(العظة مكتوبة)
الأبوة الروحية – الجزء 2
- حياتك هي قيادة لآخرين.
- تقديرك وامتنانك بحياتك لراعيك.
- يشوع خادم موسى!
- السير خلف الراعي.
- ما هو دورك تجاه أبوك الروحي.
- كيف تختار الأب الروحي؟
- أسئلة حول الأبوة الروحية.
- حياتك هي قيادة لآخرين:
حياة كل مؤمن هي قيادة لحياة شخص آخر سواء قبلت أو لم تقبل، فكل سلوك تقوم به يقود آخرين، ليس فقط الأب والأم الجسديين هم مدرسة لأولادهم بل أنت أيضًا في عملك تقود آخرين حتى وإن لم تكن المدير، فحياتك تؤثر على آخرين وتقودهم حتى إن كنت أنت لا تريد ذلك، فاختر أن تقود من يشاهدونك.
“حَافِظُ التَّعْلِيمِ هُوَ فِي طَرِيقِ الْحَيَاةِ، وَرَافِضُ التَّأْدِيبِ ضَالٌّ” (الأمثال ١٠: ١٧).
تأتي في الأصل العبري والترجمة الموسعة: “الذي يسمع التعليم والنصائح والتصحيح هو طريق حياة، ليس فقط لنفسه بل للآخرين أيضًا، والذي يرفض أو يتجاهل التصحيح والتوبيخ ليس فقط هو يضل بل يسبب ضلال وتحطيم للآخرين” كلما تسلك بطريقة صحيحة تقود آخرين حتى وإن لم تكن تتلمذهم أو تقدم لهم تعليمًا فأنت تقودهم (بسلوكك) بالكلمة.
أترى المسئولية؟! سلوكك وأنت تقود سيارتك وشخص آخر أخذ مكانك في ساحة الانتظار وأظهرت مضايقة تجاهه، أنت تقود هذا الشخص لشيء خطأ، كان من الممكن أن يتعجب إن أنت تحركت بوداعة تجاهه. إن جلس أحد مكانك الذي أنت واضع عليه كتابك المقدس وبعد أن رجعت فوجئت أن كتابك تغير مكانه بدلًا من أن تنظر للشخص بشكل غريب أو تقول له لماذا فعلت ذلك …؟ بكل وداعة تأخذ كتابك وتبحث عن مكان آخر، أنتبه فسلوكياتنا تقود آخرين!
تبدأ الأبوة الروحية من الآن، وأنت تلميذ يوجد آخرين أقل منك في المعرفة ينظرون إليك ويشاهدونك.
قال أحد الأشخاص لكي تربي هذا الطفل قم أولاً بتربية جده، لأنه لكي يتربى وينشأ بشكل صحيح ويفهم مبادئ صحيحة يجب أن يعلمها له والده الذي تعلمها وفهمها عن جده. فلكي أضمن مستقبلاً رائعًا لهذا الطفل يجب أن تؤسس من الجذور؛ لذلك أعلم أنك قدوة لآخرين سواءً شئت أم أبيت.
الأبوة الروحية ليست لعبة، أنت تكِن للشخص الذي علّمك وأسس في حياتك تكِن له حياتك.
- تقديرك وامتنانك بحياتك لراعيك:
“١٣ الَّذِي كُنْتُ أَشَاءُ أَنْ أُمْسِكَهُ عِنْدِي لِكَيْ يَخْدِمَنِي عِوَضًا عَنْكَ فِي قُيُودِ الإِنْجِيلِ، ١٤ وَلكِنْ بِدُونِ رَأْيِكَ لَمْ أُرِدْ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا، لِكَيْ لاَ يَكُونَ خَيْرُكَ كَأَنَّهُ عَلَى سَبِيلِ الاضْطِرَارِ بَلْ عَلَى سَبِيلِ الاخْتِيَارِ. ١٥ لأَنَّهُ رُبَّمَا لأَجْلِ هذَا افْتَرَقَ عَنْكَ إِلَى سَاعَةٍ، لِكَيْ يَكُونَ لَكَ إِلَى الأَبَدِ، ١٦ لاَ كَعَبْدٍ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدٍ: أَخًا مَحْبُوبًا، وَلاَ سِيَّمَا إِلَيَّ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِلَيْكَ فِي الْجَسَدِ وَالرَّبِّ جَمِيعًا! ١٧ فَإِنْ كُنْتَ تَحْسِبُنِي شَرِيكًا، فَاقْبَلْهُ نَظِيرِي. ١٨ ثُمَّ إِنْ كَانَ قَدْ ظَلَمَكَ بِشَيْءٍ، أَوْ لَكَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَاحْسِبْ ذلِكَ عَلَيَّ. ١٩ أَنَا بُولُسَ كَتَبْتُ بِيَدِي: أَنَا أُوفِي. حَتَّى لاَ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ مَدْيُونٌ لِي بِنَفْسِكَ أَيْضًا” (فليمون ١: ١٣-١٩).
يتكلم هذا الشاهد عن أنسيمس، هو شخص خدَّام عند سيده فليمون الذي كان رجلاً غنيًا جدًا، وقبل أن يقبل أنسيمُس يسوع سرق فليمون وهرب، وهناك احتمالية أن يكون قبض عليه أو قابل بولس في السجن، فرُبِحَ على يده. فسأل أنسيمس بولس قائلاً: “ماذا أفعل؟” فأجابه: “يجب أن تدفع حق كل ما سرقته” وأخبره أنه سيدفع ثمن هذه المسروقات، مما يوضح لنا أن بولس كان لديه أموال.
لا يصح أن يطلب الخادم أو الراعي من البائع أن يُرخِّص له لأنه راعي أو خادم؛ وإلا ستكون تستعطي! يجب أن تعيش بطريقة شرعية لا تستخدم هذا الأمر بعد أن تتفرغ كمحاولة للحصول على المال أو أخذ أي شيء خارج حقك، فيونان دفع حق المركب التي ركب فيها، لذا يجب أن تدفع ولا تتهرب.
كتب بولس هذا الجواب لفليمون ليخبره أن أنسيمس سيأتي إليك -لأنه يتحرك بطريقة شرعية- وقال له: “كان بإمكاني أن آخذه لمساعدتي في الخدمة لكن لم أفعل ذلك دون موافقتك لأنه تحت سلطانك، وها أنا بولس أرسل هذا الجواب كتزكية له إذ لم يعد خدّامًا فقط بل أخًا بعد أن قبل المسيح، وسأدفع لك كل شيء، وأرسل لك هذا الجواب لكي أخذ أذنك رغم أنني لست في حاجة إلى ذلك لأنك مديون لي بحياتك، لكني أفعل ذلك لكي تمضي علي موافقتك أن أأخذه بكل رضا.
“لِكَيْ يَخْدِمَنِي عِوَضًا عَنْكَ فِي قُيُودِ الإِنْجِيلِ” يحكي التاريخ أن هذا الشخص كان غنيًا لكنه يخدم بولس.
“ثُمَّ إِنْ كَانَ قَدْ ظَلَمَكَ بِشَيْءٍ…فَاحْسِبْ ذلِكَ عَلَيَّ” سيدفع بولس أموال المسروقات، وهو يعني ما يقول ويقول ما يعني، فهو سيفعل ما قاله، وكخادم لا تتعهد بشيء لن تفعله.
“أنَا بُولُسَ كَتَبْتُ بِيَدِي: أَنَا أُوفِي. حَتَّى لاَ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ مَدْيُونٌ لِي بِنَفْسِكَ أَيْضًا” تعني أن هذا أمضاء مني أني سأدفع حق المسروقات، فأنت مديون لي بنفسك. كما قال لأهل غلاطية:
“فَمَاذَا كَانَ إِذًا تَطْوِيبُكُمْ؟ لأَنِّي أَشْهَدُ لَكُمْ أَنَّهُ لَوْ أَمْكَنَ لَقَلَعْتُمْ عُيُونَكُمْ وَأَعْطَيْتُمُونِي.” (غلاطية ٤: ١٥)
استخدم بولس هنا لفظًا شرقيًا معروفًا وهو “عينيا ليك”. ليس لأنه كانت لديه مشكلة في عينيه كما يدعي البعض، بل لأن هؤلاء يعرفون جيدًا من هو بولس، حتى أنهم بكوا عند ذهابهم لوداعه عند الميناء حيث أنه هو مَن علّمهم. (أعمال الرسل٢٠)
أما عن قوله: “اُنْظُرُوا، مَا أَكْبَرَ الأَحْرُفَ الَّتِي كَتَبْتُهَا إِلَيْكُمْ بِيَدِي!” (غلاطية ٦: ١١) فتعني هنا للأهمية كما تُكبر حجم العنوان عندما تكتب شيء ما.
- يشوع خادم موسى!
الأب الروحي هو الذي يجعلك تنال ما لك في المسيح، وأعطى لحياتك معنى، لماذا؟ لأنه وَصّل لك حقًا كتابيًا، فلا تقُل: “الله هو مَن جعل لحياتي معنى” سأقول لك لو لا طاعته لما كان لحياتك معنى. وإلا فلماذا سيُحاسب الشخص الذي يخبره الرب “كلم فلان” ولم يكلمه، دمه يطلب منه لأنه أصبح مسئولاً عنه ومن دونه سيذهب للجحيم. الآب الروحي أو القائد وصّل لك حقًا كتابيًا جعل لحياتك معنى ساعدك أن تنال ما لك في المسيح نعم إنه هو الآب الروحي.
“١ وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ مُوسَى عَبْدِ الرَّبِّ أَنَّ الرَّبَّ كَلَّمَ يَشُوعَ بْنِ نُونٍ خَادِمَ مُوسَى قَائِلاً: ٢ «مُوسَى عَبْدِي قَدْ مَاتَ. فَالآنَ قُمُ اعْبُرْ هذَا الأُرْدُنَّ أَنْتَ وَكُلُّ هذَا الشَّعْبِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لَهُمْ أَيْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. ٣ كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ، كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَى. ٤ مِنَ الْبَرِّيَّةِ وَلُبْنَانَ هذَا إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ، جَمِيعِ أَرْضِ الْحِثِّيِّينَ، وَإِلَى الْبَحْرِ الْكَبِيرِ نَحْوَ مَغْرِبِ الشَّمْسِ يَكُونُ تُخْمُكُمْ. ٥ لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ. ٦ تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَقْسِمُ لِهذَا الشَّعْبِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتُ لآبَائِهِمْ أَنْ أُعْطِيَهُمْ” (يشوع ١: ١-٦).
“وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ مُوسَى عَبْدِ الرَّبِّ أَنَّ الرَّبَّ كَلَّمَ يَشُوعَ بْنِ نُونٍ خَادِمَ مُوسَى قَائِلاً”
أترى في هذا الشاهد كلمة “خادم موسى” إنه حقًا كان يخدم موسى ولا يوجد تخفيف في الحق الكتابي، كلمة خدام في العبري تعني إنه كان يغسل ملابسه ويحضر له الطعام والماء إنْ احتاج، لو نادى عليه من غرفته يقوم ويذهب له مثل عالي الكاهن وصموئيل كان يقوم من فراشه ويذهب له. وأيضًا كما قال إيليا لخادمه اذهب انظر السحاب وأخبرني بما رأيته، مع إنه يبدو طلبًا غريبًا لكنه ذهب وفعل كما قال له، ليس عليه أن يفكر بل يفعل ما يُؤمر به.
“كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَى” هل ترى هنا الرب دائمًا يريده أن يركز على موسى.
“لأَنَّكَ أَنْتَ تَقْسِمُ لِهذَا الشَّعْبِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتُ لآبَائِهِمْ أَنْ أُعْطِيَهُمْ.” ترمز أرض الموعد للحياة التي لنا في المسيح وليس السماء. كان على موسى أن يأخذ شعب الله ويدخل أرض الموعد كما ذُكر هذا الأمر أكثر من مرة إنه أخرجه من مصر ليدخل بالشعب أرض الموعد. يرمز خروج الشعب من مصر للخلاص، ودخولهم أرض الموعد يرمز للمعرفة الحقيقة لكلمة الله.
قَصّر موسى في هذا الدور فأقام الله يشوع خادمه بدلاً عنه الذي كان يسير على نهجه ليقود الشعب كي ينالوا ما لهم في المسيح. إذًا الآب الروحي هو مَن يعرفك ما لك في المسيح، ليس من يعرفك رحلات بولس ومكانها على الخريطة أو يخبرك أن لوقا كان طبيبًا أو يقول لك ما هو الاتضاع دون أن يعلمك كيف تصلي.
- ما هي الكنيسة ؟
الكنيسة ليست مبنى بل هي جماعة مؤمنين لها قائد والمبنى بُنى ليضم المؤمنين وليس العكس. لكن للأسف التدين جعل البعض يقدسون المبنى نفسه، الحوائط والجدران والأرض. حقًا أقول لك إن قداسة المكان تكمن في وجود رجال الله فيه. الشخص الذي وضعه الرب في طريقك ليعلمك الكلمة ويقدم لك الحق الكتابي دون تخفيف هو الآب الروحي.
تُقاس الكنيسة الصحيحة بمعيارين، أولاً: أن تجيب على كل أسئلتك؛ ماذا أفعل إن انطفئت في الصلاة؟ أو ماذا أفعل إن واجهت تحديًا؟ كيف أُمارس إيماني وما هي ممارسة الإيمان؟ ماذا أفعل إن شعرت بدينونة؟ هذا ما يجب أن يُحكى فيه ويُعلَّم عنه داخل الكنيسة، سلسلة أسئلة ماذا أفعل لو…؟!
ماذا أفعل إذا تركت عملي؟ ماذا أفعل إذا أردت التقدم لوظيفة؟ إن لم تكن الكنيسة قادرة أن تقدم لك إجابات كتابية من خلال شخص ممسوح موهوب من الله لك كهدية، لا تحضر هذه الكنيسة. ما لم يقل لك الروح القدس أنْ تستمر في هذه الكنيسة لكي تخدم آخرين بالتعليم الذي عرفته.
من الطبيعي أن تترك هذا المكان لأن الكتاب المقدس يعلمنا ذلك كما ورد في آخِر إصحاحات من رسالة بولس إلى أهل رومية ومواضع عِدةَ يقول: “أتركوا أي مكانًا لا يعلم بهذا التعليم”. يقول الكتاب: “انسحبوا من وسط الذين لا يعلمون نفس هذا التعليم”.
“وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ، خِلاَفًا لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ” (رومية ١٦: ١٧).
من الطبيعي أن توجد في الأماكن التي تعلم التعليم الصحيح وتترك الأماكن التي تُعلم تعليمًا غير صحيح. إلا إذا قادك الروح القدس إنه يريدك في هذا المكان. لأن وجودك داخل كنيسة لا تجاوب على أسئلتك الخاصة بمحكات الحياة سيؤذيك في حال إنك لم تصل لحق كتابي قوي يجعلك قادر أن تتواجد في مكان يعلم تعليمًا غير صحيح دون أن تتأثر.
وهذا الوضع له قواعد، أن تحترم القيادة ولا تفعل أي شيء دون علم راعي الكنيسة وتكون واضحًا، ولا تُحَرّض الشعب على الراعي، ولا تتناقش معه وتجادله بل فقط تكون خاضعًا. إلا إن طلب منك مهامًا عكس ما تؤمن به ففي هذه الحالة سترفض، لكن ما عدا ذلك فأنت خاضع. وجودك يفيد أي شخص جائع يجذبه الرب لك ليسألك بمفردك لا على منبر الكنيسة وتفعل انقلابًا، بل تقدم له التعليم وتنبهه أن الكنيسة لا تُعلم بهذا التعليم لئلا يذهب هو ويفعل انقلاباً.
ثانيًا: كنيسة تجعلك تمجد يسوع أي تحبه أكثر. إذا كانت كنيسة تُعلم أن الله يعطيك المرض والمشاكل بهذا يسوع لن يُحَب بل سينفرون منه. الكنيسة الصحيحة هي التي تجاوب على أسئلتك وتجعلك تقف على قدميك لكي تستلم أرض الموعد الخاصة بك (ميراثك في المسيح).
- السير خلف الراعي:
الأبوة الروحية هي أنك تَكِن لهذا الشخص الذي اشتغل عليك مدى الحياة، مثلما تكن لوالدك الذي علمك، وتقولها للآخرين كنت ابناً لأبي ولا تخجل.
إن طلب منك الشخص الذي يُعَلِمَك أن تقوم بعمل ما لا تفتي بمعنى لا تضف شيئاً من عندك، حتى إن كشف لك الرب أمر ما، بل عليك أن ترجع لقائدك وتوضح له ما اكتشفته في اليوناني أو في العبري، سواء كان يختص بموضوع سابق أو جديد. فلا ينبغي أن تُعّلِم أمراً ما لم يعلمه راعيك أولاً، وسنجد إثباتاً كتابيًا على ذلك في:
“١كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ. ٢ فَأَمْدَحُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ عَلَى أَنَّكُمْ تَذْكُرُونَنِي فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَتَحْفَظُونَ التَّعَالِيمَ كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُمْ” (١كورنثوس ١١: ٢).
الأب الروحي هو أب وقائد ومرشد لك، واعلم أن الرب وضع ذاته في الأبوة الروحية. ولكن لا يشترط أن يكون الأب الروحي هو قائد أو راعي كنيستك، لذا لا تقل له أسرارك ولكن قم بمشاركتها مع أبيك الروحي، ولكن عليك أن تحترمه وتقدره هو أيضًا. هناك تنظيم في الكنيسة وقد جاء الوقت لنعلم عنه، لأننا لو لم نعرفه لن نستطيع أن نخدم بصورة صحيحة.
“١كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ“ بمعنى أنني اتبع يسوع وأنتم تتبعوني، أنت لا ترى يسوع على الأرض، ولكن تراه في الأناجيل، لذا تحتاج لشخص يحيا أمامك الكلمة.
لا تتوقع أن تسمع للروح القدس في موضوع ارتباطك أو الدعوة التي على حياتك أو مواضيع جوهرية خطيرة، مثل أن تهاجر أو تترك البلد أم لا، مالم ترجع لقيادتك الروحية، فلا تتوقع أن تسمع الروح القدس في الصلاة إن لم تكن تسمع للقيادة الروحية. حتى وإن كان لديك إثباتات أن الله تحدث لك في بعض الأمور. فالله يتحرك بمبادئ وطرق مختلفة وضحها لنا في كلمته.
“٢ كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُم“. أي بدون زيادة، الله سيكشف لك أموراً قم بمراجعتها مع راعيك واحتفظ واستمتع بها إلى أن يقولها الأب الروحي لباقي الناس، وهنا تستطيع أن تشاركها مع الآخرين.
هل يفترض أن نكون تابعين بدون تفكير مثل الخراف؟ نعم، عندما نخضع لرعاة صالحين. هناك أمثله ونماذج خطأ بين الرعاة، ولكن هناك تشغيل عقل. لأن الرب يسوع قال لنا: “خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي” (يوحنا ١٠: ٢٧). وهذا يعني أن الرب هو الذي في المقدمة.
الأبوة الروحية هي التزام وانتماء وتبعية. قد يكون هناك أشخاص تحت قيادتك، لو لم تكن تحيا هذا الخضوع للراعي، لا تعلمه. هل خضوعك بهذا الشكل يعني أنك فقدت هويتك؟ بالطبع لا، لأن القائد الروحي يأخذ من الله ويعطيك، لذا عليك أن تثق في كل ما يقوله لك، وأنت لك حريتك الشخصية.
هناك نوعان من الوحي أو الإعلان، النوع الأول هو الذي أعطاه الله للبشر في “كلمته” وهذا للجميع، ولكن هناك شخص يكتشف في هذا الوحى “استنارة“، وهى ليست إضافة عليه، مثل بولس الرسول الذي قد قال عنه بطرس أنه شخص غير عادى في استنارته، على سبيل المثال ما قاله بولس الرسول في:
“٩فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ مُوسَى: «لاَ تَكُمَّ ثَوْرًا دَارِسًا». أَلَعَلَّ اللهَ تُهِمُّهُ الثِّيرَانُ؟” (١ كورنثوس ٩: ٩).
وهنا استنار بولس في هذا الوحي ووضح أن الرب كان يتحدث عن الخُدام في الأساس وليس الثيران. هناك استنارة داخل الوحي وهذا ما تكلم عنه الكتاب أنه “روح الحكمة والإعلان” في فهم معنى المكتوب، وهو ليس اكتشاف جديد ولكن تربيط بين كلمات الكتاب في مواضِع أخرى، وهذا أخبرنا به الرب يسوع أن “الروح القدس يُذَكِركُم بكل ما قلته لكم”.
من الطبيعي جدًا أن تستنير عينك في بعض المواضيع الروحية وعليك أن تراجعها مع أبوك الروحي، فهو يساعدك ويدربك حتى تتعلم كيف تسير في حياتك الروحية وسيأتي الوقت ويتركك تسير بمفردك. ولكن لن تعود بعد وقت باكتشافات خارج الكلمة، لذا ينبغي أن تراجع ما اكتشفته معه، وتأخذ موافقته عليه.
لا تغلق الباب في وجه أي سؤال يطرحه الروح القدس لذهنك، ولكن عليك أن تكون حذرًا في الأمر، لأنه بالرغم من ملئك بالروح القدس قد يتدخل إبليس في دراستك للكلمة وتعتقد أنك نلت استنارة في الوحي وهي ضلالة من إبليس حتى وإن كنت دارس للغة العبرية واليونانية، حدث هذا في الكتاب المقدس مع تلاميذ لبولس الرسول ولكنهم غير تابعيين له بكل قلبهم، وذلك لأن الذهن أرض تتمشى فيها أفكار العالم وأفكار الروح القدس، لهذا عليك أن تجدد ذهنك.
على الشخص أن يتبع قائده الروحي وألا يُعلِّم بأمر لم يعلمه هو، وإن أبطأ في فهم شيء لا تتجرأ وتفكر في ذاتك أنك اكتشفته قبله، مع العلم إنها قد تكون صحيحة أو لا، ولا ينبغي أن تشاركها مع أحد داخل الكنيسة حتى لو كان ناضجًا، أعطى للراعي صلاحيات من الرب قد لا تعرفها، فربما لم يأتي الوقت المناسب للكلام في هذا الأمر في الكنيسة، حيث يوجد مواسم في عالم الروح.
هناك تنظيم داخل الكنيسة، على مساعد الراعي أن يمشى مع قيادته ويقول ما استلمه من قائده فقط، وهذا قانون داخل كنيسة باستور كريس، لهذا تحدث شفاءات غير عادية هناك.
لذلك قال بولس: “كونوا متمثلين بي كما أنا بالمسيح” يسيروا هم وراءه أيضًا، لأن يسوع متمثل في هذا الشخص “الراعي”، فاتبع قائدك في بداية حياتك الروحية لخيرك، لأنك في بداية حياتك الروحية لا تستطيع سماع صوت الله بدقه فهو صوت الله لك، فلا تقل: “لقد صليت ونلت إرشادًا من الرب، أو شعرت بشيء ما”، وليس لأن سماع صوت الله صعبًا ولكن ربما لم تسير على القوانين الروحية بصورة صحيحة، صوت الله في هذا الشخص.
عندما لا يكون لديك معرفة كتابية في أمر ما وتريد الحل بصورة عاجلة عليك أن تلجأ لأبيك الروحي، ربما يخبرك أن تصلى كجزء من الحل، ولكنه سيعطيك مفاتيحًا تتبعها وتسلك بها، فالصلاة قد تكون الحل في بعض المواقف، مثل أنك تريد أن تكون جريئًا في الخدمة فيكون الحل هو الصلاة. “لأن مَن يصلى بلسان يبنى نفسه”، ومن معانيها يُجرئ نفسه، والجرأة يمكن أن تكتسبها عندما تعرف أنك بر الله، وأيضًا من خلال معرفتك بالحق الكتابي كما هو موضح في سفر الأمثال:
” ١اَلشِّرِّيرُ يَهْرُبُ وَلاَ طَارِدَ، أَمَّا الصِّدِّيقُونَ فَكَشِبْل ثَبِيتٍ” (الأمثال ٢٨: ١).
وهناك ترجمة أخرى لهذا الشاهد تقول: “البار جريء كالأسد”. وأيضا في يقول في رسالة أفسس: “١٩ولأَجْلِي، لِكَيْ يُعْطَى لِي كَلاَمٌ عِنْدَ افْتِتَاحِ فَمِي، لأُعْلِمَ جِهَارًا بِسِرِّ الإِنْجِيلِ” (أفسس ٦: ١٩).
ويوضح بولس الرسول هنا أنه عندما يكون لديك تعليمًا كتابيًا ستكون جريئًا في الخدمة لذلك لا تناقش في شيء ما لم ترجع للأبوة الروحية، وأبوك الروحي له قائده الروحي يرجع له أيضًا.
- ما هو دورك تجاه أبوك الروحي:
- الخضوع والطاعة:
إن لم تتعلم أن تخضع لكلمه الله لن تتعلم أن تخضع لأي شخص مثل أبوك الروحي، والعكس صحيح.
مثلما قال الرسول يوحنا إن لم تعرف أن تحب إخوتك الذين أمامك كيف تقدر أن تحب الله الذي لم تراه (١ يوحنا ٤: ٢٠)، والخادم الذي لا يعرف أن يدير بيته كيف يدير الكنيسة (١ تيموثاوس ٣: ٥) هناك أشياء مرتبطة ببعضها، لأنه إن لم تقم بذلك عاجلاً أم أجلاً ستضل، أيضًا الأشخاص الأقدم منك روحياً أو قائد الاجتماع عليك أن تطيعهم وتحترمهم وتتعلم منهم حتى لو لم يكن أبوك الروحي، وإن اختلفتم في أمر ما تناقشه فيه، أو تأخذه وتذهب إلى أبيك الروحي وذلك مذكور في:
” ١٥ وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ: أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ بَيْتَ اسْتِفَانَاسَ أَنَّهُمْ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ، وَقَدْ رَتَّبُوا أَنْفُسَهُمْ (وضعوا في قلبهم) لِخِدْمَةِ الْقِدِّيسِينَ، ١٦ كَيْ تَخْضَعُوا أَنْتُمْ أَيْضًا لِمِثْلِ هؤُلاَءِ، وَكُلِّ مَنْ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيَتْعَبُ” (١ كورنثوس ١٦: ١٥، ١٦).
“ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ” أول مَن قبلوا المسيح في أخائية. أوصى بولس الرسول كنيسة كورنثوس أن يخضعوا لبيت استفاناس ويحترمونهم لأنهم سبقوهم روحيًا ويقتدوا بسلوكهم، طور في داخلك الاحترام حتى وإن كنت تتعامل مع ضابط وطلب منك الرخص تعطيها له بكل جرأة واحترام.
الأبوة الروحية تشبه الأب الأرضي، فإن كنت تسير في الشارع وتحمل أحمالاً وهناك شخص ساعدك في حملها، هذا لا يعني أنه أبوك الروحي فهو مرشد، أو شخص ساعدك في بعض المهام لمدة من الوقت لا يعنى انه أبوك الروحي، الأب الروحي هو الذي أسس الكلمة في حياتك بطريقة صحيحة سواء عن طريق كتب أو عبر وسائل الاتصال، ويفضل أن يكون الأب الروحي في مكان قريب منك وحولك ليستطيع مساعدتك، كان يُطلَق على إبراهيم وإسحاق ويعقوب آباء، مع أنه يوجد الآن آباء للموجودين في الجيل الحالي.
“٥ كَذلِكَ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ، اخْضَعُوا لِلشُّيُوخِ، وَكُونُوا جَمِيعًا خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ: «اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً». ٦ فَتَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ اللهِ الْقَوِيَّةِ لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ” (١ بطرس ٥: ٥، ٦).
“٦ فَتَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ اللهِ الْقَوِيَّةِ لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ حِينِهِ” أين يد الله في هذا الشاهد؟ يد الله على الأرض هما الشيوخ.
مثل قول الرب يسوع: “وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ بِأَصْبعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ” (لوقا ١١: ٢٠).
انتبه الروح القدس يجعلنا نفهم الحق الكتابي بطريقة حقيقية وصحيحة. يمكنك فهم تعليم الرب يسوع لو أنك فهمت العهد الجديد (الرسائل) وعرفت المعاني الحقيقية بها ستعرف أن الرب كان يعمل من الخارج للداخل، لأنهم لم يكونوا مولودين ثانيةً.
تحتوي الرسائل على تعليم من الداخل إلى الخارج، مثل تعلم كيف تخرج الروعة من داخل المؤمن للخارج، ولكن الرب يسوع كان يتكلم لأشخاص لم يولدوا ثانيةً، لذلك قال: “لا تدعو لكم آباءً ولا تدعوا لكم سيداً، ليس لكم سوى أب واحد وهو الله لأنه أراد أن ينبههم لتعليمهم الخاطئ فقال عنهم:
“لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ” (متى ٢٣: ١٣).
يمكنك فهم تعليم الرب يسوع لو أنك فهمت العهد الجديد (الرسائل) وعرفت المعاني الحقيقية بها سوف تعرف أن الرب كان يعمل من الخارج إلى الداخل، لأنهم لم يكونوا مولودين ثانيةً.
تحتوي الرسائل على تعليم من الداخل إلى الخارج، فهي تعلم كيف تخرج الروعة من الداخل للخارج، ولكن الرب يسوع كان يتكلم لأشخاص لم يولدوا ثانيةً، لذلك قال: “لا تدعو لكم آباءً ولا تدعوا لكم سيدًا، ليس لكم سوى أب واحد وهو الله فكان يريد أن ينبههم لتعليمهم الخاطئ فقال عنهم:
“لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ” (متى ٢٣: ١٣).
نجد أن الرب يسوع قد بدأ خدمته من داخل الأماكن التي يجتمع بها اليهود (المجامع) بكل تقدير واحترام للناس، وكان يقدم الحق الكتابي بكل حكمة، حتى كون كنيسته الخاصة.
كان ينظر لتعليم الرب يسوع في زمنه بأنه حركة جديدة، وما العيب في ذلك، فهذا خلاص للبشرية لأنهم كانوا في تعب، إن كان الحق يحتاج لزلزال فليُزلزل، وهذا ما يحدث الآن في مصر، الآن تزلزل أوثان مصر، لأن الرب سيعرف في أرض مصر، ويعرف المصريون الرب.
الأبوة الروحية هي خضوع بمعنى، ما يقوله لك أبوك الروحي هو تعليمات وليس اقتراحات، وهذه ليست سيطرة بل طاعة.
- احترم قائدك الروحي، وقدره في قلبك لأنه شخص ممسوح، وأقبل تصحيحه وتوبيخه.
- صلي من أجله، وباركه.
- اعشر له عشورك.
أنت المستفيد من تقديم عشورك، وازدهارك متوقف عليك، وليس هو المستفيد، لان عطاء الراعي هو لمن فوقه هو سر ازدهاره، عندما تضع هذا في قلبك تسرع في حياتك الروحية، أيضًا لا ترفض عطية تعطى لك حتى لو أنك غير محتاج لأنك بذلك ترفض عطية الله نفسه كما قيل في: “١١وهذِهِ لَكَ: الرَّفِيعَةُ مِنْ عَطَايَاهُمْ مَعَ كُلِّ تَرْدِيدَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. لَكَ أَعْطَيْتُهَا وَلِبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ مَعَكَ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. كُلُّ طَاهِرٍ فِي بَيْتِكَ يَأْكُلُ مِنْهَا” (العدد ١٨: ١١).
إن أعطيت عشورك فلا تحاول استنباط أو تتبع طريقة صرف الراعي لهذه العشور، مثل رؤيتك له يرتدى ملابس جديدة أو اشترى شيئًا جديدًا، فلا تفكر في داخلك أن أموالى قد صرفت في هذا الشيء، لم تفعل الكنيسة شيء كهذا في بدايتها بل:
“٣٤ إِذْ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ مُحْتَاجًا، لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ حُقُول أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا، وَيَأْتُونَ بِأَثْمَانِ الْمَبِيعَاتِ، ٣٥ وَيَضَعُونَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ، فَكَانَ يُوزَّعُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ كَمَا يَكُونُ لَهُ احْتِيَاجٌ” (أعمال الرسل ٤: ٣٤، ٣٥).
تُعطَى العشور بصورة أساسية لمن أطعمك روحيًا، ولا تعطى لأقارب أو أب أو أم أو محتاج، فالله لا يُشمَخ عليه: “٦لا تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا” (غلاطية ٦: ٧).
التقديمات توضع في المكان الذي تريده سواء لأشخاص أو في الخدمة، كانوا الرسل يعشون بهذا المنطلق يُدَعَمون من الكنائس.
كلما تخضع لمسحة قوية وخادم صح كلما تزيد مسحتك، وسقفك يعلو (لا يمكن أن يكون التلميذ أفضل من معلمه)، لكن لو درس التلميذ أكتر وأصبح أفضل من معلمه فهذا ليس معلم جيد، ولا يصلح أن يكون أب روحي، حيث ينبغي للمعلم أن ينموا باستمرار وتلميذه ينموا معه.
- الانتماء والتبعية للأب الروحي فهو يقلد يسوع وأنتم تقلدونه، مثل الطفل، إن لم يرى أمامه أشخاص يتحدثون لن يستطيع التحدث، لذلك يعيش الأشخاص الذين ليس لهم أبوة روحية متخبطون.
كيف تختار الأب الروحي؟
- سيضعه الرب في طريقك وأنت تسمع لصوته يرشدك وتميزه، ثم عليك أن تخضع له.
- الأب الروحي هو الشخص الذي أسسك في الكلمة، هو الذي أتى بك للمسيح وقادك.
- هو شخص لديه حق كتابي واضح قد تكون درست الكلمة لفترة طويلة ولكنه هو الذي أعطى لك المفاتيح لتأخذ ما لك في المسيح.
أزال الحيرة والغموض، روح الحكمة والإعلان يعمل في حياته، قد يكون راعي المكان أو راعي هو تحت الأب الروحي، والراعي تحته قائد مجموعة، ثم قائد خلايا، هذا هو نفس النظام الذي سار به شعب الله، موسي قديما كان ممنوع أن يتعامل مع الشعب، وهذا ليس كبرياء، وهناك مرشدين يوصلون ما يقوله الأب الروحي، إلى أن تزيد الأعداد فيصبحون هم أباء روحيين.
سؤال: هل يمكن أن يكون للشخص مرشد وأب روحي؟ نعم الأب الروحي يشرح الشيء والمرشد ويساعده على هضمها، ويسهر لأجل النفوس.
“١٧ أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ. ١٨ صَلُّوا لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا نَثِقُ أَنَّ لَنَا ضَمِيرًا صَالِحًا، رَاغِبِينَ أَنْ نَتَصَرَّفَ حَسَنًا فِي كُلِّ شَيْءٍ” (العبرانيين ١٣: ١٧، ١٨).
هناك فرق بين التعليم والتعليمات، التعليمات وهي مهام يطلبها منك راعيك. أما التعليم فهو أمر موجود في الكتاب، وهو الذي جعل من الأب روحي “أب”.
- دور الأب الروحي في حياتك:
– يرشدك، يقويك يشجعك، يقدم لك النصيحة.
– يعلمك تعليمًا كتابيًا.
– يصحح ويوبخ من يرعاهم.
هذا هو نفس دور الروح القدس في حياتنا، يفعل هذا معك إلى أن تستطيع أن تستقبلها بمفردك من الروح القدس “وعليك أن يكون لك مرجعية” وهي ليست اختيارية.
” لاَ أَتْرُكُكُمْ يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ”. (يوحنا ١٤: ١٨).
لابد أن يكون لك أب روحي، لكي يكون لك مرجعية، لا يقول أحدكم “أنا مع نفسي، لا أتبع أحدًا”، عليك أن تصلى بألسنة لكي يضع لك الرب أب روحي صالح في طريقك وهو له الأولوية في حياتك ويجب عليك أن تكون خاضع وخادَّم له حتى وإن كنت أبًا لأخرين.
- •• توضح الشواهد الآتية دور الأب الروحي:
“عَلَى الرُّعَاةِ اشْتَعَلَ غَضَبِي فَعَاقَبْتُ الأَعْتِدَةَ، لأَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ تَعَهَّدَ قَطِيعَهُ بَيْتَ يَهُوذَا، وَجَعَلَهُمْ كَفَرَسِ جَلاَلِهِ فِي الْقِتَالِ” (زكريا ١٠: ٣).
“١ «وَالآنَ إِلَيْكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةُ أَيُّهَا الْكَهَنَةُ: ٢ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَسْمَعُونَ وَلاَ تَجْعَلُونَ فِي الْقَلْبِ لِتُعْطُوا مَجْدًا لاسْمِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. فَإِنِّي أُرْسِلُ عَلَيْكُمُ اللَّعْنَ، وَأَلْعَنُ بَرَكَاتِكُمْ، بَلْ قَدْ لَعَنْتُهَا، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ جَاعِلِينَ فِي الْقَلْبِ. ٣ هأَنَذَا أَنْتَهِرُ لَكُمُ الزَّرْعَ، وَأَمُدُّ الْفَرْثَ عَلَى وُجُوهِكُمْ، فَرْثَ أَعْيَادِكُمْ، فَتُنْزَعُونَ مَعَهُ. ٥ كَانَ عَهْدِي مَعَهُ لِلْحَيَاةِ وَالسَّلاَمِ، وَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُمَا لِلتَّقْوَى. فَاتَّقَانِي، وَمِنِ اسْمِي ارْتَاعَ هُوَ. ٦ شَرِيعَةُ الْحَقِّ كَانَتْ فِي فِيهِ، وَإِثْمٌ لَمْ يُوجَدْ فِي شَفَتَيْهِ. سَلَكَ مَعِي فِي السَّلاَمِ وَالاسْتِقَامَةِ، وَأَرْجَعَ كَثِيرِينَ عَنِ الإِثْمِ. ٧ لأَنَّ شَفَتَيِ الْكَاهِنِ تَحْفَظَانِ مَعْرِفَةً، وَمِنْ فَمِهِ يَطْلُبُونَ الشَّرِيعَةَ، لأَنَّهُ رَسُولُ رَبِّ الْجُنُودِ. ٨ أَمَّا أَنْتُمْ فَحِدْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ وَأَعْثَرْتُمْ كَثِيرِينَ بِالشَّرِيعَةِ. أَفْسَدْتُمْ عَهْدَ لاَوِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. ٩ فَأَنَا أَيْضًا صَيَّرْتُكُمْ مُحْتَقَرِينَ وَدَنِيئِينَ عِنْدَ كُلِّ الشَّعْبِ، كَمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَحْفَظُوا طُرُقِي بَلْ حَابَيْتُمْ فِي الشَّرِيعَةِ». ١٠ أَلَيْسَ أَبٌ وَاحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟ فَلِمَ نَغْدُرُ الرَّجُلُ بِأَخِيهِ لِتَدْنِيسِ عَهْدِ آبَائِنَا؟” (ملاخي ٢: ١-٣، ٥-١٠).
الأب هنا مقصود بها الذي يربي وينمي ويعرفك طرق الحياة ويجعلك تُبنى روحيًا وليس الذي ينجب فقط، كما نَمّى بولس الرسول تيموثاوس:
“إِلَى تِيمُوثَاوُسَ، الابْنِ الصَّرِيحِ فِي الإِيمَانِ: نِعْمَةٌ وَرَحْمَةٌ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا” (١ تيموثاوس ١: ٢).
“سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ، وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي” (رومية ١٦: ١٣).
لم تكن هي أمه الجسدية، ولكن في الرعاية الجسدية.
- أسئلة حول الأبوة الروحية:
– هل معنى الخضوع والتبعية ألا أراجع وراء الأب الروحي؟
بالطبع لا، ينبغي أن تُراجع وراءه وتناقشه، لكن طبيعي في وقت ما لا تستطيع أن تراجع وراءه كطفل روحي، فالطفل يمكن أن تّقدِم له أي شيء ويقبله، لأن فالطفل الروحي لا يستطيع أن يميز، ولكن لا تسأل بطريقة حمقاء، وهناك مَن يسأل الكثيرين، ولكنه ليس له قرار ولا يقتنع ولا يطبق.
على الأب الروحي الانتباه لبعض الأسئلة التي يسألها الشخص باتجاهات قلب خاطئة، أو مَن لا يريد أن يتعلم، فلا يُجاوب عليها، فمثل هذا فهو قادم ليسمع فقط ولا يفتح قلبه للتعليم، السؤال لا يتضارب مع مناقشة الأب الروحي والمراجعة وراءه، ولكن لا تجادل، احترامه قدره، وقره لأنه تعب فيك، مثلما توقر أبيك الأرضي. أنت موجود في هذا المكان بسببه، أنت تدين له بحياتك، ذكر بولس في رسالته عن هؤلاء الذين يسألون ولا يريدوا أن يتعلموا:
“٥ لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هؤُلاَءِ. ٦ فَإِنَّهُ مِنْ هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْبُيُوتَ، وَيَسْبُونَ نُسَيَّاتٍ مُحَمَّلاَتٍ خَطَايَا، مُنْسَاقَاتٍ بِشَهَوَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ. ٧ يَتَعَلَّمْنَ فِي كُلِّ حِينٍ، وَلاَ يَسْتَطِعْنَ أَنْ يُقْبِلْنَ إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ أَبَدًا” (٢ تيموثاوس ٣: ٥-٧).
▪︎ ترجمة كتاب الحياة
“[5] لَهُمْ مِنَ التَّقْوَى مَظْهَرُهَا وَلكِنَّهُمْ لا يَحْيَوْنَ بِقُوَّتِهَا، فَعَنْ هؤُلاءِ النَّاسِ ابْتَعِدْ! [6] فَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يَدْخُلُونَ الْبُيُوتَ خُلْسَةً، وَيُوْقِعُونَ فِي حَبَائِلِهِمْ بَعْضَ النِّسَاءِ الضَّعِيفَاتِ الْمُثْقَلاتِ بِالْخَطَايَا، اللَّوَاتِي تَجْرُفُهُنَّ شَهْوَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ، [7] يُصْغِينَ لِلتَّعْلِيمِ دَائِماً، وَلا يَسْتَطِعْنَ أَبَداً أَنْ يَبْلُغْنَ مَعْرِفَةَ الْحَقِّ بِالتَّمَامِ!” (٢ تيموثاوس3:5-7).
◾️ ترجمة العربية المشتركة
“٥ مُتمَسّكينَ بِقُشورِ التّقوى رافِضينَ جَوهَرَها. فاَبتَعِدْ عَنْ هَؤُلاءِ النّاسِ. ٦ ومِنهُم مَنْ يَتَسلّلونَ إلى البُيوتِ ويَغوونَ نِساءً ضَعيفاتٍ مُثقَلاتٍ بِالخطايا، مُنقاداتٍ لِكُلّ أنواعِ الشّهواتِ، ٧ يتَعَلّمنَ دائِمًا ولا يُمكِنُهُنّ مَعرِفَةُ الحَقّ أبدًا” (٢تيموثاوس ٣: ٥-٧).
إن كان هناك أب روحي، وتولى ابنه سلطة وتلمذ آخرين، وأصبح رسولاً، ولكن الأب ليس رسولاً؛ أي لا يحمل منصب. سوف يظل أبوه وله مهابته وسلطته عليه، ولكن ليس في القرارات الإدارية، وإن كان له زلات، لا تستحقره.
-هل الأب الروحي لابد أن يكون في نفس المنطقة؟
يفضل أن يكون في نفس المنطقة، لكن إن هاجر أو في محافظة أخرى، تواصل معه وحاول أن يسافر له كلما كان بمقدورك هذا.
-هل تعترف له أنه أبيك الروحي؟
“نعم” وضح له ذلك، وسوف يخبرك الأب الروحي بالمواعيد والأوقات التي يستطيع أن يتواصل فيها معه، والقواعد التي سوف تسيرون عليها.
ظن البعض أنني ادعوا لترك للكنيسة، وهذا ما لم اقصده، فعليك أن ترجع لأبيك الروحي في قرار مثل ذلك لأنه أكثر شخص يعرفك، فربما يستخدمك الرب لتغير هذا المكان وتفتح عيونهم الروحية. أعرف أشخاصًا كانوا منبوذين بسبب هذا التعليم وتم مقاومته كثيرًا وبعد فترة فُتحت عيون الآخرين وقبلوا الحق الكتابي بسببه.
قال بولس الرسول أتمنى لو كنت أنا محرومًا في سبيل أن شعبي يعرف الرب (رومية ٩: ٣). لماذا؟ لأنهم أهله وشعبه، فلا تتركهم، بل أسعَ لمساعدتهم.
-إن كان هناك شخص مرتبط وشريكته أعلى منه روحيًا ما الحل هل يتركها؟
لا، بل يبقى الحال على ما هو عليه ولا يتركها.
– ماذا افعل إن أخطأ القائد الروحي الذي كلفه الأب الروحي بقيادتي؟
ربما يخطئ القائد الروحي وهذا أمر وارد الحدوث مثلما قال بولس الرسول: “بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا” (١ كورنثوس ٩: ٢٧).
ولكنك لن تخضع للقائد ولكنك ستحترمه كأخ لك في المسيح، ولن تعتبره كضال، ولا تنظر له بنظرة تقليل، ولا تبتعد عنه إلا إن طلب منك أبوك الروحي ذلك. يوجد مستويات لتعامل الأب الروحي مع هذه الأخطاء، أولاً يوبخ على انفراد ثم يوبخ بين الجماعة ثم يوبخ بين الكل ويعزل.
إن كنت تخضع لراعي يعلم تعليمًا غير كتابي عليك أن تناقشه ولكن على انفراد وليس أمام الجميع حتى لا يُحرَج، وعلينا عندما نطرح سؤالاً أن نطرحه بحكمه وقيادة من الروح القدس، وقد حدث معي هذا الموقف، أن أحد الرعاة كان يُخرِج شياطين بضرب الشخص الذي به الروح الشرير، فقلت له: “ولكن الرب يسوع لم يكن يفعل ذلك”، فكان رده: “أن هذا يسوع!” واستثنى ذاته، ورغم أنه كان لديَّ الرد لإجابته هذه، ولكني لم أكمل معه، ويرجع ذلك إلى مدى ما أراه أمامي منه من استجابة.
– إن كنت تحت قيادة شخص يعلم تعليمًا غير كتابي، ووكل لك أن تعلم آخرين هل تعلمهم التعليم الصحيح؟
نعم، ولكن بطريقة فردية وليس في الكنيسة، وعندما تعلم شخص نبهه أنه ربما لم تكن كنيسته تعلم هذا التعليم فلا يتحدث أمامهم، أيضًا على من قبل يسوع حديثًا ألا يحاول أن يعلم آخرين، إلا عندما يدرس جيدًا ويبحث وينضج ويصبح قويًا في الإيمان.
– هل يمكن أن تتخذ فتاة رجلاً كأب روحي لها؟
نعم يمكن في حالة واحدة إن كان متزوج ويكون في حضور زوجته أو يحكي لزوجته على ما دار من حوار بينهما. منعًا لحدوث تعلق عاطفي من أحد الطرفين. إن كنت خادم في كنيستك عليك أن تُقدِر الجميع ولا تقف مع الجميلات فقط، وإن كنت تمتلئ بالروح يوميًا لن تستطيع أن تفعل غير ذلك.
إن لم ينموا الأب الروحي روحيًا سوف ينتهي دوره في وقت ما، هذا ما حدث مع موسى وأتى وقت وانتهى دوره.
ــــــــــــــــــــــــــــ
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download