القائمة إغلاق

الطريق الحق الحياة – الجزء 6 The Way, The Truth, The Life – Part

 

لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا

لمشاهدة العظة على اليوتيوب

 

العظة مكتوبة

 

▪︎ حارب حرب الإيمان الجميلة وتمسّكْ بالحياة الأبدية.

▪︎ ما هو الحقّ؟

▪︎ قد اُفتُدينا لا بأشياء تفنَى؟

▪︎ الرب صالح.

▪︎ الحق والرحمة قاعدة كرسيهِ.

▪︎ رحلة في الكتاب المقدس عن الحق.

▪︎ بولس والحق.

▪︎ القيادة بتعليمات الله.

▪︎ كيف يتجسّد الحقّ؟

 

▪︎ حارب حرب الإيمان وتمسّك بالحياة الأبدية:

 “وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هذَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ. ١٢ جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضًا، وَاعْتَرَفْتَ الاعْتِرَافَ الْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ. ١٣ أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ، وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاعْتِرَافِ الْحَسَنِ: ١٤ أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ١٥ الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ: مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، ١٦ الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ”. (١ تيموثاوس ٦: ١١-١٦).

 يقول بولس لتيموثاوس: يا إنسان الله (يا رجل الله) جاهد (حارب) حرب الإيمان الحسنة، الجميلة وهذا لأنها معروفة النهاية، وهذا يعني أنّ كل موقف تمرّ به معروف إنك مُنتصِرٌ في النهاية.

 حياة الإيمان هي حياة جميلة، هي حياة سيطرة على الواقع بلا معاناة. قال: (تمسّكْ) ليس لأنها من الممكن أن تفلت منه لكن المقصود الاستفادة منها والانتباه إليها. وهذا نعرفه من اللغة المُستخدَمة كما يقول شخص لآخر (امسك نفسك).

 أوصيك أمام الله أي أُشهد الله عليك في الموقفِ. هنا يؤكد إن الله ساكنٌ في نور لا يدنَى منه ويقول بولس هذا التأكيد بسبب معرفته للحق وماذا يعني.

 

▪︎ ما هو الحّق؟

 يشمل لفظ الحّق في اللغة العبرية الثقة واليقينية والتأكد وهو مُشتَق من كلمة والعطاء أو الحنو والإمداد أما في اليونانية فهو يعني شيئًا حقيقيًا مُجسَّمًا له إثباتٌ قد يُرَى أو لا يُرَى.

 تعاملْ مع الكتاب المقدس على إنه شيءٌ حقيقيٌّ له كيانٌ مُجسَّدٌ ليس خياليًا. عندما ندمج اللغتين معًا نكتشف أن الحّق هو الحقيقة. هو شيءٌ ثابتٌ ممنوح للإنسان.

“لأَنَّنَا لاَ نَسْتَطِيعُ شَيْئًا ضِدَّ الْحَقِّ، بَلْ لأَجْلِ الْحَقِّ.” (٢ كورنثوس ١٣: ٨).

 أي لا يوجد لدينا طاقة لنقف ضد الحقّ. لابد أن ننحاز إليه. أي مرة تضع فيها الكلمة في وضع التنفيذ، ستنحني لك الظروف. كما ذكر يسوع في الصلاة الربانية؛ “كما في السماء كذلك على الأرض” لأنهم كانوا في مرحلة انتقالية من مملكة أرضية إلى مملكة سماوية، هكذا يجب أن تكون حياتك. هذا هو الحق بطريقة مُبسَّطة، أن ما في السماء يصير على الأرِض أي كأنه قطعة إلهية في يدّ البشر. إن كنت تريد أن تتحرك بصلابة في حياتك تمسَّكْ بما هو صَلِب.

 

▪︎ لقد افتدينا لا بأشياء تفنى!

“عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ.” (١ بطرس ١: ١٨).

 سيرتكم أي سلوككم وانتماءكم العاطل الباطل. هذا يوضح أن بعد الميلاد الجديد لم تعد ذلك الشخص البشري ابن تسعة أشهر، بل صار لديك منبعٌ آخر. قد اُفتُديت ممّا ورثته من آباءك؛ الطباع، السلوك، اللعنات، الفشل….إلخ. من هنا أنت لا تحتاج لكسر لعنة. حتي إن كان هناك مشاكل مُمتَدّة عبر العائلة سواء أمراضًا أو طلاقًا أو سحرًا، كل هذا تمّ افتدائك منه، لأنك أصبحت عضوًا في عائلة أخرى؛ عائلة الله.

 هذه الأمور ليس لها وجود في العهد الجديد. السؤال هنا؛ لماذا توجد هذه الأمور في الكنيسة الآن! يصلي الكثيرون دون نتائج! السبب إن الشخص بعد ميلاده ثانيةً لابد أن يُعطَى له تعليمٌ كتابيٌّ يفهمه مِن ثَمّ يدخل روحه، فلا يقع في فخاخ مثل طفلٍ وُلِدَ حديثًا ثم أُهمِلَ فيصبح عليلاً.

 الحل إطعامه فورًا من لبن الأم حتى يصل إلى القدرة على هضم طعام البالغين. كذلك الشخص الذي يُولَد ولم يُستلَم بتعليم كتابي وتلمذة يبدأ يضعف وحينما تأتي المشاكل، لن يكون قادرًا على مواجهتها وحتمًا سينهزم أمامها.

١٩” بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، ٢٠ مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، ٢١ أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْدًا، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللهِ. ٢٢ طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ. ٢٣ مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ. ٢٤ لأَنَّ: «كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ، وَكُلَّ مَجْدِ إِنْسَانٍ كَزَهْرِ عُشْبٍ. الْعُشْبُ يَبِسَ وَزَهْرُهُ سَقَطَ، ٢٥ وَأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ». وَهذِهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي بُشِّرْتُمْ بِهَا”. (١ بطرس ١: ١٩-٢٥).

 لفظ “بِدَمٍ” هنا يشير إلى حياة يسوع التي قُدِّمَتْ عوضًا عنا.

 كلمة “طَهِّرُوا” تأتي في الأصل كونكم قد طهرتم أو إذ قد خضعتم للحق فتطهرت نفوسكم، أي إنك تتطهّر بإطاعتك للكلمة.

 قال يسوع: “أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ.” (يوحنا ١٥: ٣). لذلك مهمة إبليس العظمى الآن هي إبعادك عن الحق الكتابي، وعلاقتك مع الروح القدس، وبالتالي سينقطع عنك الإمداد وقتها ولن يجاهد ليجلب لك مرضًا لأنه سيحدث كنتيجة طبيعية لإهمالك لروحك.

 يؤكد أيضًا في هذا المقطع على المحبة الأخوية، لابد أن تتفاعل مع هذا. كما إنه يكمل كلامه ويقول “لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى (حيوان منوي) بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ”، أي إن مادة الولادة الجديدة هي الكلمة.

 أيضًا يقارن بين الجسد البشري ويشبهه بالعشب ومجده كزهر العشب وبين كلمة الله التي وُلِدْت منها وهي التي تثبت للأبد ولن تزبل، مجدًا للرب.

 

▪︎ الرب صالح:

“١ فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ، ٢ وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ، ٣ إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ”. (١ بطرس ٢: ١-٣)

 دعنا ننظر إلى لفظ “اطْرَحُوا”؛ يوجد لديك سيادة فأنت لا تحتاج أن يصلي لك أحدٌ حتى تتوقف عن فِعْل خطية ما، أنت مَن تطرح هذا عن عمد. هناك مرحلة من النضوج يجب الوصول إليها وهي أن تصلي لنفسك وتصير قادرًا على أخذ قراراتك بذاتك. يساعدك الروح القدس من خلال من يراعاك في الوصول إلى هذا.

 أعلم إنك ربما تكون كبرت في مجتمع تتردد فيه عبارات كهذه؛ “الشيطان شاطر، الإنسان سيء وكلنا خطائين، هأنذا بالإثم صُورْت، مفيش حلو بيكمل، مفيش حلاوة بدون نار….إلخ”. أضفْ إلى ذلك ما قاله أيوب: “أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟” (أيوب ٢: ١٠).

 كما تمّ تأليف ترانيم مبنية على تلك المُسلّمات غير الكتابية. هذا مسلك فكري يقود الإنسان أن يقبل أي شيء كأنه من الله جيد كان أو غير جيد بعدها يجني الإنسان نتائج فكرية تؤدي إلى نتائج في أرض الواقع.

 على الجانب الآخر ما دمتم عرفتم أن الرب صالح ليس هو مصدرًا للأمراض والمشاكل والتعاسة ولا يجرب أحدًا بالشر. بتلك المبادئ تُبنَى حياة الشخص حيث يوجد قوة بداخله لفِعْل الحق ولكن البعض لا يعلم هذا لأنهم لم يُعلَّموا عن هذا وبالتالي لم يتم تنضيجها وهذا يؤدي به إلى الكثير مِن السقطات.

 هناك مَن يقتنع أن الأفكار لا يمكن التحكُّم فيها، تلك طريقة تفكير خاطئة، وقتها يحاول الروح القدس الدخول ولكنه لا يستطيع فهو لا يقتحم حرية الإنسان بل ينتظر موافقته.

 

▪︎ الحق والرحمة قاعدة كرسيه:

الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ يَحْفَظَانِ الْمَلِكَ، وَكُرْسِيُّهُ يُسْنَدُ بِالرَّحْمَةِ.” (الأمثال ٢٠: ٢٨). إن كنت تريد أن تحفظ وتحمي حياتك عليك بالرحمة والحق.

فَيُثَبَّتُ الْكُرْسِيُّ بِالرَّحْمَةِ، وَيَجْلِسُ عَلَيْهِ بِالأَمَانَةِ فِي خَيْمَةِ دَاوُدَ قَاضٍ، وَيَطْلُبُ الْحَقَّ وَيُبَادِرُ بِالْعَدْلِ.” (إشعياء ١٦: ٥). الأمانة هنا تعني الحق.

“العدل وَالْحَقُّ قَاعِدَةُ كُرْسِيِّكَ. الرَّحْمَةُ وَالأَمَانَةُ تَتَقَدَّمَانِ أَمَامَ وَجْهِكَ.” (المزامير ٨٩: ١٤). العدل هنا تعني القضاء، والأمانة هي الحق.

 يوجد بلدوزر يسفلت الطريق أمام الله هو الرحمة والحق، فهما الأداة لتعامل الله أي الوسيلة التي يتحرك بها في المواقف.

لماذا يا تُرَى تبدأ معجزة الكثيرين، ولا تكتمل؟ لأن الحق الكتابي والمبادئ الكتابية هي التي تساعدك في المواقف.

 

▪︎ رحلة في الكتاب المقدس عن الحقّ:

 هنا سنذهب معًا في رحلة عبر الكلمة لنتعرّف على ما قاله يسوع عن الحق، استعد!

“لنَصْرِ مَسَالِكِ الْحَقِّ وَحِفْظِ طَرِيقِ أَتْقِيَائِهِ.” (الأمثال ٢: ٨). هل يحتاج الحق لانتصار؟

“قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ.” (متى ١٢: ٢٠).

 المقصود هنا بالحق (القضاء) أي إن الحق لا يحتاج إلى الانتصار، كلما مشيت بالحق لن يحتاج إلى الانتصار. لكن يقصد هنا من يقفوا ضد الله فيتعرضوا للقضاء.

 ليس خطأ الفهم الدارج لهذه الآية عن المؤمن الضعيف الذي لا يطفئه الرب لكن المعنى الأساسي لها هو القضاء. هناك تطبيق مُزدوَج للآيات.

 لن يطفئ الرب فتيلة القضاء لمَن وقفوا ضده حينما يمتلأ كأس غضبه وهذا هو العدل الإلهي الذي نُولَد بها بالفطرة.

 ليس من الخطأ إن تحرّكنا طبقًا لهذا القضاء إن لزم الأمر لكن في محبة وبدون غضب في مواقف الحياة لأنه أمر خطير؛ لا مانع من تقديم شكوى أو رفع قضية إن كان لديك مشكلة مع شخص ما خارج الكنيسة، ولكن داخل الكنيسة يتم الحكم بالرعاية الروحية. لذا عندما ننظر لهذا الاله نري إنه يعمل بقوة ولا يحتاج الحق للانتصار.

 تحدَّثَ يسوع إلى بيلاطس بكل جرأة وقال: “لِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ.” (يوحنا ١٨: ٣٧). ردّ بيلاطس قائلاً: “مَا هُوَ الْحَقُّ؟” (يوحنا ١٨: ٣٨)، وللأسف انصرف دون انتظار للإجابة.

“٢٨ حِينَئِذٍ يَدْعُونَنِي فَلاَ أَسْتَجِيبُ. يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ فَلاَ يَجِدُونَنِي. ٢٩ لأَنَّهُمْ أَبْغَضُوا الْعِلْمَ وَلَمْ يَخْتَارُوا مَخَافَةَ الرَّبِّ. ٣٠ لَمْ يَرْضَوْا مَشُورَتِي. رَذَلُوا كُلَّ تَوْبِيخِي.” (الأمثال ١: ٢٨-٣٠). من يبغض المعرفة سيبحث عنها يوم الضيق ولن يجدها

 

▪︎ بولس والحّق:

لا تعش حياتك بالتواكل والاعتمادية. لك دورٌ في استقبال الكلمة بطريقة معينة لكي تنفعك فالكتاب يذكر أن الكلمة نافعة.

” ١بُولُسُ (هنا لم يذكر لفظ رسول) وَسِلْوَانُسُ تيموثاوس، إِلَى كَنِيسَةِ التَّسَالُونِيكِيِّينَ، فِي اللهِ الآبِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ٢ نَشْكُرُ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، ذَاكِرِينَ إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِنَا، ٣ مُتَذَكِّرِينَ بِلاَ انْقِطَاعٍ عَمَلَ إِيمَانِكُمْ، وَتَعَبَ مَحَبَّتِكُمْ، وَصَبْرَ رَجَائِكُمْ، رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ، أَمَامَ اللهِ وَأَبِينَا. ٤ عَالِمِينَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ اللهِ اخْتِيَارَكُمْ، ٥ أَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ لَكُمْ بِالْكَلاَمِ فَقَطْ، بَلْ بِالْقُوَّةِ أَيْضًا، وَبِالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَبِيَقِينٍ شَدِيدٍ، كَمَا تَعْرِفُونَ أَيَّ رِجَال كُنَّا بَيْنَكُمْ مِنْ أَجْلِكُمْ. ٦ وَأَنْتُمْ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِنَا وَبِالرَّبِّ، إِذْ قَبِلْتُمُ الْكَلِمَةَ فِي ضِيق كَثِيرٍ، بِفَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، ٧ حَتَّى صِرْتُمْ قُدْوَةً لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَفِي أَخَائِيَةَ. ٨ لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِكُمْ قَدْ أُذِيعَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ، لَيْسَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ فَقَطْ، بَلْ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَيْضًا قَدْ ذَاعَ إِيمَانُكُمْ بِاللهِ، حَتَّى لَيْسَ لَنَا حَاجَةٌ أَنْ نَتَكَلَّمَ شَيْئًا.” (١ تسالونيكي ١: ٦-٨).

صاروا قدوة لكنائس أخرى. أُذِيعَتْ الكلمة وانتشرت بسببهم.

 تحدث الله في الجبل لإعطاء الوصايا. لم يكن لصوته صدي (بسبب الجبل) وهذه معجزة، لكن الصوت انطلق مباشرة لكل الأمم بلغاتهم، هذا حسب المراجع اليهودية، وهنا يقول إن الكلمة أحدثت نفس الشيء فانتشرت.

 الحق هو طريقة الله في فتح مجال للعالم، هو تجسُّد الحقيقة الإلهية في الأرض، هو قطعة إلهية أصلية موجوده لا تحتاج إلي إظهار فقط انظر إليها فتظهر للعيان مثل استجابات الصلاة تمامًا مثل بخار الماء وإحضاره كقطرات ماء على سطح ما.

 سبب استقامة هذا الإله هو عدم تفكيره في ذاته؛ “٣١إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقًّا. ٣٢ الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ. ٣٣ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلْحَقِّ.” (يوحنا ٥: ٣١-٣٣).

 إن أردتَ معجزة، ثَبِّتْ صورة واحدة في ذهنك واتبع تعليمات هذا الإله كما قال يسوع: “لا أصنع شيئًا من نفسي ولا أشهد لنفسي”، أيضًا لم يقبل شهادة من إنسان (يوحنا) بل اعتمد على شهادة الروح القدس.

 ربما يبدو أن يسوع ضد يوحنا أو ضد موسى عندما قال: موسى قال لكم…أما أنا فأقول…. لكن ليس صحيحًا بل هو كان يريد توضيح أن الإنسان في العهد الجديد أصبح حاملاً للطبيعة الإلهية وله نظام آخر يسير طبقًا له.

 مثلاً عندما قال الرب لليهود: “إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا.” (متى ١٩: ٨)، هذا عندما سألوه عن الطلاق. حتى إن خرب ارتباطك يمكنك استرداده بالمحبة، هذا نور أعلى.

 

 “٣٤ وَأَنَا لاَ أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ، وَلكِنِّي أَقُولُ هذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ. ٣٥ كَانَ هُوَ السِّرَاجَ الْمُوقَدَ الْمُنِيرَ، وَأَنْتُمْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَةً. ٣٦ وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لأُكَمِّلَهَا، هذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي. ٣٧ وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ، ٣٨ وَلَيْسَتْ لَكُمْ كَلِمَتُهُ ثَابِتَةً فِيكُمْ، لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ هُوَ لَسْتُمْ أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ. ٣٩ فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي.” (يوحنا ٥: ٣٤-٣٩).

 لا تكن مسيحيًا بالاسم، بل عشْ بالإيمان. عِشْ بالنور الذي لا يُدنَى منه، بالحق الذي لا يمكن مقاومته ولا الوقوف ضده.

 

▪︎ القيادة بتعليمات الله:

 انتبه! أنت لديك رصيدٌ من يسوع، إبليس ليس له رصيد لديك. إن كان العيان سيء للغاية اسأل نفسك هذا السؤال؛ “من له رصيد داخلك؟” ودعْ الروح القدس يقنعك.

 يوجد حق كتابي يقيني وحقيقي وله تجسيد في عالم الروح، انظر إليه. في الحقيقة هذا سبب تجسيد معجزتك أيضًا على الأرض لذلك حافظ نفسه هو حافظ تفكيره ويقوم بوضع نفسه في طرق الحّق.

 كثيرون يتسألون متعجبين؛ لماذا ننسى؟! تذكَّرْ الكلمات التي قالها الرب: “وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.” (يوحنا ١٤: ٢٦).

 إن كان ما تدرسه هو تعليم كتابي صحيح هو سيذكرك به، لأنك آمنت بالتعليم الذي قُدِمَ لك وليس فقط قمتْ بسماعه. اعلم إنك لديك خواص في روحك ما دمت تتحرك بالكلمة، فقط عليك تفعيلها. يجب أن يكون لديك إيمان، لتثبت الكلمة فيك.

 كان لدى اليهود معرفة بالحياة الأبدية. عندما جاء رجل غني (رئيس مقاطعة) ليسوع وقال له: “أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟” (مرقس ١٠: ١٧)، إذًا كان عندهم اعتقاد بالحياة الإلهية.

 لهذا السبب في إحدى المرات نجد يسوع يقول لليهود: ابحثوا عنها، فتّشوا الكتب حيث يوجد بها الحياة وستجدونني فيها، فالحق الذي فيها يشهد لي؛ “فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي.” (يوحنا ٥: ٣٩).

 الحق هو صوت الآب، هو صوت الله الذي يشهد ليسوع. هذا يوضح أن الحق الكتابي هو الشهادة التي تأتي من الآب، وليس فقط الآب من يشهد عن يسوع لكن يسوع أيضًا يأخذ كلامه ويشهد عنه، وهنا يأتي دور اعترافات الإيمان.

 “١٢ ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ»”. ١٣ فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «أَنْتَ تَشْهَدُ لِنَفْسِكَ. شَهَادَتُكَ لَيْسَتْ حَقًّا». ١٤ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌّ، لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ آتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ.” (يوحنا ٨: ١٢-١٤).

 كُتِبَ لك عدم الارتباك والحيرة وأنت تواجه ظروفك وتحدياتك، فأنت لديك نور الحياة طالما تتبع يسوع عبر اتّباع كلمته. يشير لفظ “نُورُ الْحَيَاةِ” إلى معرفة التصرُّف والتحرُّك بوضوح. من يتّبع يسوع لا يرتبك أو يحتار بل تصبح الحياة مكشوفة أمامه، كاللغز الذي تمّ حله.

 طبقًا للشاهد السابق يمكننا الخروج بخلاصة وهي؛ الحقيقة الكتابية (الحق) = أن تعرف إلى أين تذهب وما هو مصدرك روحيًا، لترى نفسك إنك إنسان غير عادي. عليك أن تفرح وتنشط ذهنك وأنت تقول هذا الكلام؛

  • أنا أعلم خامتي (الكلمة)، أعلم مصدري.
  • أنا لست بشريًّا عاديًّا، أنا أعلم إلى أين أذهب.

 ثم أكمل يسوع وأخبرهم إنهم بحسب البشرية التي بداخلهم يحكمون، لكن هو إن حكم على أحدٍ فهو حكمٌ عادلٌ لأنه يحكم من خلال الآب. مثلاً أنت قد تحكم على المرض إنه صعب ومُستعصَى، هذه بشرية، لكن مع الروح القدس تتعلّم كيف تحكم على الأمور من خلاله بعد أن تراها بعينه. بالطبع جدير بالذكر أن الروح يتكلم إليك من ذخيرة الكلمة التي بداخلك.

 كان جُليات عملاقًا، لكن داود لم يره كما رآه بقية الشعب! فهو رآه بعيني الرب لذا نسمعه يقول له: “هذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي، فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ…” (صموئيل الأول ١٧: ٤٦). هكذا تري المواقف عندما تمتلئ بكلمة الله.

 كما ذكرتْ للتو؛ كان جُليات عملاق الحجم (كما يحاولون الآن توريد فكرة النيفيليم في الأفلام بهذه الأحجام للبشر) وهذا ما سيظهر بعد الاختطاف.

 رأي داود حجم جليات الحقيقي، رآه صغيرًا جدًا لدرجة إنه يمكن حبسه في يده. أول كلمة قالها داود عندما رأى العيان: “لأَنَّهُ مَنْ هُوَ هذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ؟” (صموئيل الأول ١٧: ٢٦)، كان يقصد بكلمات أخرى؛ مَن هذا العيان الذي ليس له أساس؟ هكذا أنت أيضًا الآن عندما تواجهك التحديات، انظر لها وقُلْ: “من أنت أيها التحدي! أنت ما إلا مجرد عيان ليس له أساس. إلهي هو مُدعّمي، هذا مصدر قدرتي.”

 حدثت سخرية مما حوله لأن الجسد من الطبيعي جدًا أن يسخر من أمور الروح. وما يحبه البشر من أمور الجسد وشهواته في الحقيقة لا يخدمهم.

 

▪︎ كيف يتجسّد الحق:

“الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ إِشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ.” (كولوسي ٢: ٢٣).

 “نَافِلَةٍ” أي تأليف إنسان. كثير من المؤمنين يعتقدون أنّ عليهم بقهر وتواضع الجسد كي لا يخطئوا! هذا ما نراه اليوم عندما يقولون لابد أن الله يريدني مُتضِعًا ومكسورًا وفقيرًا حتى لا أتركه وأحيد عنه، هذا خاطئ بالفعل.

 “١ كَلاَمُ أَجُورَ ابْنِ متقيه مَسَّا. وَحْيُ هذَا الرَّجُلِ إِلَى إِيثِيئِيلَ، إِلَى إِيثِيئِيلَ وَأُكَّالَ: ٢ إِنِّي أَبْلَدُ مِن كُلِّ إِنْسَانٍ، وَلَيْسَ لِي فَهْمُ إِنْسَانٍ، ٣ وَلَمْ أَتَعَلَّمِ الْحِكْمَةَ، وَلَمْ أَعْرِفْ مَعْرِفَةَ الْقُدُّوسِ…… ٨ أَبْعِدْ عَنِّي الْبَاطِلَ وَالْكَذِبَ. لاَ تُعْطِنِي فَقْرًا وَلاَ غِنًى. أَطْعِمْنِي خُبْزَ فَرِيضَتِي، ٩ لِئَلاَّ أَشْبَعَ وَأَكْفُرَ وَأَقُولَ: «مَنْ هُوَ الرَّبُّ؟» أَوْ لِئَلاَّ أَفْتَقِرَ وَأَسْرِقَ وَأَتَّخِذَ اسْمَ إِلهِي بَاطِلاً.” (الأمثال ٣٠: ١-٣، ٨، ٩).

 إنها “لغة الوهم”. هي بلا قيمة لكنها تشبع البشرية. ما منفعة هذا الإله في هذا؟ يقول الكتاب: “مَنْ يُكَدِّرُ (ينكد على) بَيْتَهُ يَرِثِ الرِّيحَ، وَالْغَبِيُّ خَادِمٌ لِحَكِيمِ الْقَلْبِ.” (الأمثال ١١: ٢٩). حاشا لله أن يقول كلامًا ويحيا عكسه، نحن بيته!

 القائل لتلك الكلمات هو شخص بلا تعليم، ليس لديه فكر الله من الأساس. أتتذكر عندما دخل الشعب أرض الموعد؟ لقد نبههم الله ألا يقسوا قلوبهم وينسوا الرب مصدر بركتهم وازدهارهم لكنه لم يمنعهم عن الوفرة. فالعلاج إذًا هو التعليم وليس المنع لأن الجوهر يكمن في الأفكار.

“وَالَّذِي عَايَنَ شَهِدَ، وَشَهَادَتُهُ حَق، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ لِتُؤْمِنُوا أَنْتُمْ.(يوحنا ١٩: ٣٥).

 يقول إني أشهد بما رأيته، هذا هو الحق، والكلمة التي بين يديك هي حق لأنها شيء مرئي من شخص صادق وهو الروح القدس.

 أنت ما تقوله الكلمة عنك. تقول: إنك خليقة جديدة وقادر أن تسيطر على حياتك وجسدك، على غضبك وانفعالاتك عن طريق عملية فكرية كتابية سليمة، وكذلك على حواسك وشهواتك وتصبح الإنسان الذي يريده الله وليس الشخص المجرور وراء حواسه أو مسحوب وراء ميوله ومزاجه، المواقف لا ترفع ولا تخفض مزاجه. يريدك إلهك أن تكون فاعلاً وليس مفعولاً به في الحياة.

“أَيْضًا وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ، مَا هُوَ حَقٌّ فِيهِ وَفِيكُمْ: أَنَّ الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ الْحَقِيقِيَّ الآنَ ِيضيءُ.” (١ يوحنا ٢: ٨).

الآن صار الحق فيه وفيكم، الآن أصبحت الحقيقة في داخلك. أنت في النور، لا تكتفي بالذهاب للسماء وحسب. يريد الله العمل على شخصيتك حتى تتغير لشابه صورة يسوع. يريدك الرب أن تصبح رجلاً وتبطل ما للطفل.

“١٧ وَالرُّوحُ وَالْعَرُوسُ يَقُولاَنِ: «تَعَالَ». وَمَنْ يَسْمَعْ فَلْيَقُلْ: «تَعَالَ». وَمَنْ يَعْطَشْ فَلْيَأْتِ. وَمَنْ يُرِدْ فَلْيَأْخُذْ مَاءَ حَيَاةٍ مَجَّانًا. ١٨ لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذَا، يَزِيدُ اللهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هذَا الْكِتَابِ. ١٩ وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ، يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ. ٢٠ يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهذَا: «نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ.” (رؤيا ٢٢: ١٧-٢٠).

 يختلف العدد السابع عشر عن العدد العشرين؛ حيث إن آية ١٧ تحوي نداء مُوجَه للخاطئ حتى يقبل إلى يسوع؛ إن كنت عطشانًا تعالَ، بينما النداء المذكور في آية ٢٠ مُوجَه للرب يسوع.

 إن كنت تعاني من نوبات الزعر والخوف أو التشكيك والوسواس القهري (قهر تحت أفكار مُلِحّة)، تستطيع أن تتحرر من هذه الأفكار وتغيّرها، بأن تخرج خارجها وتكتشف أن بداخلك طبيعة إلهية. لن تنغلق شهيتك للكلمة والصلاة حيث إن بليس يدخل عن طريق مخاطبة أفكارك، الجسد ليس خطية في حد ذاته، بل هو أداة. أخذ يسوع جسدًا ولكنه كان بلا خطية. يمكنك أن تُخضِع جسدك تحت سيطرة روحك.

 تذكَّر دائمًا؛ بداخلك حق لا يمكن مقاومته، بمجرد قبولك ليسوع تأخذ السيادة. لم يعد الباب ضيقًا بالنسبة لك كما يعظ البعض طالما قبلت يسوع. الطريق صعب والباب ضيق لمَن لم يقبل يسوع بعد، لكن للمولود من الله رحب.

 هناك أشخاص تعود للظلمة بعد أن سلكت في النور، لا تكن من بين هؤلاء. من يسلك في النور لا يمكن أن يسقط. أنت تتلامس مع مملكة الظلمة عندما تتكلم كلمات سلبية عنك أو عن آخرين وكم هذا خطير!

 عندما تدرس عن الشخصيات التي كتبت هذه الكلمات، تجد إنها تحيا في محبة شديدة للرب، انظر لخلفيات بطرس وبولس هؤلاء الأشخاص درسوا كثيرًا من الكتب.

 رأوبين وكل أبناء يعقوب لهم كتاباتهم، نعم هذا ليس وحي. أحدهم كتب بعد دخولهم مصر وقبل وفاته وقال: لقد كنت أعمى نتيجة غضبي وغيظي من يوسف لكن هذا الاله حفظه.

 كتب يوسف أيضًا عن كثرة الملاحقة والإغراءات من امرأة فوطيفار لدرجة إنها أرسلت له رسائل بعدما دخل السجن، كان هذا الشخص نقي القلب. أريد قول؛ من يريد أن يعيش نقيًا يستطيع أن يقول: “لا” للخطية. لا تسلك في مملكة النور وأنت مُتمسِك بأشياء تخص مملكة الظلمة، ستعاني من مشاكل ضخمة. الخارجين من هذه الخلفيات استقبلوا تعاليم يسوع.

“١٧ كُلُّ إِثْمٍ هُوَ خَطِيَّةٌ، وَتُوجَدُ خَطِيَّةٌ لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ. ١٨ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ. ١٩ نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ (خرجنا من الله)، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ. ٢٠ وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً (فهم) لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (١ يوحنا ٥: ١٧-٢٠).

 كمولود من الله، أنت تعرف هويتك، على عكس الكتبة والفريسيين. نحن نعلم من أين أتينا، ولدينا بصيرة لنعرف الحق. هللويا.

 قل هذا: كوني مولود من الله، أنا أعرف حقيقة الأمور، أستطيع أن أري كيف تحدث المعجزة، لدي بصيرة، وتستطيع أيضًا أن تعرف كم يحبك.

 “١٩ وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ. ٢٠ «وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ، ٢١ لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. ٢٢ وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. ٢٣ أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.” (يوحنا ١٧: ١٩-٢٣).

 إذًا محبة الآب لك تساوي محبته ليسوع. هللويا.

 تأمل في هذا الحق. قل: أنا محبوب بنفس محبة الآب ليسوع. ستكبر روحيًا بتأملك في هذه الحقيقة وفهمها، لن تقدر أن تنمو في حياتك إن كنت تخزّن معلومات خاطئة عن الله، وأنت تصلي وتتأمل في هذه الآية سترفعك لأن بداخلها ذخيرة -قنبلة روحية- يمكنك أن تفعّلها لتشتعل حياتك.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

 
Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$