ؟ وَمَا هذِهِ الْحِكْمَةُ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ مِثْلُ هذِهِ؟ أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَ لَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ ههُنَا عِنْدَنَا؟» فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِه. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ». وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ. وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ. وَصَارَ يَطُوفُ الْقُرَى الْمُحِيطَةَ يُعَلِّمُ”. (مرقس 1:6-6).
لم يفعل الرب يسوع شيئًا يُعثر الآخرين، هو تكلم فقط الحق بوضوح وصراحة وهذا ما جعل الآخرين يعثروا به. تُوقف العثرة إيمانك، رغم تعثر الكتبة والفريسيين من الرب يسوع إلا أنه لم يُخفي أو يُخفف إيمانه، حينما أتوا إليه بالمرأة التي أُمسِكَتْ في ذات الفعل وهو يعلم أنهم أتوا بها ليجربوه إلا أنه تعامل مع الموقف بحكمة ولم يُخفف إيمانه لكي يُظهر لهم أنه يُتمم الناموس.
أتمّ الرب الناموس في هذا الموقف ولكن بصورة حكيمة، فهو حكم على الخطية أنها خطية ولم يُنفي خطأ ما فعلته المرأة لكنه قال لهم: “مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!” (يوحنا 7:8).
ما حدث هنا كان غريبًا بسبب الروح القدس، فحينما تسلك معه في المواقف، تجد حكمة غير عادية كما حدث مع يسوع في هذا الموقف. فهو لم يُبرر خطية المرأة لكنه في نفس الوقت أعثرهم وزاد من صعوبة الموقف عليهم لذاك ما قاله بولس؛ “فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ” (1كورنثوس 20:9) لم يفهمه المؤمنون بالشكل الصحيح وأدى ذلك إلى عدم القدرة على الكرازة بالإنجيل بشكل صحيح، بسبب عدم الجرأة ليُظِهروا إيمانهم ومبادئهم الكتابية للآخرين خوفًا من أن يُعثروهم أو يدخلوا في مناقشات حادة وبالتالي لا يكرزون لهم من الأساس.
“فَخَاصَمَ الْيَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَقْدِرُ هذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌ. مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي. هذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». قَالَ هذَا فِي الْمَجْمَعِ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي كَفْرِنَاحُومَ. فَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، إِذْ سَمِعُوا: «إِنَّ هذَا الْكَلاَمَ صَعْبٌ! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟» فَعَلِمَ يَسُوعُ فِي نَفْسِهِ أَنَّ تَلاَمِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَى هذَا، فَقَالَ لَهُمْ: «أَهذَا يُعْثِرُكُمْ؟” (يوحنا 52:6-61).
لم يُخفف الرب يسوع التعليم وإيمانه رغم أنهم لم يفهموا ما قاله، لم يخف أن يُعثرهم وفي هذه الحالة تعثّر تلاميذه من الكلام ولكنه لم يتأسف عن ذلك أو تكلم في موضوع آخر.
حينما تشارك ما تؤمن به وتشعر بداخلك أن ما تقوله سيُعثر من يسمعه، المشكلة تكمن في أنك لا تُصنف الناس بشكل صحيح، هناك أشخاص لا تتجاوب معك، فلا تلُم نفسك في هذه الحالة، فهناك أشخاص عاشتْ في دينونة مُعتقِدين أن عدم تجاوب الآخرين معهم هو ذنبهم وأن ما يقدموه من تعليم يُعثر الآخرين.
مثال على ذلك القديس بولس الرسول الذي قَدَّم تعليمًا مرعبًا وعن أمور صعبة لفيلكس الوالي ولم يقبل فيلكس الكلام في بداية الأمر؛ “وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ الْبِرِّ وَالتَّعَفُّفِ وَالدَّيْنُونَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ، ارْتَعَبَ فِيلِكْسُ، وَأَجَابَ: «أَمَّا الآنَ فَاذْهَبْ، وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ. وَكَانَ أَيْضًا يَرْجُو أَنْ يُعْطِيَهُ بُولُسُ دَرَاهِمَ لِيُطْلِقَهُ، وَلِذلِكَ كَانَ يَسْتَحْضِرُهُ مِرَارًا أَكْثَرَ وَيَتَكَلَّمُ مَعَهُ. وَلكِنْ لَمَّا كَمِلَتْ سَنَتَانِ، قَبِلَ فِيلِكْسُ بُورْكِيُوسَ فَسْتُوسَ خَلِيفَةً لَهُ. وَإِذْ كَانَ فِيلِكْسُ يُرِيدُ أَنْ يُودِعَ الْيَهُودَ مِنَّةً، تَرَكَ بُولُسَ مُقَيَّدًا”. (أعمال 24:24-27).
كان هناك في ذلك الوقت أناس مستبيحة وتسلك بشهواتها، لهذا السبب تحدّث بولس مع فيلكس عن البر والتعفف والدينونة العتيدة، فارتعب من هذا التعليم وهذا لا يعني أن بولس مُخطِئًا وكان سببًا في خسارة نفس فالمشكلة كانت في فيلكس ذاته الذي وضع نفسه في وضعية الرفض وتمسّك بطريقته ومفاهيمه وليس في بولس. أدرك هذا وأنت تُقدِّم حقًا كتابيًا للآخرين، أن هناك من سيتعثر منه ولكن استمر في شرحه كما فعل يسوع.
“فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ – مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ – لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً.” (1كو19:9-22).
يقصد بولس الرسول أنه حتى لا يعطل أحدٌ فخره ولا يُسبب إعاقة للآخرين، دخل من المدخل المُشترك بينه وبين اليهود والأمم. تعرضت هذه الكنيسة للنهب من كارزين قبل مجيء بولس وهم أنبياء كذبة لذلك أراد بولس الرسول أن يصنع فارقًا بينه وبينهم، قال على الرغم من أنه من حقي أن أخذ تقدمات وعطايا منكم إلا أني رفضت ذلك مُتخليًا عن هذا السلطان.
ما قصده بولس هنا هو أن ينزل لتفكير الآخر فكنيسة كورنثوس في ذلك الوقت كانت تعاني من مشاكل كثيرة، بالطبع لم يتخلى عن هويته وصار يهوديًا مع اليهودي أو أمميًا مع الأممي عن طريق أن يعبد مثلهم ويصير كواحد منهم ويتلّون بلونهم، بالطبع لم يفعل ذلك.
حينما دخل أثينا ووجدهم يعبدون إلهًا مجهولاً، لم يعبد معهم لكنه استخدم ذلك كمدخل؛ ليخبرهم أن يسوع هو هذا الإله المجهول. أنت أيضًا حينما تُكلم أحدًا عن يسوع، انزل إلى مستوى تفكيره وقدم له يسوع بالطريقة التي يفهمها، لكن لا تكن مثله أو تُغيّر في حقائق إيمانك ومبادئك الكتابية خوفاً أن تعثره.
- تجعلك غير فعّالٍ في حياتك الروحية
- تُعيقك أن تذوق الخارق للطبيعي في حياتك
“وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً” (مرقس 5:6) القوة هنا هي قوة خارقة للطبيعة، تجعلك العثرة تتعامل مع المواقف باستخفاف واستهزاء.
▪︎ مصدر العثرات والأمور التي تُعيقك روحيًا:
- 1. العثرة من الأمور الرائعة
قد يُعثرك الكتاب المقدس بسبب عدم وجود إجابات على أسئلة تدور في ذهنك، أو تتعثر من الآيات التي تبدو متناقضة، أيضًا مِن الممكن أنْ تجلس مع أشخاص تُشككك في الكتاب وتحيا تُفكر في الأمر دون أن تواجهه عن طريق أن تسأل من هم أكبر منك روحيًا، فيصير الأمر عثرة لك.
“فَمَاذَا نَقُولُ؟ إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوْا فِي أَثَرِ الْبِرِّ أَدْرَكُوا الْبِرَّ، الْبِرَّ الَّذِي بِالإِيمَانِ. وَلكِنَّ إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ يَسْعَى فِي أَثَرِ نَامُوسِ الْبِرِّ، لَمْ يُدْرِكْ نَامُوسَ الْبِرِّ! لِمَاذَا؟ لأَنَّهُ فَعَلَ ذلِكَ لَيْسَ بِالإِيمَانِ، بَلْ كَأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. فَإِنَّهُمُ اصْطَدَمُوا بِحَجَرِ الصَّدْمَةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «هَا أَنَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ، وَكُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى”. (رومية 30:9-33).
رغم أن الأمم لم تفكر سابقًا في موضوع البر إلا أنهم قبلوه حينما سمعوا عنه ولكن شعب الله الذين هم شعبه المُختار لم يدركوا البر لأنهم اعتمدوا على أعمال الناموس وليس الإيمان بيسوع المسيح.
نتيجةً لذلك اصطدموا به أي تعثروا في يسوع، أعاق رفضهم ليسوع قبول البر. ربما يكون سبب تعثُّرك من الكلمة هو عدم إيمانك بما هو واضح في الكلمة قبل أن تفحص في الأمور غير الواضحة، كُتِبَ الكتاب المقدس للحياة ولكن قد لا تقدر أن تفتح قلبك للكلمة بسبب تعثُّرك وأنت لا تتخيل أن سبب ذلك هو العثرة حيث إنك تظن أنك أكبر من العثرات.
“ولَكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً!” (1كورنثوس 23:1).
كان يسوع عثرة بالنسبة لليهود وجهالة للأمم؛ فاليهود لم يظنوا أن يسوع سيأتي بهذه الصورة وهكذا الأمم عقليًا لم يتمكنوا من قبول أن المسيح يولد من عذراء. مِن ذلك نستنتج إنه أحيانًا تكون العثرة شيئًا غير سلبي بل شيئًا رائعًا.
يتعثر البعض مِن موضوع قضاء الله (يوم الدينونة) ويسميها بعض المناقضين الساخرين “حفلة الشواء الإلهي” أي إن الله سيلقي الناس في الجحيم ويشويهم وهم لا يعلمون أن الأمر لا يُقاس بما فعل الأشخاص من شرور أو أعمال صالحة بل الأمر يكمن في الطبيعة الروحية التي يحملها الشخص.
قد يذهب أحد العلماء الذين أفادوا البشرية إلى الجحيم لأنه لم يُولَد ميلادًا ثانيًا ولم يقبل يسوع. ربما ترى ذلك ظلمًا لكنه ليس كذلك، فالشخص مازال لديه الطبيعة القديمة الساقطة التي تحت حكم إبليس وأنت تقيس الأمر حسب أعماله لكن يقيس الرب الأمر وفقًا للطبيعة الروحية للإنسان وليس بالأعمال، والإنسان بالتأكيد هو مَن اختار طبيعة إبليس ورفض طبيعة الله.
“الَّذِي إِذْ تَأْتُونَ إِلَيْهِ، حَجَرًا حَيًّا مَرْفُوضًا مِنَ النَّاسِ، وَلكِنْ مُخْتَارٌ مِنَ اللهِ كَرِيمٌ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (1بطـرس 4:2-5).
هذا هو الوصف الوظيفي للمؤمن، أنت لست حجرًا مُستقِلا بل حجرًا حيًا في بيتٍ روحيٍّ، حينما يرى إبليس مُؤمِنًا مستقلاً ووحيدًا خارج بيته يستغله ويستخدمه في أمور شريرة. إن لم تكن داخل البيت ومُندمِجًا في جسد، ستضل وتجد نفسك مثل الجراد تتنقل من كنيسة لأخرى ولا تفهم كيف تسير حياتك ولا تعلم أن المشكلة فيك حيث لا تقوم بفتح قلبك. من المفترض كمؤمن تُقدم ذبائح حمد وشكر ولكن من الصعب أن تفعل ذلك إن كنت مُتعثِرًا.
“لِذلِكَ يُتَضَمَّنُ أَيْضًا فِي الْكِتَابِ: «هنَذَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَارًا كَرِيمًا، وَالَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَى». فَلَكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تُؤْمِنُونَ الْكَرَامَةُ، وَأَمَّا لِلَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ، «فَالْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ، هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ» «وَحَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ. الَّذِينَ يَعْثُرُونَ غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْكَلِمَةِ، الأَمْرُ الَّذِي جُعِلُوا لَهُ”. (1بطـرس 6:2-8).
أنت صرت حجرًا مُكرَّمًا ذا كرامة والرب يسوع أيضًا حجرٌ في هذا البيت لكنه حجر الزاوية الذي يُوزَن كل شيء عليه.
من أكثر الأمور الخبيثة التي يفعلها إبليس هو أن يضع في ذهنك أسئلة غير مجاب عنها لتُعثرك؛ لذلك مِن الهام أن تجد إجابات لتلك الأسئلة.
- العثرة من الأمور السلبية
لا تتجنب النمو الروحي خوفًا من مواجهة إبليس، ربما تكون رأيت ما فعله إبليس مع مَن سبقك، وسبب ذلك أنك تضع لنفسك صورة سلبية عن نفسك وترى أنك لست من المُشتِعلين روحيًا.
“حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلًا: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ. فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالًا ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ، وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ النَّاس: فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ، وَيُحِبُّونَ الْمُتَّكَأَ الأَوَّلَ فِي الْوَلاَئِمِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي! وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ. وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ. وَأَكْبَرُكُمْ يَكُونُ خَادِمًا لَكُمْ. فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ، وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ.” (متى 1:23-12).
لابد أن تفصل بين التعليم والخادم، قال الرب يسوع للجموع وتلاميذه: ” فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا”، وذلك على الرغم من سلوكياتهم وتصرفاتهم غير المُرضية. إن أساء إليك أحد الخدام، عليك أن تفصل بين سلوكه والتعليم الذي يُقدمه لك. إن رأيت منظرًا مُشينًا، تستطيع أن تصنع منه حجر عثرة أو يصير لا شيء بالنسبة لك، أنت مَن تقرر.
- 3. أنْ تقوم أنت بعثرة الآخرين
“لِدَاوُدَ اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟ عِنْدَ مَا اقْتَرَبَ إِلَيَّ الأَشْرَارُ لِيَأْكُلُوا لَحْمِي مُضَايِقِيَّ وَأَعْدَائِي عَثَرُوا وَسَقَطُوا.” (مزامير 1:27-2).
هناك من يُخطئ إليك عن غير عمد؛ لأنه أساء فهمك ونتيجة لذلك يتعامل معك بأسلوب غير صحيح، سواء كان مُؤمنًا وتاب عن ذلك أو غير مؤمن والذي يقوم بوضع نفسه في وضعية عداوة معك لأنك رائحة المسيح وهذه الرائحة جميلة للبعض وكريهة للبعض الآخر، إن كنت تفهم الكلمة، ستجلس مُطمئِنًا وتجد حماية دون مجهود وبشكل تلقائي وحينما يحاولون الاقتراب منك أو المساس بك، يسقطوا، أنت من تسببت في هذه العثرة لكنها غير سلبية.
أن تصلي للانتقام هذا أمر غير كتابي، من يُعاديك هو الذي يضع نفسه في عداوة معك لكن أنت ليس لك أعداء مِن طرفك. طالما تسلك بشكل صحيح سيعثروا ويسقطوا بشكل تلقائي ولن تحتاج أن تصلي لهذه العثرة.
▪︎ كيفية التعامل مع العثرات:
- المواجهة والتعامل مع الأمور التي تُعثر.
- تخطي العثرات السلبية.
- معرفة إجابات لأسئلتك من الكلمة.
- أسأل من يرعاك روحيًا.
أشكال العثرات التي يمكن أن تسببها للآخرين
“أَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: أَنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي لَيْسَ لأَنَّكُمْ رَأَيْتُمْ آيَاتٍ، بَلْ لأَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ مِنَ الْخُبْزِ فَشَبِعْتُمْ. اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ، لأَنَّ هذَا اللهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ. فَقَالُوا لَهُ: «مَاذَا نَفْعَلُ حَتَّى نَعْمَلَ أَعْمَالَ اللهِ؟» أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «هذَا هُوَ عَمَلُ اللهِ: أَنْ تُؤْمِنُوا بِالَّذِي هُوَ أَرْسَلَهُ». فَقَالُوا لَهُ: «فَأَيَّةَ آيَةٍ تَصْنَعُ لِنَرَى وَنُؤْمِنَ بِكَ؟ مَاذَا تَعْمَلُ؟ آبَاؤُنَا أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ أَعْطَاهُمْ خُبْزًا مِنَ السَّمَاءِ لِيَأْكُلُوا”. (يوحنا 26:6-31).
ليس كل مَن يسأل يريد أن يتعلم.
“فَلْنَعْكُفْ إِذًا عَلَى مَا هُوَ لِلسَّلاَمِ، وَمَا هُوَ لِلْبُنْيَانِ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ. لاَ تَنْقُضْ لأَجْلِ الطَّعَامِ عَمَلَ اللهِ. كُلُّ الأَشْيَاءِ طَاهِرَةٌ، لكِنَّهُ شَرٌّ لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَأْكُلُ بِعَثْرَةٍ. حَسَنٌ أَنْ لاَ تَأْكُلَ لَحْمًا وَلاَ تَشْرَبَ خَمْرًا وَلاَ شَيْئًا يَصْطَدِمُ بِهِ أَخُوكَ أَوْ يَعْثُرُ أَوْ يَضْعُفُ. أَلَكَ إِيمَانٌ؟ فَلْيَكُنْ لَكَ بِنَفْسِكَ أَمَامَ اللهِ! طُوبَى لِمَنْ لاَ يَدِينُ نَفْسَهُ فِي مَا يَسْتَحْسِنُهُ. وَأَمَّا الَّذِي يَرْتَابُ فَإِنْ أَكَلَ يُدَانُ، لأَنَّ ذلِكَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، وَكُلُّ مَا لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ.” (رومية 19:14-23).
يتحدث بولس الرسول إلى شريحة مِن المؤمنين؛ إن دخل أحدهم ووجدك جالسًا في مكان به وثن، سيُقسي هذا قلبه، فامتنع عن أكل ما ذُبِحَ للوثن حتى لا يتعثر أخوك، هكذا امتنع أن تتكلم عن أمور كتابية ضخمة لا يفهمها الآخر وهذا لا يعني أن تعبد بطريقته، لأنه إن لم يظهر الفرق بينك وبينه، لن تستطيع أن تفتح معه حوارًا ليقبل يسوع، يتحدث هنا أن تفعل الشيء بكامل إيمانك وبعد أن تُقنعه من الكلمة، كن حكيمًا ولا تتركه كما هو ولا تُعنّفه أو تنتقده أو تسخر منه بل اسلك معه بشكلٍ تدريجيٍّ.
ادخل من مدخله ثم اقنعه من الكلمة تدريجيًا إلى أن يقتنع وليس بالإكراه، لأن هذا خطية ولا تتلّون بلونه لإقناعه.
▪︎ كيف تحمي نفسك من العثرة؟
- اثبت في الكلمة، العثرة هي نتيجة لعدم ثباتك في الكلمة.
“وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقًّا فِي هذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ: مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا. أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلْ وَصِيَّةً قَدِيمَةً كَانَتْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ. الْوَصِيَّةُ الْقَدِيمَةُ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا مِنَ الْبَدْءِ. أَيْضًا وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ، مَا هُوَ حَقٌ فِيهِ وَفِيكُمْ: أَنَّ الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ الْحَقِيقِيَّ الآنَ يُضِيءُ. مَنْ قَالَ: إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ. مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ.” (1يوحنا 5:2-10).
- اخضع للنظام الكنسي الذي وضعه الرب (اقبل التأديب) واندمج في جسد.
“ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟ لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ. لِذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى.” (عبرانيين 12:12-13).
- احترز لنفسك أي كن حذرًا دائمًا أن لا يُعثرك شيءٌ ووجه قلبك عن عمد أن لا شيء يجعلك ثقيلاً في علاقتك مع الرب.
- امتنع عن ما يُعثرك إن كان أشخاصًا أو أشياءً.
- لا تكن شخصًا قابلاً للعثرة.
- لا تضع أعذارًا لنفسك وتتكاسل لكي لا تعطي إبليس مكانًا في حياتك.
__________ من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا. Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download
شكرا جدا ليكم.اتباركت بمعرفة الموقع عن طريق الساوند كلاود و فكرة العظات المكتوبة مفيدة جدا لمراجعة ما سمعت
الري يبارككم