القائمة إغلاق

The Value Part 1 القيمة والمقدار الجزء

عظات الثلاثاء 24-5-2016

لسماع العظة على الساوند كلاود إضغط هنا

 

القيمة والمقدار الجزء 1

القيمة وماذا تعني؟

إن قَدرت الشيء ستُحفَّز لهُ.

المعايير التي تُحدِّد القيمة والمقدار.

مفاتيح هامة.

 يُعني لفظ أفضل “أكثر قيمة من”، كان الرب يسوع يردّد هذا اللفظ كثيرًا.

١ فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. ٢ وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.” (رومية ١٢: ١، ٢).

 هنا الكاتب يقصد وضع معايير/ اتّجاهات جديدة تمامًا، أمثلة يُحتذَى بها، تجديد أمر خاطئ في المعيار بوضع شيءٍ صائبٍ. يتمّ التغيير بتجديد الذهن، وهو بوضع المعايير الإلهية.

 إن صدقت المقياس الذي يراه الله للأمور، سيتغيّر واقعك. تلك طريقة الروح القدس في تغيير المواقف: “كيف أنت ترى المواقف؟”

 

القيمة وماذا تعني؟

 القيمة والمقدار: إنها مقياس تقيس به الشيء، بالتالي تضع قيمة الشيء بناء عليه، ربما يبدو الأمر مُعقَّدًا، لكن الرب يسوع نفسه وضع قيمة حينما أطلق لفظ: “إيمان ضعيف/ إيمان قليل” (متى ١٤: ٣١).

 أيضًا وَضَعَ قيمة لحُب الكلمة وفِعْل البر، حينما قال “إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى…” (متى ٥: ٢٠)، إذًا وضع الرب يسوع مقياسًا، في (يوحنا ١٤: ٢٣). وضح الرب أن الذي يحبه يحفظ وصاياه، إذًا، كلما تحب ستحفظ الوصية أي تأكل من الكلمة.

 إنها القيَم! هي التي ترسم حياتك دون أن تدري، هي ما ترسم دوافعك، والدوافع هي ربط أفكار معًا فتجعلك تفعل الأمور دون أن تدري، ولكي تكتشف أن دافعًا ما خاطئٌ، تحتاج لشخص يراك ويُشير عليه أنه خاطئ ومَن يفعل ذلك هي كلمة الله.

 “لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا.” (متى ٦: ١٩-٢١).

الكنز هو شيء أعطيته معيارًا كبيرًا فاهتممت به.

“٣٣ اِجْعَلُوا الشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وَثَمَرَهَا جَيِّدًا، أَوِ اجْعَلُوا الشَّجَرَةَ رَدِيَّةً وَثَمَرَهَا رَدِيًّا، لأَنْ مِنَ الثَّمَرِ تُعْرَفُ الشَّجَرةُ. ٣٤ يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ. ٣٥ اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ.” (متى ١٢: ٣٣-٣٥).

كيف أن نوع شجرتكم شريرٌ وتعرفون إخراج كلامٍ صالحٍ؟!

 ليس بشرطٍ أن يكون الكنز شيئًا جيدًا، حيث استعمل الرب يسوع هنا كلمة “الكنز” مع شيءٍ شريرٍ، لأنه يُعني مكان اهتمامك، وقد يكون صالحًا أو رديئًا.

 لفظ “كنز” هو مكان لإخفاء (وللحرص على) شيءٍ غالٍ على قلبك، ربما يكون هو العالم، أو يكون الفِكر الإلهي للعالم. تجعلك المعرفة الصحيحة للقيمة تَجري في حياتك الروحية بدون تعبٍ ولا تَمل. إنها إعطاء قيمة واهتمام لما يُعرَض عليك من معرفة وعلم.

الكنز هو أمر أنت تفعل شيئًا تجاهه، تُعطيه وهو يُعطيك. ضع كلمة الله في قلبك وحضور الروح القدس ككنز، أدركْ هذا، بتلك اللحظة تجد نتائجَ غير عاديةٍ في حياتك، بهذا تكون وضعت مثلاً واضحًا تقتدي به/ تقيس عليه المواقف.

 للمقدار والمعيار علاقة بمفهومك للحياة، يجعلانك تعرف أن تُقيّم الشيء.

“رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ.” (يعقوب ١: ٨).

الذي يُفكر (ويُعاير) بطريقتين مختلفتين هو مُتردِّد في كل طرقه.

أتُريد رسم حياتك بالصواب؟ ابدأ من الكلمة وأصْلِحها من الكلمة؛ ستجد طرقك كلها أُصْلِحَت.

إن قَدرت الشيء ستُحفَّز لهُ:

 إن أعطيت مقدارًا وقيمةً لكلمة الله، هذا سيتغلغل في كل طرقك؛ ستعتاد تقييم الناس بالمقدار الكتابي السليم، حتى إن أخطأوا إليك، ستتعامل وتنظر إليهم بمعيار وبقيمة مختلفة، لأنك بدأت بأخذ مبادئ الله، معاييرهُ وقيمهُ في طريقة تفكيرك، حدث ذلك بسبب أنك فهمت أهمية الأمر فتحفّزت إليه.

 إن فهمت أهمية الشيء، ستُحفَز إليه، مثل البعض الذين لا يُصلّون بألسنة، السبب أنهم لم يفهموا الأهمية، لدى هذا الشخص معيارٌ هو؛ “لابد مِن فَهْم كل شيء أصليه، ماذا سأستفيد من الصلاة بالألسنة؟”، الحل لِمْثل هذا الشخص هو أن يُوَضَّح له من الكلمة أهمية الألسنة فيُحفَز للصلاة بالألسنة وحينئذ يهتم بها.

الكنز هو شيء تُعطيه اهتمامك، وبُناءً عليه هو يُعطيك.

“مَنْ يَطْلُبُ الْخَيْرَ يَلْتَمِسُ الرِّضَا، وَمَنْ يَطْلُبُ الشَّرَّ فَالشَّرُّ يَأْتِيهِ.” (أم١١: ٢٧).

“من يبحث عن الخير يجد خيرًا (إحساناً) إلهيًا، لكن من يبحث (يُفكر) عن الشر يأتيه الشر.”

 أنت تجذب وتستدعي إليك ما تُفكر فيه، وتعيش فيه. البحث هنا ليس معناه ذهابه للأمر برجليه، لكنه بحثٌ ذهنيٌّ، كلهُ في مجال التفكير فقط! فتستدعي ذلك الشيء للواقع، لذلك تجد الناس ينجذبون لبعضهم.

 عالم الروح حقيقي، شِئنا أم أبينا، نحن بداخله، إن أخذت تُفكر وترى صورًا سلبية عن نفسك ستصيرها، آجلاً أم عاجلاً. ما تُفكر فيه ستتكلم به حتى ولو بعد فترة مِن الوقت؛ “مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الفَمُ.” (متى ١٢: ٣٤) لذا حينما رأى يسوع نوعية من الناس تُخرِج ثمرًا عكس البذرة قال عليهم “أولاد الأفاعي“، أي مُتحايلين وغير حقيقيين.

 بنفس الوقت قال: “مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الفَمُ“، أي آجلاً أم عاجلاً لن يعرفوا أن يُكملوا؛ لأنهم إن مَثَّلوا اليوم لن يعرفوا التمثيل غدًا، يقول الكتاب المقدس إن الكذب للحظة (أمثال ١٢: ١٩).

 إذًا، ما تفكر فيه تستدعيه. إن عرفت قيمة الشيء ستتحاشى التفكير في أي أمر خاطئ، ستفكر في الصواب والحقيقي.

إن قَدرت الشيء ستُحفَّز لهُ. عدم التقدير للكلمة هو السبب وراء الحيرة والفوضى عند البعض، فَمَن يسير بالكلمة لا يرتبك، إنه أيضًا وراء عدم الانجذاب للكلمة.

“قِنْيَةُ الْحِكْمَةِ كَمْ هِيَ خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ، وَقِنْيَةُ الْفَهْمِ تُخْتَارُ عَلَى الْفِضَّةِ.” (أمثال ١٦: ١٦).

 “من يمتلك الفطنة يعتبرها ينبوع حياة” (أمثال ١٦: ٢٢). ترجمة أخرى.

“أَرَأَيْتَ رَجُلاً حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ؟ الرَّجَاءُ بِالْجَاهِلِ أَكْثَرُ مِنَ الرَّجَاءِ بِهِ.” (أمثال ٢٦: ١٢).

 من الأفضل لك أن تنصح شخصًا جاهلاً من أن تنصح مَن هو حكيمٌ في نظر نفسهِ، هو غير مُعطِي المجال ولو لقليل أنه لربما يكون مُخطِئًا، رغم المحاولات معه لكنه يثق بشدة إنه على صواب، يقول الكتاب إنه يوجد رجاء في الجاهل الذي ترك الكلمة لفترة عن الشخص الحكيم في عين نفسه.

 بمجرد أنْ يكون الشخص حكيمًا في عين نفسه تجد صعوبة في التعامل معه، وليس السبب أن الكلمة عكس ذهنه، إنما لأنه واثق أن معلوماته صحيحة. دائم الشعور بأنه يعرف، هو من يعاني بعد ذلك.

 نصل من الكتاب إلى أنّ الذي يُعطي قيمة للحكمة هو أنت، وليس أن لها قيمة ستظهر من ذاتها.

 إن لم تفهم ما سبق لن تعرف أن تجري بهدف، وإن لم تجري بهدف فأنت في خطة شيطانية بالفعل! لأنه لا يوجد سوى قوتين فقط تعملان في الأرض: “مملكة النور ومملكة الظلمة”، لا يوجد شيءٌ مُحايدٌ.

مَن لا يسير في الكلمة يسير في ظلمة، الأمر ضخم جدًا!

 سيحدث الاختطاف للناس المُستعِدين فقط؛ من أكلوا الكلمة ووضعوا لها موضعَ تقديرٍ. مَن يتخيّل إنه طالما قبل الرب ووُلِدَ من جديد ظانًا أن كل شيء على ما يرام لأن الأمر مجانٍ -فعلاً النعمة مجانية ولكن ما هو مدى تقدير الشخص لهذه النعمة المجانية؟ النعمة مجانية لكنها في نفس الوقت غالية وثمنها حياة يسوع التي قام ببذلها؛ فلا يصح أن ترفض هذه النعمة! للأسف يوجد مَن يستهين بهذه النعمة.

 لِمَن يحبون النوم ويعطونه قيمة أقول: مِن أعراض الكسل كثرة النوم، والعلاج هو التعامل مع أفكارك؛ لأن الكسل هو طريقة تفكير تؤدي إلى سلوك بعكس ما يقوله العالم.

المعايير التي تُحدِّد القيمة والمقدار:

لكي تُعطي قيمةً ومقدارًا، تحتاج لفَهْم المعايير.

 ١- الثقة في الشخص المُتحدِّث، من ثم الثقة في الموضوع (الإله الذي يتكلم عنهُ).

٢- وضوح المعلومات، والمقياس النموذجي (إلهي).

٣- فهم المقياس الذي عرفتهُ بطريقة صحيحة.

 يُدعَى ذلك “استنارة” (إنه دور الروح القدس، هو يكشف حقائق الموضوعات، وكم أن هذا الكلام هام إن فتحت قلبك)، مِن الممكن أن يحدث كل ذلك ولا تكون واعيًا به.

٤- تُبنَى وتترتب داخلك قيمة تجاه الأمر.

 إن لم تفهم أن عملك هام لن تعرف أن تعمله على أكمل وجه، معرفة أهمية ما تعمله يساعدك أن تحبه لأنك تحفّزت داخليًا تجاه.

٥- تبدأ بوضع كل ما شُرِح في قلبك فيكون كنزك.

٦- أخيرًا تسلكُ به.

مفاتيح هامة:

١- الثقة:

(أ) الثقة في الله

 حتى إن لم تعرف كل الحق الكتابي ومازالت لديك أسئلة، ثِقْ بأن هذا الإله لا يخطئ، لذا ليس هو المُتّهَم، لا تعتقد أن المشكلة من طرفه، مِن هُنا تعرف تشخيص المواقف بالصواب.

 هناك إلزام أن تَثق ثقةً عمياء في الإله الذي تتبعه، لا تتحرك بالعواطف أو بالقيم البشرية التي يستحسنها الناس.

(ب) الثقة في الخدام

 مَن يخدموك من الكلمة. طالما أنت جائعٌ، سيوصلك الروح القدس بالناس الصحيحة، بهذا أنت تفتح نفسك على كلمة الله، أنت تفتش في الكلمة وتُراجع من ورائهم ذلك الحق الكتابي الذي يقولونه.

 لا تدع الخبرات الإيجابية (مواقف/ صلوات) التي مررت بها مصدر ثقتك بل كلمة الله، لأنه ربما يكون الروح القدس نزل إليك وقتها لأنك كنت في مستوى روحي مُنخفِض ولكنه ليس معيارًا أو مقياسًا.

 حينما تثق في الكلمة، يبدأ الروح القدس بغرس معيار ومقياس داخلك للموقف، وأي تعليم لا يجزم لك أمورك ويُعطيك تقريرًا محسومًا تجاه الموقف؛ فهذا تعليم غير دقيق ويحتوي سُمًّا، وإن كان التعليم لا يعرف أن يخبرك “نعم أم لا” في الأمر، اعرف أن هذا ربما يكون وعظًا (تعزية) ليس تعليمًا.

“لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.” (كورِنثوس الأولَى ٢: ١٦).

“والْكِتاب يَقول: “مَنْ عَرِفَ فِكرَ الله ليُرشِدَهُ؟” أما نَحنُ فَلَنا فِكْر المَسيح.” ترجمة الشريف.

هنا يقتبس بولس مِن النبي إشعياء؛ “مَنْ قَاسَ رُوحَ الرَّبِّ، وَمَنْ مُشِيرُهُ يُعَلِّمُهُ؟” (إشعياء ٤٠: ١٣).

 جُمل مثل: “من يعرف الرب كل المعرفة؟؟” إنها تبدو خارجيًا مستقيمة، لكن ذلك كلام عهد قديم، يوجد بالحقيقة مَن يعرفُ ويمتَلك حقًا كتابيًا كاملاً تجاه مواضيع معيّنة، طالما أعلنه الرب لنا، لأن الروح القدس دخل العهد الجديد وصار يُعرَف، والآن (في العهد الجديد) صار لنا فِكْر (ذهن/عقلية) المسيح “لَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ“. الآن لم يعد لنا غموض العهد القديم واستفهاماته.

 لا تضع عذرًا هو أن لا أحد عنده الحق الكتابي الكامل، ستظل تكتشف في نفس الخط الذي أنت فيه، لكن لن تقول اليوم شيئًا وغدًا عكسه، إن لم تكن مُحدَّدًا في كلمة الله وأنها لا تحمل أكثر من معنى، ستعيش مُتسائِلاً في الحياة مثلما حدث أولاً واستفهمت في الكلمة!

 اعرفْ العلاج المُحدَّد للأمر من الكلمة، فالكتاب واضح. إن لم تعرف علاج الأمر بذلك أنت لا تسلك من الكلمة، لأن الأمر هو مسار من البحث، إن بحثت في حقّ كتابي سليم يقينًا ستصل للإجابات لأنه لن يصلح أن تقضي حياتك باحثًا!

٢- افهم وانفتح على الحق الكتابي:

لتَبني قيمة تجاه حقّ كتابي معيّن، يجب أن تفهمه وتنفتح عليه.

“اَلْمُسْتَهْزِئُ يَطْلُبُ الْحِكْمَةَ وَلاَ يَجِدُهَا، وَالْمَعْرِفَةُ هَيِّنَةٌ لِلْفَهِيمِ.” (الأمثال ١٤: ٦).

ترجمات أُخرى تقول:

“الساخر يطلب الحكمة ولا يجدها، والفهيم ينال المعرفة بسهولة.”

“الشخص المُستهزئ يطلب الحكمة لكنه لا يصل لها بسبب اتّجاهات قلبه، إنها تعميه وتجعله لا يستمع، ولكن المعرفة سهلة لِمَن لديه قابلية للتعلُّم.”

هذا هو السبب وراء اهتمام أشخاص بالحق الكتابي دون آخرين، لأنهم يعرفون قيمته. في سفر الأمثال يُكرّر ألفاظًا مثل؛ “استمعْ، انتبه، قدِّرْ، اعتبِر، لاحظ،…” فسفر الأمثال كله يوجهك أن تعطي انتباهك كلهُ للكلمة لأنها الحياة، وتعطي طول أيام.

هناك فرق كبير بين المعرفة والفهم، هنا دور الروح القدس.

 حسب (أفسس١: ١٧) صلِّ أنك تستنير وتفهم الكلمة، سيعطيك الروح القدس روح الحكمة والإعلان أن يعمل في حياتك. يوجد من يترك نفسه ليستمع لمفاهيم عالمية وشيطانية. لا تخلط بين المعرفة والفهم الكتابي. كونك عارفًا لا يُعني أنك استنرت، مثلاً؛ يوجد من يعرف عن الميلاد الثاني لكنه لم يختبره، بسبب أنه لم يستنِر بداخله لأهمية هذا الأمر.

٣- ضع الكلمة واكنزها في قلبك:

“وَقَالَ لَهُمُ: انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ، فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ (لا تُقاس حياته بما يمتلكهُ من أموال)” (لوقا ١٢: ١٥).

“وقال لهم: “انتبهوا! احترسوا من كل أنواع الطمع، لأن حياة الإنسان ليست في كثرة أملاكه.” ترجمة الشريف.

 لا تُقاس الحياة بما لديك من أموال، وهُنا كان يحكي الرب يسوع عن المقاييس المُختلِفة تمامًا عن التركيبة التي عمل بها إبليس في أذهان الناس. “أي ينبهك أن الحياة لا تُقاس بما تمتلكه، ليست هيبة الرجل جيبه كما يقول الفِكر الشيطاني الذي يتبناه العالَم.”

 هذا يجعل من يُقْدم على الارتباط يشعر بأنه عاجزٌ. المشكلة أنك لا ترى نفسك بتلك الصورة، أيضًا لم تتأمل أنك خليقة جديدة، ولست شخصًا مُدَرَّبًا بالكلمة، ومُعتبِرًا أن أموالك قليلة جدًا؛ لأنك أنت من تعتبرها وليس لأنها الحقيقة، يقول الكتاب إنه “في حقل الفقير توجد غنائم كثيرة”

“فِي حَرْثِ الْفُقَرَاءِ طَعَامٌ كَثِيرٌ، وَيُوجَدُ هَالِكٌ مِنْ عَدَمِ الْحَقِّ.” (الأمثال ١٣: ٢٣).

 المشكلة في إدارة هذه الممتلكات، يقول الكتاب إن “الفقير (من يرى نفسه فقيرًا) في وسط حقله توجد ممتلكات كثيرة، لكنه لا يعرف أن يزن ما لديه، لأن ليس لديه ميزانٌ مضبوطٌ، دائمًا يشعر أنه لا يمتلك شيء.”

 إجابات الناس التي ذُكِرَت واستخدمها الروح القدس كانت إجابات واضحة،

مثلاً؛ السيدة التي سألها النبي أليشع: “مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ؟”. فَقَالَتْ: “دُهْنَةَ زَيْتٍ” (الملوك الثاني ٤: ٢).

 أيضًا قال موسى إن “لديه عصا”، نبدأ من هنا، ليس لدى موسى جيشٌ بل عصا! إن كانت طريقة تفكير موسى خاطئة، لقال: “لا أملك جيشًا وحتى هيبتي تلاشت، كنت في القصر لكني تركته، حتى أمل تواجدي في قصر فرعون انقطع!”. لهذا إن قستْ المواقف بالمقاييس البشرية، سترى العراقيب وتُحبَط وترى حمولة وصعوبة المواقف.

 “١٦ وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً قَائِلاً: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ، ١٧ فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ، لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ ١٨ وَقَالَ: أَعْمَلُ هذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَّلاَتِي وَخَيْرَاتِي، ١٩ وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! ٢٠ فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ ٢١ هكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا للهِ». ٢٢ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «مِنْ أَجْلِ هذَا أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ، وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ. ٢٣ اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ اللِّبَاسِ. ٢٤ تَأَمَّلُوا الْغِرْبَانَ: أَنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ، وَلَيْسَ لَهَا مَخْدَعٌ وَلاَ مَخْزَنٌ، وَاللهُ يُقِيتُهَا. كَمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُورِ! ٢٥ وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟ ٢٦ فَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَقْدِرُونَ وَلاَ عَلَى الأَصْغَرِ، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِالْبَوَاقِي؟” (لوقا ١٢: ١٦-٢٦).

“وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي”: بنى فرحه على ما يمتلكه.

“هكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا للهِ”

 “هذه هي حالة من يُخزّن الكنوز لنفسه ولا يكون غنيًا عند الله -أي ما يعتبره الله غِنى حقيقي!” ترجمة كتاب الحياة.

“اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ (أكثر قيمة) مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ اللِّبَاسِ”

“يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟”: هنا لا يتكلم عن الطول بل “العمر” (مزمور ٣٩: ٥).

“فَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَقْدِرُونَ وَلاَ عَلَى الأَصْغَرِ، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِالْبَوَاقِي؟”: إن لم تقدروا علي تلك الأمور التافهة، كيف ترتبكون بالأمور الأخرى؟!

 “الأَصْغَرِ”: المقصود بها إطالة العمر فأنت لا تستطيع فقط أن تجلب مالاً إنما أيضًا أن تُطيل عمرك كما جاء في سِفْر الأمثال (أمثال ٤: ٤)، وهذا مستوى المقياس عند الرب.

 يرتبط مقياسك بما عندك من آيات. هناك تحويل للموضوع إلى قلبك، فتكنز الكلمة داخلك. الكنز هو الشيء الثمين الذي تعتبره جدًا وتضعه داخلك بعزه وتقدير وتحافظ عليه ولا تستغني عنه.

 “اِقْتَنِ الْحَقَّ وَلاَ تَبِعْهُ.” (أمثال ٢٣: ٢٣)، الطريقة الشرسة في سِفْر الأمثال أن تقتني الحق (أي تقول: “لا” علي أمور، وأن تُقدِّر الحق وتُعطيه أعلى قيمة في حياتك، ولا تسمح لشيء يُساويه أو يعلو فوقه.

 قال أحد رجال الله: “ربما تعود مُرهَقًا من عملك، وفجأة تسمع اصواتًا تنادي: “حريقًا، حريقًا!”، وقتها ستركض رغمَ إرهاقك هذا لأنك مُحفَّزٌ لتحيا، وهذه هي الطريقة لتكون مُستقِرًا وثابتًا، بدلاً أن تكون مُتقلِبًا؛ ترتَفع وتهبط بسبب المشاعر والسلوك بالحواس الخمس، إنما تسلك بالكلمة.

 مهم جدًا بعدما تخزّن الكلمة أن تخضع للروح القدس الذي يستخدم الكلمة المُخزَّنة بداخلك لتوجيهك.

٤- أن تسلك:

 المشكلة التي تواجهها في هذه النقطة هي “الخوف” أنك ربما لا تجد نتائجَ، وأن تقول ولا يحدث، وأن تواجه مقاومات.

 علاج الخوف هو الجرأة، إنها تأتي من الروح القدس، وهذه إحدى فوائد الصلاة بالألسنة أنها تجرئ نفسك! (١ كورِنثوس ١٤: ٤).

“كُلُّ كَلِمَاتِ فَمِي بِالْحَقِّ. لَيْسَ فِيهَا عِوَجٌ وَلاَ الْتِوَاءٌ.” (أمثال ٨: ٨).

 لن تجد في الكلمة شيئًا مُتضارِبًا أو عكس الحقيقة. لتسمع صوت الله، ببساطة، ادرس الكلمة/ اجلس أمامها. القيمة هي ما تعطيك التقدير والاعتناء بالشيء.

 “١٩ «لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُون. ٢٠ بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، … ٢٥ «لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُون وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟ … ٣١ فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟” (متى ٦: ١٩، ٢٠، ٢٥، ٣١).

“فَلاَ تَهْتَمُّوا”: كنزك هو اهتمامك

“لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ”: هذا أمر أنت تفعله ولا تنتظر ليُلَح عليك أو تُدفَع إليه، تكتشف أنك تقدر أن تتحرك لأن الإمكانيات في روحك، والكتاب يوضح إمكانياتك لك، لذا تجري نحو الكلمة، وبمجرد سلوكك بها، تجد نفسك انطلقت في الأمر بشدة!

أَوْضَحَ الرب هنا أن الكنز هو

(١) اهتمام.

(٢) طلب.

 عندما لا تجد نفسك جائعًا للكلمة، وقتها أنت تسلك بالمشاعر، اختر أن تسلك بمبادئ وليس بالمشاعر. المؤمن الصحيح هو من يسلك بالمبادئ (مبادئ الكلمة) ليس بالمشاعر، هُنا استقرار المؤمن.

 “وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ ِللهِ لاَ مِنَّا.” (٢ كورنثوس ٤: ٧).

 لم يقل الكنز إنما قال “هذا الكنز”، أي وُضِعَ بداخلك كل ما يلزمك بسبب إنك أولاً: وُلِدتَ من الله، وثانيًا: امتلأت من الروح القدس، هذا هو الكنز الذي تحتاج الانتباه له.

 الكنز في العهد الجديد معناه أن تهتم بشخص الروح القدس داخلك، اهتمامك يُعني أنك تعرف عنه، تدرس عنه، تكتشفه، تنتبه لهُ. يتخيّل المؤمنون أن الرب سيمنحهم أمورًا من السماء، في حين أن كل الأشياء مُنِحَت لهم في الكنز في داخلهم.

 وَضَّحَ الرب أن هذا الكنز في “قلبك”.

هو قال إن “كنزك في السماء”، لكنه رجع قائلاً إن “الكنز في القلب”، أي تقدر أن تعيش السماء على الأرض. (متى ٦: ١٩-٢١)

 “وأنت تسير كل يوم، ليكن هذا هو العيد والفرح لديك: “أنك تحتوي على هذا الكنز (شخص الروح القدس) بداخلك”

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$