عندما يأتي الضيق
When Trouble Comes
Gloria Copeland
ليس أحد صحيح القوى العقليه يبحث عن المشاكل، وخاصة المؤمنين. فلأننا نحب الله ونثق في كلمته فنحن لا نتحرك متوقعين أن تحدث لنا أشياء سيئة، نحن دائماً نتوقع أن تحدث لنا اموراً جيده. لكن لأننا نحيا في عالم ساقط فمازال علينا التعامل مع إبليس، فمن حين لآخر سيأتي الضيق يقرع أبوابنا وعندما يحدث هذا علينا أن نعرف ماذا نعمل بحيال ذلك. علينا أن نكون مستعدين لأن يسوع قال بوضوح ” في العالم سيكون لكم ضيق” (يو33:16).
(كينيث) وأنا نستطيع تأكيد ذلك من خلال خبرتنا الشخصيه، ففي السنين التي بدأنا نتعلم فيها ان نسير بالإيمان وجدنا انفسنا في مواقف مزعجه في بعض الأحيان. معظمها كانت مشكلات ماديه والبعض كان خطيراً جداً.
على سبيل المثال، كنت أفكر مؤخراً في الوقت الذي كان علينا تسديد ستة ملايين دولار هي فواتير خدماتنا التليفزيونيه (إن كنت تتحدث عن الضيق فأظن هذا كافي جداً)، عندما اكتشفنا هذا لم نكن مستعدين له، فحينما وقعنا في تلك الضائقة الماليه، بالرغم من محاولاتنا الجاده إلا أنه لم يبدو أننا سوف نخرج من تلك الهوة.
وبالرغم من اننا صلينا من أجل هذا، فقد مرت أيام وأسابيع وشهور ومازال العجز موجوداً. عرفنا أنها ليست غلطة الله، فقد قال أنه مهما كان ما نطلبه في الصلاة فمتى آمنا ان نناله يكون لنا (مر24:11). لم يكن لدى الله أية مشكله في تسديد أي كمية من الأموال لأن إقتصاده دائماً مزدهر مهما كان إقتصاد العالم سيئاً.
وما هو أكثر من ذلك فبالرغم من أن يسوع قال “في العالم سيكون لكم ضيق” إلا أنه قال أيضاً “ثقوا (تشجعوا) أنا قد غلبت العالم”
لذا فقد عرفنا كما يقول الله في كلمته اننا امتلكنا الستة ملايين دولار منذ اللحظة التي طلبنا فيها.
ولكن لبعض الأسباب فنحن لم نبلغ لهذا المستوى، عندها طلبنا من الله ليكشف لنا “أين تكمن المشكله؟ “. وهذا ما أرانا إياه ” أننا في ذلك الوقت لم نملك الكلمة كفاية في قلوبنا لنمتلك الستة ملايين دور” . فقد كنا نحتاج لإختراقه داخليه قبل ان تتم الإختراقه الخارجيه (تسديد الاعواز).
لذا فهذا ما فعلناه فبدلاً من الإحباط وإلقاء اللوم على الله قائلين ” لما سمحت ان يحدث هذا لنا ؟ ”
فقد قضينا وقت أكثر في قراءة ولهج وإعلان ما تقوله الكلمه عن مادياتنا، وبدلاً من الإستسلام فقد اتجهنا للكلمة.
هذا هو المفتاح الرئيسي للخروج من الضيق
لأن الإيمان هو الغلبة التي تغلب العالم (1يو4:5)، والإيمان يأتي من سماع كلمة الله (رو17:10)
لهذا السبب فالكتاب يقول ” يا ابني أصغ إلى كلامي. أمل أذنك إلى أقوالي. لا تبرح عن عينيك. احفظها في وسط قلبك ” (ام4 :20-21) كما يقول أيضا في (يش8:1) ” لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك, بل تلهج فيه نهارا وليلا, لتتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك (تزدهر) وحينئذ تفلح”.
بالرغم من اننا اخذنا وقت (أنا وكينيث) لنرفع مستوى إيماننا للستة ملايين دولار، فالرب قد ساعدنا ونحن التصقنا به. لقد استمرينا في زراعة بذار الكلمة في قلوبنا وأفواهنا وفي النهاية فقد نمت البذار وأنتجت ثمراً وبدأنا في جمع الحصاد. فقد دفعنا فواتير خدماتنا التليفزيونيه وتحول ضيقنا إلى اختبار وشهادة.
تستطيع فعل هذا (أي شخص يستطيع فعل هذا )
لقد عشنا بهذه الطريقة لقرابة ثلاثة وأربعون سنةً وإلى الآن لم تفشل معنا قط، ففي كل وقت نمر به بضيقة شديدة ( والحقيقة لدينا الكثير منها ) كان الإيمان بكلمة الله هو ما أخرجنا من الضيق.
وقد رأينا ذلك يعمل في حياة عدد لا يحصى من الناس، أستطيع إخبارك عن عدد من المؤمنين الذين نعرفهم وقد واجهوا ضيقاً مثلنا (أنا وكينيث). فلم يكن لديهم أي شئ مثلنا-عندما اُنقذوا- فقد كانوا يعيشون تحت الصفر. لكن عندما بدأوا بوضع الله أولوية في حياتهم وملأوا قلوبهم وأفواههم بكلمة الله بدأ الإزدهار يظهر في حياتهم. واليوم هم يستمتعون ببركة الله وأمور رائعه تحدث في حياتهم.
إليك مثلاً : (كيث مور) عندما سمع هو وزوجته (فيلي) رسالة الإيمان لأول مره ، ذهبوا إلى مدينة (تولسا) لمدرسة الكتاب المقدس. كان لديهم بالكاد ما يوفرونه، فالشقة الوحيده التي كانوا قادرين على شرائها كانت تقع في واحدة من أسوا مناطق البلدة. أحياناً كانوا يسمعون طلقات ناريه في الخارج ويرون أضواء سيارات الشرطه، وفي أول يوم ليلة لهما قام احدهم بتفريغ البنزين من سيارتهما.
في هذه الأيام كان الضيق يقرع بابهما بطريقة حرفية، ولكنهم خرجوا من الضيق
فقد بداوا في وضع وعود الله بخصوص الإزدهار في قلوبهم وفي أفواههم وعملا ما اخبرهم به الله.
بعد وقت قليل، كانوا يختبرون زيادة في مادياتهما، فالرغد والغنى كانا ظاهرين في حياتهما كما يقول (مز3:112) وبعد فتره قليله كانوا قادرين على الإنتقال إلى منطقه أفضل وبيت أجمل.
ولطالما كانوا يسيرون مع الله ويثقون في كلمته كانوا يزدادون في طريق، فالرب قد باركهم بسيارة جديده ومركب مائي وكل انواع الأمور الرائعه حتى انهما وجدا صعوبه في إيجاد مكان في منزلهم يسع كل هذه الأشياء.
في أحد الأيام جاء جارهم الذي كان يشاهد ما يحدث (لكيث) من إزدهار، جاء إليه وسأله ” أريد أن أعرف ما الذي يجري؟ كيف حصلت على كل هذا؟ ”
وكنتيجة لذلك، كانت لدى (كيث) الفرصة لإخباره عن صلاح الله .
إن هذا الشئ الذي كان يوماً ضيقاً في حياة (كيث) قد تحول إلى اختبار.
لكن هل هذا يعني أن (كيث وفيلي) لم يواجها أية مشاكل ماديه مره أخرى ؟
بالطبع لا
فالبرغم من انهما مؤمنين، بل أكثر مؤمنين مكرسين أعرفهم. هم دائماً يطيعون الله ويعملون لإمتداد وتقدم ملكوته، فهما مثلي أنا و(كينيث) قد واجها نصيبهما من التحديات الماديه.
وكذلك كل المؤمنين الاخرين
أعرف هذا، فمن وقت لآخر عندما أعظ أقوم بعمل استطلاع رأي. اسأل الناس ” ماهي المشكلة الأكبر في حياتكم ؟؟ ”
وأعطهم قائمه بخيارات مثل (المرض-الصراعات العقليه-الأمور الماديه) وفي كل مره أجد معظمهم يشيرون إلى المشاكل الماديه كأكبر مشكله في حياتهم.
بالرغم من أن هذا يبدو كأخبار سيئة ولكن الأخبار المفرحه هي أنه مهما عظمت الضيقات الماليه فالله لا يكترث لحجمها، لذلك فإن أي شخص يستطيع الخروج من ضيقاته الماديه. كل ما عليهم فعله هو ما فعلته أنا و (كينيث) وما فعله (كيث و فيلي). ضع الله في المقام الأول في حياتك وبدلاً من الإحباط والإستسلام اختر أن تتجه للكلمه.
أي شخص يستطيع فعل، فأي شخص يستطيع أن يضع كلمة الله في قلبه بوفره لتخرج في النهايه من فمه بالإيمان وتحدث اختراقه ماليه طبقاً لما يقوله الكتاب المقدس.
من المحزن أنني رأيت الكثير من المسيحيين غير راغبين في ان يعطوا كلمة الله الإنتباه والتركيز، فلا يريدون بذل الوقت أو أي مجهود.
إنهم يشبهون نعمان في العهد القديم، هل قرأت قصته من قبل ؟
كان قائداً لجيش أرام (سوريا) وكان يعاني من البرص (الجزام) وذهب للنبي أليشع أملاً في الشفاء. وعندما أخبره أليشع ان يذهب ويغتسل في نهر الأردن، تضايق ولم يرد ان يفعل ذلك، كل ما أراده هو أن يضع أليشع يده عليه ويصلي من أجله، لقد أراد نتائج سهله في التو.
في بعض الأحيان يسلك مؤمنو اليوم بنفس الطريقه، فهم لا يريدون أن يفعلوا شيئاً بأنفسهم، هم يريدون فقط الخروج من الضيق عن طريق ان يضع احدهم يده عليهم ويصلي من اجلهم، ولكنّ الله عادة لا يعمل بمثل هذه الطريقة. فالله قد اعد كل شئ لنا لنستقبله بقانون روحي هو الزرع والحصاد.
هنا أنا لا أقصد أن انك لا تستطيع الحصول على الشفاء الفوري أو تسديد الإحتياج المالي، يمكنك ذلك
فلو كنت صغيرأ في الرب ولم تنضج روحياً بعد، فإن الراعي او أي شخص مملوء بالإيمان يقدر أن يضع يده عليك أو يصلي من أجلك فتستقبل معجزه فوريه.
ولكن ليس من المفترض أن تعيش هكذا، فالله لم يقصد لك أن تنجو من معجزه لمعجزه وان تعيش على اجنحة إيمان الاخرين. فإرادة الله لك هي ان تّنمي إيمانك عن طريق زرع الكلمه داخلك بإستمرار، إنه يريدك ان تكون مثل الرجل الذي قال عنه يسوع “إنسان يلقي البذار على الأرض (ويستمر)… ليلاً ونهاراً والبذار تنمو وتنبت وتزداد” (مر4 :26-27 الترجمة الموّسعة)
كما قلت سابقاً، إن هذا هو المفتاح للإنتصار الثابت وللتغلب على كل أنواع الضيق: فانت تفعل ذلك بالإيمان الذي يأتي من حياة يوميه مع كلمة الله في قلبك وفي فمك .
أنت من يختار : كيف تكون النتيجه !
قد يقول احدهم :” ولكن جلوريا. أنا لا أستطيع أن أرى كيف يمكن لكلمة الله أن تصنع فرقاً في حياتي. فالبرغم من اني أؤمن من صدق الكلمه ولكنه مجرد كتاب”
إنه يبقى مجرد كتاب حينما يكون موجوداً على طاولتك مغلقاً، ولكّن الكلمات داخله تحتوي على كل قوة الله. فكلمته هي قدرته الخّلاقه. فعندما تضعها في قلبك وتتكلم بها في فمك فهذه القوة ستتحرك لتحدث تغيير في حسابك المصرفي، في جسدك، في عائلتك وأي شئ آخر يحتاج للتغيير في حياتك.
قد تقول ” حسناً .لقد جربت ان اتكلم بالكلمه لفتره ولكنّ هذا شاق جداً. فانا لا أستطيع الإستمرار في هذا”
هذا لأن الكلمه ليست بداخلك بوفرة، لكن لو التصقت بها واستمريت في زراعة بذار الكلمه في قلبك عن طريق سماع الكلمه وقرائتها كل يوم، هذا سيغرس الكلمه ويجعلها تنمو وعندها تحدث الإختراقه (المعجزه) داخلك ومن ثّم تُستعلَن في الخارج أيضاً. أنت ستجد نفسك تتكلم بالكلمه حتى من دون التفكير في ذلك.
في (مت12 :33-35) شرح يسوع هذا ” اجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيدا أو اجعلوا الشجرة ردية وثمرها رديا لأن من الثمر تعرف الشجرة… الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحات والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور”
لاحظ في هذه الآيه أن الله ليس هو ما يقرر ما سوف يحدث للإنسان الصالح أو للإنسان الشرير، إنهم بأنفسهم من يقررون. فكل منهما قد حدد أي نوع من الثمار سوف يحصده عن طريق ما استخدموه من عيونهم وآذانهم وتركيزهم. فإن ما يحصدونه (ما يجدونه من نتائج) هو نتيجة لما قد زرعوه في قلوبهم.
بهذه الطريقة يعمل قانون الزرع والحصاد الروحي : لأي شئ سواء أمور جيده أم سيئه، سلبيه ام إيجابيه.
فعلى سبيل المثل- فكر : كيف تسيطر الإباحيه على الناس ؟؟
الناس يرون بعيونهم، ويبدأون في إعطائها تركيزهم. فمثلاً عندما يتصفحون الأنترنت يوما، وفجاة تظهر على شاشتهم صور خليعه. بدلاً من الإبتعاد فإنهم يثبتون عيونهم ومن ثّم يبدأون في البحث عن تلك الصور، وينظرون أكثر فاكثر للصور الإباحيه حتى تتسرب في النهايه لقلوبهم، وتبدأ في السيطره على حياتهم.
لا تسمح لهذا ان يحدث لك. فعندما تكون في متجر للبقاله وترى صوراً شريره على غلاف إحدى المجلات، لا تقل “واو.. انظر إلى هذا”
لكن تحول عن هذا وركز إنتباهك في أي مكان آخر وردد هذا ” لا أضع أمام عينيّ أمراً ردئ” (مز3:101).
ياله من أمر خطير، فإن ما نفعله بعيوننا وأذاننا وما نركز تفكيرنا ناحيته هو ما يدخل إلى قلوبنا وطبقاً لـ (أم23:4) ” لأن منه (قلبك) مخارج الحياة” . فلو أبقيت عينك على الأمور السيئة، فلسوف تدخل لقلبك وتسري في حياتك، لكن لو أبقيت عينك على كلمة الله فالبركات ستسود وتتدفق في حياتك.
بطريقة أخرى، فإن مستقبلك مخزون في قلبك وفي كلماتك. فانت من تختار كيف تكون النتيجه النهائيه.
إن كنت قد اختزنت اموراً خاطئه في الوقت الماضي، تستطيع ان تتوب عنها وتمسح هذا المحصول السئ بدماء يسوع وعندئذ تستطيع أن تبدأ من جديد.
أليس هذا رائعاً. فالله ملآن جداً بالرحمه. فقد جعل كل هذا في الكلمه، فبإمكاننا تغيير مستقبلنا في أي وقت نريده. فلو انك غير راضٍ عما تعيشه الآن، بدلاً من الإستسلام اتجه للكلمه
هيا نحو الكلمه وحول كل ضيقة تجتازها إلى إختبار
اغلبها بالإيمان الذي في قلبك وفمك
واجعل إبليس يندم أنه فكر في قرع بابك.