القائمة إغلاق

أبناء القيامة – الجزء Sons of the Resurrection – Part 2

 

لمشاهدة العظة على فيس بوك أضغط هنا

لسماع العطة على الساوند كلاود أضغط هنا

لمشاهدة العطة علي اليوتيوب

 

video
play-sharp-fill

 

video
play-sharp-fill

(العظة مكتوبة) 

أبناء القيامةالجزء 2

 

▪︎ لفظ “أبناء القيامة” وماذا يُعني؟

▪︎ هوذا سرٌّ أقوله لكم!

▪︎ تطبيق قوة القيامة في حياة الرب يسوع شخصيًا.

▪︎ جاء ليُخلِّص ما قد هلكَ.

 إن أجمل ما في عيد القيامة هو أن ترى قوة القيامة، وهذا أهم من أحداث فرحة العيد ذاته، فكلما تفهم معناها تستمتع بقوتها.

▪︎ لفظ “أبناء القيامة” وماذا يُعني؟

 “٣٤ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَبْنَاءُ هذَا الدَّهْرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ، ٣٥ وَلكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ، ٣٦ إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضًا، لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ، إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.” (لوقا٢٠: ٣٤-٣٦).

 ترجمات أخرى: “هم أبناء الله كونهم أبناء القيامة” & “كونهم أُقيموا (ذاقوا القيامة)، لذا هم أبناء الله”. تقوم بعض الترجمات بسردها بطريقة معكوسة، والمعنيان صحيحان حيث إنها في اليونانية أسباب مُتداخِلة، مثل قول: “هذا إنسان لأنه وُلِدَ من إنسانٍ أو لأنه وُلِدَ مِن إنسانٍ فهو إنسان.”

 كل شخص وُلِدَ مِن الله حُسِبَ أنه ابنٌ للقيامة، أي إن القيامة أصبحت جزءًا لا يتجزَّأ من حياته الشخصية، فأصبحت القيامة هي الأمر الطبيعي لحياته، مثل ميراثٍ أو صفةٍ طبيعيةٍ فلا يُمكِن أن يعيش سوى حياة القيامة. إذًا لن يقوم أحدٌ من الموت إلا إن كان ابنًا لله، فالطبيعي جدًا لشخص وُلِدَ من الله وأصبح ابنًا الله أن يعيش قوة القيامة في داخله.

 يأتي لفظ “أَبْنَاءُ” في اليونانية “hwee-os” أي الذين نضجوا في القيامة، وهذا يُعنِي أنهم مرُّوا بمراحل كثيرة من النضوج. يُمكِن تشبيه هذا بالشخص الذي يُولَد كإنسانٍ، ولابد له أنْ يحيا كإنسانٍ وأن لا يتدنَّى عن هذا، يوجد مَن يَقِل عن المستوى الإنساني لكن جيناته (طبيعته وخصائصه) في الحقيقة جينات إنسانٍ.

 تَمَّ عَرْض فيلمًا وثائقيًّا عن طفلٍ عاشَ وسط قطيع من الكلاب، فبرزت أسنانه للخارج مثل أنياب الكلب وبدأ في السلوك مِثْلهم، إنه تغيَّرَ إلى تلك الصورة عينها نتيجةَ رؤيته للكلاب فقط منذ ولادته، وتَمَّ شَرْح أنه كان يُطعَم مثل الكلاب إلى أن تغيَّرَ وأصبحت أسنانه مِثْلهم وأخذَ في النباح بصوتٍ يقترب إلى الكلاب، أيضًا عندما اقترَبَتْ منه الكاميرا كاد أن يفترس المُصوِّر.

 إذًا الخلاصة هي إنه مِن الممكن أنك كبشريٍّ أنْ تتأثَّرْ بأشياء بالرغم مِن أن جيناتك مختلفة. فمثلاً في هذا الفيلم كان هذا الطفل إنسانًا ولازال لكنه كبُرَ ونضجَ على أنه ليس بإنسانٍ، يوجد أشخاص تحيا حياتها مُنتبِهةً للأمور المُحيطة وتتأثَّر بها.

 المقصود ب “أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ” أنَّ الشخص يتغيَّرَ إلى هذه القيامة حرفيًا وينضج إليها. كان مِن الممكن استخدام لفظ آخر وهو “teknon” أي ابن بالطبيعة، لكنه اختار “hwee-os” أي ابن ينضج داخل القيامة. بالطبع يصل هذا بنا إلى أنه بالرغم مِن أنّ القيامة صارت جزءًا لا يتجزَّأ منك لكنك تحتاج أن تُنمِّيها في حياتك وتسلُك بها بصورة صحيحة.

 لنعُدْ إلى حياة الرب يسوع على الأرض حتى نكتشف كيف عاشَ صورة القيامة على الأرض قبل أن يَذوقها. نحن أيضًا ننتظر قيامة الأجساد وهي ما تَبقَّى لاكتمال هذا الخلاص ولكننا قد ذُقناها، افتحْ معي هذا الشاهد لترى بنفسك: وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (أفسس٢: ٦).

 لاحظ هنا زمن الأفعال كيف إنه أتى في الماضي، بالفعل أنت قُمْتَ وتحيا في القيامة، وفي نظر السماء أنت في هذا الامتياز؛ قُمْتَ وجلست معه، لكن السؤال هنا: “هل تنضُج في هذا الامتياز؟” دعني أُخبرك أنه يسري عليك أنك ابن الله وابن القيامة ويتبقى ما سيخبرك به الشاهد التالي:

“٢٥ لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. ٢٦ آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ.” (١ كورنثوس١٥: ٢٥، ٢٦).

 “٢٦ آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ”؛ هذا يُعنِي أنه يوجد أعداءٌ كثيرون جدًا أُبْطِلوا نتيجة موت وقيامة الرب يسوع، لكن آخِر عدو يُبطَل هو الموت؛ هنا يقصد الموت الجسدي وليس الروحي، وهذا ما تفهمه مِن سياق الحديث وبالرجوع للعدد ٢١ من ذات الإصحاح نجده يقول؛ “فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ”، فهو يتحدَّثُ عن هرطقة عدم وجود قيامة الأموات التي كانت موجودة في هذا الوقت.

 يوجد أكثر مِن قيامة، فأنت قُمْت القيامة الروحية التي تُؤثِّر عليك بقيامة جسدية. انتبه لما سأقوله: “يَعتبر الكثيرون الموت على أنه أمرٌ طبيعيٌّ”، لكن الرسول بولس يراه بشكلٍ مختلف.

 ▪︎ هوذا سرٌّ أقوله لكم!

 دعونا ننظر للعدد ٥٠ من الإصحاح نفسه؛ “٥٠ فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ. ٥١ هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، ٥٢ فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ. ٥٣ لأَنَّ هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ. ٥٤ وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ، فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ». (١ كورنثوس ١٥: ٥٠-٥٤).

 أدركَ الرسول بولس هذا السر عَبْر التكلُّم بألسنة، السؤال هنا مَن هُم هؤلاء الأشخاص الذين لن يرقدوا؟ إنهم جيلنا نحن، فَمَن سيذوق الاختطاف هو مَن سينال الجسد المُمجَّد المُجهَّز مِن قِبَل الرب عَبْر أنْ وَضَعَه في أرواحنا، مثل البذرة التي زُرِعَتْ بشكلٍ ما وأخرجت جسدًا بشكلٍ مُختلِفٍ، أي إنك كخليقة جديدة تحوي بداخلك نفس الجسد الذي يشتاق إليه، فأنت لن تلبسه مِن السماء بل مِن داخلك، أما هذا الجسد الحالي فيُسمَى قابِلاً للموت.

 إذًا قيامة الأموات حدثت روحيًا لكل مَن وُلِدَ ميلادًا ثانيًا، أما جسديًا فالبعض أخذها في وقت قيامة الرب يسوع مِن الموت، وبالنسبة لنا مَن نعيش على الأرض حاليًا ففيها تأجيل للأجساد المُمجَّدة، كما يحصل على هذا الجسد أي شخص يرقد في المسيح، ولكن يوجد مَن لن يرقد وسيذوق هذه القيامة هنا على الأرض، وشرحها بولس الرسول في الشاهد التالي:

 “٨ بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ، ٩ وَأُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ، بَلِ الَّذِي بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ، الْبِرُّ الَّذِي مِنَ اللهِ بِالإِيمَانِ. ١٠ لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ، ١١ لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ. ١٢ لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً، وَلكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضًا الْمَسِيحُ يَسُوعُ. ١٣ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ.” (فيلبي٣: ٨-١٣).

 كان الرسول بولس ضليعًا جدًا في المعرفة لكنه حَسِبَ الكل كلا شيء من أجل فضل معرفة المسيح بصورة أدق وأفضل، قضى بولس فترة من حياته في الأرض باحثًا بقوة عن معرفة الله شخصيًا وقوة القيامة، إن كانت قوة القيامة تُعرَف وتُختبَر بعد أخذ الجسد المُمجَّد في السماء، إذًا لماذا قضى بولس هذه الفترة هنا على الأرض ليكتشفها كما يقول في العدد العاشر؟!

 هذا هو الدليل على أنه هنا على الأرض كان بإمكانه أن يُدرِك ويعيش أشياءً تُساعِده على فَهْم كيف يعيش القيامة على الأرض، بالمثل تمامًا مع شركة آلامه.

 يقول في عدد (١١): “لعلي أَصِل إلى ألَّا أذوق الموت”، أعطى بولس بعض اللمحات واكتشفَ على قدر استقباله من الروح القدس وبدأ يضعه في رسائله، كما قال أيضًا إن هناك أشخاصًا ستذوق هذه القيامة ولن ترقد.

▪︎ تطبيق قوة القيامة في حياة الرب يسوع شخصيًا:

 كوننا أبناء الله فنحن أبناء القيامة، هذا ما يقوله الكتاب، لكن يوجد جزءٌ مُسوَّف (سوف يَحدُث) وهو الأجساد المُمجَّدة، هذا الجسد المادي هو ما يُعطينا رخصةً للتعامُل مع العالم الحالي، لذا فالجسد المُمجَّد هو مُؤجَّل التنفيذ، لكن لدينا فاعلية القيامة في أجسادنا حاليًا نتيجة عمل الروح القدس فهو يستطيع أن يُقيم جسدك ويُعيد الصحة له مرة أخرى.

١-عاش الرب يسوع قوة القيامة على الأرض وطَبَّقها في حياة الأشخاص قبلما يختبر القيامة الفِعلية التي نُعيِّد بها نحن الآن.

“٢٠ فَلَمَّا سَمِعَتْ مَرْثَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ لاَقَتْهُ، وَأَمَّا مَرْيَمُ فَاسْتَمَرَّتْ جَالِسَةً فِي الْبَيْتِ. ٢١ فَقَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ: «يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي! ٢٢ لكِنِّي الآنَ أَيْضًا أَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اللهِ يُعْطِيكَ اللهُ إِيَّاهُ». ٢٣ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «سَيَقُومُ أَخُوكِ». ٢٤ قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ، فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ». ٢٥ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، ٢٦ وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا (لم يَذُقْ الموت) وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟» ٢٧ قَالَتْ لَهُ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، الآتِي إِلَى الْعَالَمِ.” (يوحنا١١: ٢٠-٢٧).

 “٢٥ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ “؛ لم يَقُل لها الرب يسوع: “أنا سأُقيمه”، لكن أنا هو القيامة شخصيًا وذاتها، ووَضَعَ شرطًا؛ “مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا”. لكن السؤال هنا؛ “متى سيحيا؟ هل في الآخرة كإجابة مرثا؟” فهي تُوضِّح له أنها تُؤمِن بالقيامة ولا تتَّبع الصدوقيين، فأوضحَ لها يسوع أنه سيقوم الآن، وبدأ يشرح: “مَن آمن بي حتى ولو حدثَ أنه مات سيحيا”

 ثم انتقلَ الرب يسوع إلى جزئية تخصنا نحن جيل الاختطاف في عدد ٢٦ وقال: “وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا (لم يَذُقْ الموت) وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ“، أي لم يُؤمِن بمجيء الرب يسوع على الأرض فقط بل أيضًا أنه القيامة شخصيًا، لذا لن يموت إلى الأبد.

 يُوضِّح لنا الروح القدس أيضًا أنّ القيامة شيءٌ طَبَّقه الرب يسوع قبلما يذوقه هو شخصيًا ويُعنِي به قيامة الجسد بالفِعْل ويُطبَق هنا على الأرض.

 إن قال شخصٌ ما إنه يوجد أمورٌ لا يُمكِن للرب أن يفعلها هنا على الأرض لأنها بركات أرضية، وسيتم تنفيذها لاحقًا بعد الاختطاف! لذا فلنطرح عليه هذا السؤال: “بأي شرعية أقام الرب يسوع لعازر، وهذا لم يَكُن توقيته؟” هل بذلك خالف الرب يسوع مشيئة الله؟ هل سلك الرب هنا بشكلٍ غير قانوني؟ هل كسر الشريعة والحق الكتابي والمشيئة الإلهية؟

 ما فَعَله الرب يسوع شرعيًّا جدًا وقد أوضحَ لمرثا أنّ الأمر مُرتبِطٌ بإيمانها وماذا ترى؛ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟»” (يوحنا ١١: ٤٠)، إذًا مجد الله هو القيامة ونحن صرنا مُمجَّدين، الأمر مُرتبِطٌ بقناعاتك وبما تراه أنت وتستوعبه.

 هل أنت مثل مرثا مُقتنِعٌ بما تشعُر به أم تُؤمِن بشخص يسوع؟ هذا ما يَحدُث عندما تتغلَّف بالحواس الخمس والظروف المحيطة، يوجد هجمات من إبليس ليُحاوِط المُؤمِنين بأن يُغلِّفهم بالحواس الخمس ليمتنعوا عن السلوك بإيمان، والسبب هو أن ما ستراه وتتخيَّله هو ما ستكون عليه.

 يأخذ الرب يسوع مرثا من حالة الجنازة ويُوجِّهها إلى مشهدٍ مُختلِف تمامًا وهو؛ “إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ، مَن عبروا في مشاكل يستطيعون أنْ يتجاوزوها عَبْر تطبيق قوة القيامة كما طَبَّقها على لعازر وأقامه في الحال وليس لاحقًا.

 ثم أضافَ قانونًا آخر وهو أنّ هؤلاء الأشخاص الذين لم يذوقوا مشاكل بعد وأكملوا يسلكون بالإيمان، يستطيعون أن يعيشوا فوق مفعول الموت الذي يكون قد بدأ يتسرَّبَ لأي زاوية من زوايا حياتهم، هذا ما سيَحدُث في جيل الاختطاف الذي استوعب حياة الله وما لها مِن قدرة لابتلاع الموت.

 أيضًا بالطبع لن ننتظر لحين الاختطاف الفِعلي حتى نذوق هذا، إذ مفعول الموت مُبطلٌ بسبب عمل يسوع ونحن مِن المُفترَض أن نكون في حالة من التمرُّن في القيامة (الناضجين في القيامة)، ابن القيامة هو شخص وُلِدَ مِن الله ومُرشَّح أن ينضج داخل القيامة أي يقول: “لا” لمشاعره وحواسه الخمس، هذه بداية مفعول الحياة على جسده وأفكاره ونفسه.

 عاش الرب يسوع هذا الكلام ووضعه بصورة تطبيقية قبل أن يذوق هو نفسه القيامة.

  • الأقانيم الثلاثة وقيامة يسوع:

اشتركت الأقانيم الثلاثة في قيامة الرب يسوع:

 “لأَنَّهُ لِهذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ، لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ.” (رومية١٤: ٩)؛ مَن يسود عليك بعدما أعطيت نفسك له، هو ليس شخصًا لم ينتصر بعد، بل هزمَ إبليس بالفِعل، فهو بنفسه قام ظافِرًا.

  • قام الرب يسوع شخصيًا بنفسه مِن الموت (الابن):

“مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ (أيُعقل) اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا.” (رومية٨: ٣٤).

  • اشترك الآب أيضًا في قيامة الرب يسوع:

“لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ.” (رومية١٠: ٩).

“بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضًا، الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا، الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ.” (رومية٤: ٢٤).

  • اشترك الروح القدس أيضًا في قيامة الرب يسوع:

“وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ.” (رومية٨: ١١).

 العجيب أنّ الرب يسوع شخصيًا أقامَ نفسه مِن الموت، “قام” بعد أن صار خطيةً، رغم إنه أخذَ طبيعة الموت وصار خطية كيف يُقيم نفسه بعدها؟ السبب لأنه لم يُعطِ إبليس مكانًا ولم يفعل خطيةً بل رفعها نيابةً عنّا، وهذا يُعنِي أنّ الموت لم يَكُن لديه القدرة على أن يُمسِك الرب يسوع، أي حدثَ شللٌّ للموت تجاه الرب يسوع!

 هذا الكلام مُرتبِطٌ بنا نحن أبناء القيامة؛ حيث يوجد لدينا قدرة لرفْض الموت ولفْظه والقيام من حالة الكآبة والحُزن والسرحان في السلبيات، العلاج هو أن تُؤمِن أنه في داخلك حياة مثل الرب يسوع وتعتمد على الروح القدس، فقوة القيامة سارية في حياتك.

 أقام الرب يسوع نفسه أي لم يكُن للموت سلطانٌ عليه أن يُمسكه أو يحبسه!

  • لم تكُن آلامًا جسديَّةً فحسبٍ!

“٢٣ هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. ٢٤ اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ.” (أعمال الرسل٢: ٢٣، ٢٤).

 أوْجَاعَ الْمَوْتِ“؛ أي عذابات الموت، فالرب يسوع تعذَّبَ في الهاوية وهذا اللفظ مُرتبِطٌ بالعذابات، نفس اللفظ قيل في (لوقا ١٦) عن الغني ولعازر؛ “فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ.” (لوقا١٦: ٢٥).

 كان الرب يسوع يتعذَّب لكي يأخذ هو عذابات الهاوية، انتبه لهذه الحقيقة! خلاص الرب يسوع لم يكُن على الصليب فقط، وعندما قال “قد أُكمل”، لم يكُن يُعنِي العمل الخلاصي على الصليب، بل العهد الخاص بموسى (العهد القديم)، فهو كان سيهبط للهاوية ليُكمل العمل الخلاصي والفدائي لنا، أي شخص بدلًا عن آخر.

 هناك فرقٌ بين الخلاص والفداء، قانونيًا لا تكفي عذابات الصليب الجسدية لتَحمُّل كل خطية، بل تُغطِي جزءًا فقط والبقية اكتملت في الهاوية، ماتَ يسوع روحيًا وانفصلَ عن الآب (لاهوته لم يُفارِق ناسوته)، ثم موت جسدي وأخيرًا نزلَ للهاوية إلى الموت الأبدي، أي إن الرب اجتازَ في ثلاثة أنواع الموت.

“٩ وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. ١٠ أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ.” (إشعياء ٥٣: ٩، ١٠).

 “مَوْتِهِ” تأتي في الأصل العبري في صيغة الجمع وليس المفرد، ليشمل ثلاثة أنواع الموت. بعد نزول الرب يسوع للهاوية ثم قيامته مُنتصِرًا، نستطيع وقتها أن نقول: “قد اكتملَ العمل”، لأن الفداء لم يكتمل بموت الصليب فقط وهذا شرعيًا كتابيًا.

 تخيَّل معي هذا المشهد بينما كان الرب يسوع في الهاوية؛ تكاتفتْ الأرواح الشريرة كلها على الرب يسوع لتذله وفي الجانب الآخر يشاهده الأشخاص الذين في حضن إبراهيم، تذكَّرْ القصة التي قالها الرب يسوع عن الغني ولعازر، وكيف كان كلٌّ منهما يرى ويسمع بعضهما الآخر.

 هذه المَرة الأولى (عند نزول الرب الهاوية) التي يرون أحدًا استطاع أن ينزل الهاوية ويكسب المعركة، فكل الذين نزلوا مُسبقًا كانوا مَذلولين ويُعذَّبون هناك، فهذه أول مرة يرون مَن يهزم إبليس ويشلّ حركته، ويَعبُر للجانب الآخر (الذي كان ممنوعًا) ويفتح على مَن هم في سِجن الهاوية في حضن إبراهيم ويصعد بهم.

 أول مَن شرحَ لنا هذا المشهد هو بولس الرسول، وبالطبع ساعده على ذلك التكلُّم بألسنة؛ “١٤ إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ، ١٥ إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ (أي في الرب يسوع)” (كولوسي ٢: ١٤، ١٥).

 “١٥ إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا”؛ متى حدثَ هذا المشهد الإشهاري؟ فهذا يُشبه ما كان يَحدُث أيام الرومان حيث يُربَط الجنود المأسورون مِن جيش الأعداء ويدخلون في موكب خلف كتائب الجيش المُنتصِر ليحتفلوا بهم، وكان يُلقَى بالورد والعطور احتفالًا بالجيش الظافر، هذا يُعتبَر رائحة حياة لدي الجيش المُنتصِر، أما بالنسبة للمَهزومين (الأسرى) فهي رائحة موت، لذلك استخدمها الرسول بولس في (٢ كورنثوس ٢)، حيث يقول بولس إننا رائحة حياة ورائحة موت في نفس الوقت، وهذا يعود على أين تقف؟!

 في مواجهة ظروف الحياة، هل تقف في وضعية المهزوم، أم في وضعية المُنتصِر؟ هل تعي جيدًا أن هذا الموقف جُعِلَ لتقوم وتنتصر وتُظهِر قوة القيامة؟ عاش الرب يسوع القيامة هنا على الأرض، وصنعَ شيئًا خاصًا بالكنيسة ومُستفادًا به فقط داخل الإكليسيا (أي المدعوين خارجًا لأنهم صفوة الشعب مثل البرلمانيين والمناصب المهمة أيام الرومان بحسب تاريخ هذه الكلمة). الكنيسة لدى عالَم الروح هي بهذا المُنطلَق نتيجةً ما فَعَله الرب يسوع، أيضًا القيامة ليست مجرد عيد للاحتفال به دون فَهْمٍ.

 تُعني القيامة أننا أبنائها وميراثها، فنحن نعيش تأثيرها وقوتها، يوجد مَن ينضج في القيامة وأيضًا هناك مَن لا يتأثَّر بها، بل بعناصر الحياة بسبب أنه لا يفهم قوة القيامة. عاشَ الرب يسوع هذا الأمر وطَبَّقه قبل أنْ تَحدُث قصة القيامة التي ذكرتها سريعًا.

 “اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ.” (أعمال الرسل ٢: ٢٤)؛ ابدأ في قول هذه الكلمات على حياتك: “أنا لا يُمكِن للموت أن يُمسِك بي، لا يمكن للموت أن يُمسِك بحياتي، لا يمكن أن يقهرني، لا يمكن لشيء أن يغلبني أو حتى يقف ضدي، أنا أتمتَّعُ بقوة القيامة.”

 ربما تكون الأرض مِن حولك جافةً وغير مُريحة، ولكن حتى إنْ سِرت في وادي ظلّ الموت المُمتلِئ بالموت والخوف والأرواح الشريرة، حافظْ على اعترافات إيمانك وقُلْ: “لا أخاف شرًا لأنك أنت معي”.

 أيضًا تذكَّرْ إنه في أي مرة تُحوِّل فيها نظرك على لحمٍ ودمٍ أو تعليلات عِلمية ستتوه، لأن الأمر ورائه في الأساس قوة روحية تمَّ هزيمتها. بينما تُشاهِد ظروف الحياة، احترسْ مِن أنْ تراها كما يقول الأشخاص غير الإلهين عنها، حيث يقولون إن المشكلة سببها شخصٌ ما أو مرضٌ لعلةٍ مُعيّنة، بل هذه في الحقيقة كلها أرواح شريرة، هكذا يتعامل معها الروح القدس.

 انتبه! كما لم يَكُن للموت قوة أو قدرة أن يُمسِك أو يحبس الرب يسوع، هكذا أنت أيضًا لا يُمكِن للموت أن يُمسكِك أو يحبسك، لا يمكن أن يُسيطِر عليك، مجدًا للرب لأجل عمله لأجلنا!

 “إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ”؛ في الأصل اليوناني يستخدم لفظ krateō نفس كلمة “كراتيه”، أي لا يمكن للموت أن يُمارِس القوة ضدك، لا يُمكِنه أن يصير سيدًا عليك، لا يُمكنه أن يُحكِم القبض عليك، لا يمكنه أن يحصل ويسيطر عليك.

 ٢- وقفَ الرب يسوع ضدّ الموت بكل أنواعه، أيضًا وقف ضدّ الأرواح الشريرة ووَضَعَ إبليس في مكانه قبل أن يُقدِّم هذا كعمل خلاص كفاري لنا: “يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ، الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ.” (أعمال الرسل١٠: ٣٨).

 شرحْتُ العام الماضي ما يختص بأمر التَسلُّط والقهر والعبودية، وكيف أخرجنا الرب يسوع مِن كل هذا، أُشجعك بدراسة سلسلة المجد الحالي بسبب القيامة.

 في هذه السلسلة أتحدثُ عن كوننا أبناء القيامة، وكيف أنك تحتاج أن تنضج فيها. مشى الرب يسوع على الأرض وجال يصنع خيرًا (أي يُعطِي بسخاء كل أنواع الخيرات ليس فقط الشفاء لكن الكلمة في الأصل تشمل كل الماديات أيضًا).

 كان الرب يسوع يتعامل مع الأمراض على إنها تسلُّط مِن إبليس كما ذَكَرَ أعمال الرسل، وليس أمرًا عاديًّا كما يتعامل معه البشر بصورة عِلمية مُعتمِدين على التحليلات، لكنه اعتبرها محاولة مِن إبليس للسيطرة على الإنسان.

 هذا يُعنِي أنّ عالَم الروح مقروءٌ ومفهومٌ لدينا، حان الوقت لتقف لإبليس حتى وإن ازدادَ العيان سوءًا، وحاول أن يُظهِر لك أنّ الأمر يتحوَّل مِن سيءٍ لأسوأ، لابد أن تقف بكل صرامة وجرأة، لأن الرب يسوع هزمه.

▪︎ جاء ليُخلِّص ما قد هلكَ:

“١ ثُمَّ دَخَلَ وَاجْتَازَ فِي أَرِيحَا. ٢ وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ زَكَّا، وَهُوَ رَئِيسٌ لِلْعَشَّارِينَ وَكَانَ غَنِيًّا، ٣ وَطَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ، وَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ الْجَمْعِ، لأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ الْقَامَةِ. ٤ فَرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ. ٥ فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ، وَقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ». ٦ فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا. ٧ فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُل خَاطِئٍ». ٨ فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ». ٩ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، ١٠ لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».” (لوقا١٩: ١-١٠).

 “٢ وَهُوَ رَئِيسٌ لِلْعَشَّارِينَ”؛ أي ذو رتبة كبيرة جدًا. َ“٦ قَبِلَهُ فَرِحًا”؛ هل تقبل الكلمة فَرِحًا؟ هذه نقطة محورية، هل تسعى كما سعى زكا أن يُقابِل الرب يسوع؟ فهذا ما استدعى التفات الرب يسوع له، زكا هو مَن استدرجَ يسوع ولَفَتَ انتباهه بسعيه وحِرْصه على مقابلة الرب يسوع، لذا ليس صحيحًا مَن يتمنَّى فقط التفات الرب لزكا، عليك أيضًا أن تنتبه لسعي زكا فهو المُحرِّك.

 “٧ تَذَمَّرُوا” أي انتقدوا الرب وتكلَّموا سلبًا عليه قائلين: “إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُل خَاطِئٍ”. لم يكُن الدافِع المُحرِّك لكل مَن تَبِعَ الرب يسوع هو حُبهم له أو فهمهم له بصورة صحيحة.

 “٩ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيم”؛ ما قاله الرب يسوع هو بمثابة قيامة لهذا الشخص، الخلاص هنا هو أنّ الشخص بدأَ في فَهْم الحياة كما يراها الرب، فَهِمَ أنّ حياته غير مُرتبِطةٍ بماله.

 كما أنّ هذه أول مرة يُعطِي هو المال بعد أنْ كان يُجنيه فقط، مِثْل شخصٍ عائِدٍ مِن العالَم والخطية وتجده بعد قبول الرب يسوع يجري على الكلمة! أعظم معجزة هي أن يتغيَّر الشخص، هذه القوة نفسها هي قوة القيامة التي جعلته يتغيَّر، لا تستغربْ هذه القوة أو تستخف بها. أيضًا أنت مُطالَبٌ أن تعيش بها؛ “فَكَمَا قَبِلْتُمُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبَّ اسْلُكُوا فِيهِ” (كولوسي٢: ٦)، هذه هي الطريقة التي ترتمي فيها عليه ولا تستسمن أي غالٍ.

 “١٠ لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ”؛ تأتي في الأصل اليوناني لكي يبحث عن ويُفكِّر بطريقة فيها سعي شديد وليس صدفةً، فهو شخص يُفكِّر ويتأمَّل ويُخطِّط ليُخلِّص ما قد هلكَ. كون زكا ابنًا لإبراهيم، كان مِن المُفترَض أن يعيش بطريقة صحيحة، لكنه هلكَ وهلكَتْ لديه المبادئ والقيم السليمة، فبدأ يُقدس ويُألِّه العمل والشهرة، ويتعامل مع المال على إنه أمانه واعتماده.

 مِثْل مَن يرى أنَّ قوته تكمُن في الرياضة والطعام الصحي، فجسمه مُرتبِطٌ بهذه العادات. يوجد من تدمَّرتْ حياته لأنه جعلَ هذه العادات إلهًا! الرياضة ليست خطأ ًولا الأكل الصحي أو العمل أيضًا، لكن الخطأ هو تَحوُّل قِيمّ هذا الشخص إلى شيء غير سليم.

 اشتملَ الخلاص لهذا الشخص (زكا) على إصلاح قِيَّمه، فتأثير قوة القيامة هنا أن الرب يسوع استعادَ هذا الشخص مِن أيدي إبليس، وتمَّ تعديل تفكيره الخطأ، حيث إنّ عَمل الروح القدس هو تغيير الإنسان.

“مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ.” (١ يوحنا٣: ٨).

 “يَنْقُضَ”؛ أي شيء كان مَبنيًّا ويتمّ هَدْمه. “أَعْمَالَ إِبْلِيسَ” أي أنّ إبليس بذلَ مجهودًا ليُوصِّل معلومةً للأشخاص، بذلَ طاقةً لإيصال مبادئ بعينها لمَن يفتح له الباب، حيث يضع مصداقية لديهم ويُثبِتها بالحواس الخمس، إنه بذلَ مجهودًا إقناعيًّا وحسيًّا لديهم.

 ما فَعَلَه الرب يسوع هو إنه نقضَ (هدمَ) كل ما بناه إبليس في الأذهان، حالة فكّ الأشخاص مِن أيدي إبليس وليس فقط هدْم ما بناه، لذلك عندما تمشي مع الرب يسوع تجد حرية. إن نظرت للعيان دون فَهْمٍ لِما فَعَله الرب يسوع تجد نفسك مُقَيَّدًا ولا قوة لك، بينما إن ضبطت ذهنك وثَبَّتَّ نظرك على ما فَعَله الروح القدس وارتميت عليه ستَخرُج سريعًا مِن حالتك، هذا لم يَكُن موجودًا في السابق، ما عدا في حالة الحية النحاسية.

 في العهد القديم، كانوا يبذلون مجهودًا ليعيشوا الشريعة ويَخرُجوا مِن تحت أيدي إبليس، أما اليوم بمجرد تعديل نظرتك والتركيز داخلك على الروح القدس وقوة القيامة؛ تجد نفسك قُمْتَ مما أنت فيه، انتبه! لم يَعُد لإبليس قدرة أن يبني مرة أخرى ما قد نقضه الرب يسوع، إلَّا إنْ صدَّقت أنت هذه الكذبة.

 ربما تكون مِثل بطرس الذي وصلَ لحافة المعجزة ومشى على المياه ثم انتبه للعيان فغرق، وأخيرًا عاد للمشي عليه مِن جديد، أي عليك دورٌ مهمٌ يجب الانتباه له وهو الخداع، لا تُضيِّع معجزتك التي بدأتْ في الاستعلان على جسدك بتصديقك للعيان، فيسوع أنهى كل هذا.

 تدل كلمة “فك” على أنّ الشيء كان مربوطًا بقوة، ونفس الكلمة قالها يوحنا المعمدان: أَجَابَ يُوحَنَّا الْجَمِيعَ قِائِلاً: «أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ، وَلكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ” (لوقا ٣: ١٦). أي لست أستحق أن أفك سيور حذائه وهذا معناه أنه شيءٌ مربوطٌ جيدًا عن عمد.

 فكَّ الرب يسوع ونقضَ أفعال إبليس؛ إذًا أنت الآن غير مُقيَّدٍ، وذاك الإحباط الذي تشعر به يتعلق بإيمانك مثل مرثا. ما أنت تراه وتقتنع به بناء عليه إما ستذوق قوة قيامة أو تذوق المشكلة وتركع تحتها، هذا الإله هو إله انتصار على أي شيء وليس موتًا، الرب مُتخصِّص في هذا الأمر، الرب يسوع هو الوحيد الذي يستطيع أن يُصعِد أي شخص مِن منطقة لا أمل أو حل ويعيد له الابتسامة والحيوية والقدرة.

 هل تؤمن أنه يُمكِنك أن تَخرُج مِن حالة التعب والضياع؟ استعمل لسانك، لتُقِمْ نفسك لأن بداخلك قوة القيامة، هذا القبر الفارغ لا يمكن أن يمتلئ من جديد، لا يمكن للموت أن يُمسكه! هللويا.

ــــــــــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
Hide picture //// //