قلها. افعلها. ثم استقبلها.
“َأَحَسَّتْ فِي جِسْمِهَا بِأَنَّهَا شُفِيَتْ”.
قال يسوع, “قوة خرجت منى. شخص ما لمسني”. أريدك أن تلاحظ شيء : كان الشعور والشفاء يلي الإتيان والسلوك.
قالت المرأة أولاً. وأتت لشفائها ثانيًا. ثم نالت وأحست في جسدها أنها قد شُفيت أخيرًا. يريد معظم الناس الشعور والشفاء أولاً, قبل أن يقولوا ويفعلوا, لكن ليست هذه هي الطريقة الناجحة. ينبغي أن يكون لديك القول والفعل أولاً. وستنال الشفاء والشعور بعد ذلك.
قال يسوع, “قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنُْى”. كان يسوع في ذلك الوقت, هو الممثل الوحيد للأقنوم الإلهي الذي كان يعمل على الأرض. لقد كان ممسوح بالروح القدس. عندما كان على الأرض, إن كنت تريد أن تذهب حيث تجد القوة, فعليك أن تذهب حيثما كان يسوع.
يقول الكتاب في إنجيل لوقا 5: 17, “وَكَانَ يَسُوعُ يُعَلِّمُ ذَاتَ يَومٍ، وَبَينَ الجالِسينَ فِرِّيْسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ لِلشَّرِيْعَةِ جَاءُوا مِنْ كُلِّ بَلدَةٍ فِي الجَلِيْلِ وَاليَهُودِيَّةِ وَمِنَ مَدينَةِ القُدْسِ. وَكَانَتْ قُوَّةُ الرَّبِّ للِشِّفَاءِ بَيْنَ يَدَيِّ يَسُوعَ”.
فوّض يسوع مقدار معين من هذه القوة للاثني عشر تلميذ وأرسلهم, ثم فوّض مقدارًا آخر لـ70 تلميذ وأرسلهم. ثم قال بعد ذلك, قبل أن يمضي, “إنَّ ذَهَابِي سَيَكُوْنُ لِخَيْرِكُمْ. لأَِنَّ المُعِيْنَ لَنْ يَأْتِيَكُمْ مَا لَمْ أَذْهَب. أَمَّا إذَا ذَهَبْتُ، فَسَأُرْسِلُهُ إلَيْكُمْ” (يوحنا 16: 7).
عندما رجع يسوع إلى السماء, أرسل الشخص الثالث للأقنوم الإلهي, الروح القدس, إلى الأرض. ومنذ ذلك الوقت, صار الروح القدس هو الشخص الوحيد للأقنوم الإلهي الذي يعمل على الأرض اليوم.
عندئذٍ, قال لي يسوع, “القوة موجودة دائمًا في كل مكان.”
آه, لو يدرك الناس هذه الحقيقة وحسب! الروح القدس موجود في كل مكان.
وفي أي مكان يوجد فيه, توجد دائمًا قوة.
العالم بأكمله مهتم بالمواد الإشعاعية التي تنطلق في الجو عندما تنفجر قنبلة نووية. هذه القوة لا يمكنك رؤيتها أو الشعور بها, ومع هذا تظل قوة خطيرة ومميتة.
توجد أيضًا قوة تعمل اليوم على الأرض, لكنها ليست مميتة أو مدمرة – بل قوة نافعة, قوة تشفي, وتحرر, وتطلق. وهذه القوة الغير مرئية, الغير مسموعة – هذه القوة الخارقة للطبيعة – موجودة دائماً في كل مكان.
إنها تشبه التوصيل بمصدر تيار كهربائي. إن استطعنا أن نتعلم كيف نتصل بهذه القوة الخارقة للطبيعة, فسنقدر أن نجعلها تعمل لأجلنا, فيمكننا أن نشفى. (يمثل الروح القدس مصدر القوة الخارق للطبيعة. وعندما نعرف كيف نتصل بهذه القوة ستسري فينا وننال شفاءنا).
لو علم كل المرضى في كل مكان في العالم عن هذه القوة وكيف يتلامسوا معها, لشفتهم من كل مرض.
لو علم وحسب هؤلاء الذين في المصحات والمستشفيات, أنه توجد هناك قوة حاضرة في تلك الغرف حيث هم : قوة أكثر من الاحتياج لتشفيهم, لتبرئ المجنون, لتخرج الشياطين, لتحرر أولئك الذين هم مقيدون.
ربما تسأل, “إن كانت القوة هناك, لماذا لا ُيشفى الكل؟” دعونا نرجع إلى الجمع حيث اخترقت هذه المرأة المريضة طريقها إلى يسوع.
قال يسوع, “يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ” (عدد 34). يوجد سر هنا. إنه إيمان هذه السيدة هو الذي جعل هذه القوة تسري إليها.
عندئذٍ قال لي يسوع, “القوة موجودة دائمًا في كل مكان”. قوة لتحرر من كل مرض, قوة لتحرر من كل روح شرير, ومن كل شيء يؤلم ويدمر. لكن الإيمان هو الذي يعطي الفاعلية لهذه القوة”. قد عرفنا الآن السر. هو ليس سرًا مخفي. ربما يكون سرّ للبعض, لكنه قد كُشف وأُعلن لنا ولكل من يصغي.
قال يسوع, “مَنِ لَمَسَنِي”؟ (عدد 30), فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: أَنتَ تَرَى أَنَّ الجَمِيعَ يَزْحَمُونَكَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَتَسأَلُ مَنِ الَّذِي لَمَسَنِي؟” (عدد 31).
كثيرون لمسوا يسوع في ذلك اليوم, البعض لمسه صدفةً, والبعض لمسه فضولاً, والآخر لمسه ليرى إن كان سيحدث شيء. لكن لم تسري القوة في أي منهم حتى جاءت لمسة الإيمان. في اللحظة التي جاءت فيها لمسة الإيمان, تدفقت القوة.
في ذلك اليوم في سنة 1934, عندما طوقت قوة الشفاء جسدي فطردت كل أعراض المحن, والعجز, والضعف من جسدي. لم أكن أدرك ما كنت أفعله عندئذٍ, لكنى الآن أعلم. كنت أطبق ببساطة مر 11: 23, 24. بدأت أقول, “أنا أؤمن بالله. أؤمن أنى أنال شفاء لقلبي المشوه. أؤمن أنى أنال شفاء من سرطان الدم. أؤمن أنى أنال شفاء من الشلل”. هذه هي الثلاثة أشياء التي كان الأطباء قد أخبروني عنها. وفي حال أنى نسيت واحدة منهم, كنت أقول, “أؤمن أنى أنال الشفاء من هامة رأسي إلى أخمص قدمي”.
كنت أعلم أنى كنت أطبق هذه الشواهد, وهذا هو الإيمان. الإيمان هو السلوك بكلمة الله. ومجدًا للرب, لأني اتصلت بمصدر القوة السماوي. شعرت بوهج دافئ يسري في كياني من أعلى رأسي حتى أخمص قدمي وكأن شخص فوقي يسكب عليّ عسل. إنسابت من على رأسي, إلى كتفيّ, ثم إلى زراعيّ و أصابعي, ثم إلى أسفل جسدي. عاد الإحساس للجزء العلوي لجسدي حيث كنت أشعر فيه بنسبة 75%. من وسطي حتى الأسفل, لم أكن أشعر بشيء, كنت ميتاً. لكن عندما سرت هذه القوة في جسدي وخرجت من أصابع قدمي, رجع الإحساس, واختفى الشلل, ووجدت نفسي واقفًا في وسط الغرفة ويديّ مرفوعتان, أسبح وأشكر الله. ومازلت صحيحًا لأكثر من 55 عام.
هل تعتقد أن الله أرسل لي قوة شفاء من السماء فقط في ذلك اليوم؟ لا. كانت هذه القوة في تلك الغرفة كل يوم طوال الستة عشر شهر الوقت الذي كنت فيه طريح الفراش. لماذا إذاً لم تعمل شيء؟ لأني لم أكن قد فتحت مفتاح الإيمان.
مات الكثيرون في انتظار أن يأتيهم الشفاء, قائلين, “أؤمن أن الله سيشفيني في وقت ما“. هذه عبارة ليست كتابية ولا تحوي أي إيمان. لن تعمل.
يسألني الناس, “هل تعلم يا أخ هيجن, لماذا لا يريد الله أن يشفيني؟”
أصدمهم أحياناً بالرد, “لقد أتم الله بالفعل كل ما سيفعله للأبد بخصوص شفائكم”.
تتسع عيونهم ويقولون, “أنت تقصد أنه لن يشفيني؟”
أخبرهم, “أنا لم أقل هذا. لكنى قلت أن الله سبق وأتم كل ما سيفعله للأبد بخصوص شفائكم. أنتم تعرفون, أنه أرسل يسوع إلى الأرض منذ قرابة 2000 عام مضت, ووضع عليه كل أمراضكم وأسقامكم, ويسوع حملها. “هُوَ أَخَذَ اعتِلاَلاَتِنَا، وَحَمَلَ أَمرَاضَنَا” (متى 8: 17). سبق الله وفعل شيء بخصوص أمراضكم. لماذا لا تقبلون ما سبق وفعله؟”
لن يفعل الله أي شيء بخصوص هذا, لأنه بالفعل سبق وأتم كل ما يخص هذا الأمر. سبق وفعل شيء تجاه الخلاص, الامتلاء بالروح القدس, الشفاء, والتحرير من الأرواح الشريرة .. والآن, يرجع الأمر لكم أن تتصلوا بالمصدر.
الإيمان هو الوصلة, مجدًا للرب. اتصل وحسب.
كيف يمكنك أن تتصل؟
” قلها. اعملها. استقبلها”.
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.