عظات الثلاثاء 26/11/2019
العظة مكتوبة
تحدثنا قبلًا عن التقوى ونتائجها، وعندما تسلك بها هنا على الأرض، فأنت تسير عكس التيار، أي مختلِفًا عمَّا يفكر به الناس.
◇ أوجه التقوى
للتقوى وجهان:
أولًا) ترفض أن تسلك مثل العالم
تُعلمك التقوى، بعد قبولك للرب في حياتك، أن تنكر الفجور والشهوات العالمية، أن ترفض الشر والخطية، وهي أن تسلك بالتعقل والبر، معنى هذا أن ما ينبغي أن تحيا به الآن هو التعقل والبر والتقوى.
ثانيًا) أن تحيا مشتعلًا بهذا الإله، معنى كلمة أن تخاف الرب، في العهد القديم، أن تتقيه.
إن كانت مبادئ العالم ما زالت في ذهنك، يبدأ الروح القدس في العمل عليك، ويعلمك ألا تسلك بها، إذ صارت لديك القدرة على هذا؛ لأن منبع الخطية انتهى من حياتك عندما وُلِدت ثانيةً، وبعدما تعتاد على حياة عدم الالتواء، عدم الكذب، عدم التفاوت، يدخل الروح القدس معك في مستوى ثانٍ وهو أن تحبه بكل قلبك، فمفهوم التقوى عند البعض قاصر فقط على أن يرفض الشخص الخطية، في حين أن التقوى أن تحب الرب بشراهة، وأن تنطرح تمامًا أمامه.
◇ التقوى والألم
أي شخص مولود ميلادًا ثانيًا، ومن أية خلفية، هو كنيسة الله، وتحتاج الكنيسة اليوم أن تفهم الاشتعال في حب الرب. تحدثنا سابقا عن أن التقوى يصحبها الألم، فكلما ازددت في التقوى، صاحب ذلك أن تجد أشخاصًا يضطهدونك.
التقوى هي أن تحب الرب بكل قلبك، هي انطلاق روحك، هي انفعالك في الصلاة، والتسبيح، إن كنت من الأشخاص الصامتين، واعتدت على الصمت وعدم التفاعل، وتعطي أعذارًا لنفسك، أن هذه هي شخصيتك، ستجد الروح القدس أيضًا يتحدث إليك قائلًا إن التقوى صارت جزءًا في روحك، تقدر الآن أن تستخدمها، فهي في داخلك، وإن لم تستخدمها عن عمد لن تَخرج من تلقاء نفسها.
يوجد للتقوى نتائج في هذا العالم، والآتي أيضًا، وتحدثنا، أن التقوى يصحبُها ألم، وهذا طبيعيٌّ؛ لأنك تسلك عكس التيار.
أول أمر تتألم منه هو جسدك؛ لأنه غير معتاد على أن يسلك بالأمور الروحية، كان آدم مدركًا لعالم الروح أكثر من عالم العيان، وبعدما سقط اكتشف أنه عُريان، معنى هذا أن عينيه كانتا مفتوحتين على عالم الروح أكثر من عالم العيان، كان مُدركًا، وواعيًا أكثر لعالم الروح؛ لهذا السبب، لم ينشغل بأن يرى نفسه عُريانًا، ماذا لو لم يكتشف آدم أنه عُريان؟ هل كان الوضعُ سيستمر هكذا؟ الإجابة؛ لا لأنه كان سيكتشف هذا تلقائيًّا عندما يرى آخرين موجودين على الأرض غيره هو وزوجته.
كان لدى آدم وعي ومعرفة وذكاء بمقدار إدارة الأرض بصورة صحيحة، لأجل هذا كان شخصًا مسؤولًا عندما أخطأ، فلم يسلم الرب الأرض لشخص غير فاهم.
فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا بِالْجَسَدِ، تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهذِهِ النِّيَّةِ. فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ، كُفَّ (كان قد كَف) عَنِ الْخَطِيَّةِ، (بطرس الأولى 4: 1).
اُستخدمت هذه الآية من بعض الناس بمفهوم خاطئ، وهو أن الألم الجسدي هو ما يجعلك تَكُف عن الخطية، وكأن الله يضعك في آلام؛ لكي تَكُف عن الخطية، يوجد في الكتاب المقدس أزمنة مختلفة، ماضٍ، وماضٍ أقدم منه. وعندما تدرس هذه الأزمنة، ستفهم معنى الآية، أن من تألم في الجسد كان قد كَف عن الخطية؛ لأجل هذا كُتبت في الكتاب كُف، وليس كَف بمعنى، أن كَف عن الخطية تسبق التألم، فهذا الشخص قال لا للعالم، ولا للخطية؛ فبدأ يتألم، يخاف بعض الناس من هذا الألم، لكن عندما تسلك مع الروح القدس، تتلذذ بهذا الألم؛ ويوجد من يتراجع بسبب هذا الألم.
يأتي هذا الألم في صورة شخص يستهين بك، ويسخر منك، وتكون حواسك الخمس غير قادرة في البداية على السلوك روحيًّا، عليها أن تخضع. وفي هذا ألمٌ لها؛ لأنها اعتادت أن تُدير، وحواسك متدربة أن تفعل ما تريده، وبعدما تولد من الله تبدأ تروض جسدك على سلوكٍ آخر؛ لأجل هذا يبدو وكأنه يوجد ألم. وهذا الأمر إن لم تفهمه تعتقد أنك ضَعُفت روحيًّا ففي بداية علاقتك بالرب، تكون مُتلذذًا به، لكن بعد فترة يتمرد جسدُك، ولا يريد ما بدأت به بنشاط مع الرب، فتعتقد آنذاك أنك في حالة ضعف روحي، ولكنك في الواقع تُفطم عن السلوك بالجسد، ويكشف الروح القدس لك لماذا أنت مُتضايق؟
قد تعتقد أنك مُتضايق من أمرٍ ما فتصير شَرِهًا في خطيةٍ ما، لكن ليس هذا السبب الحقيقي بداخلك، فيكشف لك الروح نفسك وسبب ضيقك الحقيقي وأنت تصلي بألسنة.
أثناء سيرك مع الروح القدس، تكون الآلام التي تراها في البداية هي في الواقع آلام ترويض الجسد، هذا ليس معناه أن الجسد لديه طاقة للخطية، لكن إن لم يُروض، تجد الخطية فرصة لتعمل من خلاله، فالجسد لديه رغبات وحواس وغرائز، إن لم تروضها وتتحكم بها، تصير مثل من يقود سيارة ويتركها تسير كيفما تشاء، ولا يتحكم بها، وهذا يصيبه بالأذى، هنا التألم هو السلوك عكس العالم، عكس الجسد، وحواسه الخمس.
لم يُوجد الألم من ضمن عناصر الخليقة. نجد أيضًا في سفر الرؤيا أن الألم سينتهي، أي إنه ليس عنصرًا أساسيًّا يستخدمه الله من مكونات الخليقة، ولكنه من نتائج الخطية. عندما قال الكتاب إن الرب يسوع تعلم الطاعة مما تألم به لم يقصد بتألمه هنا أن جسده كان يريد أن يفعل خطية وهو يريد أن يفعل عكسها، لكن المقصود، أن الرب وُضع في أمور هنا على الأرض لم يأتِ لأجلها.
إن كنت تؤمن بأن الله يستخدم الألم في معاملاته معك، فأول أمر يفعله الروح القدس فيك هو تنظيف طريقة تفكيرك من هذا، برغم أن الظروف السلبية لا زالت قائمة، ويبدأ في توضيح الكلمة لك بشكل صحيح وتدريجي، وعندما لا تجد نتائج سريعة في البداية؛ هذا لأن ذهنك يحتاج إلى التعديل في بعض الزوايا، وعندما تقرر أن تستمر، وأن ترى الحياة بمنظور الكلمة، تُرفع يد إبليس التي كانت على حياتك في كل الزوايا بشكل تدريجي؛ لأنك عَرَفت فكر الله في كل زاوية؛ لذلك أول أمر هو أن تبنيك الكلمة، ثم تعطيك ميراثًا تشترك فيه مع كل القديسين.
ليس معنى هذا أن حياة الإنسان لا يوجد بها مشاكل، يوجد تحديات وظروف من الممكن أن تواجهها، لكن ما أنت ترحب به اعتقادًا أنه من الله، قد يُدخل إبليس في حياتك.
فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟ (لوقا 11: 13).
◇ كيف يؤدب الله بدون ألم؟
هل يُعقل أن الله أقل من الأب والأم الأرضيَّين، هل يُعقل أن يضع الأب والأم لأولادهما نوعًا من التربية به ألم، يوجد في التربية السليمة جزء من الألم؛ لأن الطفل يتم تعليمه وتدريبه على أمور معينة، ولكن بطريقة لا تؤذيه.
خلط الناس بين تأديب الإنسان، وبين القضاء، عندما نفهم قضاء الله من خلال دراسة الكلمة نجد أن قضاء الله على الشر يتطلب أحيانًا إنهاء حياة الشخص، وهذا أمر غير التأديب، سياسة الله ليست استخدام الألم مع الإنسان، من لا يضع نفسه في وضعية الخضوع للكلمة، يتألم. لكن الآلام الخاصة بالتصحيح يشجعها الكتاب؛ لأن ذهنه ممتلئ بأفكار العالم، ولا بُدَّ من تصحيحها.
لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا،
2 نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ.
3 فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ.
4 لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ،
5 وَقَدْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ:«يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ.
6 لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ».
7 إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟
8 وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ.
9 ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟
10 لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ.
11 وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ. (عبرانيين 12: 1-11).
3 فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِه
نوع الآلام هنا ليس مقصودًا به لعنات؛ لأن يسوع حمل اللعنات لأجلنا، وليس كل ألم في الكتاب المقدس مقصودًا به ألم المرض، يوضح الكتاب أن أنواع الألم تختلف عن بعضها، يتكلم هنا أن يسوع احتمل ألمًا ومقاومةً من الخطاة، وتقول الآية انظروا كيف سلك يسوع، واسلكوا مثله. يحق لك أن تسلك كما سلك يسوع، هو قاوم حتى الدم؛ من أجل ألا تعبر أنتَ في هذا.
لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ».
ما تقصده الآية أن الأب الأرضي يؤدب بجلد الجسد، أي بالضرب. هذه إحدى الوسائل النهائية لتأديب الأب لابنه. ويقصد هنا أن يكون للكلمة سلطان على حياة المؤمنين مثل الجلد، ولا يقصد إخراج الغضب الداخلي، بالنسبة للأب الأرضي يؤدب أولاده جسديًّا، والروحي روحيًّا. ويقتبس كاتب الرسالة هنا من (أمثال 17: 10) اَلانْتِهَارُ يُؤَثِّرُ فِي الْحَكِيمِ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ جَلْدَةٍ فِي الْجَاهِلِ.
لفظ التأديب هو التصحيح والتعليم. وكلمة الله هي ما تؤدي لهذا بكَ؛ فهي أداة التأديب. وبحسب
(2 تيموثاوس 3: 16) كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ.
معنى هذا أن كلمة الله هي الوسيلة والأداة التي يؤدب بها الله أولاده. كيف كان يسوع يؤدب تلاميذه؟ من خلال إعطائهم تعليمًا، لا عبر المشاكل والأمراض.
أَنْتُمُ ٱلْآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. (يُوحَنَّا 15:3).
كانوا في العهد القديم ما زالوا يفهمون مَن وراء ما يحدث لهم؟ وإن كان الله يسمح، كأننا نقول أيضًا إنه مَن يعملها، فإن كان هناك قاتل، وسمح له بواب العمارة بالدخول ليفعل جريمته، هو بذلك متورط معه في الجريمة، لكن السياق السليم هو أنك أنت من تسمح، يضطر الله أن يسمح بناءً على سماحك أنت.
32 وَلكِنْ تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ السَّالِفَةَ () الَّتِي فِيهَا بَعْدَمَا أُنِرْتُمْ صَبَرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ.
33 مِنْ جِهَةٍ مَشْهُورِينَ بِتَعْيِيرَاتٍ وَضِيقَاتٍ، وَمِنْ جِهَةٍ صَائِرِينَ شُرَكَاءَ الَّذِينَ تُصُرِّفَ فِيهِمْ هكَذَا.
34 لأَنَّكُمْ رَثَيْتُمْ لِقُيُودِي أَيْضًا، وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ، عَالِمِينَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَنَّ لَكُمْ مَالًا أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِيًّا.
35 فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ.
36 لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ.
37 لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا «سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. (عبرانيين 10: 32- 37).
يقول الرسول بولس في عبرانيين 10 إنه يوجد أشخاص يتم اضطهادهم ونبذهم لمجرد انتسابهم لبعض الأشخاص الأتقياء، وهو نفسه لا يزال ينمو في التقوى، سيتم تعويضهم هنا على الأرض، فى عدد 37: يتحدث عن التعويض الثاني؛ لأن التقوى لها موعد الحياة الحالية والآتية، فتحصد هنا على الأرض وفي السماء.
آلام كثيرة من التي تعبر فيها تحدث معك بسبب الاستقامة.
وَكَانَ شَاوُلُ يَخَافُ دَاوُدَ لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ، وَقَدْ فَارَقَ شَاوُلَ. (1 صموئيل 18: 12).
يعرف شاول وداود الرب، وهم من شعب الله، ويؤمنون بيهوه، وممسوحين، لكن شاول يرمز للجسد، وداود للسلوك بالروح؛ وبسبب أنه كان يسلك باستقامة، ابتدأ شاول يخاف منه، ويتعامل معه بآلام.
13فَأَبْعَدَهُ شَاوُلُ عَنْهُ وَجَعَلَهُ لَهُ رَئِيسَ أَلْفٍ، فَكَانَ يَخْرُجُ وَيَدْخُلُ أَمَامَ الشَّعْبِ.
14وَكَانَ دَاوُدُ مُفْلِحًا فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ وَالرَّبُّ مَعَهُ.
15فَلَمَّا رَأَى شَاوُلُ أَنَّهُ مُفْلِحٌ جِدًّا فَزِعَ مِنْهُ.
حتى إنه أرسله للحروب لكن عندما رأى أن داود كان مُفلِحًا، فزع منه، وابتدأ يقاومه، وبعد هذا وعده بأنه سيعطيه ابنته زوجة، لكن بشرط أن يدخل داود الحروب، ويقتل له الأعداء، وفي كل هذا كانت رغبة شاول بأن يُقتل داود في هذه الحروب، ولا يعلم أنه كان سينتصر.
◇ التقوى والصراع الذهني
28 فَرَأَى شَاوُلُ وَعَلِمَ أَنَّ الرَّبَّ مَعَ دَاوُدَ. وَمِيكَالُ ابْنَةُ شَاوُلَ كَانَتْ تُحِبُّهُ.
29 وَعَادَ شَاوُلُ يَخَافُ دَاوُدَ بَعْدُ، وَصَارَ شَاوُلُ عَدُوًّا لِدَاوُدَ كُلَّ الأَيَّامِ.
السلوك بالجسد أي السلوك بالاقتناع بالأفكار الشخصية، هذا وحده مؤلم لك؛ لأنك عندما تسلك بالجسد أنت بهذا تؤلم روحك؛ فروحك تريد أن تسلك بالطريقة الصحيحة، مثلًا إن كانت لديك فكرة مُعينة تجاه الله، أو أي أمرٍ آخر، ومُقتنع بها، وهذه الفكرة تقول لك هذا الأمر مستحيل، والكلمة له تقول (كل شيء مُستطاع لدى الله)، تبدأ مواجهة في ذهنك بين هذه الفكرة وبين كلمة الله، هذا يسمى بالألم.
عندما وجدت رفقة أنه توجد منازعة في بطنها، ذهبت لتسأل الرب، كان هذا غير طبيعي في نظرها، وأجابها الرب، بهذا المنطلق ليس طبيعيًّا أن تجد منازعة في ذهنك، يريدنا الله أن نتحرك من راحة.
يمكن أن تتجنب هذه المشكلة؛ لأن هذه الأفكار عندما تكون في ذهنك تبدأ بالظهور على المواقف، وتجد بحياتك صراعًا بسبب النزاع الحادث في ذهنك. هنا تحتاج الاختيار بين أن تسلك بالتقوى، أو تسلك بالجسد، على الأقل ستلد الوسطية صراعًا في داخلك، وتكتشف إن اخترتَ أن تبعد عن الرب وأخذت اللون الواضح، أنك على الأقل لا تخدع نفسك، هكذا يقول الرب “ليتك باردًا أو حارًّا”.
طبيعي أن تجد آلامًا من الأشخاص الذين حولك، حتى وإن كانوا يؤمنون مثلك، ولكنك تسلك عكس التيار.
من أكثر الأشياء التي ستجعلك تتحفز للسلوك بالتقوى هي أن التقوى لديها قوة!
لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هؤُلاَءِ. (2 تيموثاوس 3 : 5).
أشخاص لديهم صورة التقوى في الظاهر ولكنهم في الخارج ينكرون قوتها، إنكار القوة هذا يظهر في عدة أشكال، من الممكن أن تجد نفسك تستهتر بأمر يحتوي على قوة الله، قد تستهتر مثلًا بالألسنة، علاج الأمر أن تواجه هذه الأسئلة وتراها في الكلمة؛ فتجيب في داخلك، وعندما تدركها، اترك الشك وتمسك باليقينية، وأنت تجيب عن هذه الأمور في حياتك ستصل لمرحلة الاستقرار.
ما هي القوة التي تُحدث المعجزات؟
هي قوة التقوى، سُمع ليسوع بسبب تقواه؛ بسبب أنه يحب الآب، ويأخذ الحياة الروحية بجَدية، سلك يسوع بطريقة رسمية، إن كنت تريد أن تسلك بطريقة صحيحة في الأرض عليك أن تعرف أن هناك أشخاصًا ينكرون القوة في داخلهم يجب التعامل معهم؛ لأنه في البداية يبدو إنكارًا بسيطًا، ولكنه يبدأ في النمو حتى يُصبِح إنكارًا ضخمًا، يبدو اليوم أنه بذرة أنت لم تقف ضدها، وتركتها، ولم تبحث لإجابة لها، مُتخذًا أعذارًا مثل: لا أحد يعلم الحق كله… إلخ، إن كنت شغوفًا ستركض للرب، وسيوضح لك الأمر، يقول الكتاب هذا في يوحنا 7 : 17.
إِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَتَهُ يَعْرِفُ ٱلتَّعْلِيمَ، هَلْ هُوَ مِنَ ٱللهِ، أَمْ أَتَكَلَّمُ أَنَا مِنْ نَفْسِي.
أي إن الشخص الشغوف سيُعطى النور الكافي للفَهم.
الزاوية الكتابية تجاه من يُنكرون التقوى:
لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُمْ بِدَعٌ أَيْضًا، لِيَكُونَ الْمُزَكَّوْنَ ظَاهِرِينَ بَيْنَكُمْ. (1 كو 11: 19).
نظر الرسول بولس هنا للأمر بطريقة إيجابية، بأنه طبيعي أن يوجد من لا يعيشون الكلمة، ومثل هؤلاء يظهر بسببهم من لا يعيشون الكلمة، هو يُظهر الجمال في الأمر، طبيعي أن لا تقدر أن تُغير مِن إرادة إنسان ينكر التقوى في الداخل؛ فهو طوال الوقت ساخر، وغير مُعٍط تقديرًا للكلمة بداخله، حتى وإن حدثت أمامه معجزة ينكرها، ويعتقد أن الشخص شُفى بطريق الصدفة، وهذه هي طريقة الشخص المنكر قوة التقوى، التقوى لها قوة، وهي سر قوتك هنا على الأرض، إن كنت تريد أن تعرف سر قوتك هنا على الأرض، هي التقوى، والسلوك بها، والسلوك بالفرح؛ لأن فرح الرب هو قوتكم.
يوجد أشخاص ينكرون في الداخل قوة الله، احذر من هذا، لا تكن من أولئك الذين ينكرون قوة الله في داخلهم، لم يضع الله فيك قوته، ثم تنهزم أمام المواقف!
ما هي قوة التقوى؟
فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». (تكوين 22: 12).
لفظ خائف الله هو الشخص الذي يتقي الله، تحتاج الكنيسة أن تفهم هذا. يوجد غالٍ أنت تحتاج أن تتعامل معه على أنه ليس غالٍ بالنسبة لك، قد تستلذ مع أصدقاء معينين، أو تكون معجبًا بنفسك، بثقافتك، أو اعتقاداتك. هذا هو إسحق بالنسبة لك. لديك غلو لأمرٍ ما، وتخاف أن تضع نفسك في أمور إلهية فتُطالب أن تترك أمورًا معينة.
بعض الأشخاص لديهم مخاوف ناحية الله، معتقدين أنه يطلب أمورًا صعبة، نحتاج أن نفهم قصة إسحق، يعتقد البعض أن الله سيفعل هذا أيضًا معهم، في قصة إسحق كان الله يريد أن يُظهر لإبراهيم أنه سيقدم ابنه يسوع، مثل رفقة عندما شعرت بصراع بداخلها؛ ذهبت تسأل الرب؛ فأعطاها البعد النبوي للأمر، وقال لها في داخلك يوجد شَعبان، وكان الرب يقصد أن يوضح لإبراهيم أنه مثلما فعل مع ابنه سيفعل له هذا أيضًا ويقدم ابنه؛ لأجل هذا قال الله لإبراهيم لا تمد يدك إلى إسحق؛ لأني الآن عرفت أنك خائف الله، لأجل هذا نفهم أن الله يتكلم ببعد نبوي لئلا تقلق من أن الله سيفعلها أيضًا معك، ولكن هذا يحدث أيضًا معنا بأشكال مختلفة مثل أمور تجد غلوًّا في نظرك، ومعتقدات أنت مقتنع بها؛ فبالنسبة لك من الصعب عليك تركها، وليست هذه تقوى، لكن سلوكك بالتقوى أن تطرح الغالي بالنسبة لك.
المرأة التي كسرت قارورة الطيب، مكتوب أنها كسرتها، ولم تكتف أن تفتحها وتسكبها عند قدمي يسوع! ففي هذه الحالة، كانت ستعود بها ولكن كسرت قارورة الطيب، أي لا رجعة. ولن تترك نقطة واحدة في هذه القارورة.
تحتاج الكنيسة أن تذوب وتنصهر في هذا، مفتاح قوة الكنيسة هنا، لأجل هذا عندما كان إبراهيم يَعبُر في تحديات مثل أن يقف أمام ملوك، كانت التحديات تخضع له، اتجاه قلبه خائف الله؛ أي إنه يُقدر الله ويهابه.
وَلَمَّا أُطْلِقَا أَتَيَا إِلَى رُفَقَائِهِمَا وَأَخْبَرَاهُمْ بِكُلِّ مَا قَالَهُ لَهُمَا رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ. فَلَمَّا سَمِعُوا، رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتًا إِلَى اللهِ وَقَالُوا: «أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَنْتَ هُوَ الإِلهُ الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، (أعمال الرسل 4: 23).
فلما سمعوا رفعوا بنفس واحدة صوتًا، هذه تقوى. كما تكلمنا سابقًا التقوى هي إطلاق صوتك. هي إعلان روحك، أن تعبد الرب بكل قلبك. قد يكون جسدك غير معتاد على هذا، أن ترفع يدك في وقت عبادتك، أو غير معتاد على أن تطلق صوتك. لا توجد صلاة صامتة في الكتاب المقدس، اعتدنا كثيرًا على أن نرفع قلوبنا ونصلي، واكتُفي فقط بأن نصلي في قلوبنا، لكن الصلاة هي إطلاق صوتك، ففي الآية يوضح أنهم جميعًا رفعوا أصواتهم في الصلاة.
كانت أريحا محصنة، لكن الله أعطى يشوع الطريقة والاستراتيجية التي يسير عليها، فقال له انظر لأريحا على أنك أخذتها بالفعل، عندما قال له انظر قد دفعت أريحا بيدك، ظل يشوع يتأمل في هذا إلى أن سقطت الأسوار.
وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَه (أعمال 4: 31).
نرى نتيجة أنهم رفعوا أصواتهم في الصلاة أن المكان تزعزع بسبب القوة، وحدثت آيات وعجائب، وهذا كان نتيجة أنهم رفعوا أصواتهم، وعبدوا الرب بقلوبهم، ظهرت القوة نتيجة التقوى، فهي إطلاق روحك في الموقف وإظهار ما بداخلك مِن حُب لله، لدى روحك قوة الله، القوة في السماء، وأيضًا في روحك.
تحتاج أن تطلق صوتك له، إن كانت لديك استفسارات عن لماذا تسرح في الصلاة كثيرًا، التقوى هي عدم وضع عراقيل في حياتك مع الرب، مثل أن تقول (هذا الأمر لم أحصل عليه بعد، أو لم أجد نتيجة في أمور معينة)، التقوى هي اتجاه قلب أن تحب الرب بلا شروط.
السلوك بالتقوى هو الارتماء والانطراح على الرب، وليس فقط انطراحًا جسديًّا. يوجد من ينطرح جسديًّا ولا ينطرح روحيًّا.
وَكَانَ إِذَا رَفَعَ مُوسَى يَدَهُ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَغْلِبُ، وَإِذَا خَفَضَ يَدَهُ أَنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ فَلَمَّا صَارَتْ يَدَا مُوسَى ثَقِيلَتَيْنِ، أَخَذَا حَجَرًا وَوَضَعَاهُ تَحْتَهُ فَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَدَعَمَ هَارُونُ وَحُورُ يَدَيْهِ، الْوَاحِدُ مِنْ هُنَا وَالآخَرُ مِنْ هُنَاكَ. فَكَانَتْ يَدَاهُ ثَابِتَتَيْنِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ. فَهَزَمَ يَشُوعُ عَمَالِيقَ وَقَوْمَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ. (خروج 17: 11-12).
قد تكون غير فاهم للأمور الروحية، مثل ماذا يعني رفع الأيدي وقت الصلاة؟ وتقول داخلك يوجد مَن يرفع يديه في الصلاة وفي الوقت نفسه يفعل أمورًا خاطئة، ويجب أن تفهم أمرًا، ليس معنى أنه يوجد شيء مزور أنه لا يوجد شيء حقيقي، فرفع الأيدي في وقت الصلاة معناه إعلانك أنك بالكامل للرب، ومرتمٍ عليه.
في الآية السابقة، اكتشفوا قوة الله من خلال رفع أيدي موسى، فكان كلما يكل ويخفض يديه، يتعرضون للهزيمة. هذه تقوى، لا تستهِن بترنيمة، أظهِر حماسك في وقت عبادتك للرب، ووقت دراستك للكلمة، أن تعبد الرب دون الانشغال بأي شيء حولك.
المكافآت الإلهية للتقوى
مَخَافَةُ الرَّبِّ (أي عبادة الرب بخوف) رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ، أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ. (أمثال1: 7).
مخافة الرب هي التقوى. هي رأس كل معرفة؛ لأجل هذا اعبد الرب، واتقيه أولًا، ثم ابحث عن إجابات لكل تساؤلاتك، لا تضع لنفسك عذرًا في أنك لا تتقي الرب، ما لم يُجَب عن أسئلتك، فأنت تعبد الرب؛ لأن لديك أسبابًا تعرفها عن هذا الإله. أن تعبده. عندما تُطلق صوتك في وقت الصلاة، في هذه اللحظة تكتشف أنك قادر على أن تسلك في الأمور الروحية بسهولة؛ لأنك أطلقت روحك.
يتحدث في الآية عن أن مخافة الرب تسبق المعرفة، وأن تعبده بتقدير وهيبة، وليس برعب.
فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللهِ. (أمثال2: 5).
عندما تبدأ في عبادة الرب، تكتشف وتفهم. يوجد مَن يضع شروطًا في عَلاقته مع الرب، فإن لم يُجَب عن أسئلتهم لا ينتبهون إليه، ويوجد من يقول إنه يحضر اجتماعات، ويصلي، لكن داخليًّا قلبه منغلق عن الرب، ويعتقد أن الظروف هي السبب، وفي الواقع الظروف ليست هي السبب، بل هو مَن يضع في داخله شروطًا للرب ويريد أن يعبده بعدما تتحسن ظروفه.
التقوى ألا تضع أعذارًا لنفسك، ألا تغيب عن بيت الرب. معنى هذا حضورك وتنشيط روحك عبر اجتماعات روحية. هذا يجعلك تهاب الرب أكثر. لا تستهن بالأمور الروحية وأنت تتعامل معها؛ إذ يوجد بها أسرار.
مَنِ ازْدَرَى بِالْكَلِمَةِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ، وَمَنْ خَشِيَ الْوَصِيَّةَ يُكَافَأُ. (أمثال 13: 13).
من يهاب الكلمة يُكافأ.
بِالرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ يُسْتَرُ الإِثْمُ، وَفِي مَخَافَةِ الرَّبِّ الْحَيَدَانُ عَنِ الشَّرِّ. (أمثال 16: 6).
السر وراء أن تتعامل مع الخطية بصورة ليس بها صداقة، هو أن تحب الرب بصورة شرسة، ستجد نفسك حينها لا تستسيغ كلماتٍ ما، وأسلوبًا معينًا كنت تستخدمه قبلًا. تجد نفسك تهاب هذا الإله، وتضعه أمامك في كل شيء.
عندما رأى يعقوب حُلمًا، قال ما أهيب هذا المكان. فعندما تكتشف الروح القدس داخلك تجد أن هذه الهيبة صارت داخلك، وأنك لم تعُد إنسانًا عاديًّا، فلا تتكلم كإنسان عادي، إن كان يعقوب قدَّر هذا المكان، وبنى مذبحًا فيه للرب، مُقدرًا قدسية هذا المكان، فكم بالأحرى سُكنى الروح القدس بداخلك.
الرحمة والحق يقدران أن يسترا الإثم ولكن يوجد مستوى أعلى، وهو أن توقف الخطية، هذه هي عبادة الرب بخوف. لنعتَد على العبادة بصورة شرهة، يستمع البعض إلى فيلم أو مباراة لعدة مرات، لكن عندما يأتي إلى دراسة الكلمة أو عظة يجد أنَّ ليس لديه رغبة.
هذه تدريبات، هو لم يدرب نفسه، ثم يعود ليصرخ ويقول أين قوة الرب في حياتي، ليس المقصود بالخطايا فقط السلوك الخاطئ. قد تكون أخطأت في القرارات، وفي هذه اللحظة توجد رحمة تستر الإثم، لكن يوجد مستوى أعلى هو الحيدان عن الخطأ أساسًا؛ إذ تصل لمرحلة أن لا تخطىء ثانيةً الأخطاءَ نفسَها. ويُريدنا الروح القدس أن نحيا في هذا المستوى.
أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي افْرَحُوا فِي الرَّبِّ. كِتَابَةُ هذِهِ الأُمُورِ إِلَيْكُمْ لَيْسَتْ عَلَيَّ ثَقِيلَةً، وَأَمَّا لَكُمْ فَهِيَ مُؤَمِّنَةٌ.
اُنْظُرُوا الْكِلاَبَ. انْظُرُوا فَعَلَةَ الشَّرِّ. انْظُرُوا الْقَطْعَ. لأَنَّنَا نَحْنُ الْخِتَانَ، الَّذِينَ نَعْبُدُ اللهَ بِالرُّوحِ، وَنَفْتَخِرُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى الْجَسَد مَعَ أَنَّ لِي أَنْ أَتَّكِلَ عَلَى الْجَسَدِ أَيْضًا. إِنْ ظَنَّ وَاحِدٌ آخَرُ أَنْ يَتَّكِلَ عَلَى الْجَسَدِ فَأَنَا بِالأَوْلَى مِنْ جِهَةِ الْخِتَانِ مَخْتُونٌ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ، مِنْ جِنْسِ إِسْرَائِيلَ، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ، عِبْرَانِيٌّ مِنَ الْعِبْرَانِيِّينَ. مِنْ جِهَةِ النَّامُوسِ فَرِّيسِيٌّ. مِنْ جِهَةِ الْغَيْرَةِ مُضْطَهِدُ الْكَنِيسَةِ. مِنْ جِهَةِ الْبِرِّ الَّذِي فِي النَّامُوسِ بِلاَ لَوْمٍ. (فيلبي 3: 1-6).
لم يقصد بولس بلفظ الكلاب شتيمة، ولكن كان يتكلم بوصفٍ، في لغتهم كان مفهومًا وقتها، هو يصف أشخاصًا عادوا إلى قيئهم.
يتكلم بولس عن أننا نحن الآن الختان، أي الأصل” original” أي نحن من تركنا الصورة البشرية، ونحن ما زلنا في الجسد، ومع أننا ما زلنا في الجسد، لكننا لم نعد نسلك بطريقة الجسد الآن.
«فَالآنَ يَا إِسْرَائِيلُ، مَاذَا يَطْلُبُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلاَّ أَنْ تَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَكَ لِتَسْلُكَ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَتُحِبَّهُ، وَتَعْبُدَ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَتَحْفَظَ وَصَايَا الرَّبِّ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ لِخَيْرِكَ. هُوَذَا لِلرَّبِّ إِلهِكَ السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهَا. وَلكِنَّ الرَّبَّ إِنَّمَا الْتَصَقَ بِآبَائِكَ لِيُحِبَّهُمْ، فَاخْتَارَ مِنْ بَعْدِهِمْ نَسْلَهُمُ الَّذِي هُوَ أَنْتُمْ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ. فَاخْتِنُوا غُرْلَةَ قُلُوبِكُمْ، وَلاَ تُصَلِّبُوا رِقَابَكُمْ بَعْدُ. (تثنية 10: 12– 16).
أي مؤمن يتصلف ويعاند، هو لم يسلك بالطبيعة الإلهية التي صارت فيه.
ماذا تعني غُرلة قلوبكم؟
الرجل في الكتاب المقدس مُعطي للحياة. والمرأة تأويها. يتحدث العهد القديم عن القلب، وألا نسلك بالطريقة البشرية العادية، لأجل هذا قال لهم بولس إن الأمر لا يتعلق بالختان الجسدي، بل هو حالة قلبية أصبحت فينا الآن، إذ كان يقصد أننا خُلعنا من كل ما هو بشري.
يرمز الختان لترك السلوك بالطريقة البشرية. صارت لديك هذه القدرة الآن. في العهد القديم، كان لا بُدَّ لهم أن يعملوها بمجهودٍ بشري، لكن في العهد الجديد صارت فينا.
أنت أُعطيت كل ما هو للحياة والتقوى. أي بداخلك حرارة قوية. بمعنى حُب قَوي للرب.
إِنِّي أَسْمَعُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ اللهُ الرَّبُّ، لأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ لِشَعْبِهِ وَلأَتْقِيَائِهِ، فَلاَ يَرْجِعُنَّ إِلَى الْحَمَاقَةِ. لأَنَّ خَلاَصَهُ قَرِيبٌ مِنْ خَائِفِيهِ، لِيَسْكُنَ الْمَجْدُ فِي أَرْضِنَا. (مزمور 85: 8).
في ترجماتٍ أخرى: خلاصُه مؤكد لشعبه، ويخشاك الناس؛ لأنهم يرون أيدي الروح القدس في حياتك، مثلما رأينا في داود، بدأ شاول يفزع ويرتعب منه؛ لأنه رأى الروح القدس معه.
يُبَارِكُنَا اللهُ، وَتَخْشَاهُ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ. (مزمور 67: 7).
بسبب أنك تسير بالتقوى تبدأ يدي الروح القدس تتحركان في حياتك، وتجد الناس يخشونك، ولأجل هذا يبدأ أشخاص آخرون في اتقاء الرب، توضح هذه الآية أن أقاصي الأرض تخشاك بسبب تقواك للرب، في البداية، تجد من هؤلاء الأشخاص مَن يعاديك، ومن يقف متفرجًا عليك، لكن بعد هذا يجدون أنهم كلما فعلوا أمرًا ضدك لا ينجح، فيخشونك؛ ويخشون الرب بسببك، ويتمنون أن تكون فيهم هذه القوة.
نرى بولس عندما وقف أمام شخصٍ مسؤول، هو والي على مدينة أثناء محاكمته، قال له أتمنى أن تكون مثلي باستثناء هذه القيود التي في يدي، وليست نظرة بولس وقتها أنه يتمنى أن يكون هو مثل هذا الوالي لكنه تمنى للوالي أن يكون مثله، معنى هذا أنه يوجد اختلاف كان بولس يراه ويوضحه.
وَلَمَّا دَخَلَ تَابُوتُ الرَّبِّ مَدِينَةَ دَاوُدَ، أَشْرَفَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ مِنَ الْكُوَّةِ وَرَأَتِ الْمَلِكَ دَاوُدَ يَطْفُرُ وَيَرْقُصُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَاحْتَقَرَتْهُ فِي قَلْبِهَا. (2صموئيل 6: 16).
كانت ميكال ساخرة مثل أبيها، فسخرت من داود في قلبها. يسخر مَن يسلك بالجسد ممن يسلك بالروح، يوجد من يحتقر في قلبه مَن يعبدون الرب بحرارة. يوجد احتقار داخلي في قلوبهم تدربوا عليه، احذر من هذا، وهذا ما جعل ميكال عقيمة طول أيام حياتها، هذا الشخص يجد نفسه طول أيام حياته متألمًا، غير مثمر.
وَرَجَعَ دَاوُدُ لِيُبَارِكَ بَيْتَهُ. فَخَرَجَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ لاسْتِقْبَالِ دَاوُدَ، وَقَالَتْ: «مَا كَانَ أَكْرَمَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ الْيَوْمَ، حَيْثُ تَكَشَّفَ الْيَوْمَ فِي أَعْيُنِ إِمَاءِ عَبِيدِهِ كَمَا يَتَكَشَّفُ أَحَدُ السُّفَهَاءِ». فَقَالَ دَاوُدُ لِمِيكَالَ: «إِنَّمَا أَمَامَ الرَّبِّ الَّذِي اخْتَارَنِي دُونَ أَبِيكِ وَدُونَ كُلَّ بَيْتِهِ لِيُقِيمَنِي رَئِيسًا عَلَى شَعْبِ الرَّبِّ إِسْرَائِيلَ، فَلَعِبْتُ أَمَامَ الرَّبِّ. وَإِنِّي أَتَصَاغَرُ دُونَ ذلِكَ وَأَكُونُ وَضِيعًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِي، وَأَمَّا عِنْدَ الإِمَاءِ الَّتِي ذَكَرْتِ فَأَتَمَجَّدُ».
(2 صموئيل 6: 20- 23).
نجد داود لم يفكر أو يحتسب لأي شخص وهو يعبد الرب بهيبة وتقدير، إذ رقص وهو ملك وقال لميكال أمام الرب أتصاغر وأقل مما أنتِ تقولينه أيضًا، جَعلت جرأة داود قوة الرب تظهر في حياته، كان داود شخصًا مختلفًا، فقد كان شاول يريد به شرورًا كثيرة جدًّا، ولم يكن لميكال ولد طول أيام حياتها، وبصفة عامة يوضح الكتاب أنك تصير شخصًا غير مثمر عندما تكون غير معبر، وغير منطلق نحو الرب.
أنت أُعطيت التقوى في هذه الحياة الحالية والآتية أيضًا.
وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ. (دانيال 12: 3).
سيكون الذين سلكوا بالتقوى واضحين في الحياة.
وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا. (2تيموثاوس4: 8).
معنى هذا أنه يمكنك أن تأخذ أكاليل وأنت هنا على الأرض، وتعرف ماذا ستأخذ منها عندما يأتي الرب، تحب الرب أي تكون مُشتاقًا لرؤيته.
مَثل المَنْات والوزنات، يوضح المكافآت التي وعد بها الرب في الدهر الآتي، لأجل هذا التقوى نافعة في الزمان الحالي، وفي الدهر الآتي أيضًا.
كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ ٱلْإِلَهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَٱلتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ ٱلَّذِي دَعَانَا بِٱلْمَجْدِ وَٱلْفَضِيلَةِ،
(٢بط ١ : ٣).
قد وُهب لنا كل ما هو للحياة والتقوى؛ معنى هذا أنه يمكننا أن نحيا حياتنا هنا منطلقين نحو الرب حتى وإن كان لدينا أسئلة ما زال غير مُجاب عنها، أو كانت هناك ظروف لم يتم التغلب بعدُ عليها، حتى وإن كانت المعرفة ما زالت قليلة عندك، يوضح الكتاب أن بداية المعرفة مخافة الرب، أي أن تكون مشتعلًا بالرب تحت أي مُسمى.
يريد الرب شعبًا غيورًا له، شعبًا لا يصمت، وليس من ظروفٍ تُطفئه. هو منطلق حبًّا للرب بصورة ليس لها منافس.
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.