القائمة إغلاق

إقتناء الوعد Receiving the Promise

عندما اقول للناس أن الصلاة بحد ذاتها ليست كافية للحصول علي الشفاء يستغربون ويتساءلون قائلين: ماذا يعني؟ أعني أنهم صاروا يتكلون علي ايمانهم بالكلمة, وظنوا مخطئين أن الصلاة وحدها قادرة أن تفعل فعل كلمة الله أو تقوم مقامها. وراح عن بالهم أن الصلاة لا تعطي ثمرة الشفاء إلا إذا كانت مبنية علي الأيمان بالكلمة التي تتضمن وعد الله لنا بعمل الشفاء الإلهي لنا علي الصليب.إذا ليس لنا اضطرار أن نصلي قائلين: يا رب اشفي أخي أو قريبي من مرضه لأن الله في فكره الأزلي قد شفاه بالذبيحة. ولا أن نصلي: يا رب خلص أخي أو قريبي من خطيته,لأن الله في فكره الأزلي  قد خلصه بالذبيحة أيضا. لم يعلمنا العهد الجديد أن نصلي لأجل الخطاة للخلاص.وقول المسيح في لوقا 2:10 (اطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة الي حصاده) ليس معناه: يا رب أحصد أنت الحصاد بدون فعلة, بل معناه: يارب أرسل للخطاة مبشرين بكلمتك لكي يؤمنوا بها ويخلصوا.

وبناء عليه أقول :لا تصلي للأنسان المدعو للصلاة ما لم تساله عن حاجته قبل الشروع بالصلاة. والا فلو صليت له شهراً كاملا لن ينال شيئا حتى يطيع كلمة الله ويعمل بها أولا. افتح له الكتاب وأره ماذا يقول له. شجعه علي الأيمان وحثه علي التوبة. وفسر له كلمة الله بروح الله لتقوده الي الأيمان بها. فالأمر لم يعد بعد اذا كان الله يريد أن يخلص الخاطئ ام لا. وليس إذاً كان الله يريد أن يشفي المريض ام لا, ولا اذا كان الله يريد أن يعمد المؤمن بالروح القدس أم لا, بل إذا كان المؤمن يريد ان يطلب معمودية الروح القدس المبتغاة له من الله أم لا, والموضوع باختصار ليس اذا كان الله يشاء أن يهب بركات الله للخلاص والشفاء ومعمودية الروح القدس للإنسان.

بل إذا كان الإنسان يشاء أن يمد يده ويغرف من معين هذه البركات المدخرة له في مستودع غني الله ومحبته.

قال أحدهم اني أؤمن أن الله سيشفيني في الوقت الذي عينه هو لشفائي وبالطريقة التي يريدها هو. لكن ليعلم القائل هذا أن قوله يعاكس الكتاب تماما. لأنه يقول في بطرس الأولي 42:2(الذي بجلدته شفيتم). لم يقل سوف تشفون في المستقبل, بل شفيتم في الماضي. واذا كان القائل يريد أن يؤمن بقول الكتاب لا بقوله هو, فعليه أن يؤمن بأن الله شفاه في الماضي. لقد كان بطرس يشير الي الجلجثة عندما نطق بصيغة الماضي

(شفيتم) وهو يريدنا نحن اليوم أن نؤمن بأننا شفينا في الماضي بجلدة المسيح وأن نقبل شفاءنا الآن في الحاضر ونحن نقرأ رسالة بطرس. أي أن نؤمن أولا بأن شفاءنا قد تم بالمسيح, لأن إيماننا هذا هو الدواء الألهى لأمراضنا في الحاضر والمستقبل.

وضع الله امراضنا وأوجاعنا علي المسيح وهو حملها عنّا بارادة أبيه السماوي, لأنه كان (مصابا ومضروبا من الله ومزلولا) بماذا؟؟ بأمراضنا جمعاء. ولهذا لم يعد للعدو ابليس أي حق او سلطان أن يضع علينا ما وضعه الله علي المسيح ربنا. ولربما هناك معترض يقول:أن الله يريدني أن أمرض لعله يتمجد بمرضي أكثر من صحتي, هذا افتراض لا وجود له في الكتاب, حتي لو افترضناه صحيحا, فماذا كان غرض الله اذن علي وضع أمراضنا علي يسوع اذا كان يريدنا ان نمرض؟؟ أو لا يكون الله قد ناقض كلامه ؟ حاشا, بل غرض الله كان أن يفتح أذهاننا علي الحقيقة لأن نري عظمة محبته لنا, لأن الرب له المجد تطوع وحمله عنّا لنصبح نحن أحرارا منه.

لكل عطية شرط للحصول عليها. فكما أن الشرط مثلا للحصول علي الماء من البئر هو استخدام الدلو, هكذا الشرط لجني البركات من الله هو الأيمان بكلمته القادرة لأنها لن تتساقط علينا كتساقط الأثمار الناضجة من الأشجار. وبعبارة أوضح يعني ان التعامل مع الله يتطلب وجود فريقين –الله والأنسان –الأول يأمر والثاني يطيع.

الأول يعطي والثاني يأخذ, الأول يوعد والثاني يقتني الوعد.

كتب بولس من جهة اسرائيل قائلا أنه كان مثالاً لنا. والذي كتب في الماضي كتب لأنذارنا 1كورنثوس11:10 وسفر الخروج يروي لنا عن بني اسرائيل أن الله عندما أخرجهم من أرض مصر التي هي رمز العالم , لم يتركهم في البرية بلا رعاية, بل كان عنده لهم بركات أكثر وراء البرية, وأنه لما أخرجهم من أرض عبوديتهم لم يتركهم هائمين علي وجوههم, بل كان عنده لهم أرض أخري لحريتهم أي أرض كنعان الفائضة باللبن والعسل, التي هي رمز معمودية الروح القدس, ورمز الحقوق والأمتيازات الأخري التي لنا في المسيح بما فيها الشفاء الألهي. لقد ردد الله وعده مرات كثيرة لبني اسرائيل بأنه سيعطيهم هذه الأرض الغنية التي كان قد خصصها لهم حتي قبل خروجهم من مصر والي أن وصلوا اخيرا الي نهر الأردن وعبروه اليها . وفيما هم علي وشك العبور قال لهم الله( كل موضع تدوسه بطون أقدامكم أعطيته لكم كما كلمت موسي) يشوع 3:1 لم يطلب منهم شيئا سوي ان يصدقوا وعده

قال لهم أنه أعطاهم الأرض وكان عليهم أن يؤمنوا بأن الأرض صارت ملكا لهم وكل ما عليهم هو أن يذهبوا ويقتنوها.

كذلك يحب الله ان نقتني منه جميع الحقوق والأمتيازات التي اعطانا اياها بالمسيح. بالمسيح أعطانا الخلاص والشفاء ومعمودية الروح القدس. وما علينا الا أن نؤمن بأن هذه النعم كلها قد صارت لنا ونتقدم لنقتنيها.فان كنا لا نقتني مايقدم لنا فلا يمكن أن نستفيد منه.

هنالك كثير من المرضي المتقاعسين ينتظرون من الله أن يقوم نحوهم بالواجب ويشفيهم , ولسان حالهم يقول : اذا كان الله يشفيني فعندئذ اؤمن. وهذا لسان حال خطاة كثيرين ممن عندهم نفس الفكرة عن الخلاص ,تركوا العمل كله علي الله . قال لي أحدهم :اذا كان الله يريد أن يخلصني فأنه يخلصني بدون أن أطلب منه. والكتاب يعلن أنها ارادة الله أن يخلص جميع الناس, وقد قدم الدعوة لكل من يريد ان يتوب اليه

وما علي البعيد عنه الا أن يقترب ويقبل الخلاص المعد له ,(..ومن يرد فليأخذ ماء حيا مجانا) رؤيا 17:22 لكن الجاهل قد وضع كل المسئولية علي الله وعاش ومات ولم يعرف الخلاص.

حتي بعض المؤمنين يرتكبون هذا الخطأ قائلين : اذا كانت ارادة الله لنا أن نحصل علي شئ  فأننا نحصل عليه, وان كنّا لا نحصل علي الشئ فارادة الله تكون ألا نحصل عليه. هذا القول هراء ولا يرتكز علي نص في الكتاب المقدس أصلاً. وقبل أن نحكم علي ارادة الله أو عدم ارادة الله لنا, علينا أن ندرس كلمة الله أولا ونري علي ضوئها ما هو لنا وما هو علينا. فان كنا نجد أن الله وعدنا بشئ, أو قدم لنا شيئا من عنده, فمعني ذلك أن ارادة الله لنا أن نحصل علي الشئ الذي وعدنا به أو قدمه لنا, وكل ما علينا أن نجئ ونستلمه من الله , أي أن نجئ واثقين غير مرتابين لئلا يفوتنا الحصول عليه.( ولكن ليطلب بأيمان غير مرتاب البتة لأن المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه فلا يظن ذلك الأنسان أنه ينال شيئا من عند الرب)

يعقوب 1: 6-7

وخلاصة الحقيقة الكتابية التي يريدنا الله أن نفهمها هي أن الشفاء عطية مجانية منه مثل الخلاص تماما , وقد دفع المسيح ثمن الأثنين معا في الجلجثة . وكل ما يجب علينا فعله أن نقبل و نقتني الأثنين منه, وكأولاد الله يجب أن يكون راسخا في اذهاننا أن الشفاء الألهي هو لنا نحن المؤمنين اليوم كما كان في القديم لأنه المسيح الأله الشافي وهو  حيّ وهو أمس واليوم والي الأبد.

 نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$