القائمة إغلاق

أليشع، خادم رجل الرب الإله Elisha, the Servant of the Man Of God

وقت قصير بعد الحادثة مع أنبياء البعل، عندما أُعيد المطر إلى إسرائيل، وجد إيليا خادمه. والرجل الذي دعي إلى الخدمة كان الرجل الذي اختاره الرب الإله ليأخذ مكان إيليا -أليشع، ابن شافاط. (1 ملوك 19 :16) عندما رآه إيليا، كان أليشع يحرث ومعه أثنى عشر فدان من البقر. (عدد19).

لاحظ أن أليشع لم يكن فقيرًا، وإلا ما كان يستطيع أن يحرث ومعه هذا العدد من الثيران. عندما مر إيليا أمامه، ألقى عباءته على أليشع. فترك الثيران وركض وراء إيليا. لماذا فعل ذلك؟

أؤمن أن شيئًا قويًا حدث عندما سقطت العباءة على أليشع. وأؤمن أن هذه العباءة كانت هي المسحة، وفي المسحة كان هناك الكثير من المحبة. عندما نزلت المسحة عليه، ترك كل ما كان لديه. لا بد أن شيء ما حرك أليشع عميقًا جدًا.

       الشيء الوحيد الذي طلبه منه هو أن يعطيه الوقت كي يذهب ليودع أبيه وأمه. لكن إيليا أجاب بعبارة تبدو مُحيرة عند قراءتها لأول مرة. عندما تنظر إلى الظروف، ستجد أن أقوال إيليا تبدو غريبة جدًا:

فَقَالَ لَهُ: «اذْهَبْ رَاجِعًا، لأَنِّي مَاذَا فَعَلْتُ لَكَ؟» (1 ملوك 19 :20)

       لماذا قال إيليا ذلك؟ ما كان يقوله باللغة الحديثة كان: “حسنًا يا أليشع. إذا كنت ستتبعني، فيجب أن يكون هذا الأمر بينك وبين الرب الإله، أنا لن أفعل شيئًا حيال هذا الأمر”.

        إيليا كان ببساطة يُطيع الرب الإله ويجعل أليشع مسئولًا عن قرارته الخاصة.

نحن نعتقد أنه كان من الأسهل اتباع رجل الرب الإله الذي كان سيقول: “مهلا!، أخبرني الرب أنى سأجدك هنا! وقال لي أن أرمي عباءتي الممسوحة عليك لأنك ستعمل كنبي بعدي”.

       بدلًا من ذلك، قال إيليا: “استمر في عملك. لم أفعل شيئًا يجعلك تتبعني، هذا بينك وبين الرب الإله”. كانت هذه نقطة قوية عُرضت على أليشع “العتلة”. الرب الإله قدمها له، وقد أخذها.

فَرَجَعَ مِنْ وَرَائِهِ وَأَخَذَ فَدَّانَ بَقَرٍ وَذَبَحَهُمَا، وَسَلَقَ اللَّحْمَ بِأَدَوَاتِ الْبَقَرِ وَأَعْطَى الشَّعْبَ فَأَكَلُوا. ثُمَّ قَامَ وَمَضَى وَرَاءَ إيليا وَكَانَ يَخْدِمُهُ. (1 ملوك 19 :21)

       إذا درست معنى كلمة خادم في ترجمات مختلفة للكتاب المقدس، ستجد أن أليشع خدم وساعد رجل الرب الإله. كلمة خادم تعني “أن تساهم في، أن تخدم، وأن تلازم، وأن تنتظر”.

       اتخذ أليشع قراره. اتخذه بينما يقف في وسط حقل محروث. لم تكن هناك أضواء ساطعة، ولا أصوات أوركسترا موسيقية عذبة، ولا جماعة حاضرة لترى التاريخ يُصنع. كان هناك فقط الرب وأليشع، لأن رجل الرب الإله كان قد ذهب بنفسه.

أنت تتخذ قرارات كل يوم. كلنا نفعل هذا. لكن ماذا عن هذا: “عندما دخلت إلى هذه الكنيسة، وشعرت بمحبة الرب الإله تغمرني. أشعر أني مبارك جداً. وأحب هذا المكان. يمكنني أن أخبرك، هذا هو المكان حيث يريدني الرب الإله”

       ثم بعد أسبوعين، فلا يمكن إيجادك هذه الكنيسة. كلنا قد سمعنا الناس يقولون مثل هذه الأشياء. ربما أنت قلتها قبلا. قرار أليشع لم يكن مثل هذا. لقد اتخذ ما نسميه قرار “صائب”، قرارًا يؤخذ مرة واحدة وللأبد، قرارًا أحدث تغييراً دائماً في حياته.

تطوير العتلة

اتبع أليشع إيليا وبدأ خدمة طويلة لرجل الرب الإله. سافر معه، وأهتم بملابسه، وطهي وجباته، وفعل أي شيء آخر ضروري ليجعل رجل الرب الإله مُتفرغ للخدمة وللأمور الروحية.

       السبب الوحيد الذي جعل أليشع قادراً على القيام بذلك كان ذلك القرار الذي لا رجعة فيه الذي اتخذه في الحقل مع الثيران. خلال كل تلك السنوات لم يُقال له لماذا كان يتبع إيليا. بالتأكيد كان متعباً، شاعرًا بالحر، ومتعرق ومتسخًا في بعض الأحيان. ومع ذلك، رغم كل هذه المصاعب، ألتزم بكلماته التي كان قد قالها منذ سنوات عديدة.

       بعض المؤمنين لا يمكنهم الالتزام بقراراتهم لمدة أسبوعين. ثم بعد هذا نتساءل لماذا لا يريد الناس من حولنا أن يعملوا شيئًا لإلهنا. بدلاً من أن نعكس يسوع للعالم، كثير منا يعكس الإله الذي يبدو فوضويًا، ومشوشًا، وتائهًا. من يريد أن يخدم إلهًا بمثل هذا الشكل؟ ولكننا نسرع كي نخبر أصدقائنا غير المخلصين عندما يتحدث الرب الإله إلينا.

ربما تقول، “لكن يا بودي، أليشع كان سيأخذ مكان إيليا.”

نحن نعلم هذا، ولكن أليشع لم يكن يعرف هذا.

       ربما في كل الأحداث التالية التي تحدث فيها الكتاب المقدس عن إيليا بعد هذه المرة، لم يذكر الكتاب أليشع، لكنه كان هناك. الخادم يذهب حيث يذهب سيده. رأى كل شيء فعله من خلال سيده إيليا.

في (2 ملوك 1: 1-2) تقول الكلمة: “وَعَصَى مُوآبُ عَلَى إِسْرَائِيلَ بَعْدَ وَفَاةِ أَخْآبَ. وَسَقَطَ أَخَزْيَا مِنَ الْكَوَّةِ الَّتِي فِي عُلِّيَّتِهِ الَّتِي فِي السَّامِرَةِ فَمَرِضَ، وَأَرْسَلَ رُسُلاً وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا اسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ عَقْرُونَ إِنْ كُنْتُ أَبْرَأُ مِنْ هذَا الْمَرَضِ».

        كان أخزيا ملك إسرائيل. رغم هذا كان يرسل رسله ليسألوا إلهًا وثنيًا، ويضعون مثالاً للوثنية أمام الأمم.

        في ذلك الوقت، أرسل الرب ملاكًا إلى إيليا حاملًا بعض التعليمات. قال الرب لإيليا أن يعترض الرسل القادمين من قصر الملك في السامرة “عاصمة إسرائيل” ويقول لهم كلمات معينة.

 بلغة العصر، هذا ما قاله إيليا:

“هل تذهبون إلى ما يسمى إلهًا في عقرون ليساعدكم لأنكم تظنون أنه لا يوجد إله في إسرائيل؟ أخبروا الملك أخزيا لأنه طلب مساعدة من إله غريب فإنه حتما سيموت”. (عدد 3، 4).

       وهكذا عاد الرسل إلى أخزيا بكلمات إيليا، فسألهم عن شكل الرجل الذي أعطاهم هذه الرسالة. فقالوا: “إِنَّهُ رَجُلٌ أَشْعَرُ مُتَنَطِّقٌ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ جِلْدٍ عَلَى حَقْوَيْهِ (عدد 8).فعرف من كان هذا بالضبط: إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ (عدد8).

       أرسل أخزيا قائداً مع خمسين جندياً للقبض على إيليا. وجدوه جالسا على تلة، فصاح القائد له للنزول لأن الملك كان يريده. ولكن إيليا طلب من الرب الإله أن يؤكد كلماته.

” فَأَجَابَ إِيلِيَّا وَقَالَ لِرَئِيسَ الْخَمْسِينَ: «إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ اللهِ، فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَكَ». فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ هُوَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ. (2ملوك1 :10)

 فجأة، اختفى كل فرد من الخمسين رجلاً. يجب أن تفهم أن هذه ليست أسطورة مرعبة. لقد حدث هذا فعلًا. هذه النيران هي نفس النار التي تحرق المنازل. هذا أمر حقيقي. إيليا أنزل النار، حولت الخمسين رجلا بالإضافة إلى قائدهم لرماد في المكان.

الخادم يتبع سيده

       الكتاب المقدس لم يذكر أليشع خلال هذا الحادث. ولكن كيف يمكن أن تخدم شخصًا إذا لم تكن أنت موجود في المكان الذي يُوجد هو فيه؟ أليشع كان قريباً لأنه كان خادم رجل الرب الإله. أليشع كان إنسانًا، وهذا يجعلني أتساءل عما إذا كانت هذه الأفكار قد أتت إلى ذهنه – مثلما تأتي إلي أذهاننا- متمنيًا ألا يغضب إيليا منه؟

       تخيل أن راعيًا في العصر الحديث توقف فجأة وهو على المنبر يوم الأحد صباحاً، وقال: “إذا كنت رجل الرب الإله، لتأتي النار من السماء وتأكل هذا البيانو.” ثم فجأة أحترق البيانو ولم يتأثر أي شيء حوله. سوف تٌكسر أبواب الكنيسة من الناس المحاولين الخروج.

       لا أعتقد أن إيليا كان على وجهه ابتسامة في وقت هذا الإظهار لقوة الرب الإله. ربما كان يبدو كرجل لئيم أو سيء ليجعلك تعض على أصابعك خوفًا.

إذا وقف راعي كنيستك وعلى وجهه هذه النظرة، ماذا ستفعل؟

       معظم الناس سيقولون: “هذا هو الأحد الأخير الذي سآتي فيه هنا. سأذهب إلى كنيسة أخرى حيث يعظون الناس عن المحبة ويظهرون بعض المحبة.

       ولكن ألن تقول إن الرب الإله قال لك أن تحضر إلى هذه الكنيسة؟ ألن تقول إنك تعرف أنه هذا هو المكان الذي يجب أن تكون فيه؟

نعم، لكنني لم أكن أعرف أن النار سوف تُستدعى من السماء على يد الراعي!

       الطبيعة البشرية هي نفسها في أيام الكتاب المقدس كما هو الحال اليوم، من المحتمل أن أليشع كان لديه بعض الأفكار التشكيكية. حتى إنه أيضًا ربما فكر في إيجاد نبي آخر ليخدمه. ولكن بعد بعض من التفكير مليًا، رجع إلى المشهد الذي في الحقل حيث تم دعوته لأول مرة وأن هذا كان قراره الخاص، أن يترك كل شيء ويتبع إيليا.

 ربما فكر “لم يخبرني الرب الإله أي شيء يخالف هذا”. لذا سأذهب في كل هذا الطريق في خدمة رجل الرب الإله. ولكن بالتأكيد سأكون أكثر حذرًا فيما أقوله له.

        لم يستسلم ملك إسرائيل بسهولة. بعد كل هذا، على الأرجح فكر إنه إذا كان بإمكانه التخلص من النبي، سيكون بإمكانه التخلص من حكم الموت التي أطلقت عليه. وسرعان ما أرسل 50 رجلًا آخرين مع رئيسهم. وفجأة نزلت النيران من السماء وأحرقتهم هم أيضًا (عدد 11، 12)

       كان أليشع يتعلم أمورًا لم يكن يعرفها من قبل، ويرى أشياءً التي لم يسبق له رؤيتها. لكنه بالتأكيد كان مُروعاً. ربما فكر في العودة إلى الزراعة. ولكن أليشع تذكر أنه كان عنده “العتلة” وبدأ في استخدامها.

       تمامًا مثل أليشع، في كثير من الأحيان نجتاز في النار للمرة الأولى ويجب أن نواجه النيران الأخرى القادمة خلفها.

       في صباح أحد أيام الأحد، قد يتكلم الراعي بكلمات قوية جدًا على المنبر. وربما دعا أعضاء الكنيسة إلى تقويم أفعالهم، وأن يكونوا في وحدة مع بعضهم، ويتقدموا في وظائفهم. على الفور ستتأذى وتكون دفاعي ولكن تقرر أن تعطيه فرصة أخرى.

       لكنه الأحد التالي، فعل نفس الشيء، نادى برسالة هي بالأحرى أقوى. فانتبهت واقترحت أن تترك عائلتك الكنيسة وتجدوا أخرى حيث يعظ الراعي بكلمات عن المحبة من على المنبر. عليك أن تتذكر من الذي قال إنه يجب أن تبدأ في تلك الكنيسة. هل أنت الذي اخترت ذلك أم الرب الإله؟

       أليشع كان يعيش في ظروف طبيعية مثلنا. إيليا لم يُكرمه ولم يُبرهن على صدق على خدمته. لم يجعل الحياة سهلة لخادمه. دور الخادم أن يجعل الحياة أسهل لرجل الرب الإله. تذكر، أليشع استخدم ببراعة “العتلة” ولم يهتز بسبب الصعوبات التي واجهها أثناء خدمة رجل الرب الإله. لكنه ببساطة استمر في خدمته.

الأمانة تأتي اختياريًا

       الدخول في نيران الحياة يمكن أن يكون أسهل إذا كان هناك شخص يربت على ظهرك أو يعيد لك التأكيد على دعوتك. ولكن الشيء الوحيد الذي جعل أليشع يستمر كان حقيقة أنه قد اتخذ قرارًا أن يخدم وإنه سيصدق في كلماته.

       يمكن لأي شخص أن يتحمس كونه جزءًا من الخارق للطبيعي أو إنه يتبع رجل الرب الإله العظيم. قد نحلم حتى أن نكون أليشع أو إيليا، ولكن علينا أن ندرك أن الحياة لم تكن وردية لأليشع. نحن نعرف نتيجة خدمته لسنوات، ولكن أليشع لم يكن يعرف هذا حتى وقت اختطاف إيليا إلى السماء.

       كان أخزيا رجلًا عنيدًا، وخاصة أن حياته على المحك. أرسل مجموعة ثالثة من خمسين رجلاً مع قائد ليأخذوا إيليا من على التل حيث كان جالسًا. ولكن هذا القائد كان أكثر حكمة وتعقلًا من السابقين.

       عندما وصل إلى التل حيث كان إيليا جالسًا، نزل على ركبتيه وتوسل من أجل حياته هو ورجاله. عندئذ قال ملاك الرب لإيليا أن الوقت قد حان للذهاب مع القوات، لذلك نزل من على التلة وذهب لزيارة الملك شخصيا (2 ملوك 1: 13-15).

 كانت هذه الأحداث تدريبًا خاصًا لأليشع. فهو استخدم أمانته وتعلم كل الدروس التي وضعها الرب في طريقه.

       أدرك أخزيا ملك إسرائيل سريعًا أنه لم يكن جيدًا له أن يرسل لإيليا. عندما رأى إيليا الملك قال له نفس الشيء الذي قاله للرسل في وجهه: السَّرِيرُ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ (2 الملوك 1: 16)

       ماذا حدث لإيليا؟ لم يخبرنا الكتاب المقدس، ولكن من الواضح أنه خرج حرًا من القصر في السامرة. في الإصحاح التالي، قيل لنا أنه أُخذ إلى السماء في مركبه من نار. نعلم ما حدث للملك لأن (عدد17) يقول فَمَاتَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.

       كان على أليشع أن يتحمل كل أنواع المفاجآت. لكنه تحمل كل شيء لأنه اتخذ قراراً. وواصل نموه في كل شيء بسبب تمسكه بكلمته. كان لدى أليشع فرصاً كثيرة للهروب. إذا لم يكن رجلًا متمسكًا بكلمته، وملتزمًا بقراراته، لما أصبح النبي الذي جاء بعد إيليا في الكتاب المقدس. كان النبي سيكون شخصًا آخر.

       ظل أليشع مع رجل الرب الإله سواء تكلم بقضاء أو ببركات. المؤمنون اليوم يسأمون من هؤلاء الذين يأتوا بكلمات تقويم من الرب الإله أو الذين يحملون “أخبار سيئة”. ولكن لم يكن هناك شيئًا جعل أليشع يتردد. لكنه استخدم أداته الخاصة التي من الرب الإله ليلتصق بإيليا، وكي يصبح الشخص الذي أراده الرب الإله أن يكون عليه.

نشرت بإذن من خدمة أعوان التدابير الدولية، أوكلاهوما، الولايات المتحدة الأمريكية والموقع http://www.mohi.org.

جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمة أعوان التدابير الدولية.

Taken by permission from Ministry of Helps International, Oklahoma, USA http://www.mohi.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$