لمشاهدة العظة علي فيس بوك أضغط هنا
لسماع العطة علي الساوند كلاود أضغط هنا
لمشاهدة العطة علي اليوتيوب
(العظة مكتوبة)
أبناء القيامة – الجزء 1
- القيامة أكثر مِن مجرد عيد!
- مفهوم “أبناء القيامة”.
- النضوج في القيامة.
- صار لنا مُسميات أخرى.
- لم نَعُد كالباقين.
- القيامة أكثر مِن مجرد عيد!
سأتكلَّم معكم في هذه السلسلة عن زوايا أخرى عن القيامة غير التي شرحتها قبلاً في سلسلة “المجد الحالي بسبب القيامة” وباقي السلاسل التي تَخُص الموضوع نفسه، حيث يُمكِنك الرجوع لها للاستفاضة. سمعنا لمدة سنوات عن عيد القيامة على إنه الفترة التي نتذكَّر فيها كم تألَّم الرب يسوع وصُلِب ومات وقام من الأموات.
استنتج البعض خطأً نتيجةً لِما شرحته قبلاً وبسبب الآيات التي تُثْبِت بالفعل أننا يمكننا أن نتمتع الآن ببركات القيامة أن المُلك الألفي قد بدأ الآن، في حين إنه لم يأتي بعد لكنه حدثٌ مستقبليٌّ، وهناك البعض الآخر يقول إن المُلك الألفي رمزي.
يُحدِّثنا الكتاب عن إننا يمكننا السيطرة والتحكُّم في حياتنا من الآن، ومِن ثَمَ سندخل في المُلك الألفي الحرفي، فالرب يسوع شخصيًا سيأتي على الأرض ويُقيِّد إبليس، وهذا شرحته في السلاسل السابقة، لكن ما أُريد التركيز عليه في هذه السلسلة هو التطرُّق لكيفية الاستفادة من القيامة في حياتنا الشخصية.
للأسف بسبب عدم فَهْم القيامة بصورة صحيحة استنتجَ البعض أنها ما إلا عيدًا نحتفل فيه بالرب يسوع الذي عَبَرَ في مشكلة تُسمَى موت الصليب وغلبه وقام، لكن الأمر أكبر من ذلك، حيث أوضحت أنّ آلامه لم تكُن الجسدية الظاهرية فقط، لكنه عَبَرَ في أمور أبشع كأن يرى الأرواح الشريرة مُتجسِّدة أمامه وكانت تحتفل بأنه قد وقعَ في أيديهم.
أؤمن أن الرب يسوع مات بالحق ثلاثة أيام، حيث شرحت مُسبقًا أنه أُسلِمَ الأربعاء ليلاً وصُلِبَ الخميس صباحًا، وهذا شيء غير قابِل للنقاش فحينما شربَ معهم الكأس كان هذا له علاقة بأعياد يهودية تخُص الكؤوس وما إلى ذلك. يُمكِنك الرجوع للسلاسل السابقة لفَهْم الأمر أكثر، لكن إن كانت الكنيسة اتَّفقتْ على جعل يوم الجمعة هو يوم الاحتفال بالعيد، فليكُن، لا مشكلة.
- مفهوم “أبناء القيامة”:
لنتطرَّق أكثر إلى فوائد القيامة. انتصر الرب يسوع على كل أنواع الموت وليس الجسدي منها فقط، فهذه كانت مشكلة البشرية وما كانوا مُستعبَدين له، فهناك مَن يخاف مِن موت صورته وكرامته قدام الناس، فهو يخشى أن تُطحَن كرامته أو يُستَخَفّ به أمام الناس، حيث يهلع من أن تموت سمعته وتتلوَّث، فكلمة “موت” أبعد من مجرد رؤية شخص ميتًا على السرير.
“٣٥ وَلكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ، ٣٦ إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضًا، لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ، إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.” (لوقا ٢٠: ٣٥، ٣٦).
يقصد هنا أنهم لم يعودوا بشرًا عاديين ولم يَعُد لديهم القدرة على أن يموتوا.
“أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ”؛ أعطى الرب يسوع ذلك العنوان مُتحدِّثًا عن تلك الفئة التي ستذوق القيامة.
“وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (أفسس ٢: ٦)؛ حسنًا! إما أن يكون ذلك الكلام نظريًّا أو هو بالفعل حقٌّ وعلينا تصديقه! الآن دعونا نربط الشاهدين معًا، فقد صار الموت غير قادِرٍ على الإمساك بأولئك الذين قاموا مع المسيح، هل هذا الكلام سارٍ عندما سنحصل على الأجساد المُمَجَّدة فقط؟ كلا بل هو يسري الآن على الذين طُبِّقَتْ عليهم القيامة (أفسس ٢: ٦).
يعني ذلك أن كل موت أحلام أو علاقات أو مشاريع، وكل حسرة وحزن، كل هذا لم يَعُد لهم وجود في حياة أبناء القيامة.
قد تسأل: الآن نحن نستطيع الزواج، لذا لا يسري هذا الكلام علينا بحسب (لوقا ٢٠: ٣٥، ٣٦)! الإجابة هي إنه سارٍ الآن في أرواحنا ويتبقَّى جزءٌ ألا وهو افتداء أجسادنا (تغيير جسمنا لنأخذ جسدًا جديدًا)، لهذا نجد مُؤمِنين يظهر غي حياتهم مفعول الموت لأنهم لم يُطْلِقوا تلك القوة للخارج، فالبذرة (قوة القيامة) داخلنا وتؤثر على أجسادنا.
“لاَ أَتَكَلَّمُ أَيْضًا مَعَكُمْ كَثِيرًا، لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ.” (يوحنا ١٤: ٣٠)؛ يوضح هنا الرب يسوع أنه لم يسمح بوطأة قدمٍ لإبليس في حياته، فهو قال ذلك قبل دخوله على الصليب لئلا يعتقد التلاميذ أنه أعطى مكانًا لإبليس كونهم سيرونه مُعَذَّبًا بصورةٍ بَشِعة لدرجة أن عظامه خرجت من مكانها أي صار مُشوَّهًا.
يختلف الجسد الذي قام به الرب يسوع عن الذي وُلِدَ به، نعم الذي وُلِدَ به كان بلا خطية لذلك لم يَكُن للموت الأحقية في أن يَمَسه، إذًا كيف مات؟ عن طريق أنه أطلقها بلسانه وقالها وأسلم نفسه، مما يُثبِت أنك إن أطلقت لسانك وقُلت: “أنا لن أموت قبل وقتي، لن أموت إلا حينما أُتمِّم دعوتي”، سيكون كذلك، نستنتج من هذا إنه في يدك ألا تسمح لإبليس بأن يدخل لحياتك.
- النضوج في القيامة:
“أبناء القيامة” (لوقا ٣٦:٢٠)؛ أتت في الأصل اليوناني “uihos” أي “الناضجين في القيامة”، أي الذين فهموها وعاشوها ومرُّوا بمراحل نضوج بداخلها وهذا لن يَحدُث فقط بالولادة بل بممارستها تجاه الظروف والمشاعر السلبية، فقد صار بداخلك الآن القوة الكافية لتغيير أي موقف سلبي وإقامة أي شيء على وشك الانهيار أو الموت، إذًا ضمنيًا القيامة تُمارَس.
“وَبَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضًا، وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعًا أَنْ يَأْتِيَ.” (لوقا ١٠: ١)؛ كانت استراتيجية الرب يسوع هي إرسال أشخاص للأماكن التي على وشك دخولها ليُهَيئوها من خلال التعليم، فيتمّ تحفيز الناس اتجاهه فيسهل قبولهم له.
“عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضًا”؛ مِمَّا يُثبِت أنها ليست أول مرة يرسل الرب يسوع فيها أشخاصًا ليهيئوا له الطريق، بل أكثر من مرة. نلاحظ أيضًا أنه كان يَهدُف لإعطاء تعليم لتلك المدن لهذا أرسل التلاميذ قَبْله لينجزوا دور الشفاء وإخراج الأرواح الشريرة، بالطبع ما لم يَكُن هناك المزيد.
أتى لفظ “عَيَّنَ” في الأصل “anadeiknumi” بمعنى “تكليف بمهمة مع إعطاء القوة اللازمة لإتمامها”.
“١٧ فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: «يَارَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ!». ١٨ فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ. ١٩ هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ. ٢٠ وَلكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ». ٢١ وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ».” (لوقا ١٠: ١٧-٢١).
” ١٨ فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ”؛ أي إن الرب يسوع رأى تأثيرهم على منطقة كاملة!
“١٩ هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ”؛ للوهلة الأولى عندما تقرأها في الترجمة العربي ستجد أن تلك القوة في الظاهر كانت سوف تُعطَى فيما بعد، فبالتأكيد سيتكوَّن بداخلك سؤالٌ -نفس السؤال الذي راودني حينما قرأتها لأول مرة عندما كنت صغيرًا- وهو: “كيف أخرجوا الشياطين وهم لم يأخذوا القوة بعد؟!” إلى أن وجدت الإجابة عندما بحثت عنها في الأصل اليوناني.
وجدْتُ أنها أتت هكذا؛ “ها أنا قد أعطيتكم (بالفعل) القوة” وهذا حدث وقت تعيينهم، حيث كان يختارهم من وسط زحام ويقول لهم على المهمات التي سيفعلونها، فَهُم نالوا القوة وقت تَكلُّمه معهم، لقد نالوا القوة على الرغم من أنهم لم يشعروا بشيء انتقلَ لهم، ولم يضع الرب يسوع يديه عليهم، وهذا لا يُعنِي أنّ وَضْع الأيدي أمرٌ خطأٌ، ولكن هذا ما حدثَ حينها.
كان العدد التاسع عشر عبارة عن شرح الرب يسوع للتلاميذ عن مصدر تأثيرهم وهي القوة التي مُنِحَتْ لهم، ونراه في الأعداد التالية في الظاهر يُطفِئ الفرحة فيهم، ولكن في الحقيقة كان يريد أن يلفت نظرهم أنّ فرحهم الحقيقي -وفرحه هو شخصيًا- هو أنهم فهموه.
بنفس مُنطلق ما فهمناه توًا، افهمْ هذا، أنت لم تشعُر بشيءٍ عندما قبلت الرب يسوع مِن خلال شخص أو نبذة أو ما إلى ذلك، ووُلْدت من جديد، كالطفل الذي وُلِدَ ولم يَكُن واعيًا أنه وُلِد أي هو عبارة عن مفعول به، فوارد يتم رعايته بصورة صحيحة أو خاطئة.
نرى أن أي طفل يُولَد يكون بداخله كل الإمكانيات ليمشي ويتكلَّم ويكبر بصورة طبيعية ويفيد مجتمعه، ولكن هذا طبقًا لِما يُطعَم به، فبالطريقة نفسها بعد ميلادك الثاني، كل ما ستُدرِكه حينها أنك تركت العالم والخطية وتركت كل ما كان يربطك بها إن كان أفعال معينة أو أصدقاء…إلخ.
في الحقيقة ما حدثَ داخلك هو تغيير طبيعة كاملة، وهذا ما لا يعرفه البعض، حيث يعتقدون أنّ الميلاد الثاني هو إعادة تأهيل وتعديل سلوكيات لإرضاء الله! للأسف لم يتم فَهْم الإمكانيات الضخمة التي مُنِحَتْ لنا بعد الميلاد الثاني ذلك الوقت التي أخذنا فيه قوة القيامة.
يُخطئ البعض عندما يسلكون بمشاعرهم ويقولون: “لقد شعرت بأني أخذت سلطانَ الرب تجاه هذا الأمر أو نُلْت دفعةً وجرأةً حيال هذا الشيء،… وهكذا”، هذا يَنُم عن جهلهم بحقيقة أنّ كل هذا بداخلهم بالفِعْل طوال الوقت كونهم وُلِدوا من جديد، لكن تلك القوة تظهر بحسب التعامُل معها، حيث يُمكِن إخمادها كالنار التي تكون في البداية مُشتعِلةً وفي النهاية تنطفئ.
ستلاحظ وجود تلك الشعلة في أولئك الذين قبلوا الرب يسوع توًا -وهذا ما حدث معنا أيضًا- فنراهم مُتحمِّسين جدًا للرب ولا يفوِّتون خلوةً أو عظةً أو اجتماعًا حتى لو كانوا مشغولين في مذاكرتهم أو أشغالهم، فَهُم يضعون الله في المقدمة. على الجانب الآخر نرى مَن هم مُؤمِنون لسنوات عديدة ولكن تمَّ إخماد تلك النار كونهم لم يُحافظوا على اشتعالها كسلاً وإن كانوا يقولوا إن السبب غير ذلك، فمسئوليتك أن تُحافظ على نارك مُتقدة، وهذا يكون طبقًا لما تلقَّاه الشخص من رعاية وتعليم.
رأيتُ شخصيًا في حياتي نوعين من الناس، مَن يخمدون الاشتعال بالرب ومَن يُزيدون الحماس للرب؛ لهذا من الهام وجودك في مجتمع كنسي سليم لتنمو بصورة صحيحة، كالطفل الذي ينمو في بيئة نظيفة ومُلائمة.
نستطيع أن نرى بصمات قوة القيامة في أولئك الجُدد في المسيح (الذين آمنوا توًا)، فنرى قوةً مُندفِعةً منهم تجاه يسوع وشراهة للكلمة بصورة غير طبيعية، وغريبة كونهم كانوا تحت سلطان إبليس لمدة طويلة لكن يوجد قوة أعلى بكثير دفعتهم.
تلك النيران بداخلك أنت أيضًا حتى لو في الظاهر أُخْمِدت على مرّ سنوات، فوارد يكون هذا ناتج تعليم قليل أو خاطئ لم يُنمِّي داخلك تلك القوة، لم يَفُت الأوان بعد، كالطفل الذي تأخَّرَ نمو أسنانه ولكن يمكن معالجة ذلك بالرعاية السليمة به وبطعامه، هكذا لا تيأس من نفس فبمجرد أن تُطعَم طعام سليم ستضرم تلك النار مرة أخرى.
لا تُخطئ بانتظارك للرب أن يُشعِلك، فالأمر مُتعلِّقٌ بك أنت وبمدى إدراكك للمعلومات الصحيحة الكتابية. للأسف بسبب عدم التلمذة أو التلمذة الخاطئة أو الإحاطة بمجتمع كنسي غير سليم، اعتقدَ البعض أنّ الحياة المسيحية حياة روتينية ولا يوجد بها حيوية، بل وغاب الارتماء على الرب وحدثَ اعتيادٌ على الخطأ.
نرى الرسول بولس يقول: “كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ.” (١ كورنثوس ١١: ١)، ليحمي شعبه مِن أنْ يتأثَّروا بالسلوك الخاطئ لبعض المُؤمِنين مِن حولهم عن طريق رؤيتهم له (النموذج الصحيح) كونه كان يسلك بطريقة صحيحة طوال الوقت، فليست كل النماذج حولهم سليمة، فهذا ما يقوله الروح القدس لك الآن: “أنت الآن ابن القيامة” (أفسس ٢: ٦) لكن هل نضجت فيها أم لا؟
ما فعله الرب يسوع ليس بهينٍ، حيث نزلَ لأسوأ منطقة في الكون وهي منبع لكل شيء خاطئ وهزم الأرواح الشريرة، فهو قضى هناك ثلاثة أيام بالنسبة للمقياس البشري أي العالم المادي، ففي الحقيقة لا يُقاس الأمر هكذا في عالم الروح. نحن الآن نسير في حياتنا نتيجة لذلك.
- صار لنا مُسميات أخرى:
“١ وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، ٢ الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ“ (أفسس ٢: ١، ٢).
“أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ”؛ هذا مصطلح مُوجَّه لأي شخص لم يقبل الرب يسوع بعد، فهو سُمِيَّ بهذا لكونه لديه قدرة داخلية لرفض الرب! تذكَّرْ أن رسالتي كولوسي وأفسس يُلقَّبا بالتوأم بحسب ما قيل من علماء الكتاب المقدس، فالرسول بولس كان يريد توصيل الاستنارة نفسها للكنيستين لكن بحسب احتياج كُل منهما، لذلك دعونا نقرأ ما يُقابل هذا الشاهد في كولوسي.
“٥ فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ، ٦ الأُمُورَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، ٧ الَّذِينَ بَيْنَهُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا سَلَكْتُمْ قَبْلاً، حِينَ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ فِيهَا. ٨ وَأَمَّا الآنَ فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ.” (كولوسي ٣: ٥-٨).
نرى بحسب الشاهد أعلاه أن “أبناء المعصية” يُعرَّفون بأنهم الأشخاص ذوي الأفعال الشريرة، لنكمل:
“٢٠ وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ. ٢١ وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ ٢٢ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ، ٢٣ إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ، مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ (هدف) الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، الْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ الْخَلِيقَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، الَّذِي صِرْتُ أَنَا بُولُسَ خَادِمًا لَهُ.” (كولوسي ١: ٢٠-٢٣).
كلمة “إِنْ” المذكورة في عدد ٢٣ أتت في الأصل “eige” بمعنى “بشرط أن”، حيث أوضحت سابقًا (بناءً على ذلك الشاهد) أنه يمكنك أن ترتد وتهلك إن لم تستمر في السلوك بالإيمان.
“أَجْنَبِيِّينَ”؛ أي غرباء عن البلد (بمفهومنا الحالي)، ولكن أتت في ترجمات أخرى وقواميس الكتاب المقدس بمعنى: “شخص مقفول عن العلاقة مع الرب، ولا يوجد حميمية”، حتى إن سمعناه يتكلَّم عنه ولكنه لا يستطيع الاقتراب للعلاقة مع الرب، كمَن لم يتعلَّم ولكن يتحدَّث عن التعليم، كونه يتكلَّم عن الشيء ليس دليلاً على انخراطه فيه، لهذا أوضحَ الكتاب أننا كُنا في حالة عدوانية فِكْرية.
بمجرد قبولنا ليسوع دبَّتْ فينا قوة القيامة وصرنا نحب الرب، فنفس تلك القوة تجعل جسدك يُشفَى، فهي تُحوِّلك مِن شخصٍ مُهمِلٍ لحياته لمُكترِثٍ لأمره، من عدم إدارة المال بطريقة صحيحة وعدم بركتك الكادية في شغلك تحت اعتقاد أن الرب يريد ذلك، إلى ازدهار ووفرة نتيجة أفكار إلهية.
“…لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ”؛ لم تَعُد مُلامًا بعد الآن، لهذا قال الرسول بولس في الأعداد السابقة:
“١٣ الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، ١٤ الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا.” (كولوسي ١: ١٣، ١٤).
تخيَّل معي ذلك، شخصٌ كان يسكن في الظلام ولكنه اُنتُشِلَ ليدخل ملكوت المحبة (ملكوت النور) أي صار في القوة الإلهية داخل الكف الإلهي، وقالها الرب يسوع قبلاً: “وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي.” (يوحنا ١٠: ٢٨).
إن كان ما قرآناه توًا صحيحًا؟ ما هذا الذي نراه من سلبيات في حياة أُناسٍ (مُؤمِنين)؟ ذلك لعدم إدراكهم لقوة القيامة. يوجد مُسميات وتعبيرات أخرى قيلت عننا نحن أولاد الله:
“٤ وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ كَلَِصٍّ. ٥ جَمِيعُكُمْ أَبْنَاءُ نُورٍ وَأَبْنَاءُ نَهَارٍ. لَسْنَا مِنْ لَيْل (جهل) وَلاَ ظُلْمَةٍ. ٦ فَلاَ نَنَمْ إِذًا كَالْبَاقِينَ، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ. ٧ لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَبِاللَّيْلِ يَنَامُونَ، وَالَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَبِاللَّيْلِ يَسْكَرُونَ. ٨ وَأَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ مِنْ نَهَارٍ، فَلْنَصْحُ لاَبِسِينَ دِرْعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ، وَخُوذَةً هِيَ رَجَاءُ الْخَلاَصِ. ٩ لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ (٧ سنين الضيقة)، بَلْ لاقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (١ تسالونيكي ٥: ٤-٩).
“أبناء نور” أي (الاستنارة والفَهْم)، و “أبناء نهار” أي (صرنا مُنتمين لمملكة الله)، لهذا كل ظلمة وكآبة وحزن وحالة عدم الشهية هي أمور وهمية تعمل على تعتيم حقيقة أنك لازلت بداخلك نفس الشغف والطاقة تجاه الرب اللذان كانا لديك وقتما قبلت الرب يسوع، لازالت القوة نفسها بداخلك وما عليك سوى معرفة كيف تسلك بها، فالأمر ليس صعبًا، لهذا لا تُخدَع في نفسك وتظن أنك لم يَعُد لك شهية للرب ولن تقدر على ظروف الحياة.
لنرى تلك الحقيقة من الكلمة: “فَكَمَا قَبِلْتُمُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبَّ اسْلُكُوا فِيهِ.” (كولوسي ٢: ٦).
يقول الروح القدس من خلال الرسول بولس إننا يجب أن نستمر نسلك بحبٍ صافٍ ليسوع كما كُنَّا عندما قبلناه، حيث تعمل فينا قوة القيامة الآن، لذلك يُمكِنك أن تقوم من أي فتور روحي حدثَ لك بسبب ظروف متتالية سلبية قد تكون مررت بها، فكما أخذت خطوة الإيمان الأولى وقتما سلَّمْتَ حياتك للرب يسوع، لتُكمِلْ بنفس العزم والحماس.
انتبه! إنها حرب هوية من إبليس يريد فيها خداعك وجعلك تُصدِّق أن أمرك انتهى ولا يمكن أن تعود مُشتعِلاً كما كُنْت، لكن كلا! فكما قرأنا توًا أنه بداخلك نفس طباع الشخص الحماسي للرب، صدق هذا! فما إلا عليك إزالة كل ما يُعيق خروج تلك الشعلة، لهذا قال الكتاب: “٩ لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ، ١٠ وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ.” (كولوسي ٣: ٩، ١٠).
نفهم مِن هذا الشاهد ضمنيًا أنه كان هناك مَن يسلكون بصورة خاطئة، لهذا يُذكِّرهم بحقيقتهم وكيف إنهم خلعوا العتيق بالفِعل وما عليهم سوى السلوك بما صاروا عليه مع رفضهم للطباع القديمة.
- لم نَعُد كالباقين:
“١ وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، ٢ الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، ٣ الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا.” (أفسس ٢: ١-٣).
“…الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ”؛ هذا يُثبِت أنّ إبليس لازال يعمل في البشر، وليس كما اعتقدَ البعض أنه تمَّ تقييده بعد الذي صنعه الرب يسوع وما يحدُث من شرّ الآن هي أفعال بشر!
“أَبْنَاءَ الْغَضَبِ”؛ أتى لفظ “أَبْنَاءَ” هنا في اليوناني “teknon” بمعنى “فصيلة”، أي تتَّسم طبيعتهم بأنهم أبناء الغضب، ولكن نرى الكتاب يُعطينا مُسميات أخرى كما قرأنا منذ قليل.
“…كَالْبَاقِينَ أَيْضًا”: مما يُثبِت أننا لم نَعُد كالباقين، لم نَعُد مثل البشر العادي، فنحن كُنَّا تحت تأثير الأرواح الشريرة، ولكن صرنا غير بشريين بقوة القيامة.
لقد أخذنا قوة القيامة التي تفوق أي قوى أخرى عندما وُلِدنا ثانيةً، نعم أعلمُ أنّ هناك مَن يقوم بممارسات تجعله يستعمل قوة ولكنها لا تُضاهي القوة التي لدينا، كون مصدرها أرواح شريرة، فإبليس وملائكته يحاولون أن يُظهِروا للناس أنهم يستطيعوا أن يعطوهم قوةً ليحلوا مشاكلهم ولكن بالطبع هذا زيف.
كما حدث أيام موسى وابتلعت عصا هارون التي تحولت لأفعى عِصيّ سحرة الفراعنة، هكذا يَحدُث اليوم أيضًا مُزيفات تصنعها الأرواح الشريرة، ولكن تبقى حقيقة واحدة وهي أن القوة الحقيقية لتغيير الحياة هي التي يُعطيها يسوع.
أتذكرُ أحد الأشخاص الذين كنت أتابعهم خارج مصر، حيث كانت جدة زوجته تُمارس السحر لتُسيطِر على العائلة، فكانت تلك المرأة مُعَذَّبةً في آخِر أيامها، فحاولوا أن يجعلوها تنتقل من خلال إحضار أكثر من شخص ليُصلي لها لتنتقل، ولكن كل الذين أتوا رفضوا الصلاة لها كونهن يعلمون تاريخها فتركوها تتعذَّب! حينها كلمني هذا الشخص وقال لي: “زوجتي حزينة جدًا على جدتها ونريد حلاً أرجوك” فجاوبته: “حسنًا دعنا نُجري مكالمة معها”، فكلمتها وقلت لها: “بقوة الروح القدس لتقبلي الرب يسوع”، فقبلته سيدًا على حياتها وانتقلت بسلام!
عاودوا مكالمتي بعد انتهاء الجنازة، وقالت لي الزوجة: “لقد تعلَّمتُ السحر بصورة أشد من جدتي لأستطيع مُقاومتها” وكانت تحكي لي كيف كانت تظهر لها أرواح شريرة في هيئة نيران أو قطط وتسمع أصواتًا، للأسف دخلَتْ عالَم الروح بصورة خاطئة، ولكنها قالت: “لأول مرة أرى قوة تفوق قوة سحري أنا وجدتي!” فقلت لها: “تلك هي قوة اسم يسوع!” وبعدها انجذبت جدًا ليسوع وقبلته سيدًا على حياتها.
مِن هنا نفهم لماذا فرح الرب يسوع بفَهْم التلاميذ وليس بإخراجهم للشياطين، فهو يسعد جدًا بأولئك الذين تخلُّوا عن حكمتهم وخضعوا للحكمة الإلهية؛ لهذا قال: “أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ.” (متى ١١: ٢٥).
لتنضج وتفهم قوة القيامة، فأنت يجب أن تُطبِّقها في حياتك. لهذا انظرْ لنفسك كشخصٍ ابن القيامة وجالس عن يمين الآب في السماويات كونك قُمت مع الرب يسوع، وتمَّ إعطاؤك سلطانٍ على السماء وعلى الأرض وفي النهاية سنُسيطر على ما تحت الأرض ونضع إبليس في مكانه (الجحيم).
الآن لن يستطيع إبليس فِعْل شيءٍ معنا، ولكن هذا لا يُعني أنه لن يرمي عليك أفكارٌ، فأقصى ما يُمكِن أن يفعله هو تهديدك بأفكار بأنك ستموت أو ستفشل في أمر ما، ولكن دورنا ألَّا ننخدع بتهديداته، فإن قبلتها ستُعطيها قوة من قوة القيامة التي فيك وتجعلها تتجسَّد.
انتبه لِما تُفكِّر فيه وتقوله؛ لأنه بهذا يتمّ إطلاق قوة القيامة التي فيك.
ــــــــــــــــــــــــــــ
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download